رواية منتصف تشرين
الفصل الخامس عشر15
بقلم منة ممدوح البنا
البُعد بينسي
مجرد كدبة اتقالت للمواساة وتهوين لحظات الفراق الصعبة
لكن الحقيقة البُعد عمره ما كان بينسي
بل بيوهم بالتخطي
ومع اول لقاء بتكتشف إن مشاعرك مازالت كبدايتها
نفس اللهفة
مع الحنين...
كان حاسس بالصدمة، اتجمد قصادها، عيونه بس اللي بتتنقل على ملامح وشها اللي قادر يميزها من بين مليون وش حواليه
رغم هيئتها المتغيرة
لون شعرها الداكن
واللي كان مفرود على غير العادة
استايلها اللي متغير تمامًا
ولكن الهيئة دي استحالة تتوه عنه أبدًا ولو عدى ميت سنة!
اتحرك ببطىء ورجليه بتقوده غصب عنه ناحيتها، هي مكانتش تقل عنه، عيونها المتسعة، الرجفة اللي سرت لجسمها شفايفها اللي همست باسمه
هي!
هي ياقوت
نظرة عيونها اللي بتلاحق أحلامه طول سنة ونص، النمش اللي مالي وشها رموشها الطويلة
الملامح اللي رسمها في قلبه قبل عقله!
وقف قدامها، الاتنين كانوا في دنيا تانية، مش حاسين بأي ضجة حواليهم، العالم وقف عليهم هما الاتنين بس
نظراتهم كانت بتتكلم عوضًا عن لسانهم، عتاب، ولوم وعذاب
ولكن الاتنين متفقين في حاجة واحدة
الاشتياق!
اترقرقت عيونها بالدموع وهي بتتأمل ملامحه الحادة اللي منسيتهاش ولا فارقت لياليها
بنفس. الهيبة والهالة اللي حواليه، شعره اللي طوله شوية بشكله الكيرلي اداه مظهر مهلك قصادها
رمشت كذه مرة وعيونها مسلطة عليه، همس بنبرة معذبة كإنه بيدوق حروف اسمها_يـاقـوت!
شهقة معذبة خرجت من جوفها بمجرد ما سمعت همسه باسمها، كان في وقت زي ده نفسها تترمي بين إيديه
بس حاجات كتيرة اتغيرت للاسف، ارتجفت شفايفها وجسمها قصاده وغمضت عيونها بقوة وهي بتضم قبضة إيديها بعنف بتحاول تقاوم المشاعر المشتعلة اللي جواها
أما هو فكان بيتأمل أقل حركة منها بعيون مليانة ألم واشتياق، فتحت عيونها وابتسمت ابتسامة متألمة وهي بتجاهد دموعها متنزلش وقالت_أهلًا بيك يا أيوب بيه
شريف بيه في انتظارك جوا
حرك شفايفه عشان بتكلم ولكنها رفعت إيديها تشاورله وهي بتقول_اتفضل
لوهلة وقعت إيده على الدبلة اللي بتتوسط اصبع إيديها اليمين، اتوسعت عينه بدهشة وهو بينقل نظراته بين الخاتم وبين عيونها
لاحظت هي نظراته فضمت إيديها لصدرها بإرتباك واتحركت قدامه وسط تجمده تمامًا
مخطوبة؟!
معقولة؟!
ياقوت بنت حياتها مع واحد غيره
ضم قبضة إيده وهو بيقاوم النار اللي اشتعلت في قلبه من مجرد التخيل
ولكن هو مستنى إيه؟
تفضل عايشة على ذكراه بعد ما طردها برا حياته؟
كان في إيده يمنعها تسافر ويضمها ليه بعد عتاب طويل
ولكن هو استسهل ولامها وبِعد
وفي الآخر اتلاقت طرقهم هنا
ولكن وهي مكتوبة لواحد غيره!!
اتحرك مكان ما اتحركت وهو حاسس بخدل في جميع انحاء جسمه، مكانش متوقع إنه يشوفها بعد الوقت ده كله
كانت فاكرة إنه ممكن ميعرفهاش بعد ما غيرت من نفسها؟
نظرة العيون دي عمره ما يتوه عنها!
دخل لجوا وهو بيحاول يرسم ابتسامة مرتعشة على وشه، لحد ما دخل ولقاها واقفة بارتباك
عيونه وقعت عليها هي بس من بين كل الموجودين وهي ضامة إيديها بتعبث فيها من الارتباك وبتضم شفايفها كمحاولة لتهدئة نفسها زي ما اتعود
مفاقش غير على ترحيب شريف العمري بيه وهو بيقول_يا أهلًا يا أهلًا
اتفضل يا أيوب بيه
ابتسمله وصافحه بمجاملة، وقرّب منه ياسين هو كمان يسلم عليه في حين قال شريف_ياسين شريف العمري
ابني
شاور على ليلى اللي قربت تصافحه هي كمان وهو بيقول_ليلى شريف العمري
اتوجهت نظراته على اللي واقفة مرتبكة وقال_وأكيد اتعرفت على ياقوت عمران
مسئولة العلاقات العامة
وزوجة ياسين ابني المستقبلية
أقدملكم أيوب الحسيني، الممول لمشروعنا
وقعت نظراته عليها بصدمة، بيضم قبضة إيده بعنف وهو بينقل نظراته بينها وبين ياسين اللي اتجه ناحيتهت واحتوى كتفها قدامه، ثبتت نظراته على إيده اللي على كتفها وابتدت نظراته تظلم وتومض بالغضب
بلعت ريقها بتوتر خوفًا من إنه يتهور أو يصدر منه رد فعل مخيف
فبعدت عن ياسين وهي بتقول_بعد اذنكم
دقايق وجاية
مستنتش رد حد فيهم وخرجت على طول وسط نظراته اللي كانت بتلاحقها لحد ما اختفت، بعدين وقعت على باسين بحقد واضح وكإنه عدوه
اتكلم شريف بود_اتفضل يا أيوب بيه
اتحرك على مضت وقعدت معاهم كمل شريف_ما تتخيلش مبسوط قد إيه إنك هتبقى بتمثل جزء كبير من المشروع بتاعنا...
مكانش سامع أي حد بيقولها نهائي، نظراته المرعبة بتتنقل بينهم وبين الباب اللي خرجت منه، في حين بيفتكر الخاتم اللي متوسط اصبعها، وإيد ياسين اللي كان محاوطاها...
جريت على برا وكإن وحش وبيلاحقها
بالفعل كان وحش الماضي اللي لحد دلوقتي مش عارفة تتخطاه
أدركت إن كل محاولاتها اللي فاتت كانت سراب قصاد نظرة عيونه وهمسه باسمها
دخلت الحمام وقفلت وراها بالقفل ووقفت وهي بتتنفس بعنف كإنها كانت في صراع استنزف كل انفاسها
اتجهت ناحية مراية الحمام ووقفت تبص لانعاكسها فيها
حالتها مزرية تمامًا
رفعت إيديها وفكت شعرها وهي بتعبث فيهم وبتتنفس بعنف
ومن وسط صوت انفاسها العالي شدت على خصلاتها بجنون
نزلت دموعها في الوقت ده بإنهيار وهي بتبكي وبتشهق بعنف وجسمها بيتنفض بألم
انهارت على الأرض وهي بتبكي
الظاهر إن الماضي هيفضل ملاحقها وهيفضل حبه نقطة في حياتها...
اتلفتوا كلهم على صوت فتح الباب وبعدها دخولها وهي بتبتسم بتوتر بعد ما عدلت هيئتها اللي كانت مزرية تمامًا ورجعت لحالتها الأولى، لكن رغم ده حس أيوب إنها مش في حالتها الطبيعية خاصة مع احمرار عيونها والألم اللي كان واضح فيهم، اتجهت لجوا وهي بتبصله بطرف عينها وبتقول_متأسفة اتأخرت شوية
ابتسملها شريف وشاورلها تقعد، فدخلت وقعدت جمب ياسين تحت انظار أيوب الحادة، فمال ياسين ناحيتها وهو بيقول بلطف_مالك يا حبيبتي
أنتِ تعبانة ولا حاجة؟
رفع أيوب حاجبه في حالة استنكار من القرب الواضح ليهم، فابتسمتله ياقوت وردت_لا أنا كويسة
هبطت شوية بس عشان مفطرتش لسة
اتدخل شريف في الوقت ده وهو بيقول بمرح_ما لازم
جاية متأخر وعلى ملى وشك وملحقتيش تفطري وكل ده بسبب البيه اللي مسهرك امبارح لوش الفجر!
مط أيوب شفايفه وهو بيهز راسه كذه مرة بسخرية اتوترت ياقوت بشدة على أثرها، فضحك ياسين وقال وهو بيحتوي كف إيديها_نخلص اجتماع ونروح نفطر مع بعض
انا عندي كام ياقوت يعني
ضم أيوب قبضة إيده وهو بيراقبهم بأعصاب مشدودة
شادد على فكه بيحاول يتمالك نفسه على قد ما يقدر
متوقعش إن الصدف ترمي بيهم قصاد بعض بعد المدة دي كلها وتخليه ينكوي بنار الغيرة اللي بتحرك في صدره
كانت ياقوت بتحاول تداري توترها على قد ما تقدر قصاد نظراتهم اللي كانت بتحرقها
فاتكلم شريف في الوقت ده بجدية وهو بيلبس نضارته النظر واخد الاوراق اللي بين إيديه يقرأها_المهندس اللي بيصمم المبنى حدد المساحة وعليه هنحدد المطلوب تمويله فالموضوع ده هياخد مننها قد شهر مثلا
مد إيده بالاوراق اللي في إيده لأيوب اللي حاول يشغل نفسه عنهم ويقرأ اللي فيهم، فقال ياسين_دي التصميمات المبدئية اللي قدرنا نوصلها
مط أيوب شفايفه وقال_تمام
من هنا لحد شهر هنشتغل مع بعض لحد ما نوصل للشكل المطلوب، متشيلش هم أي حاجة يا شريف بيه مشروعك ده يهمني أكتر ما يهمك كمان
ابتسمله شريف بامتنان وقال_وده عشمي فيك يا أيوب
سعيد جدًا بمشاركتك معانا في مشروع مهم زي ده
اتكلم ياسين في الوقت ده_وعشان نزود الود بينا اسمحلي اعزمك في سهرة بالليل معانا بما إننا كلنا يعتبر في سن واحد تقريبًا
كان هيرفض لإنه مبقاش حابب الاجواء دي خاصة وإنه حاسس ببغض ناحية ياسين، ولكن لما حس إن ياقوت ممكن تكون موجودة معاه فقال من غير تردد_موافق طبعًا
بلعت ياقوت ريقها بتوتر وهي بتحاول تتجنب النظر ليه إلا إنها كانت حاسة إنه بيخترقها بعيونه الحادة
وقف أيوب في الوقت ده وهو بيقفل زرار چاكيت بدلته السودة فوقفوا كلهم معاه، مد إيده يسلم على شريف وهو بيقول_اسمحلي استأذن أنا لإني محتاج ارتاح من السفر
رد شريف من غير تردد_طبعًا طبعًا
وبكرر امتناني ليك
_العفو
رد بلباقة واتجه لبرا بعد ما رمى ياقوت بنظرة أخيرة، وبمجرد ما خرج اتمحت الابتسامة اللي على وشه، واتبدلت لتانية نارية بملامح مرعبة...
اتحركت في مكتبها وهي بتلف حوالين نفسها، مش قادرة تتصرف
خايفة لأيوب يحكيلهم كل اللي حصل ويكشف ماضيها قدامهم ووقتها هتخسر كل حاجة
أيوب مش الشخصية دي
ولكن هينتقم لكرامته إنها بقت مع واحد تاني خاصة وهي خدت بالها كويس من نظراته الفتاكة عليها هي وياسين
وقفت قصاد الحيطة الازاز الشفافة اللي بتطل على الطريق تتأمل في العربيات، رفعت كفها تدلك رقبتها بإرهاق
مش لازم تستسلم
أيوب اللي اختار
وهو اللي اهانها وباعها وطردها برا حياته بطريقة مهينة
حتى لو هي غلطانة
ولكن هو اللي أجبرها
مش هتضعف قصاده
ومش هتسمحله يقلقها وينغص عليها حياتها.
اتفتح الباب في الوقت ده فاتلفتت بخضة ولكن اتنهدت براحة لما لقتها ليلى اللي بصتلها بتعحب وقالت_مالك اتفزعتي ليه
انا عمري خبطت قبل ما ادخل؟
ضحكت ياقوت بتوتر فقعدت ليلى على الكرسي واتجهت ياقوت قعدت قصادها واتكلمت بعد ما اتنحنحت_مش ملاحظة إن أيوب ده شخصية مريبة
مطت ليلى شفايفها بعد اهتمام وريحت ضهرها وهي حاطة رجل على رجل_مش عارفة
ممكن
حسيته غامض شوية ونظراته مريبة
بس يمكن بيدرس شخصياتنا لإنه هيتعامل معانا بعد كده على طول
زفرت ياقوت انفاسها براحة بعد ما أدركت إن محدش خد باله من حاجة وتمتمت بشرود_يمكن..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل شقته اللي أجرها وهو بيقفل الباب وراه بإهمال، اتجه للصالون واترمى على الكنبة بإرهاق، حط إيديه على دقنه بتفكير، نظرة عينيها بتلاحقه، مظهرها الجديد عليه كليًا وكإنها بتثبتله إنها اتغيرت تمامًا
لوهلة حس إنه عايز ياخدها بين إيديه يضمها بقوة بقدر الاشتياق والحنين اللي متملك منه بقاله كتير
لكن حس إن فيه حواجز كتير بينهم
قام اتنفض فجأة بعد ما افتكر خطوبتها من ياسين ونظراته اتبدلت للغضب والغيرة الشديدة
وقف قصاد باب البلكونة وهو باصص قدامه في الفراغ
محدش يحق له يمد إيده على حاجة تخصه!
حتى لو هما بعدو ولكن مازالت ياقوت الوحيدة اللي قلبه دقلها
ادى ضهره للبلكونة وهو بيعدل شعره بتوتر وعصبية ملحوظة
وفجأة زمجر بقهر وهو بيتجه للحيطة وبيلكمها بقبضته كذه مرة بغضب لحد ما إيده احمرت بشكل ملحوظ
وبعدها رفع عيونه للسقف لما حس إنها هتترقرق بالدموع وهو بينهد بعذاب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدرتش تركز ابدًا في أي شغل قدامها
كل ما تحاول تشغل نفسها صورته بتيجي قصاد عينها
مجرد ما نزل من العربية وهو بيرفع نضارته الشمس وبيبص للمكان حواليه بغرور لحد ما وقعت نظراته عليها
كان اصعب اتصال بصري يمر عليها
حست وقتها قد إيه مشتاقاله
بتحن للماضي بشكل كبير رغم المستقبل المشرق اللي قدامها
ولكن لسة مش قادرة تشيل المشاعر اللي اتملكتها من قلبها
رفعت إيديها وهي بتمسح على وشها بإرهاق وغصب عنها نزلت دمعة من عيونها خانتها مسحتها بسرعة بارتباك لما سمعت خبط على باب مكتبه
اتنحنحت وهي بتعدل نفسها بارتباك خوفًا من إن حد يلاحظ حالة التشتت اللي هي فيها وقالت_اتفضل
اتفتح الباب ودخل ياسين وعلى وشه ابتسامة لطيفة وهو ماسك بين إيديه شنطة باين من محتوياتها إن فيها أكل واتجه ناحيتها بعد ما قفل الباب برجله وقال_قولت أجيبلك الغدا هنا بما إنك رفضتي تفطري واتججتي بالشغل
ابتسمتله بامتنان وهي بتتأمله، لطافته معاها من مدة طويلة محسساها بالذنب
قرب منها وحط الشنط على المكتب قدامها بعد ما ركن اللاب توب والورق بإيده وقعد على الكرسي وهو بيقول_خلصتي التقرير اللي شريف بيه طلبه ولا لسة؟
عبست بشعرها بأرهاق وهي بتقول في حين كانت بتبدأ تستكشف الأكل الموجود_لسة والله يا ياسين حاسة إني مرهقة بطريقة!
قام وقف ولف لحد ما بقى قدامها وقعد على طرف المكتب، في حين رفع أنامله بيملس على خدها بحنان وبيقول_أنتِ تاعبة نفسك في الشغل بقالك فترة، محتاجة تستريحي شوية
غصب عنها لقت نفسها بتنفر من لمسته وبتبعد راسها بارتباك وهي بتتصنع إنها بتاكل وقالت بمزاح مصطنع_استريح إيه أنتَ عايز شريف بيه يعلقني مش كفاية التهزيق بتاع الصبح!
ضحك ياسين وقام وقف وهو بيتجه للخروج ولكنه قال_حاولي تخرجي بدري النهاردة عشان تلحقي تجهزي نفسك لسهرة بالليل
لازم نخلي أيوب بيه يُعجب بينا وإلا شريف بيه هيعلقنا بجد!
قالها وهو بيشاور بإيده بطريقة درامية غير مدرك للرجفة اللي سرت في جسمها، ولكنها هزت راسها في الآخر بشرود...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت تتأمل نفسها قصاد المراية بفستانها الناعم الستان من اللون البني بحمالات رفيعة وفتحة صدر مثلثة، سابت شعرها مفرود وزينت عنقها وصدرها اللي مليانين نمش بسلسة رقيقة
لوهلة اتجمدت إيديها قدام علبة من العلب اللي محطوطين في درج تسريحتها من وسط اكسسواراتها، مدت إيديها بارتعاش وخدتها بين إيديها وهي بتفتحها وبتشيلها بين إيديها قصاد عينها
كان عقد الياقوت اللي كان هدية من أيوب يوم كتب كتابهم واللي مقدرتش تفرط فيه رغم إنها باعت معظم حاجاتها
لوهلة غامت في ذاكرتها اليوم ده بتفاصيله الرقيقة لما قالها إنه مشافش غير الياقوت يليق عليها
غير نعته بإنها ياقوتة حياته لأول مرّة
الغزل المحبب لقلبها واللي مش متقبلاه غير منه هو!
ملست عليه بصوابعها وهي بصاله بأسى لحد ما حست بوضعها ده فهزت راسها بسرعة وهي بتحطه مكانه وبتاخد شنطتها الصغيرة وبتتجه لبرا
نزلت لتحت فقعدت حاجبها بتعجب لما شافت ياسين مستنيها بعربيته الفخمة قصاد العمارة
اتجهت ناحيته بخطوات سلبت عقله وهو بيتأملها وهو واقف قصاد عربيته واتعدل بعد ما كان متكئ عليها
أما هي فقالت باستغراب_غريبة إنك هنا؟
وفين ليلى؟!
مسك كف إيديها ورفعه وهو بيطبع قبلة رقيقة عليه وبيقول بإنبهار_مكانش ينفع أسيب الليدي بتاعتي تيجي لوحدها
ابتسمتله بلطف ففتح هو باب عربيته وساعدها تركب وبعدين لف هو كمان وركب وطلع بيهم للمكان اللي هيسهروا فيه...
قعدوا وقت مش قليل في انتظاره هناك، كانت هي بتنقل نظراتها كل شوية على الباب بأعصاب مشدودة ومن وقت للتاني بتبتسم ليهم بتوتر لما يوجهوا كلام ليها
حاسة إن قلبها هيتخلع من مكانه من فرط اضطرابه وقوة ضرباته
لوهلة حسوا إنه مش هييجي وفقدوا الأمل، ولكن انتفضت لما ياسين قال_أيوب جه
قالها وهو بيقوم يقف عشان يستقبله، أما هي حركت نظرها للباب وهي بتبلع ريقها بارتباك ملحوظ
شافته وهو داخل بخطى واثقة رافع راسه بشموخ في حين بيعدل شعره اللي نزل على عينه
طوله بشكل ملحوظ
ولكن زاده وسامة على وسامته
ثبتت نظراته عليها بإنبهار وهو بيسلم على ياسين بود مصطنع فحست إن انفاسها اتسلبت ومكانش يقل هو عنها بهيئتها الجديدة!
اتوترت أكتر خاصة وهو بيقرب عليهم اكتر بخطى متمهلة كإنه قاصد يربكها
نفس عميق خدته لما داعبت ريحته المميزة أنفاسها فغمضت عينيها باشتياق واضح وله
لسة ليها تأثيرها عليها لحد دلوقتي!
سلم هو على ليلى اللي رحبت بيه بود
واتجه بانظاره لياقوت وهو بيبتسملها باصطناع فهزت هي راسها ليه بارتباك
وقت مر بين احاديث عادية ولكن نظرات أيوب مفارقتهاش خاصة عينه اللي كل شوية تقع على دبلتها وبعدين ينقل نظرته عليها بغضب واضح لدرجة إنها ضمت ايديها ونزلتها بإرتباك
كانت بتحاول على قد ما تقدر متبينش مشاعرها اللي كانت بتثور جواها
كان في عراك بين عقلها وقلبها ولكن لازم العقل ينتصر
هي سبق ومشيت ورا قلبها وخسرت كتير!
فاقت على مسكة ياسين لإيديها فاتلفتتله ولقته مادد إيده ليها بالشوكة اللي فيها اكل بلطف، فالتقطتها منه تحت انظار أيوب اللي كان بيجز على أسنانه وقال باصفرار_وأنتو بقى مخطوبين بقالكم قد إيه؟
شرقت ياقوت وابتدت تكح باختناق فقدملها ياسين الماية بسرعة واتجهت أنظاره لايوب وهو بيقول_داخلين في ٣ شهور أهو
بس أنا وياقوت عارفين بعض من سنة ونص تقريبا
هز راسه وزادت ابتسامته اللي كانت مقلقة لدرجة كبيرة بالنسبة لياقوت وقال_وناويين تتجوزا امتى؟
رد ياسين بتلقائية_قريب جدًا إن شاء الله
مش كده يا حبيبتي؟
وجه كلامه لياقوت بلطف اللي نقلت نظرها على أيوب فهزلها راسه بتريقة بمعنى ما تردي!
فابتسمت هي بارتعاش_بالضبط كده
اتوحشت نظرات أيوب فحاشت نظرها عنه عشان مترتبكش أكتر، اشتغلت في الوقت ده أغنية هادية فقام ياسين وقف بسرعة وهو بيجذب ياقوت برقة وبيقول_ليدي ياقوت
تسمحيلي؟
ضحكت ليلى في الوقت ده وقالت_مبتضيعش فرصة ابدًا!
شريف بيه هيطردكوا قريب من الشركة بسبب تلزيقكوا ده!
ضحك ياسين ورد_أومال
لازم استغل كل لحظة في قربها!
ضحكت ليلى عليه فجذب ياسين ياقوت رغم عنها اللي مقدرتش تعترض قدامهم عشان ميحصلش مشكلة أو يشكوا واتجهت معاه لساحة الرقص
حاولت على قد ما تقدر تبعد بعيونها عن أيوب اللي كان متابعهم بشكل ملحوظ ووجه كلامه لـ ليلى_باين عليهم بيحبوا بعض أوي!
مخدتش بالها إنه نبرته كانت مليانة سخرية واتكلمت بتلقائية_جدًا
ياسين بيحاول يعوض ياقوت عن تجربتها الصعبة على قد ما يقدر
جذبت اهتمامه بكلامها فبصلها وهو بيقول بنبرة حاول تكون عادية_تجربتها الصعبة؟
وضحتله ليلى وهي بتقول_ياقوت عانت في مصر قبل ما تيجي
مشوفتش شكلها وهي تايهة هنا ومش عارفة تتصرف
كانت بتبصلي كإني وسيلة نجاتها
ياسين أول ما شافها حبها من أول نظرة، ولكن كانت مترددة تاخد خطوة ناحيته
علق بغموض وغيرة_والسبب؟
فردت_اتغصبت على الجواز من شخص هناك في مصر، تحت التهديد يعني، وعانت معاه جدًا لحد ما قدرت تخلص منه وتطلق وتهرب على هنا من شره
رفع حاجبه في استنكار وقال بدهشة مصطنعة_فعلًا؟
هزت ليلى راسها، فوجه نظره عليهم وهو بيبتسم ابتسامة صفراء باتساع_جميل
وقعت بنظرها عليه في الوقت ده فلقته مثبت نظرها عليها وخاصة على إيد ياسين اللي محاوطة خصرها، بلعت ريقها بتوتر لما شافت ابتسامته الغريبة، تليها ضمه لقبضة إيده وتحريكه لرقبته كإنه بيحاول يهدى نفسه، ده غير ملامحه اللي اتوحشت...
خلصت الرقصة فاستأذنت بسرعة وجريت على الحمام تحت انظاره اللي مفارقتهاش
وقفت جوا حطت إيديها على قلبها وهي بتتنفس بعنف وبتحاول تشجع نفسها في حين بتدلك رقبتها كوسيلة لتهدئة نفسها، دقايق عدت حاولت تدى لنفسها القوة فيهم
خدت نفس عميق زفرته على مهل وهي بتتجه لبرا بخطوات واثقة وراس مرفوع، ولحظها كانوا بيستعدوا لإنهم يمشوا زفي انتظار إنها تيجي بس...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غطت في نوم عميق من الإرهاق بعد حرق الأعصاب اللي حصل النهاردة
لوهلة اتململت بنعاس وهي حاسة إن فيه حاجة بتقلق نومها غصب عنها
اتعدلت على سريرها وعينيها لسة شبه مقفولة وهي بتدلك رقبتها وبتعدل شعرها اللي نازل على عينيها
كانت الدنيا ضلمة حواليها تمامًا زي ما اتعودت تنام
مالت بجنبها وهي بتقيد لمبة الأباچورة اللي كانت ضعيفة بالكاد أدت اضاءة خفيفة وصبتلها ماية من الدورق اللي على الكومودينو جمبها بعد ما حست بجفاف حلقها واتعدلت عشان ترفع الكوباية لشفايفها اللي في لحظة وقعت منها مصدرة صوت حطام بصوت عالي يليها شهقة قوية منها واتساع عينيها برعب وهي شايفاه قاعد قدامها
بيراقبها من وسط الضلمة.......