رواية اشواك الورد الفصل الاول1والثاني2 بقلم قوت القلوب رشا روميه


 رواية اشواك الورد الفصل الاول1والثاني2 بقلم قوت القلوب رشا روميه

مقدمه والفصل الاول والثاني 


قاسيةٌ هى أشـواك الـوّرد ..

لكن أشواكه خُلقت لحمايته ..


ماذا يحدث إذا تحول الحامىَّ إلـى خنجرٍ يَطعن بالقلوب ...


أنّ تأتى الجِراحُ ممن يتوجب عليـهم الحمايه ...


فهل تتفتح الورود وسط النار ....؟؟؟؟ 


أم تهـرب منها بعيداً وتعيش بلا حمايتها الزائفه 

•• الفصل الأول ••

                  *   ليله زفاف      *


تعلقت الزينات بكل مكان ...حاوطت الأزهار السلم الزجاجى لقاعه الأفراح الضخمه فى بهاء .... تعالت الأضواء الكريستاليه تتراقص لفرحتها ...


ها هم المدعون يجلسون بإنتظار قدوم العروس ..كان مشهد مبهج من الطراز الأول ....


تعالت أصوات الموسيقى الصادحه مع دقات الدفوف التى دقت القلوب معها .. فها هما العروسان يطلان ببهائهم ...


تعالت أصوات التبريكات للعروسيين ليبدأ حفل الزفاف وسط دموع هذا الكهل الضعيف الذى تعلق ببصره بتلك العروس الحسناء ....


جلس العروسان تتعالى إبتساماتهم فاليوم أول يوم فى بناء هذه الأسرة الجديده وتكوين عُش هادئ لحياتهم سوياً ....


كان الخجل سمه لها فى هذه الليله ..كذلك رهبه هذه الحياه الجديده التى تدق أبوابها ... جعلتها تطلب من خبيره التجميل إسدال طرحه من الشيفون على وجهها ربما تمنع خجلها المتزايد فى هذه الليله ....


نظر العريس إلى عروسه بإبتسامه ثم أردف بفضول شديد ..

_ حلو موضوع الطرحه إللى على وشك دى ... بس خلينى أشوف وشك الحلو ...


مدت أطراف أصابعها البيضاء بخجل شديد لتقوم برفع الطرحه من فوق وجهها ثم أعادتها إلى الخلف ...


نظر العريس نحوها بأعين متسعه بإنبهار واضح فقد أتمم تلك الزيجه دون رؤيتها مسبقاً لكنه تذكر حديث والدته معه ...

" متقلقش عروستك دى قمر ملكه جمال إوعى تضيعها من إيدك ..."


تهدج صدره إعجاباً بتلك الفاتنه مردفاً بأعين متفحصه ..

_ ومخبيه عننا الجمال ده كله ليه ....؟؟؟


إبتسمت "ورد" بخجل شديد لتتابع بعيونها والدها الباكى من بعيد ...


( "ورد" ... فتاه رقيقه حساسه جداً .. بيضاء البشره ذات وجه ممتلى وعيون زرقاء بلون السماء الصافيه ... تشبه والدتها الراحله إلى حد كبير .. متوسطه الطول .. دوماً تجذب الأنظار لشده بهائها و حُسنها .... بنت وحيده ليس لها أخوه أو أخوات أشقاء .. دللها والدها الطيب دون أن يضغط عليها يوماً فهذه طبيعته ... غمرها بحبه وحنانه دللها منذ نعومه أظافرها بعاطفته وطيبه قلبه ...

لكن مع دلاله لها إلا أنها لم تكن متطلبه بل أثنى الجميع على حسن خلقها وتربيتها ...

لم تعصى يوماً والدها فقد كانت تستمع لطلبه منفذه إياه بمحبه وعطاء كما علمها  ، إعتادت على هذا الحنان المغدق والرعايه من والدها المحب .."


نظر العريس "حسام" إلى عروسه محاولاً فتح مجالاً للحديث معها ..


حسام: مش بتقولى حاجه ليه يا "ورد" ...؟؟؟


ورد: حقول إيه ...؟!!


ضحك حسام بجرائه وهو يغمز بإحدى عينيه مردفاً ...

حسام: لاااااا ...النهارده مش يوم كسوف خالص ....


توردت وجنتيها بقوة وشعرت بتخوف وإضطراب واضح لتعيد بصرها تجاه والدها الذى مازالت دموعه لفراقها تبلل وجهه النحيف ...


( "عبد المقصود العالى" ... والد ورد ... رجل قصير القامه هزيل الجسم .. يقف من بعيد بعيون باكيه لفراق صغيرته "ورد" بزواجها اليوم من "حسام" ...."


نظر "عبد المقصود" تجاه تلك المرأه التى تقف إلى جواره وقد إتسعت إبتسامتها  لتملأ الكون كله وهى تنظر تجاه العروسين السعيدين بفرحه غامرة ....


بصوت حزين مهتز وجه إليها "عبد المقصود" حديثه قائلاً ...

عبد المقصود: حتوحشنى أوى  يا أم محمد ...


زمت "ناهد" شفتيها بغضب وهو تكظم غيظها منه متحدثه بحده من بين أسنانها ...

ناهد: والله يا "عبد المقصود" أنت غاوى تعصبنى وتعكننى فى يوم زى ده ... إيه حكايه أم "محمد" إللى طالع لى فيها دى كل شويه ... يا تنادينى بإسمى يا تقولى أم "حسام"... هو مش "حسام" إبنى الكبير برضه ولا إيه ...؟!!!


بحنو بالغ حاول "عبد المقصود" إسترضاء "ناهد" ..

عبد المقصود: خلاص يا ستى متزعليش ... أم "حسام" أم "حسام" ...بس أنا بحب إسم إبنى منك .. عشان كده بقولك يا أم "محمد" ....


بنفور شديد رمقته بجانب عينيها وهى تملى تعليماتها بحده تجاهه ...

ناهد: وأنا قلت لك يا تنادينى بإسم إبنى الكبير يا تقولى "ناهد" وخلاص ....


عبد المقصود: ماشى يا أم "حسام"... بس أنا بحب إسم أبو "محمد" ...


بقله صبر أردفت "ناهد" بغير تحمل لحزنه المبالغ فيه ...

ناهد: خلاص يا أبو "محمد" ... متضايقناش فى يوم حلو زى ده ... إحنا ما صدقنا فرحنا ...


عبد المقصود: حاسس إن "ورد" لسه صغيرة وإستعجلنا أوى بجوازها من حسام إبنك ....


زفرت "ناهد" بعصبيه وهى تنهر "عبد المقصود" ...


ناهد: اللهم طولك ياروح .... صغيرة إيه بس ما هى عروسه قد الدنيا أهى ولسه مخلصه جامعتها ... وبعدين يعنى هو "حسام" إبنى عيبه إيه ...؟؟


عبد المقصود: "حسام" ربنا يبارك لك فيه .. مفيش منه .. أنا بس "ورد" هى إللى حاسس إنها لسه صغيره على الجواز ... ومتعرفش حسام كويس ...دى وافقت عليه عشان أنا طلبت منها كده .. وهى مش بتحب تزعلنى ...


ناهد: ميبقاش بس قلبك ضعيف أمال .. كل بنت مسيرها للجواز و"حسام" إبنى لو لفت الدنيا كلها مش حتلاقى ظفره ... ده طول حياته عايش فى أستراليا ... مش أى كلام يعنى ...


عبد المقصود: ربنا يهنيهم ....


لوحت "ناهد" بكفها بإرتياح ..

ناهد: أيوه كده ...إدعيلهم إنت بس ....


إنتهى حفل الزفاف و إستقل العروسين سيارتهم المزينه متوجهين نحو شقتهم الجديده التى قد حضرتها لهم "ناهد" ... 


بينما إستقل والد العروس وزوجته "ناهد" و إبنهما الصغير "محمد" سيارته ليوصل العروسين ويطمئن على "ورد" ويعودوا إلى منزلهم بعد ذلك ....


____________________________________


بيت عبد المقصود ...

بعد الإطمئنان على "ورد" و"حسام" وإيصالهم إلى شقتهم الجديده ، عاد "عبد المقصود" وزوجته وإبنه الصغير "محمد" الذى لم يتجاوز العامين إلى بيتهم بأحد أحياء القاهره القديمه ...


ربما كان يملك "عبد المقصود" مالاً وفيراً إلا أنه لم يترك ذلك الحى الذى نشأ وترعرع به ليقيم بيته الكبير بتلك البقعه قريباً من القلوب الطيبه التى نشأ وسطها ...


وصل "عبد المقصود" إلى بيته وهو يدعو زوجته "ناهد" للترجل من السيارة بعد أن قام بصفها بالمرآب الخاص به ...


عبد المقصود: الحمد لله ...تعالى يا أم محمد ...


زفرت ناهد بعصبيه من ذلك الرجل غليظ الفهم الذى على ما يبدو يتعمد مضايقتها بإطلاق هذا الإسم دوماً عليها ....

ناهد : يا راجل إنت غاوى تعصبنى !!!!! ...قلت لك أم حسااام .. أم حسااااام ...


زم "عبد المقصود" فمه بخفه كاظماً ضيقته من عصبيتها متذكراً إصرارها بندائها بإسم ولدها الأكبر "حسام" قائلاً بنبره تميل للإعتذار ...

عبد المقصود : خلاص يا أم حسام .. نسيت ... إدخلى نيمى محمد جوه .. شكله تعب من السهر ...


تحركت "ناهد" بإنصياع لطلب زوجها مردفه ..

ناهد: حااضر ..


____________________________________


فى إحدى البنايات السكنيه الحديثه ...

شقه ورد وحسام ...


دلف "حسام" إلى داخل الشقه وهو يأشر بإبتسامه عريضه نحو "ورد" قائلاً بحبور ..

حسام: إدخلى يا عروسه .. نورتى بيتك ....


دلفت "ورد" بمشاعر مختلطه بين التوتر والإضطراب والرهبه بذات الوقت فزوجها مازال غريب عنها ولم تألفه بعد ...


نكست رأسها خجلاً وهى تخطو أولى خطواتها إلى داخل الشقه لتدلف نحو غرفه المعيشه ممسكه بطرف فستان زفافها الأبيض ثقيل الوزن حتى جلست بطرف الأريكة بخجل شديد حينما أغلق "حسام" باب الشقه ليزيد ذلك من توترها ورهبتها ...


تقدم "حسام" ليقف قباله "ورد" متسائلاً بإبتسامه ليقطع هذا الصمت الخَجِل ....


حسام : أنتى مكسوفه ولا إيه ...؟؟


أجابته "ورد" بخجل تام متحليه ببسمه خفيفه فوق ثغرها ...

ورد: يعنى ..!!!


تمعن "حسام" بملامحها رائعه الجمال التى لم يكن يتخيلها بالمرة فيبدو أن حظه السعيد قد إبتسم له بزواجه من تلك الفاتنه التى بالتأكيد ستسعده بفتنتها فائقه الحد ...


تحدث "حسام" بنبره جريئه وهو يحث "ورد" على رفع رأسها المنكس للأسفل ..

حسام: ما ترفعى وشك الحلو ده خلينى أشوفك براحتى .. إنتى عارفه إننا ملحقناش نتعرف على بعض كويس وجوازنا جه بسرعه ...


إبتلعت "ورد" ريقها الجاف وهى ترفع من رأسها تجاهه ليكتسب حمرة خجل غير طبيعية زمن نظرات "حسام" المتفحصه الجريئه نحوها ...


لم يكن "حسام" الوحيد الذى يتمعن بملامح "ورد" فهى بدورها أخذت تنظر لتقاسيم وجهه الغير مألوفه إليها جيداً تتملى به فهى لم تستطيع التحقق من ملامحه من قبل ...


فقد كان "حسام" شاب طويل قمحى البشرة ذو أنف حاد وعينان عسليتان  له شعر أسود طويل يصل إلى رقبته  ..."


تعجبت "ورد" من هيئته التى تأثرت بسفره خارج البلاد لإقامته بأستراليا منذ سنوات طويله لتحدث "ورد" نفسها قائله ...

(مش شبه مامته خالص .. مختلف أوى .. يمكن بس العينين ... صحيح وأنا حعرفه إزاى !!!  ...ما هو من ساعه ما عرف إن مامته حتتجوز بابا وسافر أستراليا مع أبوه لأنه كان رافض جواز مامته بعد إنفصالها من أبوة ... ويا دوب جه على معاد الفرح .....) 


زاغت عينا "حسام"هامساً بصوت خفيض ...


حسام ( دى طلعت أحلى من إللى ماما قالتلى عليه بكتير .. بكتير أوى ....)


تذكر "حسام" حديثه مع والدته قبل الزواج من "ورد" ....


((  ناهد : يا حسام دى قمر .. ملكه جمال والله طاوعنى ومش حتندم ...


حسام : بس أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى خالص يا ماما ...


ناهد: ومتفكرش ليه بس ... طاوعنى و أسمع كلامى وأنت مش حتندم .. وأول ما تشوفها حتنسى كل إللى أنت بتقوله ده .... وحتشوف ...  ))


ليميل "حسام" فمه بإنبهار تام قائلاً ببريق لامع بعيناه المتفحصتان ..

حسام : فعلا يا ماما ... عندك حق ...


وقف "حسام" لفتره ينظر إلى ورد متمعن بكل تفاصيلها محدثاً نفسه غائباً فى الواقع الخيالى بالنسبه له ...

حسام : مكنتش فاكر إنها جميله كده بعيونها الزرقاء وشعرها الناعم الذهبى وجسمها الملفوف ده .... دى مش بنى آدمه زينا لأ ... أعمل معاها إيه دى بس ....!!!


كانت نظرات "حسام" إلى "ورد" تتغير شيئاً فشيئاً لتصبح شهوانيه للغايه  مما جعل "ورد" تخجل أكثر وأكثر ، زاغت عيناها كثيراً بعيداً عن نظراته التى تدارك فيها نفسه بعد قليل قائلاً ....

حسام : ااا .. مش حتدخلى تغيرى هدومك يا عروسه ولا إيه ...؟؟؟


ورد: أيوة ... داخله أهو ....


دلفت ورد إلى غرفه النوم حامله فستانها الثقيل وهى تلهث من شده التوتر ... جلست على طرف السرير تحاول إستجماع أعصابها فهى الآن زوجته ولا داعى لهذا الخوف ...


بينما تابعها "حسام" برغبه حتى غابت عن ناظريه ، زفر "حسام" ببطء مسيطراً على أعصابه وتوجه نحو المطبخ أولاً .....


____________________________________


بيت عبد المقصود العالى ....


كان الوقت إقترب من أذان الفجر ليتهيأ "عبد المقصود" مرتدياً جلباباً مريحاً قبل أن يتجه صوب باب البيت حين لحقته زوجته "ناهد" بإستنكار شديد ...


ناهد: إنت بتعمل إيه يا أبو محمد ...؟!!


عبد المقصود : حنزل أشم شويه هوا وأصلى فى المسجد وأرجع ....


رفعت ناهد حاجبيها بإندهاش من تصرفات زوجها الغير موزونه إطلاقاً لتهتف بإستنكار وهى تأشر على الساعه بتعجب ...


ناهد: تنزل تتمشى ... دلوقتى ...؟؟!!!


عبد المقصود : أيوه ...حاسس البيت وحش من غير "ورد" فقلت أنزل أشم شويه هوا وأصلى يمكن أرتاح ....


ناهد: ما تصلى هنا ... إحنا من الصبح بره وتعبنا أوى فى الفرح ...!!


عبد المقصود : لأ ...دى عاده ومش عايز أقطعها أبداً .... حصلى وأرجع ...


زمت "ناهد" شفتيها بلا إهتمام لتردف بلا مبالاه ...

ناهد: على راحتك ...


____________________________________


شقه ورد وحسام ...


إحتارت "ورد" فيما ترتدى ... أخذت تبحث عن شئ مناسب لكن كل هذه الملابس تخجلها تماماً مجرد فكرة رؤيتها ما بال إرتدائها ....


بعد حيره أختارت قميص نوم أبيض طويل ومعه روب بنفس اللون إرتدتهم وأغلقت الروب بإحكام ..


وضعت فستانها الكبير بداخل الخزانه وإنتظرت قدوم "حسام" لكنه تأخر كثيراً ...


حضرت "ورد" إسدال الصلاه حتى يتسنى لهم الصلاه أولاً فهى دوماً كانت تحلم بأن تبدأ حياتها بهذه الصلاه مع زوجها ...


ومع تأخر "حسام" لوقت طويل ولم يأت بعد خرجت من الغرفه لتبحث عنه وترى إلى أين ذهب ولماذا تأخر كل هذا الوقت .....


____________________________________


المسجد ...


توضئ "عبد المقصود" وجلس بإبتهال فى إنتظار إقامه الصلاه فهذا ما تعوده كل يوم ...


أثناء إنتظاره لصلاه الفجر أخذ يسبح لله ويستغفر له حتى إقامه الصلاه ....


فى هذه الاثناء دخل شاب إلى المسجد وما أن دلف إلى الداخل ووقعت عيناه على "عبد المقصود" أسرع تجاهه لإلقاء التحيه عليه بحفاوه ...


" السلام عليكم .."


رفع "عبد المقصود" وجهه تجاه صاحب الصوت لتعلو وجهه إبتسامه صادقه مرحباً بهذا الشاب متمعنا ً بملامحه الهادئه الواثقه لتتجلى لمعه بريق بعيناه تنم عن الذكاء والفراسه والقوة  ...


عبد المقصود : وعليكم السلام ... إزيك يا "يوسف" يا إبنى ...؟؟


يوسف: الحمد لله .. إزاى حضرتك يا "عبد المقصود" بيه ...


بإستنكار شديد أجابه "عبد المقصود" ماهراً إياه عن تلك الألقاب والتفاخر الذى لا يحبذه مطلقاً ...

عبد المقصود: يا بنى لا بيه ولا باشا .. بلاش الألقاب إللى ودتنا فى داهيه دى ... قولى يا أبو "محمد" ...


يوسف: وهو مقام حضرتك بالكلام ... حضرتك بس إللى متواضع زياده عن اللزوم ....ده حضرتك من عيله "العالى" المعروفه طبعاً ...


عبد المقصود: وهو الواحد بياخد إيه من الدنيا غير رضى ربنا ...


يوسف : الحمد لله ...


عبد المقصود: أمال بقالى فترة مش بشوفك فى المسجد ... خير يا إبنى لعله خير ...؟!!


يوسف: أبداً كنت بس تعبان شويه ومش بنزل من البيت ...


ابو محمد: وأنت دلوقتى أحسن الحمد لله ....


يوسف: الحمد لله ... أحسن كتير ...


ابو محمد : وأخبار شغلك إيه ...؟؟


هنا تذكر "يوسف" جميل "عبد المقصود" بمساعدته للعمل بتلك الشركه ليردف بإمتنان شديد ...

يوسف: أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاى على جميلك معايا ...لولا حضرتك مكنتش عرفت ولا أعيش ولا أشتغل الشغلانه دى وأعرف أصرف على أهلى ...


عبد المقصود: يا أبنى أنا بس قدمت لك الشغل والباقى كان بتعبك وإجتهادك .. وربنا يعلم أنا بحبك قد إيه زى إبنى محمد بالضبط ...


يوسف: ربنا يخليهولك يا أبو "محمد"... هو حضرتك معندكش غير "محمد" ...؟؟


عبد المقصود: "محمد" ده إبنى الصغير  عنده سنتين بس .... لكن  عندى بنتى الكبيرة "ورد" ..كان فرحها النهارده عقبالك يا إبنى ...


يوسف : متشكر .. ألف مبروك ... بس مش فرق كبير أوى بين الإثنين ...؟؟؟


عبد المقصود :"ورد" بنتى الكبيرة من مراتى الأولانيه الله يرحمها ..لكن "محمد" إبنى من زوجتى التانيه بقى .... عشان كده فيه فرق ما بين الإتنين ...


يوسف: ربنا يبارك لك فيهم ....


وأقيمت الصلاه ليستعد الجميع بالوقوف معتدلين لبدايه الصلاه .....


____________________________________


شقه ورد وحسام ...


فتحت "ورد" باب الغرفه باحثه عن "حسام" ، نظرت فى غرفه المعيشه فلم تجده ...


ثم سمعت صوتاً قادماً من المطبخ فإتجهت نحوه لترى ماذا يفعل كل هذا الوقت هناك ...


المطبخ ...


دلفت "ورد" لتجد "حسام" واقفاً بمنتصف المطبخ يحمل زجاجه غريبه الشكل قاتمه اللون ، وأخذ يشرب منها بشراهه ..


فور أن رآها "حسام" وضع الزجاجه سريعاً فوق المنضده الخشبيه المستطيله بداخل المطبخ ...


اقتربت منه "ورد" متسائله ....


ورد: إيه ده ... إنت بتشرب إيه ...؟؟؟


•• الفصل الثاني ••

                   * حلبه مصارعه *


ورد ...

بحثت "ورد" عن "حسام" الذى تأخر كثيراً عنها لتجده بالمطبخ يقف حاملاً زجاجة غريبه الشكل قاتمه اللون يشرب منها بشراهه وقد شعر بالإرتباك فور رؤيتها ليضعها مسرعاً فوق المنضده المنصفه للمطبخ ...


إقتربت منه "ورد" متسائله بشك ....


ورد: إيه ده ... إنت بتشرب إيه ...؟؟؟


حسام : ولا حاجه .. دى حاجه كده بتنشطنى شويه ... النهارده يوم مش عادى ... وأنا من ساعه ما شفتك وأنا مش على بعضى ....


تسائلت "ورد" مستفهمه فهى لم تدرك بعد ما يقصده وما نوع هذا المشروب الذى يحمله بين يديه ...

ورد : أيوه .. يعنى بتشرب إيه ... ؟؟؟


تبدلت طريقه حديثه اللطيفه بأخرى تميزت بالبجاحه وعدم الإكتراث بتساؤلها ...

حسام : مالك !!!! ... بقولك حاجه كده تنشطنى ... ما هو إللى يشوفك مينفعش يبقى إنسان طبيعى بصراحه ...


ورد: حسام ... بالله عليك مش عايزين نبدأ حياتنا بنغضب ربنا ... إوعى تكون بتشرب حاجه حرام ..؟!!!!


دار "حسام" بعيناه بتملل قبل أن يجيبها مستهزءاً من طريقتها بالحديث ...

حسام: إنتى حتعملى لى فيها ست الشيخه ولا إيه ..؟؟ أنا عشت عمرى كله بره وده عندهم عادى يعنى .. بلاش تحبكيها بقى ..


صدمت "ورد" حقاً من تأكدها من إحتسائه للخمر لتردف بغير تصديق ..

ورد : ده فعلا خمره ... إنت إزاى بتعمل كده !!!!...حرااام ...!!!


حسام: بقولك إيه .. أنا مش بحب الطريقه دى ... مش كل حاجه حتحبكيها كده من أولها ... وتقوليلى حرام ومش حرام ...


لم يكن هذا ما تمنته بزوجها ، فقد تمنت بزوج يخاف الله بأفعاله لكن "حسام" متهاون للغايه يستحل هذا الحرام ولا يشعر بهذا الذنب العظيم ...


رفعت "ورد" إصبعها محذره "حسام" ...

ورد: إنت عارف إنت كده بتعمل إيه !!! ... إنت بتغضب ربنا ... أوعى تفتكر أنى ممكن أعيش معاك وأنت فى الحرام ده ...!!!!!


سقط من وجه "حسام" قناع اللطف والحنو ليظهر وجه مقيت متجبر وهو يهتف بسخط تام من تصدى "ورد" لأفعاله ونهرها لما تشتهيه نفسه بتحكمها بالحلال والحرام ....

حسام: لا بقولك إيه ....؟ إنتى مراتى .. فاهمه .. يعنى ليا حقوق عليكى ... براضاكى بقى غصب عنك ميهمنيش ...


بتفاجئ تام وإندهاش شديد عقبت "ورد" برفض تام وقد أخذ تنفسها يضطرب لأنفعالها الشديد ...

ورد: إنت بتقول إيه يا بنى آدم إنت ؟؟؟ .. إستحاله تقرب لى طول ما أنت بتشرب القرف ده ...!!!


بوقاحه شديده وجرأه غريبه لم تعتاد عليها "ورد" مطلقاً أردف "حسام" بتهكم ...

حسام: نعم ..!! ....... إنتى مراتى وحقى حاخده منك ...!!!


ورد: إستحاله فاهم .. إستحاله تلمسنى ولا تقرب منى حتى .. فاهم ...


أنهت عبارتها محذره "حسام" لتستدير متجهه لغرفه نومهم مبتعده عن "حسام" الذى شعرت به تهديداً لإستقرارها النفسى بوجودها بقربه ...


لكن تحذير "ورد" لم يلاقى نفعاً لدى "حسام" بل تملكته رغبته الذكوريه فى فرض قوته وسيطرته وتملكه لها ، فأسرع بخطواته تجاهها ممسكاً من ذراعها من الخلف بقوة وعنف ، حملها عنوة فوق كتفه فلن يتنازل عن حقه بها لتلك الليله ...


تفاجئت "ورد" برد فعل "حسام" ليثير الفزع بنفسها وحمله لها بغته جعلها تثور وهى تضرب بقدميها بقوة تحاول الفرار منه بأى صورة ...


أفلتها حسام من شده حركتها الملتويه وفور أن وصلت أقدامها الأرض وشعرت بصلابتها أسفلها حاولت الركض بخفه تبحث عن أى شئ بطريقها يمكنها الإحتماء به ..


لكن سرعتها كانت أبطء من حركته حين عاد وحملها مرة أخرى لتبدأ ورد بتسديد اللكمات الضعيفه له محاوله الهرب من بين قبضتيه القويتين ...


وكانت الغلبه لهذا الثور الذى عميت عيناه تماماً عن الهواده لتسيطر رغبته وقوته على تلك الضعيفه ليدفع بها إلى إلى داخل غرفه النوم بقوة ...


أفلتها من يده ومن ثم أغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح بجيبه حتى لا تستطيع "ورد" الفرار منه ...


أخذت تتراجع إلى الخلف تحاول أن تلتمس بأى شئ يعصمها من ثوره هذا المجنون فعيناه تتوهجان ببريق غادر مخيف ...


أردفت "ورد" بنبره مهتزه للغايه ...

ورد: "حسام" ... مينفعش إللى إنت بتعمله ده .... حرام عليك كده ...!!!


حسام: لا حرام عليكى إللى أنتى عاملاه فيا ده .. إنتى مراتى ولا نسيتى؟!!!! ... وليا كل حقوقى كزوج ...


إبتلعت "ورد" ريقها الجاف وهى ترتجف بقوة محذرة "حسام" من أن يقترب منها رغماً عنها ...

ورد: لا مش كده يا "حسام" ... مش كده ... اااه ..


لم تكد "ورد" تنهى عباراتها إلا وكان "حسام" قد إنقض عليها كالثور ممسكاً شعرها بقوة يجبرها على الحركه معه ...


أخذت "ورد" تصرخ بقوة وهى تركل "حسام" بكل قوتها بساقه محاوله إبعاده عنها ...


صرخ "حسام" متألماً من ركلاتها القويه وإضطر لترك شعرها للحظه ..


لكنه عاد يمسكها من ذراعها مره أخرى بقوة ، ظلت تتحرك بعشوائيه تحاول الهرب من قبضه يده القويه ....


لم تجد بُد من أن تصرخ عالياً تلك المرة فربما ينجدها أحدهم من براثن يده التى تبطش بها ...


بدأت بالإنهيار وإزداد بكائها حده فهى تيقنت هزيمتها بتلك اللحظه وهى تعلم تماماً ماذا تعنى هزيمتها فى هذه المعركه ...


ورد: ااااه ... إلحقونى .... حد يلحقنى ...


اسرع "حسام" بوضع يده فوق ثغرها بسرعه يمنع صرخاتها من التحرر ..


إشتعلت عيناها الزرقاوتين ليصبح لونهما أحمر نارى أثر بكائها الحاد ، ظلت تنظر برعب نحو "حسام" الذى أصبح كالثور الهائج نحوها ...


ألقاها بقوه فوق السرير فقد تملكته فكرة واحده فقط إنها لن تسمح له بقربها برضاها وهو لن يتوانى عن أخذ مراده رغماً عنها ولو بالقوة ...


ورد : سيبنى بقولك ... إبعد عنى ...!!!


نظراته إليها تلك النظرات الممزوجه بين القسوة والرغبه والوقاحه كانت كفيله بأن تدب بنفسها الضعيفه الهلع على الفور ليتقدم نحوها بخطوات حيوان شرس لاقى فريسته المنشودة ليردف بنبره يملؤها الفحيح كلأفعى السامه ....


حسام  : أسيبك !!! ....أسيبك إزاى ؟؟؟ .... ده أنا مصدقت بقيتى تحت إيدى ...


لم يتبقى لها سوى سلاح واحد فقط ... التوسل ... لتهتز نبرتها المتوسله وسط دموعها التى بدأت تتساقط بغزارة 


ورد : بالله عليك يا "حسام" مينفعش كده !!! ... مش بالعافيه ... لأ ....


حسام : أنتى إللى أجبرتيني على كده ... وأنا خلاص طلعت فى دماغى ومش حسيبك النهارده ...


كانت نهايه عبارته بدايه لملحمه قاسيه بدأها بالإقتراب منها دفعه واحده وهو يلقى بجسده الثقيل فوقها ...


حاولت التملص منه بإستماته لكنها كان أقوى وأشد منها ، أنفاثه الكريهه أخذت تحاوطها بإختناق وهى تحاول جاهده الهروب منها لكن قوة "حسام" أجبرتها على البقاء ...


أخذت تركل بشده ولم ينقطع صوتها عن الصراخ المتواصل فربما ينجدها أحدهم ، وبقوة غاشمه أخذ "حسام" يثبت "ورد" بقوة لكنها ظلت تتحرك وتتلوى وتركل كثيراً فلم يجد بُد سوى أن يضربها حتى تنصاع له ...


رفع يده بقوة ليهوى فوق وجنتها الحمراء ليزيدها إلتهاباً وإحمراراً ، سالت بعض قطرات الدماء من جانب فمها إثر تلك الصفعه التى تركت بصمات واضحه لأصابعه فوق وجنتها البيضاء الممتلئه ...


إزداد بكائها من شده الألم الذى تشعر به فلم يعد ألماً نفسياً فحسب بل تعدى بالألم الجسمانى أيضاً لكن ذلك لم يمنعها من محاوله الهرب مراراً من ذلك الوحش الذى يحاول إفتراسها ومنعها من الحركه ...


صفعها عده مرات حتى تستكين له ، قاومت كثيرا لكن "حسام" أقوى منها فكانت له الغابه دائماً ....


فهذه الليله كانت أشبه بمصارعه عنها كليله زفاف .....


____________________________________


المسجد ....


بعد انتهاء المصلين من أداء فريضه صلاة الفجر وقف "عبد المقصود" برفقه "يوسف" قبل مغادرة المسجد ...


أبو محمد: أبقى خلينى أشوفك يا أبنى ...


يوسف: أكيد يا أبو محمد ... أنا كل يوم هنا بصلى الفجر ...


للحظه شعر "عبد المقصود" بدوار خفيف وصداع مفاجئ جعله يترنح قليلاً ليهرع "يوسف" لإسناده بحرص متسائلاً بتخوف وإهتمام ...


يوسف: مالك يا أبو محمد أنت كويس ....؟!!!!


ابو محمد: اه .. دوخه خفيفه وعدت الحمد لله ... الواحد تعب النهارده أوى ...


يوسف: ألف سلامه على حضرتك ... أنا حوصل حضرتك للبيت ...


ابو محمد: لا يا أبنى مفيش داعى ...


يوسف : إزاى بس ... وعموماً طريقنا قريب من بعض .. أهو نتمشى شويه ....


ابو محمد: كتر خيرك يا أبنى ....


شعور "يوسف" بالإمتنان لهذا الرجل لما قام به معه منذ سنوات طويله وحتى الآن أرسخ بداخله حباً وتقديراً له ، فلم يكن إهتمامه مفتعلاً إطلاقاً ...


رافق "يوسف" "عبد المقصود" حتى وصلا لبيته ليصافحه "عبد المقصود" بود بالغ قائلاً ...


ابو محمد: معلش يا أبنى تعبتك معايا ...


يوسف : لا تعب ولا حاجه .. ده ربنا إللى يعلم معزه حضرتك عندى قد إيه .. وإن حضرتك فى مقام والدى الله يرحمه ... ده جميلك فى رقبتى دين مقدرش أوفيه ...


أبو محمد: جِميل إيه يا إبنى بس ... إنت تستاهل كل خير ...


إبتسم "يوسف" مجامله قبل أن يترك "عبد المقصود" عائداً إلى بيته ليستعد للذهاب لعمله بالشركه ....


___________________________________


شقه حسام ....


كانت أغراض الغرفه مبعثره بصوره عشوائيه حزينه ،جلس "حسام" على طرف الفراش منكساً رأسه بين كفيه بصمت ..


بينما جلست "ورد" أرضاً بأحد أركان الغرفه متكوره على نفسها ممزقه الملابس ....


كان وجهها مختلطاً بألوان عدة من آثار مستحضرات التجميل التى تلطخت ببكائها الحار ، وآثار صفعات "حسام" لها التى جعلت وجهها بين الحمرة واللون الازرق مع جروح عميقه بفمها أثر هذه الصفعات ....


رفع "حسام" رأسه وأخذ يهز ساقيه بصوره عصبيه حين قام متوجهها نحو "ورد" بغضب ، والتى ما أن رأته مقبل نحوها نظرت إليه بإرتعاب شديد وإرتجفت أوصالها من قربه ثم تكورت أكثر وأكثر على نفسها ...


نهج صدره "حسام" بقوة وهو يرفع إصبعه تجاه "ورد" محذراً إياها بتهديد غليظ ...


حسام : عارفه لو نطقتى بكلمه واحده من إللى حصل ده ... حقتلك بإيدى فاهمه ...


إبتلعت "ورد" ريقها وهى تحاول أن تشرأب بعنقها إعتزازاً فلن تقبل بهزيمتها أمام هذا المتوحش لتهتف بنبرات ثائره متقطعه محاوله التحلى ببعض القوة ..

ورد : إقتلنى .. أنا عندى أموت أرحم من أنى أعيش مع واحد زيك ... إنت فاكر إنى حسكت ومش حتكلم .. لا يا "حسام" .. أنا حتكلم وأقول على كل حاجه حصلت ...


حسام : على الله فاهمه .. على الله تفتحى بوقك بكلمه واحده .. حتشوفى منى إللى عمرك ما شفتيه ...


بإستهزاء شديد أكملت "ورد" بنبره يغلبها التحدى من وضع "حسام" المخزى ...

ورد: حتعمل إيه تانى .. بعد ما ربنا غضب عليك من كتر الحرام إللى إنت عايش فيه وبقيت عاجز ... فاهم .. عاااااجز ....


ترددت صدى كلمه (عاجز) بأذنيه فأعماه غضبه من أن تفضحه وتتكلم عن عجزه المخزى  وأنه لم يستطيع أن يقوم بواجباته كزوج ... ستفضح عجزة ... هذا ما سيطر على تفكيره ....


إقترب منها بغضب عارم خوفاً من الفضيحه وأن تطعن فى رجولته ....


أخذ يضربها بقوة وعصبيه ، أعمى تماماً وتملكه الغضب والغيظ منها خشى من الفضيحه والعار الذى سيلاحقه طوال عمره ، ضربها بقوة غاشمه حتى أنها لم تستطع الحركه والهرب ...


حملها وألقاها بعيداً لتسقط أرضاً فوق ساقها اليمنى لتشعر بألم بالغ بها ، حاولت أن تزحف إلى الخلف لتحتمى بالفراش بعيداً عنه بطشه قائله ...


ورد: كفايه يا "حسام"  ... كفايه ...


لكن "حسام" أصم أذنيه وجل ما يفكر فيه هو خوفه من فضيحته أمام الناس ....


أخذ يضرب فيها بقوة حتى إرتمت على أرضاً مسجيه دون حراك أو مقاومه ...


لكنه لم ينتهى ظل يضرب ويضرب حتى خارت قواه من الضرب ...


أفاق ليجدها كالجثه الهامده لا تصدر أى صوت مطلقاً .... فقط غارقه فى دمائها ... ملقاه على الأرض بسكون تام ...


حينها أفاق فنظر إليها فى ذُعر مما فعله بها ... خشى أن يكون قد قتلها دون وعى منه ...


نظر حوله برعب وأسرع نحو باب الغرفه فى فزع ...


أخرج المفتاح من جيبه بتوتر فسقط على الأرض فإنحنى يلتقطه بإرتجاف ثم أمسكه محاولاً فتح الباب وهو ينظر نحو ورد مفزوعاً ...


توجه إلى المطبخ حيث ترك جاكيت سترته منذ قليل مخرجاً منها هاتفه باحثاً عن رقم والدته للحاق به ...


بعد عدة دقات وصله صوتها الناعس ...

ام حسام: ألو ...


حسام : إلحقينى .. إلحقينى يا ماما ..... !!!!!


إنتفضت "ناهد" من نومتها بفزع وهى تتسائل بتخوف ...

ام حسام: حسام ...!!! إيه إللى حصل ..؟؟


حسام : أنا فى مصيبه ... مصيبه يا ماما ...


بقلق بالغ أجابته بعصبيه من عدم إيضاحه ما حدث ...

ام حسام : حصل إيه ... أتكلم على طول ..؟؟


حسام : ضربتها .. ماتت ... ماتت .. أنا قتلت ورد يا ماما ....!!!


إتسعت عيناها بصدمه وهى تشهق ضاربه صدرها بقوة ...

ام حسام: يا نهار إسود .... أنت بتقول إيه ...؟؟


حسام : بقولك موتها ... محستش بنفسى وموتها ... قتلتها ... أنا رحت فى داهيه خلاص ..


____________________________________


شقه يوسف ...

دلف "يوسف" إلى شقته بعد عودته من صلاته ليجد والدته جالسه بإنتظاره ...


نظر لها بعيون معاتبه فهى متعبه للغايه ولا يريدد أن يثقل عليها بقلقها عليه لتلك الدرجه كل يوم ...


يوسف : إيه إللى مصحيكى بدرى كده يا ماما ...؟؟


ام يوسف: كنت مستنيه أطمن عليك يا أبنى .. مش عارفه حسيت قلبى مش مطمن قلت أستناك لحد ما ترجع ..


دنا منها "يوسف" يقبل رأسها بحنو مردفاً ...

يوسف: متقلقيش عليا يا ست الكل .. أنا الحمد لله كويس ... أنا بس كنت بوصل الأستاذ "عبد المقصود" بيته كان تعبان شويه بعد الصلاه ..


ام يوسف: الراجل ده الله يكرمه ... شوف وقف معانا إزاى بعد وفاه أبوك وهو لا يعرفنا ولا نعرفه .... ربنا يكتر من أمثاله ويبعد عنه ولاد الحرام ...


يوسف : أه والله يا ماما .. ده لولا رعايته لينا ولا كنا عرفنا نعيش ولا نتعلم خصوصاً إن بابا الله يرحمه مكنش ليه معاش ولا أى حاجه نصرف منها ...


ام يوسف: خد بالك منه وأسال عليه .. راجل زى ده ميتعوضش ... وإنت كمان يا أبنى تعبت عشانا أوى ...


يوسف : الحمد لله كله جه بفايده ... أمال فين "دعاء" هانم مقضياها نوم ولا كإن عندها جامعه بدرى ...!!!


ام يوسف: حصحيها أهو تصلى وتفطر معاك وتروح كليتها ...


أشفق "يوسف" على حال والدته ممتلئه القوام فهى تعانى من خشونه بالغ بقدميها ولا تستطيع الحركه جيداً ليمنع والدته بلطف ...

يوسف : لا يا أمى خليكى أنتى عشان رجليكى ... أنا حروح أصحيها وأنتى إدخلى إرتاحى شويه ...


ام يوسف: يريح بالك دايما يا أبنى ويرزقك بنت الحلال يا رب 

يتبع 

                  الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات



<>