رواية وختامهم مسك الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية وختامهم مسك الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم نورا عبد العزيز


بعنــــــوان "  مُتــــــــرصـــد "

لم تقوي على الحركة من فراشها على مدار الأسبوع بسبب حزنها على موت "غزل" لكن هنا يوجد شخص يتشبث بها كطفلة للنجاة من الخوف والألم، جاءتها "ورد" تجبرها على الخروج معها لأنها تريد شراء قوسًا كي تتعلم الرماية وأخذتها معها بالقوة رغمًا عنها، أنطلقت "مسك" بسيارتها خارج القرية وكانت "ورد" جالسة فى المقعد المجاور لها تقول:-
-أنا مش فاهمة، ليه يكون فى حد بيحاول يوقع بين زين وتيام

أجابتها "مسك" بثقة وعينيها على الطريق:-
-معرفش، أنا معرفش كتير عن حياتهم ولا حتى عن تيام نفسه لكن دي واضحة زى الشمس يا ورد.. اللى حاول يقتل تيام وبعدها يعمل فيكي كدة عشان زين يفكر أنه أنتقام من تيام ويزيد العداوة بينهم دا حد له مصلحة...اه أنا مش عارفة أيه المصلحة اللى ممكن تعود على واحد أنه يوقع بين أتنين كارهين بعض أصلًا لكن اللي واثقة منه أنه فعلًا فى طرف ثالث مجهول والطرف الثالث دا هو نفسه اللى بيحاول يقتل تيام وفى نفس الوقت هو اللى عمل كدة فيكي
 
ألتفت "ورد" فى مقعدها إلى "مسك" وأتكأت بظهرها على الباب وقالت بتفكير عميق فى حديث "مسك":-
-ماشي أنا مصدقة أن تيام مش هو اللى عمل كدة فيا وواثقة مليون المية أن زين محاولش يقتل تيام، أنا عارفة زين وحافظه أكتر من أى حد... لكن حد ثالث دى برضو صعبة تتصدق..

رمقتها "مسك" بطرف عينيها وعادت بنظرها إلى الطريق ثم قالت بجدية:-
-طب أقولك على حاجة أنا حاسة أن الفاعل مش غريب يا ورد، دا حد قريب لأنه عارف بكراهية تيام وزين وعارف منافستهم على المنصب والورث وكمان عارف أن نقطة ضعف زين الوحيدة واللى ممكن تخليه يقتل تيام بأيده هى أنتِ عشان كدة لما قرر ينتقم قرر ينتقم فيكي أنتِ، أنتِ مش ذنبك فى اللى حصل لأنك تستاهلي اللى حصل فيكي ولا لأن فى حد بيكرهك وعايز يفرقك عن زين لأنه واثق أن زين مش هيسيبك... لا يا ورد اللى عملها كان شايف أن الذنب الوحيد ليكي أنك قلب زين ومش بس عارف بكل دا،  دا عارف بقدر الحب اللى بينك وبين زين.. الحب اللى هيخلي زين ما يسيبكي مهما حصل ويتمسك بيكي ... وأنتِ كان كل ذنبك فى الحرب دى أنك حبيبة زين 

تنهدت "ورد" بحيرة من هذا الغامض الذي يسعى وراء هذان الرجلان وقالت:-
-والحل ... هيفضل يتحكم فيهم ويفضلوا هم بيأكلوا فى بعض وينفذوا خططه  بكرههم لبعض

نظرت "مسك" فى المرآة الأمامية للسيارة بتركيز ثم قالت بشرود فى السيارة التى تتبعهم:-
-حلهم أن يحطوا أيديهم فى أيد بعض يا ورد لكن طبعًا واضح من معرفتي السطحية باللى بيحصل أنه مستحيل... معلش يا ورد تنزلي تجيبي أزازة مياه دى سخنت

أومأت "ورد" إليها بنعم وترجلت من السيارة وعيني "مسك" لا تفارق المرآة تحديدًا على السيارة التى توقفت على بُعد مع وقوف سيارتها، دلفت "ورد" إلى السوبر ماركت لترى "مسك" رجلًا يتبعها للداخل والأخرين بالسيارة يراقبون "مسك"، حاولت أن تفهم هل جاءوا إليها من وراء "بكر" أم من هذا الغامض الذي يسعى وراء "تيام" و"زين" ويلحقون بـ "ورد"، ترجلت "مسك" من السيارة ودلفت إلى مطعم الدجاج المقرمش الموجود على الجهة الأخري ووقفت تنظر فى القائمة على الحائط الزجاجي وعينيها ترى ظل هؤلاء الذين جاءوا خلفها، أدركت بأنها مراقبة تمامًا كـ "ورد" فعادت إلى السيارة وكانت "ورد" واقفًا قربها فتحت سيارتها وصعدوا الأثنين معًا، ألتفت "مسك" بسيارتها كي تعود إلى القرية ليس جُبنٍ منها لكنها لن تعرض "ورد" للخطر أثناء مواجهتها ، تعجبت "ورد" إلى عودتهما وقالت:-
-إحنا مش هنروح نشتري قوس ليا

أومأت "مسك" لها ثم قالت:-
-لا مش النهار دا، ألبسي الحزام

نظرت "ورد" إليها ووجهها متوترًا وزادت من سرعة سيارتها فقالت بقلق:-
-هو في أيه؟

تحدثت "مسك" بجدية قائلة:-
-أتصلي بزين ينزل يأخدك يا ورد

نظرت "ورد" بقلق شديد  مُعتجبة من طلبها لتتابع "مسك" بقلق على هذه الفتاة قائلة:-
-أنجزي يا ورد، واضح أن اللى جبنا فى سيرته جه

نظرت "ورد" خلفهم ورأت سيارة تسرع وراءهما وتتفادي كل سيارة تعيق طريقها للوصول لهما بعد أن زادت "مسك" سرعتها وأدركوا أنها أنتبهت إليهم ، أرتجفت "ورد" بخوف شديد قائلة:-
-هيقتلونا؟

تبسمت "مسك" بسخرية من خوف هذه الفتاة ثم قالت:-
-أنتِ طيبة اوى يا ورد، أنا راجعة بس عشانك معنديش أستعداد أعرضك للخطر لكن صدقينى لو عليا حابة أنك تتفرجي عشان تتعلمي وتأخدي درس فى القتال عملي

أخرجت "ورد" هاتفها بذعر كي تتصل بـ "زين" .....

_________________________ 

وصل "زين" إلى مكتبه صباحًا ويتحدث مع "جابر" قائلًا:-
-أنا مش ناوي أسلمهم يا جابر، لو سلمتهم اللى قتل اللى فات هيقتلهم وقبل ما ينطقوا

أومأ "جابر" إليه بنعم وأتسعت عينيه وهكذا "زين" عندما وجدوا "تيام" جالسًا على مقعد الرئيس خلف المكتب مُبتسمًا ويحمل فى يده فنجان قهوة، رمقه "زين" بهدوء شديد قبل أن يفقد أعصابه وسيطرته ثم قال:-
-أنت بتعمل أيه؟

رفع "تيام" نظره إلى "جابر" بغرور شديد وقال بتحدي قاتل:-
-جاي أشوف شغلي، مش دي كانت وصية المرحوم برضو أنى أتعلم الشغل عشان أستلم المنصب وأن الموضوع مكنش محصور فى جوازة، أدينى بنفذ وصيته

تنحنح "جابر" بهدوء ثم قال:-
-دي بداية كويسة وخطوة تحترم منك لكن اللى بيتعلم مبيقعدش على الكرسي دا

تبسم "تيام" بسخرية إليهم ووقف من مكانه ثم قال:-
-وأنا ماليش مزاج أقعد عليه دلوقت، أنا بس كنت عايز أحرق دمه 

قالها وعينيه ترمق "زين" بأزدراء وطريقة مُستفزة، ألتف "زين" كي يلكمه هذه المرة لكن أوقفه صوت هاتفه وكانت "ورد" أجابها بغضب سافر:-
-شوية وهكلمك يا ورد...

سمع صرختها عندما أصطدمت السيارة بسيارتهما من الخلف مُحاولين منع "مسك" من الوصول للقرية ويصعب عليها الأمر، صرخت "ورد" بخوف شديد لينتفض "زين " ذعرًا وقال:-
-ورد!! أنتِ فين؟ 

أخبرته ببكاء بأن هناك من يحاول مواجهتهم فقال بصدمة ألجمته:-
-هم مين اللى بيجروا وراكم... مسك معاكي ليه؟

ألتف "تيام" بفزع من ذكر أسمها وهكذا "جابر"، أخذ "تيام" الهاتف منه بالقوة وقال بصدمة:-
-مسك!!

أوشكت "مسك" على فقد سيطرتها على مواجهة هؤلاء بسيارتهم التى تصطدم بسيارتها بقوة فسقط الهاتف من "ورد" فى أرضية السيارة وسمع صوت "مسك" تقول:-
-أمسكي كويسة يا ورد....

هرع الأثنين للخارج معًا وأحدهم تسلل الخوف إلي قلبه ذعرًا على محبوبته والأخر أفتك القلق بعقله عليها بعد معرفته بأن هناك من يسعى وراءها، أخبرته بأنها تريد الأنتقام لأختها وقصت له حكايتها والآن يترصد لها أحد.....

________________________ 

دلفت "مسك" بسيارتها إلى مرأب سيارات وفتحت درج الطبلون لتأخذ منه مسدسًا ففزعت "ورد" مما تراه و"مسك" تقول:-
-أنزلي بسرعة

ترجلت "مسك" أولًا تنظر حولها بعد أن نجحت فى الهرب منهم وألتفت حول السيارة وفتحت الباب ثم أخذت "ورد" فى يدها كأمًا لها، أغلقت السيارة وتسللت بعيدًا حول السيارات المصفوفة تختبيء من هؤلاء، سمعوا صوت وصول سيارة الرجال فأختبأت "مسك" بها خلف سيارة وجلسوا على ركبتهم ووضعت يدها على فم "ورد" تمنع صوت شهقاتها وعينيها تنظر حولها بحذر حتى رأت كابينة زجاجية من أجل رجل الأمن الخاص بالمكان فأخذتها بحذر إلي هناك وأدخلت "ورد" بها ثم قالت:-
-متتحركيش من هنا وحاولي تبعتي رسالة لزين بمكانك وصوت نفسك مطلعهوش يا ورد

أرتجفت "ورد" بخوف وتشبثت بيدي "مسك" بذعر وتترجاها قائلة:-
-لا متمشيش

تبسمت "مسك" بثقة وربتت على رأسها بلطف ثم قالت:-
-متخافيش يا ورد أنا قوية 

أعطتها "مسك" المسدس كي تطمئن وتهدأ من روعتها ثم أغلقت باب الكابينة عليها وتسللت وراء السيارات بحذر وعينيها تراقب هؤلاء الرجال، فتحت "ورد" الهاتف وأرسلت موقعها إلى هاتف "زين"

_________________________ 

لم يتخيل أن هناك مكروه قد يصيبها من جديد وقلبه العاشق يخفق بوخزات قوية خوفًا عليها وتصبب جبينه عرقًا من الخوف الذي أصابه،  صرخ "زين" بغضب سافر ويديه تقود السيارة بجنون:- 
-ورد لو جرالها حاجة مش هيكفينى روحك أنت ومراتك

تحدث "جابر" بجدية قائلًا:-
-مش وقته يا زين بيه أنتوا الأثنين فى مركب واحدة، هى خطيبتك والتانية مراته المهم نلحقهم 

كان "تيام" صامتًا وعقله يفكر فى الكثير ويخبره بأن يهدأ فـ "مسك" قوية ولن يصيبها شيئًا، عينيه تحدق فى الطريق بقلق وفتح هاتفه لكي يتصل عليها لكنه تذكر بأنه لا يملك رقم هاتفها رغم كونها زوجته، وضع يده علي جبينه يحكها بأنامله بقلق واضح، تابعه "جابر" بنظره بأندهاش من قلقه السافر على زوجته التى تزوجها لأجل المال فقط، لا يصدق بأن "تيام" هو نفسه الذي يجلس أمامه هنا وتخلي عن سكونه وحل القلق محله، تلقي الهاتف رسالة من "ورد" بموقعها ليسرع فى قيادته ويده الأخري تحاول الأتصال بـ "ورد" لكنها لم تجيب عليه ......

__________________________ 

وضعت "ورد" يدها على فمها بذعر عندما سمعت صوت خطوات قربها من الخارج وأغلقت الهاتف كليًا بذعر من أتصال "زين" الوارد، ألتف الرجل بعد أن سمع صوت أهتزاز الهاتف...
رأته "مسك" يقترب من الكابينة لتركض نحو سيارتها وضغطت على مفتاح التشغيل فسمع الجميع صوت بواق السيارة وركضوا إلى هناك، لمحها أحدهما فمسك قميصها من الخلف لتلكمه فى وجهه بقوة وألتفت إليه مُمسكة بذراعه ووضعته بين باب السيارة ثم أغلقته بقوة على ذراعه فسقط الرجل أرضًا من الألم، بدأت فى العراك مع هؤلاء، رفعت "ورد" رأسها خلسًا لتُصدم مما تراه و"مسك" تواجه هؤلاء بقوة دون خوف بل تلكم وجوههم بمهارة، ركلت أحدهم فى قدمه ليسقط على ركبته وبقدمها همشت رأسه بركلة واحدة، أخرج أحدهما مسدسًا كأنه حسم أمره من مقابلتها بالسلاح عوضًا عن الأقتراب منها ومقاتلتها خاشيًا الأقتراب منها، صوب مسدسه نحو رأس "مسك"، أنتفضت "مسك" بذعر عندما سمعت صوت إطلاق نارى وألتفت لتري "ورد" تقف خلف الرجل وخرجت من مخبأها عندما رأته سيقتل "مسك" غدرًا وأطلقت النار وسقط المسدس من يديها المُرتجف لكنها لم تصيب أحد بسبب فشلها فى أستخدام هذا السلاح، فزعت "ورد" بخوف وهى تري الرجل يقترب منها بغضب شديد، ضربت "مسك" رأس الرجل الذي تعاركه فى أحد السيارات ليسقط أرضًا...
أقترب الرجل من "ورد" ومسكها من لياقتها لتصرخ بذعر لكن سرعان ما تركها عندما سحبته "مسك" من قميصه من الخلف بقوة وأوشكت على خنقه بقميصه، ترك "ورد" وأستسلم لسحب "مسك" له قبل أن تخنقه، ألتف لها بمهارة ولكم خصرها بقوة لتتألم وتتركه، تبسم وهو يقترب منها لكن لكمته بقوة أسفل ذقنه ليسقط أرضًا، ألتفت بألم وهى تمسك خصرها وأخذت "ورد" من يدها وهربوا معًا، نظرت "ورد" إلى "مسك" بصدمة وذراعها المُصاب ينزف دماءً لكنها لا تبالي بشيء سوى إعادة "ورد" إلى "زين" فلن تتحمل تأنيب الضمير إذا حدث لها شيء بسبب تقصيرها، أختبأت بها خلف أحد السيارات تلتقط أنفاسها بصعوبة، وضعت يدها على معصمها تشعر بضربات قلبها بقلق من أن تؤثر أصابتها على ضغط دمها وقلبها، نظرت إلى "ورد" وهى تشعر برعشتها ، دمعت عيني "مسك" بخوف على هذه الفتاة مما يحدث الآن، تعلم أنها تصارع عقلها فى ذكريات الماضي وما مرت به، تحدثت "مسك" تطمئنها قائلة:-
-متخافيش أكيد زين فى الطريق هو مش هيتأخر عليكي

أندهشت "ورد" من أهتمام "مسك" بها رغم أصابتها وجسدها الذي تلقي الكثير من الضرب المبرح فى عراكها وجبينها التى تنزف ويديها الأثنين التى تحمل الكثير من الدماء بسبب جروح لكماتها لهم، كل ما بها لا تكترث له لكنها تهتم بها هي، تحدثت "ورد" ببكاء شديد قائلة:-
-أنتِ بتنزفي

تبسمت "مسك" إليها بعفوية وأريحية:-
-أنا كويسة ومتعودة على دا.. أطمني يا ورد مفيش حاجة هتحصل أوعدك طول ما فيا نفس مش هيحصلك حاجة

لم تجيب عليها "ورد" بل ظلت تنتفض ذعرًا، أدارتها "مسك" إليها بقوة وقالت بثقة ونبرة قوية:-
-متخافيش يا ورد أنا هنا ومستحيل أسمح لحد أنه يأذيكي 

كانت "ورد" تنتفض فزعًا من هذا المكان وهؤلاء الرجال الذين يركضون خلفهم وتتذكر هذه الليلة ولا تعلم ماذا ستفقد اليوم؟ ربما تكن حياتها، أخذت "مسك" يدها فى قبضتها ثم قالت بحزم:-
-إياك تسيبي أيدي يا ورد، أتفقنا؟ 

أومأت "ورد" إليها بنعم مُرتجفة وتشبثت بقبضة "مسك" بيديها الأثنين فتبسمت "مسك" إليها بثقة وجراءة لم ترجف لها عين من هؤلاء ثم قالت:-
-أتفقنا وأوعدك أرجعك لزين.. لكن خليكي قوية 

هزت "ورد" رأسها بنعم وجففت دموعها، تسللت الأثنتين من مكان أختبأهم و"مسك" مُتشبثة بها بقوة حتى لا تفقد "ورد" طاقتها وعقلها مما يحدث، ساروا خلف هذه السيارات المصفوفة بحذر وخطوات خافتة حتى لا يشعر بهم هؤلاء، عيني "مسك" تراقب المكان فلم تنتبه لأسفل قدمها عندما دهست على عصا حديدي جعلتهم ينتبوا إلي مكان وجودهم، ركض الرجال إليها لتترك يد "ورد" وتبدأ معركتها مع هؤلاء و"ورد" تصرخ بهلع وخوف شديد وتضع يديها على أذنيها، ركلت "مسك" الرجل فى خصره قبل أن يقترب وهمشت فك وجه الأخر بمرفقها بقوة لكن رغم قوتها تلقت ضربة على رأسها بعصا من ثالثهم أسقطتها أرضًا على وجهها وأخر ما رأته قبل أن تفقد وعيها أحدهم يأخذ "ورد" وهى تبكي بهلع وكاد قلبها أن يتوقف من الخوف بسبب حادثتها السابقة، أغلقت "مسك" عينيها فاقدة للوعى ولسانها يتفوه باسمه قائلة:-
-تــ ــيـــ ــامــ 

وصل "زين" بسيارته إلى المكان الذي أرسلته "ورد" وترجلوا من السيارة، ركض "تيام" بذعر إلى سيارتها الموجودة هناك ووجد على الأرض الكثير من الدماء وسيارتها شبه مدمر هيكلها الخارجي من صدمات السيارة بها من أجل الحصول عليهم، أنتفض فزعًا و"زين" يصرخ بأسمها بغضب شديد قائلًا:-
-ورد

مرت سيارة بسرعة جنونية نحو باب الخروج ورأها "جابر" ليُصدم عندما رأى "ورد" بداخلها والرجل يضع يديه على فمها فصرخ بغضب:-
-أهم 

ألتف الأثنين ينظرون إلى السيارة ليركض "زين" خلفها وعينيه لا تفارق محبوبته التى تنتفض خوفًا وتنظر إليها باكية، صعد "تيام" بالسيارة وأنطلق خلفهم بغضب سافر تاركًا "جابر" خلفه لكنه توقف جوار "زين" حتى يصعد معه، ضغط على البنزين بقوة ليزيد من سرعة السيارة وحاول أن يتخطاها لكن سائقهم لم يترك له الفرصة و"ورد" تبكي بخوف وعينيها لا تفارق سيارة "زين" فحسمت أمرها أن تتشجع قليلًا وتحاول أن تنقذ نفسها وتساعد "زين" ، قضمت كتف السائق بقوة بأسنانها ليصرخ بهلع وجذبها الرجل الجالس جوارها ودفعها بقوة فى النافذة لترتطم رأسها بها فتألمت ...

أخرج "تيام" مُسدسًا من خلف ظهره ومده إلى "زين" فنظر "زين" إليه بصدمة من حمل "تيام" لسلاح معه لكنه أخذه وبدأ يطلق النار على السيارة وبنهاية المطاف نجح فى إصابة الإطار الخلفي للسيارة ليفقد السائق سيطرته على القيادة، ترجل الرجال لمواجهتهم وبدأ "زين" فى العراك معه بجانبه ضد هؤلاء ولأول مرة يقف هذان الأثنان فى صفٍ واحدٍ متحدين ضد أحد، قفز أحدهم من فوق الكوبري هاربًا منهم والأخر سقط على الأرض ضعيفًا مغمي عليه بسبب هذا القتال القوي ولكمة "تيام" كانت قوتها أضعاف مُضاعفة لقوة قبضة "مسك" ذى الأيادي الناعمة الصغيرة، هرع "زين" يفتح باب السيارة وأخرج "ورد" منها لترتمي فى حضنه بخوف وتشبث بها بقوة مُطوقًا إياها بذراعه وقال:-
-أنتِ كويسة؟

أومأت إليه بنعم ورجفتها تزداد من خوفها ، بحث "تيام" عنها فى السيارة ولم يجد لها أثر وقبل أن يسأل رأي "ورد" تهرع إلى خلف السيارة بخوف سافر وفتحتها بذعر وتتطلع بـ "مسك"، ذهب "تيام" للخلف وصُدم مما يراه لأول مرة يُهزمها أحدًا، حملها برفق شديد على ذراعيه وأخرجها من السيارة ثم جلس على الأرض بها ينظر إلى وجهها وذراعها المُصاب، ربت على وجنتها بلطف وقلبه ينقبض ذعرًا من حالتها التى يرثي لها، تفوه باسمها بلهجة واهنة:-
-مسك!!

نظر "زين" إليها ويبدو أنها خاضت شجارًا قويًا حتى وصلت لهذه الحالة التى يُرثي لها، أخذوها للمستشفي وقصت "ورد" كل شيء حدث إلى "زين" وأنها السبب فى خروجهم من القرية وخروج "مسك" من غرفتها من الأساس، أخبرته بأنها لم تترك يدها ووعدتها بأن تعيدها إليه، وقف "تيام" بغضب سافر مُستمعًا إلى حديثها بينما هى تقف هنا تتحدث وتتنفس و"مسك" هى المُصاب فقال بإقتضاب مُستشاطًا غيظًا:-
-يا ريتها كانت سيبتك، كل المصايب دى من تحت رأسك، لو هو مش قادر يحميك ليه مسك هى اللى تحميكي وأنتِ مالك تخرجيها من اوضتها ولا لا هي

نظرت "ورد" إليه بحزن شديد وهو يخبرها بأنها السبب فى حالة "مسك" الآن، مسكه "زين" من لياقته بقوة وقال:-
-كلمة تانية منك وهنسي المكان اللى إحنا فيه

أبعدتهم "ورد" عن بعض بغضب سافر وتتذكر حديث "مسك" لها ثم قالت:-
-هو أنتوا ايه مبتتعلموش، إحنا كنا هنموت بسببكم أنتوا الأثنين، كانوا عايزين يقتلوها لانها مراتك مش لأنها بتحمينى وكانوا هيقتلوني لأني خطيبتك يا زين، فى حد عايز يخلص منكم أنتوا وإحنا اللى بندفع الثمن وأنتوا كل اللى فارق معاكم مين اللى هيعلم على التاني

تركه "زين" بغضب مكبوح بداخله وألتف "تيام" يعطيهم ظهره ويتأفف بضيق، خرج الطبيب لهم وأخبره بأنها بخير ومجرد كدمات ولم يصيبها أى أصابة بالغة، دلف "تيام" إليها وجلس جوارها يتطلع بوجهها المليء بالكدمات ليرفع يده إلى وجهها يبعد خصلات شعرها عنه بلطف صامتًا ويرمق اللاصقة الطبية الموجودة بيسار جبينها، أخذ يدها فى راحة يده ليري جروحها وأصابعها المُدمرة من لكماتها القوية فربت عليها بيده الأخري برفق، فتحت "مسك" عينيها بتعب شديد فى أنحناء جسدها من القتال، رأته يجلس جوارها ويديها في يده تنهدت بأريحية مُتحاشية النظر إليه وتُتمتم بخفوت:-
-ما دام أنت هنا يبقي ورد كويسة

أندهش من قلقها على "ورد" أكثر من حالها فترك يدها وعقد ذراعيه أمام صدره وقال بغرور:-
-أقلقي على نفسك الأول بس، ازاى سبيتهم يعملوا فى وشك فرح

أعتدلت فى الجلوس بتعب يمزقها فى أطراف جسدها وقالت بسخرية من كلمته:-
-أبقي فكرني أعزمك فيه

حدق بها بغيظ شديد من سخريتها وهى لا تبالي بما حدث لها وقال:-
-مفكيش حتة سليمة أضربك فيها

نظرت إليه ببرود شديد مُستشاطة غضبًا من غلاظته وقالت:-
-ولا تقدر أصلًا جرب كدة... لحظة أبقي جرب بعدين عشان معنديش طاقة أضرب حتي صرصور 

ألتفت نحوه لكي تغادر السرير فأوقفها "تيام" بقلق شديد قائلًا:-
-أنتِ بتعملي أيه؟

-همشي أنا كويسة 
قالتها بتعب شديد وجسدها مُنهكًا كليًا، تحدث بقلق بعد وقوفه جوارها يمنعها من مغادرة السرير:-
-طب نسأل الدكتور

أشارت بسبابتها على وجهها بثقة وقالت بتهكم:-
-وأنا أيه بتاعت بطاطا

رفع حاجبه إليها بتذمر شديد من ثقتها التى تحولت لغرور قاتل وكبر ثم قال:-
-بطاطا!! أنتِ جعانة

-أكيد ما أنا بنى أدم طبعي مأكلتش من أمبارح
قالتها وهى تقف محلها وتضع يدها على ظهرها وتمطي جسدها لتتألم من هذا الجسد التى تلقي الضرب المبرح قائلة:-
-أااااه ، أنا محتاجة أنام أسبوع

-أشيلك طيب
قالها "تيام" بجدية بخوف عليها بعد أن صرخت بخفة من الألم لكنها رمقته بغضب شديد وعينيها تطلق نظرات تهديدية قاتلة ولسانها يقول بتحذير:-
-أكيد تلمسني

ضحك بسخرية عليها فمُنذ قليل حملها على ذراعيه حتى جاء بها إلى هنا ولم تمنعه بسبب فقدها للوعي وغادر أمامها فسارت خلفه بغضب ولا تقوي على السير نهائيًا لتقول بتمتمة مُتذمرة بوجه عابس:-
-أنا محتاجة عشرة يشيلوني

خرجت من الغرفة لتُصدم عندما حملها "تيام" على ذراعيه بالقوة لتصرخ به بأنفعال قائلة:-
-أنت أتجننت

سار بها للأمام ويحكم ذراعيه عليها بقوة حتى تكف عن مقاومته وعينه ترمق عينيها بجدية ممزوجة بالخوف عليها وقال بحدة صارمة:-
-أنا جوزك لكن العشرة اللى عايزهم دول أيه؟! 

أبتلعت لعابها بحرج من سماعه لكلمتها وسكنت بين ذراعيه بحرج من نظراته مُتحاشية النظر إليه بأرتباك، سار بها فى الردهة حتى وصل للخارج كان "زين" و"ورد" فى السيارة بأنتظارهم، وضعت رأسها على كتفه بحرج شديد لكنها كانت مُتعبة وعلى وشك فقد وعيها، صعد بها فى المقعد الخلفي وجلس جوارها ، تحدثت "ورد" بأسف شديد:-
-أنا أسفة والله كل دا بسببي

تبسمت "مسك" وهى تنام على الأريكة من الخلف بأستسلام لتعب جسدها المُرهق وقالت:-
-متقوليش كدة، لو كان جرالك حاجة مكنتش هسامح نفسي أبدًا

نظر "تيام" إليها بسخرية وقال بتمتمة:-
-أهو جرالك أنتِ

قرصت "مسك" خصره بغضب من كلمته ليتألم فنظر "زين" عليه فى المرآة بغضب شديد لا يتحمل وجوده معه فى سيارة واحدة، تحدث بجدية:-
-أنا مكنتش أعرف تيام بيه بيشيل مسدسات

رمقه "تيام" بأشمئزاز شديد من لهجته كأنه يسخر منه فقال بأزدراء:-
-أمال أحمي نفسي من الثعالب اللي زيك أزاى

ألتف "زين" له يحدق به غيظًا وعلى وشك ضربه الآن لكن أوقفه "ورد" التى مسكت رأسه تُديرها للأمام بسرعة غاضبة من عناد حبيبها:-
-بص قدامك يا زين إحنا مش عايزين نرجع المستشفي تاني 

نظر للأمام بغيظ شديد من هذا الرجل وألتزم الجميع الصمت حتى وصلوا للفندق، ترجل "تيام" من السيارة ثم حملها على ذراعيه بعد أن دخلت فى نوم عميق من التعب، دلف "زين" إلى الفندق ويأخذ يد "ورد" فى قبضته بخوف من تركها وحدها، رأتهم "زينة" لتفرغ من حالة "مسك" وقالت:-
-حصل أيه؟

تجاهلها "تيام" بنظرات باردة رغم أندهاشها من رؤية "تيام" و"زين" معاً لأول مرة وأتجه إلى المصعد وصعد بها إلى الجناح الملكي ووضعها بالفراش ثم وضع الغطاء عليها بلطف، مسح على رأسها بحنان وقال:-
-ورب العرش لأدفع بكر تمن عملته دى ....

________________________ 

صُدمت "زينة" مما سمعته للتو من "متولي" ومحاولة أختطاف "مسك" و "ورد" وقالت:-
-ومين اللى له مصلحة فى أذية ورد ومسك، الحمد لله أن ورد مجرالهاش حاجة

تبسم "متولي" بمكر ثعباني وقال:-
-وأن كان جرالها ، إحنا مالنا المهم نوصل لهدفنا؟

ألتفت "زينة" إليه بذهول من كلماته وبسمته ترعبها فسألت بقلق:-
-متولي!! أنت مالكش يد فى اللى حصل مش كدة

أقترب منها بخبث شديد وقال:-
-دى مجرد قرصة ودن، تيام وزين لازم واحد فيهم يخلص علي التاني أو هم الأثنين يخلصوا على بعض عشان حضرتك تكوني فوق الكل، أنتِ اللى تستاهلي المنصب دا مش هم، كل واحد فيهم مشغول بحياته والبنت بتاعته لكن أنتِ بس اللى مكرسة حياتك للمكان دا من سنين طويلة يبقي مينفعش تكوني أقل منهم

صُدمت "زينة" من فعل "متولي" الذي خطط ونفذ دون أن يسألها لكنها لم تتحدث بشيء وظلت تستمع إلى "متولي" وخططه الماكرة للحصول على هذا المنصب إليها وأقنعها بأنها الوحيدة التى تستحق هذا .... 

________________________

(مستشفي القـاضي)

دلف "سراج" إلى مكتب "غريب" بقلق شديد ثم قال:-
-غريب بيه؟

رفع "غريب" نظره إلى "سراج" بقلق من نبرته ووجهه الذي يوحي بأن هناك كارثة حلت عليهم وقال:-
-خير!!

تحدث "سراج" بخوف قائلًا:-
-بكر نزل فى نفس الأوتيل مع دكتورة مسك والنهار دا الصبح أتعرضت لمحاولة خطف لكن تيام أنقذها

أنتفض "غريب" من محله فزعًا على أبنته الوحيدة الآن وقد أوشك على فقدها اليوم، قال بصدمة:-
-أيه؟؟ تروح الغردقة دلوقت حالًا وتجيبها معاك غصب عنها 

-أزاى وجوزها؟ دكتورة مسك متجوزة دلوقت وفى حكم جوزها
قالها "سراج" بحيرة من أمره ليتابع "غريب" بغضب سافر:-
-سمعت قولت أيه؟ تجيبها غصب عنها وعن عيني جوزها حتى لو أضطرت تجيبها بالقوة.. 

أومأ "سراج" له بنعم وغادر المكتب مُستعدًا للسفر إلى الغردقة كى يجلبها إلى والدها رغمًا عنها..


الفصــــــــــل الثــاني عشر  ( 12 )
بعنــــــوان " محـــاولــة ســلام  "

خرجت "مسك" من غرفتها مع أذان المغرب وتحرك ذراعيها فى حركات دائرية بتكاسل لتُدهش عندما رأت "تيام" جالسًا على السفرة ويتناول طعامه، تطلع "تيام" بها وبدأت كدمات وجهها تشفي قليلًا عن الأمس، ترتدي بيجامة وردية اللون بنصف كم وبنطلون فضفاض من القطن الصافي، جلست على السفرة صامتة وبدأت تتناول لقمتها لكن صُدمت عندما مسك "تيام" فك وجهها يدير رأسها له فتحدثت بغضب:-
-فى أيه؟

نظر إلى وجهها رغم غضبها وعبوسها لكن يتأمل جرحها بقلق ، ترك وجهها وعاد لتناول طعامه فى هدوء وقال ببرود:-
-أيده كانت تقيلة أوى، تسلم أيده

رفعت حاجبها إليه بغيظ شديد من أستفزازه لها ثم قالت:-
-دمك مش خفيف على فكرة

ضحك "تيام" بعفوية عليها ويديه تقطع شريحة اللحم بالسكين، نظرت إلى بسمته بأندهاش ليشعر بنظراتها المُسلطة عليه ورفع رأسه إليها، تحاشت "مسك" النظر إليه بهدوء ثم قالت:-
-شكرًا

تعجب من كلمتها المفاجئة وترك السكين من يده بهدوء ثم تنحنح وقال بأستغراب:-
-على أيه؟

-عشان انقذت حياتي
قالتها بأمتنان شديد مُدركة أن لولا وجوده ووصوله لها لأصبحت الآن فى مكان أخر، قرب "تيام" رأسه إليها وأتكئ بذراعيه على السفرة وبسبابته نقر على وجنته يطالب بقبلة منها مع شُكرها، نظرت إلى وجنته ولحيته مُطولًا ثم قالت:-
-تعرف بفكر فى أيه؟

ضحك وهو يعود بظهره للخلف من جديد وقال بسخرية:-
-تضربني كف!!

تبسمت بعفوية على إدراكه لما تريده وتفكر فيه، نظر إلى بسمتها بإعجاب رغم وجهها الملأ بالجروح لكنها ما زالت الفتاة التى أصابت حياته بالكثير من الفضول والإعجاب، خجلت "مسك" من نظرته وهى تأكل طعامها فأبتلعت لقمتها بتوتر شديد وقالت بعبوس:-
-أيه!! قوم أنزل

مط شفتيه بأستغراب شديد لكلمتها وقال مُندهشًا من هذه الزوجة:-
-أنا مش فاهمك، أول مرة أشوف واحدة تقول لجوزها ينزل للبنات والسهر

تبسمت بسخرية على كلمته ثم قالت:-
-لتكون فاكر أن ممكن أغير ولا أمنعك، أنا كان ليا شرط أنك متتدخلش فى حياتي وفى المقابل أنا كمان مش هدخل فى حياتك أعتبرني مش موجودة 

تنهد "تيام" بضيق من كلماتها وهى تخبره بأنها لا تكترث له ولا لأفعاله، وقف ليغادر من أمامها غاضبًا ليس منها بل من عقله الأحمق فهو أيضًا يرغب بالذهاب لكن عقله لم يتركه يفعل ذلك، كلما أقترب من فتاة رأي وجه "مسك" وحدها... أخبرته بأنها لا تعري أهتمام له فى حين أن عقله لا يهتم سوى بها ولا يعرف ماذا يحدث معه بسببها؟..

_______________________

تحدث "جابر" بثقة قائلًا:-
-أنا مندهش ... تيام عمره مقعد يومين على بعض من غير نزواته ودلوقت بقاله أسبوع مدخلش فى علاقة مع واحدة 

تأفف "زين" بغضب من الحديث عن "تيام" ثم قال بتهكم ساخرًا من هذا الرجل:-
-ليكون حب جديد!!

تبسم "جابر" بعفوية ثم جلس على الأريكة المقابلة لـ "زين" وقال بجدية:-
-مع أنك بتقولها بسخرية واضحة لكن مش بعيد، أنت مشوفتش قلقه وخوفه علي مسك أمبارح، بلاش مشوفتش أنه بدأ يهتم بالشغل... اه مبطلش شرب ولسه بيعرف بنات لكن محدش بيتغير مرة واحدة

رفع "زين" نظره إلى "جابر" بنظرة غضب ممزوجة بالقلق من بدء "تيام" فى التغيير ثم قال:-
-عايز تقول أيه؟

تنحنح "جابر" بهدوء ثم قال:-
-عايز أقول أن رغم تهوره وجوازه من دكتورة مسك المفاجئ لكن التهور دا جه لصالحه، قوتها وشجاعتها هم اللى هيغيروه تغيير جذري 

صمت "زين" مُستشاطًا غيظًا فتبسم "جابر" بعفوية على هذا العبوس وخرج من المكتب تاركًا "زين" خلفه...

________________________ 

أستيقظت "مسك" صباحًا على صوت هاتفها الذي يدق كثيرًا، رأت رقم "ورد" فأجابتها بتعب وصوت مبحوح:-
-ألو!!

أغلقت معها بعد أن طلبت "ورد" منها النزول، نزلت "مسك" للأسفل وبحثت عن "ورد" على الممشي الخشبي الممتد داخل البحر والمياه والأسماك أسفلها، كانت ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت أزرق وفوقه سترة بيضاء قطنية طويلة ومفتوحة تصل لركبتها، شعرها يتطاير مع نسمات الهواء القوية حتى رأت "ورد" تجلس هناك، جلست "مسك" جوارها بكسل شديد وخمول فى جسدها ثم قالت:-
-مصحيني على الصبح عشان أتفرج على البحر

ألتفت "ورد" وهي جالسة على حافة الممشي مُرتدية فستان أخضر طويل بقط وتطوي قدميها بعفوية ثم قالت بحماس:-
-لا عشان محتاجة تساعدينى

نظرت "مسك" إليها بأستغراب شديد وتساءلات كثيرة ضربت عقلها مُنتظرة بقية الحديث، تنحنحت "ورد" بتوتر خوفًا من هذه الفتاة التى لكمتها تسبق لسانها ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-أنا فكرت فى كلامك طول الأيام اللى فاتت وأقتنعت أن فى حد ثالث عايز يوقع بينهم، موصلتش لوجه الأستفادة له من كل دا، لكن فى حد ثالث

أومأت "مسك" لها بنعم ثم قالت بفضول أكثر:-
-كويس وبعدين؟

-إحنا لازم نخليهم يتصالحوا ويبطلوا خناق وضرب فى بعض، إحنا لازم نفوقهم عشان المجهول الشبح دا ميأذهمش أكثر من كدة
قالتها "ورد" بحماس شديد وعينيها تراقب ملامح وجه "مسك" الباردة بقلق ولا تصدر أى رد فعل حتى قاطعتها "مسك" بجدية صارمة:-
-كويس خطوة كويسة، بس مين إحنا؟

أشارت "ورد" بعينيها على "مسك" لتقهقه "مسك" ضاحكة بعفوية ممزوجة بالسخرية وقالت بحدة:-
-أنا وأنتِ .. أنتِ ليه بتتعاملي معايا على أنى فرد من العائلة المجنونة دى، طب أنتِ وخايفة على خطيبك لكن أنا مالي ما يكش يموتوا بعض 

قوست "ورد" شفتيها للأسفل بخذلان وحزن ثم قالت بجدية:-
-لا بقي أنتِ فرد من العائلة دى وأكثر مني كمان، أنتِ مرات تيام الضبع رسمي وقانوني لكن أنا مجرد خطيبة لزين يعنى لا قدر الله لو حصل حاجة وسابنى هيبقي ماليش أى علاقة بيهم نهائي.. 

وقفت "مسك" غاضبة من هذه الفتاة وحديثها ثم قالت:-
-طلعينى برا الموضوع دا

هرعت "ورد" خلفها بإصرار قوي حاسمة أمرها على موافقة "مسك" بالأكراه من أجل هذه العائلة وفض النزاع والحرب التى نشبت نيرانها بين هذان الرجلان مُنذ زمن، تحدثت بجراءة:-
-أسمعى بس أنتِ الوحيدة اللى بتقدري تقفي قصاد تيام وتتحديه، صدقينى لو جابر نفسه هيعرف يجبره على الصلح دا كنت طلبت منه لكن تيام مالهوش كبير لكن أنتِ غير يا مسك، أنا سلاحي فى السلام دا هو قوتك وجراءتك عشان أنجح فى السلام بينهم ... بعدين دا تيام جوزك

لم تتوقف "مسك" عن السير بل ظلت تكمل سيرها هاربة من إصرار "ورد" بغيظ يحتل عقلها ثم قالت:-
-لا يعنى لا يا ورد، أنا ماليش دعوة بكل دا وبعدين أنا مالي أنا كدة أو كدة ماشية وسايبه أتعب نفسي معاه ليه؟ وبعدين أنا ما بجتمعش معاه فى مكان واحد ألا بتقوم الحرب بينا 

مسكت "ورد" يدها توقفها عن الرحيل ثم نظرت إلى عينيها بترجي وقالت بلطف:-
-أرجوكي يا مسك، أنا مقدرش أشوف حد بيمكر لزين ولا بيفكر فى أذيته وأنا معرفش الى بيعمل كدة هدفه أيه أو عايز منهم أيه؟ وأعتبرها تمن حياتك اللى تيام وزين انقذوها 

تأففت "مسك" بضيق شديد وعينيها ترمق وجه "ورد" بغلاظة وأختناق من إصرار "ورد" التى عزمت أمرها على موافقة "مسك" بالقوة، كادت أن تتحدث حتى قاطعها صوت "سراج" من الخلف يقول:-
-دكتورة مسك

ألتفت "مسك" له بأندهاش من ظهوره هنا وقالت بتردد:-
-سراج!!

أخبرها بانه جاء لأخذها إلى والدها فتوقف عقل "مسك" عن التفكير و"بكر" الذي قتل أختها هنا وإذا ذهبت سيذهب خلفها حتمًا ولن يتغير شيء فى رحيلها، ما زالت لم تنتقم من قاتل أختها فقالت بغضب:-
-لا أنا مش همشي معاك

تنحنح "سراج" وأخذ خطوة نحوها وعينيه تحدق بقدميه ثم رفع نظره إلى "مسك" بهدوء وقال:-
-أنا معايا أمر مرجعش ألا بحضرتك حتى لو بالقوة، بلاش تجبرني أضطر لأستخدام القوة

أقتربت "مسك" خطوتها الأخيرة منه ورفعت حاجبها بغضب سافر من كلمته التى جرحت كبريائها ودهست على كرامتها ثم قالت بتهديد:-
-تقدر!! لو تقدر يلا خليهم يأخدوني غصب أو أقولك على طريقة أفضل خليهم يجبوني من شعري

رمقها "سراج" بقلق من مواجهتها فى القوة ثم قال بلطف:-
-أرجوكي يا دكتورة مسك، حضرتك أكيد مترضيتش لينا بالأذية، دا أمر

-بابا اللى أديك الأمر دا، هو أتبري مني وأنا المرة دى اللى بقولك أنى مش هرجع معاك
قالتها بجدية صارمة، أشار "سراج" إلى رجاله بأن يأخذوها بالقوة وهو لا يملك خيار أخر، أقترب رجلين منها لتلكم وجه أحدهما، توقف الجميع عما يفعلوا عندما رأوا هذا المشهد وبدأوا يتشاهدون..
كان "تيام" جالسًا مع عميل يتحدث معه عن رحلة ترفيهية سُتقام فى القرية تحت أشرافه حتى رأي رجال الأمان يركضون بذعر فشعر بأنقبض قلبه وأن هذا الركوض خلفه "مسك" حتمًا، ركض معهم إلى الميناء ومكان صفوف السفن والمراكب ليري رجال قربها ويحاولون أخذها بالقوة، هرع نحوهما وأبعد الرجل عنها ثم وقف بالمنتصف وهى خلفه عندما رأى وجه "سراج" وتذكره فورًا هو نفس الشخص الذي نقل لها خبر وفأة "غزل" فقال بحزم:-
-فى أيه؟

-دكتورة مسك!!
قالها "سراج" بجدية لتصرخ به بانفعال شديد وهى تقف خلف "تيام" ثم قالت:-
-مش هجي معاك، أنا مش عايزة أرجع.. أنا هفضل هنا مع جوزى

فهم "تيام" الأمر من حديثها وقال بجدية غاضبًا من هؤلاء الذين جاءوا لأخذها بالقوة:-
-أنت عايز تأخذ مراتي ليه متجوزة من أمك

جز "سراج" على أسنانه بغضب سافر من طريقة حديث "تيام" الصارمة وقال بهدوء كاتمًا غضبه:-
-دا أمر

ضرب "تيام" كتفه بسخرية وقال بتحدٍ:-
-على نفسك، يكش تكون فاكر أنك هتيجي ساحبلي وراك رجال وهتأخدها كدة عادى، نصيحة مني خذ الـ ... الرجال خلينى محترم للأخر وأخلع من هنا بدل ما أخذكم برابطة المعلم كدة على قسم وبتهمة خطف أنثي.. يلا يا بابا يلا يا حبيبي ورينى طولك كدة وأنت ماشي

نظر "سراج" إلي "مسك" التى تبسمت إليه بأنتصار شديد ووقوف "تيام" فى مواجهته ثم خرج من القرية واتصل بـ "غريب" يخبره بما حدث، ألتف "تيام" إليها ورأي بسمتها فقال ببرود:-
-ما تبطلي دراعك اللى سابق لسانك كدة، أنتِ بقيت ماركة مسجلة هنا فى البلطجة... عيب أنتِ انثي مع انك...

نظر إليها من الرأس لأخمص القدم بسخرية من ملابسها ثم قال:-
-مع أنك متعرفيش حاجة عن الأنوثة ومسترجلة فى نفسك كدة أكثر مني

ضربت قدمه بركلتها غيظًا من كلماته الحادة، تألم "تيام" من ركلتها القوية فقالت:-
-عشان تتعلم تسترجل شوية وأنت بتتكلم معايا وأحمد ربنا أني أستخدمت رجلي مش أيدي

تبسمت "ورد" مما تراه وتحدي "مسك" له لتدرك بأنها أحسنت أختيار شريكتها فى هذه المهمة ولن تتوقف حتى تقنع "مسك" فى مساعدتها، غادرت "مسك" من أمامه مُستشاطة غضبًا من كلمته لتهرع "ورد" ركضًا وراءها....

_______________________ 

أستيقظ "بكر" صباحًا يمطي جسده بتكاسل فشعر بشيء أسفل يده، نظر ليجد رصاصة نارية، فزع من فراشه من وجود رصاصة على وسادته وينظر لها بخوف شديد حتى قاطع هذا الخوف أتصال وارد على هاتفه من رقم مجهول، وضع الهاتف على أذنه وقال بقلق:-
-ألو

أتاه صوت "تيام" القوي يقول بجدية وتهديد:-
-عجبتك هديتي؟

نظر "بكر" إلى الرصاصة التى فى يده بصدمة وتنهد بأختناق سافر ثم سأل بحدة:-
-أنت اللى دخلت اوضتي

قهقه "تيام" بسخرية من غباءه وقال بتهكم شديد:-
-ههههه وهو مين اللى هيعرف يدخل أوضتك غيري... المرة دي أنا سبتهالك تشوفها المرة الجاية اللى هتقرب فيها لمسك مش هتعرف تشوفها عشان هتكون فى رأسك أو قلبك أيهما أقرب

جز "بكر" على أسنانه وقال بمكر:-
-أنت قد اللى بتعمله دا؟

أومأ "تيام" إليه بثقة وقال ببرود قاتل أكثر من رصاصته:-
-لو مكنتش قده مكنتش عملته.. جرب تقرب لمسك حتى لو صدفة وهتشوف اللى أنا قده أيه

أنهي "تيام" الأتصال بعد أن ترك تهديد واضح إلى "بكر" يحذره من الأقتراب من "مسك" زوجته، أستشاط "بكر" غيظًا من فعلته وألقي بالرصاصة بعيدًا..... 
________________________ 

تحدث "متولي" مع فتاة خارج مكتب "زينة" وقال بحزم:-
-يعنى أيه مش عارفة؟ أمال أنا دفعتلك ليه؟

رفعت الفتاة عينيها بضيق إليه وقالت بغضب من فشلها:-
-أعمل أيه بقولك مبصش فيا بصة واحدة وقالها لي صراحةً كدة أنا متجوز

ألتف "متولي" بحذر ينظر حوله غيظًا ثم قال بضيق شديد:-
-يعنى تيام جه على أيدك وتاب 

رفعت "ليلة" أكتافها بلا مبالاة وقالت ببرود:-
-لا وأنت الصادق دا على أيد مراته، البنات كلهم بيقولوا أن مفيش واحدة بقيت بتطلع معه الأوضة وبقي ينزل يشرب كأسين ويمشي لوحده 

مسكها "متولي" من ذراعها بقسوة يجذبها إليه ويده تضغط عليها وقال بحزم:-
-بقولك أيه يا ليلة، الهري اللى بتهري فيه دا ميخصنيش، متقنعنيش أن تيام بيه على سن ورمح تاب وفجأة مبقاش عايز ستات، أنا مش طالب منك المستحيل .. أنا عايز شوية صور له 

تأففت "ليلة" بغيظ شديد من جحود هذا الرجل الخبيث ثم دفعت يده بعيدًا عنها وقالت بضيق:-
-ماشي هحاول تاني

أومأ إليها بنعم وتركها لكي تغادر قبل أن يراها أحد معه ودلف إلى مكتب "زينة"، كانت تباشر عملها فى صمت وتركيز شديد حتى ولج "متولي" رفعت عينيها به وقالت:-
-إن شاء الله ما تكونش بتخطط لحاجة تانية من ورايا

تبسم بمكر شديد وقال بعفوية:-
-مقدرش يا ست الناس، أنا بس عايز مصلحتك ومش عاجبنى أنك تفضلي تحت وناس تانية هى اللى بتعلي فوق

-أنا عاجبنى مكاني كدة وإياك يا متولي تعمل حاجة كدة ولا كدة ولا تفكر تلعب بديلك من ورايا تاني ورحمة أمي لأقطعهولك بأيدي
قالتها بلهجة قوية وعنف ليؤمأ إليها بنعم، عادت بنظرها إلى التابلت الموجود أمامها وقالت بتمتمة:-
-أنا شوفت على أيدك ضحك ووشوش التماسيح وعرفت أن مش بس الدموع اللى في منها دموع تماسيح

تنحنح بحرج من كلماتها لتقول:-
-عارف لو فكرت تقرب من ورد تاني هعمل فيك أيه؟ هشيل رأسك من على أكتافك يا متولي

أومأ إليها بنعم بخوف من غضبها وتهديدها عندما وضع يديه على رقبته وقال بتوتر:-
-أبدًا والله ما هقرب من أنسة ورد تاني نهائي

هزت رأسها بنعم وأشارت له بأن يغادر بينما أكملت هى عملها....

________________________ 

خرجت "مسك" من غرفتها بتوتر شديد وأرتباك يسيطر على كل أطرافها تبحث عنه بنظرها فسألت "طاهرة" بتوتر:-
-مشوفتيش تيام

أشارت لها على الشرفة وهو يجلس هناك، نظرت "مسك" عليه وقالت بلطف:-
-أعملي نسكافيه

ذهبت إليه ووقفت قربه بحرج لا تعلم ماذا تفعل هنا ثم قالت:-
-ممكن أقعد، عايزة أتكلم معاك

رفع حاجبه إليها بأندهاش وأشار بسبابته على صدره ثم قال بلهجة صادمة وحازمة:-
-مين أنا؟ أتفضلي مش عادتك

جلست على المقعد المجاور له بتوتر وتتحاشي النظر إليه بحرج تحاول أن تجمع كلماتها فى جملة مُفيدة تتفوه بها، تابعها "تيام" بنظراته مُنتظر أن تتحدث كما قالت لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة وتفرك أصابعها معًا بتوتر وقدميها تهتز بقوة ليقول بجدية:-
-أيه المُربك أوى كدة، الموضوع محتاج كل التوتر دا

رفعت نظرها إليه بهدوء ثم قالت:-
-أنا ! ... بص بصراحة كدة أنا جاية أتكلم معاك فى موضوع شخصي هو يخصك لوحدك وميخصنيش ولا العلاقة بينا تسمح أني أتخطي الحدود وأتكلم فيه بس مضطرة

أومأ رأسه بنعم مُتسائلًا بنظراته التى ترمقها بأهتمام بعد كلماتها عن هذا الحديث وقال:-
-اللى هو؟، أتكلمي من غير مقدمات

-زين

قالتها بأرتباك شديد بعد أن رفعت نظرها به، وقف من مقعده بغضب سافر بعد ذكر أسم "زين" وقال بغضب مكبوح لا يرغب بأطلقه بها:-
-متتكلميش ومين اللى سمح لك أنك تتخطي الحدود دى ها

وقفت هى الأخري وسارت خلفه حتى وقفت أمامه تحدق بوجهه وقالت بجدية دون خوف من رد فعله:-
-للأسف مكنتش أحب أتخطي الحدود دى لكن هم اللى دخلوني فى الموضوع وبقيت طرف فيه غصب عني

عقد حاجبيه مُستغربًا كلمتها وقالت بتساؤل:-
-هم!! هم مين؟

أبتلعت لعابها بتوتر ثم قالت بحزم:-
-اللى بيحاولوا يوقعوا بينكم... مسألتش نفسك مين اللى بيحاول يقتلك  ولبسها لزين وبعدها عمل اللى عمله فى ورد ولبسها فيك عشان توقعوا فى بعض، مين اللى ممكن يخطفنى أنا وورد وإحنا مالناش عداوة مع حد... ماشي يمكن أنا ليا عداوة مع بكر لكن ورد البنت البريئة الطيبة مين ممكن يعاديها، اللى عمل كدة حد عايز يفرقكم أكتر خطف خطيبته ومراتك وأنت شوفت بنفسك اللى كان هيحصل

حك "تيام" جبينه بغضب شديد من كلماتها ثم قال بتهكم:-
-بكر

-بكر عايز يأذينى أنا، لا عايز يأذيك ولا يأذي ورد ولا يعرف زين...  أنا بس، تيام ركز اللى هجموا عليك يومها كانوا عايزين يقتلوك أنت ومحدش أهتم لوجودي، اللي عمل كدة مستحيل يكون بكر.. أه هو اللى حاول يتهجم عليا فى السفاري لكن وقتها أنا كنت لوحدي كان قاصدني أنا لأن أنا عدوته لكن باقي اللى بيحصل مش بكر، مين اللى هجم علينا هنا وقدر يطلع الجناح الملكي، أنت بنفسك قولت لزين أنهم من طرف اللى عمل فى ورد كدة يعنى أنت من جواك واثق أنه مش زين ، فى حد قاصد فعلًا يفرقك عن زين وبيخلق عداوة بينكم

قهقه ضاحكًا على حديثها الجاد ثم قال بسخرية:-
-دا على أساس أن إحنا عاشقين بعض فى الضلمة فالشبح الغامض دا جاي يفرقنا.. ما العداوة موجودة

أقتربت "مسك" نحوه بهدوء شديد وعينيها ترمق عينيه بجدية مباشرة ثم قالت:-
-وهو بيستغل دا وعاملكم لعبة فى أيده، مش شايف أنكم محتاجين تتحدوا عشان تعرفوا مين دا ولا هتستنوا لما تخسروا أكثر، معتقدش أن فى أكثر من اللي ورد خسرته هتستني لما تخسر حياتك ولا أن أنا أحصل ورد ما هو مش كل مرة هتسلم أنا مش الرجل الحديدي اللى مفيش حد بيهزمه

أخذ وجهها بين يديه بقلق شديد من ذكر هذه الفكرة، مجرد فكرة أصابتها أرعبته وحدق بعينيها بقلق وقال بجدية:-
-متقوليش كدة، أنا مش هسمح بدا أبدًا

أبتلعت لعابها بأرتباك شديد وخمدت ثورة غضبها لتشتعل ثورة أرتباكها وقشعريرة جسدها عندما لمسها ورأت الخوف والقلق فى عينيه، ظلت تتطلع بعينيه بحيرة وقشعريرة جسدها تزيد من توترها فقالت بخفوت:-
-تيام أرجوك فكر فى كلامي، علي الأقل عشان حياتك المهددة بالخطر

ظل ينظر بعينيها الرمادتين وصدق نبرتها ونظراتها لكنه لا يثق بـ "زين" ولا يرغب فى الأقتراب منه بل لن يتحمل البقاء معه فى مكان واحد، مجرد ذكر اسمه يفقده أعصابه وهى تريد أن تصحح العلاقة بينهما، تحدث بنبرة خافتة ثم قال:-
-أنا مقدرش أتحمله محتاج أشرب لحد ما أتصطل عشان بس أتحمل سماع أسمه

أبعدته عنها بغضب شديد من كلماته عن السُكر ثم قالت:-
-حتى فى عز اللى بنتكلم فيه كل اللى همك الشرب، أنت مستحمل نفسك كدة أزاى

جز على أسنانه بغضب سافر وقد تحولت نيرانه الدافئة إلى نيران غضب منها تأكل بصدره فقال بإقتضاب:-
-زى ما أنتِ متحملة رجولتك كدة

رفعت يدها أمام وجهه كي تصفعه لكنها توقفت وجزت على شفتها بأسنانها وقالت بغيظ قاتل:-
-أنا غلطانة أنى جيت أتكلم مع واحد زيك وأعتبرتك راجل

ألتفت لكي تغادر من أمامه لكنها صدمت عندما عانقها "تيام" من الخلف بقوة وذراعيه تحيط بجسدها وذراعيها، يحكم تحركاتها ووضع رأسه على أكتافها فصرخت به بأنفعال شديد:-
-أنت ناوي على موتك على أيدي!!

أغمض عينيه بأستسلام لدفئها ووجودها بين ذراعيها.. هذا العناق الذي جعله يلعن جميع النساء ويرفض دخول أى امرأة أخرى إلي ذراعيه بعدها ليقول بنبرة هامسة قرب أذنيها:-
-بلاش أشرب لحد ما أتصطل ممكن حضن واحد منك وأتحمله لساعة واحدة

أتسعت عينيها على مصراعيها وأنتفض قلبها من محله من حديثه، أيرغب أن تعطيه حضنًا كل ساعة لكي يتحمل "زين"، أبتلعت لعابها بتوتر شديد من تشبيهه لحضنها بالشراب الذي يُسكره حتى يفقد وعيه، أدارها "تيام" بيده ليحدق بعينيها وذراعه الأخر يحيط بظهرها، رفع يده إلى وجنتها لتبعد "مسك" رأسها للخلف بتوتر وأحمرت وجنتها خجلًا من قربه هكذا، تبسم بلطف ويده تلمس وجنتها بحنان يستكشف نعومة بشرتها وقال بنبرة خافتة:-
-حضن واحد يا مسك وأستحمله عشانك... أعتبره حضن أخوي يا ستى

دفعته بعيدًا عنها بقوة تعود لوعيها قبل أن تلين بين ذراعيه ونظرات عينيه العسليتين يُربكوها أكثر فقالت بغيظ شديد:-
-حضن!! وشوية شوية تطلب حاجات تانية.. أنت حر مش عايز تصالحه ما تصالحهوش لكن إياك تقرب مني تاني وياريت تحافظ على مسافة متر بينا 

غادرت من أمامه غاضبة من تصرفه ودلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب بسرعة، وقفت خلف الباب خائفة ومُرتبكة من هذا العناق ووضعت يديها على وجنتيها بتوتر تشعر بحرارة جسدها المرتفعة من حمرة وجنتيها خجلًا والغضب يفتتها من الداخل بسبب قربه وتجرأه على لمسها...
جاءت "طاهرة" بكوب النسكافيه من أجلها ليأخذه "تيام" ويشربه هو مٌبتسمًا على قوتها ورفضها له، كان يعلم بأنها سترفض عناقه لذا شرطه عليها كأنه وضع شرطًا مستحيلًا لها حتى يستحيل له قبول معاهدة السلام بينه وبين "زين" ....

______________________ 

دلفت "ورد" خلفه إلى المكتب غاضبًا من رفضه وتقول بتذمر:-
-وبعدين معاك يا زين؟ هو أنا بقولك حبه أنا بقولك أتصالح معه وتقعدوا تفكروا سوا 

ركل "زين" مقعد مكتبه بقدمه بغضب شديد من حديثها وعرضها للسلام مع "تيام" وقال:-
-لا يا ورد، لا تيام لا ... دا مش لا بس دا مستحيل على جثتي

أقتربت "ورد" منه بهدوء وقالت بفزع على كلماته:-
-ألف بعد الشر عليك يا حبيبي، أنا خايفة عليك يا زين، إحنا منعرفش الخطوة الجاية أيه؟

تأفف "زين" بنبرة غليظة ثم قال بجدية:-
-قولتلك لا يعنى لا يا ورد، أنا مش عاجز ولا ضعيف عشان أقبل بمساعدة منه

أخذت يده فى يدها بلطف وقالت بنبرة ناعمة تتسلل إلى قلبه:-
-مين قال أن حبيبي عاجز ولا ضعيف ، أنت قوي وشجاع لكن شجاع لما تكون عارف مين عدوك مش وهو مجهول واقف يتفرج عليك وأنت متعرفهوش

صمت "زين" وعينيه ترمقها بوجه عابس غاضب فتبسمت "ورد" إليه بلطف ليتأفف بضيق ويسحب يده من يدها غيظًا....

_______________________ 

فتحت "مسك" عينيها فى منتصف نومها لتخرج منها صرخة قوية عندما رأته فى غرفة نومها.. وضع يديه على فمها بقوة يمنع صرختها وعينيه ترمقها.....

تعليقات



<>