
رواية وختامهم مسك الفصل السابع7والثامن8 بقلم نورا عبد العزيز
بعنـــــوان " ذكـــــاء رجــل "
ضحكت "مسك" بغرور وهى تضع يديها حول فنجان القهوة وتنظر بداخله، تستمع بدفئه ورائحة قهوتها تغتصب أنفها ولا تبالي لهذا الرجل كثير، تحدث"بكر" بطريقة عافية:-
-غزل كانت أشطر وأقوي مهندسة فى الجيش...
ظلت تتابعه فى الحديث بصمته مُستمعة إليه حتى توقف عن الحديث وقال:-
-أنتِ سامعاني؟
وضعت فنجان القهوة على الطاولة ثم نظرت إلى وجه "بكر" بثقة وقوة ثم قالت:-
-هههه اه سامعة بس عندي كلام أحلي تسمعه
أومأ إليها بنعم لتتابع حديثها بثقة أكبر قائلة:-
-أنا مسك غريب القاضي كان لازم تسأل عني قبل ما تيجي... مع انى أشك أنك عملتها لأن مفيش واحد هيروح يقتل واحدة ميعرفهاش
نظر إليها بهدوء شديد مُندهشة من كلمتها وقال:-
-انا ...
قاطعته بحدة صارمة وبسمتها الشيطانية لا تفارق وجهها، أشارت على عنقه بسبابته قائلة:-
-أنت غبي، أنا معرفش أنت مين ولا دورت وراءك لكن اللى يعمل جريمة ميسبش وراء دليل.. التنين اللى على رقبتك كان على رقبته بس أزاى مقالكش أني مش غزل اللى معرفش علاقتك بيها لكن أكيد مش الحدوتة اللى حكيتها... مشربتها زى فنجان القهوة دا
أخذ "بكر" نفسًا عميقًا مُندهشًا من هذه الفتاة الأستثنائية بقوتها وصرامتها وقال بجدية:-
-عجبني ذكائك
تبسمت "مسك" بخبث شديد وكبرياء لا ينكسر نهائيًا وقالت:-
-عارفة، أنا مفيش حد ما أعجبش بذكائي وكمان قتالي... أبقي اسأله علي متعة قتالي هيعجبك أوى
قهقه "بكر" ضاحكًا على كلماتها ومرر أنامله على ذقنه بإعجاب شديد بها لتقول "مسك" بقوة:-
-نصيحة مني أنا كمسك بلاش تجرب وكدكتورة أخاف عليك تجربه واحد فى سنك مش هستحمل لكمتي..
وقفت "مسك" من محلها بثقة بعد أن اوصلت له تهديدها لتقول بعفوية:-
-أنا عارفة أنك السبب وراء اللي حصلي وركبت معاك وجيت لأني مش جبانة ولا بهرب وأستخبي وكرم منى أني هسيبك تعدي المرة دي لكن جرب تعملها مرة تانية
غادرت المكان بثقة ثم أخذت سيارة أجرة إلى الفندق، تاركة خلفها رجلًا مُعجب بها وبقوتها وثقتها ليقول بتمتمة:-
-طب والله متستاهليش الموت
_______________________
وصل سيارة إلى مكان قرب الفندق ووقف رجل ينظر قدوم أحدهما حتى ظهر "تيام" أمامه، ترجل الرجل من السيارة وقال:-
-مساء الخير يا بيه
-أنجز
قالها "تيام" بغضب سافر فأشار له الرجل على السيارة ليبتسم "تيام" وأخرج من جيبه الخلفي ظرف بها مبلغ من المال كبير وفى المقابل أخذ "تيام" سيارة هذا الرجل وعبر بها من بوابة القرية وأتجه نحو الفندق...
_____________________
فى مكتب "زين" كان يتحدث مع "زينة" و"جابر" حول القرية وقال:-
-الوفد الروسية جاي أخر الأسبوع والشركة هتقيم عندنا فى الفندق حفل الذكري السنوية ليها الـ 50، حدث زي دا مش لازم يكون في غلطة يا زينة
أومأت إليه بنعم وفتح باب الغرفة ثم دلفت "ورد" وعندما رأته على طاولة الأجتماعات جلست تنتظره حتى ينهي العمل، تابع "جابر" الحديث قائلًا:-
-كمان مشكلة الرجل الروسي أنا حلتها ودفعت له تعويض عن الخسارة اللى حصلت له
أومأ إليه "زين" بنعم وقبل أن يتحدث سمع الجميع صوت ضجة بالخارج ونظروا نحو الباب ثم وقف "جابر" كي يخرج ويرى ماذا يحدث لكن قبل أن تخطي قدميه خطوة واحدة فتح الباب بالقوة بعد ان ركله "تيام" بقدمه وكان غاضبًا كالبركان ويحمل فى يده مسدسًا ويسحب فى يده رجلًا أخره مصاب بكل مكان فى وجهه، صرخ "زين" بأنفعال وقال:-
-ايه الهمجية دى؟ أنت مش ناوي تبطل
دفع الرجل على الطاولة بقوة ليسقط أمامه فوق الطاولة ثم قال:-
-أنا همجي ووسـ**خ وفيا كل العبر زى ومعترف بدأ بس مش أنا اللى عملتها
نظر "تيام" إلى "ورد" التى ترتجف فزعًا وشلت أطرافها متجمدة مكانها وعينيها على هذا الرجل تنتفض خوفًا وعقلها يسرد أمامها كل ما حدث لها تلك الليلة، أتسعت عيني "زين" على مصراعيها من لقائه لهذا الرجل الذي فعل بمحبوبته هذا، تبسم "تيام" بسخرية وقال:-
-أنا مجبتهوش وتعبت نفسي ودورت عليه عشان سواد عيونك ولا عشان فارق معايا اللى حصلها وتستاهل ولا لا، أنا جبت عشان مش يوم لما تترمي عليا تهم تكون إغتصاب، أنا اه علاقاتي كتير بس معملتهاش مع واحدة غصب عنها .. أهو عندك تبلغ عنه تأخد حقك بالقانون أو تقتله تدخل السجن إن شاء الله متقاطعش برضو أنت حر....
سأله "جابر" بجدية قائلًا:-
-وأنت جبته منين؟
ضحك "تيام" بسخرية من هذا الحديث ورمقه من الرأس لأخمص القدم وقال:-
-أصل الناس المحترمة اللى زيكم ميعرفهوش الأشكال دى ... أهو نجاستي نفعتكم مرة
غادر المكان مُبتسمًا على أنتصاره على "زين" وقد أثبت له أنه الأقوي، هجم "زين" على هذا الرجل يلكمه بلكمات قتالية وكسر به الطاولة الزجاجية ولم يشعر بنفسه وهو يهمش عظام هذا الرجل و "ورد" ترتجف وتنتفض فى البكاء بصدمة ألجمتها، أبعده "جابر" عنه بصعوبة بعد أن أمر رجاله بأن يأخذه هذا الرجل قبل أن يقتله "زين" ويذهب للسجن بتهمة القتل حقًا...
دفع "زين" الرجال عنه وفك أسر تقييدهم ثم ذهب نحو "ورد" بلطف وضمها إليها بدفء وقال:-
-أهدي يا ورد... خلاص أهدي أنا هنا يا حبيبتى
تشبثت فيه بكلتا ذراعيها الأثنين بخوف يتمالكها...
________________________
كانت "مسك" جالسة على الفراش فى غرفتها وقالت بهدوء مُحدثة والدها فى الهاتف:-
-مفيش حاجة يا بابا متقلقش عليا
صرخ "غريب" بها بنبرة مُخيفة بعد ما سمعه من والدتها:-
-أنا بسألك سؤال واضح يا مسك، بثينة قصدها أيه بالكلام دا؟
تنهدت "مسك" بضيق شديد يقتلها الوجع من الداخل بسبب إفصاح "غزل" لسرها إلى والدتها والآن أخبرت به والدها "غريب"، قالت بنبرة دافئة:-
-مفيش حاجة يا بابا، أنا أشك أنى فاكرة حاجة من دى، دا كلام مر عليه أكثر من 15 سنة... المهم طمني غزل عاملة أيه دلوقت؟
-حالتها بتسوء يا مسك كأب مش قادر وكدكتور عارف أن رفع الأجهزة عنها رحمة بيها من العذاب دا لكن قلبي كأب مش مطاوعني يا مسك
قالها بحزن شديد من حالة ابنته الحرجة، تنهدت بهدوء تستمع لصوت بكاء والدها فقررت ألا تخبره عن محاولة قتلها وهذا الرجل الذي ظهر إليها ويكذب بشأن معرفته بـ "غزل"، أنهت "مسك" الاتصال مع والدها وظلت محلها على الفراش تفكر فى هذا الرجل وربما يكن له علاقة بما حدث لأخته وتذكرت ما سمعته صباحًا فى الفندق وحصول "تيام" على مرتكب جريمة "ورد" لتأخذ نفس عميق وخرجت من غرفتها بقوة..
بحثت "مسك" عنه فى كل مكان لتجده فى نهاية الأمر داخل البحر فى يخت مع صديقاته الفتيات الأجانب، ظلت تنتظره حتى عاد قرب أذان المغرب، رأها تقف على الشاطيء ترتدي بنطلون وردي اللون وتي شيرت أسود وتستدل شعرها على الجانبين بحرية، تقدم مع بنتين ترتدي كلا منهن ملابس السباحة التى تكشف من أجسادهم أكثر ما تخفي، مر من جوارها وهو يغازل هؤلاء الفتيات قائلًا:-
-أهي دى البنات مش غفر بلدنا
قالها وعينيه ترمق "مسك" فضحكت بسخرية على مداعبته الساخرة منها، أقتربت "مسك" منه وقالت:-
-ممكن لحظة!
ألتف إليها بأندهاش وقال بسخرية:-
-واااا معقول الدكتورة مسك عايزة تتكلم مع زبالة زي
تنحنحت بحرج شديد من كلماتها السابقة عنه وقالت بأختناق:-
-خلاص مش عايزاه
ألتفت لكي تغادر لكنه اوقفها بسرعة عندما مسك معصمها، نظرت إليه بغضب ورفعت حاجبه إليه فترك يدها سريعًا ثم قال:-
-عايزة أيه؟
جلسوا معًا على أحد الطاولات لينظر إليها مُنتظر أن تتحدث فقالت بجراءة:-
-عايزة أعرف معلومات عن حد
-مين؟
قالها بتعجب لطلبها منه، أخرجت الهاتف الخاص بها وأعطته له، نظر إلى صورة الرجل ثم قال:-
-مش دا اللى مشيتي معه من يومين باين
ضحكت وهى تعود بظهرها للخلف تتكئ به بأسترخاء وغرور ثم قالت:-
-دا أنت مركز بقي
تجاهل سؤالها ثم ترك الهاتف على الطاولة ونظر إلى "مسك" ثم أقترب إلى الطاولة ووضع ذراعيه عليها بثقة وقال:-
-بس أنا مبعملش حاجة ببلاش
تنحنحت "مسك" بهدوء وقالت:-
-دا أكيد من واحد زيك
-بصي هو أكيد أن ما دام واحدة زيك ومسك بنفسها لجئت لواحد زبالة زيا زي ما أنتِ قولتي... يبقي الراجل مهم ليكي وأحتمال الموضوع يكون حياة أو موت
قالها "تيام" بمكر شديد وذكاء منه لتقول:-
-حاجة زي كدة...
رفع "تيام" سبابته إلى وجهها رغم أنها تجلس مقابله يرفع غرتها لتضرب يده بقوة غاضبة من فعلته فتبسم بذكاء داهم وقال بنبرة قوية:-
-وأنا كمان عايز منك حاجة بالنسبة حياة أو موت... وأنتِ عارفةبموضوع الوصية وسمعتيها مش هقولك أني عايز أتجوزك لأجل عيونك الحلوة دى... ومش بعاكس بس هم حلوين وأنا راجل بقدر الجمال لكن مش معاكي.. أنا عايز أتجوزك فترة موقتة مسافة ما أستلم ورثي وأطلقك
جزت على أسنانها بغيظ شديد منه وضربت الطاولة بقبضتها ثم قالت:-
-المرة اللى فاتت رمتك بكوباية المياه المرة دى متلومنيش على موتك بأيدي
وقفت من محلها وغادرت قبل أن تقتله الآن، أخذ "تيام" هاتفها وركض خلفها مُستغلًا فرصة حاجتها إليه، صعدت "مسك" إلى غرفتها وقبل أن تغلق الباب رأته أمام وجهها يمنعها عن قفل الباب ويقول:-
-أسمعني بس
تأففت بضيق شديد من هذا الرجل وقالت:-
-أنت مجنون جواز أيه، أنا دكتورة مسك أتجوزك أنت..
دلف للغرفة بجدية ووضوح دون خبث أو مكر وقال بجدية:-
-أنا راجل دوغري ماليش فى اللف والدوران، مش هلف عليكي وأقولك أنى بحبك وأمثل عليكي التمثيلية البايخة اللى بتحصل فى الأفلام والروايات لحد ما تحبني وأتجوزك، أنا جاي أقولك أنى مش هتجوزك حب فيكي ولا أنى مش قادر على بعدك.. أنا بقولك أن عايز ورثي ومشروط عليا أتجوز بنت محترمة وأنا زبالة ومعترف بدا ومعنديش وقت أدور على واحدة محترمة لأني واثق أنهم مش موجودين ...
كادت أن تتحدث لكنه بتر حديثها قبل أن يخرج ووضع يده أمام وجهها بحزم وقال:-
-ومش هدخل معاكي فى جدال على وجودهم وعدمه وأن صوابعي مش زي بعض لأن مش موضوعي أني أثبت دا... أنا عايز ورقة جواز بيننا وتاني يوم أستلم الورث فيه هتلاقي ورقة طلاق
ذهبت "مسك" إلى الداخل بعيدًا عنه بسخرية من حديثه وقالت ببرود شديد وهذا الحديث لم يمر على عقلها:-
-أنت عبيط وأنا أيه اللى يجبرني على أنى أكون مُطلقة.. عشان شوية معلومات عايزة أعرفها، طب ما أنا ممكن بسهولة جدًا أشوف حد من اللى بيعملوا دا وأجره يجيبلي المعلومات اللى أنا عايزها
تبسم "تيام" بثقة من ذكاءه وقال بكبرياء شديد:-
-مع أحترامي لثقتك المزيفة دى، بس يا دكتورة أنتِ لو تعرفي طريق الأشكال اللى بتعمل الحاجات دى مكنتيش لاجئتي ليا، أنا واثقة رغم قوتك وأستثنائك لكن فى حاجة قذرة متعرفيش طريقها لأن المحترمين مالهمش فيها
رن هاتفها يقاطع حوارهما فألتقطته ببرود وعينيها تحدق فى وجه "تيام" بحيرة من حديثه وهى حقًا لا تعرف كيف تفعل هذا وتجلب أحد يساعدها فى العبث فى ماضي وحياة هذا الرجل، نظرت للهاتف بضيق وكانت رسالة من رقم مجهول يقول:-
-المرة الجاي هتصيب يا مسك وهتحصلي غزل بنفس الطريقة عشان تبقوا زي بعض فى كل حاجة ما انتم توأم
أندهشت "مسك" من هذه الرسالة التى تحمل تهديد وأعتراف بأن هذا الرجل هو من فعل بأختها هذا لتقول بأرتباك واضح:-
-أنا موافقة
أندهش "تيام" من موافقتها على الزواج ولا يعلم ماذا جاء فى الهاتف حتى بدل رأيها تمامًا وقبلت بالزواج منه وقال مُتعجبًا:-
-موافقة!!
نظرت إليه بهدوء وقالت:-
-اه لكن عندي شروط، أول شرط هو شهر واحد
عقد " تيام" ذراعيه أمام صدره وأتكئ بكتفه الأيسر على الحائط بغرور يتملكه ثم قال بتهكم ساخرًا من كلمتها:-
-من الناحية دى أطمنى، أنا مفيش ست قعدت معايا أكثر من أسبوع، ودا أن ماكنتش ليلة واحدة
أخذت "مسك" خطوة نحوه بتحدٍ ثم مدت يدها إلى لياقة قميصه الأسود بأزراره الأربعة المفتوحة من الأعلي يظهر صدره العاري بأثارة، جذبته بقوة إليها حتى أختلطت أنفاسهما معًا بسبب هذا القرب وقالت بنبرة خافتة رغم قوتها:-
-لكني غير كل الستات اللى دخلوا حياتك
رفع حاجبه بإعجاب كبير بهذه الفتاة الجريئة، تمنى أن تكون بريئة ونقية كوجهها الحسن لكنها كانت حادة وقوية كالسيف وهذا ما زاد إعجابه بها ليقول:-
-لا، عجبتيني
شعرت بيده تحيط خصرها بعد قربهما ليُصدم عندما ظهر مسدسها من العدم ووضعته بصدره العاري تجاه قلبه دون خوف وقالت:-
-فكر تلمسني مرة تانية وأنا أخليها الأخيرة فى حياتك وأنال شرف أنى أكون أخر حاجة تشوفها عينيك فى الدنيا
قهقه ضاحكًا بعد أن رفع يديه عنها بأندهاش أكبر وعينيه تزداد إعجاب بها، ضحكت "مسك" بسخرية وهى تترك قميصه وتضع مسدسها خلف ظهرها بمهارة وقالت:-
-أنا مسك القاضي مش زى أى حد ولا أى واحدة بدايتها ونهايتها كانت أوضة نومك وأفتكر أن أسهل ما عليا هو أنى أخد روحك
أقترب خطوة نحوها وأصبح مُلتصقًا بها، ظلت "مسك" صامدة وثابتة دون أن تتزحزح خطوة للخلف أو يرمش لها جفن، حدق بعينيها الرمادتين بدرجة فاتحة مائلتين للون الأبيض بسحرهما الرائع والنارد رؤيتهما فى وجوه البشر، قال بخفوت:-
-أنتِ بس قوية لكن ترهني أن نهايتك هتكون أوضة نومي اللى بتسخري منها
-دا اللى واحد زيك يتمناه
قالتها بجراءة وعقله الفاسق ما زال لا يترجم قوة هذه الفتاة التى لم يرى لها مثيل من قبل، أزدرد لعابه بتوتر مُرتبكًا من قُربها وجراءتها قد تأخذه للهلاك بنفسه وهو لم يخضع يومًا لأنثي لطالما كانت النساء وسيلة للرفاهية له فى نهاية يوم، يختم يومه بعلاقة حميمية مع الفتاة التى تعجبه وفى الصبح يُسرحها بمبلغ المال، أول أنثي تستعصي عليه وتتحداه بقوة تفوق قوة الرجال وترفضه وهذا ما جرح كبريائه كرجل، تمنى أن يلتهم قوتها الآن ويقتلها بشفتيه حتى يكسر كبريائها وغرورها لكن "مسك" لم تكن تخشاه بل قرأت رغبته بها فى عينيه بمهارة وإتقان، تمتم " تيام " بنبرة هامسة وعينيه تحدق بشفتيها الصغيرتين بشهوانية قائلًا:-
-بلاش نتكلم عن اللى بتمناه يا دكتورة... صحيح بمناسبة أنك دكتورة قلب ما تيجي تكشفي على قلبي كدة
قال جملته الثانية بعد أن مسك يدها بالقوة ووضعها على يسار صدره تحديدًا فوق قلبه الهادئ، أستشاطت "مسك" غضبًا من فعلته خصيصًا أنه وضع يدها على صدره العاري وليس فوق قميصه لترفع يدها الأخري على سهو ودون سابق أنذار ولطمت وجنته بقوة تنفث غضبها من فعلته به ليُصدم "تيام" من فعلتها وحدق بها غير مستوعبًا ما حدث بسرعة البرق وصفع فتاة له ليقول:-
-أنتِ...
قاطعت صراخه وأنفعاله تقول بغضب سافر:-
-وثاني شرط وأهمهم ممنوع تلمسني نهائيًا، دا جواز مصلحة للطرفين وإلا مش هتلاقي قلم لكن ممكن تلاقي رصاصة فى قلبك اللى واجعك
جز على أسنانه بأختناق من حاجته لهذه الفتاة الآن فتابعت حديثها بثقة:-
-وثالث شرط أنا هفضل فى اوضتي وحضرتك فى أوضتك أهو لا أزعاجك وأمنعك من سهراتك الليلية الجميلة ولا تزعجني
-ماشي
قالها بغضب سافر وهو يتوعد لهذه الفتاة بالأنتقام من صفعها له بعد الزواج...
________________________
تحدث "بكر" بنبرة قوية غليظة قائلًا:-
-قولتلك متستعجلش يا إيهاب، البنت دى تلزمني
تمتم "إيهاب" بحزن شديد وغضب مكبوح بداخله:-
-مش قادر يا ريس نفسي أنتقم لبنتى وأخليها ترتاح فى قبرها
ضرب "بكر" قدم "إيهاب" بقوة وغضب شديد ليتألم من عنف "بكر" الذي قال بنبرة قوية وعيني تبث شرارة نارية:-
-وهي مسك اللى أذيت بنتك، قولتلك هنتقم لك من تيام بس مسك تلزمنى، البنت دى أنا مشوفتش من نوعيتها قبل كدة، دى كانت عارفة أن أنا اللى بعت الرجالة يقتلوها ومخافتش تكبر معايا العربية، مش بس جميلة لكن قوية وأجمد من ألف راجل من عينة رجالتك اللى رجعولك متعلم عليهم منها... البنت دى هتلزمني وعششت فى عقلي يا إيهاب ولحد ما تكون ملكي إياك تقرب منها من قريب أو بعيد وألا رقبتك الحلوة دى مش هتكون مكانها
قالها وهو يربت على عنق "إيهاب" بتهديد واضح، أبتلع "إيهاب" عابه بخوف من "بكر" وتهديده ثم قال بتلعثم:-
-دى قد عيالك
لكمه "بكر" بعنف شديد من عنته بالعجوز بطريقة غير مباشرة ليسقط "إيهاب" على الطاولة من لكمته القوية بينما قال "بكر" صارخًا ويديه تشير جانبًا:-
-ولو قد أحفادي، مسك هتكون ليا..
دلف أحد الرجال لهم وقال:-
-تيام قبض على الواد اللى عملها وجابر سلمه لشرطة
تبسم "بكر" بسخرية ثم قال:-
-روح نضف اللى عملته يا إيهاب من ورايا قبل ما العيل اللى أجرته يلف حبل المشنقة حول رقبتك ويبقي تيام علم على بنتك وعليك...
جلس على الأريكة ووضع قدم على الأخري بغرور شديد ويبتسم عقله قبل شفتيه مع تذكره لـ "مسك" وجراءتها وقوتها وجمال وجهها الحسن، هذه الفتاة التى أقتحمت عقله بجراءتها دون خوف وهمشت قلبه بنيران نظراتها القوية إليه وبسمتها الساخرة حين داعبت فنجان قهوتها قتلت قلبه وعينيه ليقسم "بكر" على أن يجعلها ملكًا له رغمًا عن الجميع والعالم بأسره...
الفصــــــــــل الثــــامـن ( 8 )
بعنـــــــوان "زواج"
كانت "زينة" جالسة فى مكتبها بالطابق الخاص بالأدارة وتفكر فيما حدث، أصبحت تمتلك الجزء الأقل رغم مجهودات المبذولة فى االعمل، أخذت نفس عميقًا من العجز عن فعل شيء أمام "تيام" الغريب كليًا عن العمل هنا والآن هو يملك الجزء الأكبر والأحق فى إدارة هذا المكان، جاء مساعدها "متولي" رجل فى الثلاثينات من عمره يقول:-
-أطلبلك قهوتك يا أنسة زينة
هزت رأسها بلا رافضة كل شيء، جلس "متولي" أمامها وقال:-
-ما لك؟ فى حاجة مضايقاكي
نظرت له ببرود شديد غاضبة لكن لا تملك شيء تفعله حتى تنفث عن غضبها، قالت بهدوء:-
-أنت شايف اللى بيحصل ميضاقيش، لتكون زى زين وجابر فاكر أن تيام هيستسلم، بالعكس أنا واثقة أن فى أى لحظة هنلاقيه داخل علينا بأى واحدة وهيقولك دى مراتي عشان بس يأخد التركة، كرهه لزين كفيلة بأنه يعمل كدة
تنحنح "متولي" بهدوء ثم سأل بفضول شديد:-
-هم ليه بكرهوا بعض كدة؟
تنهدت "زينة" بهدوء ثم قالت:-
-الخلاصة فى المقارنة، مقارنة الأهل بينهم وزين أحسن منك وأنت أسوء وهكذا فبدأ الكره من هناك وانتهي مكان ما إحنا موجودين، لو كانوا الأهل يعرفوا أن المقارنة وأنك تقلل من واحد قصاد التاني هتزرع كره وغل وحقد فى قلوبهم مكنش عملوها من البداية
هز "متولي" رأسه وعينيه تحدق فى وجه "زينة" ثم قال:-
-وحضرتك هتسكتي على كدة؟ هتفضلي واقفة محلك سر فى السكرتارية مجرد أيد للى فوق يقولك تعالي كدة واعملي كدة
حدقت بوجه "متولي" ثم قالت بضيق شديد:-
-أيوه أبدأ بقي فى بخ سمك فى عقلي... قوم يا متولي هاتلي قهوة وأتأكد من ترتيبات الحفل
أومأ إليها بنعم ثم وقف من محله ليفعل ما تريده، تمتمت بضيق شديد بعد أن فتحت اللابتوب الخاص بها:-
-مكار ...
_________________________
أستعد "زين" إلى هذا الحفل الذي أنتظره كثيرًا وسيرفع من قيمة الفندق والأسهم به، عقد رابطة عنقه بصعوبة وخرج من غرفته ليجد "جابر" فى أنتظاره وقال:-
-كل حاجة تمام أنا أتأكدت بنفسي
سار الأثنين معًا إلى حيث غرفة "ورد"، طرق "زين" الباب لتخرج "ورد" إليه مُرتدية فستان أسود طويل بأكمام وترفع شعرها للأعلي بدبابيس الشعر وغرتها الطويل على جانبها الأيمن، ترتدي كعب عالي، أخذ "زين" يدها فى ذراعه ببسمة مُشرقة من موافقتها على مشاركته للحفل والحدث الأهم له كرئيسًا للقرية، قال بلطف:-
-أيه الحلاوة دى
تبسمت بخفة إليها ليأخذها وذهبوا معًا إلى قاعة الحفلات، دلف الأثنين وخلفهم "جابر" الذي يبتسم للجميع برحب وبدأ يقدم لهم "زين" كرئيسًا للقرية ويضحك معهم حتى صعد مدير الشركة يلقي كلمته وقال:-
-خلوني فى البداية أشكركم على قبول الدعوة ومشاركة كل شخص فيكم للذكرى الخمسين لشركتنا دا شرف كبير ليا، وأحب أشكر كل شخص تعب فى تجهيز الأحتفال دا من أنسة زينة وأستاذ جابر اللى تعب جدًا فى تحقيق رغباتي عشان المكان يطلع زى ما فى خيالي وطبعًا كل دا بقيادة الرئيس....
كان الجميع فى حالة من الصمت يستمعون إلي هذه الكلمة، تبسمت "زينة" بعفوية مع ذكر أسمها وهى تقف على طاولة مع سيدة أعمال وترتدي فستان أزرق طويل بأكمام وتلف حجابها الفضي وكعب عالي وتبسم "زين" مع كلمته لكن سرعان ما تلاشت بسمته حينما قاطع كلمة المدير صوت رجولي قوي يعرفوا الجميع جيدًا يقول:-
-تيام الضبع
ألتف الجميع إلى باب القاعة وكان "تيام" واقفًا يرتدي بدلة سوداء وقميصًا أبيض اللون ويصفف شعره للأعلي ويربط عنقه برابطة باللون الأحمر تتناسب مع فستان "مسك" الذي تقف جواره وتتبأطأ ذراعه، مُرتدية فستان أحمر لامعة طويلًا وله ذيل طويل يزحف خلفها وبقط لديه طبقة أخري من الدانتيل كالعباءة المفتوحة فوق أكتافها وتزحف خلفها على الأرض وترتدي كعب عالي وشعرها مُصفف على الجانب الأيسر يظهر عنقها وحلق أذنها بوضوح من جهة الأيمن وتضع مساحيق التجميلن تقف بثقة وشموخ جواره وهو يحمل فى يده الأخري مكبر صوت يتحدث به، أقترب "جابر" بذعر من إفساده لحفل مثل هذا مهمًا لوضعهم بعد أنتشار كم الفضائح التى حدثت مُؤخرًا فى القرية وهمس فى أذنه:-
-أنت بتعمل أيه؟
تبسم "تيام" وعينيه لا تفارق "زين" الذي يقف مُشتعلًا من الغضب هناك محله وقال بثقة:-
-بسترد ملكي
قالها ووضع يده على صدر "جابر" بورقة ثم تقدم للأمام بها يقول:-
-خلوني أعرفكم بنفسي...
نظر "جابر" إلى الورقة وصُدم عندما كانت قسيمة زواجه بـ "مسك" من المأذون ليخبره بأنها زوجته على شرع الله وعقد قرآنه عليها رسميًا لتصبح زوجته شرعًا وقانونًا وقد حقق الشرط الذي وضعه جده العجوز حتى يصبح رئيسًا والآن هو الرئيس قانونيًا لأمتلاكه الحصة الأكبر وتنفيذًا لوصية جده الرئيس السابق ...
بدأ "تيام" يتقدم إلى الأمام نحو المنصة ويتحدث فى الميك بكبرياء شديد قائلًا:-
-أنا تيام الضبع الحفيد الأكبر لعبدالعال الضبع... اه نسيت أقدم لكم دكتورة مسك حرمي المصون
قالها بثقة وعينيه تنظر إلى "زين" كأنه يخبره بأن وقته قد حان ليستلم العرش رغمًا عنه، أقترب "جابر" منه بغضب شديد وقال هامسًا فى أذنيه:-
-تعال معايا
رمقه "تيام" بأندهاش من لهجته فى الحديث كأنه يأمره ليتابع "جابر" بهدوء:-
-تعال معايا بدل ما اخليهم يجبوك غصب ... أنا مش هتعامل معاك على أني شغال عندك
نظر "تيام" إلى رجال "جابر" الذي يقفون بعيدًا فى أنتظار إشارة واحدة منه ليقول:-
-متقلقش أنا مش هبوظ الحفل، مفيش عاقل بيبوظ حفل تتويجه يا جابر
صعد على المنصة و"مسك" جواره صامتة تراقب الجميع بعد خبر زواجه، "زينة" التى اشتعلت غيظًا وغادرت المكان فور ذكره إلى زواجهن زين" الذي كان على وقف الأقتراب لأفتعال شجارًا أمام الجميع لكن ما اوقفه يد "ورد" التى تشبثت به وهمست فى أذنيه قائلة:-
-أهدأ
ترك "تيام" يدها وأتكئ بذراعه على المنصة الخشبية أمام الميكرفون وقال ببسمة غرورية وغطرسة تقتل كل من رهان على هزيمته وسقوطه:-
-فى الحقيقة رغم كوني الرئيس لكن منكرش أن الحفل المدهش دا كان بفضل زين ابن عمتي والمدير العام للمكان بسبب أنشغالي بجوازي ... عريس بقى وكدة
ضحك الجميع برحب على عكس "زين" الذي أغلق قبضته بقوة محاولًا كبح غضبه قدر الإمكان قبل أن يضرب هذا الرجل أمام الجميع والكاميرات التى تصور الحدث كاملًا، نظر "جابر" إلى "تيام" بغضب سافر ورفع يده يشير إلى رجاله وقبل أن يقتربه أوقفهم "تيام" بكلمته يقول:-
-enjoy everyone ، وأنا بقي هروح enjoy مع زوجتي الجميلة
ترجل عن المنصة بنفسه قبل أن يسحبوا رجال "جابر" بالقوة كما فعلوا سابقًا، خرج بها مع "جابر" إلى مكتبه الذي ضرب المكتب غيظًا من تصرفات هذا الرجل وقال:-
-أنت مش هتبطل عمايلك دي؟
جلس "تيام" على الأريكة بغرور ورفع قدمه على الأخري ثم قال:-
-عملت ايه؟ حققت الشرط .. وزى ما أنا كنت مجبور على تحقيقه، حضراتكم مجبورين تحققوا الوصية وتبطل أنحياز لزين
نظر "جابر" إلى "مسك" التى تقف تراقب ما يحدث ثم قال:-
-أنتِ يا دكتورة مسك، أنتِ اللى تعمليها!! واحدة بمكانتك وعلمك وأحترامك تتجوز دا
-ألزم حدودك يا جابر أنا متحملك بمزاجي
قالها "تيام" بنبرة غليظة، تبسمت "مسك" بهدوء إليه وقالت مُجيبة على سؤاله:-
-معتقدش أن ليك الحق تتدخل فى حياتى ولا تقولي أختار مين شريك حياتي وأتجوز مين، أنت مش واصي عليا فياريت متديش لنفسك مساحة وحدود أنا مدتهالكش
تبسم "جابر" بسخرية على هذان الأثنين وثنائي الغرور والقوة هذا ثم قال بثقة حاقدًا بهما الأثنين:-
-معلش أسمحولي أتطفل شوية وأتخطي الحدود، أنا اه معرفش أتفقتوا على أيه مقابل الجوازة الصورية دى... لأن أكيد مش الغرام اللى جابوك على بوزكم لكن أحب أقولكم أن نقبكم طلع على شونة
نظر "تيام" له بأستغراب من هذا المثل الذي ذكره "جابر" ونظرات أنتصاره وقوته، تابع "جابر" بثقة بعد أن جلس على المكتب بغرور قائلًا:-
-أحب أقولك أن من صدمتك من الشرط مسمعتش الوصية كاملة... لتكون فاكر أن عبدالعال بيه وأنا مكنش عارفين أنك تقدر تجيب واحدة وتتجوزها بسهولة
وقف "تيام" من مكانه باندهاش وقال:-
-قصدك أيه؟
نظر "جابر" له ببسمة ساخرة وعينيه تلمع بالأنتصار على هذا، قال بجدية صارمة:-
-الوصية بتقول أن حضرتك تتجوز بنت بنوت وفى ذكرى زواجكم الأولي تستلم الميراث، بمعنى لما تتم سنة يا تيام به لأن الغرض من الوصية مش أننا ننجوزك جواز صوري لكن عشان نصلح حالك ونعدلك
أتسعت عيني "تيام" على مصراعيها من هول الصدمة التى الجمته وهكذا "مسك" التى اصبحت زوجته على أتفاق شهرًا واحدًا والآن المدة ستكون أضعاف......
_________________________
ضرب "زين" مكتبه بغضب سافر من "تيام" فربتت "ورد" على كتفه بلطف وقال:-
-اهدأ يا زين، مش جابر طمنك، وبعدين أنا قولتلك قبل كدة دا ورثه وحقه شرعًا سوى يحافظ عليه أو هيرمي فى البحر، دا حقه وورثه من جدك زيك بالظبط
ألتف "زين" مُنفعلًا ووجهه يشتعل كاجمر الناري وقال:-
-أديله شقايا وتعبي يا ورد
-دا حقه يا زين، واللي أسس القرية ورأس مالها كله من حر مال جدك مش أنت، متنساش أنك كنت بتأخد مرتبك مقابل شغلك هنا، هو أنت لو كنت اشتغلت مدير عام فى أى مكان تاني مكنتش هتجتهد عشان ينجح ويكبر... بالعكس كنت هتجتهد ومستحيل وقتها تفكر أنك تمتلك المكان عشان تعبت فيه
رفع "زين" حاجبه للأأعلي مُتعجبًا رد "ورد" كأنها ترحب بـ "تيام" وتتخذ صفه ليقول بضيق:-
-أنتِ معايا ولا معاه؟
-أنا مع الحق، أسأل أى حد وروح لأى شيخ وهيقولك أن دا حقه.. بغض النظر عن إنه يستحقه ولا لا
قالتها بحزم شديد، تأفف "زين" ساخطًا على "تيام" ووجوده فى حياتهم، أقتربت "ورد" تأخذ يده بين يديها وقال:-
-زين! أنت طول عمرك حقاني وعمرك ما قبلت بجنيه واحد حرام ودا اللى خلاك أفضل منه بشهادة الكل مش بالفلوس، بلاش الثروة تغيرك لأنك لو أتغيرت أنا أول واحدة هتخسرها لأني مستحيل أقبل أعيش مع جوزى وأكل من ماله حرام بتاع حد تاني
نظر "زين" إليها فى صمت، أومأت إليه بحب رغم ما تعيش به بداخلها لكنها لن تتركه وحيدًا يستسلم لشيطانه ووسواسه..
_________________________
أخذ "تيام" السقيفة بالطابق الأخير ومع "مسك"، جاءت الخادمة إليها وقالت:-
-أحضرلك العشاء، أصل تيام بيه مش هيرجع دلوقت دا سهراته صباحي
نظرت "مسك" إليها بهدوء وقالت:-
-أنتِ أسمك أيه؟
أجابتها الخادمة بلطف وبسمة عافية على وجهها تظهر طيبة قلبها:-
-خدامتك طاهرة
-طيب يا طاهرة، أعمليلي فنجان قهوة بالحبهان وبعد كدة متعمليش حساب تيام على حاجة تخصني
قالتها "مسك" ببسمة خافتة إلى هذه السيدة، أومأت إليها بنعم، سمعت "طاهرة" صوت المصعد لتذهب إلى هناك مُعتقدة بأن "تيام" عاد باكرًا من أجل "مسك" لكنها صُدمت عندما رأت رجل غريبًا عنها فقالت بجدية:-
-أنت مين؟ ومين سمح لك تطلع هنا
حدق "غريب" بوجه ابنته بغضب سافر وكأنه على وشك قتلها فى الحال بعد أن رأي صور للحفل الذي حدث وصورة ألتقطت لها مع "تيام" تخبر العالم بأسره بزواجها منه، دفع "طاهرة" بيده وتقدم للأمام قائلًا:-
-أنا أبوها
وقفت "مسك" من مكانها بصدمة ألجمتها من قدوم والدها إلى الغردقة من القاهرة ووجهه يحمل عاصفة هلاكية قادمة إليها فقالت بأرتباك:-
-روحي يا طاهرة
دلفت "طاهرة" إلى الداخل فنظرت "مسك" إلي والدها بقلق وتوتر سافر ثم قالت:-
-بابا أنا ...
نزلت صفعة قوية منه على وجهها أسقطتها مرة أخري على الأريكة ووقف جوارها ثم مسك شعرها بقوة وقال:-
-بابا أيه بقى؟ هى حصلت تتجوزي من ورايا يا مسك... أنتِ تعملي كدة أمال سبتي أيه لبنات الليل
تألمت من قبضته بحزن شديد يتملكها لأول مرة يرفع يده عليها أو يضربها حتى لو بأصبع واحدًا لكنها كانت تعرف بأنها أخطأت فى فعلها، رغم أنها كانت مجبرة حتى تعرف من فعل بأختها هذا وجعلها طريحة الفراش، قالت بصوت خافت:-
-يا بابا أنا هشرح لك
أبتعدت عنه بعيني باكية، تقابلت عينيها معه ونظرة الإنكسار والخذلان بهما بعد أن خذلته ابنته لتقول:-
-بابا
أقتربت منه دون أن تخشاه ربما تمتص غضبه وتنتشل منه هذا الشعور الذي جلبه من القاهرة إلى الغردقة لكي يصفعها، أخذت يده فى يديها وقالت:-
-أنا عارفة أنك زعلان مني وأنى غلطت لكن أنا عندي أسبابي
-أسبابك يا مسك، السبب الوحيد اللى يخليكي تعمليها من ورايا أنك تكوني فاجرة، وما شاء الله سمعة جوزك المصون سابقاه
قالها بغضب سافر ثم أخذ يدها فى قبضته يجذبها إليه بل أوشك على رفع جسدها النحيف فى قبضته عن الأرض وقال بغضب مُخيف:-
-السبب الوحيد اللى يخليكي تتجوزى واحد زى دا أنك تكوني غلطتي معه
نزل بصفعة أخرى على وجهها وعينيه تتقابل مع عينيها بينما تقطع "مسك" شفتها السفلية بأسنانها من الغضب حتى نزفت الدماء من قوتها، كان يعلم بأن ابنته لم تسمح لأحد بمسها أو أذيتها لكنها أيضًا عاجزة عن منعه وهذا ما يؤلمها، رغم قوتها ألا أنها لن تجرأ على رفع أصبعًا فى وجهه مُستسلمة لضربه إليها دون معارضة منه أو مقاومة، لم يتحمل نظرة عجزها وقلة حيلتها أمامه فأستدار لكي يغادر لكنها هرعت إليه مصدومة من كلمته التى نزلت عليها كالنار تحرقها محلها وكيف يفكر فى أبنته بهذه الطريقة المقززة، تشبثت بذراع والدها بكلتا يديها المرتجفتين وقالت:-
-بابا أنا معملتش كدة والله أقسم لك أنى ...
دفعها بقوة لترتطم بكتفها فى العمود الرخامي الموجود بمنتصف الردهة، حاصرها "غريب" فى الحائط وقال:-
-إياك تقوليلي بابا دى تاني أنا ماليش عيال، أنا خدت عزاءكي يا مسك وأتبرت منك ليوم الدين
لم تبالي لكلماته وتتألم من أنسداد ذراعها فجزء صخري محدب فى العمود على وشك أختراق عظامها، دفعها بعيدًا وأستدار مغادرًا ولم يبالي لها عندما فقدت قدمها توزانها عند الدرجات لتسقط أرضًا من فوق هذه الدرجات القليلة وأرتطم كتفها بالأرض لتتألم منه، هرعت "طاهرة" إليها تساندها فى الوقف لتمسك "مسك" ذراعها بألم وعينيها لا تفارق الباب حيث خرج والدها .....
______________________
صعد "تيام" إلى غرفته السابق مع فتاة جديدة ودلف بها ساكرًا لكنه ما زال فى وعيه، جلس على الطاولة وفتح زجاجة من الخمر لتجلس الفتاة جواره ووضعت يديها على كتفه ، تبسم بسعادة وأدار رأسه ينظر إليها وأقترب بحماس كي يقبلها لكنه توقف عندما رأي وجه "مسك" فى وجه هذا الفتاة، أبتعد عنها قبل أن يقترب وأبتلع لعابه بصدمة ألجمته من ظهور "مسك" من مخيلته، ذهب إلى الشرفة وأشعل سيجارته ونظر فى الخارج بغضب سافر لكنه شعر بيدي هذه الفتاة تعانقه من الخلف وتحيط بخصره فتأفف بضيق وهو لا يفهم تصرفاته ثم أبتعد وقال:-
-سوري
أخذ سترته من فوق الأريكة وغادر الغرفة بعد دخوله بنصف ساعة لأول مرة يتصرف على غير سجيته، أتجه إلى المصعد وضغط على زر الطابق الأخير حيث تعيش "مسك" معه ....
_______________________
أخذت "مسك" حمام دافي ووقفت أمام المرآة تنظر إلى وجهها المُلتهب من صفع والدها لها ونزلت بنظرها إلى ذراعها ترمق التجمع الدموي الذي به وكدمة زرقاء، تنهدت بألم ثم خرجت من المرحاض وأخذت سترتها القطنية الطويلة وأرتدتها حتى تخفي أصابها، جلست فى الردهة على الأريكة وأحضرت "طاهرة" إليها كوب من المشروب الساخن، ظلت "مسك" محلها صامتة ودموعها تتساقط على وجنتيها من حديث والدها القاسي عنها لكنها مُجبرة على تحمله من أجل معرفة حقيقة ما حدث لتوأمها واختها "غزل"..
دلف "تيام" إلى السقيفة مُتذمرًا مما يحدث معه ولأول مرة يرفض فتاة فى عمره، رأها تجلس هناك فقال بضيق شديد من رؤية وجهها هناك وإفساد ليلته بسببها:-
-أنتِ لسه صاحية
لم تجيب عليه وظلت صامتة، تجاهلها وذهب إلى غرفته لكن أستوقفته طاهرة وقالت:-
-يا بيه..
-عايزة أيه؟
قالها بجدية لتتابع "طاهرة" بحزن شديد:-
-فى واحد غريب جه وفضل يضرب فى الدكتورة مسك.....
قاطع "تيام" حديثها الذي وقع عليه كالصدمة تقتله عندما هرع للخارج وأقترب من "مسك" حتى رأي وجهها جيدًا من شعرها المنسدل على الجانبين يخفيه ملامحها، صُدم "تيام" مما يراه، وجهها المتورم من الضرب وأحمر كقطعة فحم مُلتهبة من النار، فقال بأندهاش:-
-مين اللى عمل فيكي كدة؟
-مالكش دعوة
قالتها "مسك" بغضب سافر بداخلها وتضع مكعب الثلج على وجنتها وتسيل من قطرات المياه مع إذابته من حرارتها، تحدث "تيام" بغضب بعد جوابها الحادة ويجز على أسنانه مع حديثه هاتفًا:-
-تصدقي أنا غلطان ومتربتش أنى بسأل عليكي، يكش كان خلص عليكي اللى عملها
صعد الدرج مُتجه إلى غرفته تاركها محلها على الأريكة، أنزلت "مسك" الثلج عن وجنتها وبدأت فى البكاء بحسرة تقتلها رغم قوتها التى تصطنعها، ما حدث من والدها كالسكين الذي طعن قلبها ونحر قوتها من محلها، جهشت باكية من الوجع الذي يفتك بها ويفتت صدرها حتى أنفاسها على تقوى على الخروج، عجزها عن أستقبل كل هذا الكم من الضرب والدافع عنها نفسها وحديثه القاسي وأتهامه بتلوث شرفها كل هذا يقتلها من الداخل ويسلب قوتها..
وقف "تيام" على الدرج مُختبئًا يستمع لصوت بكاءها، فكر فى النزول إليها لكنه توقف محله بحيرة من لقائها، لم يرغب فى مواجهة ضعفها أو دموعها بل أراد أن تظل قوية أمامه ولا يجرح كبريائها برؤية دموعها، جلس على الدرج يستمع لبكائها خلسًا حتى توقفت عن نوبة بكاءها، ترجل الدرج وقال:-
-أنتِ لسه قاعدة
لم تجيب عليه، جلس جوارها بلطف يحدق بوجهها الذي زاد أحمرارًا من بكائها وعينيها التى تتلوث بدموعها اللامعة، قال بهدوء:-
-يا ويله لو أعرف هو مين اللى أتجرأ يعمل كدة.. مش خوف عليكي ولا حُب لكن أزاى جاله قلب يعرف أنك مراتي ويلمسك كدة من غير خوف.. يلعب مع كرامتى ورجولتى نهار اللى خلفوه شبه وشه
رمقته "مسك" بنظرة غليظة قوية ثم قالت:-
-إحنا اللى هنعيده هنزيده، ما قولنا متدخلش فى حياتى وبلاش كلمة مراتي اللى فرحان بيها وماشي تقولها على الفاضي والمليان دى
مسك "تيام" ذراعها يجذبها إليه بقوة قبضته غيظًا من كلامها الذي أشعل نيران غضبه بداخله لكنه صدم عندما صرخت "مسك" بألم قوي وأبعدت ذراعه عنها، تطلع بها وهى تمسك ذراعها بقوة من الألم، أدارها "تيام" له بقوة ورغم مقاومتها لكنه كان الأقوي ببنية الجسدية فصرخت به مُتذمرة:-
-أنت أتجننت!!
-أثبتي بدل ما أوريكي الجنان على أصله
قالها مُنفعلًا وبيده أنزل سترتها المفتوحة عن ذراعها ليُصدم عندما وجد كدمة زرقاء كبيرة تدل على تجمد الدم محله ويزداد ألمها بذراعها كاملًا، أبتلعت "مسك" لعابها بحرج من رؤيته لجرحها، تمتم "تيام" بصدمة حلت به:-
-ايه دا، مين اللى عمل كدة فيكي؟
رفعت سترتها القطنية بذراعها الأخر تخفي أصابتها عن نظره بصمت شديد ولم تجيب عليه، نظر إليها "تيام" ووجهها الذي يحمل أصابع أحد صفعها بقوة وغل يفتك به حتى خرجت الصفعات منه بهذه القوة وذراعها المصاب، جرح شفتيها، لا يعلم ماذا أصاب هذه الفتاة التى تحمل لقب زوجته رغمًا عنه وعنها وعن الجميع، جلس "تيام" يعالج ذراعها وكتفها الذي خلع من محله، أخبرته كيف يرد كتفها إلى وضعتيه ليرده على سهو وسط تعليماتها فصرخت بألم شديد، حدق بها وكانت ضعيفة مُنهكة ودموعها لا تتوقف فى جفنيها، رفع يده إلى وجنتها يجفف دموعها بأنامله بلطف، تطلعت "مسك" به بذهول من فعلته..
تقابلت عيونهم معًا فى نظرة من الصمت، أزدرد "تيام" لعابه بتوتر من هذا اللقاء الصامت وأخذ خطوة نحوها على الأريكة ويده تركت وجنتها ودموعها ومسك ذقنها بلطف بأبهامه وسبابته وأقترب أكثر منها مُستعدًا لسرقة هذه القبلة الأولى منها وعينيه تراقب رد فعلها الصامت وسكونها مُستسلمة إليه فتبسم بخفة ولطف إليها، أنفاسهما تعانقت مع قربهما الشديد وتلامست جبينهما معًا فتمتمت بنبرة هامسة إليه رغم حملها لتهديده:-
-إياك
أبتعد عنها بهدوء غاضبًا منها فبسببها تدمرت ليلته والآن تحذره من أن يقترب لها، تطلع بوجهها وقال:-
-أنتِ مراتي!!
نظرت إليه "مسك" بهدوء وقالت:-
-فى أحلامك... وفكر هتعمل أيه فى مشكلتك لأني أكيد مش هقعد على ذمتك سنة وأنا شرطي كان شهر واحد، كفاية أنى أتنازلت عن شرط وجيت أعيش معاك هنا
وقف من مكانه يحدق بها ثم وضع يديه فى جيوبه وقال بسخرية:-
-ما أنتِ قاعدة فى أوضتك وعمومًا متقلقيش أنا اللى مقدرش أعيش معاكي سنة
صعد إلى غرفته تاركها خلفه حزينة وباكية ولا يعلم سبب إنكسارها هكذا
_________________________
ضرب "بكر" الهاتف فى الحائط بعد أن رأي صورتها مع "تيام" وخبر زواجها، صرخ بأنفعال:-
-إيهـــااااب ... يا إيهااااب
دلف "إيهاب" إلى غرفته وكان مُستشيطًا غضبًا فقال بغيظ:-
-مش كنت عايز تخلص من تيام، أديني سمحت لك تخلص منه لكن إياك تقرب من مسك فاهم
أومأ "إيهاب" إليه بنعم بحماس شديد ثم خرج من الغرفة .....
__________________________
أمام قسم الشرطة أخذ العساكر الشاب الذي أعتدي على "ورد" من أجل نقله إلى النيابة لكن أوقفهم ضرب نار عليهم حتى سقط هذا الشاب قتيلًا قبل أن يعترف على من أمره وحرضه على فعل ذلك.....