رواية ورطه
الفصل الاخير
بقلم ايمان ممدوح
_مراته التانيه تصرفاتها مش مظبوطه أصلاً يا"نُهىٰ" هيا هتسهل عليا اللي هعمله.
تنهدت نهىٰ ثم تحدثت بحيره: يعني هتعملي إيه برضو يا"ثُريا"؟
هتفت ثُريا بتوضيح: بصي يا "نُهىٰ" أنا حاليًا مركزه إني اعمل فلوس عشان تسندني لما اطلق منه ومهتمه بشغلي وعيالي أكتر لحد مااتصرف في مكان لأن اللي زي ده مش هعرف اخد منه حق ولاباطل وجهًا لوجه لازم افكر كويس عشان اعرف اخد حقي وهو مش مهتم أصلاً بوجودي هو سايباني عشان مطالبش بحقوقي لما يطلقني آخر خناقه بعيدًا عن صدمتي مرضتش اتكلم ولاارد عشان كنت حاسه إنه هيرميني في الشارع انا وعيالي وساعتها مكنتش سانده على قِرش وكده كده أهلي ماصدقوا جوزوني بس في نفس الوقت مش عارفه اعمل إيه ولاارجع حقي ازاي كل اللي اعرفه إني لازم اجمع فلوس عشان ابقى... ثم تنهدت ساخره: عشان ابقى جاهزة للطرد في أي وقت ومش مهم اخلعه بقى ساعتها..
•صمتت "نُهىٰ" قليلاً تُفكر في حلول لمساعدتها تعرفت على ثُريا منذ شهر ونصف في نادي أطفالهم، بعد ان اعتمدت ثُريا على ذاتها أصبحت تشترك لااطفالها فيه، توطدت العلاقه بينهم يومًا وراء يوم وتفاجأت ثُريا من تواضع نُهىٰ على الرغم من المستوىٰ الإجتماعي التي تمتاز بِه وعرضت عليها المساعده إلا أنها رفضت بكبرياء أنُثىٰ كُسِرت..»
تحدثت "نُهىٰ" بِحذر: طب تسمحيلي أساعدك؟ كادت أن تقاطعها حتى هتفت: قبل ماتعترضي أنتِ مطلبتيش مساعدتي من الاول وأنتِ لسه بادئه فااكيد مقصدش فلوس أو بيت لأن عارفه إنك هترفضي
انا محاميه بس توقفت اول ماخلفت "يُونس" يعني ممكن أساعدك يا ثُريا..
تمتمت ثُريا بخفوت: ازاي؟ هو مش هيرضىٰ يطلق وانا هخلعه بس لما اقف على ارض صلبه وحقوقي هتبقى راحت عليا بس مش مهم،المهم اخلص منه.
_ للأسف هلجأ للإسلوب الملتوي بما إنه لامهتم بيكِ ولا عياله حتىٰ ومبقاش يصرف عليهم، هنضطر نتصرف بطريقه غير قانونيه
ثم هتفت بمزاح: يعني للأسف مش هعرف استغلك وارجع امارس مِهنتي..
ابتسمت "ثُريا" قبل ان تهتف: يعني هنعمل إيه؟
_أنتِ قولتيلي إنه اتطرد من الشغل الفتره الاخيره صح؟
-أيوه
_ يبقى تسمعي اللي هقولك عليه بس للأسف هياخد وقت شويه واهو تكوني جمعتي فلوس أكتر..
«استمعت إلى ماتقوله صديقتها باهتمام، اختلفت تعابير وجهها بين الاندهاش والصدمه حتى تممت علىٰ ماتقوله ليبدأ التنفيذ في صباح الغد..»
______________________________________
_ بس أنتِ ممكن تتأذي يا "نُهىٰ".
«كانت تلك جملة زوجها وهو يحثها أن تبتعد عن مشاكل صديقتها وألا تتدخل..»
تحدثت" نهىٰ" بتصميم: ياسر زوجها صعب أوي وهيا وحيده يُعتبر أهلها رموها ولا بيسألوا عنها وهيا بتطلب قربهم عشان يبقوا سندها بس مفيش فايده، هتفضل تحارب لوحدها وتنحت في الصخر لحد إمتىٰ، هيَ أصلاً اشترطت عليا متدخلش أنا في أي حاجه بس انا ريحتها عشان كده كده هتبقى طرف بعيد، مراته التانيه ماشاء الله عايشه في البيت ولاكأنه هيا الاولىٰ وثريا واولادها اللي ضيوف تخيل مستحمله كل ده وشعور ولادها إيه وهما شايفين مرات ابوهم عايشه معاهم في نفس البيت واكيد فيه تفاصيل صعبه يا "ياسر"
تحدث "ياسر" بنبره مُجبره: خلاص أنا موافق تساعديها بس أنا اللي هتصرف كل حاجه هتم جوا شركتي وهخلي حد يعمل معاه الإنترڤيو ويتمم كل حاجه ويشتغل شهر عشان ميحسش إن فيه حاجه مش طبيعيه.
اقتربت مِنه ثم احتضنته على بُغتة: حبيبي ربنا ميحرمنيش منك ولو إني خايفه عليك.
امتعضت تعابير وجهه قبل ان يهتف: وحضرتك كنتِ عاوزه تقومي بالدور أنتِ! براڤو.
__________________________________
_ظلت "ثريا" تعمل علىٰ مراضاة زوجها حتىٰ لو قام بإهاناتها لشعوره بالريبه تجاهها فكيف لها أن ترضخ بعد ماحدث؟!
تحدثت "ثُريا" بحذر: خالد أنا عرفت إنك بتدور على شغل بقالك فتره في شركه كانت منزله إعلان إنها عاوزه موظفين إيه رأيك تقدم؟
نظر لها بريبه: أنا مستغربك يا "ثُريا" وقلقان منك إيه معقوله رضيتي بالأمر الواقع ومشيتي بمبدأ نكمل عشان العيال ولاإيه..
تصنعت اللامبالاه ثم هتفت بتجاهل عن قصد: هتقدم ولالأ؟
_ وريني الإعلان الأول
قامت بفتح هاتفها ثم عرضت أمامه الإعلان حتى يطمئن حتى وجدته يهتف بحماس: إيه ده؟ ديه شركة ياسر القناوي معقوله، اخيرًا جه من وشك حاجه عدله.
«ابتلعت إهانتها حتى تصل إلىٰ هدفها الأمر يقترب لا داعي من إفساده»
________________________________
بعد مرور يومان
_ حضرتك اتقبلت معانا في شركة القِناوي للمقاولات تقدر تيجي تمضي العقود بكره ان شاء الله.
«أتت مكالمة الهاتف علىٰ فجأه جعلته يبتسم بانتصار بعد أن طُرد من وظيفته الأولىٰ وذهب ليُخبر زوجته الثانيه " ملك"»
_ ملك انا قبلت في شركة القناوي مش مصدق نفسي شكلها هتلعب معايا ولاإيه.
_أخبرها بعد أن وضع يديه على كتفها التي حينما انتهىٰ من جُملته أزالتها دون اهتمام: اهلاً وسهلاً نعمل إيه يعني لسه هستنى شهر كمان على ماتقبض وتجيب فلوس ماتشوف مراتك كده ماهي بتنزل تشتغل خد منها أي حاجه علىٰ ماتنزل.
تمتم "خالد" بغضب: انتِ قالبه وشك علىٰ إيه؟ طبعًا عشان عاوزاني اكتبلك الشقه، اذا كان ثُريا مطلبتهاش اللي بقالها سنين عايشه معايا،وكمان الشقه بتاعتها وجايه بفلوسها، جايه بكل سهوله كده عاوزاني اكتبهالك أنتِ؟!
«الجمله الأخيره قصد اهاناتها شخصيه گ "ملك" لن تمر الأمر دون أخذ حقها.»
هتفت بنبره عاليه وهي تصفق بكفي يديها معًا: لأ بقولك إيه اوعىٰ تفتكرني "ثريا" هترميلي قلة أدبك من هنا واسكت، لأ ده انا اطلع عين اللي يجي عليا ولايمسني بكلمه تضايقني..
«بِ طبعه جَبان يفرض سيطرته فقط علىٰ من يبتلع مايفعله في صمت "ملك" تعرف أنها اذا صمتت سيزداد في حماقته..»
اقترب منها ثم تمتم بخفوت: إيه ياحبيبتي أنتِ زعلتي ولاإيه؟ انا بهزر معاكِ.
-أيوه كده اتعدل.
______________________________
_ كل حاجه تمتّ يا "ثُريا" تقدري تخرجيه من الشقه هو ومراته وتعيشي حياتك وتخليه يطلقك مقابل إنك ترجعيله الأرض بتاعته علىٰ الرغم المفروض تاخديها.
هتفت "ثريا" بحده: انا مش عاوزه من وشه حاجه هو واخداها بس عشان يحل عني ويطلقني، خليه يتقهر شويه زي ماقهرني وانا مش قادره اتكلم وادافع عن حقي حتىٰ.
نُهىٰ: إهدي يا "ثُريا"، خلي بالك على نفسك عشان لما يعرف ماتعرفيش تصرفه هيبقى إيه..
ثُريا: مجهزه نفسي متقلقيش سلام.
«أغلقت الهاتف في ذاتَ الوقت الذي أتىٰ زوجها فيه، تحركت إليه بعد أن أخذت أنفاسها للدخول في معركه طاحنه استغلت عدم وجود صغارها.»
_ ياريت تاخد مراتك وتطلع برا أنتَ وهيَّ ياخالد باشا بس قبلها تطلقي
انقلب وجهه بتعابير تكاد تفتك بِها: بتقولي إيه ياوليه أنتِ هتخليني ارجع أيام ماكنت بسلم على وشك..
هتفت بقوه: للأسف لو عملتها دقيقتين بس والبوليس يكون هنا، أصل أنا مش هقول جُمله زي ديه وأنا مش مظبطه كل حاجه...
ابتلع ريقه خوفًا من اجابتها على سؤاله الذي هتف بِه: يعني إيه الكلام ده؟
راقصت حاجبيها له ثم تحدثت بذاتِ القوه: يعني أنا خليتك تتنازل عن كل حاجه يا"خالد "، الشقه اللي هيا حقي أصلاً وأنتَ ضحكت عليا وفضلت تقول هكتبها بااسم ابننا ياحبيبتي ونأمن مستقبله وانا خدتك كحيان اصلاً جايب شقه إيجار وخلتني شغاله من اول مااتجوزنا لحد ماجبت الشقه ديه بفلوس وقولتلي يلا ياحبيبتي اقعدي من الشغل بقى ده انا تعبتك أوي انا اللي هصرف راجل بجح وعينك واسعه، قهرتني يااخي وعملت فيا اللي ماكنت اتوقع يتعمل فيا طلعت عين عيني وانا ساكته وصابره، مش بعيد قعدتني من الشغل عشان تكسرني أكتر وملقيش حاجه اتسند عليها... تحشرج صوتها حتى غمزت عن قصد: بس السنيوره طلع ليها فايده خليتك تتشغل عني شويه، من الأخر غور أنتَ وهيا من هنا مبقاش مكانكم وقبلها هتطلقني يا" خالد".
«كان ينظر لها بمشاعر مليئه بالصدمه، لم يتوقع منها ضربةً كتلك أصابته في مقتل..»
_طلقني
قهقه بهستريه قبل أن يهتف گ المُختل: وأنتِ فاكراني بقى هطلقك بعد اللي عملتيه فيا ده؟! أنتِ بتحلمي يا "ثُريا" هسيبك كده مش طايله حاجه..
ابتسمت بصفاء: كنت عامله حسابي طلقني وخد الأرض وبالتلاته ومش عاوزه من وشك حاجه.
«كانت "ملك" تقف خلفهم تستمع إلى الحوار الدائر حتىٰ ذهبت إليه..»
هتفت ملك بحده: طلقها وخد الأرض أحسن مايبقى صباعك تحت ضرسها يا "خالد" أنتَ مش شايف ديه مخططه كل حاجه يعني بايظه على الأقل تنفد بحاجه.
تمتم بتعب: ولادي يا "ثريا"؟
تحدثت بسخريه: ولاد إيه اللي بتتكلم عنهم، دلوقتي بقوا ولادك؟ عالعموم انا مش قليلة الاصل والعيال ملهمش ذنب هتشوفهم وقت ماتعوز انجز وطلق.
_تتنازلي عن الأرض الأول
-انطقها الأول أنا مش مجبره على ده أنتَ اللي صباعك تحت ضرسي زي مالسنيوره قالت.
هتف خالد: أنتِ طالق يا" ثريا" بالتلاته
«قبل أن تبتسم بنصر وجه "خالد" حديثه إلىٰ "ملك"»
_ أنتِ طالق يا مَلك.
«شهقه خرجت من جوفها وهي تضع يديها على وجهها بصدمه، تنظر لهم" ثريا" بسخريه حتى أتت بورق التنازل عن الأرض إليه ثم مدته إليه وهي تشير له عبر الباب هو و "طليقته"..»
_بالمناسبه السعيده ديه أنتَ مطرود من شركة القناوي
«ألقت جملتها مبتسمه باصفرار غير عابئه بملامح وجهه التي ملئتها الصدمه، يشعر بفاجعه هنا فقط عَرِف كيف فعلت كل ذلك وبِمن استعانت، أغلقت الباب في وجهه قبل أن يُبادر بسؤاله..»
تمت