رواية نور الروح الفصل الخامس5 بقلم نور البشري
محمود
يقال أن سعادة العمر يمكن أن تأتي لك في مرة واحدة هذا ما كان يشعر به محمود مع نور ويشعر وكأنه طائر في السماء ونور جناحيه ترفعه من أرض الكون لأعالي السماء .
بجمالها وطيبتها ورقتها ونعومة روحها كروح وردة في حديقة من الجنة لا وصف لها .
يفوق محمود من زحام ذكرياته علي ضوء الشمس ليكتشف أنه ذهب في النوم علي كرسي مكتبه أثناء تصفحه لألبوم الصور , يغمض عينيه في شوق وحنين لتلك الأيام التي كانت يديه تحتضن يد نور ولا تفارقها عندما كان ينام ويستيقظ علي صوتها وضحكاتها الطفولية .
ينظر إلي الألبوم مرة أخرى لتقع عيونه علي صورة تجمعه بنور وسط أصدقائهم بالجامعة منذ سنوات .
يتذكر دفتر مذاكرته الذي كان يكتب فيه منذ خطوبة نور وأنه منذ زواجه بنادين رحمه الله عليها أرملته لم يفتحه وكان أخر ما كتبه فيه يوم فراق نور .
فتح دفتر مذكراته الذي يحمل من خارجه إسم (نور الروح) ليقرأ ما كتبه منذ 8 سنوات بعد خطبته لنور .
بعد خطوبتي لنور إكتشفت حاجات كتير مكنتش مصدق إنها ممكن تكون فيها نور تظهر للكل إنها شخصية اجتماعية ومنفتحة للعالم بس الحقيقة واللي أنا شخصيا إتفجئت بيها أن نور ليها عالم لوحدها عالم بتاعها هي مبتدخلش حد فيه غير اللي بتديله كل ثقتها وأنه الي بيخون الثقه دي بيخرج منه للأبد .
نور إتولدت وعاشت عمرها كله في إنجلترا مرجعتش مصر غيرعلشان تدخل الجامعة ودا كان من حظي علشان أعرفها ودا اللي أدي إنها مش عارفه تتعامل مع المجتمع المصري وطباعه ودا كان أكبر صدام بيني وبين نور علاقه الحب بيني وبين نور إتبنت علي حب القلب والمشاعر أو أنا كنت فاهم كدا , مكنتش فاهم أن بيني أنا ونور أكبر من أي مشاعر ممكن تتحكي أكبر حتي من الحب نفسه
بيني وبين نور أن روحي عشقتها
وروحها إرتبطت بروحي.
متنهدا يردد داخله
كنت لسه صغير مش فاهم
ودي كانت البداية والنهاية .....
يضع دفتر خواطره جانبا ليعود بعقله سنوات للوراء جالسا مع أكرم صديقه علي المقهي يتحدثا سويا في كل امور الحياة
أكرم بنبره قلقة : مالك يا محمود سرحان كدا في حاجة مزعلاك .
محمود بنرة تجمع بين الضيق والخوف : أنا محتار مع نور
أكرم مربتاً علي كتفيه
ليه يا صاحبي نور طيبة وبنت حلال وإنت بتحبها من زمان
محمود متنهدا .. هحكيلك
بدأت المشاكل بيني أنا و نور تظهر فرق التفكير نور ليها أسلوب معين في حياتها أنا مش قادر أتعامل معاه ولا وأتقبله بطبيعتي كراجل شرقي .
خروج حياة سهر شغل في الاجازة الاعتماد علي نفسها تماما في كل حاجة معاملة انجليزي في كل حاجة حتي الخروج تصمم تدفع حسابها زي ما إتعلمت طول حياتها برة مصر ماشية حياتها بعقلها ومن غير ما تشاركني قرارات تتعلق بيها
واحدة واحدة بدأت أتصدم بكل دا
عندك النهاردة مثلا كنا خارجين نتغدي برة وإنت عارف اد إيه أنا كنت فرحان إني خارج معاها أول مرة .
أكرم مقاطعا الحديث :أنا توقعت إنك هتكمل معاها اليوم بس إتفجئت بيك بتكلمني عاوزني أقابلك.
محمود متنهدا
أنا كنت عامل حسابي علي كدا بس اللي حصل غير كدا ليقص عليه ما حدث من شجار بينهما أنه ...
بعدما انتهيا من تناول الطعام تفاجئ بنور تطلب الحساب لتدفع نصفه كما تعودت دائما مع أي شخص .
ينظر محمود لها نظره ذهول وغضب .. نور إنتي بتعملي ايه
باستغراب يأتي ردها ... بدفع الحساب بتاعي
محمود بنبرة تحمل بداية شعلة الغضب دا علي أساس إيه مش فاهم يعني إزاي تتصرفي كدا
ليأتي ردها وكأنه لم يحدث شئ بدفع حسابي
وبحدة غضب متزايدة .. ايه الكلام الي بتقولي دا.
دا النظام لما كنا في إنجلترا يا محمود لما أخرج مع حد كل واحد يدفع حسابه ودا اسلوبي وأنا إتربيت علي كدا .
ظل محمود ينظر لها غاضباً وقام بإرجاع المبلغ الذي دفعته إلي حقيبة يديها وهو يحاول أن يتمالك أعصابه حتي لا يتشاجرا في أول مرة يخرجا فيها سوياً
وقام بدفع الحساب وسط غضب وأعتراض علي رده فعله ورد فعل صامت من نور
واتجاها لركوب السيارة لكي يظل منهما طوال الطريق صامت ولا ملامح لأي إبتسامة علي الوجه .
لينهي محمود حديثه عن المشاجرة بس يا صاحبي وكلمتك علشان أشوفك أفضفض معاك أنا بحب نور بحبها بكل حاجه فيها بس محتار معاها .
أكرم وقد ادرك لتوه مشكله نور الأساسية
محمود اللي إنت مش مدركه أن نور مش مشكلتها مين اللي يدفع الحساب
نور مشكلتها أسلوب حياه كامل مش عارفة تتأٌقلم عليه لازم تفهم النقطة دي يا صاحبي لو عاوز تكمل حياتك مع نور بحب ...نور بتبذل مجهود جبار علشان تعرف تتأقلم علي حياة مختلفة عن طبيعتها .
محمود وقد بدأ يشعر بالهدوء داخليا بعد ما باح بما بداخله لصديقه .. عندك حق يا أكرم طيب أعمل إيه دلوقتي ؟
إتصل بيها يا عم وصالحها متضيعش يوم من حبك ليها في زعل وبالراحة كدا وبهدوء كل الامور هتتساوي ما بنكم
كل ما ذكره أكرم كان حقيقي جدا الذي لم يدركه محمود في تلك اللحظه ان نورتعتبر تأقلمها مع أسلوب حياته تضحية وما أعتبرته هي تضحيه تتطلب منها مجهودا جباراً كان يعتبره محمود أمرا طبيعيا ولم يفهمه أبدا إلا بعد فوات الأوان
غادر محمود واكرم المقهي ليتجه كل منهما الي منزله وعند دخوله منزله قام بالإتصال بنور .
بعد أن هدأ غضبه قليلا
محمود بنرة تحمل مشاعر الشوق ... ألو نور وحشتني
نور بصوت هادئ يحمل سعادتها الطفولية ليظهر ما كانت تخفيه وأنها كانت منتظره مكالمته .... أنت زعلت من موقف النهاردة صح ؟
محمود بنبرة تحمل اللوم والهدوء : إنتي شايفة أن دا موقف يا نور أصلا ازاي تفكري تحاسبي وتقولي كل واحد يدفع نصيبه يا نور الكلام دا بين إتنين أصحاب مش إتنين مخطوبين أنا مش هقبل بدا .
وتأتي كلمات نور الحانية لتطفئ ما تبقي من نار الغضب في قلبه .
حاول تفهمني يا محمود أنا إتعودت علي حاجة وصعب أغيرها أنا عشت عمري كله بره مصر ونزلت مصر علي الجامعه ليا أسلوب حياة يمكن يفاجئك أو يلخبطك بس صعب أتغير لو علي الحساب ماشي ممكن يكون عندك حق في دي بس في حاجات كتير هنختلف عليها بعد كدا أنا لازم أوضحلك الصوره من البداية .
محمود مقاطعاً حديثها ..... أنا مش عاوزك توضحلي حاجة يا نور أهم حاجه إنك معايا .
لا يا محمود لازم تسمعني علشان أنا عارفه إنك في أول موقف هتحس باختلاف هتغير كلامك.
محمود بنبرته المعتاده الحانية وكأنه شئ لم يكن .. سيبها للأيام يا نور سيب الموقف تبين وتظهر وأنا أوعدك إني هكون هادي وأتفهم أي موقف هنبقي فيه مع بعض.
نور : أنا بحبك يا محمود وعمري ما في حياتي ما عرفت يعني ايه حب يعني ايه امان إلا معاك من أول مره دق قلبي ليك .
محمود: وأنا بحبك أنتي عارفه انتي بالنسبالي فرحة العمر كله اتجمعت في حاجة واحدة بس انتي يا نور .
(في الكثير من الأوقات الحياة تعطينا الفرحة كهدية مجمعة من الكون لنعتقد أن كل شئ سهل وأنه لا توجد معارك والحقيقة الغائبة عن عيوننا أن اكبر معركة تدخل فيها هي معركة مع ذاتك لتحافظ علي الانسان الذي يرسم معني الفرحة بداخل حجرة قلبك