رواية وعد في العتمة
الفصل الحادي عشر11
بقلم اسماعيل موسي
عارف يا دكتور معاذ يا ابنى كان لازم اهرب، لكن البنى ادم ده غريب جدآ
احيان كل حاجه بتقلك اهرب، بتترجاك تنفد بجلدك وانت تفضل مكلبش فيها بايديك واسنانك
قلت هيحصل ايه يعنى، اكيد فار جوه المقبره وشوفت جسمه خارج من المقبرة والنار مولعه قدامى، مقدرتش اتحرك ولا حتى اصرخ، جسمى كان مخدر ولسانى مربوط، كان نفس الشاب إلى انا دفنته لكن مكنش هوة، يمكن جسمه وشكله لكن جواه كان حاجه تانيه، مفيش ميت بيرجع للحياة دا حتى إلى بيتعرض لخذلان مش شخص عزيز عليه عمره ما بيرجع ذى الأول
ونظر ابو عوض تجاه دكتور معاذ، هو انا راجل جاهل يا دكتور بس حسيت باحساس غريب مزعج ورغم انى مفهمش حاجه اووى قولتله متأذنيش انا مليش ذنب، كان بيبص عليه وكأنه مش شايفنى او انا تخيلت كده، لما وصل عندى حسيت ببرد جامد اووى، وعدانى وقلت خلاص الحمد لله شكله مش واخد باله
لكنه استدار وابتسم ابتسامه وحشه اوى يا دكتور وقال، انت هتعيش
هتعيش علشان تحكى لما يحين وقتك، هتعيش لكن مش هتشوف ومعاها راح نظرى منى مبقتش شايف حاجه
اكتر من سنتين يا دكتور لحد ما انت وصلت عوض هنا فى الليله اياها وشميت ريحته، ريحته هو يا دكتور ورجعلى بصرى تانى، سنتين عشتهم أعمى وحكالى عوض عن إلى حصل فى المقبرة معاه وعرفت انها العلامه إلى كنت منتظرها
طلبتك يا دكتور عشان احكيلك شفت ايه وحصل معايا ايه
وانا مش خايف منه، انا مجبتش هنا علشان الخوف لا
جبتك علشان تنتقملى منه، دا مكنش اول لقاء بينا انا اتذيت منه كتير يا دكتور، يمكن مكنش فى نفس الصوره لكن انا متأكد انه هو، عايزك تفكر هو مأذاش عوض ليه وسابه يخرج حى رغم انه كان ممكن يقتلك انت لو فضلت جوه المقبرة
لانك عدوه
همس معاذ الصراحه انا مش فاهم انت تقصد ايه يا حج؟
مش فاهم يا ابنى لانك بتحاول تفكر بالمنطق والعقل ودى حاجه خارج حدود العقل والمنطقيه
فتش تحاربه ازاى لان كل لحظه هتتأخرها هتكلفك كتير اووى وهتفضل ندمان طول عمرك
ثم سعل ابو عوض وبدا ان روحه هتخرج منه، ركض عوض وزوجته واستأذن معاذ وغادر الشقه
فى الطريق فضل صامت، احارب مين وازاى؟
اذا كان كيان، شبح، جان، محتاج شيخ يحاربه مش انا
انت التالى؟
تذكر معاذ الكلمه التى كتبت على المرآه، دورى قريب اووى
انا سمعت صوته
وحاول يتلاعب بيا فى الشقه وانا سمحت بكده، النفس المجرده متقدرش تحارب كيان مهما كان ثباتها
اخرج هاتفه وبحث خلال الانترنت عن انواع الجان وكيفية محاربتها
كلام عام لم يخضع لتجربه، لازم تتحصل على الثبات يا معاذ
لازم لازم
كان عليه ان يبداء بالدلائل، لما التليفون رن بنغمه دينيه تأثيرة انعدم
استغرقت سيارة الأجرة وقت لا نهائى فى الوصول إلى شقته
صعد معاذ السلم وتردد قبل أن يفتح الباب كان الهاتف لايزال فى يده على خانة البحث فى جوجل وقد كتبت لوحة الكتابه عنوان غريب بطرقه المستمر على الحروف بلا وعى وعندما دلف إلى داخل الشقه ونظر إلى الهاتف تفاجأ بعنوان غريب ضمن نتائج البحث وصورة غامضه لبشر بهيئه غريبه
ثبت معاذ الهاتف امام عينيه والقى بجسده على الأريكه واضعا كل تركيزه على العنوان الذى جذب انتباهه
فى زمن بعيد ساحق كان هناك قوم كلما ارتكب شخص منهم معصيه عوقب فى الحال وكان يظهر له زيل
زيل يطول مع كل معصيه يرتكبها وكان أصحاب المعاصى واضحون للعيان ويشار إليهم وكان شكلهم يختلف بين زيل طويل وزيل قصير ومن يحافظ على نفسه يظل كما هو والى والى جوارهم قريه أخرى يزداد وجه اصحاب المعاصى سواد مع كل خطيئه يفعلها، وكانت القريتين متجاورتين وأصحاب المعاصى يشعرون بالخجل والعار ويختفون من أمام عيون الناس حتى وصل إلى القريه رجل غريب راح يجتمع باصحاب المعاصى وكان قد زاد عددهم#وعد_فى_العتمه
١٢
وبعد أن كان أصحاب المعاصى يخجلون ويستترون جعلو يجهرون ويفخرون بذنوبهم وعندما اعترض الصالحين تجمع أنصار المعاصى وتغلبو عليهم وأصبح الحكم والسيطرة للعصاه
وأصبح كل واحد يفخر بطول زيلة ونصبو الغريب حاكم على القريتين، ولم يكن الغريب شخص عادى بل مارد من الجان لديه قدرات جبارة جعلتهم يعبدونه، تحقق معاذ من صفات الجنى ووجد ان بعضها موجود فى ما يعانيه ويمر به، لكن القصه تذكر الجنى ولا تذكر كيف تغلب عليه رجل صالح من القريتين، بل تنتهى بهروب الجنى واختفائه من القريه
__حاول معاذ ان يتعمق فى موضوع البحث أكثر لكن للأسف لم يعرف كيف عثر عليه وما الكلمات التى نقرها على لوحة المفاتيح حتى اوصلته لتلك النتائج
شرد معاذ بعمق ونسى العالم وما حوله، يعنى فيه طريقه لهزيمته؟
طيب ليه المقال مذكرش الطريقه؟
استمتعت صح؟
دوى صوت مرعب داخل الشقه
تلفت معاذ من حولة لم يرى احد لكنه يعرف الصوت
امسك معاذ هاتفه بسرعه وقبل ان يرتعش مصباح الصاله وينطفيء شغل القرأن الذى حمله فى طريقه
وبعدين بقا فى لعب العيال ده؟
انت فاكر بكده نقدر تتخلص منى؟ كان الصوت هذه المره أقرب لاذن معاذ وأكثر رعب، انا ممكن امحيك من على وش الدنيا
بس انا مش هعمل كده انا سايبك عايش لان فيه دور لازم تقوم بيه
دور متحدد من زمان اووى يا دكتور ولا يمكن تغيرة
ثم ارتفع الصوت، انت التالى!!
تمكن معاذ من البسمله والحوقلة فاختفى الصوت لحظيآ
قبل أن تنفتح نافذة الصاله بقوة مرعبه جعلت معاذ يرتعش
شرد معاذ لحظه وقبل ان يدخل معاذ فى واقع مخلوق رن هاتفه، استيقظ معاذ من شروده وسمع ضحكات متقطعه سوداوية مجحفة
لو خيرتك يا معاذ بينك وبين حبيبة القلب هتختار نفسك ولا تختارها
ودون تردد صرخ معاذ هختارها هى
___قهقهقه متقطعه بدرت من الأشيء، هى البنت تستحق الصراحه، تشبة مونيكا بيلوتشى، عارفها والا انت اخرك ياسمين صبرى؟
صاح معاذ باستسلام، اطلع من دماغى، اطلع من دماغى
رن الهاتف مره اخرى بلا توقف ويد معاذ عاجزة عن الرد
بتحبها يا معاذ؟
لم يتلقى الكيان رد من فم معاذ المغلق
عارف يا دكتور؟ أقوى انواع الحب، الحب غير المعلن
الحب إلى بيخليك تتعذب ليل ونهار وانت شايف حبيبك ولا دارى بيك، ويمكن بيلعب بديله مع شخص تانى
انت عايز ايه منى؟ وشعر معاذ ان عقله سينفجر من الدوار والصداع
بتقاوم ليه يا معاذ؟ اسمحلى ادخل جواك، كل إلى قبلك ارتاحو لما سلمو أمرهم ليا، وانت مش هتكون استثناء
طرق باب شقة معاذ بقوة حتى انه كاد ان يتهشم،بينما لم يسمع معاذ سوى طرقات طفيفة على باب الشقه
تحرك بصعوبه وفتح باب الشقه وجد فريدة واقفه على باب الشقه
لاحت من عينيه نظره مستجديه وقبل ان يسقط أرضا تعلق بيد فريدة
لم يدرى معاك كم مضى من الوقت وهو فاقد للوعى
اهو فاق يا انسه الحمد لله، رن صوت الحارس فى اذن معاذ
الحمد لله ركضت فريدة من المطبخ فى يده كوب عصير
اشرب يا معاذ، اشرب، انت بخير
انت فقدت وعيك وملقتش قدامى غير حارس العماره استنجد بيه
حصل ايه معاك يا معاذ؟
هو فين؟ راح فين؟ صرخ معاذ بخوف
لا حول ولا قوة الا بالله، هو مين يا دكتور؟
مفيش حد موجود هنا غير انا والانسه؟
كان هنا، كان موجود، وضعت فريده يدها الناعمه على فم معاذ ومنعته من مواصلة الكلام، استكان معاذ وهداء بين يديها.
عندما رحل الحارس قص معاذ على فريدة الأوهام التى حاصرته
عونى كان بيحصل معاه كده يا معاذ، لما رنيت عليك اكتر من مره من غير ما ترد حسيت انه فيه حاجه غلط معاك
اتخضيت عليك الصراحه وهمست فريدة بخجل ركبت عربيتى وجيت على هنا.
انا قابلت حارس المقابر يا فريدة، همس معاذ عندما استطاع الكلام
وقلك ايه؟
صمت معاذ دقيقه يتفكر، قال كلام غريب يا فريدة
ايوه يعنى قال ايه؟
نظر معاذ إلى فريدة واشفق ان يحمل هذا الوجه الملائكى همومه، بعض الهموم خلقت لنسير بها بمفردنا
معاذ من فضلك همست فريدة بنبره متوسله، مش عايزة اخسرك زى عونى
ثم تذكر معاذ فجأه كلام الحارس، تفتكر هو ما قتلش عوض ليه؟
كان يقصد ايه لما قال فكر فى المووضوع ده
يعنى عوض همس معاذ فيه علاقه بينه وبين...... وصمت معاذ مخافة ان يذكر اسمه
لا لا مش معقول نطقها معاذ بصوت مسموع وكأنه يطرد فكره من دماغه
معاذ _ قالت فريده بنبره حاده، بتفكر فى ايه؟
ان فيه علاقه بين عوض والكيان إلى بنحاربة
علاقه زى ايه يا معاذ؟
صوب معاذ عنيه تجاه فريدة
عوض ابن الكيان
