رواية خيانة ثقة الفصل الثالث3 بقلم ساره رجب حلمي
لما فتحت الرسالة لقيته كاتبلي فى البداية عنوان مطعم وتحت العنوان كان كاتب (جوزك الشريف قاعد فى المطعم ده مع واحدة زى القمر، عشان تعرفي ان محدش بيقدرك غيري)
رميت الموبايل من ايدي قومت وانا مش شايفه انا ماشية فين ولا ازاى، حاسه ان ودنى بتصفر والرؤية مشوشة ادامى مش قادرة انطق او اعيط او اعبر عن اى مشاعر، محتاجه انهار، بس لأ مش ده وقت الانهيار خالص، انا لازم اهدا والبس وانزل دلوقتى حالآ واتأكد بنفسي، عشان ممكن يكون بيكدب...
قعدت لمدة دقيقتين عشان أخد نفسي وقومت دخلت الحمام غسلت وشي ولبست هدومى وخرجت اديت عنوان المطعم للسواق اللى وصلنى لحد هناك فى وقت كنت حاسه انه طويل اوى مع انه كان دقايق، المطعم ده مش بعيد عن بيتي..
وقفت ادام المطعم وقلبي قرب يوقف من كتر الخوف والوجع اللى حاسه بيه، بقدم رجل وبأخر التانية، انا مرعوبة بشكل أول مرة يمر عليا، بس كان لازم اسيطر على نفسي واهزم خوفى وادخل واتأكد، انا بيني وبين الحقيقة خطوات، يا اما يكون جوة فعلا واعرف انى كنت مغفلة وكنت هفضل مغفلة لولا ان صاحبه قرر يفضحه، او يكون مش جوه ويطلع بريئ من كل ده...
خدت نفس عميق ودخلت المطعم، فضلت ادور بعيني على كل الترابيزات، بحاول الاقيه فى وسط الناس دى وانا من جوايا بتمنى انى مالقهوش، بس انا فعلآ مالقيتوش، عماد مكانش موجود هنا...
ابتسمت ووسعت ابتسامتى وكانت واضحه اوى لدرجة ان اللى يشوفنى يقول دى مجنونة رسمي واقفة لوحدها ومبتسمه اوووى كده ليه، فضلت اضحك وانا بتأكد تانى انه مش هنا، وفى ثانية الابتسامة اتجمدت على وشي، لما شوفته جاى من حته فى المطعم وراجع يقعد على ترابيزة والتليفون على ودنه وهو بيضحك.....
يعنى هو هنا فعلا؟، امال فين البنت اللى المفروض انها معاه؟!
فوقت على واحد من اللى شغاليين فى المطعم بيطلب منى اقعد على ترابيزة عشان يشوفنى محتاجه ايه ويقدمهولى، استغليت وجوده وشاورتله على المكان اللى شوفت عماد خارج منه دلوقتى..
سمر: لو سمحت ممكن اعرف المكان اللى هناك ده موجود فى ايه؟
الويتر: حضرتك هناك كده موجود حمامات المطعم.
سمر: طب ممكن سؤال كمان؟
الويتر: اتفضلي.
سمر: شايف الراجل ده اللى لابس چاكيت بني؟
الويتر: ايوا ماله يافندم؟
سمر: هو موجود هنا من بدرى ولا لسه جاى؟
الويتر بص عليه تانى وقال: لا ده موجود هنا من اكتر من ساعه تقريبآ، شوفته فى بداية الشيفت بتاعى...
سمر: كان معاه حد ولا قاعد من وقتها لوحده؟
الويتر: انا اسف جدآ مقدرش اكمل المناقشة دى معاكى حضرتك بتطلبي تعرفي تفاصيل وجود واحد من زبايننا عندنا وده مينفعش هو حضرتك قريبته يعنى؟
سمر بترجي: انا مراته، ومحتاجه انك تقولى الحقيقه، والله ماهسألك عن اى حاجه تانى خالص
الويتر: مش فكرة كده، بس ممكن اجابتى دى تعمل مشاكل وساعتها هتقطعى عيشي، انا فى غنا عن كل ده، فلو سمحتى شوفى هتقعدى وهتطلبي حاجه ولا هتتفضلي تمشي...
حطت ايدها فى شنطتها وخرجت منها ١٠٠ جنيه، مدت ايدها بيها ناحيته وهى بتطلب منه يقول وبتوعده انها مهما حصل مش هتقول انه قالها حاجه وانها مترضاش بقطع عيشه عشان مشاكل مالوش دعوه بيها..
خد الويتر الفلوس وهو بيبص حواليه وبيتأكد ان محدش شافهم وقالها: كان قاعد معاه واحده، كانوا جايين هنا مع بعض وهى لسه ماشية مش من كتير...
اجابته كانت زى الرساصة اللى اخترقت قلبها، بكل بساطه أكدلها إنها عايشه مع راجل خاين وميستاهلش منها كل اللى كانت بتحسه ناحيته، ببساطة طلع كل كلمة قالها سراج عنه حقيقة، سراج متهورش وراح يحاول معاها الا لما شاف بعينه ان جوزها مبيحبهاش، وانها مش لازماه، فليه ميحاولش معاها..
مكانتش عارفة تعمل ايه، تمشي ولا تعرفه انها شافته، وفالحالتين الخطوة اللى بعد كده هتبقى ايه، ماهو اصل البيت كده اتهد خلاص، ولا لسه ممكن تحاول؟
تحاول ازاى؟!، مع مين!!، مع اللى كانت فاكراه ملاك ودلوقتى شافته على حقيقته؟
راحتله لحد ترابيزته من غير ماتحس برجلها اللى خدتها لحد عنده من غير ماتخضع لأى تفكير فكرت فيه، بصيتله بعينيها المدمعة، رفع وشه ولما شافها اتصدم.
قام من مكانه وسألها وهو مندهش: سمر!!!، انتى بتعملى ايه هنا؟، ومالك بتعيطي ليه؟
مقدرتش تتكلم ولا ترد عليه بولا كلمه، حست انها لو اتكلمت هيبقى كلامها بصوت عياط مسموع وصريخ مش هتعرف تكتمه، ادتله ضهرها ومشيت من ادامه بسرعة، لدرجة انها لما اختفت من ادامه، شك انها مكانتش موجوده اصلآ وكان بيتهيأله...
دفع الحساب وطلع بسرعة ركب عربيته، علشان يروح البيت يشوف فى ايه ويعرف ازاى عرفت مكانه.....
بس لما وصل اتفاجئ انها مش فالبيت، قعد يستناها، اكيد هى فالسكة لسه، بس عدا اكتر من ساعة ولسه مجاتش وتليفونها مقفول، بقى هيتجنن خايف يكون حصلها حاجه، وفى لحظه قرر انه هيروح بيت اهلها يشوفها هناك، المسافة بين المطعم والبيت مش كبيرة عشان تتأخر كل ده....
وفعلا وصل عند بيت اهلها ورن الجرس، والدها فتح وكان باين عليه الزعل، سأله عماد بلهفة: سمر هنا؟
ابو سمر: ايوا هنا، امال انت فاكر واخدها من الشارع، لا فووووق دى بنت ناس ومن بيت محترم تقدر ترجعله فى اى وقت وترميك بطول دراعها لما تطلع خاين ومتستاهلهاش..
عماد: ايه الكلام اللى بتقوله ده ياعمى فى ايه؟، فين سمر؟
ابو سمر: سمر مش عايزه تشوف وشك تانى، واتفضل من هنا من غير مطرود، ياخسارة بجد، مكنتش اتوقع ان يطلع منك انت كده...
عماد: هو ايه اللى يطلع منى انا مش فاهم اى حاجه، انا عايز اشوف سمر، عايز افهم فى ايه...
لقاها خارجه من الاوضه وعينها حمرا زى الدم ودموعها مغرقه وشها، صرخت فيه وهى بتقول: هو عشان انا جيت بعد ماهى مشيت يبقى خلااااص هتستغلها فرصة وهتيجى تمثل تمثيليه حقيرة وتعمل نفسك بريئ!!، انا مش عايزه اشوفك تانى فى حياتى كلها، وربنا يعوضنى عن كل لحظه عشتها فى بيتك حبيتك واخلصتلك فيها وانت متستاهلش...
عماد: هى مين دى اللى كنت قاعد معاها ومشيت قبل ماتيجي، انا مكنتش قاعد مع حد، ده كان ميعاد شغل وكنت فالمطعم ده عشانه والميعاد خلص بس انا كنت قاعد اخلص القهوة بتاعتى الاول وبعد كده كنت مروح البيت عادى، انا اصلا اخترت المقابلة تبقى فالمطعم ده بالذات عشان قريب من البيت اول ماخلص اروح البيت على طول، فهمينى مين قالك انى بخونك؟
مقدرتش ترد عليه، مقدرتش تشوفه اكتر من كده، دخلت الاوضه وقفلت الباب وفضلت تعيط لحد ماحست ان قلبها هيوقف، كانت سامعه باباها بيتخانق معاه، وكانت سمعاه بيدافع عن نفسه، وعايز يعرف مين اللى قالها كده، بس فالنهاية باباها قفل الكلام معاه وخلاه يمشي، كانت فاكرة لما هيمشي قلبها هيرتاح وهتهدا وهتعرف تفكر، بس اتفاجئت لما لقت قلبها بيتألم وموجوع اكتر لما مشي ومبقاش موجود معاها فى نفس المكان، ومتعرفش هيتقابلوا تانى ولا لأ، بس كرامتها عندها غالية، وصدمتها فيه عمرها ماهتتداوى، مهما عمل ومهما قال انه ندمان ومهما اعترف بغلطته......
بعد ماخرج عماد من عندهم اتصل بسراج وطلب منه يقابله ضروري...
سراج بخبث: يعنى انت معرفتش منها مين اللى قالها الكلام ده؟
عماد: مدتنيش فرصة لاى حاجه خالص لا هى ولا ابوها، هى ازاى بعد كل اللى بينا ده فى ثانية تخلينى غريب ومترضاش تعرفنى اللى حصل ده حصل ازاى وتتكلم معايا، ازاى قدرت تقسى عليا كده، انا هتجنن..
سراج ابتسم من غير مايبين ابتسامته، وبعد كده قال: احم طيب انت بعد الحب ده كله اللى مصدعنا بيه تروح تخونها ياعم عماد، ماهى عندها حق تزعل.
عماد: اخون ايه انا مخونتهاش ولا كان معايا واحده زى ما ابوها بيقول.
سراج: ياراااااجل، هو انا تلميذ، مفيش دخان من غير نار.
عماد بنرفزة: بص ياسراج، محدش كان يعرف انى جاى المطعم هنا غيرك، وانا مكنتش بقابل حد وده هيجنني ازاى عرفت مكانى ومين فى مصلحته يعمل كده.
سراج: لا يا عم عماد، كده انت بتغلط فيا، ولحد هنا ومتكملش كلام، انا عمرى ماهخونك ولا هقول لمراتك على اى حاجه انت بتعملها...
عماد: ماتبطل هبلك ده هو انا قولت انك انت اللى قولتلها، انا بقول كده عششان بفكر معاك مين ممكن يكون هو اللى قالها مكانى واتسبب فى كل ده..
سراج: بس انا محسيتش ان كلامك مجرد تفكير، انا ماشي ياصاحبي ولما اعصابك تهدا هتلاقينى موجود ومستنيك تكلمنى..
خد مفاتيحه وموبايله من على الترابيزة ومشي، مشي وهو مبتسم وفرحان، اخيرآ خربت مابينهم، فاضل بس يتطمن انها مش هتحن ليه ولا هترجعله تانى..
سراج فى سره: انا هعرفها ازاى تتحدانى وتعلي من جوزها على حساب تقليلها منى، قال جوزها شريف ومحترم قال....
ركب عربيته، وبدأ يتصل بيها، لكن كان موبايلها مقفول، عادى، كان متوقع، بس هتروح منى فين....
__________________&___________
والد سمر خبط على الباب، مكانتش قادرة ترد عليه، هتقوله ايه؟!، معندهاش كلام تقوله، هى مشافتش حاجه، بس كل اللى حصل بيأكد خيانته، بيأكد انها ضيعت عمرها معاه هدر، فى عز ماهتموت وتخلف منه وبتجري طول الوقت على تحقيق حلمها فى وجود طفل يربط بينهم، هو فى الوقت نفسه بيخونها وبيعيش حياته مع غيرها، كانت مغفلة اوى وكانت تستحق النهاية القاسية دى عشان تفوق وتتعلم تبطل تضحي وتحب وتفني عمرها عشان إنسان....
والدها قلق عليها وفتح الباب، كان متوقع اللى شافه، عيون حمرا مليانة دموع، إنسانه ضعيفة وهشة ومهزومة، الجرح باين فى ملامح وشها المكسور...
والد سمر: يعنى خلاص؟!، قررتي تكون دى حياتك عشان حصل فى حياتك مشكلة زى دى؟
سمر بتعجب: مشكلة؟، هو اللى انا اكتشفته ده مجرد مشكلة؟!!
والد سمر: اه مجرد مشكلة تافهة، هتنتهي ومن غير ماتهزمك، وهتوقفي على رجلك تاني، وهتفكرى بمنتهى الهدوء فى اللي يريحك ويرضيكي وهتعمليه وانتى مرتاحة ومن غير اى ضغط منى او من اى حد...
سمر: مش فهماك، ازاى ممكن ابص للي حصل بالنظرة البسيطة دى؟
والد سمر: مينفعش اصلا تبصي للي حصل غير بالنظرة البسيطة دى، هو انتى ربنا خلقك وخصص وجودك في الدنيا عشانه؟، هل وجودك فالدنيا مرهون بعماد وتصرفاته تجاهك؟
سمر: لأ أكيد ربنا بيخلق كل إنسان مننا لأسباب كتير وممكن يكون من ضمنها زوج اعيش عشانه واخلصله وانتظر منه نفس اللى عملته.
والد سمر: انتى قولتى بنفسك، ممكن يكون جوازك منه سبب من اسباب وجودك، واحد من وسط حاجات كتير، لو انتى مش عرفاها لسه لازم تحاولى تكتشفيها وتعرفيها، لإنك مينفعش أبدآ توقفي حياتك اللى ربنا وهبهالك كلها على جوزك اللى ممكن يحبك او ممكن يكرهك، اللى ممكن تكملى معاه او ممكن فى لحظة تنفصلي عنه، وانفصالك عنه ده اللى خلانا نقول ممكن يكون سبب، لان ساعتها مش هيبقى حتى مجرد سبب، ياترى بعد ده كله لسه قادرة تشوفى اللى حصل غير انه مشكلة تافهة وبسيطة؟؟
سمر: انا فاهمه كلامك يا بابا، وفاهمه انه صح، وفاهمه انك بتهون عليا، بس كلامك جه متأخر، انا خلاص وقعت فى الوضع اللى ممكن تشوفه غلط اللى هو انى فعلا وقفت حياتى كلها عليه، مبقيتش شايفه ولا قادرة اتخيل انى بعرف اعمل اى حاجه تانية غير انى اعيش عشانه، وده مخلينى شايفة خيانته ليا على انها نهايتي...
والد سمر: يبقى ربنا عمل كده عشان تفوقي ياسمر، عشان ترجعيله، عشان تعرفي انك اتخلقتى للعبادة، اتخلقتى عشان تحبي ربنا وحده وتتعلقي بيه وحده وتتعشمي فيه وحده، واكيد لوجودك رسايل تانية ربنا خلقك عشان تأديها، ويمكن تكون لسه مأنش أوانها، بس غلطانه انك تعلقي روحك وحياتك بمخلوق، حرام عليكي تبقى بالضعف ده ادام بشر زيه زيك لا يملك ليكي نفع ولا ضرر..
سمر: إزاااااى، ماهو باللي عمله ده ضرني...
والد سمر: هو قعاده مع ست غريبة عنه واى كلمة قالوها مع بعض فيها نظرات كده ولا كده ولا فيها إيحاءات ومعانى كده ولا كده، ده حرام ولا حلال؟
سمر: اكيد حرام..
والد سمر: يعنى هيتحاسب ليه؟
سمر: ايوا.
والد سمر: يبقى مين اللى إتضر وإتأذى دلوقتى انتى ولا هو!!، هتشيلي معاه ذنبه ولا ايه يابنتي؟!
سمر بنفاذ صبر: يا بابا، انت ليه مش فاهمنى كده؟!
والد سمر ابتسم وهو بيقولها: ماهو عشان انا فاهمك يا سمر بحاول اوريكي الصح فين، بحاول اقولك ان حتى احساسك بالوجع ده غلط وان اللى المفروض يتوجع ويخاف هو مش انتى، السلوك الحرام بيضر صاحبه ويتقل كفة ذنوبه، مش بيضر لا مراته ولا اخوه ولا جاره، بيضره هو بس يابنتى...
رن جرس الباب، وقطع عليهم كلامهم، وباباها استأذنها يشوف مين اللى على الباب...