أخر الاخبار

رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل السابع7والثامن8 بقلم نسمه مالك


 رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل السابع7والثامن8 بقلم نسمه مالك

..اشرقت شمس صباح جديد..
بمنزل محمد ونجوى..
محمد:بستغراب..انتى لسه مجهزتيش يا ام هبه..
نظر بساعه يده..الساعه داخله على 8 ونص هتتأخرى على شغلك..
نجوى:بتنهيده..مش هروح انهارده..التمعت عيونها بالدمع..
انا تعبانه ومنمتش طول الليل..
اقترب منها محمد بلهفه ووضع يده على جبهتها يتفحص حرارتها وبقلق تحدث..
محمد:تعبانه من ايه..ولا حاسه بأيه يا نجوى..
نجوى:ببكاء..بناتك اللى تعبونى وهيشلونى يا محمد..
نظرت له بشرار..
الكبيره انت وافقتها تطلق من جوزها اللى كان مهنيها ومغرقها فلوس..
والصغيره انت برضو جوزتها واحد فقير دقه مقعدها مع الفراخ بتاعه امه فوق السطح..
محمد:بهدوء..يا نجوى استهدى بالله وفكرى فى مصلحه بناتك قبل اى حاجه..
نجوى:بغضب..مصلحه بناتى؟!!..بكت بنحيب..
وهو انا بفكر فى حاجه غير مصلحتهم يا محمد..
اغمضت عيونها لتنهمر دموعها بغزاره على وجناتيها..
عايزه اكون مطمنه عليهم..نظرت له بأسف..احنا مش هنعيش لهم طول العمر ودول بنات لازم تبقى كل واحده فى حمى راجل يصونها ويحافظ عليها..
اخذ محمد نفس عميق يحاول به تهدئه وتيره غضبه من حديثها..وبتعقل تحدث..
محمد:استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..نظر لها..
يا ام هبه بناتك فى حمى و حفظ الله..
وانا عندى يقين بالله ان ربنا اختار لهم الصالح..
سواء فى طلاق هبه من سيف..
او جواز حبيبه من ايوب..
نجوى:ببكاء..صالح ايه بس بعد ما بنتى اطلقت وسابت ابنها وكل حقوقها لجوزها ورجعتلى بطولها..
بحنان..مسح محمد دموعها وببتسامه تحدث..
محمد:احمدى ربنا ان بنتك رجعتلنا يا نجوى..
مش احسن ما كانت تفضل على زمته وترجعلنا جثه..
نجوى:بشهقه..جثه؟!..ابتلعت ريقها بصعوبه وبخوف اكملت..
قصدك ايه يا محمد..
محمد:بحزن..اقصد ان بنتك استحملت كتير اوى من جوزها..
انتى ناسيه لما كانت تغيب علينا وكنا نروحلها فجأه نلاقيها مضروبه والضرب معلم فى وشها..
ومش راضيه تيجى عندنا غير لما اثار الضرب تروح..
ربط على كتفها..
بنتك جت على نفسها ومجتش فى يوم تشتكى من جوزها ومحافظه على سرها..معنى كده انها كانت باقيه على العيشه معاه..لكن هو عمل حاجه جرحتها بالقوى لدرجه انها فضلت الموت ولا انها تفضل على زمته..
همت نجوى بالرد عليه..
لكن طرقات على باب الغرفه قطعت حديثهم..
لوه نجوى فمها اكثر من مره وبسخريه تحدثت..
نجوى:ادخلى يا مطلقه..
بغضب عارم نظر لها محمد وبتحذير همس..
اياكى تنكدى على البت يا نجوى..كفايه اللى هى فيه..
ببتسامه رقيقه تخفى بها حزنها وألمها من جمله والدتها التى اخترقت قلبها قبل اذنها..خطت هبه لداخل الغرفه..
اقتربت من والدها وقبلت يده بحب..
هبه:صباح الخير يا بابا..اقتربت من والدتها وقبلت يدها ايضا..صباح الخير يا ماما..
محمد:ببتسامه..صباح الخير يا بنتى..اقترب منها وربط على ظهرها بحنان..طمنينى عليكى يا حبيبتى عامله ايه انهارده..
هبه:ببتسامه متألمه..الحمد لله يا بابا..واحده واحده وبأذن الله هبقى كويسه..اطمن يا حبيبى..
هبت نجوى واقتربت منها وقفت امامها تتفحص ثيابها بعنايه وبحاجب مرفوع تحدثت..
نجوى:اممم..ورايحه فين على الصبح كده يلى هتبقى كويسه؟!..
هبه:بحترام..بعد اذنك يا بابا انا رايحه كليتى وبعد الكليه ان شاء الله هروح لحبيبه اطمن عليها واباركلها..
نجوى:بغضب..كليه ايه وحبيبه مين..امسكت وجناتيها بين أصابع يدها بعنف..انتى يا بت انتى جبله مبتحسيش..
اسرع محمد وبعدها عنها وتحدث بعتاب..
محمد:يا نجوى ليه كده بس..دا بدل ما تشجعيها وتقويها انها تكمل كليتها..
نجوى:بصرامه..مش لما نشوف هنعمل ايه فى موضوع طلاقها وابنها اللى بعيد عن حضنها ام كليه دى..
نظرت لهبه وضحكت بسخريه..
هه يلى عايزه تباركى لاختك على جوازتها السوده..
امسكت معصم يدها وضغط عليه بعنف شديد كادت ان تهشم عظام هبه ومن اسفل اسنانها اكملت..
 كليه ايييه اللى تروحها وانت لسه مطلقه امبارح يا شملوله..
حرك محمد رأسه بيأس من تصرفات زوجته وجذب يد ابنته من يدها وسار بها للخارج وبستعجال تحدث..
محمد:انا همشى علشان اتأخرت على الشغل..
نظر لابنته..تاخير بتأخير تعالى معايا يا هبه هوصلك كليتك وبعدين هبقى اروح شغلى..
نهى جملته وسحب ابنته نحو الخارج بخطوات شبه راكضه..
تاركا زوجته تشتعل غيظا وغضبا..
وبأصرار همست بسرها..
نجوى:لازم ارجعك لجوزك واخليه يردك يا هبه..
التمعت برأسها فكره فبتسمت بتساع وبفرحه اكملت..
هقوله ياخد ابنه ويسافر وهى لما تعرف اكيد هتجرى وراهم وتخليه يردها علشان تسافر مع ابنها..
اعجبتها فكرتها الحمقاء التى ستدمر بها العلاقه بين سيف وهبه اكثر..وحسمت امرها بتنفيذها..
.........................................
..بمنزل ايوب وحبيبه..
..حبيبه..
بلهفه..تبحث عن ايوب..
تتحسس الفراش الصغير جوارها..فلم تجد سوا الفراغ حليفها..
بفزع اعتدلت جالسه وفتحت عيونها على اخرهم وبدأت تنظر حولها تبحث عنه بنظرات مجنونه..
لتقع عيونها على كرسيى صغير بجوار سريرها موضوع عليه طبق صغير به ساندوتش وكوب من عصير البرتقال الطازج..
تنهدت بحب واسرعت نحو الطبق حين لمحت ورقه صغيره بجوار الكوب..
امسكتها وفتحتها بلهفه وبدأت تقرأ محتواها ببتسامه عاشقه..
..صباح الورد على عيون حبيبه أيوب..
بفرحه وتفاجئ وعيون دامعه مزهوله تنظر لما يفعله لها..
يغرقها بحنانه وحبه الصادق..
يتفهم خجلها منه ويتعامل معها بمنتهى الصبر والحب الشديد..
عضت شفاتيها بخجل حين تذكرت ليلتهم الأولى كزوجين..
لم يتركها تبتعد عن حضنه..
ولم يجبرها عليه رغم ثوره مشاعره التى تراها وتشعر بها وهى بين حنايا صدره..
هو مكتفى بأقل القليل منها..يتكفى بجودها معه..
يكفى عنده انها اصبحت زوجته حتى ولو على الورق..
بلهفه..امسكت هاتفها ودونت رقمه المكتوب بالورقه وضغطت على زر الاتصال..
وضعت الهاتف على أذنها وحبست أنفاسها تنتظر بشتياق أستماع صوته لأول مره بهاتفها..
تنهدت بحب حين اتاها صوته الرزين..
ايوب:السلام عليكم..
حبيبه:بعشق..وعليكم السلام يا حبيبى..
ابتسم هو بعشق وبهمس تحدث..
أيوب:صاحيه بدرى ليه كده..
حبيبه:قلقت لما مش لقيتك جنبى..عبست بملامحها..
نزلت فين بدرى كده..
منفصل هو عن العالم بصوتها الحنون الناعس الذى يبعثر مشاعره وبأعجاب همس..
أيوب:صوتك حلو اوى يا حبيبه..
حبيبه:بخجل..انت احلى يا حبيب حبيبه..
هم أيوب بالرد عليها لكن قطع حديثه احدى العمال..
العامل:اتفضل يا أسطى أيوب الصنيعيه جاهزين ..
سار ايوب برفقته وبستعجال همس لحبيبه..
ايوب:انا بتفق على شغل ساعه زمن واكون عند بأذن الله..
واه ابقى حطى اكل للطيور انا حطتلهم بس مش كتير علشان انتى تحطلهم وياخدو عليكى..
حبيبه:حاضر عنيا هحطلهم الاكل واخلى بالى منهم..
خلى بالك انت بس من نفسك..فى رعايه الله يا حبيبى..
اغلقت معه واحتضنت هاتفها بكل قوتها..
وبعشق شديد همست بسرها..بحبك اوى يا ايوب..
ابتسمت بفخر..أقصد بحبك اوى يا دكتور ايوب..
التمعت الدموع بعيونها حين تذكرت حديثه معها وكيف عانى وكافح حتى ينهى دراسته بكليه الطب..
..فلاش بااااااااااااااااك..
تجلس حبيبه بجوار ايوب ارضا..
تنظر له ببتسامه عاشقه وتستمع له بهتمام شديد..
ممسك هو بيدها الصغيره بين كفين يديه القويتين..
ينظر لعيونها بهيام تارا..ويتأمل ملامحها تارا اخرى وبهدوئه المعتاد تحدث..
ايوب:ها بقى عايزه تعرفى عنى ايه بالظبط يا ست البنات؟؟..
ابتسمت حبيبه بتساع وبحماس تحدثت..
حبيبه:عايزه اعرف كل حاجه عنك يا ايوب..
تحولت نظرتها العاشقه لأخرى منبهره..
ازاى قدرت توفق بين شغلك ودرستك..خصوصا ان كليه طب دى كليه صعبه جدا..نظرت له باخراج..احححم ومصاريفها غاليه جدا جدا..صرخت فجأه..وقولى صحيح انت هتبقى تخصص ايه؟؟!..
أمسكت يديه بكلتا يدها وضغطت عليهم برفق وبرجاء اكملت..احكيلى يا ايوب علشان خاطرى كل حاجه..
ايوب:ببتسامه..عيونى يا قلب ايوب..
اعتدل بجلسته مستند بظهره على الحائط خلفه وجذبها داخل حضنه..
ويده تمسد على ظهرها وشعرها بحنان بالغ..
اخذ نفس عميق وبدأ يقص لها كل ما مر به..
فعلا زى ما قولتى يا حبيبه..كليه الطب صعبه جدا ومصاريفها كتير..ولأنى مكنتش هبقى حمل مصاريفها هى وأخواتى..
ربنا الهمنى بفكره وقولت هجربها يا صابت ويا خابت..
ضمته حبيبه بكل قوتها وبصوت خافض همست..
حبيبه:فكره ايه يا بيبو؟!..
قبل ايوب شعرها بعمق واكمل ببتسامه رضا..
أيوب:قولت شغلى هيبقى قصاد انى أكمل تعليمى..
ابتعدت عنه حبيبه ونظرت له بستغراب وبعدم فهم تحدثت..
حبيبه:ازاى يا ايوب؟!..
ايوب:بأسف..انا دخلت اولى طب وانا عندى 23سنه يا حبيبه..كنت وقتها بقيت صانيعى درجه اولى سباكه وكهربا وكمان نجار مسلح..
اول يوم ليا فى الكليه روحت للعميد..وقولتله كل ظروفى بمنتهى الصراحه..وهو مشكورا عرض عليا مساعده لكن انا مقدرتش اقبلها..وقولتله انى هشتغل اى حاجه وكل حاجه فى الجامعه ولدكاتره الجامعه كمان مقابل تعليمى وحضور السكاشن وكمان الكتب والمراجع اللى الدكاتره بتكتبها وتبعها للطلبه بالاجبار والا تشيلهم الماده..
أبتلعت حبيبه ريقها بصعوبه وبألم حاد لأجله هو همست..
حبيبه:ووافق يشغلك؟!..
ايوب:بنفس راضيه..الحمد لله ربنا وقفلى ولاد الحلال وبقيت سباك وكهربائى الجامعه وعملت شغل لكل الدكاتره اللى درسولى وكنت بحاسبهم بما يرضى الله..لحد ما ربنا من عليا من فضله وخلصت كليتى بأعلى تقدير وبأذن الله ناوى اتخصص جراحه قلب..تنهد بشتياق واكمل بعيون لامعه بالدمع..علشان أقدر أطمن بنفسى على قلب ام ايوب لما ترجعلى بألف سلامه بأذن الله..
بشرود..تنظر له حبيبه..ملتزمه الصمت..
ظاهر على وجهها الصدمه والألم..
ولكن النظره الاكثر ظهورا..
الانبهار..منبهره به..بما فعله ليحقق احلامه التى كانت هى احدهم..بل اساسهم..
ببطئ هبطت دموعها على وجناتيها..
ورفعت يدها امسكت وجهه بين يديها تتأمل ملامحه بعشق شديد..
لتنهمر دموعها بغزاره أكثر..
بلهفه..أسرع أيوب برفع يده لوجناتيها ومسح دموعها بحنان..
لتزداد هى حده شهقاتها..
نظر لها بعتاب وبالم تحدث..
ليه بس الدموع دى كلها يا حبيبه؟!..
بنحيب..
تبكى حبيبه..
دموعها تهبط على وجناتيها بغزاره..
صوت شهقاتها يمزق قلب زوجها..
تنهد أيوب بألم حاد واقترب منها انتشلها داخل حضنه يضمها بكل قوته..
يده تربط على شعرها وكافه ظهرها بحنان بالغ..
وبرجاء تحدث..
كفايه عياط علشان خاطرى يا حبيبتى..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين يديه..
ينظر لها بعشق وعيون تلتمع بالدمع وبمزاح اكمل..
انتى بتعيطى من دلوقتى يا حبيبه..
ضمها لصدره وربط على كتفها بقليل من العنف المحبب..
اجمدى يا بيبه اللى جاى علينا اصعب..
ابتعد حبيبه عن حضنه وبدات تمسح دموعها بظهر يدها وببكاء طفولى تحدثت..
حبيبه:مش هيكون اصعب من اللى انت شوفته يا حبيبى..
رفعت يدها وملست على وجهه وبهيام وانبهار ودموع غزيره تهبط من عيونها لا اراديا اكملت..
انت مافيش زيك يا ايوب..بكت بنحيب اكبر..
اللى يدخل كليه الطب..كليه القمه زى ما بيقولو..
ويبقى صريح ويقول للدكاتره اللى بيدرسوله بكل فخر انه صنايعى ويقبل يشتغل سباك وكهربائى فى الكليه مقابل شرا الكتب وحضور السكاشن..
ويرفض ياخد اى مساعده من اى مخلوق بدون مقابل..
يبقى احسن راجل فى الدنيا كلها..
ضمها ايوب مره اخرى داخل حضنه وبدموع تحدث..
ايوب:الحمد لله..ربنا وقف جنبى وسهلى أمورى بدعوات امى ليا يا حبيبه..
ظل محتضنها فتره ليست بقليله..
كلا منهم يستمد قوته من الاخر..
على مضض ابتعد عنها ونظر لها بعبوس وتحدث بأسف..
ايوب:احنا دلوقتى منحتكمش على قرش يا حبيبه..
يعنى لازم انزل اشتغل بأيدى على ما ربنا يكرمنى واشوف هقبل فى الجيش ولا هاخد اعفى وادور على وظيفه..
ولحد ما ربنا يفرجها و ألاقى شغل بشهادتى هنفضل هنا وباذن الله من بكره انا هنزل اسعى على اكل عيشى..
نظر لعيونها بعشق وببتسامه اكمل..
عندى يقين بالله يا حبيبه ان ربنا هيقوينى وهيكرمنى من وسع علشانك انتى وامى..
حبيبه:بعشق..باذن الله يا حبيبى ربنا هيرضيك ويرضى عنك..
قبل ايوب باطن يدها بعمق وبعشق اشد همس..
ايوب:هو الحمد لله رضانى فعلا..نظر لعيونها بهيام..
رضانى بيكى انتى يا حبيبه ايوب وبقيتى مراتى حلالى ودا عندى بالدنيا كلها..
..نهابه الفلاش باااااااااااااك..
انتبهت من شرودها على صوت الطيور العالى جدا..
شهقت بخضه واسرعت بالركض نحوهم وبعتاب همست لنفسها..اخس عليكى يا حبيبه..اتاخرتى عليهم بالاكل..
تنهدت بحب..اه يا ايوب شغلت عقلى وقلبى اكتر حتى بعد ما بقيت مراتك..
................................................
..اميريكا..
بأحدى المستشفيات الخاصه لجراحه القلب والاوعيه الدمويه..
داخل غرفه العنايه المركزه..
هناك أم تدعى لابنها وهى بين الوعى واللاوعى..
بل عذرا بين الحياه والموت..
كلما استردت وعيها قليلا..
تردد أسم ابنها دون توقف..
بل تدعو له برجاء وتوسل من صميم قلبها..
ولما لا وهو ابنها البار بها..
ابنها التقى ذو قلبا نقى الذى يستحوذ حبه على قلبها..
واخيرا..بدأت تستعيد وعيها رويدا رويدا وببكاء همست..
زينب:أيوب يا ضنايا..وحشتنى يا حبيبى..
هبطت دموعها ببطئ..تعالى يا ايوب انت فين يا قلب امك..
بجوار سريرها يقف ابنها ايمن وزوجته بثياب التعقيم الخاص بالعنايه..
بستغراب نظرت له زوجته وتحدثت بتسائل..
ليان:مين ايوب يا ايمن اللى طنط بتنادى عليه على طول دا؟!!..
ظهر التوتر والقلق على وجه ايمن..استطاع اخفائهم سريعا وبحزن مصتنع تحدث..
ايمن:ايوب دا يبقى أخويا الكبير..
بتفاجئ نظرت له زوجته وبزهول تحدثت..
ليان:أخوك؟!..تحولت نظرتها لأخرى غاضبه..
هو انت عندك اخوات غير احمد وانا معرفش؟!..
أيمن:بأسف..كان عندى..التمعت عيناه بدمع كاذب واكمل بخداع..بس مات..
اسفا على رجل كاذب ظن ان ليل كذبته سيدوم..
غافلا عن ان شمس الحق حتما ستظهر ذات يوم..
شهقت ليان بعنف وبدموع تحدثت..
ليان:لا حول ولا قوه الا بالله..ربطت على كتفه بحنان..
البقاء والدوام لله وحده يا حبيبى..نظرت له بعتاب..
ليه مقولتليش قبل كده يا ايمن..
تنهد ايمن برتياح..فزوجته رغم صرامتها الا انها تمتلك قلب رقيق للغايه..
نظر لها بملامح خادعه متألمه وتحدث بحزن كاذب..
ايمن:لان والدتى بتعتبره لسه عايش..مش مقتنعه انه مات ودايما تسال عنه وتستناه يجى زى ما انتى شايفه كده..
نهى جملته ونظر بتجاه والدته لتتسع عيناه بصدمه حين وجدها تنظر له بعتاب وعيون يغرقها الدمع..
أسرع هو واقترب منها ومال على جبهتها وهم بتقبيلها لتبعد زينب وجهها عنه بضعف..
ابتلع ايمن ريقه بصعوبه وبرجاء وتوسل شديد همس بأذنها..
علشان خاطر أيوب عندك أوعى تخربى بيتى وتكدبينى قدام مراتى يا امه..
اقتربت منها ليان وربطت على كف يدها برفق وببتسامه تحدثت..
ليان:الف حمد لله على سلامتك يا طنط..
زينب:بوهن..تسلمى يا بنتى..نظرت لايمن..عايزه ايوب يا ايمن..بكت بنحيب..ودينى لأخوك..
بتأثر..بكت ليان لبكائها واسرعت بالخروج من الغرفه تاركه لهم بعض الخصوصيه..
ليلتقط ايمن انفاسه المسلوبه من شده خوفه بعد خروج زوجته وبتنهيده تحدث..
ايمن:حاضر يا ام ايوب..هتصلك بيه..
دارت زينب بعيونها بانحاء الغرفه وهمست بتسائل..
زينب:واحمد اخوك فين؟!.. عايزه اشوفه هو كمان..
ببرود رد ايمن على والدته..
ايمن:احمد فى مشوار شغل و هيجى كمان ساعه..
نهى جملته وأخرج هاتقه وطلب رقم أيوب ووضع الهاتف على أذنه ينتظر الرد..
................................................
..أيوب..
انتهى من الاتفاق واخذ عربون على عمله الجديد..الذى عباره عن منزل حديث البناء سيقوم هو ببناء الاسقف الخاصه به..
بخطى شبه راكضه يسير نحو منزله..
حامل بيده احدى الوجبات الجاهزه وورده حمراء ابتعها لزوجته خصيصا..
بقلب يحترق شوقا واشتياقا لها يمسد على دبلتها التى بأصبعه بين حين وأخر..
ولكنه توقف فجأه على جانب الطريق حين شعر بحنين واشتياق اكبر لوالدته الحبيبه..
اغمض عينه بعنف يحاول يمنع دموعه التى تجمعت بعيناه..وبرجاء همس بسره..
ايوب:ياارب اشفى امى ورجعهالى بالف سلامه..
رفع عينه للسماء..يارب بسألك بأسمك الاعظم تجمعنى بأمى على خير فى اقرب وقت..تنهد بألم..الدنيا متسواش حاجه من غيرك يا ام أيوب..
عاود السير مره أخرى وقلبه يردد الدعاء لوالدته دون توقف..
لينتبه لرنين هاتفه..
بلهفه امسكه وضغط زر الفتح سريعا حين رأى رقم شقيقه..
لياتيه صوت والدته الذى يفتقده منذ اكثر من اسبوع..
زينب:بضعف وبكاء..أيوب..يا نن عين أمك..
انقطعت انفاسه..بل كاد ان يتوقف نبض قلبه من شده فرحته..
بغزاره..هبطت دموعه على وجناتيه وبعنف مسح على وجهه وشعره..
وبصعوبه همس بصوت حاول اخراجه طبيعيا من بين شهقاته..
أيوب:امه..
ذات حده بكاء زينب وبلهفه تحدثت..
زينب:يا حبيب امك..طمنى عليك يا ضنايا..
يبكى بفرحه عارمه..لا يبالى بنظرات الناس من حوله..
وبحب شديد تحدث..
ايوب:طمينى انتى عليكى يا حبيبتى..عامله ايه يا ام ايوب..
زينب:بحنان.. الحمد لله يا حبيبى..صمتت لوهله واكملت بثقه..انا بأذن الله هخف وابقى كويسه علشانك يا قلب امك..
بكت..وهجيلك يا ايوب..هرجعلك يا ابنى..
أيوب:بيقين..بأمر الله هترجعلنا يا امه..
زينب:بلهفه..ارجعلكم..ضحكت وبكت بأن واحد وأكملت بتمنى..قولى ان حبيبه معاك ومش سيباك لوحدك..
ايوب:بفرحه ظاهره بنبره صوته..ايوه يا أمه حبيبه عم محمد جبهالى بنفسه كمان ببركه دعاكى ليا يا ام ايوب..
زينب:بفرحه..يا حبيبى يا ابنى..الحمد لله انك مش لوحدك يا ضنايا..
أيوب:برجاء..كفايه كلام عليكى كده يا امه..ارتاحى يا حبيبتى وشويه كده وهكلمك تانى اكون روحت علشان حبيبه تكلمك..
زينب:بوهن..حاضر يا حبيبى..اخذت نفس وأكملت بتعب..
ايوب انا دعيالك وقلبى راضى عنك يا ضنايا..
ايوب:ببكاء ظن انه نجح فى اخفائه عن والدته التى تستمع له بقلبها..
..ربنا يباركلى فى عمرك وتقومى بألف سلامه ومتحرمش منك ابدا يا امه..
سحب ايمن الهاتف واغلقه بوجه ايوب سريعا حين استمع لصوت زوجته..
ابتسم ايوب بسعاده وفرحه شديده وبسرعه البرق ركض نحو منزله مره اخرى حتى وصل اليه اخيرا..
خطى لداخل المنزل وصعد الدرج كل درجتين معا..
حتى توقف امام باب الشقه بانفاس لاهثه..
اخذ نفس عميق وأخرج مفتاحه وفتح الباب وخطى للداخل ووضع الطعام من يده على اقرب مقعد وبلهفه تحدث..
حبيبه..انتى فين..
خرجت حبيبه من المطبخ تركض نحوه بكل سرعتها..
فتح هو زراعيه لها واستقبلها داخل حضنه يضمها بكل قوته وببكاء تحدث..
امى كلمتنى..ذاد من ضمها..امى كلمتنى يا حبيبه..
حبيبه:ببكاء لبكائه..الحمد لله يا حبيبى..ابتعدت عنه وامسكت وجهه بين يديها وبيقين بالله تحدثت..وان شاء الله هترجعلنا قريب يا ايوب..
ينظر هو لها بعيون تفيض عشقا..
ببطئ رفع يده وبعد شعرها عن عيونها ووضع الورده بجانب أذنها..فذادت الورده جمال من جمالها هى..
شهقت حبيبه بنبهار وتحدثت بفرحه طفوليه..
ورده..تحسستها بحذر..الله يا ايوب..أمسكتها واستنشقت عطرها بستمتاع..تجنن يا ايوب..نظرت لعيناه..انت تجنن يا حبيبى..
اقترب ايوب بوجهه منها وقبل جبهتها بحب وبهيام تحدث..
أيوب: انتى اللى تسحرى يا احلى وارق حبيبه..
غمز لها بشقاوه وتوجه بنظره للطعام واكمل برجاء مصتنع..
ممكن تقبلى عزومتى على الغدا انهارده..
نظرت حبيبه بتجاه ما ينظر له..لتشهق مره اخرى وتقفز بفرحه وبصراخ تحدثت..
حبيبه:بيتزااااااااااا..ارتمت داخل حضنه وقبلت موضع قلبه بعمق وبعشق همست..بحبك..نظرت لعيناه..بحبك اوى يا أيوب..
أمسك هو وجهها بين يديه يتحسس نعومه وجناتيها بنبهار وبعشق اشد همس..
ايوب:وانا بعشقك يا حبيبه أيوب..
........................................................
..بكليه الهندسه..
بخطوات واثقه..
يسير شابا لخارج الحرم الجامعى بكل شموخ ووقار..
يرتدى بليز اسود..
تيشرت ابيض..
بنطلون بلو بلاك وكوتش اسود..
مصفف شعره بعنايه بطاله ولا اروع تخطف الانفاس..
يخفى عيناه بنظارته الشمسيه..
حامل بيده حقيبه من الجلد..
تتابعه نظرات الفتايات الحالمه التى لا تعنى له اى شئ على الاطلاق..
بحترام..يقترب منه الطلاب ويلقون السلام عليه بحب وود شديد..
هيئته تدل انه ليس ابدا بطالب..
بل هو الدكتور بدر الزينى دكتور بكليه الهندسه..
سار بخطوات شبه راكضه حتى وصل اخيرا للطريق العام..
بلهفه واستعجال..
خلع نظارته وسار نحو عربه صغيره للمؤكولات السريعه تقف بجوار سور الجامعه..
يعمل عليها رجل بسيط بأواخر العقد الرابع من عمره..
بلحظه..كان اقترب منه وامسك يده الذى يعمل بها قبلها بحب وببتسامه تحدث..
بدر:عنك انت يابا..
جذبه برفق لكرسيى صغير واجلسه عليه..
اقعد انت يا حبيبى استريح وانا هشتغل شويه قبل ما المحاضره ما تبدأ..


البارت التامن..
تزوجته فقيرا فأغنانى الله به..
✍نسمه مالك✍..
........................................................

( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )..
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)..
                                ( صدق الله العظيم )..

......................................................
..ببتسامه وعيون لامعه بالدمع..
ينظر احمد الزينى لأبنه الذى اصبح دكتور بكليه الهندسه ولا يتوقف عن مساعدته..
بل ويفتخر بوالده أمام أصدقائه وطلابه..
يساند والده ويقف دائما بظهره..
تنهد براحه حين تأكد انه قد قام بتربيته على اكمل وجه..
حتى اصبح أخلاقه تسبق علمه وتفوقه..
لاحظ بدر شرود والده..فربط على يده بحنان وبقلق تحدث..
بدر:مالك يابا..تحسس جبهته بلهفه..انت كويس..
نظر له احمد بحاجب مرفوع وبغضب مصتنع تحدث..
احمد:مالى يا واد..ما انا زى الفل اهو..
اشار بعينه على الزبائن التى بدأت تتجمع..
يله شوف اكل عشنا..
مال بدر عليه وقبل جبهته وبطاعه تحدث..
بدر:عنيا يابا..نهى جملته وارتدى مريله كبيره فوق قميصه الأبيض..ووقف بهيبته ووقاره وبدا يعمل بمهاره وحرفيه شديده..
يصنع اشهى والذ المأكولات تجعل الطلاب يتوافدون عليه بكثره..
تحت انظار والده المبتسمه بسعاده..ومن صميم قلبه بدا يدعو له..
احمد:يرضيك ويوفقك ويرزقك الخير كله يا بدر يا حبيب ابوك..
على بعد عده خطوات..
تقف هبه برفقه والدها امام باب الجامعه..
ممسك والدها بيدها كأنها طفله صغيره أول يوم لها بالحضانه وليست بالكليه..
تنظر حولها بضياع..كالتائهه..
خفضت رأسها بخزى وابتلعت غصه مريره حين تذكرت انها السنه الرابعه لها بالكليه وهى ما زالت بسنه اولى..
فقد تزوجت فور انتهائها من الثانويه العامه..
ومغامرات زوجها النسائيه كانت كفيله ان تفقدها عقلها..
انشغلت بحياتها الزوجيه وحملها وزوجها الدنجوان..
وتناست دراستها..
اكتفت به هو وصغيره ورأت بهم حياتها ومستقبلها..
لكن هو لم يكتفى بها..؛
وبكل جبروت خانها بمنزلها على فراشهم..
بل وحرمها من صغيرها ليضغط عليها وتعود اليه..
ظنا منه انها هكذا ستخضع لطلبه وتسامحه وتعود له..
لا يعلم انه يزيد الفجوه بينهم اكثر..
بحزن..ينظر لها والدها..وبرجاء تحدث..
محمد:هبه يابنتى علشان خاطرى بلاش نظره الانكسار اللى شايفها فى عيونك دى..تنهد بألم..بتوجعى قلبى يا بنتى..
ببتسامه تخفى بها دموعها..نظرت له هبه وبقوه مصتنعه تحدثت..
هبه:اطمن يا بابا..انا باذن الله هبقى كويسه..؛متقلقش عليا يا حبيبى..
نظر لها محمد قليلا وبعدم اقتناع تحدث..
محمد:ايوه ما انا عارف انك هتبقى كويسه..نظر لها بأسف..
بدليل انك مكلتيش حاجه من امبارح..
تنظر للفراغ بشرود وعيون ذابله..وبضعف همست..
هبه:هاكل..اطمن يابابا..
محمد:ببوادر غضب..طالع عليكى عفريت اسمه اطمن يا بابا..
امسك وجناتيها بين اصابعه جعلها تنظر له وبقلق اكمل..
مش هكون مطمن طول ما انا شايفك كده يا هبه..
هبه:ببتسامه متألمه..طيب يا حبيبى قولى عايزنى اعمل ايه وانا اعملهولك..
محمد:بأمر..عايزك تاكلى يا هبه وتهتمى بصحتك بدل ما تقعى من طولك من قله اكلك دى..
هبه:بتنهيده..حاضر يا حبيبى..انا هخلص محاضرات وهروح اتغدى مع حبيبه انهارده..
محمد:بغضب..عايزه تفضلى من غير فطار لحد ماتروحى لحبيبه؟!!..
حرك راسه بيأس من تصرفات ابنته التى ستدمر صحتها..
نظر حوله يبحث عن مطعم قريب او سوبر ماركت يبتاع لها منه شيئا تاكله حتى وقعت عيناه على عربه المؤكولات صغيره..
وبلحظه كان امسك يدها وسحبها خلفه وتحدث بستعجال..
تعالى نشوف العربيه دى بتبيع اكل ايه..
سارت برفقه والدها دون نطق بحرف واحد..
حتى توقف بها محمد بطابور طويل ينتظر دورهم..
منفصله هى عن العالم بشتياقها لصغيرها..
بألم وحرقه قلبها التى تجاهد بصعوبه فى اخفائهم..
فما مرت به ليس ابدا بهين..
هى امرأه رأت زوجها بحضن غيرها..
صورته وهو يخونها لن ولم تفارق عيونها..
تراها اثناء يقظتها ونومها..
وأكثر ما يؤلمها..حرمانها من صغيرها..
ترقرت عيونها بالدمع ونظرت امامها بشرود..
غافله انها تحدق ببدر المنشغل بكثره الزبائن..
واثناء انشغاله..لحمت عيناه عيون دامعه تنظر له بشرود..
عيون خطفت انفاسه وجعلت قلبه ينتفض بنبضه غريبه بل جديده عليه..لم يشعر بها من قبل..
نظرتها جعلته يفقد تركيزه قليلا وظهر عليه التوتر..
واخيرا أتى دورهم..التفت لها والدها وبتسائل تحدث..
ها هتاكلى ايه يا هبه..
اى هبه؟!.. اين هبه؟!.. من يراها يظن انها تنظر بهيام لملامح بدر..
ولكنها بالحقيقه لا تراه هو بل ترى ملاح صغيرها البرئه وابتسامته الصافيه التى تضيئ حياتها..
نغزها والدها بكوعه برفق ليفيقها من شرودها..
فبتسم بدر ابتسامته المهلكه وبرزانه تحدث..
بدر:انتو اول مره تشرفونا يا عم الحج؟!!..
ابتسم له محمد وتحدث بود..
محمد:فعلا يا ابنى هى اول مره الصراحه اكل من عندكم..
نظر لابنته..مش عارف بقى بنتى كلت من هنا قبل كده ولا ايه؟!..
فاقت هبه من شرودها على نظره بدر لها ببتسامه متسعه يخبرها بعيونه انه على علم بوسامته..
توردت وجناتيها بحمره الخجل..وبستحياء ابتعدت بنظرها عنه ونظرت لوالدها وحركت رأسها بالنفى دليل على انها اول مره تأتى الى هنا..
وزع بدر نظره بين هبه ووالدها بتفحص ونظره شامله يستطيع قرائه معادن البشر بعنايه وبثقه تحدث..
بدر:ان شاء الله لما تدوقو اكلنا..
نظر لهبه المبتعده بنظرها عنه..مش هتبقى أخر مره..
....................................................
..بمملكه حبيبه..
بعشق شديد..
تقف بمطبخها الصغير تجهز الغداء لزوجها..
غداء بسيط للغايه ولكنه اكله زوجها المفضله..
بنفس راضيه..تتذوق الطعام بتلذذ..وبستمتاع تحدثت..
حبيبه:ياربى على الجمال احلى كشرى اسكندرانى لأحلى ايوب..رفعت دبلتها وقبلتها بحب..
سبحان الله يا ايوب اى اكل اعملهولك بيطلع طعمه جميييل اووووى..
سارت نحو الطاوله الصغيره وجلست عليها وبدأت تعد طبق من السلطه الخضراء سريعا..فزوجها قد اقترب موعد عودته من عمله..
انتهت سريعا من تحضير كافه شئ واسرعت نحو المرحاض لتنعم بحمام منعش وتستعد لأستقبال زوجها بأروع طاله واطيب الروائح..
انتهت من حمامها وملئت البانيو بالماء والصابون الخاص بالاستحمام لزوجها..
وارتدت بجامتها البينك الرقيقه ولفت شعرها الحريرى بمنشفه واتجهت نحو الخارج..
وضعت الطعام على طاوله المطبخ..
واسرعت بأحضار غيار نظيف لزوجها ووضعته داخل الحمام..
ووقفت امام مرأه صغيره تمشط شعرها..
ليصل لسمعها صوت نبضات قلب زوجها..
أبتسمت بعشق وأغمضت عيونها بستمتاع حين تسللت رائحته لأنفها..
وبشتياق وشوقا جارف همست بسرها..
اطلع بسرعه يا أيوب..واحشتنى اوى اوى..
لحظات مرت عليها كأنها سنوات..
وأخيرا فتح زوجها باب الشقه واول كلمه نطق بها..
أيوب:بلهفه..حبيبه؟!..بسرعه البرق..كانت ركضت حبيبه بكل سرعتها لمكانها ومسكنها المفضل..
اسرع هو بفتح ذراعيه لها والتقطها داخل حضنه رابطا على ظهرها وشعرها بحنان بالغ وبعشق همس بأذنها..
واحشتينى يا بيبه..ذادت هى من ضمه داخل حضنها وبعشق اشد همست..
حبيبه:وانت اكتر يا بيبو..
ظلو فتره ليست ابدا بقليله محتضنين بعضهم..
كلا منهم لا يريد الابتعاد عن حضن الأخر..
على مضض ابتعد عنها وتحدث بستعجال..
حبيبتى انا عندى شغل كتير اوى انهارده..بس قولت اجى اطمن عليكى واشوفك كلتى ولا لاء وهاخد دش سريع وهنزل شغلى تانى..قبل جبهتها بعمق..وشك حلو عليا يا احلى حبيبه الحمد لله مش ملاحق على الشغل..
حبيبه:بفرحه..الحمد لله يا حبيبى..ربنا يرزقك من فضله كمان وكمان يارب..
جذبها ايوب داخل حضنه مره أخرى دافنا وجهه بشعرها يستنشق رائحته بهيام وبستمتاع همس..
ايوب:امممم.ريحتك ورد..رفع رأسه ونظر لعيونها بعشق..
ربنا يحميكى ليا يا حبيبه أيوب..عبس بملامحه..هدخل انا بقى اخد دش علشان ريحتى اسمنت وجبس وتراب..
بفخر وعشق شديد تنظر له حبيبه..
تخبره بنظرتها ان رائحته هذه بالنسبه لها أروع رائحه على الاطلاق..
تفهم هو نظرتها هذه فبتسم لها ابتسامته التى تذيب قلبها وحرك رأسه بالايجاب وبثقه همس..
عارف يا حبيبه..تحسس وجناتيها بأصابعه..فمالت حبيبه بوجهها قليلا وقبلتهم بعمق..فأسرع هو وأمسك كلتا يدها ورفعهم على شفاتيه وقبل باطن يدها مرات متتاليه وبين كل قبله وأخرى يتحدث ببتسامه..
استعدى علشان هعملك مفاجأه حلوه اوى بعد ما اخلص شغل..
نظرت له حبيبه ببتسامه وعيون لامعه بالدمع وبعشق همست..
حبيبه:مافيش احلى منك انت فى حياتى يا أيوب..
أمسكت وجهه بين كفيها..انت احلى واجمل حاجه فى حياتى يا حياتى..نهت جملتها ووقفت على أطراف اصابعها وقبل وجنته قبله رقيقه للغايه اطاحت بقلبه وعقله..
ابتعدت عنه ونظرت لعيناه ببتسامتها الهادئه وبستعجال تحدثت..
انا جهزتلك الحمام ادخل خد دش بسرعه وتعالى علشان نتغدا سوا قبل ما تنزل على شغلك..
تنهدت ايوب براحه وبسره همس..
ايوب:الحمد لله دعواتك ليا بتتحقق يا امه فى كل خطوه بخطيها..
بعبث نظر لزوجته وبلحظه كان لف يده حول خصرها وجذبها لداخل حضنه فجأه رفعها عن الأرض جعلها تشهق بخجل وببراءه مصتنعه همس بأذنها..
عامله غدا ايه؟؟..
بصعوبه..ابتلعت حبيبه ريقها وبتوتر ملحوظ من قربه المهلك لقلبها والمعصف بمشاعرها همست..
حبيبه:كشرى أسكندرانى..؛وسلطه خضرا..؛وبيض مدحرج..
داعب ايوب انفها بأنفها وبحب همس..
ايوب:الله..تسلم ايدك يا حبيبتى..
نهى جملته وهم بتقبيلها فأسرعت هى بدفن وجهها بكتفه وبخجل همست..
حبيبه:ايوب..انت كده هتتأخر على شغلك..
اخذ ايوب نفس عميق يحاول السيطره به على ثوره مشاعره معها..؛
وببطئ انزلها وتخلص من تيشرته الأزرق وأعطاه لها وهرول نحو المرحاض سريعا..؛ وبستعجال تحدث..
بيبه هاتيلى التيشرت الأسود بتاع شغل التكسير بسرعه..
بطاعه..ركضت حبيبه نحو احدى الأرفف الخاصه به المعلقه بالجدار..
ببتسامه راضيه وزعت نظرها بين ملابسه القليله..
ومدت يدها وأحضرت له التيشرت الأسود القديم المهترئ من كثره العمل به..
وبحب شديد رفعت تيشرته الذى يحمل رائحته واستنشقته بهيام وعشق شديد..
بل لم تكتفى بهذا..فاسرعت بخلع بجامتها وارتدته على جسدها وهو يحمل عرق معشوق قلبها وروحها التى تعتبره هى أروع العطور بالنسبه لها..؛
وبخطى مسرعه سارت نحو المرحاض وقفت امامه حامله بيدها منشفه نظيفه وتيشرته الاسود الذى لا يرتديه الا للعمل الشاق..
دقائق قليله وخرج ايوب يرتدى تيشرت اسود حمالات وشورت صغير أسود..
لينصدم بحبيبه الواقفه أمامه ترتدى تيشرته المملوء برائحة كفاحه وعمله الحلال..تنظر له ببتسامتها العذبه..
تأملها بعيون تفيض عشقا..فبرغم من انها غارقه بتيشرته الذى يصل لمنتصف فخذها الا انه جعلها بغايه الأثاره بالنسبه له..
نظر لها قليلا وببتسامه همس..
لبستيه ليه؟؟..ملس على شعرها..حبيبتى اقلعيه انا كنت شغال فيه و؟!!..
قطعت هى حديثه واقتربت منه وبدأ تجفف شعره بالمنشفه وبحب تحدثت..
حبيبه:انا مرتاحه ورحتك محوطانى كده فمش هقلعه يا بيبو ويله خلينى اساعدك تلبس هدومك وأكلك علشان بابا قالى هبه اختى هتجيلى انهارده..
.......................................................
..بأميريكا..
بغضب واستغراب تنظر ليان لزوجها..
توتر ايمن من نظرتها وبتسائل تحدث..
ايمن:فى ايه يا ليان؟؟..اقترب منها وامسك يدها..
مالك يا حبيبتى؟؟..
تنهدت ليان بصوت مسموع وبصرامتها المعتاده تحدثت..
ليان:مستغربه كلامك يا ايمن ومش قادره اقتنع بيه الصراحه..
ابتلع ايمن ريقه بصعوبه وببتسامه مصتنعه وقلق تحدث..
ايمن:ليه بس يا حبيبتى؟؟..
ليان:بغضب..علشان يا ايمن مينفعش..انت مصر ان والدتك اول ما حالتها تتحسن ترجع بيتها وانت عارف انه مينفعش نسيب والدتك ترجع تعيش لوحدها تانى..
ايمن:ببتسامه مصتنعه..انا اللى مصر يا ليان؟؟..انا لو عليا مش عايزها تبعد عنى واحمد اخويا نفس الكلام لكن هى اللى عايزه ترجع بيتها..مبترتحش غير فيه..
هبت ليان واقفه وبصرامه وامر تحدثت..
ليان:اسمع يا ايمن والدتك هتعيش معانا ومش هنسبها بعد كده ابدا..وانا هعمل كل جهدى علشان اشوفها مرتاحه..
نظرت له بأسف..كفايه الفتره اللى عشتها لوحدها وانت واخوك بعيد عنها وانا حتى معرفش عنونها علشان ازورها وكل ما اطلبه منك تتحجج بميه حجه..نظرت له بأسف وعيون امتلئت بالدموع واكملت بغصه مريره..فى حد يبقى عنده أم زى ماما زينب ويبعد عنها وعن حضنها الدافى..
هبطت دمعه حارقه على وجناتيها وبألم حاد همست..
الله يرحمك يا أمى ويجعل مئواكى الجنه يارب..
نظرت لزوجها بشرار..كلامى خلص انا وبناتى محتاجين لوجود ماما زينب معانا..ملست على بطنها المنتفخ قليلا واكملت..وكمان عيزاها معايا وانا بولد..ابتسمت من بين دموعها وأكملت بصدق..انا حبيتها اوى وأعتبرتها عوض ربنا ليا عن أمى..
احتضنها ايمن وربط على ظهرها بحنان وبعنف جز على اسنانه وهمس بداخله بغيظ..
ايمن:وبعدين بقى فى ام الوقعه دى؟؟..نفخ بضيق ورسم ابتسامه مصتنعه على وجهه وتحدث بستعجال..
طيب انا هروح أطمن عليها وارجعلك يا حبيبتى..
قبل جبهتها..عيزك تهدى وتعرفى انى هعملك اللى انتى عيزاه..
ليان:بتعقل..اللى انا عيزاه دا هو الصح يا ابو لارين..ربطت على كتفه..علشان لما نبقى فى سن مامتك لارين وليليان..
أمسكت يده ووضعتها على بطنها..واللى جاى فى السكه ميسبوناش لوحدنا..نظرت لعيناه..داين تدان يا ايمن..
نهت جملتها وسارت من امامه وتحدثت بستعجال..
انا هطمن على البنات وهجهزهم علشان نحصلك ونطمن على ماما زينب..نظرت له من فوق كتفها..اسبقنا انت واحنا هنيجى وراك..
جذب ايمن مفاتيح سيارته وسار للخارج بخطى غاضبه وبوعيد همس بسره..
ايمن:بطرقتى هخليك بنفسك تقول لأمك يا ايوب تقعد معانا..
دقائق قليله مرت..وكان ايمن امام والدته الجالسه تصلى فرضها داخل الغرفه الخاصه التى انتقلت اليها بعدما خرجت من العنايه..
جلس على كرسيى امامعا واضعا قدم فوق الأخرى..
انتهت زينب من صلاتها ونظرت له بغضب مصتنع وبامر تحدثت..
زينب:اقعد عدل يا واد انت..نظرت لقدمه..نزل العرجه من على المكسوره يا ابن بطنى..
اعتدل ايمن بجلسته وبتسائل تحدث..
ايمن:عامله ايه انهارده يا ام ايمن؟؟..
زينب:بشهقه..أم ايوب يا عنيا..والحمد لله بقيت كويسه يا ضنايا..التمعت عيونها بالدمع..ومبقتش اتعب من الكلام..
تحولت نظرتها لأخرى راجيه..وعايزه اكلم اخوك براحتى من غير ما تقولولى كفايه..
اخرج ايمن هاتفه وطلب رقم شقيقه وتحدث بستعجال..
ايمن:خدى كلميه شويه قبل ما مراتى تيجى..
تنهدت زينب بيأس من تصرفات ابنها وهمست بسرها..
زينب:ربنا يهديكم يا ولادى وترجعو لحضن بعض يااارب..
لحظات واتاهم صوت ايوب الملهوف..
أيوب:امه..
بلهفه أخذت زينب الهاتف ووضعته على اذنها وببكاء تحدثت..
زينب:قلب أمك..واحشتنى يا ضنايا..
اسرع ايوب واتجه نحو الخارج مبتعد عن العمال الذى يعمل برفقتهم وبامر تحدث..
أيوب:الهمه يا رجاله هخلص التليفون اللى معايا وارجعلكم..
زينب:بنحيب..ياحبيبى واحشنى صوتك اوى يا قلب امك..
أيوب:بدموع..انتى اللى واحشتينى اكتر يا امه..ارجعيلى بقى يا حبيبتى..
زينب:بفرحه..انا خفيت يا ضنايا..وهرجعلك فى اقرب وقت باذن الله..
أيوب:ايوه بقى يا ام أيوب..ارجعى نورى حياتنا..
زينب:بأذن الله ربنا يجمعنا على خير يا حبيبى..
أيوب:بتمنى..يامهون هونها..
زينب:بلهفه..واد يا ايوب..غنيلى الاغنيه اللى بحبها يا واد..
بكت بنحيب اكبر..صوتك واحشنى اوى يا حبيب امك..
أيوب:بطاعه..عيونى يا ام ايوب..انتى تؤمرينى..
وضع الهاتف على أحدى الاركان وبدأ يحمل التكسير مع العمال وبصوته العذب غنى اغنيتها المفضله..

يــا مهـــــوّن .. هوّن هوّن..
هـوّنهــــــا .. هوّنها و قول..
يا مهــوّن هوّن على طـول..

و تروّح بلـدك يـــا غريب..
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..

يا مسافر بين ضلمة و نور..
يا مبحّـر و معــدّي جسور..
خد بــالك الايــــام ح تدور..
و تروّح بلـدك يـــا غريب..
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..
غنينا ألفين مــــوّال..
ع الغــربــــــــــــة..؛
و ليـــالي طــــوال..؛
و مسيــــــــــــــرك..؛
ترتــاح البـــــــــال..
ليـه تشكـــــــــــــي..؛
و الا تقــــــــــول آه..
بعـــــافِيتـــــــــــــك..؛
و بعــــــــــــون الله..
ح تنول اللي بتتمناه..

و تروّح بلـدك يـــا غريب..؛
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..

نهى غنائه وأسرع بامساك الهاتف ووضعه على اذنه بلهفه..
تستمع زينب له بقلبها..وعيون يغرقها الدمع من شده اشتياقها له..
لتنتفض فجأه على يد ابنها الذى جذب منها الهاتف وبأمر تحدث..
ايمن:كفايه عياط بقى..سار نحو الخارج ووضع الهاتف على اذنه واكمل بجحود..
بقولك ايه يا ايوب..انا مش عيزك تتعشم ان امى هترجعلك تانى..صمت لوهله..انا مش هسيب امى وهتعيش معايا انا وولادى على طول..
..صدمة غير متوقعه أدمت قلبه بعنف،
بجنون هستيري يدور حول نفسه،
عيناه تحجرت بها الدموع،
أنفاسه تقطعت،
أوشك على فقدان نبض قلبه من شدة صدمته،
أيعقل؟؟..لن يستطيع رؤيتها مرة أخرى،
لن يضئ صباحه برؤية ابتسامتها، لن ينال بركة اليوم
بصوت دعائها له، هل كتب عليه الحرمان من 
حنانها الذى كانت تغرقه به....
أيعقل؟؟!!..لن يقبل يدها بحب كما كان يفعل،
لن يستمع لصوتها الحنون مره أخرى،
لن يطلب منها بتوسل أن تكون راضيه عنه،
رغم أنه على يقين من رضائها،
دمعه حارقة هبطت من عينيه على وجنتيه، نزولاً بلحيته التى ظهر بها بعد الشعيرات البيضاء زادته وسامة ووقار،
أخذ نفساً عميقاً،
ابتلع غصة مريرة بجوفه..،
وبجمود مصطنع تحدث
"أيوب:قصدك ايه يا ابن ابويا؟!!.."
أيستمع أحد لقلبه الذى يصرخ بتوسل ورجاء شديد بين ضلوعه..؟؟
رفع يده ومسح حبات العرق المتناثرة على جبهته، بعد عمله الشاق الذى كان يقوم به، وأكمل بأنفاس متهدجة
"يعنى مش هشوف امى تانى؟!!.."
زفر الأخر بضيق، وبسخريه تحدث
"ايمن:عايز تشوفها فين؟!!..هنا عندى؟؟!..وانت عارف انى ميشرفنيش اعرفهم على اخويا الجاهل اللى هما ميعرفوش بوجوده اصلا"
ضحك باستهزاء مكملاً..
"ولا عايز تاخدها عندك على السطح علشان تموت من الفقر والجوع اللى كنت معيشها فيه؟!.."
بكل ما يحمل من قسوة وغلظة قلب كسر قلب وخاطر شقيقه الخلوق الذى بفضله أصبح على ما هو عليه..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close