رواية شمعة في الظلام الفصل الاول1بقلم دعاء سعيد


رواية شمعة في الظلام 
الفصل الاول1
بقلم دعاء سعيد



خرجت ليلى مسرعة من المنزل تجرى بأقصى سرعتها لاتعلم وجهتها كأنها تريد الفرار بنفسها كأن وحش يطاردها..نزلت فلم تجد احد فى الجوار ..فالكل نيام ..فالساعة الان تخطت منتصف الليل فى إحدى ليالى الشتاء شديدة البرودة..
شوارع البلدة مظلمة حالكة الظلام لايضيءها الا البرق وصوت الرعد يزلزل الوجدان ...وبدأالمطر ينهمر بغزارة..ازداد الرعب فى قلب ليلى ولكن لم تستطع الوقوف والاختباء من المطر ..بل ظلت تجرى بأقصى سرعتها دون أن تعلم وجهتها..وبينما هى مستمرة بالجرى....انزلقت اقدامها وسقطت ع الارض واتسخت ملابسها..وقبل أن تقم من مكانها سمعت أصوات الكلاب تنبح بشدة فاشتد الرعب فى قلبها ..فنهضت مسرعة وبحثت عن منزل او مكان للاختباء فلم تجد أمامها الا قصر كبير ..يبدو انه قديم...وع الرغم من شكله المخيف الا انها أسرعت نحوه ودخلت من أبواب حديقته ..وظلت تنادي بصوت عال لعلى احد يجيبها ..
((فيه أى حد هنا ؟؟)))((حد يرد عليا أرجوكم)))
وأخذت تكرر النداء ..حتى فجأة سمعت صوت باب القصر يفتح ..وصوت يناديها من الداخل ...
(((تعالى ..ادخلى بسرعة)))
أسرعت ليلى بالدخول من باب القصر دون أن تلتفت من فتح لها باب القصر ...
وما ان دخلت حتى وجدت رجل اسود البشرة اصلع الرأس يرتدى ملابس تبدو مثل ملابس خادمى القصور القديمة...
نظرت اليه ولا تدرى ماذا تقول ..فهى ترتجف من شدة البرد وملابسها متسخة والرعب يملأ قلبها.....
فبادرها الرجل بالسؤال...
(((من انتى وماذا تريدين؟؟؟ )))
اجابته..((أرجوك ..عايزة مأوى من البرد والمطر الليلة دى بس وهامشى بكرة)))
أخبرها..(((استنى هنا هسال صاحب القصر)))
غاب عنها خمس دقايق ثم عاد ليخبرها بموافقة سيد القصر..وسمح لها بالدخول
وبينما كانت تسير معه باتجاه السلم رأت رجل يجلس بجوار المدفأة فى بهو القصر ...ثم اصطحبها لاحد غرف القصر العلوية ..كانت غرفة واسعة بها سرير ومدفأة واريكة ..أشعل لها المدفأة واحضر لها ثياب وطعام وحساء ...
ثم قال لها..(((خلصى اكلك و طفى نار المدفأة قبل النوم)))
بالفعل ليلى بدلت ملابسها وجلست تتناول الطعام والحساء امام المدفأة ثم أطفاتها وخلدت للنوم ...وع الرغم ما كانت تشعر به من خوف وقلق الا انها دخلت فى نوم عميق لماكانت تشعر به من إرهاق شديد ...
استيقظت ليلى ع صوت طرق باب الغرفة ..فنظرت حولها..
فلم ترى الغرفة بوضوح..مجرد نور خافت آت من نوافذ الغرفة المغطاة  بستائر معتمة..نهضت مسرعة تحاول أن تتحسس طريقها للباب ثم فتحته ...لتجد الخادم أمامها...يبلغها أن الوقت قد اقترب ع المغرب وان سيد القصر يريد أن يقابلها ع العشاء الليلة قبل أن ترحل ...
أخبرته بموافقتها ..واغلقت باب الغرفة وجلست تفكر اذا غادرت القصر فأين ستذهب؟!!!
وبالفعل نزلت إلى بهو القصر عند موعد العشاء ..لتجد رجل يجلس ع طاولة الطعام يرتدى بدلة أنيقة ونظارة وقبعة ..والخادم يضع الطعام ع الطاولة ..استأذنت بالجلوس ..وجلست ع الجانب المواجه من الطاولة...وسمعت سيد القصر وهو يشكر الخادم ((شكرا يا عم محمد)))
والخادم يرد..(((تحت امرك يا علاء بيه))) 
وما ان غادر الخادم حتى بدأ علاء بالحديث..((اسف انى مقدرتش اقابلك امبارح..)))
ردت ليلى..((بالعكس اشكرك ع استضافتك ليا ليلة امبارح ))) اجابها ..(((اعتقد اى رجل مكانى هيعمل كده)))
قال لها (((ع العموم عم محمد قال لى انك ماشية النهارده ))) ارتبكت ليلى فهى تعلم انه لا مأوى تلجأ اليه فى البلدة...استطرد علاء قائلا...(((تسمحيلى اعرف حكايتك ايه بما اننا بنتعشى مع بعض)))
اجابته ليلى ..(((هحكيلك حكايتى بس بشرط)))
استنكر علاء كلامها..وقال لها(((اللى انا سمعه ده حقيقى شرط ..شرط ايه بقى؟؟؟)))
أخبرته (((تسمحلي افضل هنا فى القصر ثلاثين ليلة ..كل ليلة هاحكيلك جزء من حكايتى)))
اجابها (((موافق بس بشرطين...)))
اندهشت ليلى من كلامه وحاولت أن ترى تعبير وجهه وهو يحدثها ولكن لم تستطيع فقد اخفت النظارة والقبعة ملامح وجهه كما أن إضاءة الغرفة كانت خافته  فهى بالكاد تراه ..
قالت له((( وايه هم الشرطين دول..؟؟؟))))
أخبرها.. (((الاول مش هتقعدى فى القصر هتقعدى فى الغرفة اللى فى الحديقة 
و الثانى ..هيكون من حقى اطلب منك اى عمل خلال الثلاثين ليلة ومتقدريش ترفضى اطلاقا..)))
اضطرت ليلى للموافقة ع الرغم من خوفها من تبعات الموافقة...
وبالفعل اصطحبها الخادم للغرفة خارج القصر ..
فما ان دخلت حتى وجدتها غرفة صغيرة اثاثها قديم وعليه تراب شديد...اضطرت الدخول للنوم بالغرفة  ...وما ان استيقظت فى اليوم التالى حتى وجدت عم محمد بيطرق ع الباب ..احضر لها طعاما وسالها أن كانت تريد اى شئ يساعدها فى تنظيف الغرفة ..وبالفعل احضر لها ماطلبت..فقامت بالتنظيف حتى حل الظلام .
ثم وجدت عم محمد يطرق الباب ويخبرها أن علاء بيه عايزاها فى القصر حالا...
اندهشت من توقيت ارسال الخادم فقد حل الظلام لماذا يريدها الان ؟؟؟ وماذا يريد منها ؟؟؟
بدأت المخاوف تدب وتزداد فى قلبها ...خصوصا بعد أن أخبرها الخادم انها ستذهب إلى القصر بمفردها لانه مضطر للذهاب الآن .....
واخبرها انها ستجد السيد فى غرفة ع يمين باب القصر...
توجهت ليلى للقصر ودقات قلبها تتسارع فهى لاتدرى اى عمل سيطلب منها سيد القصر...وما أن اقتربت من باب القصر حتى وجدته متروك مفتوح. ..فدخلت ع مهل ورات الغرفة التى ع يمين الباب بالكاد فالاضاءة خافته جدا..وما ان وصلت للغرفة فطرقت الباب واستاذنت بالدخول ..حتى سمعت صوت السيد يأذن لها..وما ان دخلت حتى قال لها علاء وهو يجلس بجوار المدفأة ..(((تعالى يا ليلى قربى)))
وفى نفس اللحظة سمعت صوت غلق باب القصر... 


                الفصل الثاني من هنا

تعليقات