رواية وختامهم مسك الفصل الحادي والعشرون21والثاني والعشرون22 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية وختامهم مسك الفصل الحادي والعشرون21والثاني والعشرون22 بقلم نورا عبد العزيز


بعنــــــوان " مواجهــــة قلبيـــــن "

رمقته "مسك" بأغتياظ شديد من نظراته الجريئة إليها ثم قالت:-
-عيب علي شيبة رأسك

تقدم خطوة للأمام نحوها باسمًا بسخرية شديد من كلمتها ويقول:-
-عيب عليكي دا أنا لسه شباب

وضعت "مسك" يدها على صدره تدفعه للخلف بأشمئزاز وقالت بأختناق:-
-نصيحة لوجه الله أنا على أخري ونفسي أفش غلي فى حد فبلاش يكون الحد دا أنت، مش هتستحمل يا عجوز

وضع يديه فى جيوبه بسخرية وتقدم للأمام أكثر لكنه صُدم عندما شعر بيد قوي تمسك كتفه من الخلف وسمع صوت "جابر" يقول:-
-بتعمل أيه هنا؟

ألتف لكي يقابل عيني "جابر" الحادة ووجهه العابس وكان خلفه رجل قوي البنية، تمتمت "مسك" بأختناق شديد:-
-بلاوي!!

أغلقت باب الغرفة من جديد ولا تهتم إلى "بكر" الذي ظل يحدق فى وجه "جابر" بقوة، تنفست الصعداء وتأكدت من إغلاق باب الغرفة بأحكام من الداخل ثم صعدت إلى فراشها..

-حضرتك نازل فى غرفة كام؟
قالها "جابر" بحزم شديد وعينيه تخترق وجه "بكر"، تنحنح "بكر" بحرج شديد ثم قال:-
-مش نازل هنا

-يبقي مش مسموح لحضرتك تطلع هنا
قالها "جابر" بجدية ونبرة صارمة ثم أفصح الطريق إلى "بكر" كي يغادر، ذهب "بكر" من أمامه ثم أنطلق "جابر" إلى السقيفة ووجد "تيام" نائمًا على الأريكة، جلس "جابر" على المقعد المجاور إليه وظل يحدق به، مغمض العينين ويضع ذراعه على جبينه مهمومًا وهادئًا هدوء ما قبل العاصفة تقريبًا، رائحة حريقه المُشتعل بداخله مُنذ ان رأها مع رجل أخري يصل إلى أنف "جابر" فتمتم "جابر" بجدية قائلًا:-
-شوفت دا؟!

فتح "تيام" عينيه وحدق بوجه "جابر" ليراه يمد يده إليه بتابلت، أعتدل فى جلسته وأخذه ليُصدم عندما رأى وجه "بكر" أمامه يذهب إلى غرفتها، ذعر من مكانه بخوف وهو يعلم حقيقة هذا الرجل الخبيث، سأل بغضب سافر:-
-هو فين؟

-خليت الأمان يطلعوا برا
قالها "جابر" بقلق من تحول "تيام" لبركان ناري ثم سأل بخوف:-
-فى أيه؟ أنت تعرفه؟

هرع "تيام" إلى الخارج باحثًا عنه بكل زواية فى المكان ولم يجد أثرًا إليه فتأفف بأختناق شديد، رن على هاتف "مسك" لكنها لم تُجيب عليه فأخذ مفتاح غرفتها بالقوة من مكتب الأستقبال وذهب، فتح باب الغرفة ودلف يناديها:-
-مسك... مسك

لم يأتيه جوابًا فدلف إلى غرفة النوم ورأها نائمة فى فراشها كطفلة صغيرة، تحتضن وسادتها بين ذراعيها وشعرها مسدولًا على الوسادة خلفها، تقدم نحوها بقلق عليها من هذا الرجل الخبيث، وضع الغطاء عليها بلطف وجلس جوارها يتفحص ملامح وجهها النائم ومسح على شعرها بلطف وقلبه تتسارع نبضاته لأجلها، غمغم بلطف شديد هامسًا:-
-وحشتينى يا مسك! غلبتينى معاكي وتعبتني ويا ريت بعد دا كله عارف أوصلك حتى..

أنحني نحوها وترك قبلة على جبينها ثم غادر الغرفة، فتحت "مسك" عينيها بعد أن سمعت جملته، هذا العاشق ما زال لا يعرف شيئًا عنها، ما زال يجهل كونها تستيقظ سريعًا وبمجرد أن لمس رأسها شعرت به وسمعت صوته، كانت تعرف لمسته جدًا وتميزها عن الجميع، مُشتاقًا إليها وهى مثله تمامًا تشتاق إليه بجنون ولشجارهما، قلبها يؤلمها لأجله ولم تكن تعلم بأنها ستغرق يومًا فى قاع العشق مع رجلًا وإذا حدث لم تتخيل لبرهةٍ من الوقت أن هذا الرجل سيكون "تيام"...

_________________________ 

فتحت "ورد" عينيها صباحًا بتعب شديد مُتذمرة على أشعة الشمس التى أيقظتها من نومها، تبسمت فور رؤيته جوارها وهى تختبي بجسدها الضئيل بين ذراعيه الأثنين أحدهما أسفل رأسها والأخر فوق خصرها النحيل، يطوقها بأحكام فى نومه كأنه لا يُصدق بأن هذا الحلم أصبح حقيقة والآن محبوبته تسكن ذراعيه ويُشم رائحتها عن قرب وأنفاسها تضرب صدره العاري، أخرجت ذراعها الأيمن العاري من أسفل الغطاء وقربته من وجهها لتبتسم بإشراق وسعادة فور لمسها إلى وجنته الناعمة الخالية من شعيرة واحدة من اللحية، لا تصدق أنه حقيقة أمامها ليس حلمًا جميلًا تراه فى منامها، رأت يده تتحرك وتمسك يدها الموجودة فوق وجنته بدفء ثم رفع ذراعه الموجود أسفل رأسها يجذبها أكثر إليه دون أن يفتح عينيه وقال بحب:-
-نامي يا ورد أنتِ ملحقتيش

تبسمت عندما تلامست أنفها بصدره العاري من جذبه إليه ورفعت رأسها للأعلي نحوه وقالت بخفوت:-
-دا مش حلم صح!! أنا هصحي ألقيك جنبي ومعايا

فتح "زين" عينيه إليها بعد أن سمع هذه الجملة التى تخبره بأنها ما زالت لا تصدق أنها أصبحت زوجته حقًا ليضع قبلة على جبينها بلطف وقال:-
-حقيقة يا وردتي

أخفت رأسها بين ذراعيه ولفت ذراعيها حول خصره بأحكام وأستماتة ثم قالت:-
-وأنا مبتمناش حاجة غير الحقيقة دى يا حبيبي

تبسم بلطف ووضع راسه فوق رأسها وأغمض عينيه من جديد مُستنشقًا عبيرها ويشعر بأنفاسها....

____________________________ 

كانت "مسك" جالسة فى مطعم الفندق تتناول فطارها، جاء "تيام" إليها وجلس دون أذن، رمقته "مسك" بنظرات هادئة مُنتظرة أن يتحدث ويخبرها سبب تصرفه فقال ببرود:-
-مين البيه اللى ساحباه وراكي دا

تبسمت "مسك" بغرور ثم نظرت إلى طبقها من جديد وقالت:-
-دا اللى جابك، مالكش دعوة.. أنت بتحب تسمعها منى مالكش دعوة يا تيام 

أقترب من الطاولة بنصفه العلوي ووضع ذراعيه على الطاولة بأحكام ثم قال:-
-ورحم جدي اللى مات على أيدك يا مسك لو ما ظبطتي  معايا لأظبطك أنا 

تبسمت وهى تترك من يدها الطعام ببرود ثم رفعت نظرها إليه ببسمتها الساخرة من كلماته ثم قالت:-
-طب ما تجرب تظبطني كدة أصل مش عارفة أظبط نفسي

جز على أسنانه غيظًا من تحديها إليه بنفس الآن الذي يرفرف قلبه فرحًا لأجل عنادها الذي أشتاق إليه وقال:-
-ورب الكعبة مناخيرك المرفوعة دى هكسرهالك يا مسك بس أتقلي عليا شوية

ضحكت "مسك" بعفوية على كلمته وقالت:-
-هههه أتقل أكتر من كدة، أخاف يجرالك حاجة من تقلي

مسك يدها وجذبها نحوه لترتطم بالطاولة التى تفصل بينهما وقال:-
-أنا ماسك نفسي عنك بالعافية يا مسك، لحد بس ما تليني وتوافقي تتجوزينى

قهقهت ضاحكة اكثر وعينيها تحدق بعينيه التى أشتاقت إليها وقالت:-
-بجد ومين قالك أنى ممكن اتجوزك

-هتتجوزينى يا مسك، لأنك لو متجوزتنيش برضاكي هتجوزك غصب عنك
قالها بحزم وعينيه تلتهم عينيها الرمادتين وبسمتها تثير ضربات قلبه لتتسارع أكثر، غادرت من أمامه لتذهب إلى الردهة وهو خلفها ليصرخ بصوت عالي مرتفع:-
-تتجوزينى يا مسك؟

أستدارت له بصدمة ألجمته من صراخه أمام الجميع ونظر الجميع عليها مُنتظرين الجواب على عرض زواجه، أسرعت إليه بخطوات مُسرعة وهمست إليه بحرج يحتلها:-
-أنت أتجننت؟

تحدث "تيام" بلطف وعينيه تعانقها وكأنه يحاول أن يضمها بقوة ويخفيها داخل عينيه  قائلًا:-
-تتجوزينى؟ أنا عايزك يا مسك وموافق أتجوزك بالطريقة اللى تعجبك وبالشروط اللى تحبيها

 نظرت إلى عينيه الصادقتين وأرتجف قلبها بلطف من كلماته لكن عقلها يكاد يقتلها من الخوف، تخشي أن يتزوجها وبعد أن تخضع إليه يكسرها بنفسه فقالت بحدة صارمة:-
-أنا مش موافقة 

أتسعت عيني "تيام" على مصراعيها بصدمة ألجمته من رفضها له مرة أخري، مسكها من ذراعها وقد فاض به الأمر وترك العنان لأوجاعه تقتلها على عنادها وكبرها، عينيه ينبعث منها الشر والغضب وقال بجز على أسنانه ونبرة مُخيفة:-
-أنتِ بتعملى فيا كدة؟، بتذلينى وبدوسي على كرامتي ورجولتي ليه؟ مبسوطة وأنا بتحايل عليكي يا مسك وكل دا ليه؟ عشان..... 

كاد أن يعترف لها بحبه لكنها أوقفته وعينيها تحدق بعينيه العسليتين بقوة وما زالت رغم ألمها الداخلى لكنها تعاند بقوة وتصمد أمامه، قالت بحزم شديد:-
-أنا مبذلكش ولا عايزة أدوس على كرامتك، أنا بحمي قلبي منك ومن غدرك، عمومًا بيقولك من أفسد شيء عليه بأصلحه يا تيام

ترك ذراعها بأندهاش من جوابها، عينيه لا تفارقه وعقله لا يستوعب شيء وماذا أفسد حتى يجب أن يصلحه؟، تحدث بصدمة لا يُصدقها:-
-قصدك أيه؟ 

-قصدي يا تيام، أنك حتى بعد ما أتغيرت أنا مقبلش أتجوزك
كاد أن يفقد أعصابه ليرفع يديه الأثنين أمام وجهها غيظًا وأغلق قبضتهما قبل أن يقتلها للتو وقال بعقل على وشك الجنون مُستاءً:-
-أنتِ عايزة تجننيني يا مسك، أعملك أيه عشان تقبلي، وأنفع أكون زوج لسفيرة عزيزة
 
رفع حاجبها من سخريته ثم قالت:-
-بغض النظر من سخريتك أو جنانك اللى هو كدة أو كدة موجود، لكن عشان السفيرة عزيزة.. لا مسك بقي، ليك عليك لو السماء مطرت فلوس ونجوم السماء نزلت على البحر ممكن وقتها أتجوزتك.... بمعنى أن جوازي منك مستحيل

-بتعجيزني ليه؟، لدرجة دى مش عايزاني
قالها "تيام" بحزن وخيم وقلب مفطور من الوجع، رفع حاجبه إليه بغيظ أكبر ويشعر أنها أنتصرت عليه ليقول:-
-بس معلش حتى لو مش عايزاني، أنا عايزاك يا مسك وهتجوزك حتى لو غصب عنك وعن أبوكي وكل اللى يتشددلك، حتى لو حكم الأمر أجبرك على كتب الكتاب... 

قهقهت "مسك" ضاحكة بسخرية على كلماته وقالت بتحدٍ:-
-والله وهتعملها أزاى بقي.... 

-كدة
قالها وهو يرفعها على كتفه على سهو دون سابق إنذار وسار بها فى ردهة الفندق وهى تصرخ وتضربه بقبضتيها على ظهره بقوة وتترجاه أن ينزلها صارخة به:-
-نزلنى يا تيام... نزلنى يا مجنون والله لأقدم فيك بلاغ بالتحرش

نظر الجميع عليهما بدهشة من كلمتها، أكمل سيره وهى على كتفه بلا مبالاة ثم قال:-
-ايوة أنا راجل متحرش بمراته 

توقفت للحظة بأندهاش من كلمته وقالت بتردد:-
-مراتك!! أنا طليقتك.. 

تبسم بمكر شديد ثم قال:-
-لا مراتي أنا بقي مجنون ورديتك ولا أنتِ ناسية أنك فى العدة وأنا بقي ردتك يا مسك 

قهقهت ضاحكة بقوة على كلمته ليدخل بها المصعد وينزلها عن متفه مُتفحصها بنظراته وهى تضحك بقوة ليقول بأندهاش:-
-ضحكتك أوى كدة

-أوى يا تيام، أصلك جاهل حتى فى الأمر دا، يا بابا أنت مينفعش ترجعنى إلا بعقد جديد ومهر جديد وموافقتى، روح اسأل عن الزوجة التى لم يدخل بها 
قالتها ساخرة منه، اقتربت نحوه بغرور أكثر ولمست لحيته بدلال تثير غضبه أكثر ثم قالت بخبث:-
-ادعي بقي كثير أن السماء تمطر فلوس والنجوم تنزل البحر عشان أوافق 

خرجت من المصعد ضاحكة بقوة عليه وهو يراقبها فى خطواتها مُستشاطًا غضبًا من هذه الفتاة المغرورة رغم أنها تسكن قلبه، كاد أن يغلق المصعد أبوابه لكنه صُدم عندما رأها تسقط على الأرض فاقدة للوعي وأرتطم جسدها النحيل بصلابة الأرض الرخامية فضغط على زر المصعد بسرعة جنونية وركض إليها...
هربت من المصعد لا تصدق ما يسعي إليه وهل حقًا يريدها وكل مخاوفها من عقلها الباطن لا صحة لها، أبطأت من خطواتها عندما شعرت بدوران فى رأسها وقبل أن تستوعب ما يحدث فقدت الوعي ولم تشعر بشيء بعدها..

حملها "تيام" بذعر غلى ظهره وركض إلى الخارج لكي يأخذها إلى المستشفي وقبل أن يصل إلى السيارة شعر بيدها تربت على كتفه بلطف، فتحت "مسك" عينيها وسمعت صوت أنفاسه وهو يلهث بقوة من ركضه بها، ربتت بأناملها على كتفه بلطف ليتوقف عن الركض، أنزلها وهو ما زال يتشبث بها بأحكام وعينيه لا تفارقها بل يتفحصها بخوف شديد ويديه تتمسك بذراعيها حتى لا تسقط منه، سألها بقلق:-
-أنتِ كويسة؟

اومأت إليه بنعم وتتشبث بيديه التى تحيطها حتى لا تسقط من دوران رأسها الذي يلازمها، نظر "تيام" إليها بقلق سافر يتملكه بعدأن رأها تسقط أمامه وتذكر حديث "ورد" عن فترة الإرهاق والتعب الذي تعيش به، سألها "تيام" بجدية صارمة هذه المرة:-
-بتكابر ليه؟ بتعاندي وتقسي ليه وعلى حساب مين؟ على حساب نفسك يا مسك وصحتك، أنا عارف أنك بتحبينى وعشان أكون صريح أنا كمان بحبك ...

رفعت "مسك" نظرها إليه بدهشة ألجمته من أعترافه إليها بحبه، تقابلت أعينهما معًا ولا تستوعب ما يقوله فهل حقًا أخبرها بهذا الحُب علنًا ، تابع "تيام" بنبرة حازمة قوية:-
-مستغربة ليه يا مسك؟ أنتِ عارفة أنى بحبك من غير ما أقولها، زى ما انا عارف كويس أنك بتحبني من غير ما تقولها، ليه تبعدينى بقي وتكتبي علينا الفراق بسبب قسوتك.. 

أبتلعت لعابها الجافة فى حلقها بصعوبة بالغة بسبب ربكتها وقشعريرة جسدها التى أصابتها من كلمته التى تفوه بها، ضربها قلبها بقوة وكأنه يرغب بهدم هؤلاء الضلوع الصلبة اللاتي تحيطون به ويهرب منها إليه، دمعت عينيها بحزن وعقلها هو من يسبب هذا الألم لها وله ثم قالت بوجه عابس:-
-عشان خايفة منك!! تخيل بقي أن أنا اللى عمري ما خوفت من حاجة فى الدنيا ولا حتى الموت خايفة منك أنت، خايفة أكون مجرد واحدة فى زنزواتك الكثيرة مجرد ما توصليه هترمينى...

أقترب "تيام" منها خطوة ويده تمسك ذراعها وقلبه يتألم من هذا الخوف الذي يحتلها وهو سبب هذا الخوف، رفع يده الأخري إلى وجهها ويمسح دموعها بأبهامه ثم قال بدفء وعينيه تطمئنها:-
-أنا بحبك يا مسك، بحبك وعمري ما نطقتها لأى واحدة مهما كانت، أنا بحبك ومستعد أديكي عمري كله بس عشان تطمني، أنا موافق أكتبلك كل ما أملك وأمضيلك على تقرير التبرع بالأعضاء كمان، والله أطلبي منى أى ضمان يطمنك وأنا موافق عليه من غير ما أعرفه...

ظلت تنظر إليه وجسدها يرتعش من الحيرة، تقف أمامه عالقة بين الأقتراب والبعد، لا تعلم أتركض وتصبو إليه وترتمي بين ذراعيه أم تهرب من أمامه فظلت تحدق به بثورة حيرتها وبركانيها الداخلي القائم من صراعها.....

__________________________ 

جاء الرجل إلى مكتب "جابر" ودُهش عندما سمع هذه الأخبار التى نقلها الرجل له عن "متولي" وأعطاه صورة إلى "متولي" وهو يقف مع "ليلة" وقال بجدية:-
-البنت دى بتحوم حولينا تيام بيه، أعتقد أن متولي هو اللى حاططها فى طريقه وليه معرفش بس وراءه سبب

تنهد "جابر" بهدوء وعينيه تحدق بوجه "ليلة" فى الصورة وقال بحزم شديد:-
-عينيك عليها وعلى العقرب متولي وأنا ليا صرفة معاه

أومأ الرجل له بنعم ثم غادر المكان بينما خرج "جابر" من مكتبه وذهب إلى حيث غرفة "زينة"، دق باب الغرفة لتفتح  "زينة" إليه فحدق بها كثيرًا ثم قال بجدية:-
-ممكن أتكلم معاكي..

رمقته "زينة" بنظرة قلق ثم أفسحت له الطريق.....

__________________________ 

أخذها "تيام" إلى شاطئ البحر وهى تُتمتم بضيق شديد مُتذمرة على قوته:-
-هو فى أيه

أوقفها "تيام" أمام شاطئ البحر ووجهها عابس وتعقد ذراعيها أمام صدرها وترتدي سترة قطنية مفتوحة باللون السماوي وأسفلها تي شيرت أسود اللون وبنطلون جينز وشعرها مسدول على ظهرها، أدارها "تيام" إلى البحر لكي تنظر وقال:-
-بصي هناك

نظرت بأففة شديد إلى الشاطئ لتُصدم عندما رأت بالون هواء فى السماء وبداخله رجل يلقي النجوم الصناعية على الشاطئ وتتلألأ على سطح الماء فقال بهمس فى أذنيها:-
-أول شرط النجوم تنزل على البحر

أرتجف قلبها فرحًا وشرعت بأرتعشه لأجل هذا الرجل الجنوني الذي يفعل أى شيء مجنون لكي ينال رضاها وتقبل بزواجه، دمعت عينيها وهى تنظر لشاطئ البحر حتى وصل نظرها أسفل قدميها تنظر إلى مياه البحر التى تغلغلت بين أصابعه وترى النجوم وصلت مع المياه أسفل قدميها، لا تصدق ما تراه فأستدارت إلى "تيام" عاجزة عن التُحدث ولا تملك كلمة واحدة تقولها إليه، نظر إلى عينيها بحب وتبسم على هذه الدموع الحارة التى تتلألأ فى جفنيها فرحًا لتتساقط هذه الدموع عندما رأت أوراق نقدية تتطاير فى الهواء وتتساقط فوقه كالمطر، تحدث "تيام" بنبرة هادئة باسنًا:-
-الشرط الثاني تمطر فلوس، أنا حققت المستحيل يا مسك عشانك

ظلت تنظر إلى الأموال التى تتساقط فوقهما وقالت:-
-أنت مجنون!!

-مجنون بيكي
قالها بلطف ثم جثو على ركبتيه أمامها وأخرج خاتم الزواج من جيبه وقال بنبرة دافئة وعينيه تتلألأ ببريق العشق الكامن بداخله:-
-تتجوزينى!! 

لم تجيب عليه بل كانت ترمقه فى صمت ليقول بجدية وعينيه تنظر إليها:-
-والله لو رفضتني المرة دى يا مسك لأطلع من هنا على المطار وتكون أخر مرة تشوفني فيها، المرة دى مش مسموح لك بالرفض نهائيًا

تساقطت دموعها أكثر وأكثر على وجنتيها وعينيها ترمقه أثناء جلوسه أمام قدمها وقلبها يتسارع نبضاته وحيرتها تزداد أكثر وأكثر أمامه، لا تعلم ماذا تقول إليه، تقترب أم تبتعد؟ لا تملك جوابًا له بهذه اللحظة......

الفصل الثاني والعشرون 
بعنــــــوان " قبـــــــــــــــول "

وقف "تيام" مكانه بدهشة من بكاءها الذي يزداد أكثر فأكثر، جفف دموعها بأنامله بخوف أكبر عليها ثم قال بحيرة من أمرها:-
-خلاص يا مسك.. خلاص متضغطيش على نفسك أكثر... متوافقيش بس متعيطيش والله دموعك بقتلتني وكمان بسببي....

قاطعته "مسك" بصوت خافت وعينيها تحدق به بضعف شديد وشهقاتها تزداد أكثر ودموعها التى جففها بللت وجنتيها مرة أخري كالفيضان الذي يسيل من جفنيها، تحدثت قائلة:-
-تيام أنا...

مسح على رأسها بلطف شديد ثم قال:-
-متضعطيش على نفسك يا مسك، أنا مستعد أستناكي العمر كله ويحرم عليا اى بنت غيرك حتى لو عشيت عمري كله مستني 

صرخ قلبها بداخلها بأسمه فماذا تنتظر أكثر من هذا لتذهب إليه؟، جاء رجل إليه يخبره أن "جابر" يريده ضروريًا فقال بخفة:-
-عن أذنك

ذهب معه كأنه أنتظر أن تأتي فرصة إليه ليهرب منها بألم قلبه الذي يخفيه، ما زالت لا تريده وتخشي الأقتراب منه، ركب المصعدحزينًا حتى رن هاتفه مُعلن عن استسلام رسالة، أخرجه "تيام" من جيبه بلا مبالاة لكنه صُدم عندما وجد الرسالة منها تحمل كلمة واحدة لكنها غيرت حاله تمامًا وجعلته يضغط على أزرار المصعد بجنون حتى فتح أبوابه وهرع راكضًا كالمجنون للخارج ولا يصدق هذه الكلمة التى قرأها للتو (موافقة)، كان يركض بسعادة تغمره وقلبه يتراقص فرحًا وأوشك على التوقف من شعوره بالحُب، بحث عنها فى كل أرجاء الشاطئ ولم يجد لها أثر، أتصل بها ووضع الهاتف على أذنيه وهو يدور فى المكان وعينيهي لا تتوقف عن البحث عنها، ربما سيضمها هذه اللحظة أو سيأخذها للمأذون حالًا، أستقبلت الأتصال ليصرخ بسعادة ونبرة حماسية:-
-أنتِ فين؟

لم تجيبه "مسك" بل ظلت تستمع إلى نبرته الحماسية، تغيرت تمامًا عن السابق فكان يخبرها بأن لا تضغط أكثر على نفسها ونبرته على وشك البكاء من الحزن الذي خيم على قلبه من صمتها، تبسمت "مسك" عليه وقالت:-
-فى طريقي للبيت

أتسعت عينيه على مصراعيها وركض إلى مرأب السيارات بجنون لا يُصدق بأنها ستتركه هكذا وتعود للقاهرة دون أن يراها ويهدأ من روعته وضربات قلبه، قال بتمتمة:-
-لا، إياك يا مسك تمشي دلوقت، مش بعد ما نشفتي دمي تمشي

تبسمت "مسك" أكثر على كلمته وقالت:-
-بس أنا لازم أمشي لأن عندي شغل

توقف بتعب من ركضه ويلهث بقوة جنونية من التعب وأتكأ بيديه على ركبته ثم وقف ووضع الهاتف على أذنه من جديد وقال:-
-أشوفك للحظة وبعدها ممكن تمشي لكن أقسم بالله لو مشيتي من غير ما أشوفك لأسيب الدنيا تقلب تضرب هنا وأجي وراكي

لم تجيب عليه وظلت صامتة، تحدث بنبرة خافتة راجيًا إياها بحُب:-
-عشان خاطري يا مسك أشوفك لحظة واحدة

لم تجيب عليه فمط شفتيه للأسفل بضيق مُدركًا بأنها لن تتراجع عن قرارها وإذا كان عملها هو ما يوجد فى الكفة الأخري ستختار العمل وعلاج المرضي لطالما أختارت علاجه عن غضبها وخصامها إليه، تأفف بضيق أكثر وقال:-
-خلاص يا ....

توقف عن الحديث عندما شعر بأنامله صغيرة تربت على كتفه من الخلف، ألتف ليراها تقف أمامه وتضع الهاتف على أذنيها وتنظر فى عينيه بهدوء وبسمة خافتة تنير وجهها، تبسم بإشراق وظهرت غمازاته من شدة بسمته وعينيه العسليتين تتلألأ بالحُب بل يسكنهما العشق كضوء وميض أنار حياته كاملًا، أقترب أكثر إليها وفتح ذراعيه لكي يضمها إليه فصرخت به بغضب قائلًا:-
-إياك!!!

توقف "تيام" قربها وذراعيه مفتوحين بدهشة من تحذيرها الحادة ونبرتها القوية كأنها ستقتله الآن إذا فعل حقًا، رأت تعجبه فى ملامح وجهه لتقول بحزم:-
-أنا دلوقت مش مراتك، إياك تعملها 

هز رأسه بالموافقة إليها لكنه يترجاها بقول المُتذمر بوجه عابس وشفتيه يقوسها للأسفل:-
-حاضر مش هكررها بس مرة واحدة بس عشان خاطري

قالها وأقترب أكثر لتجز على أسنانها غيظًا منه ومن تكرر طلبه فألتف غاضبًا وعانق عمود الكهرباء الموجود جواره بتذمر شديد وقال:-
-اااه أنتِ بتعاقبني ليه

أعاد إليها عاضبًا ليراها تبتسم على فعلته وعناقه لعمود الكهرباء وقال بغيظ وغضب سافر من نفسه:-
-أنا كان لازم أتسحب من لساني وأطلقك يعنى، حضن واحد يا مسك

ضربه فى خصره بغضب سافر يتملكها بعد أن ذكر طلاقه إليها وقالت بتذمر:-
-تستاهل العقاب عشان تطلقني كويس

-تعالي أكتب عليكي دلوقت
قالها بحزم وعينيها لا تقوي على البُعد عنها وقلبه لا يتحمل فراقها وبُعدها عنه أكثر، عقله سيجن جنونه بهذه اللحظة وأمنيته الوحيدة الآن هو ضمها وشم رائحتها بداخله لكنها تعاقبه بقسوة كعادتها، ضربت "مسك" يده بتذمر من كلمته وقالت:-
-تاني!! وبابا!! لا مستحيل، ما صدقت أنه سامحني ويكون فى علمك أنا مش هتجوزك من غير موافقة بابا يا تيام، مش هقول ماما لأنها ما شاء الله حابك أكثر مني أنا بنتها، لكن بابا لازم يوافق وللعلم بالشيء بابا مبيكرهش قد الراجل العاطل والكسول يعنى شوف لما تروح تقابله هتقوله أنت شغال أيه؟

تحدث بثقة وغرور شديد:-
-أنا عندك قرية سياحية مالديف مصر تساوي أكتر من 100 مليار

-بالورث يعنى مش بمجهود
قالتها ببرود شديد وتذمر على تكاسله فى العمل ليقول:-
-طيب خلاص هأخذ الرئاسة من زين وهكون الرئيس 

رفعت حاجبها الأيمن إليه بحدة وقالت بتحذير شديد:-
-ولعلمك الحاجة الأهم أنا مش هتكون رجل وحيد يجي يطلبنى من بابا بطوله

عاد خطوة للخلف بجدية مُستمعًا إلى جملتها وقد فهم ما تلمح إليه وقال:-
-أنا لما بقعد معه فى المكتب بنجيب جابر ورجالته يحجزوا بينا، عايزني أجيبه معايا وأنا بطلبك

أومأت إليه بنعم بجدية وكأنها تضع شرطًا لزواجها منه وقالت بجدية:-
-يبقي تصفي اللى بينكم لأن جابر مش هيجي معاكم، لو بتحبني بجد هتعملها يا تيام.. أنت مبسوط وأنت لوحدك كدة؟ لو أنت مبسوط يبقي أنا لا مش مبسوطة

تنحنح بحرج شديد من شروطها الكثيرة وتقدم للأمام وبدأ يسير بعيدًا عنها بعد أن قيدته سعادته بكلماتها وربطت فرحته بحبال الود بين "زين" وقال مُتمتم:-
-أنتِ بتعجيزني ليه؟ كل شرط أقسي من اللى قبله؟

-عشان مصلحتك يا تيام!! عايزك تخرج من الحرب والوحدة اللى عايش فيهم وتوصل لبر الأمان
قالتها وهى تسير خلفه بخطوات هادئة ليتذكر حديث العرافة بأنها ستأخذه لبر الأمان وستكون سندًا إليه ليرتعب خوفًا من أن يحدث كل كلمة تفوهت بها هذه العرافة ويفارق "مسك" حقًا ويتألم قلبه، نظر إلى وجهها بخوف لتتعجب "مسك" من خوفه الذي ظهر فى ملامحه وقالت بقلق:-
-فى أيه؟

توقف عن السير ومسكها من ذراعيها لتتقابل أعينهما معًا بخوف وتمتم بجدية صارمة:-
-متسبنيش يا مسك

أندهشت من كلمته ولما ذكر الفراق الآن بينما تتحدث عن "زين" وعلاقته بعائلته ليتابع "تيام" بخوف أكبر ونبرة مرتجفة:-
-متسبنيش مهما حصل، حتى لو عملت حاجة غصب عني أو حصل سوء تفاهم بينا، مهما يحصل متسبنيش ولا تبعدي عني 

أومأ إليه بصدمة ألجمتها من هذا الخوف، أخذ يدها بيده ووضعها فوق رأسه وقال بجدية:-
-أحلفي بحياتى أنك مش هتسيبنى مهما يحصل 

لم تفهم سبب خوفًا هذا ولما ذكر الفراق فى حين أنها تقترب منه أبدًا ولم تفكر به نهائيًا، ظلت عينيها تتجول بين عينيه الأثنين بحيرة وتشعر بأن هناك شيء ما يخفيه "تيام" عنها، تطلع بها وكلمات هذه العرافة تتردد فى أذنيه سيربطها رباط قوي لكنه سيقوى بالفراق، لا يعلم اى رباط هذا ولما سيقوي بالفراق، مُرتعبًا من داخله من هذه اللحظة إذا حدثت بالفعل، أومأت "مسك" إليه بنعم بحيرة تحتلها من رؤيته خائفًا هكذا، سحبت يدا من يده وأنزلتها إلى وجنتيه تلمس لحيته بدفء وعينيها تعانقه بحُب وقالت بلطف:-
-مش هسيبك!! ومتخافيش إذا غضبت منك هضربك مش هسيبك

هز رأسه بجدية موافقة على حديثها رغم أنها قالته بداعبة ومزح لكنه يوافق علي هذا وقال بإصرار وقبول:-
-اه أضربني وكسرينى ومتعالجنيش يا مسك وقتها بس متسبنيش، إن شاء تخلينى نايم فى السرير العمر كله بس متبعديش عني

-بعد الشر عنك!!
قالتها بلطف وعينيها ترمقه وعقلها بدأ يفكر فى سبب خوفه من الفراق هكذا ربما بسبب ماضيه أو لأنها أول شخص يتحمله ويقبل بوجوده ولم يقارنه بأحد، ربما لأنها الوحيدة التى احبته لكونه "تيام" ليس الأفضل بين الجميع لكنها أحبته، تابعت بنبرة دافئة:-
-أنا مش هبعد عنك يا تيام

تشبث بيدها كطفل صغير خائفًا من أن يضيع من والدته وسط زحام وضجة العالم الخارجي، وقال بجدية:-
-أنتِ أول حد يقبلنى يا مسك، ويحبني عشان  أنا تيام مش عشان وريث ولا عشان فلوس ولا عشان الأحسن، أنا عارف أني مش أحسن حد ويمكن أى راجل على أرض خلقه ربنا أحسن مني كمان بس أنا بحبك والله ومبقدرش على بُعدك، الأيام اللى فاتت ربنا العالم بحالي كنت عامل أزاى؟ أقسم بالله ما كنت عارف نفسي ولا عارف أتنفس، كنت حاسس أن الهواء اللى بيدخل رئتي بيخنقنى أكثر ما بيساعدني على الحياة، أنا عارف والله أنى مستاهلكيش وأنك كتير عليا أوى بس بحبك أعمل أيه، أنا حاسس أنى عايز ألف قلب على قلبي عشان يكفوا بس حُبي ليكي عشان قلبي صغير أوى علي حُبك يا مسك

تبسمت بعفوية وأذنيها تستمع إلى كلماته وقلبها جن تمامًا وأنتهي أمره من حديثه وكاد أن تجزم أن رغم كونها طبيبة قلب لكنها لن تري حالة قلب كحالة قلبها على مدار سنوات عملها، سحبت يدها بيده التى تمسكها ووضعتها على قلبها حتى يشعر بضربات هذا الصغير الموجود بين ضلوعها فى اليسار وقالت:-
-أقسم لك أن حتى وأنا دكتورة قلب معنديش علاج لتنظيم ضرباته اللى هتنفجر جوايا دى، معقول أسيبك وهو حاله كدة فى قربك أمال فى بُعدك عامل أزاى.... مش عايزة أعرف حتى فى بُعدك هيبقي عامل أزاى

تساقطت دموعه رغمًا عنه ويده تشعر بضربات قلبها أسفلها، صُدمت "مسك" من دموعه التى تساقطت كأوراق الشجر فى فصل الخريف ولا تعلم سبب هذا التساقط، رفعت يدها تجفف دموعه بأناملها الدافئة ثم قالت:-
-تيام!!

-أنا مُتيم بيكِ يا مسك، الله يكرمك وحياة أغلي حاجة عندك تفضلي جنبي العمر كله 
قالها ببكاء وأنهيار، لتجفف هذه الدموع بذعر وعقلها تأكد بأن هناك شيء يخفيه بداخله عنها، تمتمت بحزن شديد وقلبها يتألم لأنهياره هكذا وقالت:-
-بس، بس خلاص والله ما هسيبك وحياة تيام عندي مش هسيبك، بس أهدئي وغلاوتي.. 

رن هاتفها يقاطعهما برقم "غزل" لتتجاهل الأتصال وذهبت معه فى الطريق يسيران معًا وأخبرته أن "غزل" ما زالت على قيد الحياة وأستعدت وعيها وأنها السبب فى مسامحة والدها لها......

__________________________ 

ظلت "ورد" تسير معه فى الشوارع ويديهما مُتشابكة معًا والفرحة لا تفارقهما، يتجولان و"زين" يفعل لها كل شيء تريده، تبسمت "ورد" بعفوية وقالت:-
-لا بس أيه رأيك فى الفليم، أختياري!

جذبها "زين" إليه ووضع ذراعه حول عنقها لتكون تحت جناحه بجوار هذا الضلع الذي خلقته منه إليه المجاور ليساره النابض بالداخل وقال بغزل:-
-قال يعنى أتفرجتي عليه يا ورد، أنتِ ناسية أفكرك

نكزته "ورد" بذراعها فى خصره بخجل شديد وتوردت وجنتيها بلون الدماء التى تدفقت إلى رأسها للتو من كلماته وتذكرت هذه اللحظة، تبسم "زين" بعفوية على خجلها وحمرتها ثم قال بحماس:-
-ههههه ما دام قلبتي فراولية كدة يبقي أفتكرتي، أنا بقول نروح بسرعة بقي عشان عايز أنشط الذاكرة عندي

قرصته هذه المرة بخجل أكثر من حديثه الجريء أمامها وقالت:-
-أتلم يا زين، عيب!! وبعدين أنا بتكسف

قهقه ضاحكًا عليها بسعادة وقلبه بلغ قمة العالم من السعادة التى تحتله وقال بحُب شديد:-
-هو أيه اللى عيب يا بت، أنتِ حلالي يعنى مسمعش الكلام دى تاني بدل ما ....

وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث وقالت:-
-خلاص يا زين يا بقي، غير الموضوع

ضحكت عليها وهو ينزل يدها عن فمه ثم قال بجدية مُصطنعة:-
-خلاص بنغير الموضوع، أنا عايز أرجع من هنا بابا أزاى معرفش

أنزلت ذراعه عنها بغيظ تحاول أخفاء خجلها فى هذا الغيظ الطفولي وذهبت وحدها أمامه ليضحك بسعادة عليها وقال:-
-طب خلاص خدي يا بت 

ركضت منه بعد أن سمعت جملته ليركض خلفها بسعادة تغمره وقال:-
-والله لو مسكتك يا ورد لتندمي، خدي يا ورد

ضحك الأجانب عليه فتوقف عن الركض بحرج وقال ببسمة خافتة بالأنجليزية:-
-أنها زوجتي

ركض خلفها من جديد وهى تضحك عليه بعد أن نظر الجميع عليه بعد أن صرخ بها، تضع يديها على فمها من شدة ضحكاتها عليه.....

_________________________  

كان "تيام" واقفًا مع "فادى" يتحدث معه فى العمل ويقول:-
-المهم أنك تعمل حاجة مختلفة يا فادي، بلاش نفس الرحلات البحرية والغطس المعتاد، أبتكر جديد

أومأ إليه بنعم وألتف "تيام" ليذهب من مكانه إلى الفندق لكن أوقفه ظهور "ليلة" فى طريقه ليتأفف بضيق شديد من هذه الفتاة التى لن تمل ولم تكتفي بإهانته المعتادة لها وقال:-
-يا صبر أيوب

تبسمت "ليلة" وهى تقف جواره بعفوية وقالت:-
-صباح الخير يا تيمو

أتسعت عينيه على مصراعيها من كلمته وقال بسخرية:-
-تيمو... مبقاش اللى واحدة زيك انتِ اللى تصبح عليا

وصلت "مسك" على الشاطئ وهى تركض وترتدي ملابسها الرياضية وتوقفت فجأة عندما رأته هنا مع فتاة تبتسم إليه، نزعت السماعات من إذنيها وعينيها تحدق بهما وبسمة هذه الفتاة تقتلها فلم تتحمل غضبها أكثر وهى تراه يقف هناك مع فتاة غيرها، كيف يخبرها بحبه والآن يخونها؟ أهذا حبًا؟، هرعت "مسك" إليه وعينيها تحدق بـ "ليلة" التى تقف جواره باسمة لأجله، رأها "تيام" تقترب ليبتلع لعابه الجاف فى حلقه بصعوبة وخوف من هذه الفتاة المجنونة، ذهب نحوه لتضربه فى خصره بقوة وتقول بحدة:-
-مين دى!! صحيح ديل الكلب عمره ما هيتعدل 

تألم "تيام" من ضربتها لكنه وقف صامدًا أمامها وقال بهدوء:-
-هفهمك... 

-تفهمني أيه يا خائن.. دا أنا شايفاك بعيني!! 
قالتها بعصبية قوية ونار كادت أن تحرقه للتو، تبسمت "ليلة" بخبث شديد وقالت:-
-هو مش طلقك، بتجري وراه ليه؟! 

حدقت "مسك" بها بصدمة ألجمتها و"تيام"يقف بينهما، كان عقلها يخبرها أن تقتل هذه الفتاة للتو بقضبتها لتتقدم خطوة للأمام لكن أوقفها "تيام" بذعر وهو أكثر الناس معرفة بها ويعلم أن يدها من تتحدث دومًا فى غضبها قبل لسانها، تمتم بلطف قائلًا:-
-أهدئي يا مسك

رفعت نظرها به بغضب وشر ينبعث من عينيها ليزدرد لعابه ويتركها بخوف، أقتربت من "ليلة" بقلب مُحترق وعقل بركاني، لا تستوعب ما رأته وعينيها يتطاير منها الغضب وحتى أنفاسها كانت غاضبة،كانت تشبه الثور الهائج من الغيرة التى نشبت حربها بداخل ضلوع هذه الفتاة الصغيرة، بدأت تدفعها فى كتفها للخلف بقوة وقالت:-
-لعلمك أنا عفاريت الدنيا كلها قصاد عيني دلوقت، والله لو ما مشيتي من خلقتى لخليكي تندمي عمرك كله

تبسم "ليلة" بغرور وقالت:-
-ولا تقدري تعملي حاجة 

نظرت "مسك" إليه ضاحكة بسخرية على كلمات هذه الفتاة وقالت:-
-قالت مقدريش!! 

رفعت يدها لتلكمها بقوة لكن أوقفها يد "تيام" الذي مسك قبضتها بيده وقال بحزم:-
-أمشي من وشها دلوقت 

رحلت من أمامه بعد أن تركت له قبلة فى الهواء فأستشاطت "مسك" غضبًا أكثر والغيرة تأكل قلبها من الداخل ويحترق بينرانه، كادت أن تسرع خلف هذه الفتاة الوقحة وتهمش وجهها بيديها، ذعر "تيام" من انفعالها وعينيها التى يتطاير منهم الشر فأحاطتها بذراعيه بقوة وأحكام حتى لا تذهب خلفها، حاولت مقاومة تقييده إليها بالقوة لكنها لم تقوى على ذلك فنظرت له بغضب شديد، تمتم "تيام" بخفوت:-
-أهدئي يا مسك، والله سوء فهم

دفعته بقوة بعيدًا عنها بغضب سافر وتصرخ به قائلة:-
-سوء فهم، واقف معها والضحكة على وشها من الودن للودن وتقولي سوء فهم، أنت بس اللى واحشك القرف بتاعك... دى عارفة يا بيه أنك طلقتني 

تركته وذهبت فى طريقها إلى الفندق ليهرع خلفها بجنون خوفًا من غضبها وقال بجدية:-
-يا مسك القرية كلها عارفة أنى طلقتك، أنا مش مجرد سايح هنا أنا صاحب القرية وطبيعي هتلاقي بنات بتحوم حواليا عشان فلوسي والله ما أعرفها ولا حصل حاجة من اللى فى خيالك

دلفت إلى الفندق غاضبة وعلى وشك ضربه لكنها تغلق قبضتها بأحكام حتي جرحت أظافرها الطويل باطن يدها وراحتها، لكنها تحاول جاهدة كبح غضبها، صعدت إلى غرفتها وهو خلفه يترجاها ان تستمع إليه وقال:-
-والله مظلوم يا مسكن معقول يوم ما تزعلي منى أكون مظلوم 

كانت تلهث من غضبها وجولة الركض وتجمع أشياءها فى حقيبتها، وقف جوارها يخرج كل ما تضعه فى الحقيبة ويقول:-
-أسمعيني بس، والله بحبك يا مسك ومن ما عرفتك ما دخلت حياتي بنت غيرك ولا بصت لواحدة غيرك

ألتفت إليه غاضبة وألقت الملابس بوجهه من الغيظ والغضب صارخة به بقسوة:-
-واللى شوفته أيه؟ أنا شوفتك محدش قالي، كل دا وبتحبني أمال لو .....

أهزت جسدها بسبب دوران رأسها الذي أصابها فمسك يدها بقلق من اـزانها الذي فقدته للتو وقال بقلق:-
-أنتِ كويسة؟

أبعدت يده عنها بغضب ويدها الأخري تمسك جبينها ثم جلست على الفراش تستريح وقالت:-
-سيبنى لوحدي يا تيام

ركع أمامها وجلس أمام قدميها بقلق عليها ويأخذ يدها فى يده وعينيه لا تفارق، تحدث بنبرة واهنة وقلق يحتله:-
-أنا مستحيل أسيبك لوحدك، أنا أنتِ وأنتِ أنا يا مسك... أهدئي طيب، نروح لدكتور

أنزلت يدها عن جبينها وحدقت به بحزن شديد ثم قالت:-
-دا شوية أرهاق من العصبية والضغط، متخونيش يا تيام، لو عملتها قسمًا بربي وغلاوتك عندي ما هتلاقينى ولا هتشوفني فى حياتك كلها تاني

هز رأسه بنعم بأستمامة ويده تتشبث بيدها وقال بجدية ونبرة دافئة:-
-يحرم علي أى ست فى الكون كله، أنا مستحيل أضم غيرك فى حضني ، والله دا بيتك وملكك لوحدك

قالها ويده الأخري تضرب صدره بقوة، أومأت إليه بنعم وأغمضت عينيها من التعب وتتمتم بضعف:-
-أنا همشي، غزل محتاجة ليا، أنت عارف أن مفيش حد يعرف انها عايشة وأنا دكتورتها وهى لسه حالتها مستقرتش

أومأ إليها بنعم ثم قال بقلق عليها:-
-ماشي بس هبعت معاكي سواق، مستحيل تسوقي وأنتِ تعبانة كدة 

أخبرته أن هذا الرجل الذي جاء معها سيقود ليشعر بالغيرة الشديدة ووجهه تحول للون الأحمر من نيران غيرته فتبسمت بلطف وقالت:-
-دا زميل غزل وقولتلك أنى معرفهوش ولا شوفته غير يوم ما جيت هنا، بس كدة كدة هيروح معايا على القاهرة 

-أنا واثق فيكي علي فكرة أنا بس بغير
قالها بعبوس لتبتسم "مسك" إليه بعفوية ليتابع بجدية:-
-تردي عليا أول ما أتصل حتى لو نايمة، إياكي تتجاهلي أتصالاتي والله هتلاقيني عندك 

هزت رأسها إليه بجدية ثم قالت بلطف:-
-هرد حتى لو نايمة، بس وأنا فى أوضة العمليات لا وهبقي أعرفك وقت العمليات وهتستغرق قد أيه عشان متقلقش 

أومأ إليها بسعادة ليبعثر غرتها الطويل بيده وقال:-
-برافو عليكي

بدأ يجمع لها حقيبتها بنفسه وهى جالسة مكانها تراقبه عن كثبه ثم خرج من الغرفة وتركها تستعد، أخذت حمام دافيء ثم أرتدت بنطلون أسود وقميص نسائي أسود بأكمام وأسدلت شعرها على ظهرها وحذاء رياضي أبيض اللون، خرجت من الغرفة ووجدت موظف الفندق فى أنتظارها، أعطته الحقيبة وذهبت إلى حيث "تيام" لتودعه قبل رحيلها....

_________________________ 

كان يجلس فى مكتب الرئيس يباشر عمله مع "جابر" وعرض عليه مخطوطة لتطوير بعض الأشياء فى القرية ستزيد من جذب السيارح إليها، أندهاش "جابر" مما يراه فى هذه المخطوطة وتقدم "تيام" هكذا ثم قال:-
-أنت فعلًا عملت دا لوحدك؟

-أنت نسيت أنى مهندس، المهم خلي مدير الحسابات يشوفها ويعرف هتكلف كام 
قالها "تيام" بحزم وعينيها تحدق فى الهاتف مُنتظر أن تتصل به لكى يذهب ويودعها، تبسم "جابر" وهو يختلس النظر إليه بعد أن سمع عن العرض الذي حدث على الشاطيء ليلًا، أموال تتطاير فى السماء ونجوم لامعة ظهرت فى البحر تتضيء عتمة الليل، أدرك بأنه تقدم خطوة للأمام مع محبوبته وسعد كثيرة لنجاح خطته مع "ورد" و"زين" لجمعهما معًا فى حفل الزفاف وجلب "مسك" إلى هنا لأجل هذه المواجهة التى انتهت بشيء جيد ويظهر هذا فى حماس "تيام" اليوم وسعادته التى تحتل كل ملامحه كأن دقات قلبه وعشقه يظهران فى عينيه وبسمته، لأول مرة يستقبل أى شخص يلقي الصباح عليه وأى موظف ببسمة كبيرة تظهر غمازاته، وقف "جابر" بسعادة إلى وصل إليه "تيام" وقال:-
-هوصله الملف وهبلغك برده

ألتف لكي يغادر المكتب وتمنى لو كان "عبدالعال" ينظر عليهم من الأعلي أو تأخر موته قليلًا ليرى كيف أصبح حفيده الغليظ المغرور، قبل أن يصل لباب المكتب فُتح ليجد "مسك" تدخل فأندهش من مجيئها وقال:-
-صباح الخير يا دكتورة

تبسمت "مسك" بحرج، بسمة خافتة إليه وقالت:-
-صباح النور

وقف "تيام" من مقعده مهرولًا إليها بسعادة، غادر "جابر" مُبتسمًا عليهما ووصل "تيام" إليها ليراها تبتسم إليه بإشراق غير بسمتها إلى "جابر" كليًا ليقول:-
-ليه لابسه أسود كله كدة؟

-شوف مين بيتكلم؟
قالتها بسخرية وعينيها تحدق بملابسه السوداء مثلها، بنطلون أسود وقميص أسود يفتح أول أزرار إليه وقلادته العجيبة المصتوعة من تميمة حظه ورصاصتها التى أخترقت أحشاءها تظهر فى عنقه، تتمتم بعبوس على هذه القلادة قائلة:-
-لو أعرف أنك هتعمل بيها سلسلة مكنتش أديتهالك

لمس القلادة بسعادة وقال بلطف:-
-دى أول هدية منك، وتميمة حظي فعلًا.. هتمشي؟

أومأت إليه بنعم ليخرج الخاتم من جيبه وقال بحب:-
-قبل ما ألبسهولك

تبسمت وعينيها تنظر إلى الخاتم بسعادة وقالت:-
-أبقي هاته معاك لما تيجي لبابا، لكن فى المقابل ممكن أخد دا

أشارت على خاتمه الفضي الضخم الذي يحمل حجرًا أزرق اللون، نظر إلى الخاتم الموجود فى بنصره الأيسر تارة وإليها تارة ثم نزعه وهو يقول:-
-هيبقي كبير عليكي

حاولت لبسه لكن كيف لأصابعها النحيل أن  تتساوي بأصابعه الرجولية، لم يثبت فى أى أصبه لها سوى أبهامها وكان واسعًا قليلًا لكنها تبسمت عليه وقالت:-
-كدة حلو... 

أومأ إليها بنعم ببسمة لا تفارقه، تبسمت "مسك" إليه بلطف وودعته ثم غادرت، أوصلها إلي سيارتها وفور رؤيته إلى هذا الرجل يجلس فى مقعد السائق تأفف بغيرة شديدة ولا يتخيل بأنها ستجلس جواره ما يقرب إلي ست ساعات معه فى سيارة واحدة وربما يكسرا الملل بالحديث والتسامر أو يضحكون معًا، تبسمت "مسك" علي غيرته بعد أن صعدت للسيارة وأغلق الباب إليها بقوة فأشارت إليه بأن يقترب، أنحنى "تيام" إلي النافذة بزمجرة وقالت بهمس إليه:-
-أسترخي يا تيام لأني بحبك أنت

نظر إلى عينيها عن قرب بعد أن تفوهت بهذه الكلمة لأجله فتبسم إليه بأرتياح وقلبه جن جنونه من هذه الكلمة فوضع قبلة على جبينها بحب وقال:-
-وأنا بحبك يا مسك

تبسمت إليه ولم تشاجره على هذه القبلة ثم أنطلق هذا الشاب بالقيادة ليلوح لها بيده حتى أختفت سيارتها عن ناظره، تبسمت "مسك" بسعادة تغمرها وفتحت الهاتف لكي تراسله لكنها صُدمت عندما وجدت رسالة من مجهولة تحتوي على كلمات مُخيفة:-
-أنتِ ليا أنا حتى لو حكم الأمر أن أقتل تيام......

تعليقات



<>