أخر الاخبار

رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم نسمه مالك


 رواية تزوجته فقيرا فاغناني الله به الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم نسمه مالك


..اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار..؛
وغصة القلب وضيق الحياة..؛
ونعوذ بك اللهم من گل مرض أو وجع أو گدر ..
ومن سوء الحياة وشرها..؛
ونعوذ بك من گآبة الايام ومن ضيق يلامس قلوبنا أو حزن يحتل عيوننا..؛
اللهم إنا نسألك رزقاً حلالاً لا يُعد..؛
وباباً للجنة لا يُسد..؛
وبرگة في صحتنا وأبداننا وأعمارنا..؛
وصلاحاً في ذرياتنا..؛
وزيادة في حسناتنا..؛
وصل اَللَّهُمَّ وَسَلَّمَ عَلَى خَاتِمٍ الانبياء وَالمُرْسِلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٌ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعَيْنِ..
.........................................
..بأمريكا..
بمنزل مرموق..
تجلس زينب بغرفتها التى جهزتها لها ليان زوجه ابنها بعنايه فائقه..
شارده الذهن، دموعها تسيل على وجناتيها ببطئ..
تتذكر تلك الأيام التى كانت برفقه أبنائها الثالث..
تجمعهم غرفه واحده، وفراش واحد..
وكم من الحب ودفئ المشاعر التى كانت تملئ قلوب أبنائها لبعضهم البعض..
ولكن؟؟..دوام الحال من المحال..
 فأصبح لكلا منهم حياته الخاصه بعيدا عن الأخر..
بل..وأصبحت هى الأخرى أخر شئ يتذكره ابنائها وهى معهم بنفس المنزل..
تنهدت بألم، وأزدات انهمار دموعها بحسره على انقلاب الحال وما وصل ابنائها اليه..
 رفعت يدها المرتجفه وأزالت دموعها،
وشبه أبتسامه زينة ثغرها حين تذكرت أبنها البار بها"ايوب"..
فبرغم بعد المسافات بينهم الا انها دائما أول اهتماماته..
رفعت عيونها الممتلئه بالدموع للسماء وكلمات ايوب ابن قلبها تتردد بأذنها..
"عوضُ الله يستحق صبراً فلا تقنطى ، ستُجبر"..
‏وغداً يا أمى سيأتي اليوم الذي يعوضك الله فيه عن تلك الأيام الصعبة إن الله على كل شي قدير"..
‏"فنتظرى قليلا لعل البشائر التي تُغيث القلب قريبة."..
‏"وسيطيبُ ماقَد أوجعك يوماً."..
‏"عِجافُ الأيام يعقُبها يوم الغَوْثِ وإن طالت"..
،‏"ومنّ آمنَّ بعوضِ اللهِ أتَاهُ عظيماً"..
..‏على يقين انا بالله سيمضي القلق ، وستأتي الراحة بعد هذا الكم مِن العناء ، سيُعوض الله توتُّر المشاعِر ، وإضطِراب الأمل وخوف المُستقبل بِكُل ماهو جميل..
وبين قبلات متناثره على كف يدها وجبهتها تابع بابتسامته التى تطمئن قلبها..
"دائماً هناك أمل بأن لنا فالغيّب شيئاً جميل"..
تعالت شهقاتها قليلا فأسرعت بوضع كف يدها على فمها وبصوت مكتوم همست بسرها..
اه يا أيوب يا قلب أمك..بكت بنحيب..واحشتنى يا ضنايا..
مدت يدها وأخرجت صورته التى تضعها بجوار قلبها ورفعتها على شفاتيها قبلتها مرات ومرات وبنحيب تابعت..
محدش بيفتكر عيد ميلادى غيرك يا حبيبى..
تحسست القرط الذهب التى ترتديه بأذنها بحب..
كان قد ابتاعه لها أيوب بعيد ميلادها الماضى ورغم الاوقات العصيبه التى مرو بها الا انه رفض كل محاولاتها وألحاحها عليه حتى يأخذه ويبيعه..
اتسعت ابتسامتها اكثر وتابعت بثقه..
عمرك ما نستنى ولا هتنسانى يا أيوب..
صوت بكاء مكتوم انتشلها من شردها..
فأسرعت بأخفاء صوره أيوب، ومسحت دموعها، واعتدلت بجلستها وبلهفه مدت يدها وربتت على ظهر ليان النائمه بجوارها على الفراش بحنان بالغ، وبعتاب تحدث..
 برضو بتعيطى يا ليان يا بنتى..أمسكت يدها وساعدتها على النهوض وبيقين تابعت..هيبقى زى الفل..ربتت على وجناتيها..والله يا بنتى أيوب هيرجع لحضنك فى اقرب وقت..
ليان:بنحيب..امتى بس يا ماما..بكت بنهيار اكبر..حبيبى بقاله 20يوم فى الحضانه ولسه الدكاتره نفسهم مش عارفين هيخرج أمتى..
نهت جملتها وأزدات حده بكائها..
رمقتها زينب بنظره عاتبه وبرجاء تحدثت..
كفايه عياط يا حبيبتى..مينفعش تعيطى كده وانتى لسه نفسه..الزعل والنكد دا غلط عليكى..
نظرت لها ليان بعيون يغرقها الدمع وتحدثت بغصه مريره..
ربنا بيعاقب ايمن فى ابنه على اللى عمله فيكى انتى وأيوب أخوه..
نظرت لها زينب بصدمه وبزهول تحدثت..
انتى عارفه يا ليان؟؟..
أومأت لها ليان بالايجاب،وبأسف تحدثت..
ايوه عارفه ان أيوب ابنك عايش..تأوهت بعنف وبغضب عارم تابعت..
للاسف عرفت ان جوزى خدعنى وكدب عليا كل السنين دى ومقليش ان عنده توأم..
تلجمت زينب وبدأت تبكى بصمت..،وبصوت حزين مرتجف تحدثت..
وانتى عرفتى ازاى انهم توأم وانتى مشوفتيش أيوب قبل كده؟؟..
اخذت ليان نفس عميق،ورسمت ابتسامه على ثغرها تخفى بها كم ألمها وبتنهيده تحدثت..
هقولك عرفت منين يا ماما..
أمسكت يدها وقبلتها بحب شديد..
فزينب بالنسبه لها عوض الله عن والدتها المتوفاه..
نظرت لها بابتسامتها الحنونه وتابعت بحب..كل سنه وحضرتك طيبه يا ماما..انهارده عيد ميلادك يا حبيبتى..
زينب:بطيبه شديده..وانتى طيبه يا بنتى..
نظرت لها بستغراب..بس عرفتى ازاى ان عيد ميلادى انهارده؟؟..
همت ليان بالرد عليها لكنها استمعت لصوت زوجها وشقيقه يعلن استيقاظهم..
هبت ليان واقفه وتحدثت بستعجال..
تعالى معايا يا ماما..فى مفاجأه حلوه اوى علشانك..
نظرت لها زينب بشك وبتعقل تحدثت..
انتى ناويه على ايه يا ليان يابنتى؟؟..
ابتسمت ليان ابتسامه زائفه وبوعيد تحدثت..
ناويه اعاقب ايمن على اللى عمله يا ماما..بكت..علشان اللى ملوش خير فى أهله ملوش خير فى اى حد..تنهدت بألم..
 بس لما افوق واطمن على ابنى..
امسكت يدها وسارت بها للخارج وتابعت بفرحه..
تعالى بس خلينى اوريكى المفاجأه الجميله اللى معموله علشانك..
فتحت ليان باب الغرفه ونادت بعلو صوتها..
ايمن..يا ايمن..
أسرع ايمن بالرد عليها بلهفه..
ايوه حبيبتى..اقترب منهم ونظر لوالدته..صباح الخير يا ماما..
زينب:بابتسامه..صباح النور يا ابنى..
ايمن:بستعجال..انا هنزل اروح لابنى الحضانه وبعدين اروح الشغل..
تعمد هو عدم نطق أسم صغيره..فقد اصرت زوجته ان تطلق عليه أسم شقيقه رغم رفضه الشديد..
ابتسمت له ليان ابتسامه مصطنعه وبأمر تحدثت..
استنى معانا شويه وابقى انزل..سارت برفقه زينب واجلستها على احدى الأرائك وتابعت..نادى على احمد وشوف البنات صحيو ولا لسه وهاتهم وتعالى..
أستمعت لصوت توأمها ذات ال5سنوات..
لارين..ليليان:صباح الخير يا مامى..
اسرعو بالركض نحو زينب الفاتحه زراعيها لهم وارتمو داخل حضنها وتابعو..صباح الخير يا نانا..
قبلتهم زينب بحب شديد وبفرحه اشد تحدثت..
صباحكم ورد يا حبايب قلبى..
خرج احمد من غرفته حاملا حقيبته الجلد، مرتدى نظرته الطبيه، وبدلته الكاجول الرائعه..وبخطوات شبه راكضه اتجه نحو الخارج وبستعجال تحدث..
انا رايح الشغل..
ليان:بصرامه..استنى يا احمد..توقف احمد ونظر لها بتسائل فتابعت هى ببتسامتها المصطنعه التى تزيد اتساع..
تعالى هوريكم حاجه ترند أول على السوشيال ميديا انهارده، شوفتها بالصدفه قولت اوريهلكم واثقه انها هتعجبكم جدااااا..
بملل..اقترب احمد وجلس بجوار والدته..
فأسرعت ليان بجذب زوجها وأجلسته بجوار شقيقه..
وصلت هاتفها بشاشه التليفاز..وجلست بجوار زينب الحامله الصغيرتين على قدميها وبحماس تحدث..
جاهزين؟؟..
ايمن:بضيق..امممم..جاهزين..نظر بساعه يده وابتسم بصطناع..ومتأخرين..
ليان:بجمود..حالا..ضغطت زر التشغيل..ليظهر فيديو أيوب وهو حامل الجيتار..
صدمه اجتاحتهم جعلت حاله من الهلع والفزع تملك من قلوبهم،..حين تذكرو رنين شقيقهم المستمر عليهم ليله أمس ولكنهم لم يعايره أتصالاته اى أهتمام..
شهقت زينب بعنف وببكاء حاد وضحك بأن واحد تحدثت..
ايوووووب يا حبيب قلب امك يا ضنايا..
لتتعالى صرخات الفتاتين بفرحه عارمه وببرائه اشارو على التلفاز باصابعهم الصغيره وبصراخ تحدثو..
باااااابى اهو..
انتفض ايمن كمن لدغه عقرب حين أستمع لجمله أيوب..
("ملازم أول دكتور جراح قلب واوعيه دمويه أيوب زيدان")..
هب واقفا ينظر لشاشه التلفاز بعيون متسعه على أخيرها وبزهول مقارب للجنون تحدث..
ملازم؟!!!..نظر لشقيقه احمد الذى ينظر للشاشه بوجه شاحب وببطئ ازاح نظرته واغمض عيناه بعنف وفتحهم مره أخرى لعله يتوهم وبعدم تصديق ردد..
 دكتور؟!..
ارتمى ايمن بجواره وهمس بصوت مرتجف..
ملازم..هو قال ملازم يا احمد؟؟!!..
ابتلع احمد ريقه بصعوبه وبتقطع همس..
دكتور يا ايمن؟؟..مسح على وجهه وشعره بعنف وتابع بعدم تصديق..ايوب دكتور جراح؟؟؟..
بجسد ينتفض من شده بكائها هبت زينب واقفه،وبخطوات بطيئه متثاقله سارت نحو التلفاز ووقفت أمامه مباشره تستمع لصوت غناء أبنها بصوته العذب ودموعها تنهمر بغزاره على وجناتيها وبحب شديد تردد..
"قلب امك يا حبيبى"..تتحسس شاشه التلفاز بحنان وأشتياق بالغ،وبتأكيد تحدثت..هجيلك يا حبيبى..بكت بنحيب..
بأذن الله هجيلك يا ضنايا..
هبت ليان واقفه وببكاء تحدثت..
مش لوحدك اللى هترجعى يا ماما زينب..نظرت لزوجها نظره حارقه..
شعر ايمن بالضيق وجف حلقه، وتعالت نبضات قلبه، وتباطأت أنفاسه..وبصعوبه همس..
قصدك ايه يا ليان؟؟..
بصوت حزين مرتجف تابعت ليان..
يعنى انا وولادى هنرجع مع ماما زينب..
ضيق ايمن عيناه ونظر لها بعدم فهم وبتسأل تحدث..
ترجعى فين وابنك تعبان ومحجوز فى المستشفى ولسه مش عارفين هخرج امتى؟؟..
انتهت أغنيه ايوب..فقتربت زينب من ليان وقفت حوارها وبتعقل تحدثت..
خليكى يا ليان يا بنتى..بكت..وانا هفضل معاكى لحد ما نطمن على أيوب الصغير..تنهدت براحه..انا الحمد لله قلبى بقى مطمن على أيوب ابنى..ربتت على ظهرها بحنان..عقبال ما ربنا يطمن قلبك على ابنك يا حبيبتى..
ليان:بأصرار..هنجهز أورقنا وفى أقرب وقت هنكون فى مصر يا ماما..بكت..انا وانتى وبناتى..اغمضت عيونها بعنف لتتساقط دموعها بغزاره اكثر..وابنى كمان..
ايمن:بغضب عارم..انتى بتقولى ايييييه..ابنك هيسافر ازاى وهو بحالته دى..
ليان:بابتسامه مصطنعه..أيوب ابنى عمه دكتور جراح قلب يا أيمن..أخذت نفس عميق تحاول السيطره به على حدة بكائها وبألم حاد تابعت..وعمه هو اللى هيعمله العمليه..
غلبت الحيره على ايمن فنظر لشقيقه الجالس بجواره واضعا رأسه بين كفيه يبكى بصمت وندم بدأ يشق طريقه نحو قلبه..
فمتلئت عيناه بالعبرات، وحاول الحديث لكنه التزم الصمت وخفض رأسه بخزى بعدما قرأ ما يدور بعقلها، ونظرتها المشتعله بالغضب تخبره انها لن تتهاون بمعاقبته..
مسح بطرف أصبعه دمعه سالت من عينه فأحرقت روحه قبل وجهه حزنا على حاله وما ألقى نفسه به..
ماذا جنى الأن..على وشك فقدان كل ما وصل اليه..
تنظر له زوجته هو وشقيقه بأسف وكثير من الاشمئزاز..
فهم لا تعنى لهم اواصر الرحم شيئاً..
حاله من الصمت المريب احتلت المكان..
قطعت زينب هذا الصمت وبرجاء تحدثت..
عايزه اكلم ايوب..نظرت لابنائها..اتصلو على اخوكم عايزه أكلمه..
بيد مرتجفه اخرج ايمن هاتفه وطلب رقم شقيقه..
لحظات واتاه صوته الملتهف..
اييييه يا ابنى برن عليكم من امبارح..انتو كويسين..
انفجر ايمن بالبكاء..يبكى بنهيار..ليتابع أيوب بفزع..
مالك يله؟؟..ارتجف صوته..امك فيها حاجه؟؟..
ازدادت حده بكاء ايمن وبصعوبه تحدث من بين شهقاته..
انت دكتور جراح قلب يا أيوب..
ايوب:ببكاء فشل بأخفائه..شوفت الفيديو؟؟..
ايمن:بابتسامه من بين دموعه..شوفته يا حضره الملازم..
بكى بنحيب اكبر..شوفته يا ابن ابويا..نظر لزوجته بعيون نادمه مليئه بالعبرات، واسرع باعطاء الهاتف لوالدته وركض لخارج المنزل بخطوات راكضه..
بلهفه تحدثت زينب..
قوم يا احمد ورا اخوك متسبهوش لوحده يا ابنى..
أسرع احمد خلف شقيقه..
رفعت زينب الهاتف على اذنها وببكاء وفخر تابعت..
الو يا حضره الدكتور الظابط..بكت وضحكت..واحشتنى يا قلب امك..
ابتسم ايوب ودموعه تهبط على وجنته ببطئ فأسرعت زوجته الجالسه داخل حضنه وازالت دموعه بشفاتيها..
اغمض ايوب عيناه مستمتع بلمستها التى تذيب قلبه وبتنهيده تحدث..
واحشتينى اوى يا امه..كل سنه وانتى طيبه وبألف خير وصحه يا ام ايوب..
زينب:بحب شديد..وانت طيب يا قلب امك..اطمن يا حبيبى انا هجيلك قريب..بس مش هاجى لوحدى..
ايوب:بفرحه عارمه..اخواتى هيرجعو معاكى يا أمه؟؟..
يمتلك هو قلب من الماس..برغم كل ما فعلوه اشقائه به، الا انه يشتاق لهم حد الجنون..يتمنى يعودو لحضنه مره أخرى..
تنهدت زينب براحه ونظرت لليان الباكيه وبفرحه تحدثت..
هجيلك انا ومرات اخوك وبناته وكمان..بكت..
"أيوب الصغير يا أيوب"..
شحبت ملامح ايوب وانتفض جالسا متمسكا بخصر زوجته بأحكام، وبعدم فهم تحدث..
مين أيوب الصغير؟؟!!..
زينب:ببكاء..ايمن اخوك توأمك..نظرت لليان برجاء تخبرها انها تود أصلاح الأمور بين أبنائها..فحركت ليان رأسها بتفهم فتابعت زينب..سمى ابنه على أسمك يا أيوب..
تلجم ايوب قليلا..ونظر لزوجته بعيون متسعه..
بلهفه اسرعت حبيبه رفع يدها على وجنتيه وبهمس تحدثت..
فى ايه يا ايوب؟؟..امه زينب كويسه؟؟..
اغمض ايوب عينه يحاول التحكم بدموعه وبفرحه وعدم تصديق تحدث..
امه انتى بتقولى ايه؟؟!!..
زينب:ببكاء..بقولك اخوك سمى ابنه على اسمك يا حبيبى..
وبأذن الله هجبهم واجيلك فى اقرب وقت..
عبست بملامحها وتابعت بغضب مصطنع..
وفين البت حبيبه واحشتنى..
اعطى ايوب الهاتف لزوجته..والتف بكلتا يده حول خصرها دافنا وجهه بحنايا صدرها يبكى بصوت مكتوم..
ببكاء لبكائه امسكت حبيبه الهاتف بيد..ويدها الأخرى تربت على ظهره وشعره بحنان بالغ وببكاء تحدثت..
امه زينب..عامله ايه يا حبيبتى..كل سنه وانتى طيبه..
زينب:بحب..وانتى طيبه يا ضنايا..طمنينى على طيورى يا بت يا حبيبه..
حبيبه:بابتسامه..اطمنى يا حبيبتى..انا واخده بالى منهم وعملت زى ما قولتيلى بالظبط..بخرج جزء من البيض لوجه الله والباقى ببيعه وبيفيض منه كمان يا امه..
زينب:الحمد لله يا حبيبتى..تابعت بمزاح..عقبال ما تبيضى انتى كمان بقى..
ضحكت حبيبه برقه وبخجل تحدثت..
ادعلنا يا امه..
زينب:دعيالكم يا ضنايا..اشارت لها ليان انها تريد ان تحدثها..
ابتسمت زينب وبفرحه تابعت..حبيبه سلفتك عايزه تكلمك..
حبيبه:بزهول..سلفتى؟؟..
رفع ايوب رأسه من حضنها ونظر لها وبلهفه همس..
قوليلها تصور البنات..ابتسم بفرحه عارمه..
وايوب الصغير وتبعتلنا الصور..
اخذت ليان الهاتف ورفعته على اذنها وبود تحدثت..
ازيك يا حبيبه أيوب..انا ليان مرات ايمن..تنهدت..
توأم جوزك..
................................................. 
..بكليه الهندسه..
انتهت هبه من محاضرتها اخيرا..
بخطوات متعبه سارت لخارج الجامعه..
لم تاكل شيئاً منذ الصباح الباكر..والساعه اقتربت على الثالثه عصرا..
بخطى مجهده اتجهت نحو عربه المؤكولات ووقفت بطابور ليس بصغير تنتظر دورها بشرود..
طال انتظارها قليلا فأخرجت هاتفها وبدأت تعبث به قليلا..
تشاهد بعض الصور والفيديوهات لها برفقه صغيرها..
غافله عن عيون بدر التى تنظر لها بترقب..
بدات هى تتفحص بعض مواقع التواصل الأجتماعى لتتسع عيونها على اخرها حين رأت فيديو أيوب يتصدر اعلى المشاهدات على عدد من المواقع الشهيره..
بهتمام استمعت للفيديو كاملا وبعيون امتلئت بدموع الفرحه لشقيقتها همست بسرها..
ربنا نصفك يا حبيبه..ورضاكى يا حبيبتى..
انتبهت على صوت بدر الهادئ يتحدث بتسائل..
ساندوتش مربى بالقشطه برضو؟؟..
رفعت هبه وجهها ونظرت له لأول مره بابتسامه وبرقتها المعهوده تحدثت..
ايوه يا عم احمد من فضلك..اكملت بفرحه..بس خليهم اتنين المرادى..
انتبه والده لحديثها..وانها تناديه بأسمه هو..
فقترب منهم وتحدث بستغراب..
احمد:عم احمد مين؟؟؟!!..
اسرع بدر ونظر له بتحذير وبمزاح تحدث..
قولها يا ابا بلاش عم احمد دى..نظر لها بابتسامه..
انا مش عجوز اوى كده..
تنقل احمد بنظره بينهم بحاجبين مرفوعين..وابتسم بصطناع وبعبث تحدث..
احمد:قوليلو يا ميدو..
توردت وجناتين هبه بحمره الخجل ونظرت لبدر بتركيز وضيقت عيونها وبزهول تحدثت..
سبحان الله يخلق من الشبه 40 فعلا..اشارت على بدر..
حضرتك شبه دكتور عندنا فى الكليه..
بدر:بجديه مصطنه..قصدك بدر الزينى مش كده..حركت هبه رأسها بالايجاب..فمد هو يده لها واعطها المؤكولات وتابع بثقه..كتير قالو انى شبه فعلا..
اعطته هبه النقود واخذت طعامها وبابتسامه تحدثت..
شكرا جدا يا..نظر لها بدر بتحذير فتابعت بخجل..يا احمد..
نهت حديثها وسارت من امامه بخطوات مسرعه..
نظر بدر لأثارها بابتسامه شارده..
لينتبه لصوت والده العابث..
احححم..نظر لوالده ليتفاجئ به ينظر له بشفاه وحاجب مرفوعين وبعدم فهم تحدث..
واد يا بدر فهمنى ايه اللى بيحصل دا؟؟..
عاد بدر للعمل بمهاره وحرفيه وبالالغاز بدا يتحدث..
اتاكدت بمعرفتى انها منفصله..وتايهه..ومش مركزه نهائى..
علشان كده شايفانى شخصين..فخلينا نشوف هتفضل مين على مين..تنهد..الدكتور بدر..رفع يده ببعض الخبز..
ولا احمد بتاع السندوتشات..
ربت والده على كتفه وبتعقل تحدث..
الكلام دا لو انت فى دماغها أصلا..لكن واحده شيفاك شخصين تبقى مش مركزه معاك ولا شاغلها..
جز بدر على اسنانه وبغضب همس بسره..
ودا اللى غيظنى..ايييه اللى شاغل بالها لدرجه انها شيفانى شخصين؟؟..
............................................
سيف..
يجلس برفقه محمد ونجوى بمنزلهم، وبرجاء وتوسل يتحدث..
ارجوك يا عمى ساعدنى ارجع لهبه..
محمد:بغضب..يا ابنى اساعدك ازاى وانت جاى تقولها انك مسافر بابنها؟؟!!..نظر له بشرار..وبعدين ايه البنت اللى كنت جيبها معاك شايله الولد دى..
سيف:دى مربيه أطفال..انا اتعقدت مع مكتب للمربيات وبعتولى اكفئ مربيه عندهم علشان تراعى سفيان..
محمد:بعلو صوته..وامه راحت فييييين؟؟؟..انت عارف لو هبه كانت هنا وشافتك وانت داخل علينا بالمربيه دى شايله ابنها كانت هتعمل ايه؟؟..
نجوى:برتياح..الحمد لله انك مشتها قبل ما هبه تيجى..
محمد:بأسف..يارتها مشيت لوحدها..دى خدت الواد معها..
نظر لسيف..ازاى تأمن واحده غريبه على ابنك؟؟..
سيف:يا عمى السواق بتاعى معاهم..وامى فى الشقه عندى وكمان انا ركبت كاميرات مرقبه فى الشقه كلها..
محمد:بسخريه..يا فرحتى بالكاميرات..وقاعد بقى دلوقتى مستنى هبه علشان تقولها انك هتاخد ابنها والمربيه وتسافر؟؟..
سيف:انا هقولها كده علشان تدينى فرصه وترجعلى..
محمد:بصرامه..فرصه ايه؟؟..انت كده بتلوى دراعها بابنها علشان ترجعلك..نظر له بأسف..تقدر تقولى انت عملتلها ايه علشان توصلها انها تفضل الموت ولا انها تفضل على زمتك؟؟..
خفض سيف راسه بخزى وبرجاء تحدث..
اعفينى من الرد على سؤال حضرتك يا عمى..اللى حصل حاجه خاصه بينى وبين هبه وهى اكدت عليا مقولش لمخلوق..
تفهمت نجوى ان المشكله بينهم تخص علاقتهم الحميمه..
فنظرت لزوجها وتحدثت برجاء..
ابو هبه انت اول واحد عايز بنتك ترجع لجوزها وابنها صح ولا لاء يا اخويا؟؟..
محمد:بتنهيده..عايزها ترجع بس برضاها..مش مجبوره..
نجوى:بثقه..هبه عقله وهترجع برضاها علشان دا الصح..
كلنا ممكن نغلط..وسيف غلط ومعترف بغلطه..وهبه عقبته واطلقت منه كام شهر اهو..كفايه بقى وترجع لأبنها..
الوحده ملهاش غير بيتها وجوزها..
محمد:بنفاذ صبر..الرأى رأى هبه..وانا اللى هيريح بنتى هعمله..
انتبهو لصوت باب الشقه..لتهب نجوى واقفه وتتحدث بستعجال..
اهى هبه جت..
اتجهت نحو الخارج واقتربت منها وتحدثت بفرحه..
انتى جيتى يا حبيبتى..
ركضت هبه نحو والدتها وتحدثت بفرحه عارمه..
تعالى اوريكى حاجه يا ماما..اسرعت بفتح هاتفها وشغلت فيديو ايوب واعطت الهاتف لوالدتها..
امسكت نجوى الهاتف وبدات تشاهد الفيديو بعيون مزهوله، وبعدم تصديق تحدثت..
دا ايوب جوز اختك؟!..
استمعت بتمعن لحديث ايوب لتشهق بعنف حين اخترقت أذنها وظيفه أيوب، وببكاء تابعت..
جوز اختك دكتور يا هبه..
هبه:بعتاب..شوفتى يا ماما ايوب الفقرى اللى مكنتيش راضيه بيه عريس لبنتك..مش بس بقى دكتور..ربتت على كتفها..
وظابط فى الجيش كمان..
نظرت لها نجوى ببتسامه متألمه وبعتاب تحدثت..
معقوله مش فاهمه امك حتى بعد ما بقيتى ام يا هبه؟؟..
هو ايوب صانيعى ولا دكتور ولا حتى ظابط انا هاخد منه حاجه؟؟..
ولا حتى سيف انا عمرى قبلت منه اى هديه جبهالى؟؟..
حركت هبه رأسها بالنفى..فتابعت نجوى بابتسامه حنونه..
يا بنتى اللى بعمله دا من خوفى عليكم..عايزه اشوفكم فى احسن حال..بكت..مش عايزه اكون قلقانه عليكم..
عايزه اسمع عنكم دايما كل خير..انتى مش عارفه انا اتقهرت اد ايه لما عرفت ان اختك بتبيع بيض وتعمل فطير وتبيعه..
خت بعضى وروحتلها علشان اجبها معايا غصب عن عين التخين..تنهدت..بس لما روحتلها وشوفت الراحه اللى ظاهره على وشها سبتها ومشيت..بس اتعمدت ارمى كلمتين لجوزها يوجعوه علشان يحافظ عليها اكتر..
هبه:بأسف..يا ماما يا حبيبتى انتى لما توجعى ايوب هتوجعى حبيبه اكتر منه..
نجوى:بفرحه..وجعى ليهم جاب نتيجه واهو ايوب نطق وقال اللى مخبيه..اشارت بعيونها على غرفه الضيوف..وسيف كمان جاى يبوس الايادى علشان ترجعيلو..
تحولت ملامح هبه للغضب الشديد وباصرار تحدثت..
مش هرجعله يا ماما..
انتبهت على صوت سيف الراجى..
ولا حتى علشان خاطر سفيان يا هبه؟؟..
اغمضت هبه عيونها بعنف وتحدثت دون النظر له..
فين سفيان؟؟..
سيف:بتنهيده..مع ماما فى البيت..
اقترب منها ووقف امامها..فسارت نجوى نحو زوجها وسحبته لداخل احدى الغرف تاركه لهم بعض الخصوصيه..
نظر لها سيف بعشق وبتوسل تابع..
هبه علشان خاطر ربنا وابننا ادينى فرصه تانيه..
بغضب خارق نظرت له هبه وبصوت خافض تحدثت من اسفل اسنانها..
يا سيف افهم..انت واحد الخيانه طبع بيجرى فى دمه..
انا لو رجعتلك هتخونى تالت وعاشر ومليون..وانا مش هتحمل قذرتك دى..اخذت نفس عميق واكملت بأصرار..
انا مش هرجعلك..ودا اخر كلام عندى..
يعلم انها على صواب ويحق لها تفعل اكثر من ذلك..
ولكن كلماتها ألمته بشده..فجز على اسنانه وبتهديد مصطنع تحدث..
كده هتخلينى اخد ابنى واسافر بيه يا هبه...
نظرت له هبه بصدمه..فتابع هو بأسف..مش هقدر اعيش فى البلد دى وانتى مش معايا..
هبه:بضحكه ساخره..تقوم تاخد ابنى وتسافر بيه وتحرمنى منه؟؟!!..التمعت عيونها بالدموع..عايز تسافر سافر براحتك..
تنهدت بألم حاد..بس سبلى ابنى..
حرك سيف رأسه بالنفى وأخرج من جيب سرواله مفتاح منزلهم ووضعه امامها على الطاوله وبابتسامه تحدث..
دا مفتاح شقتنا الجديده فى عماره اهلى..
تحولت نظرته لأخرى محذره..طيارتنا بكره يا هبه..
ارجعلنا لو فعلا يهمك ابنك..انتى الوحيده اللى  تقدرى تمنعينا من السفر برجعوك لينا..ولو ميهمكيش ابنك ومش فارق معاكى يبقى هتسبينى اسافر بيه ويعالم هنرجع امتى..
نظرت له هبه بستحقار وبكثير من الاشمئزاز تحدثت..
بتهددنى تحرمنى من ابنى علشان تجبرنى ارجعلك؟؟!!..
انت فعلا احقر واحد عرفته فى حياتى يا سيف..
اقتربت منه خطوه ونظرت لعيناه بعمق وبأصرار تابعت..
مش هرجعلك..ابتسمت بلا مبالاه..سافر وخد سفيان معاك..
سيف:بتفاجئ..لدرجاتى مش همك ابنك يا هبه..
هبه:بجمود..انت متهمنيش..لكن ابنى طبعا يهمنى..
سيف:طيب ارجعيلى علشان خاطره..
هبه:بتعقل..انا اصلا سبتك علشان خاطره يا سيف..افهم..
ابنى مينفعش يكبر ويشوف امه عايشه مع ابوه بالاجبار علشانه..
هيكره نفسه والساعه اللى اتولد فيها..
سيف:ببوادر بكاء..بس انا هتغير يا هبه واوعدك انى عمرى ما هزعلك تانى..
هبه:بابتسامه متألمه..انت مزعلتنيش يا سيف..انت خونتنى..
والخيانه قولتلك طبع فيك ومش هتبطل تخونى..
سارت نحو باب الشقه وفتحته وببتسامه ذائفه تابعت..
اتفضل مع السلامه علشان تلحق تحضر شنطه سفرك..
نظر لها سيف بعيون راجيه متوسله..ابتعدت هى بنظرها عنه وبغصه مريره اكملت..ولو سمحت ابقى هاتلى ابنى اشوفه قبل ما تسافر بيه..
بخطوات غاضبه مسرعه سار سيف نحو الخارج..
اغلقت هبه باب الشقه خلفه بعنف واستندت عليه بظهرها وبدات تبكى بنحيب بصوت مرتفع..
ركضت نجوى خلفها زوجها واقتربت منها واحتضنتها وبدات تبكى لبكائها وبتسائل تحدثت..
ايه اللى حصل يا هبه؟؟..
وجهت هبه نظرها للمفتاح الذى تركه لها زوجها وبنهيار تحدثت..
هرجع لسيف يا ماما..
محمد:بغصه..يا بنتى طيب ليه كل عياطك دا..انتى هترجعى بالغصب يا بنتى..اقترب منها وربت على ظهرها بحنان..
يا بنتى انا فى ضهرك ومتخفيش من اى حاجه..قوليلى اللى انتى عيزاه وانا هعملهولك..ولو على ابنك انا هجبهولك من عين ابوه..
هدأت هبه قليلا وبابتسامه ذائفه تحدثت..
انا هرجع برضايا يا بابا اطمن..
.....................................................
بغضب عارم..
يقود سيف سيارته..
يعاد بذهنه كلمات هبه الجارحه له فيضرب على المقود بعنف وبغيظ يحدث نفسه..
انا احقر واحد عرفتيه يا هبه؟؟..
زاد من سرعته حتى وصل امام منزله..
بخطوات سريعه خطى للداخل صافعا الباب خلفه بعنف..
فاسرعت والدته وتحدثت بقلق..
منال:طمنى يا سيف يا ابنى..عملت ايه مع هبه؟..
بدأ سيف يخلع ثيابه واتجه نحو المرحاض وبرجاء تحدث..
ماما من فضلك سبينى لوحدى دلوقتى..
منال:بقلق..يا ابنى فهمنى؟؟..
قطع حديثها سيف بغضب..
ارجوكى سبينى لوحدى..
منال:بيأس..طيب يا حبيبى..انا هاخد سفيان معايا و هنزل شقتى..ولما تهدى ابقى تعالى..
سيف:بجمود..لا يا ماما سيبى سفيان انا عايزه معايا..
منال:بتفهم..امممم..خايف اوديه لامه مش كده؟؟..
سيف:بحده..امى من فضلك سبينى دلوقتى..
حركت راسها بالايجاب وسارت للخارج دون النطق بكلمه اخرى..
خلع هو المتبقى من ثيابه ووقف اسفل المياه البارده لعلها تطفئ نيران غضبه قليلا..
ظل طويلا اسفل المياه..يعاد بذاكرته حديث هبه اللازع بالنسبه له دون توقف..
مجرد كلمات القتها على سمعه وقت غضبها ازعاجته كثيرا..
فما بالها هى وقد رائته بأبشع الاوضاع..
نفخ بضيق واغلق المياه بعنف وسحب منشفه حول خصره واتجه للخارج..
لينصدم بمربيه صغيره حامله الرضيع على يدها ومتوجهه به نحو غرفته بعدما غفى..
نظرت له بعيون منبهره..تفهم هو نظرتها فبتسم بثقه وبغرور تحدث..
عجبك انا؟..غمز لها..صح؟..
الفتاه:بميوعه..عجبنى وجدا يا سيف بيه..
مال سيف على الصغير وقبله بحب وبأمر تابع..
طيب نيمى سفيان فى اوضته وحصلينى على جوه قوليلى عجبك ازاى..
بفرحه اسرعت الفتاه نحو غرفه الصغير ووضعته بأهمال على أقرب فراش..ليس حتى بفراشه الخشبى المغلق من جميع الجوانب بأحكام حتى لا يسقط..وركضت سريعا نحو الخارج..
يقف سيف يمشط شعره الغزير امام المرأه..
ليشعر بيد بارده تسير على ظهره العارى..
نظر لأنعكاس صورته بالمرأه وبفخر همس بسره..
حقير بس لذيذ..
نهى جملته والتفت للواقفه خلفه وجذبها لداخل حضنه غارقا معها بما حرمه الله..
.....................................................
حبيبه..
بحب شديد ممسكه بيد ايوب..
تربت عليها تارا..تقبلها تارا..وتضمها لحضنها تارا اخرى..
وبرجاء وتوسل تتحدث..
علشان خاطرى يا ايوب مش عايزه اشوفك زعلان كده وبأذن الله ايوب الصغير هيخف ويبقى كويس..
نظر لها ايوب قليلا وبحظه كان جذبها على قدميه وقبل وجناتيها بعشق وبتنهيده همس بأذنها..
انتى عارفه انا بحبك اد ايه؟؟..
تعلقت حبيبه برقبته ونظرت لعيناه بهيام وبابتسامه هائمه همست..
تؤ مش عارفه..وضعت جبهتها على جبهته..قولى انت يا ايوب..
زاد أيوب من ضمها وبعشق شديد تحدث..
بحبك يا حبيبه بعدد كل دعوه دعتها ليا امى من قلبها فى كل وقت وكل صلاه..
ضمتها حبيبه داخل حضنها بلهفه وبعشق شديد تحدثت..
وانا بعشقك وبموت فيك يا حبيب حبيبه..
تعالت انفاس ايوب من قربها المهلك لقلبه والمعصف بمشاعره..
وبرحاء تحدث..
بيبه..حبيبتى..عبد الرحمن جايلى فى الطريق علشان ياخدنى..دفن وجهه بعنقه وتابع بأنفاس لاهثه..
كده مش هعرف اسيبك وانزل وحضره اللوا والده قالى انه عيزنى ضرورى..رفع وجهه ونظر لها وتابع بمزاح..
 وتأخيرى عليه فيها حبس وش..
حبيبه:بلهفه..بعد الشر عنك يا حبيبى..رمقته بغيظ وتابعت بعبث..مع انى كنت عايزه ابيض بقى وافرح امه زينب..
تعالت ضحكات أيوب وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث..
تبيضى يا حبيبه؟..نظر لها بزهول..هى امى عيزاكى تبيضى هههههههههههه..
ببتسامه مصطنه تحدثت حبيبه..
اه ابيض يا بيبو..وضعت يدها بخصرها..وهى الفراخ احسن منى ولا ايه؟؟؟..
أيوب:بتعقل..حبيبه قلبى انتى انا بحلم باليوم اللى تبضيلى فيه هههههههههه..لكمته حبيبه بكتفه برفق..فتابع هو بجديه..
والله يا حبيبه انا اتمنى يكونلى منك دستة عيال..
دار بعيناه بارجاء الشقه..بس خلينا نأمن لهم مكان كويس يعيشو فيه الأول..
حبيبه:بتنهيده..انا عارفه يا حبيبى ان عندك حق..داعبت ارنبه انفه بانفها واكملت بشقاوه..بس بحب انغشك..
أيوب:بعشق..ملكك انا يا حبيبه ايوب..
قبل وجنتها برقه..نغشينى برحتك..
هبت حبيبه واقفه وتحدثت بستعجال..طيب يله خلينى اساعدك تلبس هدومك علشان تبقى جاهز ومتتاخرش على صاحبك..
سحبته من يده تحثه على النهوض..
بتكاسل هب ايوب واقفا وبابتسامه تحدث..
فعلا يا بيبه عبد الرحمن صاحبى الجدع اللى واقف فى ضهرى رغم المده الصغيره اللى عرفنا بعض فيها..
وقفت حبيبه على اطراف اصابعها وامسكت وجهه بين يديها وبحب تحدثت..
رضا امه زينب عليك يا حبيبى بيوقفلك ولاد الحلال وبينورلك طريقك..
ايوب:برتياح..هانت وهترجعلنا يا حبيبه..تحولت ملامحه لأخرى متألمه وبتأكيد تابع..ولو حاله أيوب الصغير مسمحتش انه يجى معاهم..نظر لعيونها بعيون تلتمع بالدمع من شده تأثره..
هروحله انا يا حبيبه..
حبيبه:بدموع..امتى حبيته كده يا ايوب؟؟..
ايوب:قوليلى انتى امتى حبيتى سفيان ابن هبه..
حبيبه:بتنهيده..من قبل ما اشوفه..انت عارف ان سفيان دا روح وقلب خالته..
ايوب:بابتسامه..وخالته حبيبه قلبى انا..
..................................................
هبه..
اخذت المفتاح الذى تركه لها سيف..
واستعدت للذهاب وبابتسامه تخفى بها دموعها تحدثت..
انا رايحه بيت جوزى يا بابا..وخليك يا حبيبى انت مرتاح انا هروح لوحدى مش عايزه اتعبك معايا اكتر من كده..
نظرت لها نجوى بفرحه وتشجيع تحدثت..
هو دا عين العقل يا بنتى..
نظرت لها هبه بعيون زائغة، ممتلئة بالدموع وبابتسامة باهتة، تحدثت..
"أنا أعمل اى حاجه واستحمل كل حاجه بس ابنى ميبعدش عن حضنى اكتر من كده يا ماما.."
تنهدت بألم، ودمعة حارقة هبطت على وجنتيها مسحتها سريعاً..
"وعلشانه بس هادى سيف فرصة تانية وارجعله.."
ربتت نجوى على ظهرها بحنان، وبفرحة تحدثت..
"والله يا بنتى انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير انى اشوفك انتى واختك دايما بخير ومستورين فى بيتكم.."
حركت هبة رأسها بالايجاب، وقبلت جبهة والدتها وبرجاء، وبكاء همست..
"ادعيلى يا ماما.."
احتضنتها نجوى بلهفة، وببكاء ايضاً تحدثت..
"ربنا يهدى سرك وينور بصرتك انتى واختك قادر يا كريم.."
ابتعدت عنها هبة، والتفت لوالدها الجالس على احدى الأرائك يبكى بصمت،
اقتربت منه، وربتت على كتفه، وبابتسامه من بين دموعها تحدثت..
"ابو هبه.."
نظر لها بحب..فمالت هى وقبلت جبهته..
"اشوفكم على خير يا حبيبى.."
هب محمد واقفاً، وتحدث بأصرار..
"انا هوصلك يا هبه ومتقوليش كلمه هتعبك معايا تانى دى.."
جذبها داخل حضنه..
"لو مش هتعب علشانكم هتعب علشان خاطر مين يا حبيبتى.."
أمسكت هبة يده، وقبلتها بعمق..
"ربنا ميحرمناش منك ابدا يا بابا.."
سارت برفقة والدها للخارج، ليوقفهم صوت نجوى بأمر..
"استنو.."
نظرا إليها..أسرعت هى نحو غرفتها، واكملت باستعجال..
"هلبس واجى معاكم..
بكت بنحيب..
"الواد سفيان قلب ستو واحشنى.."
...................................................
على جانب أخر..
بشقه سيف..
غارق هو بما حرمه الله مع من أحضرها لتعتنى بصغيره،
غافلاً عن طفله الرضيع، الذى وضعته هذه المربية..عفواً هذه المهملة،
على حافة الفراش دون حاجز يحميه من السقوط..
ليبدأ الصغير بالركل والتقلب أثناء نومه..
وفجأة سقط أرضاً مرتطماً برأسه بالأرض الصلبه بقوة..
صوت ارتطامه وصل لسمع جدته الجالسه بشقتها..
ضربت على صدرها بكف يدها وركضت نحو الخارج وبفزع تحدثت..
يا لهوى الواد سفيان وقع ولا ايه..استر يارب..
فتحت باب شقتها لتتفاجئ بهبه ووالدها ووالدتها امامها..
نظرت لهم برعب بادى على وجهها وهمت بالترحاب بهم..
لكن هبه انقبض قلبها بعنف فجأه جعلها تشهق بقوه كمن اوشكت على الموت خنقا، وبلحظه كانت ركضت نحو الأعلى وبصوت انقطع من شده فزعها همست..
ابنى..
ركضو والديها خلفها ووالدتة سيف ايضا..
حتى وصلت امام باب الشقه..
بجسد ينتفض بعنف ويد مرتجفه وضعت المفتاح الذى بحوذتها بالباب وفتحته..
واندفعت للدخل خلفها والدتها وحماتها ووالدها لم يكن وصل بعد..
ليخترق سمعهم صوت ضحكات وقحه كلمات قذره مشينه يتلفظ بها زوجها ومن معه..
شهقت نجوى بعنف ونظرت لمنال بعيون متسعه على اخرها من شده زهولها..
ببكاء..خفضت منال وجهها بأحراج..
بغضب عارم اندفعت نجوى نحو الداخل وفتحت عليهم الباب لينتفض سيف بفزع ساحبا فوقهم الغطاء يخفى به جسدهم العارى..
صرخت نجوى بعلو صوتها حينما لمحت تلك المربيه..
مع مربيه ابنك يا سيييييف؟؟؟..
اسرع محمد ومنال خلف نجوى ليتصنمو من منظر سيف والفتاه المشين.. 
بينما هبه بعالم اخر..
لم تستمع لما يحدث حولها..فقد تجوب بأنظارها فى كل شئ امامها تبحث عن طفلها بعيون ذائغه..
أستندت على الجدار وسارت بخطى بطيئه متثاقله نحو غرفته والكثير من الذكريات تجمعت بعقلها لا تعلم سبب لها..
تتذكر اول مره علمت بها انها حامل..
اول حركه من جنينها بداخل احشائها..
دموعها حين اخبرها الطبيب انها حامل بغلام..
لحظه الولاده..وهى بغرفه العمليات..
صوت بكاء صغيرها لأول مره..اول لحظه رأته بها..
حين حمالته وقبلته وضمته لحضنها للمره الاولى..
سيرها الان يذكرها بأول مره سارت بها حين زال مفعول البينج من قدميها واجبروها على السير بعدما خضعت لعمليه ولاده قيصريه..
وقتها شعرت بألم حاد ناتج عن جرحها..
بينما الأن الأمر اشبه بسكين حاد قطعت نياط قلبها على حين غره..
وبعد معاناه وصلت لباب غرفه الصغير..
أستندت عليه بجسدها كله ولم تعد تحملها قدميها فجثت على ركبتيها وبجسد يرتجف بعنف مدت يدها وفتحت الباب..
لتنقطع انفاسها حين وقعت عيونها على صغيرها الملقى أرضا بوجه شاحب يدل على فقدانه للحياه..
دون اردتها هبطت دموعها من عيونها بنهيار وتشوشت الرؤيه امامها وبصعوبه بالغه زحفت على يدها وقدميها حتى وصلت اليه وانتشلته داخل حضنها وبهستريه تردد..
ابنى يااارب..وضعت أذنها على موضع قلبه فلم تستمع لصوت نبض..تحاول افاقته بشتى الطرق وبتوسل شديد تردد..
قوم يا ابنى..علشان خاطر ربنا قوم يا حبيبى..
تقبله بجنون..سفيان انا راجعه علشانك يا ضنايا..
قوم يا ضنايا متحرقش قلبى..ضمته داخل حضنها بكل قوتها ورفعت عيونها للسماء وبدون توقف رددت..
ابنى ياااااااااارب..


..البارت ال12..
تزوجته فقيرا فأغنانى الله به..
✍نسمه مالك✍..
......................................................
”أمّا عن لُطف الله، فلن تجد له بديلاً ما حيَيْت”..
"فاللهم لا تدع لنا حزناً في قلوبنا إلا بدلتَه فرحاً"..

..هبه..
تصرخ بمراره وهلع، وبهستريه تردد جمله واحده دون توقف..
"ابنى ياااااااارب"..
هرول والدها مسرعاً خلفه والدتها وقد ارتعد قلبهم من صرخاتها الحاده التى تدل على وجود كارثه..
لتصعقه هيئة ابنته الجالسه أرضاً وقد تبدلت ملامحها لأخرى باهته، شاحبه كمن فقدت روحها..
محتضنه صغيرها بتملك مجنون..
تنظر له بعيون ذائغه،فقد جفت دموعها وأصبح قلبها هو الباكى..بل النازف..ينزف بغزاره حتى انها استشعرت طعم الدماء بفمها..
ولكن تلك النيران التى تتأجج داخل صدرها اندلعت لقلبها فأحرقته تماما وقضت على نزيف قلبها فتبدل طعم الدماء بالرماد الذى اوشك على قتلها خنقاً..
بخطوات بطيئه متثاقله اتجهت منال خلفهم بعدما رمقت ابنها بنظره خذلان واحتقار..
وقف كلا من محمد وزوجته ووالدته سيف أمام هبه كأنهم فقدو القدره على الحركه والحديث من هول الصدمه..
الصدمه أصابت الجميع بالشلل والوجوم..
ركضت نجوى نحو ابنتها، محاولة أن تاخذ الصغير لم تستوعب فقدان حفيدها الوحيد وفرحتها وعزيزها، كأن قلبها سقط أرضا، وقدمها لا تحملها ودموعها لا سيطرة عليها، صوت شهقاتها مقبضة،..
محمد استند الى الحائط تجمد تماما..
 كان الأمر صادم كليا، فعلة سيف واكتمل الامر بهذه الفاجعه، كيف له أن يحتمل، جسده كان ينتفض، شحب وجهه كشحوب وجوه الموتى،..
أستغل سيف خروجهم واسرع بأرتداء ثيابه هو وتلك المربيه على عجل،واندفع للخارج بفزع حين اخترق عويل نجوى أذناه..
بنحيب يقطع نياط القلوب تصرخ نجوى..
"سفياااااان يا قلب امك ياحبيبى انا السبب يا ابنى"..
أرتمت أرضاً بجانب ابنتها تلطم على وجناتيها بعدما فشلت جميع محاولاتها لأخذه منها،ولكن هبه تمسكت به داخل حضنها بأحكام..
نظرت لابنتها بعيون يغرقها الدمع، تبكى بحرقه، تبكى ندماً واسفاً على ما فعلته بحق ابنتها وحفيدها،
ضربت على صدرها بعنف وبنهيار حاد تابعت..
جوزك كان بيقولى خدى سفيان اديه لهبه وانا مرضتش اخده...تأوهت بصراخ..وانا اللى قولتله يقولك انه مسافر علشان ترجعيله يا هبه..اااااااااه يا سفيان يا قلب ستك انا السبب يا ضنايا..
لم تبدى هبه لحديث والدتها أدنى اهتمام، فهى لم تستمع لما يدور حولها من الأساس،مكتفيه بحتضان صغيرها،عيونها معلقه بعيون سيف الواقف أمامها بوجه كساه اللون الأسود فجأتاً من شده صدمته..
تنظر له نظره جامده،بارده خاليه من المشاعر..فقد وصلت افعاله القذره حدها الأدنى حتى أصبح لا يستحق مجرد نظره..
بهلع وفزع يتنقل هو بنظره بين جميع الحضور..
يحاول استجواب احدا منهم عن كم الاسئله التى تدور برأسه..
ايعقل؟!..مات ولده؟؟..
كيف؟؟..ومتى؟؟..لقد كان بخير حال،لم يشكو من اى شئ.. وقبله هو بنفسه ورأى ابتسامته البريئه تزين وجهه الملائكى قبل قليل..
اتجه بنظره لوجه صغيره..لينشق قلبه حين رأى علامات الموت ظاهره على ملامحه..
دون سابق انظار انفجر ببكاء مرير،جعل عيونه تزرف عبرات حارقه بغزاره،تهبط على وجناتيه تحرق قلبه وروحه بلا رحمه..
بكائه هذا جعل هبه تعود لوعيها وتستجمع شتات نفسها اخيراً وهبت واقفه،وركضت نحو الخارج بخطوات مرتعشه،وبصوت يكاد يكون مسموع همست..
هوديه المستشفى.. 
نهت جملتها وأسرعت خطواتها اكثر متجه لأقرب مشفى لعل الله يرأف بحالها وتتمكن من أنقاذ صغيرها..
أسرع الجميع بالركض خلفها وقلوبهم تدعو بألحاح ان لا يفجعهم القدر بموت حفيدهم..
..............................................
..حبيبه..
يتأكل القلق قلبها دون سبب..
تسير بتوتر ذهاباً واياباً ممسكه بهاتفها وتعيد اتصالها بوالدها وشقيقتها وحتى والدتها  للمره التى لا تعلم عددها..
تأففت بضيق حين لم يأتيها رد من احداً منهم..
مسحت بكف يدها على وجهها وشعرها وببوادر بكاء تحدثت..
وبعدين بقى فى القلق دا..رفعت عيونها للسماء وبرجاء تابعت..استرها ياارب اول مره بابا وهبه ميردوش عليا..وحتى ماما كمان..
ضغطت اتصال مره أخرى ولكن هذه المره أتاها الرد سريعا..
أيوب:بعشق.."حبيبة ايوب،واحشتينى"..
حبيبه:بتنهيده..انت اكتر يا قلب حبيبه..طمنى انت وصلت عند سيادة اللوا؟؟..
ايوب:لسه فى الطريق بس عبد الرحمن نزل يشترى حاجه..
حبيبه:توصل بسلامه يارب..وضعت أحدى اصابعها بفمها وبطفوله تابعت..بيبو بستأذنك اروح أطمن على بابا وماما واختى..
اندهش أيوب من طلبها هذا،فهى منذ زواجهم ولم تذهب لمنزل والديها بأمر من والدتها..زحف القلق لقلبه هو الأخر وبلهفه تحدثت..
حاجه حصلت يا حبيبه؟؟..
اختنق صوتها بالبكاء وبصعوبه تحدثت..
قلقانه اوى يا ايوب..حاسه فى حاجه..وعماله اطلب بابا وهبه وحتى ماما..بكت..مافيش حد بيرد عليا..
بكائها هذا افقده صوابه وألم قلبه بشده، جعله ينظر لعبد الرحمن الذى اتى وجلس بمقعد السائق وهم بالقياده وبرجاء تحدث..
عبد الرحمن لف ورجعنى البيت..
عبد الرحمن:بذهول..انت بتهزر يا أيوب؟!..انت عارف اننا مينفعش نتأخر على سيادة اللوا..نظر له بتحذير..دا يعتبر أستدعاء عسكرى..
أستمعت حبيبه لحديثه فتحدثت بلهفه..
ايوب حبيبى اطمن انا كويسه..روح انت مشوارك وانا هلبس واروح البيت عند بابا وهبقى معاك بالتليفون..
ضحكت مجبره حتى تطمئن قلبه وتابعت بمزاح..
انت عارف هرموناتى دا معادها وطالبه معايا عياط..
أتسعت أعين أيوب على أخرها حين استمع لجملتها هذه..
ودون ارادته ظهرت فرحه غامره على ملامح وجهه حين تذكر ان عادتها الشهريه تأخرت عن موعدها هذا الشهر..
يحفظ هو ادق تفصيلها..
حاول السيطره على توتره وانتفاض جسده،واخذ نفس عميق وبرجاء تحدث..
حبييه خليكى فى البيت متنزليش لحد ما اجى اخدك..
حبيبه:بطاعه..حاضر..وهفضل اتصل عليهم برضو يمكن حد فيهم يرد..
أيوب:بتاكيد..وانا كمان هتصل على عم محمد يمكن يرد عليا، واول ما اخلص هجيلك على طول بأذن الله..
............................................
..بأمريكا..
بكوخ صغير داخل احدى الغابات..
يجلس ايمن أرضاً ممسك ببعض الصور القديمه برفقه اشقائه وهما أطفال،كان يحتفظ بهم داخل هذا الكوخ بعيد عن أعين زوجته..
أمسك احدى الصور وتأملها بابتسامه من بين دموعه..
صوره له هو وايوب بعامهم السابع محتضنين بعضهم بحب شديد..
يرتدو نفس الثياب،بنفس الالوان..
من يراهم يقسم انهم شخص واحد يقف امام صوره انعكاسه بالمرأه..
وصوره أخرى حاملين بها شقيقهم الأصغر بينهم ويقبلوه بسعاده نابعه من صميم قلبهم..
أزدادت حده شهقاته..وبدا يبكى بنحيب على ما فعله بحق شقيقه الذى فضله على نفسه واصر ان يتخلى هو عن تعليمه وسعى للعمل وجلب المال حتى يحقق له حلمه ويصبح مهندس كما كان دوما يتمنى..
وحين حقق هدفه..تبدل لشخص أخر..انتهازى ووصولى..
وتعمد اختيار زوجه من طبقه مرموقه لتنقله من حياة الفقر التى سئم منها الى حياة الأغنياء..
ازدات حده بكائه اكثر،وبنهيار بدأ يحطم كل شيئ تقع عيناه عليه مرددا بصراخ..
غبى..غبى يا أيمن..ظل لفتره بحاله من الانهيار التام حتى انه حطم الكوخ تماما لينفس عن غضبه الشديد من افعاله المخذله..
بوهن ارتمى أرضاً محتضن صوره برفقه اشقائه..
لينتبه على صوت بكاء شقيقه احمد الذى خطى لداخل الكوخ منذ فتره وهو لم يشعر بوجوده..
اقترب منه احمد وارتمى جواره ارضاً وبغيظ تحدث..
انت كسرت كل حاجه يا عم انت..ركل الارض بقدميه وتابع بغضب طفولى..مسبتليش حاجه أكسرها ليييييه..
نظر له ايمن قليلا ومن ثم انفجرو بالضحك سويا ودموعهم تهبط بغزاره على وجناتيهم..وبقلق تحدث ايمن..
خطيبتك عرفت؟..
ابتلع احمد غصه مريره وبابتسامه زائفه تحدث..
امممم..عرفت..نظر له بعيون مليئه بالعبرات وتابع بأسف..
وسبتنى..خفض رأسه بخزى..قالتلى اللى ملوش خير فى أهله ملوش غير فى حد..
تنهد ايمن بالم وبغصه تحدث..
ليان هتعمل زيها وهتسبنى..نظر له بتحذير وتابع بتعقل..
اوعى ترمى الحمل على ايوب..حرك رأسه بالنفى..
اخوك عمره ما كان سبب اذى لينا..بكى بحرقه..احنا اللى دايما كنا سبب المشاكل وهو اللى بينجدنا ويحلها..
احمد:بتأكيد..عارف..علشان كده كنت بهرب من موجهته..
نظر له بغيظ..يارتنى ما مشيت وراك ولا سمعت كلامك يا ايمن..
لكمه ايمن ببعض العنف وبحده تحدث..
جاى دلوقتى تقول يارتنى يله..مش انت اللى كنت بتتمنى تعيش فى مستوى كويس وتفتح معمل تحاليل فى منطقه عليها القيمه بدل الحاره اللى كنا عايشين فيها علشان يليق بالدكتور احمد زيدان..
احمد:بندم..كنت غلطان يا ايمن..نظر له بشرار..وانت اخويا الكبير كنت فطمنى يا جدع..مش تطوعنى وتشجعنى على الغلط كمان..
ايمن:بأسف.. عندك حق..انا اللى غلطان..صمت لوهله..وهعمل اى حاجه علشان اصلح غلطى دا..
احمد:ببكاء..تفتكر ايوب هيسامحنا بسهوله..
ايمن:بابتسامه..ايوب مسامحنا اصلا يا احمد..وظهوره فى الفيديو بعد ما وقف على رجله وبقى ظابط دكتور بيقولنا بيه..بكى بنهيار..أرجعو لحضنى انا اتعلمت وشرفتكم..
مش هتستعرو منى ولا تنكرو وجودى تانى..
نهى جملته وازدادت حده بكائهم..يبكون بمرار..ندماً وأسفاً على ما فعلوه بحق نفسهم وحق شقيقهم الخلوق..
.............................................
..بالمشفى..
خارج غرفه الكشف..
يقف الجميع بحاله من الفزع والهلع الشديد..بعدما اصر الطبيب على عدم وجود احد معه اثناء الكشف بسبب بكائهم العنيف..
..هبه،سيف،نجوى،محمد،منال..
ينتظرون خروج الطبيب..
مستنده هبه على احدى الجدران لا تبكى..ملامحها هادئه،راضيه..عكس حرقه قلبها..
لينقبض قلبها بعنف واوشكت على فقدان وعيها حين استمعت لصوت باب الغرفه يفتح وخرج الطبيب بوجه يظهر عليه الأسف وبتأثر نطق بكلمه جعلتها بعالم أخر..
الطبيب:بتأثر..البقاء لله..
ايستمع احد لصوت انشقاق قلبها،ولروحها التى غادرت جسدها..
بعويل ومراره شديده صرخت نجوى ومنال صرخات تنقطع لها نياط القلوب..
بينما سقط محمد جالسا ارضاً فلم تعد تحمله قدميه..
اما سيف ارتجف جسده بوضوح وبدا يهرتل بالحديث كمن فقد عقله..
قتلتيه يا هبه؟..سقط ارضاً على ركبتيه وتابع بأنفاس اوشكت على الأنقطاع..قتلتى سفيان علشان تخلصى منى يا هبه؟..
ضيقت هبه عيونها ونظرت له بذهول تخبره بنظرتها..
يا لوقحتك اتلقى علي اللوم وتهمه قتل صغيرى بعد فعلتك الشنعاء..
صرخ هو بها بغضب عارم..
قتلتى ابننا يا هبه علشان مش عايزه ترجعيلى ولا حاجه تربطك بيا؟؟..
بشرار نظر له والدها وبصعوبه تحدث من بين شهقاته الحاده..
انت ليك عين تنطق وترمى بلاك واهمالك على بنتى يا فاجر..
هب سيف واقفا واقترب منه وخبط بقبضه يده بعنف على الحائط خلفه وبصراخ تحدث..
بنتك قتلت ابنى يا عمى..خنقته علشان تخلص منى للأبد..
قطع الطبيب حديثه بعمليه..
الطفل اتعرض لخبطه قويه فى دماغه ادت للوفاه..وفى الحاله دى لازم نبلغ..لان دا اهمال..او شروع فى قتل لطفل مكملش 5شهور يتعرض لخبطه عنيفه زى دى تتسبب فى موته..
اشار سيف على هبه باحدى انامله وبهستريا تحدث..
هى اللى خبطته..هى اللى موتت ابنى..نظر لطبيب.بلغ البوليس خليهم يجو يقبضو عليها..
اقتربت منه والدته وصفعته على وجهه بعنف وبنهيار تحدثت..
اخررررس بقى..ليك عين تتهمها بموت ابنها اللى انت قتلته باهمالك وقذارتك..
سيف:بنهيار..هى اللى موتت ابنى يا ماما..ابنى كان زى الفل و نايم فى اوضته..و هى اللى دخلت عليه و موتته..
منال:بمرار..ابنك انا سمعت صوت وقعته على الارض وانا قاعده فى شقتى قبل ما هبه تطلع الشقه عندك..
سيف:بنحيب..يبقى هى اللى وقعته من على السرير..نظر لها وتابع بوعيد..هخلى البوليس يراجع كاميرات البيت كله وهثبتلك انها هى اللى موتته..صرخ بنهيار..
وهسجنك يا هبه ، ورحمه ابنى لسجنك..
غافلاً انه القى بنفسه بأعماق شر اعماله المشينه..
وسينفضح امره وما كان يفعله حين سقط صغيره..
بثبات تقف هبه امامه،و شبه أبتسامه ظهرت على ملامحها.. ابتسامة رضى بقضاء الله وبلا توقف بدات تردد...
"قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : " ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ "..
هبطت دموعها بغزاره وبصعوبه اكملت من بين شهقاتها..
فاللهم لك الحمد حتى ترضى،ولك الحمد اذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى..
حديثها هذا جعل جميع الحاضرين يبكون بنهيار اكبر..
وبلحظه كانت سقطت نجوى ارضاً فاقده وعيها..
.............................................
..بمدريه امن القاهره..
..ايوب..
يسير برفقه الظابط عبد الرحمن شكرى،نجل اللواء هانى شكرى..
حتى وصلو لأحدى المكاتب الفخمه،طرق عبد الرحمن الباب واندفع مباشرة نحو الداخل..
نظر له ايوب بدهشه،وتوقف خارج المكتب ينتظر الأذن بالدخول..
بالداخل يجلس اللوء هانى على مكتبه يراجع بعد الملفات امامه..
وقف عبد الرحمن أمام مكتبه وبمزاح تحدث..
ليك واحشه يا سياده اللوا..تنهد برتياح..اخيرا رضيت عنى..
بغضب رفع هانى رأسه ونظر لنجله وبأمر تحدث..
"اطلع بره"..
نظر له عبد الرحمن بحاجبين مرفوعين..
فاشار هانى بعيونه على باب المكتب وتابع بصرامه..
تطلع بره حالا وتستأذن من العسكرى اللى واقف على الباب يبلغنى بوجودك وانا هشوف وقتى يسمح اقبلك ولا لاء..
عبد الرحمن:بابتسامه مصطنعه..
"بابا حضرتك اللى بعتلى انا وأيوب"..
التفت حول نفسه يبحث عن أيوب فلم يجد له أثر..
عبس بملامحه وبأحراج تابع..اححححم هو فين ايوب؟؟..
خبط هانى بكف يده بعنف على المكتب أمامه وبغضب تحدث..
"انا هنا مش بابا يا بيه"..
هب واقفا..انا هنا سيادة اللوا ولما تقف قدامى تقف انتباه يا حضرة الظابط..
اسرع عبد الرحمن بالاعتدال بوقفته وبحترام القى عليه التحيه العسكريه مرددا..
تمام يا فندم..
هانى:بأمر..اتفضل بره حالا،نفذ الأمر..
جز عبد الرحمن على اسنانه بغيظ وسار نحو الخارج غالقا الباب خلفه وبغيظ شديد همس لأيوب..
لو كنت دخلت معايا مكنش هزقنى كده..
ايوب:بتعقل..هدخل ازاى من غير ما حضرة اللوا يسمحلى..ربت على كتفه..وممكن لو كنت دخلت معاك كان هزقك اكتر،انت المفروض قدوه ليا،ولما اشوفك داخل زى المدفع كده على رؤسائك بدون استأذان دا عيب فى حقك يا حضرة الظابط..
عبد الرحمن:بأحراج..امممم.انت صح يا عم ايوب..
نظر للعسكرى وتحدث بصرامه يخفى بها احراجه..
انت يا ابنى مش سمعت معالى الباشا بيطردنى علشان انت تدخل تقوله انى متزفت واقف بره عايز اقبله؟؟..
انفجر ايوب والعسكرى ايضا بالضحك على طريقه عبد الرحمن بالحديث التى جعلته بغايه اللطافه..
واسرع العسكرى بالتوجه للداخل وعاد لهم مره اخرى وبعمليه تحدث..
اتفضلو يا بشوات..
تقدمو نحو الداخل ليفاجئهم هانى بستقباله لهم..
اسرع هو بالاقتراب منهم واحتضن أيوب بحب،بعدما علم عنه كافه شئ،وهو تمنى لو ان يصبح نجله بأخلاق أيوب وكفاحه..نظر له بفخر وتحدث بابتسامه قليلا ظهورها..
يا مرحب بأبنى التانى..
ابتسم له ايوب وبمتنان تحدث..
شرف ليا يا سياده اللوا،ان حضرتك تختارنى أكون ظابط من فريقك..
نظر هانى لعبد الرحمن بغضب مزيف وتحدث بغيظ..
هو دا اللى مش هقوله حاجه علشان مبوظش المفاجأه؟؟..
عبد الرحمن:بابتسامه مستفزه..مبسوط منى سيادتك..
غمز بشقاوه لايوب..وبعدين عم ايوب ترند اول على السوشيال ميديا بسبب الفيديو الجامد اللى بيغنى فيه وكل البرامج هتجرى وراه قريب علشان تعمل معاه لقاء..فلازم احنا ناخده تحت جناحنا ويبقى من رجلتنا..
بغضب مصطنع نظر هانى لايوب وبصرامه تحدث..
بغض النظر عن الترند انا عرفت انك متفق على شغل جديد هتبنى بيت تقريبا يا ايوب صح؟؟..
ايوب:فعلا سيادتك..بما انى لسه قدامى شهرين على ما استلم سلاحى ووظفتى فى المستشفى فقولت اكمل شغلى اللى متفق عليه وواخد منه عربون..
هانى:بأمر..وعبد الرحمن هيطلع معاك اى شغل..نظر لعبد الرحمن الذى فتح فمه على اخره بصدمه وتابع بتشفى..
تعلمه صانعه تخشن ايده الناعمه دى شويه..ضحك بسخريه..
الباشا ايده ناعمه اوى ودى حاجه مش عجبانى الصراحه..
كتم ايوب ضحكاته وبابتسامه تحدث..
امر سيادتك..نظر لعبد الرحمن..من بكره الفجر بأذن الله هنبدا الشغل..
هم عبد الرحمن بالرد لكن رنين هاتف أيوب قطع حديثهم..
نظر للواء بأحراج وبأسف تابع..
بعتذر لمعاليك بس لازم ارد..
حرك هانى رأسه بالايجاب..فاسرع ايوب بضغط زر الفتح وبلهفه تحدث..
عمى محمد حضرتك فين؟؟..انا وحبيبه رنينا عليك كتير؟؟!..
قطع حديثه بفزع حين وصل لسمعه صوت بكاء محمد الحاد..
وبهلع تابع..عمى مالك؟..فى ايه؟؟..
محمد:بنهيار..الحقنا يا ايوب يا ابنى..سفيان حفيدى..بكى بنحيب اكبر..مات..وسيف جوز هبه اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
الخبر كان مفجع وصادم لاقصى حد..
جعل وجه ايوب ينسحب منه الدماء واصبح شاحب للغايه..
ايعقل سفيان قلب زوجته كما تلقبه لقى حتفه؟؟!..
امتلئت عينه بالعبرات سريعا حين تخيل صدمة زوجته حين تعلم هذا الخبر المؤلم..
اغمض عينه بعنف محاولا التحكم بدموعه وبصعوبه تحدث..
انتو فين يا عمى..
محمد:بوهن..انا فى المستشفى مع نجوى مستحملتش الخبر ووقعت مننا..صمت لواهله يلتقط انفاسه وتابع ببكاء..وخدو هبه على القسم يا ايوب علشان يحققو معها..
ايوب:بهلع..حضرتك قولت لحبيبه؟؟..
محمد:هى عماله ترن عليا بس انا مردتش عليها..
ايوب:برجاء..عمى متردش عليها، انا هكلمها واقولها ان مامتها تعب شويه وانتو معاها..وهجبها واجى لحضرتك المستشفى دقايق وهكون عندك..اطمن..
اغلق معه ونظر لهانى الناظر له بقلق لملامحه التى تبدلت لاخرى مذعوره من شده خوفه على زوجته وتأثره بما حدث للصغير ووالدته..
هانى:خير يا أيوب..شك التليفون اللى جالك جبلك خبر مزعج؟..
ايوب:بأسف..ابن اخو مراتى توفى..وجوزها اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
هانى:بتأثر..لا حول ولا قوه الا بالله..نظر لعبدالرحمن وتابع بامر..مع ايوب يا عبد الرحمن متسبهوش وانا هبقى معاكم بالتليفون..
حرك عبد الرحمن رأسه بالايجاب واسرع بالركض هو وايوب نحو الخارج..
ليتحدث ايوب برجاء لعبد الرحمن..
عبد الرحمن اعمل اتصالاتك واعرف هبه محمد طالبه بكليه الهندسه خدوها قسم ايه وروحلها وانا هروح اجيب مراتى اوديها لواتها المستشفى لانها للاسف مستحملتش اللى حصل ووقعت من طولها..
ربت عبد الرحمن على كتفه وبتفهم تحدث..
روح انت لمراتك وانا هروح للمهندسه هبه وهفضل معها لحد ما انت تيجى..
رن هاتف ايوب هذه المره برقم زوجته..مسح ايوب على وجهه بكف يده واسرع بالرد عليها بصوت جاهد لاخراجه طبيعيا..
لكن..صوت صرخاتها العنيفه التى اخترقت قلبه قبل أذنه جعلته أوشك على السقوط ارضاً من شده فزعه عليها..
حبيبه:بصراخ..ايووووووب الحقنى..




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close