رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الاول1 بقلم نورا عبد العزيز
___ بعنـــوان "ملاك الموت Angel of Death"___
28| ديسمبر2021
“روســــيا”
فى وضح النهار تحديدًا فى تمام الساعة الخامسة مساءا إلا القليل من الدقائق، كانت الشرطة الروسية تعج المكان وتحاصر المكان بأكمله وتغلق جميع مخارج ومداخل البناية للقبض على اخطر قاتل مأجور دوليًا بعد تمركزه فى روسيا منذ شهور وأرتكب أكثر من ثلاثة جرائم قتل فى البلد فى وقت قليل، فتح باب الشقة بالطابق الـ 37
فى نفس اللحظة التى أنكسر بها زجاج النافذة ليخرج منها شخص مقنع يرتدي خوزة دراجة نارية على رأسه ويمسك فى يديه حبل رفيع جدًا وفى اللحظة التى فتح فيها باب الشقة انفجر الشقة والبناية بأكملها وكأنه كان يستعد لحضور الشرطة وأقام لهم حفل ترحيب على طريقه الخاصة، سقط هذا الشخص أرضًا وتسلل بين حشد الجمهور الذي تجمع حول الحريق ليختفي كالشبح الذي ظهر من العدم واختفى هكذا دون أن يلمحه أحد، صعد على دراجة نارية تناسب ملابسه وهو يرتدي بنطلون اسود وتي شيرت طويل أسود فوقه سترة سوداء اللون جلدية فى يديه قفازات جلدية سوداء ومتينة ثم أنطلق وسط الطرقات حتى لمح ساعة يديه تضيء وتطفيء مرات عديدة من أسفل كم سترته ليوقف الدراجة النارية جانبًا ثم رفع كمه قليلاً ليظهر على شاشة الساعة كلمة (new message)
فتح سحاب جيب سترته الجلدية وأخرج الهاتف ليدون كلمة السر الخاصة بالهاتف وكانت عبارة عن (angel of death) ثم فتح الرسالة الجديدة وكان محتواها
-dear angel of death; let’s meet at sochi international airport in order to go to egypt
(عزيزى ملاك الموت، لنتلقى فى مطار سوتشي الدولي من أجل الذهاب إلي مصر)
وضع هذا الشخص الهاتف فى جيب سترته وأغلق السجاب مجددًا لينطلق إلى طريق المطار …
_______________
31| ديسمبر 2021 - 11:30pm
"القـاهـــرة"
كانت الشرطة تعج المكان على الطريق وقد حاصرت السيارة المنقلبة وسط الطريق وقد حضرت سيارة الأسعاف والكثير من سيارات الشرطة وبدأ الناس يتجمعون حول الموقف وبعض يتساءل عما حدث لهذه الفتاة الموجودة بداخل السيارة، توقفت سيارة سيدان من ماركة كيا للسيارات سوداء اللون وترجل منها شاب فى بداية الثلاثينات من العمر، لديه وجه حاد وعينان ضيقتان ذات اللون البني البندقي وحاجبين كثيفان وبشرة حنطية ويصفف شعره الاسود الناعم الكثيف للأعلى ولديه بنية جسدية قوية حيث أنه طويل القامة وعريض المنكبين وجسده رياضي يرتدي بنطلون أسود وبلوفر أبيض اللون فوقه جاكيت ذات اللون البني الفاتح “جملي” وحذاء رياضي لأبيض اللون
أقترب من موقع الحادث ليرفع العسكري يده إلى مقدمة رأسه وقال بترحب رسمي:-
-نوح باشا
رفع له حاجز الشرطة ليعبر ثم دلف “نوح” وسار نحو السيارة ليقترب صديقه فى الشرطة ويقول:-
-اسمها إيلين
نظر “نوح” إلى صديقه ليقدم له البطاقة الشخصية الخاصة بالفتاة فعاد “نوح” بنظره إلى السيارة ليرى رجال الاسعاف يخرجوا الفتاة منها وهى ما زالت على قيد الحياة لكن توقفوا فجأة عندما شعوره أن هناك شيء يجذب الفتاة للداخل لينظر أحد رجال الاسعاف ثم ناد بصوت قوي يقول:-
-شريف باشا
أقترب “شريف” و” نوح” معا إلى السيرة ليبتعد الجميع فجثا على ركبتهما ليروا يد الفتاة اليمني مقيدة بالمُقود السيارة بأصفاد حديدية، أخرج “شريف” هاتفه سريعًا ثم أضاء الكشاف الخاص به وهو يصوبه نحو الأصفاد ليجد محفور عليها كلمة( angel of death & e ) ليتنهد كلاهما معا ويقفا من مكانهما فقال “شريف”:-
-جريمة قتل جديدة لملاك الموت، دى الجريمة رقم 3 فى مصر
أبتعد كلاهما عن السيارة وقال “نوح” بجدية وهو ينظر على الفتاة:-
-أجمع كل البيانات عن البنت دى ، أكيد هتلاقي حاجة ملاك الموت مبختارش الضحايا من غير سبب، وكتم على الموضوع لما نشوف أخرتها أيه .. أنا طالع على القسم
______________
لم تكن بداية السنة الجديدة جيدًا على البعض، لكنها كانت تستحق الأحتفال لدى البعض الأخر داخل فندق (بوبـــلار) وتحديدًا فى الطابق الأخير كانت الساعة تدق الثالثة فجرًا، كان هذا الطابق صمم خصيصًا من أجل مالكه فقط على أعلى تقنية وأعلى جودة عالمية، فتح المصعد لتخرج منه فتاة فى الثلاثين من العمر ترتدي بدلة نسائية وردية اللون وتغلق زر سترتها وفوق أكتافها كانت تضع البلطو الخاص بها ذات اللون الاسود ليحميها من البرد القارس لشهر ديسمبر، كانت على الجانبين من المصعد يقف أربعة رجال كحراسة شخصية، سارت الفتاة نحو الداخل وكأنها تحفظ المكان جيدًا وكانت تملك زوج من العيون البنية وشعر ناعم حرير يصل لعنقها ومموج قليلاً ذات اللون الزيتونى ونحيفة كعود فرنسي وترتدي فى قدمها حذاء بكعب عالى أنبه صوته هذه الفتاة الاخرى التى تقف فى التراس خارجًا بقدومها، أقتربت “ليزا” منها ووقفت تحديدًا على باب التراس وقالت:-
-مبارك نجاح المهمة
لم يأتيها أى جواب من هذه الفتاة ولم تستدير لها بالمثل وكانت تقف تنظر لطرقات والسيارات فى الاسفل وهى بالطابق الـ 50 مستمتعة بهذا المنظر الرائع وترتدي قميص نوم من الحرير قصير يصل لركبيتها وفوقه الروب الخاص به بنفس اللون الاسود لكنه سقط عن كتفها الايسر ليداعب الهواء البارد كتفها العاري ذو البشرة البيضاء وكأن اللون الأسود يليق بجمال جسدها وتملك فى يدها كأس من الخمر وتتكأ بساعديها على داربزين الشرفة الحديدى وتقف حافة القدمين، أكتفت هذه الفتاة بالاشارة لـ “ليزا” بيدها الاخرى دون أن تلتف لها بالرحيل فأستدارت “ليزا” مغادرة المكان حتى ظهر لها هذا الرجل ينزل الدرج الداخلى للمكان ويقول:-
-لقد عُدتِ!
تبسمت “ليزا” له بجدية وقالت:-
-أجل
سارت "ليزا" لكي تغادر لكنها توقفت مكانها واستدارت وهى تقول بجدية:-
-جاك، متي عادت إيفا؟!
تبسم "جاك" لها وهو ينظر إلى التراس نحو “إيفا” وقال:-
-بعد أنتهائها من المتعة
غادرت “ليزا” من المكان وهى تقول مُتمتة:-
-لا أعرف متي ستكفي عن القتل من أجله، حسنا سأراك غدًا يا جاك
______________
“قســـم الشـرطــــة”
كان فريق التحقيق يجلس فى غرفة معا بقيادة “نوح” فقال “شريف” بجدية وهو يعرض لهم المعلومات التى جمعها عن الضحية رقم 3 على الشاشة:-
-إيلين محسن الشهيرة بالمحاربة الشجاعة 28 سنة وحيدة أتربت فى ملجأ، كانت متجوزها وأطلقت بعد شهرين وأختفي جوزها قبل الحادثة بأسبوع ولحد دلوقت مفيش أى معلومة عن مكانه ومبتشتغلش فى اى وظيفة ومعندهاش صحاب خالص، واحدة من بتوع السوشيال ميديا عندها مدونة وصفحة وقناة على اليوتيوب بتتكلم فيها عن القضايا المهمة او اللى هي شايفة أنها ممكن تجيبلها فلورز كتير، فى الفترة الأخيرة بدأت تهتم بقضية ملاك الموت وبدأت تنشر كل حاجة ممكن توصلها عن ملاك الموت حتى أنها نشرت صورة لكلبشات اللى بيستخدمها وتوقيعه عليها
سألته “الاء” أحد أعضاء الفريق والسيدة الوحيدة وسط أربعة رجال تقول:-
-والمعلومات دى بتوصلها أزاى؟
أجابها "شريف" بجدية وهو يعرض الملف الشخصية بـ "إيلين":-
-من الانترنت، إيلين ماهرة فى أختراق المواقع والهكر وكل مكان بيذكر أنه على علاقة بملاك الموت بتخترقه بسهولة وأعتقد دا اللى خلى ملاك الموت يفكر فى قتلها لأنها بدور وراءه
تنهد “أمجد” وهو عضو فى فريق التحقيقات ثم قال بسذاجة:-
-وهي عبيطة عشان تدور وراء أكبر قاتل محترف دوليًا، اسم ملاك الموت وسط العصابات والمافيا العالمية مرعوب بحد كافي ومحدش بيقدر يواجه أو يسرب معلومة عنه
رفع “هادى” نظره عن الأوراق المنثورة أمامه على الطاولة وقال:-
-الغريب أن شخصية زى دى من مدمنين السوشيال ميديا والالكترونيات مالهاش صورة واحدة لا على الحسابات بتاعتها ولا على المدونة وحتى قناة اليوتيوب بتطلع بصوت متفربكة وقناع على وشها
كان “نوح” يتابع حديث واسئلة فريقه فى صمت حتى قال بهدوء سافر:-
-دى مش جريمة قتل، دى تهديد ، ملاك الموت مفيش ضحية واحدة خرجت من تحت أيده فيها نفس، البنت دى عايشة ولسه بتتنفسه لانه تهديد ليها
رفع “شريف” الشاشة وهو يطفئ جهاز العرض لتظهر لوح زجاجية على الحائط معلق علية الكثير من الصور ومدون الكثير من المعلومات
وكانت صورة رجل يرتدي خوزة الدراجة النارية السوداء على رأسه وكان هذا كل ما يملكون عن هيئة ملاك الموت، وقف “نوح” من مكانه وسار نحو اللوح الزجاجى وقال بجدية وهو يشير بيده على صورة ملاك الموت وقال:-
-إيلين الضحية الثالثة بخلاف تاجر المخدرات المنوفي وابن رجل الاعمال السويسي، الثلاثة ضحايا دول تم قتلهم على مدار ثلاث أسابيع، أول جريمتنا تموا بنفس الاسلوب والقنص فى وسط الشوارع فى وضوح النهار وكأن ملاك الموت بيقولنا أنه مش خايف وبيرتكب جريمته فى عز الظهر لكن الجريمة الثالثة تمت فى رأس السنة ومش قنص مجرد ان عربية اتقلبت ودا لأول مرة يحصل تغيير فى اسلوب الجريمة وفى التوقيت، مع العلم أن برضو المشترك واللى أكد لنا أنه ملاك الموت هو الدليل الوحيد اللى بيسيبه وراءه وهو بمثابة توقيعه كلبشات الشرطة واسمه عليها وكأنه من خلال توقيعه بيوصلنا رسالة أنه مش خايف من الشرطة وعشان كدة بيستخدم كلبشاتنا ، السوال هنا ..ليه غير أسلوب جريمته؟ وليه إيلين لسه عايشة؟
أجابته “ألاء” بحيرة مشاركة فكرها مع الفريق تقول:-
-يمكن غلط
هز “نوح” رأسه بلا وهو يتكأ بذاعيه على الطاولة ويحنى ظهره قليلا للأمام ثم هتف بجدية يقول:-
-قاتل محترف دوليا وعالميًا ميغلطش يا ألاء، هو قاصدها لكن ليه؟ دا السؤال
صمت الجميع فوقف “نوح” بأستقامة ليقول:-
-هادى حاول تدور على أى معارف لإيلين أكيد هتلاقي متقنعونيش أنها عايشة بطولها فى الحياة ، أمجد أجمع كاميرات المراقبة من الاماكن القريبة من الحادثة وتقابل اللى بلغ عن الحادث، وألاء حاولى توصلي لأى معلومة أو أخر مكان ظهر فيه طليق إيلين، وأنا وشريف هنروح المستشفى نأخد أقوال إيلين
وقف الجميع ليذهبوا إلى مهامهم وخرج “نوح” من الغرفة بصحبة “شريف” من أجل الذهاب للمستشفى
______________
“مستشفي الحياة التخصصي”
كان هناك رجلين من الشرطة يقفان أمام باب غرفة الضحية الثالثة “إيلين” لمراقبتها وحمايتها فدلفت الممرضة بهدوء لتحقنها بمادة طبية فى الكانولا ليدخل عليها “نوح” فغادرت سريعًا فى هدوء ليوقفها “نوح” وهو يقول:-
-هى لسه مفاقتش
تشنج جسد “ليزا” وهى تعطيه ظهرها بخوف وهى لا تتحدث العربية بطلاقة مثل المصريين فقالت بخفوت:-
-اه
هربت من أمامه سريعًا لتقابل “شريف” على باب الغرفة ليرى عينيها وهى ترتدي القناع الطبية (الكمامة) على وجهها ثم غادرت، جلس “نوح” بجوارها ونظر لوجهها وعلى جبينها لاصقة طبية تضمد جرح جبينها على الجهة اليسرى وونائمة كملاك صغير يزين السرير وشعرها الأسود الناعم مسدول بجانبها يحيط بوجهها الملاكي الذي أصبح مليء بالكدمات وشفتها السفلي فتحت لتترك ندبة قوية فى وجهها وأسفل عينيها كدمة حمراء لوثت بشرتها البيضاء الصافية، كأن وجهها الصافى كصفاء بشرة الأطفال لا بأس بقليل من الندبات به
نظر “نوح” لها بهدوء ثم قال:
-يلا بينا يا شريف، هنا مفيش حاجة تستدعى وجودنا ..شوف لنا الدكتور بتاعها
أومأ “شريف” له ثم خرج من الغرفة ووقف “نوح” من مقعد وقبل أن يغادر شعر بشيء يمسك يده ففزع وهو ينظر ليده وكانت “أروى” تمسك يده وهى مغمضة العينين فنظر “نوح” لها ثم قال:-
-أنسة إيلين.. أنتِ سامعنى
ضغطت “إيلين” على يده وهى تتشبث به بقوة وتصارع لحظات الحادثة فى عقلها الباطن وبدأت ترتجف وهى تنفض فى فراشها بخوف، أربت “نوح” على يدها بيده الأخرى وقال هامسًا لها:-
-متخافيش
بدأت “إيلين” تهدأ ويسترخي جسدها ليغادر “نوح” الغرفة هو الأخر تاركها خلفه فسار فى الرواق وهو ينظر ليده وما زال يشعر بدفء يدها فى راحة يده الباردة ليرفع نظره للأمام ويكمل طريقه واضعًا يده فى جيب سترته..وأنطلق فى طريقه دون أن ينتبه لـ “ليزا” الواقفة فى الخلف مختبئة منه وتحدق به وتلتقط له الصور ثم ألتفت لتكمل طريقها ..
____________
“المهندسين”
داخل شقة فى بناية مكونة من سبع طوابق وتحديدًا فى الطابق السادس، دخلت “نيرة” أمراة فى الخمسينات من العمرغرفة “نوح” وهو نائمًا على فراشه مُرتدي تي شيرت أبيض اللون ويضع الغطاء على نصفه السفلى وهو مستلقي على بطنه فقالت “نيرة” بتذمر من رنين هاتف ابنها لتقول:-
-يا نوح .. يا بنى أنت شارب منوم ما تقوم تشوف تليفونك اللى عمال يرن من صباحية ربنا دا
أستيقظ “نوح” من نومه على صوت امه ويقول:-
-ايه يا أمى
وقفت “نيرة” بجانبه لتقول:-
-قوم رد على تليفونك على ما أجهزلك الفطار وأبقى قولى سبت شقتك أمبارح ليه وجت تبات معايا على غير العادة
أعتدل “نوح” فى نومه وهو يسحب الهاتف من الشاحن ليقول:-
-ماشي..
رأى اسم “شريف” على شاشة الهاتف فأجاب عليه وهو يرمق والدته التى تغادر الغرفة فقال وهو يجيب على الاتصال:-
-ايه يا شريف؟
أتاه صوت شريف عبر الهاتف وهو يقول:-
-ملاك الموت ظهر من جديد يا نوح
يتبع