أخر الاخبار

رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم نسمه مالك


 رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم نسمه مالك


بعد مرور أسبوع..
حبيبه..
مقيمه بغرفتها لا تغادرها..
ممتنعه عن الحديث وعن الطعام ايضا..
جالسه على سريرها تضم قدميها لصدرها مستنده بذقنها على ركبتيها دموعها تسيل على وجناتيها بلا توقف..
أغمضت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر حين تذكرت انها كانت على وشك تحقيق حلمها والزواج بعشق قلبها..
ولكن؟!..والداتها دمرت هذا الحلم..
..فلاش بااااااااااااك..
أيوب..
بطوله الفارهه يقف امام حبيبه ينظر داخل عيونها لاول مره بعمق وتمعن شديد..
حبس انفاسه وحاول السيطره على نبضات قلبه المتسارعه بسبب نظرتها العاشقه له التى تعصف بكيانه..
وبجديه تحدث..
أيوب:حبيبه..بعشق وشغف وشوق تأملت هى ملامحه وببتسامه أكثر من رائعه همست..
حبيبه:نعم..يا ايوب..
نطقها لأسمه ببتسامتها الرائعه اذابت قلبه..
دار بعيناه بأنحاء الغرفه كمحاوله منه الهروب من عيونها التى تأسره بجمالها وبرائتها..تنهد بصوت مسموع وبفخر تحدث..
أيوب:انا ايوب ذيدان عندى 30سنه مكملتش تعليمى علشان اشتغل واصرف على امى واخواتى بعد موت ابويا..
 والحمد لله ربنا قدرنى وعلمتهم احسن تعليم..
ابتسم بألم..بس هما لما وقفو على رجليهم واتعينو فى مناصب كويسه الحياه شغلتهم عنى انا وامهم شويه..ودلوقتى انا وامى عايشين فى اوضه وصاله فوق السطوح وانا شغال أرزاقى على باب الله بكسب قوتى بدراعى وبعرق جبينى بحلال ربنا..
نظر لوالدته ببتسامه..وكل قرش بشتغل بيه بشيلو لعمليه امى اللى بأمر الله هتعملها قريب وهتخف وتبقى احسن من الاول..نظر لحبيبه..وكنت ناوى معملش اى حاجه لنفسى لحد ما اطمن عليها..بس هى مصره تجوزنى ومصممه عليكى انتى بالذات يا حبيبه ولخاطرها انا جيت معاها انهارده نطلب ايدك..عبست حبيبه بملامحها ونظرت له بعتاب..
تخبره بعيونها ايعقل انك أتيت الى اليوم لخاطر والدتك فقط..
تفهم هو نظرتها جيدا فبتسم لها ابتسامته المهلكه وبتمنى اكمل..ولأنى بصراحه اتمنى انك تكونى مراتى..
تنهد بصوتا مسموع..واغمض عيناه بعنف واكمل ببتسامه راضيه..انا جيلك انهارده يا حبيبه وكنت ناوى اكرهك فيا علشان ترفضينى..حرك رأسه بالنفى..
بس مقدرتش..لأنى مش عايزك تضيعى منى..
بدموع فرحه عارمه ابتسمت له حبيبه وبرجاء همست..
حبيبه:كمل يا ايوب..انا سمعاك..
اخذ نفس عميق واقترب منها خطوه واحده وبهمس اكمل..
ايوب:بتنهيده..توافقى تتجوزينى بعد كل اللى قولتهولك دا؟!..همت حبيبه بالرد..اشار هو لها بصمت وبتأكيد تحدث..
قبل ما تردى لازم تعرفى انى مش هسيب أمى..
هنعيش معاها..
نظرت له حبيبه ببتسامه خجوله..ووجهت نظرها لوالدها بعيون تلتمع بالدموع وبستحياء همست..
حبيبه:اللى بابا يقول عليه..
محمد:بتعقل..ان كان عليا انا موافق طبعا..نظر لايوب..
انا مش هلاقى راجل احسن منك يا ايوب يكون جوز بنتى..
نظر لحبيبه..وانتى ليكى مطلق الحريه فى رأيك يا بنتى..
خفضت حبيبه رأسها بخجل والتزمت الصمت قليلا وأخذت نفس عميق ورفعت رأسها نظرت لعيون ايوب بعشق شديد ظاهر بعيونها..وهمت بالحديث..
لتقاطعها والداتها سريعا ونظرت لوالدته ايوب وتحدثت بصرامه..
نجوى:ايه يا ام ايوب هو سلق بيض ولا ايه..
نظرت لايوب..انت عايزها تقولك موافقه ولا لا دلوقتى..
سبها براحتها يا ايوب..نظرت لابنتها بشرار..
خليها تفكر كويس وتدورها فى دماغها يومين تلاته كده وبعدين هنرد عليك..
زينب:بعتاب..هو احنا اغراب ولسه هتسالو علينا يا ام هبه علشان تقولى سبونا يومين تلاته..حبيبه دى انا بعتبرها بنتى اللى مخلفتهاش..نظرت لها بتمعن..
ولا تكونى مش موافقه على ايوب يا نجوى؟!..
نجوى:بندفاع..الصراحه من غير زعل يا زينب ايوه انا مش موافقه..متزعليش منى يا اختى كل ام عايزه الراحه والهنا لولادها..
زينب:بتنهيده..ومين قالك ان ايوب مش هيهنى حبيبه ويريحها..
نجوى:بلويه فم..منين يا زينب..هيهنيها منين يا حبيبتى..
ما انا عارفه البير وغطاه..
زينب:وهى الراحه والهنا عندك فى الفلوس يا نجوى؟!..
حركت رأسها بالنفى..الفلوس دى اخر حاجه تفكرى فيها لو فعلا يهمك راحه بنتك..
نجوى:بغضب..انا بنتى الكبيره متجوزه جوازه ابهه..
واختها لازم تبقى زيها مينفعش تبقى اقل منها..نظرت لأيوب..
وحبيبه لو اتجوزت ايوب مش هتبقى اقل من اختها بس..
حركت رأسها بالنفى..دى هتبقى اقل من الناس كلها..
همت زينب بالرد عليها لكن صوت ايوب الصارم قطعهم..
ايوب:بتعقل..كفايه يا امه..نظر لنجوى..عندك حق يا خاله وكلامك احترمه طبعا..نظر لمحمد..
بس انا طلبت ايد حبيبه من والدها..راجل البيت..
امسك يد والدته وسار بها للخارج وببتسامه نظر لمحمد الواقف بأحراج..
هستنى ردك يا عم محمد..نظر لوالدته نظره حانيه..
يله يا أمه..
نظر لحبيبه الملتزمه الصمت..لينصدم من وجهها الذى شحب للغايه..وعيونها التى امتلئت بالدموع..
تنظر هى له بستغاثه كمن اوشكت انفاسها على الانقطاع..
تترجاه بعيونها الا يستسلم..الا يتركها..
وبصعوبه حركت شفاتيها دون أصدار صوت بكلمه واحده فقط..
حبيبه:أيوب..أكملت بسرها..انا موافقه اتجوزك..
بقلبه..استمع لهمسها..فحرك رأسه لها بالايجاب وابتسم ابتسامه مطمئنه يخبرها بعيناه.. 
أصمدى حبيبتى لن تكونى لغيرى..
..نهايه الفلاش بااااااااك..
صوت والدها الحنون انتشالها من شرودها..
محمد:بقلق..ايه يا حبيبه..نظرت له بعتاب..اغمض عينه هو بعنف وجلس بجوارها وربط على ظهرها بحنان وبتعقل تحدث..يا بنتى ليه بس كل زعلك دا..انا قولتلك انى موافق على ايوب..بس خلصى السنه اللى فضلالك فى الجامعه وهو يكون ربنا رزقه وعمل العمليه لوالدته وبعد كده اللى ريده ربك هيكون..امسك وجهها بين يديه واكمل بتسائل..
انتى مش واثقه فى كلامى ولا ايه؟!..
حبيبه:ببكاء..طبعا واثقه فى كلامك يا بابا..بكت بنحيب..بس مكنتش متخيله ان جوازى من ايوب هيعمل مشكله كبيره كده بينى وبين ماما..اذدات حده شهقاتها..
دى قالتلى مش هتدخلى بيت ولا هتكلمنى لو اتجوزت ايوب يا بابا..
محمد:يا بنتى قالتلك كده وقت غضب..وانتى عارفه امك بتطلع تطلع وتنزل على مافيش..يله قومى اغسلى وشك وتعالى معايا نطمن على اختك اللى بقالها اسبوع تقول كل يوم جايه ومبتجيش..تنهد بضيق..
ربنا يستر ومتكنش متخانقه مع جوزها..
حبيبه:بأسف..وهى حتى لو متخانقه معاه هتقولنا..
ما انت عارف بنتك يا بابا مبطلعش اسرار بيتها لاى حد..
محمد:طيب يله قومى البسى خلينا نروحلها..
حبيبه:مش قادره يا بابا..هبقى اروحلها انا يوم تانى..
محمد:بخبث..طيب يا حبيبه ابوكى هروحلها انا وبالمره هفوت على أيوب علشان سمعت ان والدته تعبت و؟!..
قطع حديثه حين قفزت حبيبه سريعا واحتضنته بحب شديد وصرخت بفرحه عارمه..
حبيبه:ثوانى واكون جاهزه يا احلى اب فى الدنيا..
نهت جملتها واسرعت باحضار ثيابها وركضت نحو المرحاض..
محمد:هههههههه..قال مش قادره قال..
....................................................
..بشقه سيف وهبه..
بدموع منهمره..تقف هبه امام احدى الغرف مستنده على الحائط تستمع لحديث زوجها بهاتفه..
سيف:وانتى كمان واحشتينى..
الفتاه:بميوعه..وانت اوى يا بيبى..هشوفك امتى بقى..
سيف:اول ما اخرج هكلمك ونتقابل..
الفتاه:انت بقالك اسبوع فى البيت مع النكديه بتاعتك..
مستحمل نكدها ازاى بس يا سيفو..
سيف:لا ما انا واكلها علقه ورجليها الاتنين متعورين ولازم اعلاجها دى مرات سيف النورى برضو..
الفتاه:عندك حق..لازم تعالجها علشان تستحمل العلقه الجايه ههههههه..
سيف:ايه يا روح امك انتى هتنسى نفسك انتى كمان ولا ايه..
الفتاه:مقدرش انسى يا سيفو..انت عارف انا بموت فى ضربك..ضحكت بميوعه..ضرب الحبيب زى اكل الزبيب..
سيف:طيب يله اقفلى واستعدى كويس لمقابلتنا..هتتقطعى..
الفتاه:بوقاحه..بموت فى تقطيعك..
سيف:امممم..طيب اعملى حسابك هتجيلى الشقه انهارده..
الفتاه:اجيلك ازاى ومراتك موجوده؟!..
سيف:لا ما هى خفت شويه و انا هوديها عند اهلها انهارده تكمل علاجها عندهم..
الفتاه:طيب واهلها لما يعرفو انك السبب فى اللى حصلها ممكن يطبو علينا فى الشقه..
سيف:بثقه..مراتى مبتنطقش بحرف من اللى بيحصل بنا لمخلوق..ويله اقفلى على ما انا اوديها لاهلها واكلمك..
بخطى متعبه أسرعت هبه بالسير نحو غرفتها بقلب ينزف ألما..
اقتربت من دولابها وجلبت بعض الثياب لها واتجهت نحو الحمام غالقه الباب خلفها..مستنده عليه بظهرها تبكى بصوت مكتوم واضعه يدها على فمها تكتم شهقاتها بصعوبه..
خطى سيف داخل الغرفه يبحث عنها بجوار صغيره النائم لم يجدها..اقترب من الحمام وخبط عليه وتحدث بتسائل..
هبه انتى جوه..
اخذت نفس عميق وتنحنحت كمحاوله منها لاخراج صوتها طبيعيا..
هبه:ايوه..ثوانى وخارجه..
سيف:طيب بسرعه علشان والدتك واختك كلمونى من شويه وقالو جاين فى الطريق..
سارت هبه نحو حوض الاستحمام ونزعت ثيابها وفتحت المياه ووقفت اسفلها لتنهمر المياه عليها اختلطت بدموعها المنهمره بغزاره على وجناتيها..
دقائق مرت عليها وهى تبكى وتبكى حتى هدأت واستقرت على قرار وحسمت امرها ان لا راجعه بقرارها هذا..
اغلقت المياه وسحبت منشفه كبيره لفتها حول جسدها واتجهت للخارج..
لتنصدم بسيف الواقف أمام الحمام وبلحظه كان مال عليها حملها بين يديه وسار بها نحو اقرب مقعد جلس وجذبها على قدمه وبعتاب تحدث..
لما عايزه تاخدى شاور مقولتليش ليه وانا اساعدك..
تنظر له بعيون شديده الاحمرار..ويظهر عليها اثر البكاء بوضوح..وببتسامه حزينه وهدوء على غير عادتها همست..
هبه:محبتش اتعبك انا بقيت كويسه..لفت يدها حول رقبته والتصقت به اكثر وبعبث اكملت..تحب اثبتلك انى بقيت كويسه..
ينظر لها بتفاجئ..وضمها لحضنه اكثر وبأنفاس لاهثه همس..
سيف:أثبتى..
احتضنته بكل قوتها وقبلت عنقه قبلات صغيره متفرقه اطاحت بعقله وبصوت مبحوح همست بين كل قبله واخرى..
هبه:واحشتنى..اوى..يا سيف..
رفعت وجهها ونظرت لعيناه بعمق واكملت..يا جوزى وابو ابنى..
ضيق سيف عيناه ونظر لها بشك قليلا..وبأمر تحدث..
سيف:وحبيبك..امسك وجناتيها بين اصابعه..حبيبك وجوزك وابو ابنك يا هبه..نهى جملته وهجم على شفاتيها بقبله لهوفه جائعه يخبرها بها انها ملكه وحده وستظل للابد..
قبله اتى بعدها الكثير والكثير جعلهم غير منتبهين لجرس الباب ولا لبكاء الصغير..ساحبها هو لعالمه الخاص مستمتع بستسلامها له..غافلا عن أنثى اصبحت نار اسفل رماد وانفجار ثورتها وغضبها سيعصف بالأخضر واليابس..
...................................................
ايوب..
بصدمه يستمع للطبيب المعالج لحاله والدته..
الطبيب:بعمليه..والدتك حالتها خطيره وقلبها مش هيستحمل اكتر من كده لازم تعمل العمليه فى اقرب وقت..
ابتلع ايوب ريقه بصعوبه وبرجاء تحدث..
ايوب:طيب ممكن حضرتك تعملها العمليه بالمبلغ اللى معايا واوعدك هقسطلك الباقى على دفعات..
الطبيب:باسف..مش هينفع يا ايوب..تكاليف العمليه والمستشفى والعنايه كبيره ولازم تدفع كامله قبل العمليه..
حرك ايوب راسه بالايجاب وحمل الاشاعات والاوراق الخاصه بوالدته وبرضا وثقه بقضاء الله تحدث..
ايوب:ربنا هيسهلها وهيفرجها من عنده باذن الله..
متشكر اوى يا دكتور..
ركض لخارج المشفى بقلب يبكى دما..ملامحه صارمه جامده لا تبدى اى رد فعل..ولكن قلبه يبكى ويصرخ الما وقهرا..
ظل يركض بلا هواده..لا يعلم الى اين يذهب..وماذا يفعل لينقذ والدته الحبيبه..حتى وجد نفسه يقف امام الشركه الذى يعمل بها أشقاءه..اشتعلت عيناه بغضب عارم..سيفعل اى شئ وكل شى حتى ينقذ والدته..
اقترب من ألامن الخاص بالشركه وبصرامه تحدث..
قول للمدير جوز الست صاحبه المخروبه دى اخوك الكبير بره..
الامن:باسف..الباشا قايلى لو لمحتك هنا امشيك ولو حتى بالضرب والا هيقطع عيشى..
ايوب:ببتسامه مصتنعه..طيب جرب تمد ايدك عليا كده وشوف انا هعمل فيك وفى اللى مشغلك ايه..
نهى حديثه ودفعه بعنف وسار لداخل الشركه بخطوات شبه راكضه متجها نحو المكتب الخاص بالمدير وكلا من يقف بطريقه يلكمه بعنف..
حتى وصل لمكتب شقيقه وبكل عنف خبط الباب فتحه ليهب ايمن واقفا ويتحدث بغضب..
ايمن:ايه اللى بيحصل دا..اتسعت عيناه بصدمه حين لمح شقيقه الاكبر يقف امامه بوجه يشتعل بالغضب..
ابتلع ريقه بصعوبه وبخوف همس..ايوب..
اقترب منه ايوب حتى توقف أمامه وبعنف القى الاشاعات والتحاليل الخاصه بوالدته بوجهه وبعلو صوته تحدث..
ايوب:امك اللى حايشنى عنك انت واخوك بين الحيا والموت..قبض على رقبته بعنف..امى لو جرالها حاجه اقسم برب الكون لهدكم زى ما بنتكم..
............................................
بمنزل ايوب..
زينب:برجاء وتعب شديد..نفسى احضر كتب كتاب حبيبه وايوب قبل ما اموت يا ابو هبه..بكت..انت موافق على ايوب وحبيبه كمان موافقه وان كان على نجوى لما تشوف اللى ايوب هيعمله لبنتها هتغير رايها وهتوافق هى كمان..
محمد:طيب كفايه كلام يا ام ايوب علشان متتعبيش زياده..
حبيبه:بدموع..كفايه يا امى كلام ارجوكى..
امسكت زينب يد حبيبه وبوهن اكملت..اوعى تبعدى عن ايوب يا حبيبه..والله يا بنتى ايوب ابنى هيحطك جوه قلبه وعينه..
حبيبه:بثقه..عارفه يا امى..
نظرت زينب لوالدها..بحلفك بالله تفرحنى بيهم يا ابو هبه..
حبيبه:ببكاء..بابا بعد اذنك انا مواقفه..
محمد:بتنهيده..لما ايوب يجى بس..صمت لوهله..
يجيب المأذون ويبقى على بركه الله يا بنتى..

الفصل الرابع 
..ايوب..
على ركبتيه..يجلس أرضا أمام والدته..
ممسك بكلتا يدها يقبلها مرات ومرات بعمق شديد وببتسامه وعيون لامعه بالدمع تحدث..
ايوب:بأذن الله هتخفى وترجعيلى يا ام أيوب..
تنظر له زينب بحب شديد..وعيون يغرقها الدمع..
وبرضا تام بقضاء الله همست..
زينب:ولو أراد ربك وخد أمانته ومت يا أيوب..
أمسكت وجهه بين كفيها تربط عليه بحنان بالغ وببتسامه من بين كم دموعها اكملت..هموت وانا راضيه عنك وقلبى دعيلك يا ضنايا..
بلهفه..أرتمى أيوب بحضنها..يحتضنها بكل قوته..
ويده تربط على رأسها وظهرها كأنها أبنته الصغيره وليست والدته..
وبيقين شديد بالله تحدث..
ايوب:بأذن واحد أحد هترجعيلى يا ام أيوب..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين يديه وببتسامه اكمل..
انا وافقت ولادك على سفرك بعد ما اتأكدت ان الدكتور اللى هيعملك العمليه من اشطر الدكاتره..
بتفاجئ نظرت له زينب..وبفرحه عارمه همست..
زينب:انت روحت لاخواتك وقبلتهم يا أيوب؟!..
أيوب:بأسف..ايوه روحتلهم وقبلتهم..كان لازم أروحلهم يا امه..اغمض عينه بعنف..مش هقف اتفرج والتعب بيزيد عليكى..قبل جبهتها..انا اعمل المستحيل ولا اشوفك لحظه بتتألمى يا امه..
زينب:بتنهيده..انا عارفه يا ضنايا..واخواتك والله يا ابنى ما واحشين..بس الدنيا اللى لهتهم ودلعك ليهم كمان يا ايوب هو اللى عمل فيهم كده..بس فى الأخر هيرجعو لحضنك وهيندمو على بعدهم عنك..
ايوب:بثقه..وانا لو عايز ارجعهم لحضنى وأربيهم من اول وجديد هعملها وحالا..انتى بس اللى منعانى عنهم يا أم ايوب..نظر لعيونها بتوسل..يعنى بأمر الله تخفى وترجعيلى فى أقرب وقت بدل ما أعلق ولادك من عرقوبهم..
غمز لها بشقاوه..وانتى عارفه قلبت أيوب..
زينب:بخوف..انت مش هتيجى معايا يا أيوب؟!..
أبتلع ايوب غصه مريره حين تذكر جمله القاها شقيقه على سمعه جعلت قلبه ينشطر لنصفين..
..فلاش بااااااااك..
بتوتر وخوف ملحوظ تحدث ايمن..
أيوب انا هسفر أمى لاحسن بلد فيها دكاتره متخصصه لعمليات القلب بكل انوعها..لكن انت مش هينفع تسافر معها..
ولو صممت تسافر معها يبقى خليها هى معاك..
نظر له ايوب بتسائل..فبتلع الأخر ريقه بهلع وبتقطع اكمل..مراتى واهلها انا مفهمهم ان والدتى عايشه فى شقه والدى ورافضه تسبها..خفض عينه بخزى..ومقولتش لحد فيهم ان ليا أخ اكبر منى..يعنى مينفعش حد منهم يشوفك معها والا كده هطلع كداب قدامهم ومراتى صعب التفاهم معها وممكن بيتى يتخرب فيها..
خصوصا لما تعرف ان عم عيالى جاهل وصنايعى..
ينظر ايوب له ببتسامه هادئه يخفى خلفها انكسار وحرقه قلبه..وبهدوء مريب تحدث..
أيوب:الجاهل..الصنايعى اللى بتقول عليه دا..خلاك مهندس وأخوك دكتور..رسم الجمود على ملامحه واكمل..
انا موافق..مش هسافر مع أمى..وهديك كل قرش انا شيلته لعمليتها شوف انت هتحط عليه اد ايه وعرفنى وانا وعد عليا لردلك كل قرش هتصرفه عليها من اول سفرها لحد ما ترجعلنا بألف سلامه ووعد الحر دين عليه..وأول ما امى تقوم بالسلامه تجبهالى..
ايمن:بجحود..طبعا هجبهالك..وساعتها ياريت تنسانى خالص انا واحمد اخوك..
أيوب:امك ترجعلى بألف سلامه ومش هوريك وشى تانى لا انت ولا الدكتور اللى مستخبى منى ومش راضى يقابلنى..
نهايه الفلاش بااااااااااك..
فاق من شروده على صوت والدته الحنون..
قال تيجى معايا قال..دا انا نسيت صحيح..مش هينفع تيجى معايا يا واد..
ايوب:بستغراب..ليه بقى ان شاء الله..مش عيزانى معاكى ولا ايه يا زينبو..
زينب:مستغناش عنك يا ابن قلبى..أخذت نفس عميق وبأمر أكملت..
يله قوم ألبس الطقم الجديد بتاعك علشان تودينى عند حبيبه..وتروح تجيب المأذون..بكت بفرحه..
الف مبروك يا ضنايا ابو حبيبه وافق تكتب على حبيبه الليله..
ايوب:بزهول..انتى بتقولى ايه يا امه؟!..هب واقفا واكمل بغضب..مش هينفع اكتب عليها دلوقتى خالص وانا ايدى فاضيه يا امه..
زينب:بصرامه..واد انت انا عايزه أفرح بيك قبل ما اعمل العمليه..افرض مت وانا بعملها؟!!..
قطعها ايوب بلهفه..
ايوب:بعيد الشر عنك يا ام ايوب..اقترب منها واحتضنها..ربنا يحفظك ليا ولا يحرمنيش منك يا غاليه..
زينب:برجاء..يبقى ريح قلبى واكتب على حبيبه..
ابتسمت بحب..حبيبه دى دعوتى ليك فى الفجريه يا ايوب..هبقى مطمنه عليك وهى على زمتك..
أخذ ايوب نفس عميق ونظر لوالدته بعتاب وبتنهيده تحدث..
ايوب:مقدرش اكسرلك كلمه يا امه..
............................................
..بمنزل حبيبه..
بجنون تتحدث نجوى..
انت بتقول ايه يا راجل انت..نظرت لابنتها..بنتى مين اللى كتب كتابها انهارده..أقتربت من حبيبه الواقفه بجوار والدها ممسكه بذراعه بخوف ونظرت لها بتفحص..ايه الفستان السكرى اللى أنتى لبساه دا يا بت..نظرت لوجهها..حطالى ميكياج..أمسكت التاج الصغير الذى يزين حجابها..ولابسالى تاج؟!!..نظرت لزوجها..ما تفهمنى ايه اللى بيحصل بدل ما ارقع بالصوت ويقولو الوليه اتجننت..
محمد:بهدوء..ام هبه..انتى عارفه ان أم ايوب تعبانه وحالتها خطيره..
نجوى:بهدوء ما قبل العاصفه..اه سلامتها الف سلامه..هبقى اروح ازورها ان شاء الله لما رجلى تخف..
لوه فمها اكثر من مره..اصلهم قعدين على السطوح وانا ركبى بتوجعنى من السلم..
محمد:بيأس..أستغفر الله العظيم..نظر لها بصرامه..اسمعى يا نجوى..الست اترجتنى تشوف كتب كتاب ابنها قبل ما تعمل عمليه خطيره ياعالم هتقوم منها ولا لاء..وانا موافق على ايوب..نظر لأبنته..وبنتى اللى هى العروسه موافقه هى كمان..يبقى خير البر عاجله وزغرطى يا ام هبه..
نجوى:بغضب عارم..ازغرط اييييه وزفت اييييييه عليا وعلى سنينى..انت بتقول ايه يا راجل انت..اترجتك تشوف ابنها عريس..قومت انت مجمله بعروسه متجهزه احسن جهاز وهو مجبش اشايه حتى؟!!..انت بترمى بنتك بالرخيص يا محمد..
محمد:بالعكس..انا بشترى لبنتى راجل يصونها ويتقى الله فيها ويحطها جوه عنيه وهيعيشها سعيده ومبسوطه..
نظر لها بأسف..كفايه أختها اللى مشوفتش نظره سعاده فى عنيها من ساعه ما اتجوزت الصايغ اللى انتى طالعه بيه السما ودايما عيونها دبلانه وحزينه..صمت لوهله وبتحذير أكمل..
أسمعى يا نجوى..انا قولت كلمه ومش هرجع فيها انهارده كتب كتاب حبيبه على ايوب..باركى لبنتك وخديها فى حضنك وخلى الليله تعدى على خير بدل ما أخلى الماذون اللى هيكتب كتابهم يطلقنا..
نجوى:بوعيد..بقى كده يا ابو هبه..ابتسمت بصتناع..ماشى..وماله..نظرت لابنتها..وبعنف خبطتها على كتفها..مبروك يا هه عروسه..
حبيبه:بتألم..اااه..احححم..الله يبارك فيكى يا ماما..همست بأذن والدها..بابا انا خايفه من ماما.. كلم هبه خليها تيجى تبقى معايا..
محمد:متخفيش يا حبيبتى..انا مش هسيبك..وهبه انا كلمتها قالتلى جايه هى وجوزها فى الطريق؟!!..قطع حديثه حين خبطت هبه خبطتها المعهوده على باب الشقه وتحدثت بعلو صوتها..
هبه:افتحى يا عروسه..لولولولولولولى..
ركضت حبيبه سريعا وفتحت الباب وارتمت بحضن شقيقتها تحتضنها بحب شديد..بادلتها هبه حضنها هذا بحب اشد وبدموع همست بأذنها..الف مبروك يا حبيبتى..
حبيبه:بفرحه..الله يبارك فيكى يا هبه..نظرت لسيف الواقف بالخارج حامل بيده الصغير..وبلهفه اقتربت منه وحملته عنه وقبلته بجنون..سفيان ياروح قلب خالتو انت..تحتضنه بقوه..
واحشتنى يا روحى..
سيف:ببرود..مبروك يا حبيبه..
حبيبه:الله يبارك فيك..اتفضل..
جذبته هبه من يده وخطت للداخل واقتربت من والدها احتضنته بحب..
محمد:بعتاب..كده يا هبه تغيبى عننا كل الغيبه دى..
نظر لسيف..ازيك يا سيف..
هبه:حقك عليا يا حبيبى..ابتلعت غصه مريره وببتسامه تخفى بها دموعها اكملت..مش هغيب عليكم تانى..
سيف:الحمد لله يا عمى..وعلشان تعرف انك غالى عندى انا وهبه..نظر لزوجته..انا هسيب هبه وسفيان معاكو كام يوم..
ببتسامه مصتنعه نظرت له هبه وسارت نحو والدتها الجالسه واضعه يدها على وجناتيها ويظهر عليها الغضب الشديد واحتضنتها..
هبه:ست الكل..عامله ايه..عبست بملامحها..موحشتكيش ولا ايه..طيب بلاش انا..اشارت على صغيرها..سيفو موحشكيش..
نجوى:بنظره حارقه لحبيبه..وهو انا حد ناصفنى ولا بيوحشنى غيرك يا هبه يا حبيبه امك..حركت هبه رأسها بيأس من تصرفات والدتها وربطت على ظهرها وسارت نحو شقيقتها حملت عنها الصغير وتحدثت بفرحه..
هبه:ادخلى أوضك يا حبيبه..وانا جايه فى العربيه مع سيف شوفت ايوب شايل خالتى زينب وجاى على هنا..
نجوى:بلويه فم..يا فرحتى..جاى راكب رجله..
نظرت لزوج ابنتها بفخر..طبعا وهو الكحيان دا يعرف يشترى كاوتش حته من عربيه جوزك يا هبه..
صفقت بكلتا يدها..وتلاقيه لابس الطقم اللى كان جاى يطلب ايدك بيه..اكيد محلتهوش غيره..
اقتربت حبيبه من والدتها ومالت على وجناتيها وقبلتها بعمق وببتسامه تحدثت..
حبيبه:عجبنى..وراضيه بيه وبفقره يا ماما..
نجوى:بغيظ..طيب انجرى من قدامى لقوم أجيبك من شعرك تحت رجليا يا حبيبه الكلب..
محمد:بصرامه..نجوى..نظرت له بشرار..مسمعش صوتك تانى..
على مضض..التزمت نجوى الصمت..
فقترب سيف من زوجته ومال على أذنها وهمس بضيق..
سيف:وانا لازم افضل لحد ما يكتبو الكتاب..انا عندى مشوار مهم ولازم امشى..ببطئ..رفعت هبه رأسها ونظرت داخل عيناه وبرجاء همست..
هبه:بلاش يا سيف..
سيف:بتوتر نجح فى اخفائه..بلاش ايه؟!..
هبه:بدموع..بلاش تمشى وتسبنى..خليك معايا..
نظرت لصغيرها..انا وأبنك..
سيف:ما انا جيت معاكى لحد هنا..اروح بقى اشوف مصالحى..
مدت هبه يدها الصغيره وامسكت كف يده ضغطت عليه برفق وببتسامه رقيقه همست..
هبه:حتى لو قولتلك وحياتى عندك خليك معايا؟!..
سيف:بتنهيده..طيب اول ما يكتبو الكتاب همشى..
هبه:موافقه..بس بشرط..نظر لها بحاجب مرفوع..فقتربت هى منه خطوه واحده وهمست بدلع..أيدك متسبش أيدى..
نظرت لعيناه..ولو سبت ايدى..وقفت جواره ولفت يده حول خصرها..تحضنى كده..
سيف:امممم..دا ايه الرضا دا كله..غمز لها..دا انتى راضيه عنى اوى انهارده..همس بأذنها بوقاحه..وكنتى بطل وعجبتينى أوى قبل ما ننزل..لدرجه مكنتش عايز اسيبك..
خفضت هى وجهها بخجل..لتخفى دموعها التى اوشكت على خيانتها والظهور امامه..وبغصه مريره همست بسرها..
هبه:بودعك يا سيف..علشان لما تتحرم منى تتحسر على حضنى ولمستى..
..................................................
أيوب..
أصر على حمل والدته بين يديه..
سار بها من منزله حتى وصل لمنزل حبيبه..وصعد بها الدرج..
لتخبط زينب بضعف على الباب..فتح محمد وتحدث بفرحه وترحاب شديد..
محمد:يا الف مرحب..اتفضل يا عريس..
خطى ايوب بوالدته ووضعها بحرص على اقرب مقعد..
بوهن..بدات تزغرط زينب بفرحه عارمه..وبعتاب نظرت لهبه ونجوى وتحدثت بأمر..
زينب:ما تزغرطى يابت يا هبه..وانتى يا نجوى زغرطى يا وليه..
بسخريه..بدات تزغرط نجوى بصوت بشع..
لتوقفها هبه سريعا..وتزغرط هى بفرحه شديده نابعه من قلبها لشقيقتها..
وقف ايوب بجوار محمد وهمس بأذنه..
محمد:لو سمحت يا عمى محمد انا عايز اتكلم مع حبيبه قبل ما المأذون يجى..لازم اعرفها كل ظروفى قبل ما اكتب عليها..
محمد:وماله يا ابنى..تعالى معايا..سار به نحو غرفه الضيوف..
ثوانى هندهلك حبيبه..نهى جملته وتوجه نحو غرفه حبيبه خلفه زوجته..دفعت نجوى الباب بعنف وخطت للداخل واقتربت من ابنتها الواقفه بتوتر وفرحه شديده ظاهره على ملامحها وتحدثت بضحكه ساخره..
نجوى:مش قولتلك هيجى بنفس الطقم اللى جه يتقدملك بيه..
محمد:اللهم طولك يا روح..حبيبه تعالى معايا يا بنتى ايوب عايز يقولك حاجه قبل ما المأذون يجى..
اسرعت حبيبه بامساك يد والدها وسارت معه للخارج..
نجوى:بغيظ..اجرى يا شملوله الحقى الكحيان بتاعك..
يقف ايوب مولى ظهره للباب..
بخطى مرتعشه دخلت حبيبه خافضه عيونها أرضا بخجل..
ببطئ استدار ايوب ونظر لها..ليتفاجئ بجمالها وروعه طالتها بفستانها الأوف وايت الرقيق..ذو حزام حول الخصر ذهبى وحجابها الذهبى ومكياجها الهادى الذى ابرز جمال ملامحها وعيونها..
انسحب محمد للخارج تاركا الباب مفتوح..
فقترب ايوب خطوه من حبيبه وهمس ببتسامه عاشقه..
ايوب:حبيبه..بلهفه..رفعت عيونها ونظرت له..ليتأمل هو ملامحها قليلا وبهدوء تحدث..حبيبه أيوب اللى قدامك دلوقتى ميحتكمش على جنيه..كل اللى حوشته فى حياتى حطيته فى عمليه أمى ربنا يقومها بالف سلامه..
فلو وافقتى أكتب عليكى انهارده يبقى هبدأ معاكى من الصفر..
حبيبه:بعشق..ودون لحظه تردد..انا موافقه..وأبدا معاك من تحت الصفر كمان يا أيوب..
أيوب:بفرحه عارمه..أقسملك بالله عمرى ما هخذلك يا حبيبه..
وهعمل المستحيل علشان اسعدك واشوفك مبسوطه..
حبيبه:بثقه..انا واثقه فيك يا أيوب..
خطى محمد لداخل الغرفه وتحدث بستعجال..
محمد:طيب يله يا ايوب يا ابنى المأذون جه..
أخرج ايوب ورقه بيضاء ووضعها أمام حبيبه ووالدها ودون امضته عليها ورقم بطاقته الشخصيه أكثر منه مره وأعطها لوالد حبيبه وتحدث ببتسامه..
أيوب:المؤخر..والشبكه..والجهاز اللى يعجبك أكتبه لحبيبه يا عم محمد..
بفخر..تنظر له حبيبه..
..وبين دموع زينب الغزيره وفرحه حبيبه العارمه..
ونظرات نجوى الحارقه..
أعلن المأذون أيوب زوجا لحبيبه على كتاب الله وسنه رسوله..
بضعف شديد..أخرجت زينب علبه أطيفه واعطتها لأبنها وتحدثت بأمر..
زينب:لبس عروستك يا ايوب..
بدهشه..فتحها ايوب ليتفاجئ بدبلتين..دبله من الذهب لحبيبه..ودبله فضه له هو..وسلسال به قلب صغير مدون عليه أسم أيوب..
بعتاب وعيون لامعه بالدمع نظر لها أيوب..
فبتسمت زينب له وربطت على وجهه وقبلته بحب وهمست بأذنه..كله من خيرك يا ضنايا..أشارت له على حبيبه..
يله لبس عروستك يا واد..
هب أيوب واقفا واقترب من حبيبه وجلس جوارها..
لتطلق هبه سيل من الزغاريط المتتاليه..
ببطئ..مد ايوب يديه..وأمسك يد حبيبه زوجته..لينتفض قلبه وينبض بجنون..وحبيبه أيضا لا تقل جنون عنه بل ويزيد..
وضع دبلته بيدها وأصابعه تتحسس أصابعها بعشق..
بيد مرتعشه..أمسكت هى دبلته ووضعتها بيده حتى أنتهت..
ليفاجئها هو ويرفع يدها على شفاتيه ويقبل باطن يدها بعمق غالقا عيناه بستماع..
شهقت هى بعنف..وبنبهار تنظر له بعيون تفيض عشقا وشوقا جارف..
وبأنفاس مقطوعه أمسك السلسال واشار لها بعينه أن تستدير..
بستحياء..أستدارت هى فقترب هو منها ومال عليها قليلا ولف السلسال حول رقبتها مستشنق عبيرها بهيام..
وبصوت خافض همس بأذنها..
أيوب:بحبك يا حبيبه..بلفهه..ألتفت ونظرت لعيناه بعيون يملئها الدمع..أنتهى هو من غلق السلسال. وهمس امام شفاتيها ببتسامته المهلكه..بحبك اوى كمان..
بلحظه..دون أن تشعر..كانت أرتمت داخل حضنه تحتضنه بكل قوتها..
أستقبالها هو بكل ترحاب..وهب واقفا بها رافعها داخل حضنه حتى اصبحت قدميها لا تلمس الأرض..
يحتضنان بعضهما بكل ما يمتلكو من قوه..
كلا منهم يود أخفاء الأخر داخل قلبه بين ضلوعه..
حبيبه دافنه وجهها داخل عنقه تبكى بنحيب..
بحنان بالغ..يضمها أيوب داخل حضنه ويده تربط على ظهرها..
بعبوس نظرت هبه لزوجها..فبتسم هو لها بتفهم وبتسائل همس بأذنها..
سيف:عايزه تتحضنى ولا أيه؟!..
هبه:ببتسامه حزينه..لو معندكش مانع..
سيف:بعبث..لا انا معنديش اى مانع..تعالى يا بوبا..
نهى جملته وأحتضنها هى وصغيره..بل حملهم داخل حضنه..
بكل قوتها ضمته هبه لها تستنشق رائحته بعمق..
كلما حاول هو الأبتعاد عنها تضمه لها أكثر..
على مضض أبتعدت عنه عندما بدأ الصغير بالبكاء..
ملس سيف على وجناتيها بأصابعه وتحدث بكبرياء مصتنع..
عارف أن حضنى حلو وبيعجبك..نظر بساعته..طيب انا كده تمام اوى..هروح بقى الحق مشوارى..
هبه:بغصه..مستعجل تسبنى..
سيف:بتأكيد..هما يومين يا هبه مش اكتر..تقعدى مع اهلك وترجعى بيتك على طول..
هبه:ان شاء الله..وانت هتروح فين دلوقتى؟!..
سيف:بستعجال..هروح المحل عندى شغل كتير..
نهى جملته وهم بالسير للخارج..لكن يد هبه التى امسكت يده اوقفته عن السير وبصدق همست..
هبه:انا بحبك يا سيف..أكملت بسرها..أرجوك بلاش تخونى فى شقتى وعلى سريرى..التمعت عيونها بالدموع..متخربش بتنا اللى انا بحاول أعمر فيه وأبنيه..
ببتسامه لعوب نظر لها سيف وبغرور همس بأذنها..
سيف:انا مافيش ست مبتحبنيش يا أم سفيان..نهى جملته وغمز لها وسار للخارج بخطوات شبه راكضه مستغل أنشغال الجميع بالنظر لأيوب وزوجته المنفصلان عن العالم بحتضانهم لبعضهم..
انتظرت هبه دقائق قليله..وأعطت صغيرها لوالدتها الجالسه تنظر لأيوب نظره ساخره بحاجب و شفاه مرفوعه..
وسارت للخارج هى ايضا خلف زوجها..
أخيرا..بصعوبه..أبتعد أيوب عن حضن حبيبه وبغصه مريره ودموع تلتمع بعيناه همس لها..
أيوب:هوصل أمى للمطار وأرجعلك..ادعيلها يا حبيبه ترجعلنا بالسلامه..
حبيبه:بدموع..ان شاء الله ترجعلنا بألف سلامه يا أيوب..
أمسكت يده بقوه وبأصرار اكملت..انا هاجى معاك ونرجع سوا..نظرت لعيناه بعشق..مستحيل اسيبك لوحدك تانى..
نظرت لملامحه بتامل وعشق دفين..يا ايوب..يا جوزى..
أبتسم لها ايوب بعشق..واقترب من والدته وجلس أمامها على ركبتيه كعادته..فحتضنته زينب بحب شديد وببكاء تحدثت..
زينب:ألف مبروك يا حبيبى..ابتعدت عنه وأحتضنت حبيبه..
ألف مبروك يا حبيبه يا بنتى..نظرت لها بعيون يغرقها الدمع..
انتى فى قلب وعيون أيوب اوعى تخسريه فى يوم يا حبيبه لأن مافيش حد هيحبك قده يا بنتى..
حبيبه:بثقه..عارفه يا أمه زينب..
أيوب:ببتسامه يخفى بها دموعه..يله يا أحلى ام ايوب علشان فى طياره مستنياكى يا شقيه..
نهى جملته وحملها بين يديه..وسار بها للخارج خلفه زوجته..
تحتضنه زينب بكل قوتها..تقبل وجنتيه تارا..وكتفيه تارا..
وتدعو له من صميم قلبها تارا أخرى..
وهو فقد يبتسم لها بحب..
وقلبه يبكى دما ويصرخ ألما..
وبرجاء وتوسل شديد يهمس بداخله..
ياااااااااارب يا من لا تديع ودائعه انى أستودعك أمى فحفظها بحفظك وردها لى بخير حال ياااااااارب..
.....................................................
..بشقه سيف وهبه..
بخطى مرتعشه وقلب اوشك على التوقف من شده فزعه..
تسير هبه لداخل العماره المتواجد بها شقتها..
بهستريه تحدث نفسها..
هبه:ان شاء الله سيف مش هيعمل فيا كده..خطت لداخل الاسانسير..سيف برغم اللى بيعمله فيا بس هو بيحبنى..
وبينسى الدنيا فى حضنى..هو اه بيكلم بنات..بس لا يا هبه مش هيجبهم شقتك..أرتمت بجسدها على حائط الاسانسير تستند عليه حين وصل للطابق الخاص بشقتها..
بجسد ينتفض توجهت نحو شقتها..وأخرجت مفتاحها من شنطتها وبحذر ويد ترتعش فتحت الباب وخطت للداخل..
تنظر حولها بعيون مرتعبه..متسعه على أخرها..
ليخترق سمعها صوت ضحكه وقحه وحديث أكثر سفاله تأتى من غرفه نومها..
بعنف أغمضت عيونها لتنهمر دموعها على وجناتيها بغزاره..
أغلقت الباب بحرص..مستنده عليه بظهرها تبكى بنحيب واضعه يدها على فمها تكتم شهقاتها بصعوبه..
بزهول مقارب للجنون..تستمع لألفاظ وأفعال زوجها المشينه..
أخذت نفس عميق ومسحت دموعها بعنف ورسمت على وجهها الجمود وسارت لداخل الغرفه بخطوات واثقه ورأسا مرفوع بشموخ..
وقفت امام الباب المفتوح واضعه كلتا يدها اما صدرها تشاهد ما يفعله مع تلك الفتاه ببتسامه وبرود تام..
غافلين هما عن وجودها منشغلين بأفعالهم الحمقاء..
لتلمحها الفتاه..فتصرخ بفزع وتحاول ابعاد سيف من فوقها وبرعب همست..
الفتاه:سيف..مراتك..
بصدمه..توقف عن ما يفعله..
وبأنفاس مقطوعه..تخشب جسده..وشحب وجهه وتعرق بشده..
ببطئ استدار ينظر لما تنظر له الفتاه بقلب اوشك على التوقف من شده فزعه ورعبه..لينصدم بزوجته الواقفه تنظر له ببتسامه..انتفض مبتعد عن الفتاه ونظر لهبه برجاء وتوسل شديد وبدموع لأول مره تلتمع بعيناه تحدث..
سيف:ه هبه انا؟!!..قطعته هى بأشاره من يدها وببرود حاد تحدثت..
هبه:هسبقك انا وبابا عند المأذون اللى جوزنا لما تخلص القرف اللى بتعمله دا ابقى تعالى علشان تطلقنى..
بصقت عليهما وسارت للخارج..
تركته ينادى عليها بنهيار وبجنون بعلو صوته..
سيف:هبااااااه..استنى عندك..مش هطلقك..انتى مراتى مش هطلقك يا هبااااه..
........................................................
..بعد مرور عده أيام..
..بمنزل حبيبه..
صفعه..تليها الاخرى..
بكل عنف تجذبها من شعرها حتى كادت ان تخلعه من جذوره..
نجوى:بغضب عارم..مش كفايه اتكتب كتابك عليه غصب عنى..كمان عايزه تروحى تعيشى معاه غصب عنى..
صفعتها بعنف اكبر..انتى يابت بتفكرى ازاى..
عايزه تدفنى شبابك بالحيا مع واحد فقير محلتوش جنيه بعد ما حط كل اللى حوشه فى عمليه امه وقاعد مكتئب وقافل على نفسه من ساعه ما اخواته خدو امه منه ولا بياكل ولا بيشرب لحد ما هيموت وانتى عايزه تروحيله عشان تموتى معاه وتحرقى قلبى عليكى..
ضربتها بكلتا يدها على ظهرها بعنف..
انا خلفتك علشان تقرفينى فى عيشتى..
بدل ما تفرحينى بيكى..
واشوفك عروسه بأحلى فستان وأجمل فرح مع واحد يعملك شقه تليق بعروسه..صفعتها بعنف..
عايزه تتجوزى سكيتى لييييييه معيوبه ولا بيره..
جذبتها من شعرها بعنف..
اسمعى يابت اول ما ابوكى يجى تقوليله انا مش عايزه الجوازه دى وتخليه يطلقك منه ويشوف حاله بعيد عننا..
حبيبه:بنهيار..يا ماما انا مش هسيب ايوب مهما حصل..
نظرت لها بعيون تغرقها الدمع..
ايوب بقى جوزى وواجبى افضل جنبه فى شدته..
صرخت بعلو صوتها..وانا مش عايزه لا فرح ولا فستان ولا شقه..
بكت بنحيب..انا عايزه ايوب وبس..
وضعت كف يدها على قلبها وأغمضت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر..عايزه جوزى حب عمرى..
همت نجوى بالهجوم عليها وضربها مره اخرى لكن صوت محمد الصارم اوقفها..
محمد:بغضب..نجوى..نظرت له..اياكى تمدى ايدك على بنتى تانى..نظر لحبيبه..البسى هدومك يا حبيبه..صمت لوهله.. هوديكى لجوزك..



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close