رواية تجربه مدمره
الفصل الثاني2
بقلم ايمان ممدوح
_ بابا، أنتَ هتسيب كتب الكتاب ده يتِم؟!
«كلماتٌ ألقتها وقلبها ملكوم علىٰ ماستصل إليه الأمُور، كيف يُعقد قرآنها علىٰ رجُل لم يلتزم بما تفوه بِه..»
تحدث "سليمان" مُجبرًا: يا "فريده"، الكلام ده خلاص آوانه عدىٰ، كتب كتابك انهارده وجايه تقوليلي هيتِم ولالأ؟ وبعدين أمك كانت زيك والحمدلله خدنا شقه وبقينا لوحدنا فيما بعد، الظروف صعبه علىٰ الشباب ومش هيقدر يوفر شقه تانيه.
هتف" فريده"باكيه: وأنا مالي، أنا عندي مبدأ بيت العيله ده لايمكن أتجوز فيه، اتفقت معاه علىٰ كده، رجع في كلامه واكيد هو مش لسه فاكر قبل كتب الكتاب بيومين يقولي أصله مش هينفع ده قاصد إنه يحطني في الأمره الواقع، ثم إن أنا مش وحشه ولاناقصني حاجه عشان أقبل بحاجه أنا مش عاوزاها.
تحدث"سليمان"بصرامه: بقولك إيه متوجعيش دماغي كتب الكتاب هيتم، عيشي حسب حياتك بقىٰ ومشيها زي ماتيجي، ماتفضليش تولولي.
«تركها والداها تبكي بقلبٍ مفطور، تشعر بالخزي من والدايها؛ لإجبارها علىٰ قرار مصيري كهذا، حتىٰ لايُقال في حقِهم كَلمه..»
أتت والداتها ثم مصمت شفتيها بسخريه: كفايه عياط يابت أنتِ، افرحي وحِسك عينك أما الناس تيجي تبقي بالمنظر ده ولاباين عليكِ حاجه، اومال لو غاصبينك بقىٰ ياست "فريده"؟
قاطعتها بشراسه: اومال اللي بتعملوه ده إيه؟! ده أنا عماله اتحايل عليكم توقفوا المهزله ديه.
اقتربت"ثناء" منِها لتتلقىٰ "فريده" صفعه دوت علىٰ وجهها بلا رأفه، أغمضت عينيها ودموعها تهبط علىٰ وجنتها بخُذلان مما فُعِل بها»
_أنا مستحمله قِلة أدبك بقالي يومين، أقول معلش البت بتتدلع، تعالي علىٰ نفسك يا "ثناء"، لكن خلاص فاض بيا، ده اختيارك وبقالكم سنه مخطوبين وده مش سبب تخربي الدنيا عشانه، ازاي أصلاً بعد سنه قادره تتخلي عنه عشان سبب زي ده!
تمتمت" فريده " بجمود: ابقي افتكري القلم اللي ادتهولي ده عشان لما اجيلك متطلقه تعرفي إني كان عندي حق أخرب الدنيا زي مابتقولي.
وقبل أن تذهب تحدثت بجملتها: آه، كنتِ بتقولي إزاي قادره اتخلىٰ بكل سهوله كده، ضوابط الخطوبه اللي فضلت تهزقيني عشانها خلتني مش متعلقه أوي، فيه قبول والدنيا تمام وشايفه شخصيه كويسه خلاص، عشان كده قادره أقف واقولكم لأ.
_________________________________
_ حَلا هو "حسام" صاحبك فين؟
«كممت"حلا" فم صديقتها " ريم" وهي تشعر بالذُعر من أن يسمعها عائلتها..»
- أنتِ متخلفه يا "ريم" ماتروحي تقوليلهم أحسن؟
هتفت "ريم" بملامح منقبضه: هو فيه إيه ده صاحبك عادي، إيه التفكير القديم ده، أنتِ أصلاً مش معرفاهم يا"حلا"؟
تنهدت "حلا" بخفوت: أنتِ ممكن تشوفي عشان احنا مستوانا كويس إن الدنيا سايبه شويه أو مفيش قيود أوي بس العكس بابا قافل عليا، لما بخرج لازم السواق يبقى معايا ولو فيه حفلات يبعت اخويا يكون موجود أي حاجه مبقاش لوحدي في حته لحد مادخلت الكليه ساعتها القيود هديت شويه، في الأول أنا وحسام كنا زمايل بيطلب كشكول ادهوله، يطلب أي حاجه اشرحهاله هكذا لحد مالعلاقه تتطورت وحبينا بعض وهنا في البيت لو بس عرفوا إني اتعرفت على شاب في الجامعه لأي سبب متوقعش ردة فعل بابا هتبقى إزاي؟ مش بعيد يحط عليا رقابه من تاني.
تمتمت "ريم" بنبره ساخره: إيه التقفيل ده، يعني المفروض إنكم ناس راقيه يعني!
لكمتها "حلا" بيديها الضئيله على وجهها بغضب: هو عشان نبقى ناس راقيه ابقىٰ رقاصه ولاإيه؟ ماتلمي نفسك يا "ريم"، بعدين هما عندهم حق ساعات ضميري بيأنبني ربوني أحسن تربيه ومستخسروش فيا حاجه، عرفوني إن فيه حلال وفيه حرام خط أحمر المفروض متخطاش حدودي فيه عكس زي ماأنتِ بتقولي المفروض طبقه راقيه اللي بالنسبالك لازم يبقى كل حاجه عادي، انا روحت حفله تبع شغل بابا مره كنت بشوف مهازل، كانوا يقعدوا معايا يفهموني إيه اللي ينفع وإيه اللي مينفعش ديه التربيه الصح اللي أنا حاسه إني خونتها أصلاً.
تأففت"ريم" بضيق: إيه الأوڤر ده، بس اسكوتي خلاص، قوليلي بس حسام كلمك وهيجي يتقدم ولالأ؟
تمتمت "حلا" بشرود قبل أن تسمع صراخ صديقتها "ريم" وهي تضع يديها علىٰ وجهها بصدمه..
_حسام ملوش أثر بقاله يومين.
____________________________
_ ألف مبروك يا "فريده"، أنا محظوظ إني إتجوزت واحده زيك أخيرًا بعد ضوابط الخطوبه اللي طلعت عيني ياشيخه.