رواية عاصفة الهوي
الفصل السابع7
بقلم الشيماء محمد احمد
كريم رمى الكرة في ملعبها ، هل هي عندها القدرة تدرس ولا لا؟ والأهم هل هتتنازل عن رغبة جواها لمجرد انها غيرانة من واحدة لا تمثل لها أي أهمية ؟ أخيرا بصتله وقررت تلعب بنفس طريقته فردت عليه بتكبر : هرد عليك بعد ما أرجع من الساحل .
بصلها بحيرة : بس أنا لسه ما وافقتش نروح الساحل يا أمل
ابتسمت بخبث : أنا هروح أغيّر جو أنا وابني .
كريم اتصدم من موافقتها ؛ لانها كده بتقوله انت مش مهم وبيك من غيرك مش فارقة
رد في محاولة لتغيير رأيها: انتِ مش لسه قايلة من دقيقة بس ان رفضي وعدم مرواحي مفيش فرق بينهم ؟
ابتسمت أكتر وقالت ببساطة : قلت
استناها تكمل ولما سكتت وفضلت باصة قدامها سألها بترقب: قلتي وبعدين ؟ كان كلام يعني ؟
نزلت النظارة من على عينيها وبصتله من فوقها : عايز تيجي معانا أهلا بيك مش فاضي خليك في شركتك يا حبيبي ، أنا هروح مع العيلة نونا وزوزة وماما وطه وغادة ، وأكيد هاخد معايا إيان يبقى مع إياد و الكل هيبقى موجود.
كريم فكر يرفض ويقولها مفيش مرواح علشان يشوف هتعمل ايه بس تراجع هو أصلا من امبارح كل ما يجي يقرب منها يطينها بزيادة .
سكتوا لحد ما وصلوا الشركة ، طلعوا في الأسانسير وخرجوا وهي رايحة مكتبها وقفها بتردد: أمل ، انتِ بجد هتروحي لو أنا ما روحتش ؟
هزت راسها باستغراب وردت ببراءة : اه يا حبيبي انت من امبارح عمال تقولي براحتك فأنا هدخل أقول لبابا وطه اني معاهم ، عايز حاجة مني قبل ما أروح مكتبي ؟
سابته وراحت مكتبها وهي مبتسمة بانتصار وحست انها كده اتصرفت صح ، وهو غصب عنه هيفضي نفسه ويتشقلب علشان يروح معاهم ، ابتسمت برضا من تصرفها.
سيف في الشركة مندمج في اللاب بتاعه دخله مروان اللي سأله: ينفع أروح بدري النهارده ؟ ولا محتاج مني حاجة ؟
سيف ابتسم وقرر يلاعبه: ليه وراك ايه ؟ الواحد مفحوت وانت عايز تزوغ ؟
مروان باستنكار: يا ابني هخلص كل اللي ورايا قبل ما أمشي وكل اللي طلبته هنفذه ، المهم دلوقتي عايز مني ايه علشان بجد لازم أمشي بدري ، هتأخر كدا
سيف ضحك: ما أنا عارف بس برخم عليك ، امشي ياعم أصلا مش عارف جيت ليه وانت لسه قدامك سفر؟
مروان بابتسامة: مش لدرجة أقعد ياسيف ده لسه بدري النهارده يادوب بس هروح أتعرف عليهم وأفاتح والدها .
سيف بابتسامة: هالة بنت حلال ربنا يتمملكم على خير .
ابتسم بامتنان وسأله : ها محتاج مني ايه ؟
ابتسم و وقف : تروح دلوقتي وتشوف هتاخد معاك هدية ايه ليها لأن الحاجات دي بتفرق أوي مع البنات .
بصله بدهشة: بجد ؟ المفروض آخد ايه طيب ؟ غششني أنا زي أخوك برضه .
قهقه بصوت عالي ورد: خد جاتوه ، شوكولاتة ، هدية ليها هي خاتم مثلا أو سلسلة أو اسورة ، بيرفيوم ، الحاجات اللي زي دي
ضم حواجبه بتفكير : بس هل منطقي اني هروح أتعرف عليهم آخدلها هدية هي شخصيا ؟ كده كأني بقر ارتباطي بها ولا ايه ؟
رد بحيرة : والله يا مروان مش هفيدك ماعنديش خبرة في المواضيع دي ، أنا أول مرة روحت ساعة العريس وكنت عايز أخنقها وتاني مرة الكل كان عارف وكان تحصيل حاصل فبصراحة مش عارف المتبع ايه بس أنا أخدت كل حاجة ممكن تخطر في بالك ، أعتقد انها لفتة حلوة ، شوف رأي والدتك أكيد هتفيدك .
مروان بصله بحيرة : هسألها فعلا ، يلا طيب هسيبك أنا دلوقتي ودعواتك .
سابه وخرج اتصل بوالدته وقالتله ما يجيبلهاش هدايا أول مرة لان محدش عارف أبوها ممكن يفسرها ازاي ؟ خليها هدايا عادية للبيت وبعدها يبقى يجيبلها اللي هو عايزه .
بعد ما مروان خرج من عند سيف كلم همس يفكرها بميعاد الدكتوره : همس يا روحي جاهزة ؟ انا جايلك في الطريق ، ميعادك مع الدكتورة بعد نص ساعة ؟ يعني هتحرك اهو علشان اجيلك
قامت وقفت بكسل : يوووه مش لازم يا سيف أصلا النهارده
سيف بإصرار : حبيبتي ربنا سترها فخلينا نسترها كام شهر كمان علشان بس تعدي سنتك على خير و بعدين مش اتكلمنا واتفقنا هنأجل الخلفه كام شهر بحيث نضمن ان الامتحانات تعدي على خير ؟ يلا اجهزي عقبال ما أجيلك
خلال نص ساعة وصل وهمس كانت مستنياه جريت على برا أول ما كلمها وركبت جنبه باسته على خده بابتسامة : بتفكرني بأيام ما كنت بتخطفني في الكلية
بصلها بتهكم : أنا لو أعرف اني بعد ما أتجوزك هتفضلي تبوسيني على خدي زي أخوكي ماكنتش اتجوزتك أصلا
شهقت بصدمة : ما كنتش ايه ؟ حوش حوش اللي ماكانش هيتجوزني ده ، ده انت هتموت عليا صبح وظهر وعصر وليل قال ماكانش هيتجوزني قال .
بصلها بذهول: هي وصلت انك تردحيلي ياهمس ؟
ضحكت بمرح : مش انت اللي بتقول كلام ينرفز ؟ قال ماكنتش اتجوزتك قال ! طيب وديني بيت أبويا ولا أقولك بيت أخويا أقرب سيبني هناك لحد ما
قطعت جملتها لما مسكها من شعرها بغيظ: ما تسكتي ايه رأيك ؟ اسكتي
مسكت ايده بدهشة : انت بجد ماسكني من شعري ؟
أكد بمداعبة : اه بجد هتعملي ايه ؟
بصتله بتفكير وبعدها ردت بتحدي : هخاصمك وهستعمل كل أسلحتي الغير بريئة معاك ها ؟
ساب شعرها واتحرك بالعربية بعدها سألها باهتمام : من باب حب الفضول بس ايه هي أسلحتك الغير بريئة دي ؟
كشرت ولفت وشها بعيد بدلال: أنا مخاصماك ما تكلمنيش أصلا ، انت اعترضت على بوسة الخد فحتى دي مش هتطولها أصلا
ضحك ورد: ماشي نشوف الموضوع ده بعدين
وصلوا ودخلوا عيادة لدكتورة اسمها رباب فسألته بفضول : انت تعرفها منين الدكتورة دي ؟
جاوبها بغيظ : هعرفها منين يا همس بالله عليكي ؟ ده أخوكي اللي رشحهالي وأختك بتتابع معاها لما تيجي هنا
ابتسمت وخبطته على كتفه بمشاغبة : عارفة بس قلت أختبرك
ضحك بغيظ منها: بتختبريني؟ ماشي يا ستي
الممرضة دخلتهم وهي رحبت بيهم لان نادر موصيها عليهم وبعدها سألتهم : خير اتفضلوا دكتور نادر قالي انكم لسه عرسان
همس مكسوفة تتكلم وبصت لسيف ومستنياه هو يتكلم وبالفعل قال بهدوء : احنا فعلا لسه راجعين من شهر العسل بس كنا حابين نأجل موضوع الحمل والخلفة كام شهر لانها لسه بتدرس ودي آخر سنة ليها فمحتاجة تركيزها يكون في المذاكرة فقلنا نأجل شوية .
ابتسمت بتفهم : طيب نعمل اختبار حمل الأول لان ممكن
قاطعها بثقة : لا مش محتاجين نعمل اختبار
سألته بعملية: حضرتك اتأكدت؟
اتكلموا كتير مع الدكتورة وهي بعد الكشف على همس اقترحت انها تاخد حبوب منع الحمل لأنها آمنة وسهلة لانهم مش محتاجين يستعملوها لفترة طويلة بس أهم حاجة تنتظم عليها .
خرجوا من عندها وسيف قالها تظبط المنبه بميعادها بحيث تفتكرها كل يوم وصلها البيت ورجع الشركة من تاني .
كريم في مكتبه و كل شوية يفكر ازاي أمل قررت تسافر من غيره وليه غيرت رأيها ؟
سرحان تماما لدرجة انه اتفزع لما باب مكتبه اتفتح مرة واحدة ولسه هيزعق بس كان مؤمن اللي ضحك على منظره : اتخضيت ولا ايه ؟ سرحان في ايه كده ؟
بصله بضيق : والله انت بارد
ضحك عليه ورد بصوت الليمبي : عليا الطلاق اتخضيت يا حاج كامل
كريم باصصله بتذمر بس غصب عنه ابتسم : تصدق محدش كان بيرخم عليا طول ما انت مسافر قد ايه الواحد كان مرتاح
مؤمن شهق بمزاح : اه اه بأمارة اتصالك كل يوم تعيطلي هتيجي امتى يا مؤمن ؟ هترجع امتى يا مؤمن ؟ ولا حتى سيف اللي خليته يكلمني ويقولي الحق صاحبك بيطلع في الروح من غيرك .
كريم بص على مكتبه ومالقاش غير علبة المناديل اللي ينفع يحدفها في وشه بس قبل ما يمسكها مؤمن مسكها بسرعة: ما تخليك قمور كده وتهدا
أخد نفس طويل وبصله : ما تقول عايز ايه وتروح مكتبك تشوف وراك ايه ؟
قعد ومط شفايفه بكسل : هروح ، المهم قولي ايه آخر الأخبار
بصله باستغراب : ما انت عارف كل حاجة أول بأول أقولك ايه ؟
كريم حس انه مخنوق وعايز يتكلم بس مش أكتر ، قام من مكتبه وقعد على طرفه قصاد مؤمن وسأله : كلمت نور قلتلها انك رجعت ؟
هز راسه بنفي بعدها بصله بحزن : تخيل ما اتصلتش ولا مرة ولو حتى علشان تسأل على ابنها؟ يعني هي بالفعل عندها حجة تتكلم بها .
كريم بصله باستغراب : ولا مرة ازاي يعني ؟
رد بتهكم حزين: ولا مرة ماكلمتنيش ولا مرة ، أنا أصلا مصدوم يا كريم ، يعني معقول كانت بتمثل حب ابنها ؟ سيبك مني أنا خالص لكن ابنها ؟ ازاي قدرت تبعد عنه كل ده ؟
كريم ماكانش عارف يقوله أو يعمل ايه فحاول يبرر: أكيد عندها أسبابها يا مؤمن أو ..
قاطعه بضيق : ما تدافعش عنها لو سمحت يا كريم وما تقولش كلام انت مش مقتنع به لاني فاهمك كويس .
قعد قصاده وقال باستسلام : مؤمن مش هدافع عنها أنا اللي يهمني انت وبس .
بصله بحيرة : لو مكاني هتعمل ايه ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد بتفكير : أعتقد … اني هجرب أرجعها ليا بأي شكل وهدي لنفسي قبلها فرصة تانية بحيث لو أخدت قرار الانفصال آخده بدون ما ألوم نفسي أو أقول لو كنت عملت كذا أو كذا ، مش بحب لو دي يا مؤمن
وقف ورد بألم : ومين فينا بيحب لو ؟ أنا رايح مكتبي سلام .
سابه وخرج وهو فضل مكانه شوية بعدها قام راح لأمل اللي كانت مندمجة في اللاب وماحستش به وهو داخل فنادى عليها : أمل
رفعت راسها بصتله باستغراب : انت بتنادي من بدري ؟ سوري ماحسيتش بيك خالص
قرب منها بعتاب خفي : انتِ بجد وافقتي تروحي معاهم ؟
ابتسمت من جواها بس مابينتش وردت بحيرة مزيفة: أنا مش فاهمة ايه الغريب في كده يا كريم ؟ انت من امبارح عمال تقولي روحي انتِ وابنك ، براحتك ، دلوقتي مستغرب ليه اني سمعت كلامك ؟
بصلها بغيظ : علشان سيادتك قلتيلي المصيف من غيرك مالهوش معنى وبعدها بتفاجئ بيكي موافقة ومتفقة معاهم وكأن كلامك معايا مجرد فض مجالس مش أكتر .
وقفت قصاده ببرود: انت عايز ايه دلوقتي ؟ عايز تتخانق أجهز نفسي للخناق ولا ايه ؟ فهمني بس لاني بجد مش فاهماك بتقول الكلام وترجع فيه ، قلتلي روحي براحتك واديني اهو هروح براحتي فين المشكلة بقى؟
فضل باصصلها بغيظ بعدها سابها ورد بحنق وهو ماشي : مفيش مشاكل يا أمل أنا راجع مكتبي .
استناها توقفه أو تيجي وراه بس رجعت مكتبها وقعدت بمنتهى الهدوء لدرجة انه قبل ما يقفل الباب بصلها ومستغربها تماما .
بعد ما قفل الباب ابتسمت بتشفي : ان ما وريتك يا كريم يا مرشدي ما أبقاش أمل .
سيف في مكتبه سمع الباب بيخبط وبعدها دخلت آية اللي وقفت بتردد وماسكة الباب ، بصلها بهدوء ورجع بص للاب ، اتنهدت وقفلت الباب ودخلت وقفت قدام مكتبه ، اتنحنحت وقالت : سيف عايزة أتكلم معاك شوية
بصلها بجمود : سامعك
ردت بلوم: لحد امتى هنفضل كدا؟
بصلها بصمت فكملت بحزن: احنا بقالنا كتير بعاد عن بعض ياسيف رغم انك عارف أنا بحبك قد ايه ، والمفروض انك كمان بتحبني
رد بعتاب: ومين السبب في البعاد ده؟
اعترفت بندم: أنا ، بس ساعدني اني أنسى، أنا اتعلمت الدرس بس مااتوقعتش اني هخسرك بالشكل ده ، كل حاجة بعملها بتفهمها غلط ، مابقاش عندك ثقة فيا ودي حاجة مضايقاني ، بس متحملاها لاني السبب فيها من البداية
بصلها وحس بالندم والحزن اللي في صوتها فقام من مكانه ولف ناحيتها وقفها ومسك ايديها بهدوء: آية أنا اه ثقتي فيكي مابقتش زي الأول بس انتِ ماحاولتيش تثبتي انك اتغيرتي، تصرفاتك بتعمليها بدون تفكير وتحطي نفسك في دايرة الشبهات
حاولت ترد بس ماسابلهاش فرصة وكمل: مش معنى كدا انك بتعملي حاجة لا ، بس لازم تتجنبي مواطن الشبهات ، انتِ عارفة ان باسم معجب بيكي صح؟
اتحرجت وهزت راسها بتأكيد فكمل: طيب وليه نعشمه وانت لسه مش جاهزة نفسيا؟ أو لسه بتفكري؟
بصتله بتوضيح: موقف باسم الأخير أنا اتدبست فيه مش أكتر و
قاطعها بتفهم: عارف ومش بشكك فيكي بس عايزك تخلي بالك من تصرفاتك وصحباتك كمان
بصتله بتعجب: مالهم صحباتي؟
رد بمغزى: ماتثقيش فيهم أو الأصح ميزي مين بيحبك ومين ممكن يحطك في مواضع مش حلوة
مافهمتش قصده فكمل : آية الصاحب ساحب يعني لو صاحبتك حد كويس هيأثر عليكي بشكل إيجابي ولو صاحبتك حد وحش هيجرك لطريقه علشان تبقي زيه
بصتله بتفكير وردت بموافقة: هاخد بالي حاضر ، المهم دلوقتي أنا عايزة نرجع زي الأول ، ولا انت مابتحبش فيا غير من ورايا؟
بصلها بحيرة فقالت بابتسامة: كلامك عني مع همس
رفع حاجبه بتعجب: وانتِ ايه اللي عرفك؟
ابتسمت بمراوغة: دي أسرار بقى
بصلها بتفكير وفهم ان همس كلمتها فابتسم بمغزى: العصفورة اللي عندي قالتلك؟
ردت بسرعة: عصفورتك حاولت تصلح بينا لما لقت الوضع بينا هيوصل للمحاكم
ضحك ومن جواه فرح باللي همس عملته وتفكيرها في راحته فرد بمراوغة: ممكن نحلها من غير محاكم على فكرة
بصتله بلهفة: ازاي؟
بصلها بهدوء: انك تعرفي ان أخوكي مش ضدك ودايما في ظهرك وتخلي بالك من تصرفاتك علشان نفسك قبل مايكون علشان حد ، والأهم انك ترجعي تاني تشاركيني في حياتك
ابتسمت بارتياح ورمت نفسها في حضنه وهي بتقول بتأكيد: عارفة ومتأكدة ، وهرجع أقرفك زي الأول، ربنا يخليك ليا
لف ايده حواليها بابتسامة ورد: ويخليكي ليا ياحبيبتي
ملك في شركتها بتحاول تدفن نفسها في شغلها وما تفكرش كتير في نادر وتسيبه يتعامل هو مع أهله ، غصب عنها أفكارها بتروحله ومش قادرة تبعد تفكيرها عنه قاطعتها خبطات على باب مكتبها فسمحت بالدخول ، فوجئت بصوته المرح: ينفع أدخل ؟
رفعت راسها بعدم تصديق : نادر ؟
ابتسم ودخل : وحشتيني قلت آجي أشوفك ، عاملة ايه ؟
وقفت تستقبله وسلموا على بعض بعدها سندت على طرف مكتبها وسألته : أخبار شغلك ايه ومرضاك ؟
قرب وقف قصادها ورد بهدوء : الحمدلله كله تمام ، تعالي نتغدى برا ايه رأيك ؟
عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة قطعتها ملك بحزن: وبعدين ؟ هنتغدى وبعدها ؟ نادر أنا مش حمل صدمات تانية و
قاطعها باندفاع : تعالي نتجوز يا ملك .
بصتله بصدمة مش عارفة تنطق ولا فاهمة قصده ايه ؟
سألته ببطء: تقصد ايه بتعالي نتجوز ؟
قرب منها أكتر وكرر بقوة : نتجوز ، مش لازم ناخد موافقة حد
سألته بغباء: قصدك ايه برضه مش فاهمة ؟ نتجوز في السر يعني ؟
رد بسرعة: سر ايه لا طبعا ، بس نتجوز عادي لا أنا صغير ولا انتِ صغيرة، هاجي لأبوكي وأطلب ايدك ونحدد ميعاد
فضلت باصاله ومش عارفة تتكلم ولا تفهم ولا تفكر ، سألته بتعجب: وأهلك ؟
لف وشه بعيد بهروب من عينيها علشان ما تلاحظش وجعه : أهلي كلهم هيكونوا معايا وهيفرحولي.
اتحركت خطوة لغت المسافة بينهم وسألته بترقب : و والدتك ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها بعقلانية: لو بتحبني ويهمها سعادتها هتيجي تحضر .
حركت راسها برفض : ولو عاندت قصادك ؟ هتعمل فرحك من غيرها ؟
مسك ايديها ورد بثقة: هتيجي ، أمي مش هتعاند ، اه دلوقتي رافضة بس هحطها قدام الأمر الواقع وهتيجي ، أبويا وأخواتي هيجيبوها ، ملك أرجوكي وافقي ، خلينا نعيش مع بعض ، كفاية كل اللي ضاع من عمرنا ، مابقيتش قادر على بعدك ولا على الوحدة ولا المشاكل ، أنا بس عايز
قاطعته بتهكم مرير: عايز تدفن راسك وتتجاهل كل اللي حوالينا
أكد بحزم: أيوة عايز أدفن نفسي في حضنك وتولع الدنيا واللي فيها ، مش عايز غيرك وهكتفي بيكي من الكون كله
ابتسمت بوجع : مامتك لو قاطعتك ده هيوجعك
ضغط على دراعاتها الاتنين وقال بجدية: أمي مش بتقاطعنا أبدا وعمرها ما تعملها ، هتزعل وتزعق وتثور بس في الآخر هترضخ لرغبتي ولحبي وهتشوفك مع الوقت بعينيا وهتحبك صدقيني ، ملك اوعي تضعفي وتتخلي عني
بعدت عنه ووضحت : أنا مش بضعف ولا بتخلى عنك أنا خايفة تخسر أم بتحبك وعندها استعداد تدفع حياتها علشانك ، نادر انت ماجربتش الحرمان من حضن أمك لكن أنا جربته ، أنا عشت عمري كله محرومة من الحب والأسرة ودلوقتي لما عشته عرفت انه غالي أوي
نادر بتأييد: عارف انه غالي بس انتِ حاليا أغلى ، ملك أنا تعبت بما فيه الكفاية وعايز أرتاح
بصتله بعينين مليانين وجع : واثق ان راحتك معايا ؟
مسك ايدها بحب: انتِ عندك شك في ده ؟ راحتي في حضنك أيوة، راحتي في قربك ، راحتي معاكي .
الصمت سيطر عليهم شوية وعيونهم بتتكلم لحد ما هو قطع الصمت بتوسل: خلينا نخرج نتغدى مع بعض أنا وانتِ ايه رأيك ؟
كانت متردده توافق وقبل ما ترد دخلت نور وهي بتناديها : ملك
قطعت كلامها لما شافت نادر فابتسمتله بمجاملة : دكتور نادر أخبار حضرتك ايه ؟
سلموا على بعض بعدها نور بصت لملك : لما تخلصي مع دكتور نادر عايزاكي ضروري ، سلام ، فرصة سعيدة يا دكتور بعد إذنكم
انسحبت بسرعة زي ما دخلت، نادر بص لملك بتساؤل : قلتي ايه يا ملك ؟ هنتغدى مع بعض ؟
ردت بلهجة حاولت تظهر طبيعية عكس الحزن اللي جواها والتوتر والخوف من بكرا: نادر خليها وقت تاني انت شوفت نور اهو بنفسك بتمر بأزمة وخصوصا بعد انفصالها هي ومؤمن و
قاطعها بذهول : انفصالها ؟ هما انفصلوا بجد ؟
استغربت انها ازاي ما قالتلهوش فردت بتأكيد : اه نور بغبائها طلبت من مؤمن يطلقها و مفترضة انه لا يمكن يعملها وهو عاند قصادها وراح مطلقها وحاليا هي بتتخبط بغباء ومش عايزة تفهم انها هتخسر جوزها بتصرفاتها دي فاعذرني يا نادر دلوقتي ، خلينا نتكلم وقت تاني ونتفق على ميعاد مناسب .
تقبل رفضها بهدوء : ماشي بس فكري في اللي قلته وخلينا نحدد ميعاد آجي أقابل فيه والدك وأخوكي ونحدد ميعاد للفرح .
هزت راسها برفض فمسك ايديها الاتنين بإصرار : كفاية تضييع وقت يا ملك خلينا نعيش بقى ، فكري وردي عليا .
انسحب وسابها قعدت مكانها على طرف مكتبها مش عارفة حتى تفكر ، راحت لأختها تشوفها عايزة ايه لانها حاليا مش قادرة تفكر في عرض نادر ، أول ما دخلت ، نور وقفت بتوتر : عايزاكي تتصلي بمؤمن
بصتلها باستغراب : أتصل بمؤمن ؟ ليه ؟ وأقوله ايه ؟
بصتلها بتفكير : أي حاجة يا ملك ، سلمي عليه ، قوليله أخبارك ايه ، ولا أقولك اسألي عن إيان مش ابن أختك ؟! قوليله إيان وحشك وعايزة تشوفيه .
استغربت أكتر : طيب ما تتصلي انتِ وشوفي ابنك ، نور بطلي عناد وغباء لأحسن هتخسري جوزك بجد ، بطلي مكابرة مؤمن مش بيجي بالضغط كده
لفت وشها بعيد وردت بإصرار: هيتنازل صدقيني ، اصبري انتِ بس وهتلاقيه راجع وهناخد بيت لينا لوحدنا ونعيش فيه .
ملك هزت راسها باستغراب؛ ازاي أختها مغمضة عينيها بالشكل ده ؟ حاولت تكلمها بعقلانية: نور حبيبتي فوقي ، مؤمن مش بيتلوي دراعه أبدا ، مش هيعمل ده وحتى لو هيعمله مش دلوقتي ولا بالأسلوب ده فوقي بالله عليكي قبل ما تخسريه خالص .
زعقت بنفاد صبر: ملك هتساعديني ولا لا ؟ أنا مش محتاجة نصايح من حد وخصوصا منك ، تعرفي ايه انتِ عن الحب ولا الجواز علشان تنصحيني ؟ هتتصلي ولا لا؟ ده سؤالي
ملك الكلمة وجعتها بس حاولت ما تظهرش، حاولت تبررلها انها موجوعة وبتخبط وبتقول أي كلام وخلاص ، دي بتهد بيتها بايديها فأكيد مش هتاخد بالها من كلامها معاها ، اتنهدت باستسلام : حاضر هتصلك به
فتحت موبايلها واتصلت بمؤمن اللي رد عليها باستغراب : ملك ازيك .
سلموا على بعض بعدها هي اتكلمت بحرج : اعذرني يا مؤمن بس إيان وحشني فقلت أطمن عليه منك .
مؤمن : يا خبر يا ملك انتِ زي أختي تتصلي في أي وقت وعلى العموم إيان الحمدلله بخير كان بيزن على إياد بس الحمدلله عدت على خير .
مافهمتش قصده من آخر جملة فسألته بتردد : ومامته ؟ مش بيزن على مامته يا مؤمن ؟
اتردد كتير قبل ما يجاوبها : هي اختارت تتخلى عنه أيا كان سببها ايه أو تفكيرها ، فابني هربيه زيي يا ملك محدش يلوي دراعه أبدا واللي يببيعه مرة نبيعه العمر كله - سكت شوية قبل ما يضيف بحزم- ملك لو نور متخيلة انها كده هتضعط عليا اني أنفذ طلباتها فهميها انها غلطانة، ولا ده الأسلوب ولا دي الطريقة اللي هتنفذ بها اللي في دماغها اللي الله أعلم ايه هو بس أهلي ، بيتي ، شركتي مش هسيبهم .
ملك بصت لأختها بلوم وكملت : ربنا يصلح ما بينكم يا مؤمن هقول ايه ، اينو جنبك ولا بعيد ؟
رد بهدوء : لا أنا في الشركة دلوقتي اينو في البيت مع نونا ممكن لما أروح أتصل بيكي تشوفيه لو تحبي أو تروحي تشوفيه براحتك
ردت بصدمة : الشركة ؟ - بصت لنور اللي اتصدمت زيها بعدها كملت - انت رجعت ؟ امتى ؟
استغرب : انتِ ما تعرفيش ؟ امال بتتصلي تشوفي إيان ازاي ؟
وضحت : لا وحشني فقلت توريهولي فيديو أو ماسنچر لكن معرفش انك جيت ، حمدلله على سلامتكم وأكيد طبعا هروح أشوفه .
قفلت معاه وبصت لأختها: سمعتيه بنفسك ، ارجعي بيتك يا نور مؤمن مش هيتنازل
نور بعناد : ولا أنا ، اشمعنى أنا اللي أرضخ لطلباته ؟ اشمعنى أنا اللي أتنازل ؟
ملك مسكت دراعها ووضحت: لان البيت مسئوليته هو ، الست بتروح مع جوزها وتدخل حياته هو مش العكس ، انتِ بتعيشي معاه في بيته ومملكته هو
لفت وشها بعيد بضجر : زي ما سبق و قلت مش هاخد منك انتِ نصايح عن الجواز ، أنا أدرى واحدة ببيتي وجوزي وعارفه ايه اللي جوزي يعمله وايه ما يعملهوش .
ملك تراجعت بحزن : انتِ أدرى صح ، واه أنا ماعنديش خبرة بالجواز والأسرة والارتباط بس أعرف مؤمن من زمان أوي وبقولهالك مؤمن مش هيتراجع - حاولت نور تعترض بس ملك رفعت ايدها في وش أختها وكملت - أنا قلت اللي عندي انتِ حرة في قرارك وزي ما قلتي ده بيتك وده جوزك .
سابتها وخرجت رجعت لمكتبها وهي مخنوقة ومتضايقة وافتكرت كلام نادر انه تعب ومحتاج يرتاح من الدنيا شوية لانها حاليا هي كمان زيه وبتتمنى لو تهرب من الكون كله وتفضل معاه هو وبس ، فيها ايه لو توافق ؟ مش من حقها تحب وتعيش مع حبيبها ؟
أمل ماشية وعدت على كريم ، خبطت وفتحت الباب : حبيبي أنا ماشية اوك؟
سألها باستغراب : ليه بدري ؟
جاوبت بهدوء : مش قلتلك عندي ميعاد مع الناني اللي اخترناها للولدين؟ نسيت ولا ايه ؟
ابتسم بحرج : فعلا نسيت ، تحبي آجي أوصلك ؟ أو أكون معاكي ؟
حست بغيرة بسيطة جواها لأن البنت اللي اختارتها جميلة فرفضت بتحفز: لا يا حبيبي ما أتحرمش منك ، السواق تحت مستنيني هيوصلني وبعدين تقابل الناني انت ليه ؟
استغرب رفضها وما ترجمش غيرتها على طول فبرر : مش هتكون مع ابني ؟
ابتسمت بغيظ : ما تقلقش انت بعدين هي عمرها ما هتكون لوحدها مع الولاد يا هتكون نونا موجودة يا أم فتحي وانت عارف أم فتحي عينيها صقر على أي حد جديد ونادرا ما بتتقبل حد ببساطة ، يلا باي علشان ما أتأخرش سلام .
مشيت قبل ما يرد ، وقفت قدام الأسانسير و عدى مؤمن اللي استغرب وقال بمرح : مزوغة بدري يعني
ابتسمت ووضحت : مش مزوغة بس الناني جاية الساعة ٣ وعايزة أكون موجودة أول يوم وأشوفها مع الولاد .
ردد بتعجب: ناني ؟
سألته بحيرة : كريم ماقالكش اني وظفت ناني تراعي الولاد وتهتم بيهم في الفترة اللي مش هكون فيها في البيت ؟
هز راسه بنفي ورد بتفهم: هو أفضل انك جيبتي حد بس ثقة يا أمل وكويسة ولا ايه ؟
جاوبته بهدوء: والله يا مؤمن بتمنى ، أنا قابلت كذا حد ودي دخلت قلبي وحسيتها فاهمة في التربية وبعدين عندها ولاد فهي فاهمة عن تجربة وأعتقد عندها ولد في عمرهم
⁃ طيب كويس روحي مش هعطلك .
قبل ما الأسانسير يقفل حط ايده وقفه : خلي بالك ممكن نور تيجي النهارده لان ملك لسه مكلماني وعرفت اننا رجعنا.
سألته بفضول : ونور ماكلمتكش ؟
هز راسه بنفي ورد بحزن : ولا مرة من ساعة ما مشينا
شهقت بصدمة : ولا سألت على ابنها كل ده ؟ يا قلبك يا نور .
ابتسم بحزن واضح وهي تداركت نفسها فحاولت تبررلها عنده: أكيد مش عايزة تبان ضعيفة مش أكتر هي دماغها صعبة بس أكيد يا مؤمن كان صعب عليها ، ربنا يصلح ما بينكم يارب .
بصلها : تصدقي خايف أقول آمين ؟
ابتسمت بتفهم : يبقى نقول ربنا يسهلك اللي فيه خير ليك ولإيان
هنا ابتسم : آمين يا أمل ، آمين
سابها وهي نزلت مستغربة تماما ازاي نور قدرت تبعد كل ده عن ابنها ؟
همس قاعدة في أوضتها بتقلب في الفيس ، موبايلها رن كانت هالة بتشاركها توترها من مقابلة النهارده ، همس ابتسمت ؛ عمرها ما تخيلت ان هي وصاحبتها الانتيم يتجوزوا اتنين انتيم برضه ، فضلوا يرغوا مع بعض كتير ويحلموا بالأيام الجاية وخروجهم مع بعض وفسحهم ، استمرت مكالمتهم أكتر من ساعة ، قفلت معاها وكلمت سيف وبمجرد مارد سألته : انت عارف ان مروان رايح يخطب هالة النهارده ؟
استغرب دخلتها فقال بتهكم : الحمدلله كويس
ضحكت : سوري على الدخلة بس بجد عارف ؟
ساب الملف اللي في ايده وبص لمريم : سيبيه دلوقتي يا مريم ولما أخلصه هناديكي .
انسحبت وهو استناها لحد ما تقفل الباب بعدها رد : أيوة يا همس ، مروان قالي .
استغربت : وليه ماقلتليش انه قالك ؟
وضحلها : أولا لاني امبارح كنت متضايق والنهاردة نسيت وثانيا عارف ان أكيد هالة هتبلغك ، واهي فعلا بلغتك ايه بقى ؟
أخدت نفس طويل : هي فعلا بلغتني امبارح ونسيت أقولك أنا كمان ، كان نفسي أكون معاها ، ما توديني يا سيف
سكت شوية قبل ما يرد ببساطة : أوديكي بس ده مجرد تعارف عيلتين يا همس هتروحي ليه ؟ يعني بيكون الأسرتين فقط مفيش حد بيكون موجود لان لسه حتى ما وافقوش ده هيروح يطلب ايدها ، هوديكي لو في حاجة بجد يا حبيبي .
ردت بإحباط: هالة مالهاش أخوات بنات يا سيف عندها بس أخ أصغر منها .
قال بتفهم : حبيبي النهارده مجرد تعارف وأنا مش ضد مرواحك يا همس أنا ضد التوقيت .
فضلوا يتكلموا الاتنين كتير مع بعض .
أمل وصلت البيت قبل وصول بسنت الناني وهي بنت متخرجة من رياض أطفال و واخدة دبلومة في سلوكيات الطفل ومعاها كذا شهادة تؤهلها انها تثق فيها ، استقبلتها ورحبت بها وطلعت معاها أوضة الولدين وأول ما شافتهم استغربت : هما توءم ؟
أمل ابتسمت ووضحت: لا مش توءم ولا أخوات حتى ، أولاد عم بس بنعتبرهم توءم .
الاتنين أول ما شافوا أمل جريوا عليها فقعدت على الأرض تضمهم الاتنين باشتياق : حبايب قلبي، وحشتوني، النهارده هعرفكم على بسنت وهتقعد وتلعب معاكم كتير وخصوصا لو مامي في الشغل .
إياد سألها : بابي ييين ؟
⁃ بابي في الشغل انت عارف
إيان بصلها : وبابي ؟
ابتسمتله : هو كمان في الشغل .
بسنت قعدت جنبها تسلم عليهم وتتعرف عليهم وسألت بفضول : مين فيهم ابنك ؟
أمل بصتلها بحزم : الاتنين ولادي
استغربت : مش قلتي أولاد عم ؟
ضحكت و وضحت : الاتنين بعتبرهم ولادي بس إياد ابني لو ده سؤالك .
هزت راسها بتفهم وبصت لأمل بتوضيح : أنا بسأل علشان أكون بس فاهمة الصورة كاملة ، مامت إيان فين ؟ في الشغل هي كمان ولا مش موجودة ؟ أنا ما شوفتهاش
أمل أخدت نفس طويل قبل ما تبص لإيان وترد : اتطلقوا قريب وهي بعدت - بسنت كانت هتسأل بس أمل وقفتها بجدية- وما تسألينيش عن أي تفاصيل لأن لسه محدش عارف أي تفاصيل .
بسنت بتساؤل : طيب دي أوضتهم الاتنين ولا ايه ؟
- لا دي أوضة إياد ابني ، إيان له أوضة لوحده بس من ساعة اللي حصل وهما مع بعض ونقلنا سريره هنا ، وليهم أوضة خاصة بألعابهم تعالي نروحها .
أخدتها ورتها الأول أوضة إيان بعدها أخدتها أوضة ألعابهم تحت وكانت أوضة كبيرة فيها كل اللعب اللي ممكن تخطر على بال أي حد ، لدرجة ان بسنت انبهرت بالأوضة وضحكت : أنا عايزة أقولك ان أنا اللي عايزة ألعب فيها .
أمل ضحكت : انتِ بتقولي فيها أصلا كلنا بنحب نلعب هنا وبنعمل الولاد حجة .
ضحكوا الاتنين بعدها بسنت وضحت: طيب أنا هقعد معاهم هنا نلعب و بعد كده هخلي لعبهم في الجنينة يبقى الصبح بدري يفطروا ويلعبوا ويجروا بس النهارده تعارف خليني ألعب معاهم شوية في الأوضة هنا ، صحيح أنا لمحت ألعاب في الجنينة
أمل بهدوء: أيوة في ألعاب في الجنينة ، على العموم النهارده زي ما قلتي اتعرفي عليهم وبكرا إن شاء الله هتيجي من الصبح براحتك نظمي يومك معاهم ، أسيبك معاهم ولا ايه ؟
بسنت بصت ناحيتهم : خليكي شوية بعدها انسحبي بهدوء .
أمل قعدت على جنب وبسنت قعدت على الأرض معاهم وبدأت تلعب معاهم ، في البداية كانوا متحفظين في حركتهم وكلامهم بس شوية واندمجوا معاها وساعتها أمل ابتسمت بارتياح لأن ناهد مش حمل المناهدة قصادهم وخصوصا لما كبروا وبقوا يجروا ويتنططوا وأم فتحي زيها والشغالات ماعندهمش وقت وسط جدول يومهم المزدحم غير انها كانت عايزة حد تربوي ومتخصص في التعامل مع الأطفال ، حد متفرغلهم تماما .
خرجت قعدت مع ناهد اللي سألت باهتمام : ها ؟ الولاد اندمجوا معاها ولا ايه ؟
ابتسمت باتساع : اه الحمدلله وهي شكلها طيب وبنت حلال .
فضلوا يتكلموا لحد ما قاطعهم جرس الباب والاتنين اتفاجئوا بدخول نور فوقفوا يستقبلوها بس سلمت عليهم بفتور نوعا ما بعدها بصت حواليها وهي بتسأل : فين إيان ؟
أمل بفتور زيها : جوا بيلعب مع إياد
استغربت فبصتلها باتهام : وازاي سايباهم لوحدهم ؟ - كملت بتهكم - ولا معاهم أم فتحي ؟
أم فتحي كانت خارجة بالقهوة لناهد وسمعتها فردت بسخرية : لا أم فتحي مش معاهم
بصت لأمل بحدة : بجد سايباهم لوحدهم ؟
أمل بضجر : عايزة ايه يا نور ؟ وبعدين دلوقتي افتكرتي ان عندك ابن جاية تسألي عنه أصلا ؟
ردت بدفاع : مش كان مسافر ولا بيتهيألي ؟ هسأل عنه مين بقى ؟ ولا مؤمن كان بيعيطلكم في الموبايل كل يوم ؟
ناهد لسه هترد وتوقفها عند حدها بس أمل سبقتها : لا مؤمن ماجابش سيرتك خالص معايا أو مع كريم ده النهارده صدفة عرفت منه في الشركة
ناهد كملت بحزم : ومش مؤمن الدخيلي اللي يعيط على حد
نور اتهكمت : حد ؟
قربت منها وأكدت بقوة : اه حد ، طالما طلعتي برا دايرة العيلة بقيتي مجرد حد ، إيان جوا مع أخوه
داست أوي على كلمة أخوه
نور ما ردتش ودخلت عندهم أوضة الألعاب وفوجئت ببسنت معاهم فبصتلها وسألتها بحدة : انتِ مين ؟ وبتعملي ايه هنا ؟
بصتلها باستغراب بس خمنت من نظراتها لإيان انها مامته فوقفت بهدوء : أنا بسنت مسئولة عن الولدين .
قربت منها أكتر وسألت بغيظ: من امتى ؟ ومين عيّنك هنا ؟
أمل ردت عليها وهي داخلة: أنا اللي عينتها تكون مسئولة عنهم طول ما أنا برا البيت .
نور اتنرفزت لأن بكده إيان مش هيضغط على أي حد وممكن ما يقدرش يجبر أبوه يسمعلها ، لازم تتصرف وتمشي البنت دي بأي شكل ، التفتت لأمل بغضب: انتِ ازاي تعيني واحدة تهتم بابني بدون إذني ؟
بسنت اتدخلت علشان ما يعلوش صوتهم قدام الولاد اللي واقفين متابعين ومش فاهمين أي حاجة بتحصل : لو سمحتوا ممكن تخرجوا برا تتناقشوا مش هنا ؟ الحدة دي غلط قدامهم .
نور التفتتلها بحدة : تطلعي مين انتِ علشان تقولي صح وغلط في تربية ابني ؟
أمل قربت من نور بتحذير : نور ما تعليش صوتك بالشكل ده قدام الولاد ، وبعدين بدل ما تزعقي وتتنرفزي كده ما تسلمي على ابنك ولا تاخديه في حضنك مش جاية علشانه ولا جاية ليه بالضبط ؟
نور هترد بس تراجعت وبصت ناحية ابنها وقربت منه قعدت قصاده ومدتله ايديها: اينو حبيبي
إيان بصلها لوهلة ومتردد يروحلها و خايف منها ومن صوتها العالي، فضلت تشجع فيه انه يقرب منها ومستغربة ازاي مش بيجري عليها ؟ معقول أسبوعين ينسوه أمه ؟
شاورت على صدرها علشان تغريه بموضوع الرضاعة بس أمل وقفتها بسرعة: اوعي تكملي الولدين اتفطموا
بصتلها بصدمة تانية : اتفطموا ؟ ومين قال اني عايزة أفطم ابني ؟ انتِ ازاي تاخدي قرار زي ده ؟
أمل كانت عايزة تنفجر فيها بس حاولت تتماسك قدام الولدين : سيادتك أجبرتينا كلنا ناخد القرار ده لما رميتي ابنك وأبوه سافر به ، كنتي فين انتِ ؟ ولا متخيلة بعد أسبوعين هيرجع يرضع تاني ؟ وغصب عني اضطريت أفطم إياد علشان ما يحسش ابنك بفرق بينه وبين أخوه وجاية دلوقتي ليكي عين تتكلمي وتقولي فطمناهم ليه ؟
نور بصتلها بحقد بس ما ردتش و قربت من ابنها شالته ويادوب إياد هيقرب منها بس وقفت بابنها وأمل لاحظت حركتها دي وقلبها وجعها على التصرف ده ، بسنت بصتلها وبعدها قربت من إياد شالته وأخدته بحنان : تعال نركب العربية يلا .
حطته في عربيته ومسكت الريمود تحركها ونور مش عارفة تعمل ايه بس لاحظت ان ابنها عايز ينزل يكمل لعبه مع إياد وبيزقها، مسكته بعنف : انت مع مامي
أمل قربت علشان تتدخل بس بسنت شاورتلها برفض براسها
أخدته وقعدت به على الكنبة وأمل سابتهم وخرجت اتصلت بكريم اللي رد عليها على طول : الناني جت ولا لسه ؟
أمل بضيق : جت من بدري ومش هي بس اللي جت نور كمان جوا مع ابنها والوضع صعب يا كريم .
كريم بص لمؤمن اللي قصاده : صعب ازاي ؟
أمل بتردد : صعب وبس المهم لو نور قالت هتاخد إيان معاها أعمل ايه ؟
سمعت كريم بيسأل : نور في البيت مع إيان وأمل بتقولك لو حبت تاخد إيان ايه الوضع ؟
مؤمن كان هيرفض بس تراجع وغير رأيه : قول لأمل تسيبها براحتها و لو أخدته تعرفني وهعدي عليه وأنا مروح أجيبه .
كريم نقل رسالته لأمل وقفل معاها بعدها بصله : عين العقل ، بطلوا خناق بقى وخرجوا ابنكم برا خناقاتكم وحاول تقعد معاها وتتكلموا ، اسمع منها خليها تقول كل اللي جواها .
مؤمن هز دماغه بتفهم : هيحصل ، هيحصل يا كريم.
مروان جهز كل اللي هياخده معاه ويادوب وصل بيته والدته قابلته وفرجها على كل اللي جابه ، فضلوا يتكلموا ويتناقشوا لحد ما سألته فجأة : كنت قلت لسيف ومراته يجوا معانا بدل ما نروح لوحدنا كده ولا ايه رأيك ؟ وهما أكيد عارفينهم أو على الأقل عارفين همس طالما بيسمحوا لبنتهم تروح عندها وتبات كمان
مروان بصلها بحيرة ورد : اتحرجت والله أقوله يا ماما ، رأيك أقوله يجي هو وهمس ؟
وافقته : اه اعرض عليه ما تطلبش بشكل مباشر وشوف رأيه ايه ؟ يعني قوله مثلا ياريتك كنت معايا ، كان نفسي تكون معايا انت زي أخويا ، أي حاجة زي كده وشوف هو لو مرحب هيقولك آجي معاك لو رافض أو ماعندهوش وقت هتحس من الكلام .
مروان قام بسرعة واتصل بسيف اللي رد عليه على طول : ايه يا مروان قول ، محتاج أي حاجة ؟
مروان ماعرفش يزوق الكلام أو يلف ويدور فقال مباشرة : ايه رأيك لو تيجي معايا انت وهمس ؟ يعني انت أكتر من أخ ليا وزي ما انت عارف ماعنديش حد آخده معايا فقلت أسألك تيجي وأهل هالة عارفين همس يعني تعملي عزوة ، ايه رأيك ؟
مروان كان متوتر وده ظاهر في صوته وقبل ما سيف يرد كمل بسرعة : لو مش فاضي هتفهم و
سيف قاطعه بابتسامة : لو مش فاضي أفضالك يا مروان ، طبعا هاجي قولي هتتحرك الساعة كام ؟
ابتسم بفرحة وجاوبه : بص أنا قلتله هكون عنده بعد العشا ، ايه رأيك نتحرك ٦ مثلا أو ٧ مش عارف بصراحة .
سيف ابتسم على توتره الملحوظ ورد بهدوء : نتحرك على ٦:٣٠ كويس .
قفل معاه واتصل بهمسته بلغها تكون جاهزة على ٦ علشان هيروحوا مع مروان فقامت وهي بتتنطط من الفرحة .
قفل معاها واتصل بأبوه بلغه بمكالمة مروان وسكتوا بعدها سيف اقترح: ايه رأيك لو تيجي معانا وزي ما طلبتلي قبل كده ايد همس تطلبله ايد هالة، انت عارفني مش بعرف أتكلم أوي في موضوع الجواز .
عز بابتسامة: انت هتقولي ، انت أول مرة روحت لأبوها قلتله همس تخصني
سيف ضحك على الموقف ورد : أمها لسه بتلومني على فناجين القهوة اللي كسرتهم .
عز سأل باستغراب : فناجين ايه ؟
رد بضحك : ما هي همس جابت صينية القهوة ساعتها وبتديهالي روحت واخد منها الصينية وراميها على الترابيزة .
حكى لأبوه الموقف وفضلوا يهزروا ويضحكوا شوية الاتنين على الذكريات بعدها عز قال باهتمام قبل ما يقفل : هنيجي معاك أنا و والدتك ومش هنسيب مروان لوحده ما تقلقش ، مروان زيك بالضبط و ولد جدع وغالي علينا هنكون جاهزين في الميعاد .
عز بلغ سلوى فرحبت ووافقت وأخدت رقم مروان منه واتصلت به : مروان يا حبيبي اشتريت هدية تليق بخطيبتك ؟
رد بسرعة : قالولي بلاش أول مرة أجيبلها هي حاجة ، جبت هدايا عادية
سلوى برفض : لا يا ذكي طيب بعد ما أبوها يوافق ونقول مثلا نقرأ الفاتحة هتباركلها بايه ؟ كده بطولك ؟ ولد انزل اشتري طقم دهب حلو أو خاتم سوليتير أو أي حاجة تلبسهالها أول ما يوافقوا .
مروان باهتمام : انتِ شايفة كده يعني ؟ مش هيقولوا
قاطعته : حبيبي احنا أول مرة روحنا لهمس سيف لبسها ، أعتقد كان جايب سلسلة عليها أسمائهم أو حروفهم مش فاكرة ، المهم انزل هاتلها حاجة .
بص لساعته : هنزل حالا اهو
سلوى قبل ما يقفل ادتله عنوان المحل اللي بتتعامل هي معاه وعرضت عليه تقابله بس رفض بذوق علشان ما يتعبهاش .
استأذن والدته اللي اقتنعت بكلام سلوى بعد ماقالها .
نزل المحل واحتار كتير لحد ما استقر على سلسلة على شكل قلب وفي طرفه علامة انفنتي متعلق منها .
نور ملاحظة ان أمل كل شوية تدخل وتخرج بأي حجة وأخيرا قامت تروّح فخرجت برا أوضة الولاد وأمل استغربت وافتكرتها عايزة حاجة فقربت منها بس فوجئت بنور بتهاجمها : انتِ ازاي تقرري تجيبي مربية لابني ؟ وبدون ما تكلميني
أمل ضربت كف بكف وردت بتعجب: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نور أنا جبت مربية لولادنا مش لابنك وده لاني بروح الشغل فترة طويلة ومش عايزة الولدين يكونوا لوحدهم أو مع أم فتحي أو البنات ، جبت حد تربوي ومتخصص في تربية الأطفال وبعدين أقولك فين؟ انتِ زي ما تكوني قاطعتينا كلنا أو كأننا بقينا أعداءك ! احنا كنا أكتر من الأخوات يا نور
بصتلها بتهكم : كنا بقى ، وبعدين طلعنا مش أخوات لما وقفتي في وشي ومنعتيني أخرج بابني
أمل قربت خطوة منها وردت بثقة: لو الوضع معكوس كنتي هتتصرفي زيي بالظبط .
همهمت بتهكم : بس الوضع مش معكوس الكلام الكتير مالهوش فايدة بعد إذنك يا أمل .
سابتها وخرجت وسط استغرابها الشديد ، راقبتها لحد ما قفلت وراها الباب بعدها دخلت للولدين وبسنت فضلت تتكلم معاها بس هي مش مركزة معاها ، بسنت قامت علشان تروّح بس أمل وقفتها : بسنت انتِ قلتي عندك ابن قد الولدين صح ؟ هتسيبيه فين الفترة دي كلها ؟
بسنت ابتسمت بحرج : هسيبه عند والدتي ، جوزي بيكون في شغله وأنا اهو فهوديه عندها .
أمل ابتسمتلها وقربت منها بود: هاتيه معاكي يا بسنت يقعد ويلعب مع الولدين ، يعني أنا مش راضيه عيالي يفضلوا لوحدهم فترة طويلة أكيد مش هرضى لابنك ، هاتيه معاكي ويبقى قدام عينيكي وهيتسلى معاهم .
بسنت بإحراج: كلامك ده ما تتخيليش فرحني قد ايه بس حضرتك مش مضطره أبدا تقبلي ابني و
قاطعتها أمل بإصرار : يا بنتي انتِ اللي هتقعدي معاهم فيها ايه لو ابنك انضملهم ؟ هيزيد عليكي مسئولية طفل كمان
بسنت بصت للأرض بخجل: ممكن حد يتضايق من البيت و
قاطعتها بثقة : بيتنا هنا مميز ومش علشان دول عيلتي بشكر فيهم بس كل اللي في البيت ده بيحبوا الناس ، هم غير العائلات الارستقراطية خالص دول ولاد بلد بجد ، لو حسيتي في يوم ان حد اتضايق من وجود ابنك ابقي ساعتها اتكلمي ، هاتي معاكي ابنك واسمعي الكلام ويلا علشان ما تتأخريش عليه أكتر من كده .
خرجت وهي سعيدة وحست ان الأيام الجاية هتبقى أحلى بمعرفتها بالناس دول .
سيف وصل البيت وأبوه استقبله قعد معاه يتكلموا شوية بعدها سأله باهتمام : هنتحرك امتى لمروان يا سيف ؟
بص لساعته قبل ما يجاوبه : على ٦ إن شاء الله .
سلوى خرجت وسألته نفس سؤال أبوه وجاوبها فسألته : طيب اتغديت ؟
نفى بهزة من راسه فوضحت : مراتك برضه مستنياك ، أنا وأبوك وآية اتغدينا ، اطلع غير هدومك وهبعتلك عواطف بالغدا فوق .
وقف بتعب : والله أنا جعان نوم مش أكل ، اوك ابعتي الغدا .
طلع جناحه كانت همس فارشة على السرير والكنبة هدوم فاتصدم من منظر الأوضة ، وردد : هو في ايه يا همس ؟
بصتله وقربت منه بإحباط رمت نفسها في حضنه: مفيش حاجة عاجباني في الهدوم دي كلها - بعدت شوية و بصتله بهدوء - الهدوم دي مش ذوقي يا سيف ، اه شيك بس دي مش أنا ، أنا مش بلبس بدل بالشكل ده ولا أطقم كده ، أنا مش كده .
اتنهد بتعب : طيب ليكي عليا ننزل أنا وانتِ نجيب على ذوقك ماعنديش أي مشكلة بس النهارده قضيها بأي حاجة احنا هنتغدى وبعدها بنصاية هنتحرك فمفيش وقت ، حاولي تلمي الهدوم دي بقى ، أنا هدخل أغير هدومي وآخد شاور سريع .
سألته بفضول وهو داخل أوضة الدريسنج: طيب الهدوم دي كلها هتروح فين لو هجيب غيرها؟ بصراحة مستحرمة .
بصلها ورد ببساطة: هند أختك ممكن ، آية كمان ده ستايلها ، سلوى لما جابت كانت بتحاول تجيب زي آية وصحباتها أو البنات اللي في سنكم عموما .
بعد ما ابتسمت انه فكر في أختها هند رجعت كشرت وردت بتحفز : قصدك ايه بالبنات اللي في سني ؟ يعني أنا مش من البنات ولا ايه ؟ ولا
قاطعها بسرعة : همس همس الله لا يسيئك أنا مش حمل جدال ولا مناهدة خالص عندي صداع ومحتاج آخد شاور يمكن يهدا شوية ، الهدوم مش عاجباكي نجيب غيرها الموضوع بسيط ، الهدوم دي ابقي شوفي هند لو عاجبها أي حاجة أو ستايلها اديهالها وكذلك آية ده اللي أقدر أعمله عندك تصرف تاني براحتك ، هدومك ستايلك قرارك براحتك .
سابها ودخل الحمام وهي قعدت مكانها حطت ايديها على خدها بإحباط مش عارفاله سبب .
الباب خبط وبعد ماسمحت بالدخول دخلت عواطف اللي اتصدمت من منظر الأوضة، حطت الأكل على الترابيزة وبصت لهمس بذهول : كل ده علشان مشوار لصاحبتك امال وقت ما كنتي انتِ العروسة عملتي ايه في بيتكم ؟
بصتلها بضيق: نزلت اشتريت بنفسي فستان وبس .
عواطف تعاطفت معاها لأن الحياة دي جديدة عليها فقالت بابتسامة : طيب تحبي أساعدك في لم الحاجات دي كلها قبل ما سيف يخرج من الحمام ؟
همس ابتسمت و وقفت بحماس : اه ياريت تبقي عملتي معايا معروف .
عواطف بدأت تلم الهدوم وترجعها مكانها بسرعة ونشاط وهمس ساعدتها على قد ما قدرت ، عواطف وهي بتلم سابت بدلة بنطلونها برمودا أسود والبليزر أحمر و تحته توب أسود ، بصت لهمس واقترحت بلباقة : دي حلوة وتنفع لمناسبة زي كده ، ده لو تحبي رأي تاني معاكي وبرضه ابقي شوفي سيف هيقول ايه
سابتها وخرجت وهمس نوعا ما عجبتها البدلة ، خرج سيف وشكله اختلف تماما بعد الشاور أو هي طول عمرها بيعجبها شكله من غير البدل الرسمية ، كانت مركزة معاه بهيام فبصلها بتحذير : ما تبصليش كده طالما هتفضلي بعيدة عني .
ابتسمت وقامت مسكت البدلة وسألته : ايه رأيك ألبس دي ؟
بصلها باهتمام : شكلها حلو وهتبقى أحلى عليكي .
خرج برا بعد ما لبس تيشيرت وبنطلون مريحين واتفاجئ بمنظر الأوضة فردد بعدم تصديق : هو أنا كان بيتهيألي ان السرير والكنبة مليانين هدوم صح ؟ ماهو استحالة في الكام دقيقة دول تكوني لميتي كل ده !
ضحكت وقعدت قدام الأكل : تعال ناكل علشان هموت من الجوع خلاص .
قعد جنبها وكلمها بجدية : ممكن ما تستنيش من غير أكل وخصوصا لو جعانة ؟ صدقيني ده بيضايق وأنا غصب عني بتأخر ولولا مشواري مع مروان كنت هتأخر على الأقل ساعة كمان فهمس ما تقعديش بدون أكل لو سمحتي .
بصتله بابتسامة: ممكن ما تشغلش بالك بيا ؟
استغرب جملتها ورد باستنكار : ولما مش هشغل بالي بيكي انتِ هشغله بمين ؟ حبيبتي بكرا هترجعي الجامعة ومطلوب منك تذاكري وتركزي فازاي هتركزي لو جعانة وجسمك محتاج طاقة ؟
هربت منه وأخدت قطعه لحمة بالشوكة : ساعتها هبقى آكل يا سيف -قربتها من بوقه- ممكن ناكل بقى ؟
أكلوا وبعدها هو قام قعد على السرير وبص لساعته وقال لهمسته : بصي اجهزي وبعد ما تخلصي ناديني محتاج أغمض عيني ولو ربع ساعة تمام ؟
ابتسمت بتعاطف وقربت منه قعدت جنبه ونامت على كتفه : حبيبي اللي بيسهر طول الليل وبينزل بدري ، كنت اعتذرت لو تعبان
بصلها بهدوء: في حاجات ما ينفعش تعتذري فيها وبعدين أنا مرهق مش تعبان هناك فرق ، المهم قومي اجهزي انتِ علشان حوارات اللبس والميكاب وكل ده بياخد وقت وصحيني على ٦ إلا عشرة علشان ننزل ٦.
ابتسمت وهي بتقوم : عشر دقايق هتكفيك تلبس ؟
ابتسم : دول كتير كمان .
سابته ودخلت الدريسنج تستعد ، موبايلها قدامها فضبطت تايمر علشان الوقت ما يسرقهاش ، بدأت تجهز وتهتم بكل التفاصيل اللي عمرها ما اهتمت بها قبل كده، التايمر رن فقامت نادت على سيف اللي رد على طول فقالتله: حبيبي الساعة داخلة على ٦ قوم بقى .
بص لساعته وقام فعلا بس حس انه صدع أكتر ، دور على المسكن وأخد قرص بعدها دخل عندها بصلها بذهول : انتِ بجد لسه ما لبستيش يا همس ؟
بصتله من خلال المرايا : اللبس في حد ذاته مش بياخد وقت يا سيف اللي بياخد وقت الميكاب والشعر ودول اهم خلصتهم هقوم ألبس اهو ادخل انت بس اغسل وشك كده وفوق .
دخل بالفعل اتوضا وخرج صلى وبدأ يلبس وبص لساعته كانت هي لبست وبتحط آخر لمسات : هروح أشوف بابا وماما اوك
سابها وخرج كان أبوه جاهز ومستنيه: كنت لسه بفكر أنادي عليك .
سيف ابتسم : أنا جاهز اهو امال ماما فين ؟
عز : كانت نازلة ورايا تلاقيها هتعدي على همس تطمئن عليها الأول .
سيف بهدوء: همس جاهزة هي كمان .
موبايله رن كان مروان بيطمئن عليهم وسيف طمنه انه هيجي في ميعاده مش هيتأخر .
سلوى نزلت وقفت قدام سيف وقالت بعدم رضا : مراتك مش لابسة شبكتها أو أي طقم من الأطقم الألماس اللي عندها ، هي مرات سيف الصياد وده لازم يظهر ولازم تراعي النقلة اللي اتنقلتها .
سيف اتنهد ورد بهدوء: أمي همس مش بتحب الألماس أو التكلف وطول شهر العسل مش بتحب تلبسهم إلا نادرًا وماحبيتش أضايقها فخليها براحتها .
سلوى اعترضت : براحتها بس مش في مناسبة زي دي ، مش منظر أصلا ، اطلع اتعامل بدل ما أنا أتكلم معاها وتتضايق مني .
عز اتدخل باستنكار : ما تسيبوا البنت براحتها ، هي حرة وبعدين دي صاحبتها مش حد غريب .
سلوى بصت لابنها بغيظ: سيف - بصت لجوزها وكملت - وقت الجامعة تبقى تلبس براحتها في الجامعة مش هتلبس بدل فورمال أو سواريه .
سيف طلع لهمس كانت جاهزة تماما وكعادتها وقفت قدامه بحركة مسرحية : ايه رأيك يا حبيبي ؟
ابتسم بإعجاب وقرب منها مسك ايدها لفها حوالين نفسها : قمر يا حبيبي ، احلويتي بطريقة اوفر ها؟
ضحكت : يعني ايه اوفر ؟
شدها عليه ضمها بحب: يعني احلويتي و وحشتيني فوق ما تتخيلي .
لفت ايديها حوالين رقبته : وانت كمان واحشني أوي .
بعدها عنه بابتسامة وسألها بفضول: طيب يلا بس همس ليه مش لابسة شبكتك ؟ حبيبتي انتِ رايحة مناسبة فالبسيها أو البسي أي طقم تاني المهم البسي أي حاجة
حطت ايديها على وسطها بتذمر : علشان كده قلتلك ده مش ستايلي يا سيف .
ابتسم ودخل للدريسنج وشدها معاه : معلش في المناسبات تعالي على نفسك شوية .
اختار طقم ألماس فيه فصوص حمرا : ايه رأيك في ده ؟
ردت بضجر: مش عايزة ألبس يا سيف ألماس ، أنا رايحة عند هالة مش عند حد غريب ومش عايزة أحسسها اني اتغيرت ، ممكن تفهمني ؟
سابه من ايده وبدأ يختار حاجة تانية : طيب بلاش ألماس اختاري حاجة دهب بسيطة ايه رأيك ؟
بصت قدامها وفكرت فعلا تختار حاجة تانية بس غيرت رأيها علشان خاطره ولبست اللي هو اختاره في الأول .
نزلوا مع بعض الاتنين ايديهم في ايدين بعض ، سلوى أول حاجة بصتلها رقبة همس وابتسمت أول ما شافت العقد اللي لابساه وبصت لسيف بابتسامة انتصار مالاحظهاش، عز كذلك تلقائيا بص للعقد بس ما أظهرش أي رد فعل ، سيف سأل مامته : هي آية فين ؟ ومش هتيجي معانا ولا ايه ؟
ردت بتوضيح : آية أعتقد نايمة في أوضتها و مارضيتش تيجي قالت هتخرج تتعشى مع صحباتها سارة وروان ونهلة .
خرجوا مع بعض وسيف مالاحظش ان همس أخدت بالها من ابتسامة سلوى ونظرتها اللي كان فيها نوع من الانتصار أو ده الإحساس اللي وصلها .
جت تركب ورا جنب سلوى بس عز وقفها : همس اقعدي جنب جوزك .
همس اعترضت : لا يا عمي اتفضل حضرتك .
عز بإصرار: يا بنتي أنا هقعد أنا ومراتي نرغي مع بعض وانتِ وجوزك ارغوا مع بعض براحتكم ، سيبيني براحتي معلش .
حاولت تعترض بس سيف فتحلها الباب : اركبي يا همس علشان كده هنتأخر على مروان ، وبعدين بابا طالما ماما موجودة بيفضل يقعد جنبها .
ركبت بس نظرتها لسيف كانت مليانة ضيق أو هو حس انها مش بطبيعتها بس مش عارف السبب.
كل واحد قعد مكانه وهو اتحرك ، مروان كلمه تاني فقاله انه في الطريق .
همس قاعدة باصة من الشباك وساكتة تماما ، نظرة سلوى بتقول انها اعترضت على حاجة وعلشان كده سيف طلع خلاها لبست ، مجرد تفكيرها ده ضايقها وحاسة انها اتضحك عليها أو متكتفة و بما انها اتجوزت سيف يبقى لازم تكون زيها وتلبس زيها وده ضد شخصيتها المتمردة ، ضايقها أكتر إحساسها ان سيف ضحك عليها بالشكل ده ، ليه ما اتكلمش معاها بصراحة ؟ ليه التمثيلية الصغيرة اللي عملها عليها ؟ ضيقها زاد أكتر.
سيف جنبها إحساسه بقى يقين ان في حاجة ضايقت همسته بس ماقدرش يعرف ايه هي ؟ كانت كويسة وبتضحك من شوية ليه اتضايقت كده ؟ محدش اتكلم معاها ولا حد وجهلها حرف فايه سر النار اللي بتطلع منها و واصلة عنده ؟
وصلوا لمروان وسلموا على بعض ومفاجأته بوجود عز وسلوى لجمته ما تخيلش أبدا انهم هيرحوا معاه ، ماكانش عنده الجرأة يطلب من سيف انه يبلغ والده ، عز لاحظ نظرته فربت على كتفه ببشاشة: يعني أكيد مش هسيبك تروح لوحدك مشوار زي ده ولا ايه ؟ انت وسيف طول عمركم أخوات .
مروان ضمه بامتنان وتأثر شديد حتى سلوى باركتله وقالتله انها بتعتبره زي سيف وعمرها ما هتتأخر عنه ، والدته سلمت عليهم وشكرتهم على وقفتهم مع ابنها بالشكل ده .
اتحركوا بعربياتهم الاتنين مع بعض ، سيف مابقاش متحمل الصمت ده مع همس : همس ؟
ماردتش عليه لانها شاردة وهو صوته واطي لمسها فبصتله بخضة فاعتذر : سوري يا حبيبتي بس انتِ سرحانة في ايه بالشكل ده من أول ما ركبنا ؟
بصت قدامها بامتعاض : لا عادي بتفرج على الطريق .
ما اقتنعش بإجابتها فبرر : مش متعود عليكي ساكتة
بصتله بنظرة ليها ألف معنى ماعرفش يفسر منهم حاجة وعلقت بلهجة متهكمة : مش عايزة أتكلم ينفع تسيبني براحتي ؟
رجعت للشباك وهو بص قدامه للطريق وبيحاول يخمن مالها ، كان في استراحة على الطريق لمح اليافطة بتاعتها فشاور لمروان اللي كلمه : خير ؟
سيف : هقف في الاستراحة دي أجيب ميا.
وقفوا الاتنين وسيف بص لأبوه وأمه : محتاجين أي حاجة ؟
عز : لا يا حبيبي وبعدين الطريق مش مستاهل يعني .
سيف بص لمامته اللي شكرته هي كمان ، بص لهمس بهدوء : تعالي معايا يا همس
بصتله وماردتش على طول : مش هعرف أمشي بالشوز ده في الرملة
بص للطريق برا : همس أنا راكن جنب الرصيف مش هتمشي في الرملة انزلي معايا .
فكرت ترفض بس بعدها غيرت رأيها ونزلت معاه ، راحوا مع بعض ، حاول يمسك ايدها بس سبقته ودخلت الاستراحة وهو وراها واستنى يبعدوا شوية عن نظر أبوه وأمه بعدها وقفها وسألها بجدية: في ايه يا همس ؟ من ساعة ما ركبنا العربية وانتِ قالبة وشك .
طبقت ايديها على صدرها بدون رد فكمل بصبر : أنا مش هنجم انتِ مالك ؟ عرفيني ايه اللي ضايقك علشان أعرف أتكلم معاكي أو لو في مشكلة أحلها مالك ؟
فكرت تفضل محافظة على صمتها بس بعدها تراجعت ورفعت راسها بصتله باتهام: مامتك طلبت منك تخليني ألبس أي مجوهرات أو ألبس شبكتي صح ؟
كانت بتتنفس بضيق ومستنياه ينفي ويقول إن ده رأيه هو ، ممكن تتقبل منه هو لكن مش من مامته ، سيف أخيرًا فهم سر ضيقها واستغرب ليه خمنت ان ده طلب مامته فحاول يجاوب إجابة دبلوماسية : من غير حاجة خالص ماكانش ظريف على
قاطعته بغضب بيتزايد : مامتك طلبت منك ولا لا؟ سؤالي واضح يا سيف فلو سمحت جاوبني عليه .
عيونهم متعلقة ببعض وفي نظرة إصرار شايفها في عينيها فرد بهدوء: همس حبيبتي أولًا وطي صوتك شوية
قاطعته بعناد : سيف لو سمحت اه أو لا؟
بصلها بضيق : صوتك عالي والناس
قاطعته بقوة : ما يهمنيش الناس ولا يهمني صوتي العالي ولا انت ماتعرفش عني ده ؟ ها
بص حواليه وفكر يتحرك ويقفل الكلام دلوقتي لأنه هياخد اتجاه سيئ ، اتحرك خطوة ورد باختصار: مش وقته الكلام يلا
مسكت دراعه وقفته بتحذير : مامتك مالهاش انها تتحكم في لبسي و
قاطعها بنفاد صبر : أمي مش بتتحكم فيكي يا همس هي
قربت منه أكتر وقالت بتحذير : لا لما تصمم اني لازم ألبس ألماس وكلامها يمشي عليا فهي بتتحكم فيا، هي طلبت مني ألبس أي طقم ألماس علشان أليق بعيلة الصياد وأنا رفضت لانك عارف اني مش برتاح بلبس الألماس ولا التكلف ده ، ولما انت طلعت غيرت رأيي علشانك انت ، علشانك انت ممكن أتقبل حاجة مابحبهاش لكن مش علشان أي حد تاني ومع احترامي للكل بس منظري أنا حرة فيه ويكون في علمك لو انت متخيل انك هتقدر تغيرني وتخليني نسخة من آية أو والدتك وألبس بحساب وأتكلم بحساب وأهتم بشكلي طول الوقت ومظهري وأبقى جديرة من خلال شكلي بعيلة الصياد فأحب أقولك انك اخترت واحدة غلط ، أنا مش كده ومش هكون كده يا إما كنت خليك مع شذى كانت هتبقى لايقة على الايمدج بتاعة العيلة ، بعد إذنك
اتصدم من سوء ظنها فيه فحاول يوقفها : همس
شدت دراعها منه بغضب: قسما بالله لولا ان النهارده يوم مهم في حياة هالة كنت صممت دلوقتي انك ترجعني البيت .
رد بغيظ : انتِ مكبرة الموضوع يا همس
ماردتش عليه بس اكتفت بنظرتها له ومشيت بسرعة لدرجة انها كانت هتخبط في مروان اللي كان سامع خناقهم وحاول يوقفها : همس
ماردتش وكملت وما وقفتش فتابعها وراح لصاحبه بتعجب : كل ده ليه ؟
سيف اتنهد وبصله بإيجاز: أنا هجيب ميا وعصير .
مروان مسك دراعه : في ايه يا سيف ومالكم بتتخانقوا بالشكل ده ليه ؟
بصله ورد بهدوء: صدقني الموضوع تافه خالص ، ما تشغلش بالك ويلا بينا علشان ما نتأخرش .
مروان ماحبش يلح عليه فجابوا الميا والعصير واتحركوا لعربياتهم ، سيف ناول الكيس لوالدته ودور عربيته واتحرك ، سلوى لاحظت الصمت اللي بينهم ، طلعت عصير وجت تديه لهمس : اتفضلي يا همس
بصتلها ورفضت بابتسامة مجاملة : متشكرة لحضرتك مش عايزة دلوقتي .
سلوى اتأكدت انها متضايقة فبصت لابنها : همستك مالها يا سيف ؟
همس فكرت ترد وتنفجر فيها وتطلب منها ما تتدخلش تاني مرة في لبسها أو ستايلها وان مش من حقها تلعب عليها بالشكل ده وتستغل علاقتها بجوزها ، بس يا ترى ممكن يكون رد فعل سيف ايه لو انفجرت في والدته ؟