رواية جمال الاسود الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية جمال الاسود الفصل  السابع والعشرون27والثامن والعشرون28 بقلم نورا عبد العزيز


قبـــــــــــــــــــــــــــــــل قليــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

وصل "حازم" إلى الملهي الليلي وسأل النادل عن فتاته ليخبره أنها ذهبت، أستدار لكي يرحل لكن أستوقفه صوت "سارة" تقول بجدية:-
-بتدور على مين يا حيلة أمك؟

ألتف إليها بتأفف شديد من هذا الحديث ليقول:-
-على تقي ما دام انتِ مُصرة تحرقي دمك ودمي

تبسمت بغرور شديد ثم قالت بخبث راقصة وامرأة برأس حية:-
-متتعبش نفسك يا روح أمك، أنا بعتها فى مكان هعجب أشكالها أوي

سار خلف والدته بغضب شديد وهو يعلم جدًا عمل والدته وماذا تفعل بالفتيات، مسك يدها بأنفعال وأدارها إليه وقال بغضب بداخله:-
-عملتي فيها أيه؟

قرصت ذقنه بسخرية وقالت بأستفزاز:-
-لراجل هيخليها تعرف قيمة كلامي، بعتها لراجل يخليها تحرم تضحك فى وشي مرة تانية دا إذا رجعت من عنده حية عشان تشوفني

تأفف بضيق شديد من والدته وتصرفاتها معه ليدفعها بقوة غاضبًا:-
-يبقي متلومنيش وعليا وعلى أعدائي ما دام أنتِ مخوفتيش على أبنك متنتظريش أن أبنك يخاف عليكي

خرج من هذا المكان المعلون ولا يعلم من أين يبدأ وكيف يعرف مكان حبيبته؟ أو كيف يساعدها ويُعيدها إليه سالمة وظل يسير بدراجته النارية فى الطرقات حتى رأى وجه "مريم" على للوحات إعلانية كثيرة على طول الطريق ليتذكر "جمال المصري" فأنطلق لرؤيته وهو مُدرك أن وحده من يستطيع مساعدته؟

وافق "جمال" على مقابلته لتسمح "أصالة" له بالدخول، دخل "حازم" بتوتر شديد رغم خوفه الواضح على محبوبته، تتبعه "جمال" بنظره الثاقب ليقرأ تصرفات جسده جدًا حتى وقف "حازم" أمام المكتب وقال:-
-أنا عارف أنك كارهني ومبتعتبرنيش أبن أخوك لأنك مش معترف بأخوك نهائيًا بس برضو عارف أنك راجل ذكى وقاعد على الكرسي دا بذكائك

تنهد "جمال" بهدوء ثم أخرج سيجارته لكي يشعلها ثم وضعها بين شفتيه بلطف وأشعل قداحته ثم قال بنبرة هادئة:-
-أنا معنديش وقت أسمع لفك ودورانك

تنحنح "حازم" بقلق شديد ثم وضع صورة لـ "تقي" على المكتب ثم قال بحرج:-
-ساعدني أوصلها وفى المقابل هقولك أمي متفقة مع مين على مريم وخطتهم ايه؟ أنا عارف أن مريم تخصك ويهمك سلامتها

بعد ذكر اسم "مريم" أهتم "جمال" بسماع هذا الحديث ثم نظر إلى الصورة وكانت فتاة فى مُقبل العمر ثم رفع نظره إلى "شريف" وقال بجدية:-
-وأنا أيه اللى يخليني أساعدك؟ أو أصدق كلامك؟ أكيد مش خايف على مريم من شر الست الوالدة، مش يمكن دى خطة من الست الحية... قصدي والدتك المصونة

جلس "حازم" على المقعد بخوف شديد تملك منه على صديقته وقال:-
-لأن يهمني أنا حياة تقي

رمقه "جمال" بنظرة قوية أرعبته وجعلته يقف من المقعد ولا يجلس دون أن يأذن "جمال" إليه فقال بتساؤل:-
-أنا أيه يخلينى أثق فيك؟

تنهد "حازم" بقلق ثم قال بتلعثم:-
-يعنى لو أثبتلك كلامى تساعدني أرجعها

عاد "جمال" بظهره للخلف مرة أخرى بكبرياء شديد، تحدث "شريف" بجدية قائلًا:-
-أثبت

أخرج "حازم" هاتفه وفتحه على تسجيل صوتي تحديدًا على حديث "سارة" التى تقول:-
-أنا شايفة أن الحل، نخطف مريم ومش محتاجة أقولكم ممكن يتعمل فيها أيه ....

أوقف "حازم" التسجيل ثم قال بجدية قائلًا:-
-باقي التسجيل ومين اللى متفق معها لما تساعدني أرجع تقي

أومأ "جمال" إليه بنعم ثم قال بجدية بعد ان وقف وهندم ملابسه:-
-شوفه عايز أيه يا شريف بالظبط وساعده

خرج "جمال" من المكتب بقلق دق على باب قلبه وأتجه إلى الأسفل حيث تصوير "مريم" وكانت تقف أمام الكاميرا والمصور يقف أمامها يلتقط الصور لبسمتها الجميلة فتبسم "جمال" عليها ووضع يديه الأثنين فى جيوبه بغرور يتابعها بعينيه حتى أنتبه إلى الموظفين وتوقفوا عما يفعلوا لتنظر "مريم" تجاهه وتبسمت بأشراق أكثر وسعادة ثم تركت الروبرت الصغير من يدها وذهبت نحوه ببسمتها ثم قالت:-
-معقول جيت عشاني

تنحنح بحرج بعد أن أطمئن عليها بقلبه وعينيه ثم قال:-
-مبسوطة بالشغل هنا

تبسمت إليه بعفوية ثم قالت:-
-أكيد

نظر إلى الجميع بإحراج شديد منهم ثم همس إليها بخفوت:-
-طب جهزي نفسك عشان تمضي على العقد

أزدادت بسمتها أكثر ثم قالت:-
-جهزت عقد إحتكار بجد

-لا عندي عقد أفضل ليكي، عقد جواز
قالها بجدية ثم غمز إليها قبل أن يغادر لتضع يديها على قلبها الذي يخفق بجنون من هذا الرجل وتمتمت بصدمة ألجمتها من فعلته:-
-دا جمال ...غمزلي ههيييييه

ألتفت للجميع حتى تكمل عملها بخجل من نظراتهم بعد أن جاء رئيسهم لرؤيتها أمام الجميع بلا حرج.....

______________________

"قصــــــــــر جمـــــــــــــــال المصــــــــــــــــــــري"

تنهدت "ولاء" بضيق شديد ثم قالت:-
-يعنى برضو هيتجوزها

تبسمت "جميلة" بعفوية ووضعت يديها على يد والدتها تربت على يدها بحنان ثم قالت:-
-وبعدين يا أمي، أفرحي لأبنك وأدعيله بالسعادة والخير ولا أنتِ بقي منفسكيش تشيلي عيل لجمال وتلعبي معه وأنتِ فى عز شبابك

سحبت "ولاء" يدها من يدي ابنتها ثم قالت بسخرية على هذا الحديث:-
-ياختى طالما خايفة أنى ملحقش أشيل عيل لجمال، أتلحلحي كدة وخلينى أشيلك عيل وأشوفك بالفستان قبل ما أموت

تبسمت "جميلة" على حديث والدتها ثم قالت:-
-أنا مبسوطة كدة مش لازم حضرتك تتبسطي.... بصي بصي مريم جت

نظر الأثنين على الدرج ليروها تنزل من الأعلي معه ترتدي فستان أبيض مليء بحبيبات اللؤلؤ البيضاء طويل وله ذيل طويل يزحف خلفها على الأرض ويظهر نحافة جسدها وبأكمام يخفي كامل جسدها فقط أصابع يدها حتى كفيها يخفيهم فستانها، كعب عالي أبيض اللون وشعرها مرفوع للأعلي بمشبك الشعر وتضع تاج من اللؤلؤ على شعرها تنير رأسها، تبتسم "مريم" بسعادة تغمرها وهى تتبأطأ ذراعه وتنزل معه مُرتديًا بدلة رمادية وقميص أسود، كان المأذون ينتظرهما بالأسفل مع "شريف" فنظر إليها بنبرة خافتة:-
-مُتأكدة أنك مش عايزة فرح

أومأت "مريم" إليه بلطف وقالت:-
-كفاية اللى شوفته قبل كدة

وصل للمأذون ليعقد قرانهما هذه المرة حتى باتت زوجته الآن ليقف "جمال" بعد أن بارك له "شريف" وكانت "مريم" تعانق "جميلة" التى تبارك إليها فقالت:-
-مباركة يا حبيبتى

تبسمت "مريم" بعد أن ألتفت إليه وحدقت به بعينيها التى تلمع ببريق السعادة والحب حتى ظهرت دقات قلبها فى نظرات عينيها وأقتربت أكثر إليه ليضمها "جمال" بحنان إليه فتشبثت به بحب كطفلة عادت للوالدها بعد غياب ولاجئة عادت لوطنها بعد غُربة كبيرة دامت لسنوات، أستنشق عبيرها بأشتياق وذراعيه تطوقها بأحكام كأنه يرفض إخراجها منه الآن بعد أن أصبحت ملكه وله وحده، تبسم الجميع على هذا العناق وكانت "جميلة" تبتسم مع تصويرها لهم فيديو توثق لهم هذه اللحظات، خرج للحديقة القصر وكان منظمين الحفلات قد أهتموا بكل شيء تمامًا لأجل الحفل وبدلوا حال الحديقة إلى مكان يليق بحفل، كان المصور فى أنتظارهما وبدأوا يلتقطوا الكثير من الصور الخاصة بزفافهما ورغم رفض "مريم" لإقامة حفل زفاف كامل إلا أن "جمال" لم يغفل أى تفصيلة عن هذا اليوم، صعدت "مريم" للأعلي ووقف "جمال" مع "شريف"  وأخذ منه تذاكر الطيران الخاصة بهما ثم صعد للأعلي ودخل غرفته ليراها بدلت ملابسها وفستانها الأبيض على الأريكة وأرتدت قميص نوم طويل وفوقه روب من الحرير أبيض اللون كلون قميصها ، أقترب "جمال" منها بسعادة تغمره من رؤيتها أمامه تقف كحورية هبطت على قلبه من السماء تضربه بالحب حتى أنفجار صارخًا هذا القلب بالعشق، وصل أمامها وتطلع بها بحب وهى تحدق به بعيني بريئة رغم الخجل الشديد التى يراهما فى نظراتها ووجنتيها، رفع يديه إلى خلف رأسها وسحب مشبك الرأس من خصلات شعرها لينسدل شعرها على ظهرها والجانبين لترفع يدها تضع خصلات شعرها خلف أذنها مُتحاشية النظر إليه بخجل من لمسته التى أثارت القشعريرة فى جسدها وأنتفض خجلًا، تبسم "جمال" على حياءها ولأول مرة تتحاشي "مريم" النظر إليه وتريد الفرار منه بسبب خجلها التى زاد من حمرتها وجمالها، لمس وجنتها بدلال هائمًا بالنظر إليها عن قرب، ما زال لا يستوعب عقله وقلبه أنها الآن أصبحت له وحده وزوجته، نظر بعينيها الذهبيتين ورائحة عطرها تغتصب أنفه وبسمتها تنير وجهها بسعادة تغمرها مثله تمامًا فقالت بنبرة هامسة:-
-جمال
تغلغلت أصابعه بين خصلات شعرها الناعمة من الأعلي حتى وصل لأطرافه وقال بنبرة خافتة لا يتحمل ضربات قلبه أكثر:-
-تعبتيني وشقتيني يا مريم
تبسمت بدلال وبطريقة طفولية أجابت عليه بحب:-
-بس بستاهل تتعب عشاني
أومأ إليها بنعم ثم اخذ يدها فى راحة يده ورفعها إلى شفتيه ليقبلها بحنان ثم رفع نظره إليها، تبسمت "مريم" على لطفه ثم قالت بهدوء:-
-أنا....
قاطعها "جمال" بقبلته التى سرقها منها على سهو ويديه تحيط خصرها يجذبها إليه أكثر لتلتصق بصدره ويشعر بيديها تستكين فوق صدره، أبتعد عنها ونظر إلي وجهها وكانت شديدة الأحمرار من الخجل من هذه القبلة الحميمية فتبسم بلطف عليها ثم حملها على ذراعيه وقال بدفء ونبرة ناعمة:-
-أنا أستنيت اللحظة دى كتير
تحاشت النظر إليه بخجل شديد فقهقه "جمال" ضاحكًا على خجلها حتى وصل للفراش وأنزلها عليه لتجذب "مريم" الغطاء ووضعته فوق جسدها بخجل منه وقالت:-
-جمال خلينا نتكلم الأول
أقترب ليقبل وجنتها المُلتهبة من الخجل كقطعة فراولة حمراء بدلال ويهمس بنبرة خافتة:-
-يعنى سبتي الأيام كلها وقفلت معاكي تتكلمى فى الدخلة يا مريم... أوعدك الصبح نتكلم براحتنا زى ما تحبي
يديه لم تتوقف محلها وأحدهم تتسلل إلى ظهرها ليجذبها إليه ويشعر بدفئها والأخري تسللت إلى الكمودينو ليغلق الأضواء تمامًا وصرخت "مريم" بعفوية باسمه....

__________________________

وصل "شريف" إلى مكان "تقي" مع رجاله ليدرك بأنها الآن مع أحد الرجال الكبار فتردد فى أخذ خطوة للأمام، صرخ "حازم" بضيق شديد قائلًا:-
-يعنى أي؟

-هنرتب أمورنا الأول
قالها "شريف" بهدوء أعصاب فتأفف "حازم" بأختناق شديد ثم قال:-
-أنا عارف أنت بارد كدة ليه عشان ميهمكش مريم، أنا ليا كلام مع اللى مشغلك هو بس اللى هاموا مريم

خرج من المكتب غاضبًا فتأفف "شريف" بأختناق وحاول الأتصال بـ "جمال"لكن هاتفه كان مغلق ليدرك بأن الطائرة تحركت الآن ولن يستطيع الوصول إليه.....

______________________

كانت "مريم" جالسة جواره فى مقعد الطائرة وتمسك هاتفها وتبتسم فى خبث شديد ليقول "جمال" بقلق:-
-أعرف أيه اللى وراء الضحكة دى؟

أدارت الهاتف إليه كي يرى ماذا تفعل، نظر إلى الهاتف وكانت تنشر صور زواجهما على صفحتها وتشاركها معه على صفحته، نظر "جمال" إليها بتذمر من فعلتها ثم قال:-
-أفهم ليه كل حاجة بتنشريها

تبسمت بسعادة على جملته حتى فتحت حسابها على الأنستجرام وأظهرت له أخر صورة نشرتها من دقائق وكانت صورة لهما فى المطار وأخر لجوازات سفرهما والاخيرة كانت لهم فى الطائرة وقالت:-
-حلوين؟

نظر "جمال" إليها بغضب سافر ثم قال:-
-هو لازم الشعب كله يعرف كل تفاصيل حياتنا

نظرت "مريم" إليه بعبوس شديد من كلماته وحدته ثم وضعت الهاتف على قدمها بعد ان أغلقته ونظرت للجهة الأخري، تنهد "جمال" بهدوء ثم أخذ يدها بلطف فى راحة يده ونظر إليه فلم تنظر إليه وظلت مُستديرة، مسك ذقنها بأنامله الأخري ثم أدار رأسها إليه لتنظر نحوه وقال:-
-متزعليش، أخر حاجة ممكن واحد يعملها أنه يزعل عروسته يوم صباحيتها

نظرت إليه بضيق ثم قالت:-
-أنا كل تصرفاتي مبتعجبكش، كل حاجة غلط قولي فى أيه بعمل بيعجبك يا جمال

نظرت مرة أخري للنافذة بضيق منه ثم رن هاتفها بإستلام رسالة جديدة، فتحت الهاتف بضيق ونظرت إليه لتجد رسالة من زوجها الجالس جوارها تحتوي على كلمة واحدة (بحبك)
نظرت إليه بصمت ليقول "جمال" بهمس بعد ان أخذ يدها فى راحة يده مرة أخرى:-
-بحبك ويعلم ربنا أن زعلك ما يهونش عليا

كادت أن تُصر على غضبها وموقفها لكن جاءت مضيفة الطيران وقالت ببسمة إليه:-
-عصير

نظرت "مريم" إليها بغيرة ضربة قلبها كالصاعقة وهذه الفتاة توجه الحديث إلى زوجها فقط كأنها شفاف أو لا تري بالعين المجردة لتقول:-
-شكرًا ولعلمك هو جوزي

نظر "جمال" إلي شراستها وتبسم خلسًا على زوجته الغيورة التى تحولت فى أقل من ثانية واحدة، ذهبت المضيفة من أمامه بحرج من رد هذه الزوجة العنيفة، نظر "جمال" إلي زوجته وقال:-
-طب ما دام زعلانة غيرانة ليه؟

جذبته "مريم" بقوة من لياقة قميصه بقوة إليها وقالت بعنف:-
-لأنك بتاعي حتى لو زعلانة

تركته وعادت للنظر إلى النافذة لكنها سرعان ما شعرت برأسه على كتفها ويتبأطأ ذراعها بحنان ثم قال:-
-لو هتفضلي زعلانة أبقي صحيني لما تقرري تتصالحي

تبسمت بخفة خلسًا علي كلماته فقال هامسًا إليه:-
-بتضحكي

تلاشت بسمتها بحرج على كلمته كأنه يراها أمامه...

_____________________

"قصـــــــر جمــــــــال المصـــــــري"

أتسعت عيني "ولاء" على مصراعيها بينما تحدق فى الهاتف مما تراه، فقط غادر بها صباحًا والآن يتحدث الجميع عن زوجته، نزلت "جميلة" من الأعلي بهلع بعد أن رأت الأخبار تتحدث عن "مريم" بالسوء وقالت:-
-ماما..

صرخت "ولاء" بغضب سافر من هذا الحدث قائلة:-
-دى عمايل مختار، ابني وأنا عارفاه مكنش هيسكت

تحدثت "جميلة" بضيق شديد من فعلة أخاها الأكبر وكأنه خُلق فقط ليدمر سعادة هذا الثنائي:-
-أبنك!! دا بيتكلم فى شرف بنت وبكلامه دا هيدمر كل اللى عملته، أبنك بقي لا يُطاق وجمال لما يرجع هيخليكي تترحمي عليه المرة دي بجد

تأففت "ولاء" بضيق شديد عاجزة تمامًا عن فعل شيء مقابل فعل ابنها القذرة لكنها واثقة من أن "جمال" لن يمر هذا بسهولة و"مختار" هو من جلب الأمر على نفسه ويستحق أن يدهسه "جمال" بقدميه بعد أن تحدث عن زوجته فأمس كانت حبيبته لكن اليوم هى زوجته ولن يسمح لأحد بالعبث معها أو التحدث عنها بكلمة واحدة، جلست على الأريكة بخوف يتملكها وعقلها مُتأكدًا أنها ستخسر أحد ابناءها فور عودة "جمال"، تأففت "جميلة" بسخط يحتل قلبها من الغيظ وقالت:-
-والله ابنك بيستاهل، بس المرة دى يا ماما مهما تعملي ومهما تترجي جمال مش هيرحمه زى ما عمل قبل كدة، جمال زمان سمع ليكي ورحمه وياريته كان قتلته ولا وداه فى داهية زى ما راحت ليلي مكنش حصل كل دا، ولا كان أتجرأ على مراته للمرة التانية

تحدثت "ولاء" بأقتضاب شديد قائلة:-
-أتأدبي يا جميلة دا مهما كان أخوكي الكبير ودى حاجة مستحيل تتغير

ضحكت "جميلة" بسخرية على كلماتها ثم قالت بتهكم شديد وعينيها تحدق بوالدتها التى تتفوه بالهراء لأجل ابنها:-
-أنا مشوفتش أقذر من كدة مرة يخطف مراته منه والثانية يشوه سمعتها ويخليها بالصورة دي يوم صباحيتها، أنا عارفة أنك أم ومهما يعلم مستحيل تكرهه لأن مفيش أم بتكره عيالها لكن معلش ممكن تحكمي بالعدل شوية أنتِ كرهتي مريم من تحت رأسه رغم إنها إنسانة كويسة ومع ذلك بتحبيه هو وهو إنسان من برا لكن من جوا شيطان، مختار سم وهيقتلنا كلنا يا ماما

خرجت "جميلة" غاضبة من القصر وأخذت سيارتها لتنطلق لكن أستوقفها "حسام" وقال:-
-عذرًا لحضرتك لكن الصحافة برا ومرجحش أن ممكن تخرجي دلوقتي

تأففت "جميلة" بضيق أكبر حتى غضبها لن تستطيع النفاث عنه وظل بداخلها تكبحه، ترجلت من السيارة وأغلقت بابها بقوة حتى تتخلص من هذا الغضب، تنحنح "حسام" يهدوء ثم جعل أحد الرجال يقود السيارة إلى المرأب مرة أخري...

________________________ 

حاول "شريف" الأتصال به كثيرًا لكن هاتفه مُغلق ولا يستطيع الوصول إليه حتى يخبره بهذه الكارثة التى حلت عليه، تأفف "شريف" بحيرة من هذا الأمر وما دام الأمر يتعلق بزوجته فلن يستطيع التصرف بدون أذن أو تلقائية من عقله، نظر  "شريف" إلى الهاتف بعد أن فجر "مختار" الإعلام بهذه القنبلة فدخلت "أصالة" للمكتب بقلق وقالت:-
-أنا مش عارفة أوصل لمستر جمال

-ولا أنا
قالها بتهكم شديد لتتابع الحديث:-
-أنا خايفة نستني لما يرجع بعد أسبوع هيكون اللى معرفش عرف والأخبار أنتشرت أكثر، الكل فى الشركة بيتكلم عن مريم وأنها خانت جوزها مع أخوه ودلوقت أتجوزت أخوه بعد ما جمال بيه أجبره على الطلاق

نظر "شريف" للمقالة المكتب وعنوانه الواضح يحتوي على كلمات (إعلامية على علاقة بأخوه زوجها أثناء زواجها والآن تحتفل بزواجها من الأخ بعد الإجبار بالطلاق)
تمتم بضيق شديد:-
-أنا مش عارف أعمل أيه؟ دا البيه كمان مصور قسيمة الطلاق بتاريخها ومنزل صور لمريم وجمال بيه بتواريخ سابقة يعنى حبكها بجد..

نظرت "أصالة" إلى حيرته بقلق ثم غادرت المكتب تتركه وحده....

__________________________ 

جلس "جمال" معها أمام الخشب المُلتهب بالنار مساءًا ويحيط بجسدها بذراعيها ويضع شال واحد حول جسدهما و"مريم" تتكأ برأسها وظهرها على صدره وتتشابك الأصابع معه، همس "جمال" إليها بلطف فى أذنها:-
-مبسوطة!

تبسمت بحب شديد ثم أدارت رأسها إليه حتى تتقابل عيونهما معًا وقالت:-
-دا شيء أكيد، معقول يعنى أكون مش مبسوطة وأنا مع حبيبي وفى حضنه 

سحب يده اليمنى من يدها ليلمس وجنتها الناعمة بحب حتى وصلت يده وأنامله إلى ذقنها بدلال وقال:-
-أنا مبسوط عشان أنتِ مبسوطة يا مريومة

ألتفت إليه أكثر بسعادة تغمرها ثم قالت:-
-مريومة! مين يصدق أن أنت جمال بيه، لو حد سمعك دلوقت مستحيل يصدق

تبسم بخفوت على كلماتها وهو يتذكر عبوسه الدائم وشخصيته الحادة فأنقر على أنفها بحب وقال:-
-أنا هو لكن خلينا متفقين أن دا بيني وبينك مش قدام حد 

ضحكت "مريم" بلطف على كلماته وتشنج عضلاته الحادة، قالت بعد أن مسكت وجهه بيديها الأثنين:-
-حاضر متقلقش يا جمي

رفع حاجبه إليها بعد كلمتها الأخيرة فضحكت "مريم" بعفوية وسعادة حتى تسللت ضحكاتها إلى قلبه يسرقه كاملًا إليها فوقف وهو يأخذها فى يده قائلًا:-
-تعالي

ضحكت "مريم" عندما وقفت فجأةمن جذبه وسقط الشال عنها أرضًا لتركض خلفه بفستانها الأبيض القصير الذي يصل لركبتيها وقالت:-
-جمال أستن لسه مأكلتش

ألتف إليها بتذمر من كلماتها ثم حملها على ذراعيه لتخرج منها ضحكة عفوية على فعله بينما قال مُتذمرًا:-
-أنتِ أكلتي النهاردة سبع مرات ويا ريت بيبان عليكي، كفايةأكل بقي   
 
وضعت رأسها على كتفه بينما يسير إلى المنزل الخشبي الخاص بهما ويطل على الشلال بمنظر خلاب من الطبيعة الأشجار وصوت مياه الشلال، تبسم "جمال" عندما سكنت بين ذراعيه، دلف للمنزل بها لينزلها على الفراش فقالت:-
-جمال نتصور مع الشلال أرجوك!

حد من عينيه إليها بضيق وخجلها يظهر فى ملامحها وعينيها اللامعتين من الخجل مُتحاشية النظر إليه، نزلت من الفراش وأتجهت نحو الشلال لتشعر بيه يعانقها من الخلف بدفء وقال:-
-أنا بحبك يا مريم

تبسمت وهى تضع يديها على ذراعيه المحيطين بخصرها وتمايلت على صدره بدلال ثم قالت بحب شديد:-
-وأنا بحبك يا جمال بكل لحظة فى عمري، نفسي الوقت يقف بينا هنا، وإحنا مع بعض بعيد عن كل المشاكل والشغل، بس نفضل هنا رغم أني عارفة انه مينفعش وأن محدش بيعتزل العالم وكل الحياة عشان بيحب، بس أنا نفسي نفضل هنا فى السعادة دى

أدارها "جمال" إليه حتى تتقابل عيونهما معًا ونظر بعينيها اللامعة بدفء الحب الذي تحمله بداخلها كأن قلبها صغيرًا جدًا على حمل هذا الحب ليفيض فى عينيها وحرارة جسدها، تحدث بدفء قائلًا:-
-أوعدك تفضل السعادة دى فى كل أيامك وكل دقيقة فى عمرك يا مريم

أقتربت إليه لتختبيء بين ذراعيه وتلف ذراعيها حول خصره بحب فطوقها بذراعيه ليستنشق عبيرها الذي يشبه الإدمان إليه..
نظرت إليه بخجل شديد بينما يقبل "جمال" ندوب جسدها بحنان كأنه يداوي إليها هذه القسوة التى عاشتها والألم التى شعرت بها مع كل طعنة، نظر إليها عينيها الدامعتين بحزن وأحراج من جسدها المشوه بفضل والدها المُختل عقليًا، أخذ "جمال" رأسها بين ذراعيه ليقبل دموعها وعينيها بحب ثم همس إليها بحب ونبرة دافئة:-
-ليه الدموع من الجميل 

ظلت تنظر بعيدًا عنه مُتحاشية النظر إليه ليجعلها تنظر إليه فقال بلطف وبسمة تنير وجهه:-
-والله زى القمر وفى عيني أنتِ أجمل واحدة فى العالم كله، لا أنتِ العالم كله يا مريومة

هربت دموعها من جفنيها الحزينين ليرفع يديه يجفف دموعها بأنامله ثم همس إليها بنبرة خافتة تكاد تسمعها وأنفاسهما إختلطت معًا من قربهما ويشعران بحرارة جسديهما:-
-بحبـــــــك

سقطته كل جروجها وصرخ قلبها حُبًا إلى هذا الرجل الذي يخفيها من العالم بأسره بين ذراعيه لتبادله لحظات الحب والدفء بينهما ....

__________________________

دخلت "أصالة" إلى غرفة التخطيط حيث يوجد "شريف" مع رجاله فقالت بهلع:-
-مستر شريف

ألتف "شريف" إليها ليرى ملامحها المُرتعبة كأن كارثة حلت بها أو رأت ميتًا يعود حيًا فقال بقلق من القادم وما جئت به تحمله فى طياتها:-
-خير على الصبح، أنا مش ناقص بلاوي

أعطته جوابًا من إدارة القناة التى تعمل بها "مريم" وقبل أن يفتحه ليعرف محتواه تحدثت "أصالة" تخبره بلسانها ما حدث:-
-القناة وقفت الموسم التاني من البرنامج وفسخوا عقد العمل بتاع مريم

أتسعت أعين "شريف" على مصراعيها بصدمة ألجمته من قرار الإدارة بحقها دون أن ينتظروا مبرر "مريم" أو يستمعه إليها، قال بتمتمة حادقًا بالجواب:-
-دا اللى كان ناقصني، هدم كل النجاح اللى وصلت له... 

خرج من الغرفة غاضبًا وسار فى الردهة لتقول "أصالة" وهى تسير خلفه:-
-هتعمل أيه؟

-لازم أتصرف قبل ما يرجع جمال ويهد المبني على دماغي مش كفاية أخوه مختار لا كان ناقصني القناة بالمرة عشان يقتلني مرة واحدة..

________________________ 

نظر "مختار" إلى "سارة" بعد أن ألقوا بقنبلتهم عليهم وقال بضيق:-
-يعنى جمال معرفش ولسه فى الهاني مون

تبسمت "سارة" بسخرية بعد أن نفثت دخان سيجارتها وقالت ببرود كالثلج:-
-يبقي نعرفه ونوصله الخبر لحد عنده، وطبيعي لما يعرف هيتحرك، أنا عايزاه يتحرك بس وسيب الباقي عليا 

تبسم "مختار" بجدية وقال بحماس:-
-أكيد، كفاية أنه يقع فى الفخ بس 

نظر "نادر" إليهما بقلق وهو لا يفهم ما يتحدثان عنه فسأل بفضول:-
-فخ أيه؟

أجابه "مُختار" بنبرة جادة غليظة مليئة بالشر:-
-أنت فاكر أن اللي حصل وجواز مريم والخيانة دا خطتنا، لا دا فخ نوقع فيه جمال لحد ما نحقق خطتنا الحقيقية... 

نظر "مختار" إلي "سارة" لتبتسم بمكر شيطانية فتبسم "مختار"بعد أن علم بخطتها وضرب الكأسان معًا بسعادة، كأنهم ينتظران رد فعل "جمال" ولا يخافون منه نهائيًا بل يريدونه أن يتحرك.... 



الفصل الثــــامن والعشـــرون ( 28 )

عندما يشتعل العشق بالقلب ويتحدث الحب يُسكت العالم بأسره، سارا معًا مُتشابكين الأيادي والأصابع يغمر الحب قلوبهما معًا، أشارت "مريم" على فرقة موسيقى تقف فى شوارع البلد وأخذت يده ليشاهدان معًا وبسمتها لا تفارق وجهها من السعادة فتبسم "جمال" لبسمتها ووقف صامتًا دون أعتراض منه على الوقوف هنا لأجلها، أقتربت فتاة منها لتأخذ يدها ويرقصان معًا فتبسمت بسعادة أكبر نظرت إلى زوجها الواقف هناك يحدق بها وهى تتطاير بخفة الفراشة مع هؤلاء الفتيات، عاقدًا ذراعيه أمام صدره فى هدوء حتىتركت الفتيات وذهبت نحوه ليقول:-
-أتبسطي؟

أومأت إليه بنعم بسعادة تغمر وجهها وملامحها تمامًا كفيض قلبها وعقلها بهذه اللحظة، أخذها "جمال" إلى السوبر ماركت وأشتروا أغراض كثيرًا فقال "جمال":-
-كفاية كدة

هزت رأسها بلا وهى تأخذطبق اللحم المُغلف من البائع ثم قالت:-
-لا لسه التوابل

تأفف "جمال" بخنق من إصرارها على الطبخ له هنا فى رحلتهم، رغم أنه يرغب بإستغلال هذا الوقت معها ويمكنه شراء أى وجبة تريدها بماله، عاد للمنزل الخشبي الموجود وسط الأشجار والغابة وحدهم، صعد "جمال" ليبدل ملابسه وترجل للأسفل ليجدها تقف فى المطبخ الأمريكاني وتقلب الدقيق فى اللبن بعفوية ورفعت شعرها للأعلي بمشبك الشعر ونزعت سترتها وظلت بفستانها الأصفر بفراشاته الزرقاء ذى الحمالة، أقترب ليقف خلفها وهى تصنع الطعام ثم قال بعبوس:-
-مش كنت طلبتلك الأكل اللى عايزه

تبسمت بعفوية ثم قالت بحب:-
-لا، مش هيكون ممتع زى الأكل اللى هنعمله سوا 

طوقها من الخلف ثم وضع رأسه على كتفها مُتذمرًا على حديثها وقال:-
-أنا كنت عايزاك تشبع منى قبل ما نرجع وتشتكي من أنشغالي لكنك أنتِ اللى بتفرهدي الوقت

ضحكت بعفوية عليه ثم وضعت أصبعها بالعجين ووضعته على أنفه ليكز على أسنانه غيظًا أكثر من فعلته لترفع حاجبها إليه وقالت:-
-يلا قطع الطماطم وتكون رفيعة 

أومأ إليها بنعم ثم وقف جوارها يلبي طلبها مُتذمرًا، ذهبت للخارج وهو عينيه تبحث عنها حتى عادت بهاتفه الخاص الذي فتحته للتو وتصوره فتأفف بضيق على إدمانها على التصوير فقال:-
-هتنزليه فين المرة دي

تبسمت بسعادة بعد أن ضبطت وضعية الهاتف وجاءت إليه وتجيب على سؤاله بمكر شديد:-
-على اللاب بتاعك عشان لما أوحشك تتفرج عليه 

هز رأسه بعفوية ثم قال:-
-وماله، بس أنتِ لما توحشينى أوى يعنى هجيلك مش صعبة

أدرات رأسها له بأندهاش من كلماته وتلبد مشاعره كأن كل شيء مباح ومتاح لديه فقالت:-
-ولنفرض مُت

ترك السكين من يده بضيق شديد من كلمتها وألتف إليها وأغمض عينيه مُحاولًا كبح غضبه منها ثم حملها من خصرها وجعلها تجلس أمامه وحدق بوجهها ثم قال:-
-إذا مُتِ خدني معاكي

-بعد الشر عنك يا حبيبي
قالتها بلهفة وخوف شديد عليه ليتحدث "جمال" بنبرة أكثر جدية:-
-إذا كان بعد الشر عني فمتجبيش السيرة دى تاني قدامي

أومأت إليه بنعم ورفعت يدها إلى وجنته تلمس لحيته الكثيفة بحنان، عاشقة لهذه اللحية التى تزيده وسامة وجمالًا وتزيد من فخامته ووقاره كأنه ملك أو رئيسًا للبلاد ربما، تبسمت بخفوت وقالت بدلال تمتص هذا الغضب الوضوح فى عينيه:-
-معقول أسيبك هنا، لا مستحيل.. أنت ليا أنا وحبيبي لوحدي

نظر بعينيها التى تشبه اللون الأخضر الفاتح بهذا الفستان وعينيها الساحرتين دومًا ما تتغير وهو غارقًا بهذا السحر الذي خُلقت به، أقترب أكثر منها ليسرق قبلة من شفتيها التي تشبة الفراولتين لتبتسم أكثر بعد أن أبتعد عنها وحدقت بوجهه ثم قالت:-
-جمـــــ ....

قاطعها عندما تسللت يده إلى خلف رأسها وسحب مشبك رأسها لينسدل على كتفيها وظهرها، تحدق به فى صمت بعد أن أبتلعت كلماتها بحركته وتنظر إليه فقط، هذا الرجل يُربكها كلما أقترب أكثر من قلبها العاشق، أقل فعل يُصدر منه يُهزم قلبها ويُسكر عقلها حتى يفقده صوابه، داعب خصلات شعرها بيده اليمني وبيده اليسري يتكأ على الرخام التى تجلس عليه ثم همس إليها بنبرة خافتة ناعمة:-
-كدة أجمل، متربطهوش تاني

أومأت إليه بنعم ورأسها تتحرك بدون وعي من الأعلي للأسفل ناظرة إلى عينيه فى هيام، ترك خصلات شعرها وأحتضنت يده وجنتها الباردة بعنقها وقال:-
-قوليها!!

نظرت إليه بعدم فهم لطلبه وأى شيء يريد أن يسمعه فقالت مُتابعة حديثها التى توقفت عنه قائلة:-
-كنت هقولك خليني .....

هز رأسه بالرفض وقال بنبرة أكثر خفوت تكاد أن تسمعه وعينيه تنظر إلى شفتيها فقط مُنتظر أن تتفوه بهذه الكلمة وقال:-
-لا مش دى... قوليها يا مريم

أبتلعت لعابها بخجل شديد من نظراته وضمت  شفتيها للداخل بأسنانها أكثر من نظراته ورفعت غرتها التى تداعب وجنتيها للأعلى بيدها وقالت:-
-هى أيه؟

أشار برأسه وعينيه عليها لترفع نظرها بتعجب ثم قالت:-
-بحبك

رفع يده عن الرخامة ووضعها على خصرها ليجذبها إليه حتى ألتصقت به وقال بهدوء ونبرة مُثيرة هائمًا بهذه الفتاة التى سكنت كيانه كاملًا وليس قلبه فقط:-
-اه قوليها تاني

نظرت إلي عينيه ونبرته المُثيرة قتلت دقات قلبها للتو وسرقته من بين ضلوعها حتى شعرت بأنه سرق قلبهاوأخفاه داخل صدره الصلب وتركها هنا يسلبها روحها وفكرها كأن "جمال" عزم أمره وحسمه على أن يسرقها كاملًا من هذا العالم لتعيش بداخله وحده، داعبت لحيته بأناملها بلطف شديد ثم قالت:-
-أنا بحبك يا جمال....

أسكتها عندما وضع أنامله على شفتيها يمنعها عن الحديث بعد هذه الكلمة حتى لو كانت ستنطق أسمه ووضع جبينه على جبينها بحب وهمس إليها:-
-هشششش بالله عليكي يا مريم، أنتِ طلعتي ليا منين، لو كان القدر بيعاقبني على قسوتي طول السنين دى فأنا قبلت، ولو كان ربي رحم قلبي من عذابه وحضني بلطفه وكرمه بيك فأنا شكرته وهفضل أشكره العمر اللى جاي كله لأنه رحم قلبي الميت ورجع له النبض بيكي يا أحلى ما في حياتي.. لا أنتِ كل حياتي، قوليها مرة كمان

رفعت يدها الأخري لتضعها على وجنته الأخري وتضم رأسه بحنان كفيها ثم قالت:-
-بحبك...

أسكتها قبل أن تلفظ شيء أخر بعدها حتى لو أسمه بقبلته، حملها على ذراعيه لتتحدث بتذمر شديد:-
-الأكل هيبوظ يا جمال

نظر إليها وهو يصعد الدرج مُتجاهلًا سؤالها وعقلها البريء ترجم ما يريده فقال:-
-أنتِ نفسك فى بنت ولا ولد؟

ضحكت "مريم" بعفوية على سؤاله ثم قالت بخفة:-
-دا على أساس أنى حامل، جمال نزلني أحط الأكل فى الثلاجة على الأقل

تجاهل كلماتها بعد أن فتح باب الغرفة بقدمه وقال بحب شديد:-
-أنا عايز بنت بجمال أمها 

قهقهت ضاحكة على كلماته بينما يغلق باب الغرفة بقدمه لتنفجر ضاحكة عليه وصوت ضحكاتها يمليء المكان بأكمله كأنها تنشر سعادتها فى أرجاء المنزل كاملًا ولم يستمع إلى صوت هاتفه الذي بدأ يرن كالمجنون بأسم "شريف" الذي وصله رسالة بعد فتح الهاتف بفتحه....

________________________

"شــركــة الجمـال جي أند أم للألكترونيات
خرجت سيارة أمن من الشركة بأمر "عاشور" إلى المكان الذي وجده فيه "تقي" بعد أن أمر "شريف" بأنقاذها تمامًا كما أوصيه "جمال" قبل أن يسافر، وفى المقابل جلس مع "حازم" فى مكتبه داخل الشركة وقال:-
-فين التسجيل؟

أجابه "حازم" بهدوء ممزوج بالقلق على حبيبته قائلًا:-
-لما تقي تيجي؟

-لا يا حبيبي، أنا بعت أجبها وقدامك الرجالة خرجه، أنا أستن كتير أعرف منين أن اللى جاي تقولي عليه هو اللى حصل أصلًا وضربهم فى سمعة مريم... تبقي بتساومني على حاجة حصلت هستفاد أيه؟
قالها "شريف" بجدية حادة ثم تابع بتهديد صريح:-
-يا تسلمني دلوقت التسجيل يا أم هتصل بعاشور يرجع الرجالة... القرار ليك بس معاك دقيقة تفكر

نظر "حازم" إلى هذا الرجل الماكر ووجهه العابس تمامًا كـ "جمال" كأنها عدوى أنتقلت إليه من معاشرة "جمال" فتأفف بضيق شديد وأعطي التسجيل إلى "شريف" ليسمعه فأتسعت عيني "شريف" على مصراعيها من وهل الصدمة التى أصابته بعد سماع هذا الشيء...

_________________________ 

"قصـــــــــر جمــــــــال المصـــــــري"

تحدث "حسام" فى الهاتف بضيق شديد وصوت مُرتفع كأنه لا يشعر بشيء سوى قسوة حديث الطرف الأخر:-
-تعمل اللى هى عايزاه، أنا مش هرجع فى قراري وبنتك عندك يا حج عقلها يا أم متلومنيش .... والله انا دي ظروف شغلي وأنا مكدبتش عليكم لما دخلت البيت من بابه وأنتوا قبلته جاية دلوقت تعترض، عقلها يا حماي وخليها تشيل الطلاق من دماغها على الأقل عشان خاطر البنت اللى بينا.. الله ما طولك يا روح أعملوا اللى يعجبكم أنا كدة عداني العيب، سلام

أغلق الهاتف والتف غاضبًا ووجهه مُشتعلًا من الغضب ليُصدم بـ "جميلة" تقف خلفه مُرتدية زى الطيران وتحمل فى يدها طاقيتها الخاصة بالطيران وغاضبة هى الأخري ثم قالت:-
-ممكن تخلي رجالتك تفتحلي الباب أنا عندي شغل

تنحنح بهدوء حتى يخفف من غضبه ويفصل بين حياته الشخصية وعمله ثم قال:-
-حضرتك يا أنسة جميلة أنا مقدرش أخرجك

قضمت شفتها السفلية بضيق من كلمته وقالت بضيق أكثر أنفعالا:-
-أنا عندي شغل أكررها تاني

أومأ إليها بنعم ثم قال بضيق:-
-حاضر هتصرف ممكن تديني دقيقتين

نظرت إلى ساعة معصمها وتنهدت بهدوء ثم قالت:-
-مجرد دقيقتين بس.. أتفضل

ذهب بعيدًا ليتصل بـ "شريف" يخبره برغبتها فأجابه "شريف" بهدوء:-
-ماشي خرجها بس حد يخرج معها لأنها عنيدة زي أخوها ولو رفضت هتخرج غصب، أتأكد أنك توصلها للمطار بنفسك يا حسام من غير مشاكل

أغلق الهاتف معه ثم ذهب إلى سيارتها وفتح لها الباب الخلفي وقال:-
-أتفضلي

نظرت مُطولًا للباب ثم إلى "حسام" وقالت:-
-أيه دا؟

-هوصل حضرتك 
قالها بهدوء، تنحنحت بضيق وهى تعلم أن غير هذا لن تخرج من القصر فأغلقت الباب وجلست بالمقعد المجاور للسائق، تنحنح بحرج ثم صعد بمقعد السائق وأنطلق بها وظل هاتفه يدق رغم أنه على وضع الهزاز لكنها تستمع لأهتزازه فقالت بضيق:-
-رد 

تنحنح بحرج شديد وأخرج الهاتف من جيبه وأغلقه نهائيًا ثم قال:-
-أسف على الأزعاج

نظرت له وهو يغلق الهاتف فتأفف بضيق شديد ونظرت للنافذة ثم قالت بجدية:-
-هتطلقها؟

نظر إليها بأستغراب لسؤالها لكنه أدرك أنها سمعت حديثه من قبل، قالت بهدوء:-
-مقصدتش أتجسس عليك أكيد لكن صوتك كان عالي جدًا

أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-هى متمسكة بالطلاق أو أسيب شغلي

هزت رأسها بنعم ثم قالت:-
-بالتأكيد، لو أنا مكانها مش هقبل بالوضع دا، حقها 

نظر إليها مرة أخرى ورفع حاجبه إليها ثم قال:-
-معتقدش أنه حقها لأنها لما  أتقدمت عرفتها ظروف شغلي وقبلت، زى مثلًا ما حضرتك ظروف شغلك بتحكم عليكي تسافري كتير وتغيبي أيام برا البيت، أكيد لما تتجوزي هيكون عارف دا وهيكون له الحق يقبل أو يرفض بعدها معتقدش أن يحق له يقرر يهدم البيت لظروف هو قبلها من البيت

تبسمت "جميلة" بسخرية على حديثه وعينيها تنظر من النافذة وقالت بتهكم:-
-وعشان ميتحكمش فيا ويقرر يا هو يا شغلي أنا مش هتجوز

تنحنح بحرج شديد من حديثها كأنها تلومه على زواجه وأتخاذ هذه الخطوة فى حياته ثم قال:-
-معتقدش أن الحل هو أننا منتجوزش

أوقف السيارة ثم ترجل ليفتح لها الباب لكنها لم تنتظره وأخذت حقيبتها والبلطو الخاص بها ثم وضعت الطاقية على رأسها لتنطلق فى طريقها، أخذ السيارة لكي يعود إلى القصر وعندما وصل للقصر كان "عاشور" قد عاد بعد أن أحضر "جمال" و"مريم" من المطار، كان "جمال" غاضبًا مما علم به من "شريف" وأنطلق بسيارته إلى الشركة بينما جلست "مريم" فى القصر مع "حنان" غاضبة وهي تنظر إلى هاتفها تقرأ ما كُتب عنها وقرر فصلها عن العمل من إدارة القناة تمتمت بضيق شديد:-
-كان ناقص يحولوني للتحقيق بالمرة

ربتت "حنان" على كتفها بحنان فتركتها "مريم" وصعدت للأعلي غاضبة والجميع يتهمهما بالخيانة والزنة وكيف كانت تخون زوجها "مختار" مع أخاه حتى أوقع "جمال" به وجعله يطلقها وتجوزها قبل أن تنتهي عدتها، جلست وحدها بغرفتهما تقرأ تعليقات الأشخاص عنها وكأن الجميع أجمع على كاهيتها وجعلها منبوذة فقالت:- 
-خلينا نشوف مين اللى هيدفع الثمن...

أتصلت بأحد اصدقائها فى القناة لكنه تجاهل كل مكالماتها فعلمت أن الجميع سيبتعد عنها الآن....

_______________________ 

وصل "جمال" إلى مقر القناة الفضائية وجلس في مكتب رئيس القناة وقال:-
-مدام مريم أتفصلت من القناة ودا القرار الأفضل وأنا منعت أى حد يتكلم عنها عشان السب والقذف 

مط شفته السفلية ببرود مُتعجبًا جراءة هؤلاء المُختلين ثم قال ببرود قاتل أوشك على تجميد هذا الرجل الجالس أمامه:-
-لا مش عشان السب والقذف والتشهير دا عشان أنت متقدرش، جرب بس مذيع واحد عندك يطلع يتكلم عن مراتي أو كلمة واحدة تتكتب عنها على صفحتكم بطريقة مباشرة أو غير وأنا أوريك أنت قاعد قصاد مين وبتتحدي مين؟؟
 
-أنا يحق لي اختار الناس اللى تشتغل عندى وتكون وجهة مشرفة لقناتي 
تبسم "جمال" بسخرية على هذا الرجل ثم قال:-
-وأنا يحق لي اللى قرب من مراتي أهرسه بجزمتي زى الحشرة

فتح باب المكتب ودلفت "مريم" غاضبة لكنها وجدت زوجها بالداخل، حدق رئيس القناة بها وهى تسير نحوه غاضبة وتقول:-
-وجهة مشرفة!! أنا هعرف أزاى أوريك الوجهة المشرفة

-مريم!! 
قالها "جمال" بهدوء لتنظر إليه وقالت:-
-انت بتعمل أيه هنا، أنا هعرف أزاى أرد عليهم وأخرسهم كلهم، أظبط ساعتك على 24 ساعة وبعدها تأكد أنك لو دفع مليون مش هدخل المكان دا تاني

-أنا أدفع مليون فمين ..فيكي أنتِ؟ أنتِ مفتحتش النت ولا ايه؟

ضرب "جمال" المكتب بقبضته بعد أن وقف فى مكانه وصرخ به قائلًا:-
-أتكلم بأدب...

قاطعه "مريم" التى مسكت يده وقالت بثقة:-
-تعالي يا جمال، متتعبش نفسك خلينا نمشي من هنا

سحبته من يده ليتأفف بضيق وخرج معها غاضبًا ثم أخذها فى سيارته وأنطلق إلى القصر بينما يعنفها بحديثه فى طريقهما:-
-مين اللى قالك تخرجي وتيجي لحد عنده ها؟ وأزاى تردي عليه ورجلك قاعد.. بتستقلي بيا

-لا مستحيل، لكن أنا فعلًا مش محتاجة غير 24 ساعة يا جمال، أنا مش محتاجة أبرر لحد حاجة أنا هخرس الكل ومن غير ما أروح لحد، مختار قرر يلعب معايا ..

نظر إليها وكاد أن يصرخ بها لتقول:-
-جمال أنا مش ناقصني خناقك، لو بجد عايز تساعدني فأنا محتاجة مساعدة واحدة منك.. تشوفلي حد يذيع بث مباشر ليا من غير ما مختار يقدر يقطعه عليا 

نظر إليها بحيرة من أمرها وما تفكر به لكنه فى نهاية المطاف وافق على مساعدتها، إذا كانوا قرروا محاربتها بالإعلام والشعب فسترد لهما المثل بنفس الطريقة...

_________________________ 

فتح "تامر" شاشة التلفاز إلى "نادر" بهلع ثم قال:-
-صاحبك أتفضح علنًا، أنا من البداية كنت ضد اللعب على الخطوة دي

نظر "نادر" إلى التلفاز وكانت "مريم" تبث حلقة مباشرة على قناتها على اليوتيوب التى تحمل أكثر من 2 مليون وتشارك البث على بعض القنوات الفضائية بفضل "جمال" وأخبرت الجميع بأنها تزوجت "مختار" بالأكراه من والدها وفضحت الكثير من علاقة "مختار" النسائية وتعاطيه للمخدرات، أثبتت للجميع وفأة "مختار" بشهادة وفاته وأصبحت أرملته لأربعة سنوات، 
سألها المُذيع الذي يشاركها الحلقة:-
-يعنى أنتِ مكنتش على علاقة بجمال أثناء جوازك بأخوه

تبسمت "مريم" بهدوء أعصاب وقالت:-
-مستحيل لأني مشوفتش جمال غير بعد الوفأة عشان فتح الوصية، أنا أرملة وفضلت أرملته أربع سنين أيه العيب فى أنى أحب وأتجوز من تاني اى أن كان هو مين..

-بس جوزك كان عايش
قالها المذيع بهدوء لتخبره "مريم" بثقة وهدوء نفسه:-
-ولما عرفت أنه عايش رفعت قضية خلع ودا يثبت كلامي عشان مكنوش خاينة، ومختار طلقني مش عشان جمال أجبره دا عشان ميبقاش مخلوع ورجولته نقحت عليه...

أثبتت حديثها عن القضية بالأوراق التى جلبها "راغب" لها وأظهرت تقرير الطبيب الذي أعطاه لـ "جمال" بعد فحصها بأنه لم يمسها ولم يدخل بها فشرعها ليس لها عدة
قهقه "نادر" ضاحكًا على مصراعيه بقوة من قوة هذه الفتاة وقال:-
-غبي، هو عارف كويس أنها مش خاينة وهتعرف تثبت دا ومع ذلك لعب كدة

تحدث "تامر" بعد أن أغلق الشاشة قائلًا:-
-مش قالك فخ

تبسم "نادر" بثقة وهو يقول:-
-وأنا بقي واثق أن خطتهم هتتقلب عليهم، جمال مش هيخسر 

 
___________________________ 

"قصـــــر جمـــــــال المصــــــري"

أعطاها "جمال" الكثير من الأوراق فسألت بلطف:
-أيه دا

تبسم "جمال" بهدوء بعد أن جلس أمامها على الفراش وقال:-
-دى عقود من قنوات، أختاري القاة اللى تعجبك وأبدأي شغلك من تاني، البث اللى عملتيه حقق نجاحه وبالفعل التعليقات كلها عندك بقيت إيجابية والقنوات حبين يتعاملوا معاكي

نظرت للعقود وهى تعلم أنه عمل جاهدًا لأجلها ولأجل إسعادها، معظمهم يريدون العمل معها ومعظمهم يريدونها لأجل زوجها فالآن أصبحت تملك سلطة أخر غير شهادتها ونجاحها من أجل القبول، سلطة "جمال المصري" زوجها، تبسمت بلطف وقالت:-
-مكنش في لزوم لكل دا؟ 

نظر "جمال" إليها بثقة من فعله وتبسم بلطف فى وجه زوجته وقال:-
-كان في لزوم، ما دام حاجة هتسعدك يبقي فى لزوم يا مريم، أنا وعدتك أعمل كل حاجة وأى حاجة عشان سعادتك 

أخذت يده فى يدها بدلال ولطف، ضربات قلبها لا تتوقف لحظة عن الصراخ باسمه، عقلها لا يتوقف عن التفكير به حتى فى بُعده يظل عالقًا فى عقلها، تحبه بكل جوارحها وأنفاسها، جاءت له طفلة بريئة نقية لا تعرف عن الحب شيء فقط تحمل بداخلها الكره والقسوة والحزن والخوف وكيف ترتجف لا تعلم شيء أخر، لكن معه تعلمت كيف الحب وعلمت بشعوره الدافئ ومشاعره المقدسة، رسمت بسمة تنير وجهها ثم قالت:-
-أنا سعيدة معاك ومبسوطة طول ما أنت جنبي ومعايا يا جمال، ومش عايزة حاجة تانية.. صدقني أنا مستعدة أعيش سجينة فى قصرك العمر كله ما دام أول ما هترجع أخر اليوم هتأخدني فى حضنك وتطبطب عليا 

كان يعلم "جمال" أنها تعشق عشقًا لا نهاية له ولا حدود، تكتفي بوجوده حتى تعيش وتتنفس بهذا العالم، تعلمت معه وعلى يديه كل الحب والطمأنينة والأمان، مسح على رأسها بحنان ثم قال بدفء:-
-سجينة!! أنتِ ملكة قصري وسلطانة قلبي وعمري فداكي يا مريم 

تشبثت بعنقه وهى تلف ذراعيها حول عنقه بأحكام ليطوق خصرها بذراعيه بحب حتى التصقا معًا كأنهما جسدًا واحدًا، يشعر بحرارة جسدها الدافئ وضربات قلبها المُتضاربة بداخلها، يستنشق عبيرها الساحر الذي يغتصب أنفه ويُسكر عقله بـسُكر الحب حتى أصبح فى أقصي درجات الثمالة بعشقها...

_______________________

أتصل الرجل بـ "سارة" مُطولًا لتتسلل من بين ذراعيه بجسدها العاري وأبتعدت عنه ثم فتحت الضوء فى الغرفة وألتقطت هاتفها ثم رفضت الأتصال فقال "نادر" وهو يشعل سيجارته:-
-مين مختار؟

هزت رأسها بلا وهى تعود لبين ذراعيه ثم قالت:-
-لا... دا زبون كدة

أخذت السيجارة من فمه لتضعها بين شفتيها وتأخذ نفس عميق ثم أخرجت الدخان من أنفها، تبسم عليها ثم قال:-
-زباينك كتير

نظرت إليه بضيق ثم وقفت من الفراش وترتدي الروب على جسدها الشبه عاري بقميص نومها وقالت بأختناق:-
-ميخصكش، ومتنساش أنك هنا بفلوسي اللى خدتها ولا محتاج أفكرك أن أصل الوصولات معايا وبغباءك حرقت النسخة منها

تنحنح "نادر" بحرج وضيق يكتم بداخله ثم قال:-
-لا فاكر يا سارة، أتصلتي بيا ليه؟

جلست على المقعد بهدوء وهى تحرق سيجارته بين شفتيها ووضعت قدم على الأخري ثم قالت:-
-مختار...  عايزة أخلص منه، أنت عارف أن رجوع حي رجعله كتير من أملاكي ولا كأني ورثت حاجة وبيتحشر فى كل حاجة وشغلي عطلان بسببه

نظر إليها بأندهاش من طلبها ثم قال:-
-أخلصك منه!! أنتِ مش بتحبه وبدلعي 

رفعت حاجبها إليه بسخرية وقالت بتهكم:-
-بحبه!! 

-أمال أيه اللى صبرك على العيشة معه كل السنين دى وأنتِ عارفة أنه بحب واحدة تانية وعلى علاقة بمرات أخوه وبيتجوز عليكي غير الحب
قالها وهو يقف من مكانه ببنطلونه فقط لتضحك "سارة" بسخرية بعد أن وقفت من مكانها وقالت:-
-أنت طيب أوى أو متعرفش كيد العوالم 

عانقها من الخلف بعد أن ألتفت لتطفي سيجارتها فى منفضة السجائر وقال:-
-معرفهوش

قالها وبدأ يقبل عنقها وهو يبعد خصلات شعرها عن عنقها وطريق قبلاته فأسترخت للخلف أكثر تتكأ على جسده بأستمتاع بهذه القبلات وقالت بهمس:-
-يارب ما تجربه مني

قاطع متعتها عندما رن هاتفها مرة أخري فأبتعدت عنه بضيق ثم نظرت إلى الهاتف وأستقبلت الأتصال هذه المرة ليخبرها الرجل بأن هناك من أقتحمه شقته وأخذوه "تقي" أثناء غيابه لتُصدم وهى لا تستوعب ما تسمعه والوحيد الذي يريد هذه الفتاة هو ابنها "حازم"......

تعليقات



<>