
رواية جمال الاسود الفصل السابع والثلاثون37والثامن والثلاثون38 بقلم نورا عبد العزيز
أندهشت "مريم" مما تقرأه فى الأخبار عن حادثة "ليلي"، مُنذ مرضها و"جمال" يحذر عنها الخبر قدر المُستطاع، تركت الهاتف من يدها ورفعت نظرها للأمام حيث يقف "جمال" يصفف شعره المبلل بعد الأستحمام أمام المرآة فقالت بهدوء:-
-أنت عرفت باللى حصل لليلي؟
أجابها بنبرة باردة دون أن يستدير ويكمل ما يفعله:-
-قرأت فى الاخبار
-غريب مين ممكن يعمل فى حد كدة، أيه كمية الغل والحقد والوحشية دى... دا معندوش قلب
قالتها بتذمر رغم كرهها لهذه المرأة وما فعلته بزوجها سابقًا لكنها تشفق على نهايتها القاسية وما تعرضت له، ترك "جمال" فرشة الشعر من يده وأستدار بلا مبالاة لا يهتم أو يشفق لو قليل عليها، جلس جوار "مريم" على الأريكة وقال بهدوء:-
-كل واحد بيأخد على قد أعماله يا مريم... الوحشية دى هى عملت زيها، لو كانت أتقت ربنا في الناس وفى تعاملها معهم مكنش أبدًا ممكن تكون دى نهايتها
نظرت "مريم" له بهدوء رغم غضبها من قسوة زوجها وقالت بتمتمة:-
-مش معنى أنها خانتك أو وجعت أنها تستاهل دا يا جمال، مين ممكن تستاهل أنها تموت عشان أى غلط دى روح بنى أدم، ما بالك بقي تموت بالطريقة البشعة دى وحد يفتح بطنها ويسرق عضو من جسدها، مين ممكن يكون بالقسوة والوحشية دى.. مستحيل يكون بنى أدم دا أكيد شيطان وحتى أبليس زمانه بيصقف له وبيتعلم منه
تبسم "جمال" بسخرية على براءة زوجته ونقاءها، رغم كل ما حدث ما زالت تشفق على امرأة مثل "ليلي" قبلت أن تخون زوجها ولم تكتفي بالزنة بل أرتكبته مع اخاه، تحدث "جمال" بهدوء أكثر بعد أن نظر فى عيني "مريم" بسخرية وقال:-
-أنتِ جايبة البراءة دى منين، معقول رغم كل اللى عيشتي وشوفتيه لسه قلبك بيشفق على الناس من الفصيلة دى، فى الحقيقة مش هستغرب بعد ما شوفت حزنك ووجعك على موت حمزة اللى هو أساسًا دمر حياتك
تذمرت "مريم" على سخرية زوجها منها أو عدم أستيعابه لتسامحها كأنها تغفر لأى شخص يأذيها بسهولة، قالت بجدية رحيمة:-
-لأني إنسانة يا جمال، ربنا غفور رحيم... أنا مش شيطانة ولو ليا حق فأنا مش عايزاه فى الدنيا كفاية أن ربنا بينصرني فى الدنيا وهجيبلي حقي لحد عندي وأن مكنش فى الدنيا هيكون فى الأخرة لأنه عادل وميرضاش بالظلم وأكيد ليلي مهما عملت متستاهلش دا
تحدث بنبرة قوية قائلًا:-
-طب قبل ما دفعى عنها كدة، أنتِ عارفة أنها حطت لك دواء فى العصير عشان تقتل أبنك!! مريم متتخدعيش فى الناس
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لا تصدق كم الغل والكره الذي كان بداخلها ليجعلها ترغب فى قتل طفل داخل رحم والدته قبل أن يولد، تابع "جمال" بهدوء بعد أن رأى دموعها تتلألأ فى عينيها الذهبيتين كأشعة الشمس:-
-ليلي عملت اللى اتعمل فيها يا مريم عشان كدة اللى أنتقم منها ردلها اللى عملته
بدأ يخبرها بكل شيء عن "ليلي" وماضيها مع "سارة" وأن "سارة" هي الشيطان الذي أنتقم منها بهذه القسوة، أخبرها أنه كان يريد من "ليلي" أن تساعده فى القضاء على "مختار" كليًا حتى لا يجد سبيلًا للخلاص من السجن لكنه قُتل بالداخل، أخبرها بكل شيء كان يخفيه عنها كما وعدها وهى تستمع إليه فى هدوء دون أن تتفوه بكلمة واحدة أو تقاطعه حتى أنتهي، نظر إليها بهدوء فى صمت مُنتظر جوابها لكنها فتحت ذراعيها على مصراعيها وأقتربت منه أكثر لتعانقه بوجه عابس ثم قالت بهمس:-
-أنت شايل كل دا لوحدك
طوقها "جمال" بذراعيه بحنان رغم ثُقل الحياة على عاتقه لكن بعناق واحدًا منها تعطيه قوة حتى يُغلب هذه الحياة، شعرت بذراعيه التى تحيط بظهرها أنها على وشك أعتصر كل عظامها بينه وبأحكامه عليها أوشكت على شق صدره والدخول لضلوعه يخفيها من العالم بداخله ويحملها بخفة الريشة على قلبه، تبسمت بلطف أكثر ثم قالت:-
-جمال أنا معاك!!
همس إليها بعد أن دفن رأسه فى كتفها وتكاد تسمع صوتها المدفون بجسدها الدافئ:-
-ودا اللى مقوينى ومخلينى مكمل
حركت رأسها لليمين قليلًا حتى تتمكن من تقبيل جبينه بحنان وقالت بحُب :-
-أنا حبيبي قوي طول الوقت، ربنا يحميك ليا ويحرسك
أخرج رأسه من كتفها حتى تتقابل عيونهما ونظر إليها فى صمت لتقول بلطف وبسمة تنير وجهها المتوج بالعشق:-
-أنا بحبك يا جمال، بحبك عشان كل وعد بتوعده ليا بتوفيه، وأسفة عشان زعلتك وخصمتك، كان لازم أستن لما تيجي وتحكي ليا كل حاجة براحة من غير ضغط زى ما عملت دلوقت كدة، مكنش لازم أبعد عنك وأنت أقرب ليا من قلبي اللى جوايا وروحي اللى بتتنفس فيا
رفع يده يلمس وجنتها بحب يحتضنها وهي على قُرب شديد منه كأنهما جسد واحد وأنفاسهما مُختلطة معًا لا يمكن تفرقتها كضربات قلبهما التى كونت سيمفونية ساحرة معًا، تحدث بنبرة ناعمة وعينيه تعانق عينيها فى نظرات عاشقة هائمة:-
-متعتذريش يا مريم أنت أقرب وأغلي من أنك تعتذري ليا، أنتِ روحي وقلبي وعمرى كله، أنا لو هعاتبك على حاجة هيكون على بُعدك عنى متبعديش يا مريم عن حضني ولا تختفي عن عيني لحظة، حتى لو زعلانة منى تعالي أزعلى وعيطي وأتعصبي وزعقي وأعملي كل اللى نفسك فيه بس جوا حضنى وصدقنى مش هطلعك منه غير وأنتِ متراضية ومبسوطة ومُطمنة، محدش هيجبلك حقك مني غير دا..
قالها وهى يضع يدها فوق قلبه باللين، تبسمت بحب وكلماته الدافئة تغمرها وتغلب قلبها وعقلها أمامه، كلماته جعلت من قلبها أسيرة إليه لا مهرب لها من زنزانته قلبه لكن زنزانته كالجنة إليها، تابع كلماته بلطف شديد ولهجة عاشق بلغ أقصي درجات الهوى:-
-يعلم ربنا أزاى بيكون حال قلبي فى بُعدك يا مريم، كأن الدنيا فى بعدك جحيم وضلمة
سحبت "مريم" يدها من فوق قلبه ووضعت رأسها تستكين على هذه الدقات وصوتها المُتسارعة، ما زال قلبه يرتجف فى حضرتها وأمامها يراقص على أوتار العشق..
-وأنا مش عايزة من الدنيا كلها غير حضنك يا جمال، مش أعيط فيه لكن أطمن به وأحبه..
قبل جبينها بحب لتغمض عينيها مُستسلمة للحظتهما الدافئة المليئة بالحب...
___________________________
نظرت "سارة" إلى هذا الرجل الذي يتحدث أمامها بغضب يجتاحها ثم قالت:-
-نادر قالك كدة
أعطها مقطع فيديو فى الهاتف، مدت يدها إلى المكتب تلتقط الهاتف ورأت فيديو مُصور لها مع "نادر" فى لحظة حميمية لتستشيط غضبًا منه فنظرت إلى الرجل وقالت:-
-بيصورني
-النهار دا طلب منى أرفع الفيديو على مواقع لا مؤاخذة
قالها بحذر شديد فى الحديث ثم أخرج لها رسالة تثبت لها حديثه فقالت بغل وبخنق:-
-الواطي!! بعد ما صرفت عليه ونصرته
تنحنح الرجل وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر الذي يتلذذ برؤية فريسته وقال:-
-كمان طلب مني أبلغه بميعاد العملية إياها عشان بيخطط يبلغ البوليس
أومأت إليه بنعم ثم أشارت له بأن يذهب من أمامها وقليلًا ودلف رجلها ومساعدها فألقت على المكتب إيصالات الأمانة الخاصة بـ "نادر" وقالت:-
-أطلع على النيابة وأرفع قضية على نادر بالمبلغ دا خلي وروينى هيسد مننا 30 مليون دولار
أومأ إليها بنعم ثم أخذ الأوراق وغادر لتقول:-
-ماشي يا نادر الكلب...
____________________________
"قصــــــــر جمـــــال المصـــري"
صرخت "ولاء" كانت جالسة على الأريكة فى الصالون تستمع لحديث ابنتها ثم قالت صارخة:-
-يعنى رفضته؟
-هو حضرتك مشوفتيش بيتكلم أزاى، دا بيتكلم على أنى سلعة جاي يشتريها عشان يكمل مثاليته الاجتماعية قصاد الناس، بلاش دا مأخدتش بالك أنه بيهين فيا، ماما دا قالها فى وشي أنتِ عانس.. لدرجة دى أنا ومشاعر وكرامتى عندك رخيصين كدة
ضربت "ولاء" قدميها بيديها الأثنين وقالت:-
-ما أنتِ اللى عملتي فى نفسك كدة، كل ما افتح معاكي موضوع الجواز تقوليلي لا يا ماما انا مش هتجوز، أنا مش مستعدة لحد ما بقيت ..
صمتت بضيق شديد قبل أن تتحدث لتقول "جميلة" بضيق وحزن:-
-لحد ما بقيت عانس مش دى الكلمة اللى حضرتك كنتِ هتقوليها
-يا جميلة أنا ...
قالتها "ولاء" بهدوء شديد لتقول "جميلة" بنبرة هادئة:-
-متخافيش يا ماما أنا هتجوز لكن مش الحيوان المتخلف دا، أنا طلبت من حسام يتجوزني ...
وقفت "ولاء" من محلها بصدمة ألجمتها من حديث أبنتها ثم قالت بعنف شديد:-
-أنتِ عايزة تجلطيني، أنا ولاء هانم أجوز بنتي لواحد شغال عندنا
تأففت "جميلة" بغضب سافر من حديث والدتها ثم صرخت مُنفعلة تاركة العنان لحزنها وسخطها:-
-أهو اللى شغال عندك دا رفض يتجوز بنت الهانم اللى أتربت فى القصور، شوفي رغم كل دا شايف أني قليلة عليه، وبعدين تنجلطي ليه مش حضرتك كل اللى يهمك أنى أتجوز أديني هجبلك عريس ولو حسام موافقش... فى غيره هيوافق، حتى لو حكم الأمر أنى أشتري عريس بفلوسي ما دام حضرتك شايفة أنى سلعة ممكن تتباع
لم تتحمل "ولاء" أكثر من هذه الفتاة العنيدة، ابنتها المتمردة لتصفعها بقوة على وجنتها وتصيح بوجهها:-
-الظاهر أنى مربتكيش كفاية يا جميلة... ولازم أرابيكي من الأول وجديد، أنا بنتى وبنت عائلة المصري وأخت جمال بيه المصري على سن ورمح تطلب من راجل يتجوزها شفقة... ليه رخيصة؟!
وضعت "جميلة" يدها على وجنتها بصدمة ألجمتها من لطم والدتها لوجهها وقالت بحزن ونبرة يأس مُستاءة مما تعيشه:-
-اه وحتى لو اضطرت اشحت راجل أو أدفع كل ما أملك مقابل عقد جواز يكش يطلقنى تاني يوم هعمل كدة لأن حضرتك اللى عايزة كدة ووصلتنى للرخص دا
غادرت من القصر باكية بأنهيار وسارت فى الحديقة تجاه المرأب لكي تأخذ سيارتها وتغادر، ترتجف وتبكي بألم وحزن خيم على قلبها كغيمة سوداء على سماءها العتمة تمنع رؤيتها تمامًا، فقدت وعيها من الحزن وسقطت فوق العشب بجسد هزيل، رأها "حسام" وهى تغادر القصر مُنهارة وظل يتتبعها بنظره حتى فقدت الوعي أمامه فهرع إليها مُسرعًا كالمجنون بقلق وخوف، وصل إليها وكانت فاقدة للوعي وجسدها هزيل خامل، رفع رأسها على ذراعه ليرى وجهها الشاحب جدًا يحمل أصابع يد يخبره بصفع والدتها لها، أنتفض قلبه رعبًا مما تعاني منه بسبب تأخرها فى الزواج وتمسكها بحلمها فى الطيران، حملها على ذراعيه بجسدها النحيل من الحزن وقد فقدت الكثير من الوزن من الضغط والبكاء وحالتها التعيسة التى تعيش بها، أخذها للقصر بخوف وذعر من أن يكون أصابها شي، وضعها على الأريكة وظل واقفًا و"حنان" تحاول جاهدة فى إفاقتها، فتحت "جميلة" عينيها بتتعب ورؤيتها مشوشة لكنها ترى ظله حتى وضحت الرؤية أمامها ورأت وجهه بوضوح شديد، أعتدلت فى جلستها بحزن لا تعلم أتغضب منه أم من حالها على طلبها ورفضه، قالت بهدوء:-
-خدوني أوضتي يا حنان
أشارت "حنان" لـ "نانسي" بأن تساعدها وصعدوا بها ثم غادر "حسام القصر وهو يتذكر أمس عندما طلبت منه الزواج..
جلس معها فى مطعم هادئًا وطلب مشروبًا لها حتى تهدأ من روعتها وحزنها بسبب هذا الطبيب اللعين، تحدثت "جميلة" بهدوء:-
-أنا مش قصدي جواز جواز... مجرد صفقة جواز صورى تكتب عليا حتى لو شهر واحد وطلقني وفى المقابل أنا مستعدة أديك اللى أنت عايزاه أو المبلغ اللى تطلبه
تنحنح "حسام" بهدوء وهو يستمع لعرض زواجها ثم قال بغضب مكبوح بداخله:-
-سامحنى فى ردي لكن أحمدي ربنا أن حضرتك أخت جمال بيه لأن لو واحدة تانية اللى قالت ليا كدة كنت طختها، حضرتك مش قليلة أو ناقص حاجة عشان تلجأي للجواز بطريقة رخيصة زى دي.. بتشتري راجل بفلوسك
تنحنحت بهدوء بعد أن تحاشت النظر إليه بحرج من فعلتها ثم قالت:-
-لو شوفيه رخص تمام، لكن أنا مش شايفة أن عيب أنى أشتري سعادتي وراحتى
كز على أسنانه بغيظ شديد، قد بدأ يعجب بهذه الفتاة حقًا لكن بهذا الحديث أغضبته تمنى لو كان يستطيع صفعها للتو لفعل حتى تعود لوعيها وتعلم انها كالجوهرة الثمينة التى يجب أن تصان وتلمع فى السماء ليس أن تدهس بنفسها بالأرض تحت أقدام المارة، تحدث "حسام" بحدة وعينيه ترمقها كالصقر يقتلها بهذه النظرات:-
-العيب أنك مش شايفة نفسك غلطانة فى اللى بتعمليه، ونصيحة من راجل متطلبهاش من حد تاني لأنك متعرفيش الرجالة ممكن تعمل أيه
وقف من مكانه بغضب ثم قال بعصبية مُنفعلة وقد تخلي عن رسميته معها وتخلي عن مكانتها أمامه:-
-أتفضلي خلينى أروحك لقصرك
رفعت نظرها إليه بضيق شديد من رفضه، وقفت بانفعال وسارت أمامه غاضبة وغضبها واضحًا فى خطواتها المُتسرعة، فتحت باب السيارة وصعدت بها أولًا دون أن تنتظر أن يفعل لأجلها، تأفف بضيق شديد من حديثها ولا يُصدق أن فتاة القصر وصلت لهذا الوضع، ألتف وصعد بمقعد السائق وينظر إليها فى المرآة تارة وللطريق تارة، كانت غاضبة وتتحاشي النظر إليه بنار بركانية بداخلها، سألها بنبرة خافتة:-
-أسمحيلي واحدة حلوة زي حضرتك وزي القمر وناجحة فى شغلها وبنت عائلة مش أى عائلة وعندك فلوس لو حطتيها فوق بعض ووقفتي هتشوفي برج إيفيل من هنا، أيه اللى يوصلك لـ دا؟
نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وانت مفاكر نفسك مين عشان تتدخل فى حياتي ومين اللى اداك الحق فى أنك تتحرش فى اللى ما يخصكش
نظر للطريق مُتحاشية النظر إليها بهدوء ثم قال:-
-حضرتك اللى أديتنى الحق دا لما طلبتي منى اللى طلبته؟
-كنت فاكراك راجل
قالتها بسخرية وعينيها تنظر فى الطريق ليقول بهدوء:-
-أنا عشان راجل مقبلش أن واحدة ست تشترينى بفلوسها، حضرتك مش عايزة راجل حضرتك عايز دكر ميعرفش عن الرجولة حاجة
أستشاطت غيظًا من حديثه وظلت صامتة حتى وصلت للقصر، ترجلت من السيارة وضربت الباب بقوة وهى تسرع فى الدخول ركضًا وعينيها متورمًا من البكاء، رأها "عاشور" وهو يخرج من القصر وقال:-
-فى أيه
هندم "حسام" سترته بغيظ شديد وعينيه ترمقها من الخلف وقال بعصبية واضحة كوضوح الشمس:-
-مفيش....
جاء "عاشور" إليه حتى يقطع شروده فى يوم الامس وجلس جواره بعد أن ربت على ظهره وقال:-
-ما لك؟
تأفف "حسام" بضيق ثم قال:-
-مفيش!! بقولك.. ولا أقولك خلاص... أنا ماشي
كادت أن تقتله حيرته فى تصرفاتها، كانت كاللؤلؤة الجوهرية لا يجرأ على النظر إليها أو أن يطمع فى الحصول عليها والآن حين جاءت إليه برغبتها رفضها، طلبها طعن رجولته كأنها ردت له الإهانة التى فعلها الطبيب بها..
__________________________
دق باب منزل "نادر" وفتحت الخادمة وكانت "سارة"، دفعتها بسبابتها بلطف وهى تسير للداخل وقالت:-
-نادر هنا؟
أومأت الخادمة إليها بنعم ثم قالت بجدية:-
-اه ثواني أبلغه
أوقفتها "سارة" عندما قالت بهدوء:-
-لا خليكي أنتِ
سارت نحو باب المكتب بنفسها، فتحت الباب وكان "نادر" غارقًا فى العمل مع "تامر" وفور رؤيتها وقف "تامر" بضيق من هذه المرأة وقال:-
-هسيبكم وأجيلك بعدين يا ريس
غادر "تامر" الغرفة وأغلق الباب، حدق "نادر" بها وهو جالسًا على مقعده خلف المكتب، مُرتدية فستان أسود طويل بكم واحد وذراعها الأخر عاري بصدرها وعنقها، مفتوحًا من الفخذ الأيسر للأسفل.. ضيقًا يظهر فاتنة جسدها وراشقته كالعود الاسيوي بنحافتها، ترتدي كعب عالي رفيع كالمسمار يطقطق مع خطواتها على الأرض الرخامية السوداء، تبتسم بوجهها الحسن ومساحيق التجميل تزيدها جمالًا كالقناع الذي تخفي به مكرها وشرها، قالت بعفوية وأصابعها النحيل تداعب سطح مكتبه مع خطواتها:-
-جايبلك هدية غالية وأستثنائية مكنش ينفع أبعتها مع حد تاني
وقفت أمامه ليبتسم إليها بإعجاب شديد بها وسأل بفضول:-
-أيه؟ جبيتى الشيكات
هزت رأسها بلطف وهى تجلس على المكتب أمامه وقالت:-
-لا نسيتهم أبقي أبعت معايا حد يأخدهم، هديتي هدية عمرك ما هتنساها العمر كله
قالتها وهى ترفع قدميها تضعها على الأخري ومع رفعها ترفع فستانها حتى تظهر أقدامها العارية أمام نظره، تطلع بها بشهوانية ثم سأل ويديه تلمس أخمص قدميها وتتسلل رويدًا رويدًا للأعلي:-
-أيه؟!
أنحنت إليه بدلال لتداعب أزرار قميصه بأناملها وقالت بهمس خافت مُثير بعد أن أختلطت أنفاسهما من قربهما:-
-تؤ مينفعش هنا.. الهدية دي تتأخد فوق
وقف من محله ويديه تحيط بخصرها ينزلها عن الفراش وجسدهما مُلتصقتين ليقول:-
-هو قصاد الجمال دا كله بيبقي في وقت للكلام..
لفت ذراعيها حول عنقه وقالت بدلال:-
-هيكون فيه لكن...
أسكتها بقبلته لتبتسم بأنتصار وهو لا يعلم أنه بين يدي الشيطان ولن يجد سبيل للنجاة منها، صعد بها للأعلي ولم يتوقف برهة عن تقبيلها حتى دلف للغرفة ويديه تتسلل لسحاب فستانها حتى سقط عنها أرضًا....
___________________________
"قصــــــر جمــــــال المصـــــري"
لم تصدق "مريم" ما تراه و"جميلة" تجمع أغراضها من أجل الرحيل نهائيًا من هذه البلد وحدهان هذه المرة ستترك الجميع ووالدتها وترحل، تحدث "مريم" بهدوء:-
-أهدئي يا جميلة وكل مشكلة وليها حل
-أنا مش عايزة حلول أنا همشي وأسيبهالكم
قالتها وهى تضع الملابس فى حقيبتها لتقول "مريم" التى تخرج ما تضع "جميلة" فى الحقيبة من جديد:-
-الهرب عمره ما كان حل
نظرت "جميلة" لها بضيق وعلى وشك البكاء من الوجع الذي يفتك بها وقالت:-
-يا مريم أنا مقدرش أقعد هنا، مش بس عشان ماما والمشكلة اللى بينا لكن بعد اللى عملته مش هقدر حتى أقعد فى مكان واحد حسام فيه، كل مرة هشوفه هفتكر قد أيه أنا كنت رخيصة رغم أني بنت القصور زى ما قال
مسكت "مريم" كتفيها بهدوء وقالت:-
-أنتِ مستحيل تكوني رخيصة، حسام راجل عاقل وأكيد هيعرف أن اللى عملتيه كان بدون وعى من الزعل اللى جواكي بعد المقابلة مع الرجل المختل دا
جهشت "جميلة" باكية بحزن شديد وجلست على الفراش بأنهيار تام وقالت:-
-مريم أنا مش عايزة أتوجع، أنا موجعتش حد ولا كسرت قلب حد عشان يتكسر قلبى وروحي بالشكل دا، أنا بنت طبيعية بتحلم ولا أنا مش من حقي أحلم وأنجح وأبقي زى الناس اللى بتقول أن البنت مالهاش ألا بيتها وجوزها وأقعد أربي العيل بس
جلست "مريم" جوارها ببسمة تفائلة تنير القلوب وتمد السعادة للجميع ثم قالت:-
-بالعكس من حقك تحلمي وتنجحي لكن برضو من حقك تحبي وتتحبي وتتجوزى وتكوني أم، ما انا أهو قصادك بشتغل وبنجح ومتجوزة رجل بحبه وبيحبنى وكلها كام شهر وأبقي أم وأربي ابنى او بنتى برضو لأن دى سُنة الحياة، ليه تقررى أنك تأخدي حاجة واحدة وتقفي ما تأخدي كل حقوقك من الحياة غصب عنها وعن أى حد...
بدأت "جميلة" تهدأ وتتوقف عن البكاء رويدًا رويدًا وقالت:-
-أزاى؟ هنزل أدور فى الشارع على حد بيحبنى أو عاوز يحبنى؟
تبسمت "مريم" بلطف ثم قالت:-
-وليه تدوري وهو موجود
أندهشت "جميلة" من كلمتها وعينيها تحدق بـ "مريم" التى تبتسم بخبث شديد وسألت بفضول:-
-قصدك أيه؟
تبسمت "مريم" ويديها تحتضن يد "جميلة" وقالت بجدية واثقة من كلماتها:-
-أنا حسام معايا بقاله أكثر من خمس سنين، عمره ما سابنى لحظة وتقريبًا بقي قريب منى بحكم وظيفته، كنت موجودة وياه أيام خطوبته وجوازه وحتى لما كان اب، كنت بشوف فرحته بالأيام دى وحتى وقت غضبه كنت بعرف أنه متخانق معها، أتعرضت للخطر كتير وعلى يدك لكن عارفة ولا مرة كنت فى خطر وحسام سحب مسدسه عشان يحمينى، مع أنه شايل المسدس دا من الأساس لحمايتى ومعملهاش لكن عملها لمجرد أن واحد اتكلم معاكي بأسلوب زعلك، لما شوفته وهو مرعب عليكي الصبح لما وقعتي فى الجنينة حسيت أني شايفة جمال فى خوفه عليه، كان عايز يهد الدنيا عشان يطمن عليكي ومعرفش يسيطر على خوفه ولا يخبيه مع أنه شاطر جدًا فى أنه يخبي غضبه ووجعه ودا من خلال معاشرتي له، تفتكر السنين دى كلها عمره ما أتعصب ولا حصل حاجة تضايقه بالعكس كتير لكنه كان هادي جدًا لكن عندك بفقد أعصابه، اليوم اللى كان جاي المتخلف دا عشان يتقدم لك كان أول يوم للتصوير وقتها حسام كان واحد تاني غير اللى عرفه مكنتش أعرف السبب لكني عرفت بعدين... حسام بيحبك يا جميلة أو على الأقل معجب بيكي ومش عارف ماهية مشاعر تمامًا زى جمال فى أول علاقتنا
كانت تستمع لها بصدمة الجمتها لا تصدق ما تسمعه، تمتمت بتلعثم شديد:-
-مستحيل... لو بيحبنى او مهتم حتى بقي مكنش رفض
-طبيعي يرفض لأنه مهتم بيكي أزاى يديكي مشاعره مقابل الفلوس، أزاى تسمحي له يقرب منك ويتعلق بيكي أكتر وتكبر مشاعره وبعد شهر يكون مجبر على البعد، ورجولته متسمحلوش أنه يقلل منك ويأخدك بالطريقة دى كأنك سلعة مقابل فلوس... أنتِ نفسك كرهت الرجل اللى جه يأخدك على انك سلعة أزاى بقي عايزاه يأخدك هو مقابل الفلوس
ظلت "جميلة" صامتة ولا تستوعب ما سمعته من "مريم"، تبسمت "مريم" بإشراق على هذه الفتاة التى جاءها الحب فى الوقت التى تهرب منه، تنحنحت "مريم" بعفوية بعد أن رأت بسمة "جميلة" الخافتة وقالت بعفوية:-
-أيه بنحب؟
نظرت "جميلة" لها بخجل شديد ثم قالت:-
-أعمل أيه؟
ضحكت "مريم" بلطف ثم قالت:-
-أولًا تفضي الشنطة دى وتبطلي جنان، ثانيًا أنا عندي تصوير وطبيعي حسام رايح معايا ، قومي ألبسي وخليكي شيك جدًا وأنيقة وجميلة زى أسمك بالظبط، وبعد التصوير هنخلي حسام يوصلنا لمطعم بحجة أنى جايبالك عريس زميلي فى القناة، خلينا نتأكد من مشاعره فعلًا وهيغير أو هيخاف تروحي لغيره ولا لا
أومأت "جميلة" إليها بنعم وهرعت إلى خزانة ملابسهاحتى تختار أكثر الملابس جمالًا فتبسمت "مريم" وذهبت إلى غرفتها لكي تستعد هى الأخري....
_______________________
تبسم "نادر" بعفوية وهو نائمًا بالفراش يراقبها وهى ترتدي ملابسها لتغادر ثم قال:-
-خلي تامر يروح معاكي وأديله الإيصالات
ألتفت "سارة" إليه بعد أن أرتدت كعبها العالي وقالت ببسمة خبيثة :-
-صحيح أنا مقولتلكش الهدية بتاعتي.. مش أنا رفعت عليك قضية بالشيكات والنيابة على وصل للقبض عليك يا حياتي
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من هذا الحديث لتبتسم بمكر أكبر ثم قالت:-
-لا دا مش كدة وبس أنا كمان سلمت المباحث فيديو لرجالتك وهم بيخطفوا ليلي وخليت الواد اللى أتمسك يعترف أنك قتلت ليلي والدكتور دلوقتي زمانه داخل النيابة ويعترف أنك أنت اللى امرته يستئصل الرحم وسلمت وصل من البنك أن المبلغ اللى اتحول على حساب السجين اللى قتل مختار من حسابك أنت
لم يُصدق ما يسمعه وكم الصدمات التى تتفوه بها وبعد أن فعل كل هذا لأجلها ألقت به فى الجحيم لتقترب منه ووضعت قبلة على شفتيه بقوة ثم أبتعدت عنه ويديها تتغلغل بين خصلات شعره وقالت:-
-مش قولتلك بلاش تكسب عدوتى، مصدقتنيش لما قولت ربنا يكفيك شر كيد الرقاصات وخصوصُا لو كانت سارة ..
وضع يديه الأثنين على عنقها لكي يخنقها فتبسمت بسعادة رغم أنها على وشك الموت بين قبضته وصوت ضحكاتها يملأ الغرفة، أحمر وجهها من شدة الخنق ويُتمتم قائلًا:-
-هقتلك يا سارة... هقتلك
كادت أن تفقد روحها بين ذاعيه لكن فُتح الباب على سهو ودلف رجال الشرطة ليأخذه من أمامها ويخلصوها من الموت بين يديه ..
الفصل الثـــامن والثـــلاثــــــون ( 38 )
فُتح باب القصر وخرجت "مريم" منه مُرتدية بنطلون فضفاض باللون الفضي وقميص نسائي أسود بأكمام وكعب عالي، فتح "حسام" باب السيارة الخلفي مُستعدًا لأخذها إلى العمل ليُدهش عندما خرجت "جميلة" خلفها ترتدي فستان أحمر يصل لأعلي ركبتها بأكمام ويحيط عنقها تمامًا وتصفف شعرها على الجانب الأيمن وترتدي حلق أذن طويل يداعب أكتافها وتضع مساحيق التجميل، نزلت الدرجات الأمامية للقصر مع "مريم" عابسة وعينيها تتحاشي اللقاء مع عينيه بحرج من فعلتها ومُرتبكة دون أن يعلم السبب، تبسمت "مريم" إليه بلطف وصعدت للسيارة فأغلق الباب مُحاولًا التحاشي عن النظر إليها، ألتفت "جميلة" لكي تصعد جوارها وهكذا هو، فتح باب السائق وأنتظر حتى صعدت ثم أغلق الباب لها وصعد، أنطلق بالسيارة فنظرت "مريم" إليه فى المرآة خلسًا وهى تراقب هذه النظرات التى يخطفها على سهو فى المرآة على "جميلة" بينما هى تتحاشي النظر إليه كليًا وتغمس عينيها فى النافذة، تنحنحت "مريم" بخبث ثم قالت:-
-ممكن تفردي وشك! مش معقول هتقابل الناس بالبوز دا
ألتفت "جميلة" إليها بأندهاش لتضرب "مريم" قدمها بلطف دون أن ينتبه "حسام" الذي بدأ يسترق السمع لهما، تحدثت "جميلة" بحرج وربكتها واضحة:-
-أنتِ مُتأكدة يا مريم
تبسمت "مريم" إليها بعفوية ثم قالت بجدية:-
-أكيد طبعًا سيبك من الدكتور المُتخلف دا، أنما راجل دا إعلامي يا جميلة ومثقف جدًا مؤمن بقضية المرأة وعارف كويس أن مفيش حاجة أسمها عانس لكن فى واحدة لسه نصيبها مجاش
رفع "حسام" نظره فى المرآة بصدمة ألجمته بعد أن علم بأنها ذاهبة إلى رجل أخر تقابله من أن أجل الزواج، ضغط على المكابح فجأة من صدمته لتصرخ "مريم" و"جميلة" بخوف، ألتف إليها بقلق بعد أن صرخا الأثنتين وقال:-
-أنا أسف
تبسمت "مريم" بحرج وقد أعطاها رد فعله المتوقع تأكيد على مشاعره وقالت:-
-ولا يهمك يا حسام بس خلي بالك
أومأ إليها بنعم ونظر إلى قدمي "جميلة" بضيق من فستانها القصير لكنه لا يملك الحق فى الأعتراض ثم عاد بالنظر إلى الأمام وأنطلق بالسيارة مُجددًا، أشارت "مريم" عليه برأسها إلى "جميلة" فكزت على أسنانها بحرج وخوف من فعل شيء أخر، وصلا للأستوديو وترجلوا معًا وبدأ "حسام" يسير خلفهما بخطوتين، ألتفت "مريم" إليهم وقالت بلطف:-
-ممكن تتجولي فى المكان لحد ما أجهز
أومأت "جميلة" إليها بهدوء مع بسمة خافتة بينما نظرت "مريم" إلى "حسام" وقالت:-
-خلي بالك منها يا حسام عشان متوهش فى المكان
هز رأسه بنعم إليها فدلفت "مريم" إلى غرفتها وبدأت تستعد للتصوير، سارت "جميلة" بعيدًا عنه وكانت هادئة لم تخاطبه بلسانها بكلمة واحدة، بينما نظر "حسام" لم يفارقها، يشعر بثقل فى قلبه وهذه الفتاة تجملت من أجل رجل أخر حتى تنال إعجابه وفستانها القصير يكاد يصرخ بها عليه، وصلت للكافتريا وطلبت قهوتها ثم ألتفت إليه وقالت ببرود:-
-تشرب حاجة
رمقها بأغتياظ شديد ثم قال برسمية:-
-شكرًا يا فندم
أخذت قهوتها وخرجت تجلس فى الحديقة ومددت قدميها إلى الأمام بهدوء وظل واقفًا جوارها، أشعة الشمس تزعجها كثيرًا لكنها تستمتع بالبقاء تحتها، شعرت بشيء يحجب الشمس عنها فرفعت نظرها إلى الأعلي، كان "حسام" وضع يده فى تجاه عينيها يحجب عنها الشمس لتتأفف بضيق وأخرجت نظارة الشمس من حقيبتها وقالت بحدة:-
-متعملش حاجة أنا مطلبتهاش
وضع يديه فى جيوبه بأحراج وقبل أن يتحدث جاء رجل فى عمره تقريبًا وقال ببسمة:-
-حضرتك أنسة جميلة
أومأت "جميلة" إليه بنعم فى صمت فقال:-
-أنا مصطفي
وقفت "جميلة" بأندهاش من خطة "مريم" ومدت يدها إليه بلطف ورسمت بسمة خافتة:-
-nice to meet you (تشرفت بلقائك)
تبسم إليها بعد أن صافح يدها ووضع قبلة عليها بلطف، كز "حسام" على أسنانه بأغتياظ وغضب سافر من هذه القبلة وأراد ضرب هذا الرجل للتو، بدأ يسيران معًا و"حسام" خلفهما يشتعل من الداخل وعلى وشك سحب مسدسه من خصره وضرب طلقة واحدة فى رأس هذا الرجل حتى ينهى حياته تمامًا، ضحكاتها العفوية وبسمتها معه كفيلين بنزع فتيلة قنبلة قلبه عليهما معًا، توقفت "جميلة" عن السير وقالت:-
-أن شاء الله أتابع البرنامج بتاعك
تبسم "مصطفي" لها بلطف وقال بسعادة تغمره ويديه موضوعتين على قلبه برحب شديد:-
-دا شرف كبير ليا
تبسمت "جميلة" إليه بلطف وقالت بخجل:-
-مش لدرجة دي
رفعت يدها تفرك عينيها بلطف، أخذ "مصطفي" خطوة نحوها وحاول مداعبة عينيها قصدًا بعد أن أخبرته "مريم" فى مساعدتها حتى يتحرك هذا الساكن ويثير غيرته، لكنه صدم من "حسام" الذي ظهر من العدم بينهما ولا يعرف كيف أصبح فى المنتصف ويحدق فى وجهه بغضب سافر ثم قالت:-
-من بعيد
تنحنحت "جميلة" بغضب مُصطنع من "حسام" رغم قلبها الذي يتراقص للتو على أوتار الحب وقد تأكدت بأنه يغار عليها ثم قالت:-
-حسام! أبعد
نظر لها بأندهاش من تقبلها للأمر فأغمضت عينيها إليه بحرج حتى أبتعد عنها وقالت بلطف مُحرج:-
-أنا أسفة
تبسم "مصطفي" إليها بلطف وعينيه تحدق بـ "حسام" مُندهشًا من رد فعله السريع،أعتقد من حديث "مريم" أنه سيستغرق سنة حتى يتلحلح فى البوح، جاء إليه مساعده يخبره بأن "مريم" قد أنتهت من التسجيل وأقترب موعده فأومأ إليه بنعم ثم مد يده لكي يصافح "جميلة" وقال:-
-طيب فرصة سعيدة وأن شاء الله مش أخر فرصة
أومأت إليه بنعم فنظر إلى "حسام" وأرتعب من تقبيل يدها مرة أخرى ثم عاد بنظره إلى "جميلة" وقال بعفوية:-
-ممكن رقمك يعنى عشان نتقابل تاني
أعطته رقمها ثم ألتفت إلى "حسام" الذي يشتعل بجوارها فشعرت بخوف من نظراته كأنه سيتخلي عن وظيفته للتو ويقتلها، عادت بنظرها إلى "مصطفي" وقالت:-
-لو لاقيته خارج الخدمة يبقي هكون برا مصر بحكم شغلي
أومأ إليها بنعم ثم قال بغزل:-
-جميلة، أنتِ فعلًا جميلة مش اسم بس وحقيقي مبسوط أن أتعرف على إنسانة جميلة زيك
أكتفت بالإبتسامة دون أن تجيب ثم ذهب "مصطفي" من أمامها، ألتفت لكي تغادر ورغمًا عنها تقابلت معه، توارت بسمتها وتحول وجهها للجدية ثم مرت من جواره مُصطنعة القوية ومحاولة كبح خوفها من غيرته وغضبه، سار خلفها ثم قال بسخرية:-
-عرفتيه منين بالسرعة دى
تأففت "جميلة" بإغتياظ من بروده ثم ألتفت إليه وقالت بحدة:-
-وأنت مالك؟ بتدخل فى اللى ميخصكش ليه؟ لتكون ولي أمري وأنا مش واخدة بالي
ضحك ساخرًا من غيظه لكن ضحكته الساخرة أشعلت نيرانها وأغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تلكمه فى قلبه وقالت:-
-والله وبتضحك كمان، يا تري أيه اللى بيضحك معاليك
نظر إليها بجدية وقال:-
-مستحيل يكون على جنابك، أنا بضحك على واحدة من يومين عرضت عليا الجواز والنهار دا جالها عريس أفضل مني
رفعت سبابتها فى وجهه بتحذير وقالت بغضب سافر:-
-أوعي تتخطي حدودك معايا يا حسام ولا تنسي مكانتك، أنت هنا عشان تعمل اللى أنا عايزاه وتحمينى غير كدة لا وإياك تدي لنفسك مكانة أو مساحة انا مدتهالكش
نظر إلى سبابتها ببرود شديد ووضع يديه الأثنين فى جيوبه بغرور، قال بنبرة غليظة:-
-الحدود!! مستحيل أتخطيها بس أعذريني حضرتك من يومين عرضتي عليا الجواز مقابل الفلوس والنهاردة مقابل واحد أول مرة تشوفي تأنقتي لا ولبست قصير كمان
كادت أن تصفعه لكنها تشبثت بالهدوء وعقدت ذراعيها أمام وجهها ببرود يقتله هو كأنها تصفعه دون أن تلمسه حتى وقالت:-
-والله أنا حرة ألبس قصير أحط ميكاج يكش أمشي بالمايوه فى الشارع أنت مالكش حكم عليا
مرت من أمامه ببرود ليرفع يديه على وشك قتلها من الغيرة ثم سار خلفها وعندما أقترب من السيارة مر من جواره مُسرعًا، يقول بتحذير:-
-جربي تعمليها وتمشي بالمايوه!!
توقفت قدميها عن الحركة بصدمة الجمتها وشعرت بتهديد فى نبرته، رمقته وهو يفتح باب السيارة من أجلها وأبتلعت لعابها بلطف خائفة من هذا الرجل أو التقدم خطوة، أدار رأسه إليها حتى تتقابل عيونهما فى نظرة طويلة صامتة لكنها تحدثت بالكثير وأخبرتها كم يغار ولا يقوى على رؤيتها ترتدي هذه الفستان الذي يظهر جمالها بلونه الأحمر ومساحيق التجميل التى زادتها جمالًا، كانت جميلة حقًا وليس أسمًا لها فقط بل زاد هذا الجمال ربكتها وتوترها منه، رجفتها من قشعريرة قلبها أمام نظرة عينيه كفيلان بأن يُهزم عرش هذا الرجل المتحجر، قاطع نظرتهما وصول "مريم" التى قالت:-
-واقفة كدة ليه؟
فاقت "جميلة" من شرودها على صوت "مريم" ونظرت إليها بحرج وقالت:-
-مفيش، خلينا نمشي
صعدوا الأثنين للسيارة وأنطلق "حسام" بهما، رمقتهما "مريم" بعينيها وكانت تعلم أن هناك شيء حديث الأثنين عابسان والغضب يحتلهما، تنحنحت بلطف وقالت:-
-ها أحكيلي عملتي أيه؟ مصطفي إنسان كويس صح؟
أومأت "جميلة" لها بنعم وعينيها تنظر على المرآة نحوه ثم قالت:-
-كويس بس عصبي وأنا مبحبش العصبية، مبتجيش معايا
رفع "حسام" نظره إلي المرآة بعد أن سمع جملتها ويعلم بأنها تتحدث عنه، رأها تحدق به وسمع "مريم" تقول:-
-عصبي!! هو اتعصب عليكي
-متأخديش فى بالك يا مريم
قالتها "جميلة" بعد أن أدارت رأسها للنافذة فسألت "مريم" بعفوية:-
-أتفقتوا هتتقابلوا تاني؟
تحدثت "جميلة" بهدوء شديد قائلة:-
-هنتكلم لكن لما أرجع أنا عندي سفر كمان ساعتين
أومأت "مريم" إليها بنعم....
_______________________
"شــركــة الجمــــال جى أند أم للإلكترونيات"
قهقه "جمال" ضاحكًا وهو يسير نحو المكتب بعفوية وقال:-
-مش قولتلك يا شريف أسهل طريق للخلاص منهم أنك توقعهم فى بعض، أنت بس أزرع الشك وهم هيلاقوا ألف طريقة يخلصوا فيها على بعض بالضربة القاضية
جلس على المكتب بينما تابع "شريف" بحماس شديد قائلًا:-
-أنا كمان متأخرش خليت كل الصحفيين ينزلوا الأخبار عن نادر والجديد فى التحقيقات كمان بلغتهم بيه عشان تبقي الضربة ملهاش قومة
ضحك "جمال" بعفوية وحماس بأنتصار وقال:-
-ههههه برافو عليك، قولي صحيح الواد رجع من عندها ولا لا.. امنه كويس يا شريف دى حية وممكن تقتله لو عرفت أن أنا اللى بعته ليها
أومأ "شريف" بعفوية وقال:-
-بعته فى الفندق اللى فى دهب هيشتغل عنك وخليها تدور عليه من الأول أصلًا وإحنا عاملينه أوراق مضروبة يعنى مهما لفت ودورت على اسمه مش هتلاقي غير فى الأموات
هز "جمال" رأسه بلطف ثم قال:-
-كويس
سأل "شريف" بفضول وهذا الرجل الغامض ما زال يتحفظ بشيء له :-
-كدة خلصنا من نادر، هتعمل أيه مع سارة؟
صمت "جمال" قليلًا ثم قال:-
-هقولك فى وقتها يا شريف، أخبار السمارت سيتي أيه؟
-خلصنا جزء كبير منها، متنساش أن المهندسين بدأوا فيها من ثلاثة شهور فاللى وصلنا له فى الوقت دا أنجاز فى حد ذاته
أومأ "شريف" له بنعم ثم قال بجدية:-
-مش عايزين الوزارة تحس أنهم غلطوا لما أخذوا المشروع من نادر وسلموا ليا، عايزها تطلع أحسن من اللى أنا متوقعه
-أكيد يا مستر جمال
_________________________
"قصــــــــر جمـــــــــال المصـــــــري"
كانت "إيلا" تركض بعفويتها ومهارتها، بحرية مُطلقة و"مريم" فوق ظهرها تفتح ذراعيها بجانبها بحماس مُستمتعة بهذه اللحظة وتستنشق الهواء البارد الذي يضرب وجهها ويتطاير معه شعرها البندقية، بدأت "إيلا" تهدأ فى خطواتها لتنظر "مريم" ورأت "جمال" يقترب منها على الأرض، تبسمت بلطف على فرستها الجميلة التى علمت حُب "جمال" لها وحُبها له، لم تتوقف "إيلا" مرة عن الركض إلا فى حضرته، كأنها تعلم بأنه جاء حتى يتقاسمها فى محبوبته ويأخذها عن ظهرها، توقفت "إيلا" أمامه ليرفع ذراعيه بلطف ينزل محبوبته عن ظهر "إيلا"، نزلت "مريم" بين ذراعيه كالحورية التى تهبط عليه من الأعلي، تفحصها بنظرة وعينيه تضمها تمامًا كذراعيه التى تطوق خاصرتها، سارت "إيلا" بعيدًا مُدركة أن وقتها قد انتهي هنا، تمتمت "مريم" بحب وعينيها ترمقه بل تضمه بأشتياق وقالت:-
-وحشتني
رفع يده اليمني وتغلغلت أصابعه فى خصلات شعرها الفوضوية ثم قال بدلال:-
-وأنتِ أكثر، كُنتِ زى القمر على الشاشة النهاردة
-شوفتها!!
سألته بلطف وحماس يغمرها فأومأ إليها بنعم وقال بحب:-
-بالتأكيد، جين بقي بيعرضها بالأكراه على شاشة الشركة، ملاحظ أن من ساعة ما دخلتي عليه بالباسورد وبقي ينحز الروبرت دا ليكي
قهقهت ضاحكة عليه ثم قالت بلطف:-
-بصراحة انا اللى أجبرته يعمل كدة
تبسم بعفوية إليها ثم أخذ يدها ليسيران معًا خارج السياج وقال:-
-عارف لأنه روبرت بيطيع الأمور اللى بيأخدها مبيفكرش من نفسه
أومأت إليه بنعم ثم تبسمت بخبث وتركت يده، نظر إليها وهى تسير أمامه تبتعد عنه بأندهاش حتى وقفت على بُعد منه وقالت بعفوية:-
-جمال أقولك على حاجة عملتها بس أوعدني متتعصبش عليا
تقدم نحوها بخطواته الثابتة وعينيه ترمقها تبتسم بعفوية رغم أنها على وشك أن تخبره بشيء سيغضبه وكأن بسمتها هى سلاحها أمامه لدافع عن نفسها من غضبه، تابعت "مريم" وهى تسير بظهرها للخلف وتحدق به:-
-أنا قولت لها باسورد جين
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من هذه التى أخبرتها بسره الوحيد، قهقهت ضاحكة ثم وضعت يديها على بطنها بحنان وقالت:-
-أتمني تفتكره لما تجي
تبسم بعفوية على زوجته التى تكتم أنفاسه بمكر، هل أخبرت طفلها الموجود بداخلها عن سر والده، ركض خلفها لتصرخ بهلع وهى تركض منه بسعادة تغمرها، تحدث بجدية قائلًا:-
-تعالي هنا!! والله لأعاقبك يا مريم
كانت "ولاء" تراقبهما من النافذة ولم تتخيل ما تراه ، ابن العابس المتحجر يركض ويلعب وبسمته لا تفارق وجهه، لا تعرف ماذا فعلت "مريم" به حتى جعلته على ما هو عليه الآن، تذكرت حديث "مريم" السابق حين أخبرتها أن كل ما فعلته هو أنها أعطته الحب الذي لم يستطيع أحد تقديمه له حتى هى كأمه لم تحبه كـ "مريم" أو بالأحري لم تعبر عن حبها وتقدمه كما فعلت "مريم" ، دلفت للغرفة بهدوء وهما ما زال يركضان وصوت ضحكاتهما تمليء المكان حتى أمسكها "جمال" بقوة من خصرها بسبب ركضها الخفيف من حملها، طوقها بذراعيه من الخلف ووضع رأسه على كتفها يحكم حركاتها كليًا وقال:-
-تخيل العقاب اللى هتنالي مني يا مريم
حاولت التخلص من قبضته القوية وقالت بتذمر:-
-جمال أنت بتغش، أنت بتستغل أنى حامل كان المفروض متجريش بسرعة كدة
أحكم قبضته عليها أكثر حتى لا تستطيع المقاومة أو الحركة فدفعته بقوة للخلف مُحاولة التخلص من ذراعيه ليسقط أرضًا على ظهره وهى فوقه، هدأت تمامًا بهذه اللحظة ليفك أسر خصرها لكنها ظلت قربه على الأرض فوق العشب الأخضر، نظر للسماء والقمر الذي يضيء بيها ويلمع كزوجته تمامًا التى تنير حياته العتمة بل حولتها لحياة وردية ببسمتها وعفويتها ثم قال:-
-مريم!!
رفعت نظرها إليه ورأسها تستكين فوق صدره ليقول مُتابعًا الحديث بحب:-
-أنا بحبك، لأنك زى القمر دا نورتي حياتى وجملتيها بضحكتك الحلوة وروحك البريئة، بحبك لأن بسببك حياتي بقي ليها طعم، بقي عندي سبب يحمسنى أرجع للبيت بعد يوم طويل من الشغل، بقي عندي قلب يحب ويتجنن على حبيبه لو بس يوحشه
لمست لحيته بأناملها تداعبها ومُستمعة بهذا الحب، أقسمت بأن هذه اللحظة ستأتى مُنذ أن قابلته وتسلل حُبه إلى قلبها، أقسمت أن يعشقها وتحملت الكثير بأمل أن يتفوه بهذا الحب والآن قد فعل وسكنه العشق، تمتمت بنبرة دافئة:-
-وأنا بحبك يا جمال
تركت عينيه السماء ونظر إلى وجه "مريم" التى تنم بين ذراعيه وتحدق به بحب لم يراه فى عين أحد غيرها من قبل، رفع يده الأخري يلمس وجنتها بحنان ثم قال:-
-قوليها..
تبسمت بهيام إليه وقالت ببطيء شديد كأنها تنطقها حرف تلو الأخر:-
-بـــ ـــحــ ـــبــــــ ـــــك يا عمري كله
أهداها قبلة دافئة كجائزة على هذا الحب الذي تحمله له بداخلها، تبسمت بخفوت ثم قالت بدلال:-
-أنا هجيب بنت
تبسم بعفوية أكثر ثم قال:-
-معناها انك حققتي ليا أمنيتي وهتكون بنت بجمال أمها وروحها الحلوة
أعتدل فى الجلوس معًا وهو يمدد قدمًا أمامه والأخري خلف ظهرها تتكأ عليها بلطف ويديه تحيط بها بحذر، أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-دا من فضل ربنا وكرمه علينا يا جمال
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-ألف حمد وشكر له على أحلى هدايا بعتها ليا، حبيبة قلبي وبنت قلبي
تذمرت بعبوس مصطنع وغيرة سكنته من كلماته وقالت:-
-معناها أنك هتحبيها أكثر مني
قهقه ضاحكًا عليها ثم قال:-
-هههههه معقول هتغيري من بنتك
وضعت يديها على صدره بحب وقالت بنبرة دافئة:-
-أنا بغير عليك من أنفاسك يا جمال، لكن ممكن أتغاطت عن الأمر بما انها بنتى الجميلة
أومأ إليها بنعم ويده تداعب وجنتها بحب ووضع خصلات شعرها خلف أذنها بعفوية، أقترب منها أكثر حتى يطبع ملكيته على شفتيها لكن قاطعته صوت "حنان" الذي جاء من خلفه تقول:-
-مستر جمال
ضرب الأرض بيديه بتذمر ثم ألتف إليها وقال:-
-مواعيدك الزفت يا حنان.. عايزة أيه؟ أكيد جاي تفكرينى أرفدك
ضحكت "مريم" عليه بعفوية ونكزته فى صدره بحرج من افعاله...
تأفف بضيق من ظهور "حنان" وذهب معها إلي والدته...
_______________________
-يعنى أيه مش لاقي له أثر
قالتها "سارة" بانفعال شديد بعد أختفاء هذا الرجل الذي يحمل معه فيديوهات لها، أجابها الرجل بنبرة قوية:-
-يعنى أختفي فص ملح وذاب
-مفيش حاجة أسمها فص ملح وذاب، أرجع ألاقيك جبته من تحت الأرض حتى لو فى بطن الحوت تجيبه وألا تجهز عمرك المقابل
قالتها بغضب سافر ثم خرجت من الملهي الليلي وصعدت بسيارتها لينطلق السائق بها إلى أحد المواني البحرية وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ظلت تراقب الرجل وهم ينقلون الصناديق وبداخل كل صندوق فتاة مُخدرة تمامًا لن تستيقظ ألا بعد وصول السفينة لوجهتها، كان الأمر طبيعي ويسير كخطتها تمامًا حتى ظهرت الشرطة من العدم وعمت المكان فهرعت "سارة" بذعر وبدأت تهرب من الشرطة بسيارتها وهم يطاردوها، رغم أنها غيرت موعد التسليم الذي يعرفه "نادر" لكن ظهرت الشرطة لتدرك أن هناك خائن أخر، سقطت السيارة فى البحر وبدأت الشرطة تبحث عنها حتى بزوغ الفجر، صعدت "سارة" من الجهة الأخر دون أن يراها أحد وساعدتها ظلمة الليل، ذهبت إلى أحد الزقاق وأتصلت برجلها حتى يأتي ويساعدها...
________________________
"قصــــــــــــــــــــــر جمـــــــــال المصـــــــــــري"
أستعد "جمال" للرحيل إلى العمل صباحًا و"مريم" تتابعه حتى سيارته فقالت:-
-لا النهاردة معنديش تصوير لكن هخرج شوية أروح للدكتورة
أومأ إليها بنعم ووقف أمام سيارته قبل أن يصعد و"عاشور" يفتح له الباب ثم قال:-
-ماشي خلي بالك من نفسك وأنا هحاول أخلص بدري وأجيلك على هناك
أومأت إليه بنعم ليضع قبلة على جبينها بلطف وغادر القصر...
_______________________
كانت تختبي فى نزل ضيافة رديء حتى جاء لها رجلها وأخبرها أن من قدم البلاغ عنها كان "جمال المصري" لتُتمتم بصدمة ألجمتها قائلة:-
-جمال!!
أومأ إليها بنعم وتابع حديثه:-
-والواد اللى بندور عليه طلع كان شغال عنده ظهر فى كاميرات المراقبة من حوالي ثلاثة شهور
كزت على أسنانها بصدمة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
-يعنى جمال هو اللى عمل فيا كدة مش نادر
هز رأسه بنعم لتستشيط غضبًا مما تسمعه وقد دفعت بـ "نادر" للسجن بعد أن ساعدها فى كل شيء وكانت تسير على خطة "جمال"، لم ترى أحد بذكاءه من قبل فضربت المرآة بكأسها بغضب سافر وتوعدت له بالانتقام...
__________________________
قرأ "جمال" الأخبار فى طريقه ليُصدم عندما علم بأن "سارة" هربت من الشرطة، تأفف بغيظ من هذا الفشل الذي حصل عليه، رن هاتفه برقم مجهول ولم يجيب.. قليلًا وجاء له رسالة من نفس الرقم فتحها ليُصدم بصورة لـ "مريم" وهى تسير فى أحد المراكز التجارية، رن الرقم مرة أخر ليجيب بذعر قائلًا:-
-الو
سمع صوت ضحكاتها القوية ثم أجابت عليه بسخرية قائلة:-
-هو لازم يعنى أبعت لك صورة البرنسيسة عشان أسمع صوتك
-سارة!!
قالها بصدمة ألجمته وربت على كتف "صادق" حتى يوقف السيارة، أجابته ببرود شديد قائلة:-
-اه سارة اللى لعبت بيها ودمرتها، بس نسيت أن قبل ما تلعب معايا تخاف على اللى عندك مني... معقول متعلمتش حاجة من موت ليلي
تحدث بتهديد واضح ويكز على أسنانه بقلق:-
-إياك تفكري تقربي من مريم، أنا المرة دى لعبتها معاكي بالقانون بلاش تشوفي وشي التاني
-هههههه تصدق ضحكتني، قانون ما هو القانون دا بقي اللى انت لجأت له أنا كمان هلجأ له لما أخد روحها، أوعدك أخد روحها وأحرق قلبك وبعدها أسلم نفسي
قالتها بسخرية ليغلق قبضته بأحكام شديد قائلًا:-
-أنتِ بس جربي تعترضي طريقها وهتشوفي جمال المصري يقدر يعمل أيه
أغلقت "سارة" الهاتف دون أن تجيب عليه، رن على هاتف "مريم" بذعر أصابه ولم تجيب فأتصل بـ "حسام" وأخبره بمكان تواجدهما فى المركز التجارى، ترجل "جمال" من سيارته بقلق وخوف عليها... يقول بتحذير:-
-سارة عندك يا حسام، أوعي مريم تغيب عنك ولا حد يمسها بسوء لحد ما أجيلك
فتح باب السيارة وأنزل "صادق" ثم صعد هو وأنطلق كالمجنون بسيارته تخطي كل الأشارات وخوفه عليها يسيطر على عقله وأفقده صوابه تمامًا، يتذكر ما حدث لـ "ليلي" ليرتعب قلبه ذعرًا على "مريم" إذا مستها هذه الشيطانة بسوء...
___________________________
أغلق "حسام" الهاتف معه ونظر إلى "مريم" التى أسرعت فى خطواتها نحو محل الأطفال وقالت:-
-تعال يا حسام
دلفت للداخل وبدأت تتجول فى المكان وأغراض المواليد والأطفال تخطف قلبها كأى أم تنتظر طفلتها حتى تراها وتلمس أناملها بحب، بدأت تشتري الكثير من الأغراض وتضعها فى عربة التسوق، تأفف "حسام" بقلق ثم قال:-
-ممكن نمشي دلوقت، أوعدك يافندم أننا نيجي تانى لكن دلوقت حصل ظرف ولازم نرجع القصر
لم تجيب علي طلبه وتابعت ما تفعله ثم تحدثت بحدة:-
-مش قبل ما أخلص وعلى فكرة أنت هنا عشان راحتى مش راحتك أنت
أشترت كل الأغراض وطلبت من المحل أن يرسلهم على منزلها فى بداية الأمر رفضوا التوصيل لكن عندما أخبرتهم بالعنوان وأنه قصر "جمال المصري" فورًا قبلوا بتوصيل الأغراض، خرجت من المحل وهى تمسك الهاتف فى يدها فأصطدمت بها امرأة وسقط الهاتف منها، أوشكت "مريم" على الأنحناء لكن جذبها "حسام" بقلق للخلف وجلب الهاتف لها فتبسمت المرأة وهى تنزع القبعة عن رأسها وقالت:-
-مريم!!
أتسعت عيني "مريم" من الصدمة وهى تراها أمامها وهكذا "حسام" الذي يقف فى المُنتصف و"مريم" خلفه تُتمتم باسم هذه المرأة بخوف بعد أن أخبرها "جمال" بما فعلته فى "ليلي":-
-سارة!! ......
يتبع