رواية طلاق بائن الفصل السادس6 بقلم ديانا ماريا
جلست حلا من الصدمة فقالت لها إسراء بتعجب: مالك؟ أنتِ تعرفيها؟
هزت حلا رأسها بتيه وهي تتذكر جالا، لقد تعرفت عليها حين تزوجت من بسام فهي جارتهم التي تزوجت من رجل غني يكبرها في العمر ثم طُلقت منه ورغم ذلك عاشت في منطقة أخرى بعيدة مع والدتها التي توفيت منذ فترة، لقد أخبرها بسام أن جالا مثل أخته وستكون أيضا أخت لها ولكن حلا لم تتقرب منها فلم ترتح لها وكانت مقابلاتهم طوال سنوات زواجها معدودة للغاية.
أهذه هي من يخونها معها بسام وخدعها حتى يسرق مالها ويتزوجها؟ لما لم يتزوجها من البداية وهي كانت جارته سنوات طوال قبل أن يتعرف على حلا؟ لما تزوجها هي بالمقابل وخانها معها؟
بدأ رأسها يؤلمها فتركت الهاتف ووضعت يديها على رأسها وقسمات وجهها متجعدة بألم.
اقتربت منها إسراء بقلق: مالك يا حلا تعبانة؟ حاسة بأيه؟
حلا بألم: دماغي مش قادرة من كتر الصداع يا إسراء.
التفتت إسراء لشادي الذي وقف بتأهب: روح بسرعة هات حاجة من الصيدلية يا شادي.
أومأ شادي رأسه بطاعة وذهب بسرعة بينما ساعدت إسراء حلا على التمدد لترتاح.
مسحت إسراء على رأسها بحنان: حاولي ترتاحي ومتفكريش في حاجة.
ردت حلا بصوت مبحوح والدموع تنهمر من جانبي عينيها: مفكرش إزاي يا إسراء؟ أنتِ متخيلة حياتي اتقلبت إزاي؟ متخيلة بعافر ضد مين؟ ضد جوزي اللي هو المفروض سندي وحمايتي! هو اللي خاني وسرقني!
حاولت إسراء مواساتها قدر الإمكان رغم أنها تدرك صعوبة ما تمر به وأن لا شيء تقوله سيخفف من معانتها، أحضر شادي الدواء وظل يقف بالخارج قلقا على حلا حتى شعرت بتحسن وطمأنته بنفسها.
قالت له بتعب: هات التليفون يا شادي.
رفض حتى لا تتعب أكثر فأصرت عليه بحدة: قولتلك هات التليفون.
أعطاه لها بتردد فأكملت حلا قراءة ما بينهما من رسائل بإشمئزاز طغى على ملامحها حتى هتفت بعدم استيعاب: كان بيجيبها البيت! كانت بتيجي وأنا مش موجودة حتى في موت بابا!
شعرت بالمرض حتى أنها أرادت التقيؤ ولكن لماذا صدمها هذا؟ ألم تعلم عنه ما يكفي حتى لا يصدمها أي شيء يفعله.
راقبها كلا من إسراء وشادي بشفقة فقال شادي بغضب: متعمليش في نفسك كدة ميستاهلش!
قالت حلا بمرارة: الزعل والحسرة على نفسي مش على حد تاني، أنا إزاي كنت مغفلة كدة!
بكت بحرارة حتى أن إسراء تأثرت وتجمعت الدموع في مقلتيها حزناً عليها ولأنها لا تحب البكاء قالت بغضب: مش هتفضلي قاعدة كدة يا حلا لازم تفوقي علشان تاخدي حقك وهو اللي يبكي بدل الدموع دم!
قال شادي بحماس: أنا عندي فكرة، صاحبي اللي ساعدني يقدر برضو يراقب تليفونه وأي مكالمات ولا محادثات بينه وبينهم نكون عارفينها.
توقفت حلا عن البكاء قائلة: معاك حق كفاية بكى لحد كدة.
قالت إسراء بجدية: شادي معاه حق يا حلا الموضوع ده مهم جدا أنتِ لازم تمسكي دليل عليه ده هيساعدك أوي، لازم يبقى معاكِ دليل عليه وعليها يوديهم في داهية.
فكرت حلا لدقيقة قبل أن تتطلع لشادي:كلم صاحبك يا شادي وأي فلوس يطلبها هياخدها، المهم ينفذ.
سألتها إسراء: وأنتِ هتعملي إيه؟ هتتعاملي معاه إزاي لما تروحي؟ لازم متبينيش ضعفك ليه اجمدي علشان يخاف.
ضحكت حلا بسخرية: أنتِ متعرفيش بسام مش دي الطريقة اللي تيجي معاه، بسام لأنه ضعيف بيحب يحس اللي قدامه أضعف منه علشان يطلع عليه نقصه ويعوض اللي بيعمله فيه، أنا عارفاه كويس.
ثم تحولت قسمات وجهها للصرامة: وعارفة أنا هتعامل معاه إزاي.
كان بسام يجلس في شقة جالا فيما هي تسير في أنحاء الصالة بغضب.
قالت له والغيظ يكاد يحرقها: إزاي تسيبها تعمل كدة! اهي قلبت عمك عليك وبقى في صفها!
فرد يديه بسام بحنق: طب أعمل إيه سمعت كلامك ومعرفش إزاي قلبته ضدي!
ظلت تفكر بشكل محموم قم لمعت عيناها بخبث، ذهبت بسرعة وجلست بجانبه: أنا عارفة تعمل إيه، المرة دي ضمان نخلص منها نهائي ده كمان هيطلع معاك الحق وتقدر تطلقها وترميها في الشارع والناس كلها تتعاطف معاك لما يعرفوا أنها....
لم تتابع كلامها عن عمد ليتسائل باستغراب: أنها إيه؟
أفصحت شفتيها عن ابتسامة ماكرة متابعة: أنها خاينة