
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس العشرون26 والسابع والعشرون27الاخير بقلم فاطيما يوسف
عايزة ريفيوهات كتييير علشان بفرح بيها جدا وكمان بتساعد إن الرواية تتشاف وهسيبكم مع البارت بقى .
مر أسبوعان علي تلك الأحداث واليوم موعد كتب كتاب مالك وريم ، وبالتحديد في يخت مالك الجوهري حيث كان الجميع يقفون تعتلي وجوههم الابتسامة وذلك لاستقرار ريم النفسي اخيرا ،
اما هي فكان مالك مخصصا لها غرفة في اليخت كي تستعد فيها لأهم يوم في حياته بالتحديد فطيلة الأسبوعين الماضيين كان يحادثها ليلا ونهارا وجعلها تحت أنظاره الى أن اعتاد كل منهما على الآخر وزادت العلاقة بينهم وُدًّا ، انتهت ريم من وضع بعض لمسات التجميل البسيطة فأخذتها أختها بين أحضانها قائلة :
_بسم الله ما شاء الله جميلة يا حبيبتي ربنا يوفقك في حياتك ويكتب لك فيها الخير ويبعد عنك الأذى والشر يا رب .
وفريدة أيضا قامت باحتضانها وعينيها تلمع دمعا قائلة:
_ألف مبروك يا قلب ماما ربنا يتمم لك بخير وبإذن الله تعيشي سعيدة ومتهنية وربنا يبعد الحزن عن قلبك وما تشوفيهوش تاني يا حبيبتي .
شددت من احتضان والدتها مرددة وهي تربت بيدها على ظهرها:
_ الله يبارك فيكي يا أمي ما انحرمش منك ولا من وجودك جنبي يا أحن وأجمل أم في الدنيا بحالها .
اما مريم كانت واقفة بينهم وهي تشعر بإحساس الأهل والعزوة التي افتقدته طيلة عمرها فكم كان المشهد لها رائعًا وحمدت ربها داخلها أنه من عليها بتلك النعم العظيمة والتي بمثابة حياه كلها اطمئنان وراحة لو شكرته سبحانه عليها ما كفى عمرها بأكمل فكم من نعم محاطة بنا ولا ندري بها وغيرنا محروم منها ويشتهيها ،ومدت يدها تصافحها وتبارك لها بحب نابع من قلبها الجميل:
_ألف مبروك يا حبيبتي بجد يا ريم طالعة زي القمر طول عمرك اصلا رقيقة وقلبك طيب علشان كده تستاهلي خير ربنا يكمل فرحتك على خير يا قلبي .
لم تبادلها ريم المصافحة بل شدتها إلي أحضانها مرددة باحساس أخوى تشعر به تجاهها حقيقة قائلة بابتسامة:
_ حبيبتي يامريومة ويبارك فيكى ياقلبي وعقبالك وهعمل لك فستان فرح تتحاكى بيه اسكندرية بحالها ،
واسترسلت حديثها وهى تخرجها من أحضانها مكملة بحب :
_ ده إنتي أختى الصغيرة وهتتجوزي الغالي بتاعنا، منحرمش منك ياجميلة.
تحدثت فريدة وهي تدير ريم حول نفسها بانبهار :
_ بجد طلتك ساحرة ياريم ، ده إنتي خطفتى قلبي ، ياعيني عليك يامالك من عيونك لما تشوف الرقة والجمال والدلال .
أكملت راندا مشاغبتها :
_ بجد قلبي عندك يامالك ده إحنا أخواتها وعايشين معاها انبهرنا من جمالها.
مطت ريم شفتيها وهتفت باستنكار مصطنع:
_ الله انتو بتتريقوا عليا ولا ايه ، مش للدرجة دي يعنى ، مكانش رتوش مكياج بسيطة خليتكم تأفوروا كدة .
هنا تحدثت مريم بانبهار مثلهم :
_ لاااا والله ياريما كلامهم بجد علشان إنتي مش بتحطي ميكب خالص فباين عليكى الاختلاف تماما ، بس بجد قمر ١٤ مفيش كلام.
أومأت بأهدابها برقة اعتادت عليها وأردفت بامتنان:
_ تسلمولي ياحبابيي وربنا مايحرمنى من دعمكم ليا ولا من وقفتكم جمبي .
وظلوا يتحدثون إلي أن استمعوا أصوات الصفير الآتية من الخارج وماهي إلا من رحيم ومروان شقيق مالك فقد تعرفوا عليه حينما عزمهم جميل قبل ذالك ، دقات قلب ريم ارتفعت وسار وجهها يشع بالإحمرار لمجرد سماعها بوجوده في الخارج ، واعتلت وتيرتها وتنفسها صار صعباً من شدة توترها وخجلها ،
أما ذاك المالك الذي صعد اليخت بطلته الخاطفة للأنظار وشياكته المعتادة في حلته السوداء والتى كانت عباره عن قميصاً باللون الأسود ويعتليه جاكتا من اللون الأسود لأنه يعشق ذاك اللون وحقا يليق عليه ، ينظر حوله كي تتمتع عيناه برؤياه وتهدأ دقات قلبه ولكن تحطمت أماله وعرف أنها في الداخل ، ابتدأت مراسم كتب الكتاب في جو تزيده السعادة بعد أن سلم مالك على الجميع وبدأ المأذون بإتمام العقد ،
في نفس المكان كانت أعين مروان تمشط المكان يبحث عن تلك الصغيرة التى شغلته من أول وهلة رآها فيها قبل ذلك ، انها تلك السما التى حيرته في أمرها يشعر أنه رآها قبل ذلك ولكن لم يدرك التعرف عليها جيدا ، وفي لحظة مرت من أمامه فأغمض عيناه وقد توغلت رائحة البريفيوم الخاصة بها أنفه فتحدث هائما وهو مغمض العينين:
_ الله على ريحتك الجميلة اللى تدوب ياصبى ياصغير .
كانت أعين إيهاب تتابعها منذ البداية وللحظ رأى مروان ونظراته وشعر أنه يشبه عليها ، فكان منتبها معه بشدة ولاحظ حركته تلك عندما مرت من أمامه واستنتج الكلمات التى نطقها بفاهه فهو أب غيور جداً على ابنته وتوعد داخله لذاك المروان ،
انتهى المأذون من إتمام الزواج بعد أن أدخلوا الدفتر لريم كى تدون إمضائها على العقد لأنها خجلت بشدة ورفضت أن تخرج إليهم وكأنها أول مرة لها ولكن ريم من طبعها الخجل الشديد ، أما هو أحب خجلها فهو لم يحبذ أن يراها رجلا من الموجودين غيره حتى لو كانوا محارمها ،
فأخذه جميل ودخل به إلي ابنته وذهب إليها جميل أولا وأخذها بين أحضانه وهو يتحرك بها يميناً ويساراً ، من شدة فرحته بابنته الصغيرة ، ثم أخرجها من أحضانه وقبل جبهتها تحت أنظار ذلك الواقف الذي لم يعد يتحمل الصبر علي أخذها بين راحتيه أكثر من ذلك ولكن هدأ من حاله وتبدل إحساسه بالفخر لذاك الجميل الرائع الذي يحتضن ابنته بحب ،
أما جميل أخرجها من أحضانه وقبل جبهتها مرددا:
_ قلبي والصغير بتاعى واللى رحلته كانت صعبة على سِنّهُ ، بس بفضل ربنا وبفضل دعواتي أنا ووالدتك ورضانا عليكى ياحبيبتي عديتي معركتك بخير وسلام ، ربنا يوفقك في حياتك ويبعد عنك العيون الوحشة ومن كل قلبي بقولك قلبي راضى عنك يابنتى .
التمع الدمع في عينيها وتحدثت وهي تقبل يداه بحب :
_ لولاك بعد ربنا ياحبيبي مكنتش اتخطيت أسوء أيام عمرى ، انت بجد أعظم بابا وهدية ربنا لينا .
تمسك بيدها بحب وهو يسلمها ليد مالك قائلا له :
_ مش هوصيك عليها يامالك يابنى ، ولادي كلهم غلاوتهم كوم وهي كوم تانى خالص ، دي ليها حتة في قلبي محدش يجي جنبها ، متزعلهاش ولو حتى هى زعلتك متزعلهاش وتعالى احكي لي وأنا هعرف أتعامل معاها مش هوصيك تانى .
ابتسم ذاك العاشق وردد بحب جارف وهو ينظر داخل عيناها :
_ هو أنا أقدر أزعلها دي مش حتة من قلبي دى قلبي كله وفوقيهم دقاته .
كانت عبير تقف معهم في نفس الغرفة ثم اقتربت منها وصافحتها بود وهي تبارك لها ، جذبتها ريم داخل أحضانها مرددة بوقار :
__ الله يبارك فيكي يا أمي ومنحرمش منك أبدا.
ابتسمت عبير لتلك الراقية في حديثها وربتت علي ظهرها بحنو :
_ ولا منك يابنتي ، إنتي خلاص بقيتى في معزة ولادي بالظبط ، ومش عايزة أوصيكى بقى على ابن قلبى وعمرى والله يابنتى ماهتلاقي أطيب ولا أجدع ولا هتلاقي حد بيحبك قده ربنا يبارك لكم في بعض يارب .
ابتسمت ريم وتحدثت بطمئنه لها:
_ولا يحرمنا منك يا ست الكل وما تقلقيش مالك في عيني الاتنين .
استئذنت منهم وخرجت وتوالت هتافات المباركات عليهم ثم خرجوا من المكان ليتركوا لهم مساحة لفرحتهم ببعضهم ،
كان واقفاً أمامها مسحورا بجمالها وقبل أن يقترب منها حدثتها عيناه :
_ انتظرتك عمراً بأكمله وحلمت ليالي كثيرة بلقاكي ، ظننت أن مامضى من سنينى بعذاب أيامى أن لن أجبر ولكن عدالة السماء أبهرتنى برؤياكى ، تعى حبيبتي الي أحضانى كى تسمعي دقات ذاك القلب في حضرتك ياملاكي ، ولكن تمهلى علي عاشق متيم انتظر عمرا يتمناكى ،
اقترب منها وهو متلهفا لمجرد لمسة من يدها ، أما هى لم تقوى على أن تنظر إليه ولم تستطيع أن ترفع عينيها كي ترى عينيه ،
فتحدث هامسا:
_ ريما ، ارفعي راسك عايز أشوف عيونك .
لم تستجيب لهمسه ولم ترفع عيناها فاقترب منها ورفع وجهها إليه وأجبرها على النظر في عينيه مرددا بوله :
_ ألف مبروك علينا ، نورتى دنيتى ولأول مرة بقولها من قلبي واحساسي بحبك لاااااا بعشقك ياقلب مالك .
ارتفعت دقات قلبها بوتيرة عالية وأردفت بنفس همسه :
_ الله يبارك فيك يامالك .
ردد بتيهة:
_ طب ايه مش نفسك ايدك تلمس ايد مالك وتحسي بإحتواء أول لمسة وتسلمي عليا.
أنهى كلامه ومد يداه إليها والتقط كلتا يداها بين راحتيه ، أحست برعشة خفيفة اجتاحت جسدها فلمسته رائعة وتملكه لها جعلها تشعر بالأنس من مجرد لمسة يد ،
أما هو أكمل بعيناي تنطق عشقاً:
_ يااااااه ياريما ده إنتي قربك له لذة تانية خالص مختلفة ، رقتك بتسحرنى ، هدوئك بيخطفنى ، جمالك البرئ بيشدني وبيطالبنى إني أقرب أكتر بس خايف عليكى من جيوش اشتياقي ليكى ياعمرى .
كم كان بارعاً فى وصف إحساسه وكم كانت هائمة في همساته ولمساته ، وأومأت بخفوت:
_ ياه ده انتي بتحبنى أوووي لدرجة خلتنى مش مصدقة نفسي اني محتاجة قربك .
ارتفعت دقات قلبه من مجرد كلمة قالتها واختطفها إلي أحضانه كى يعبر لها عن مدى إحساسه بحبه لها ، فكانوا حقا رائعين في لقائهم الراقى ،
تركهم الجميع وانصرفوا كل الي وجهته ،
أخرجها من أحضانه مرددا بهيام:
_ طيب ايه بقي هتفضلي بحجابك كدة كتييير ولا ايه ؟
وبغمزة من عيناه ردد ماكرا:
_ عايز أشوف شعرك مش خلاص بقيت جوزك ياقلب مالك .
بتلقائية وضعت يدها على رأسها ورددت بعيون تتهرب منه :
_ ايه ده أنا همشى احنا متفقين هنكتب الكتاب وتسيبنى فترة ناخد على بعض .
تركها وذهب ناحية الباب وأحكم إغلاقه بالمفتاح ورماه إلي أعلي الدولاب الموجود في الغرفة ، اتسعت مقلتيها من حركته وأردفت بذهول :
_ ايه ده انت ازاي تعمل كدة ؟
أجابها بمشاغبة:
_ عملت ايه يعنى ؟
ذهبت ناحية الباب تحاول فتحه وتحدثت باستنكار:
_ إنت هتخلف وعدك معايا ولا إيه متفقناش على كدة من أولها ،
وتابعت وهى تنهره على فعلته :
_ إنت متعرفش إن المؤمنون عند شروطهم ولا ايه ؟
انفرجت أساريره وأردف مكملا حديثها:
_ طيب ماتكملي الحديث ياقطة " إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا .
أشاحت بيديها وسألته:
_أه تمام فين المشكلة بقي ؟
جذبها إلي أحضانه وهو يحاصرها بكلتا يداه :
_ إزاي بقي ؟ في واحدة تسيب جوزها اللى طلعت عينيه عقبال ما كتبوا الكتاب وتقولوا إحنا متفقين !
وتابع بغمزة من عيناه:
_ بذمتك كدة مش بتحرمى الحلال ، ده أنا مستنى اللحظة دي من بقالي كتير وفي أحلامك ياريم هانم إنك تخرجي برة حضنى النهاردة،
وتابع بمشاغبة:
_ وبعدين ده إنتي لسه قايلة لماما ده مالك في عينى الاتنين ، ولا هو مجرد كلام وخلاص.
أحست بتوتر أعصابها وهي بين يداه فتملكه الشديد لها جعل جميع جسدها يتحرك عشوائياً وهى تتململ بين يداه كى تهرب من حصاره ، ولكنها لم تستطيع فكان محكماً الإمساك به ، ثم بحركة عفوية منه نزع عنها حجاب رأسها وانسدل شعرها وراء ظهرها تلقائيا ، وهبطت خصلاته علي عينيها ،
نظر إليها منبهرا بجمالها فحقا الاحتشام يدارى جواهر ثمينة وها هو فاز بجوهرته اللامعة أمامه ، وردد وهو يزيل خصلات شعرها من على عينيها ويضعها خلف أذنها بوله:
_ ياه ده أنا باينى دخلت الجنة ونعيمها وبين ايديا واحدة من الحور العين ،
وتابع ولهه بها:
_ اتكلمى وفوقينى علشان أحس إني لسه فى الدنيا وانك حقيقة مش حلم ياقلبى .
اعتلت دقات قلبها بشدة من نظراته وهمساته ولمساته وابتلعت أنفاسها بصعوبة خجلاً ، فهى لم تعد حالها للقاؤه فقد فاجأها ، وأومأت بخفوت:
_ طيب ممكن تفتح الباب وكفايه كدة أنا أعصابي مش مستحملة ، وكمان مهيئتش نفسي لأننا نتمم جوازنا النهاردة.
ثبت رأسها بكلتا يداها ناطقاً بعشق نابع من عيناه :
_ لما إنتي طالعة مبهرة كدة وانتى مش مستعدة أمال لما تستعدي هتعملي فيا ايه ، لااا خفي على مالك ياقلب مالك والنهاردة مش هتطلعى برة حضنى وكفاية كلام بقي .
احتضنها بحب جارف وتاه معها في عالمهم الخاص واخيرا التقي العاشق مع معذبته في أولى جولات العشق والغرام.
_________________________________
انتهى اليوم وأتى الصباح محملاً بالتفاؤل والأمل في قلوب أبطالنا ،
في فيلا إيهاب حيث استيقظ ووجد ابنته تجلس في الحديقة بشرود ، أخذ حماما دافئا وأدي فريضة الضحى وذهب الي ابنته ،
ربت على ظهرها من الخلف ثم احتضن رأسها وقبلها من جبهتها وجلس أمامها مرددا بابتسامة:
_ صباح الخير على البرنسيسة سما الجميلة ،
وتابع باستفسار:
_ مش عوايدك تصحى بدرى يعنى ده إنتي بتصحى على بعد الضهر كل يوم ؟
ردت صباحه بابتسامة وأجابته:
_ قلقت من نومى ومعرفتش أنام تانى فقلت أقعد في الجنينة شوية على ماتصحوا ونفطر مع بعض كلنا .
أمسك يداها وتحدث بحب:
_ طيب ممكن بابي يقعد معاكي شوية نتكلم مع بعض ، وحشتني قعدتنا مع بعض من أخر مرة لوحدنا .
ابتسمت عيناها بحب لاهتمام والدها بها منذ رجوعه إليهم فهو دائماً يتقرب منها ولا يدعها تحزن أو تتوه بشرود وأمائت برأسها بموافقة:
_ أنا أطول أقعد مع بابي حبيبي لوحدنا ، دي كانت أسمى أمنياتى سنين يابابي.
أحس بحزنها على فراقه عمرا بأكمله لهم وهو لم يراهم إلا أياماً قليلة وردد :
_ خلاص يا حبيبة بابي انا مش هسيبكم تاني ابدا وهنفضل مع بعض طول العمر ،
وتابع حديثه بتذكر:
_الا قولي لي ياسيمو هو البرفان اللي انتي كنتي حاطاه امبارح بتجيبيه منين ريحته حلوه جدا ؟
أجابته بسعادة لتركيزه معها:
_بجد يابابي عجبك ؟
أومأ لها بموافقة ، وأشار إليها أن تكمل فتابعت هي بعيون مبتسمة:
_واحدة صاحبتى قالت لي عليه وبصراحة طلع جمييل أووى وريحته تحفة بتقلب المكان .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بإيضاح:
_ طيب إنتي تعرفي إن حرام البنت البالغ أو الست تخرج من بيتها وهي حاطة برفان ولو حتى ريحته متكنش باينة .
ضمت حاجبيها باندهاش وتسائلت باستفسار:
_ إزاي يابابا مش فاهمة حضرتك ؟
أمسك كف يداها وتحدث شارحا لها بهدوء :
_ إنتي متعرفيش حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"
يعني الست ما ينفعش تخرج من بيتها وهي حاطه اي برفان أو معطر لأن لو شم ريحتها اي راجل يعتبر اختلى بيها وده حرام جدا يا بنتي علشان خاطر الفتنة،
إنتي جميلة وحلوة مش محتاجه ان إنتي تظهري نفسك من إن برفانك ريحته تبقى سابقاكي وتلفتي الأنظار ليكي من مجرد عطر ممكن يخليكي تاخدي ذنوب تعتبر من الكبائر.
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت:
_بجد يا بابا ! انا ما كنتش اعرف الحديث ده خالص ومحدش قال لي قبل كده اني ما احطش برفان وانا خارجه اول مرة اسمع منك كده .
ربت على يديها بحب :
_ علشان هما لسه شايفينك صغنونة أما أنا بقي شايفك حاجة تانية وعلشان كدة عايزك تبدأى حياة الالتزام زي أي بنت متدينة وحابة إنها ترضى ربنا ،
وتابع ارشاده وهو ينظر إلي ملابسها:
_ وفي حاجة مهمة كمان ، ليه تخرجى خصلة من شعرك وتبينيها إنتي خلاص ياسوما كبرتى ولازم تعرفي الحلال والحرام ومينفعش بردوا تبقي لابسة بلوزة وترفعي كمها وتبيني دراعك الحاجات دي كلها البنات بتعملها علشان الشياكة ويبقوا شايفين نفسهم في قمة الأناقة ، لكن دي كلها حاجات تغضب ربنا سبحانه وتعالى ، البنت أو الست ربنا خلقها عفيفة وعندها حياء ودايما تشوف نفسها عالية وغالية أوووى ياقلبي .
أحست بالارتياح لحديث والدها بشدة وسألته بتيهة:
_ أنا مش فاهمة بردوا يابابا أوووي ، مامى كانت دايما تقول لي عيشى سنك علشان لما تكبرى هتتغيرى تماماً بس عمرى مافهمت معنى كلامها .
ربت على ظهرها بحنو وأردف شارحا لها:
_ شوفي ياقلبي البنت عاملة زي الجوهرة الثمينة اللى محدش يقدر يقرب لها إلا لما يكون واثق ومتأكد إنه يعرف يشتريها ولما يتعب ويعافر علشان يمتلكها بيحطها فى أغلي مكان في بيته ويقعد يفتخر بنفسه إنه قدر يوصل للجوهرة الغالية دي ويفتكر تعبه ومعافرته علشان يوصل لها فبيخبيها من عيون الناس ويحافظ عليها ويحطها جوة عيونه ، ومفيش حد يقدر يجي ناحيتها أو حتى يبص عليها غيره ،
واستطرد بإبانة:
_ زي البنت بالظبط اللى خرجت وبينت شعرها وبينت جسمها أو حتى مجرد خصلة ومجرد حتة من ايديها أو رجليها بس اتعرف الشكل العام ليها بقي عامل ازاي ويشوفها كتتتير فى دماغه بقي يقول دي للانبساط متنفعش تكون أم ولادي ، أما بقي اللي بتخرج بحجابها كامل ولبسها محترم وفي نفس الوقت شيك جدااا زي مامى وخالتو ريم كدة وبردوا خالتوا مريم شفتي بيبقو خارجين إزاي كأنهم ملكات بالظبط ومحدش يقدر يكتشف جمالهم الداخلي لأنهم صايننينه للى يستحقه ، ياتري كدة فهمتينى ياسما ؟
انخرطت في البكاء وهى تضع يدها على وجهها تمنع شهقاتها العالية مرددة بوجع:
_ يعنى أنا خلاص كدة يابابا عملت كل حاجة وحشة ومبقتش زي الجوهرة وبقيت زيي زي السلعة الرخيصة ؟
قام من مكانه وجذبها داخل أحضانه وتحدث مهدئا لها:
_ لاااا ياقلب بابا مين اللى كدة ؟
إنتي لسه طفلة بريئة وفي سن صغير والحمد لله تجربتك دي علشان تعرفى ،
واسترسل طمأنته لها:
_ وبعدين ربنا غفور رحيم وطالما عرفتي غلطك وعزمتي النية على إنك مش هترجعى للذنب ده تانى هتلاقى ربنا واقف جمبك وبيثبتك على التوبة ،
وتابع تهدئته لها مبتسماً:
_ وكمان حابب أقول لك مفاجاة إن البشمهندس نادر اللي شغال مع جدو في البنك مسح كل الفيديوهات اللي تخصك من على جميع المواقع وما بقاش ليها أثر خالص وتقريبا عمل حاجة انها ما تبقاش ظاهرة تاني حتى لو هي متشاركة مع صفحات تانية علشان كده بقول لك إنتي في أمان دلوقتي يا قلب بابا مش عايزك تفكري في حاجه غير في مستقبلك ،
وأي حاجه تقلقك او أي حاجه ما انتيش عارفاها على طول تيجي تسأليني وانا هسمعك وهبقى مبسوط جدا .
اتسعت أعينها بسعادة وأردفت بدهشة:
_ بجد يابابا إنت وجدوا عملتوا كدة وفعلاً الفيديوهات دي مبقتش موجودة ولا حد بيشوفها ولا بيتفرج عليها ؟
أجابها بوجه تغمره الراحة لسعادتها :
_بجد يا حبيبي عايزك تطمني خالص وما تفكريش في اي حاجه غير مستقبلك وبس .
انطلقت الى احضانه كي تشكره على وجوده جانبها وهي تردد بامتنان:
_بجد بشكرك يا بابا جدا ان انت موجود في حياتي وان انت ما سافرتش تاني لاني بجد كنت محتاجة لك قوي .
_ خلاص ياحبيبتي عمرى ماهبعد عنكم تانى ... نطقها إيهاب بأسى لما وصل إليه أبنائه من عدم استقرار نفسي ، وأكمل وهو يشدها من يداها :
_ طيب يالا قومى نحضر لهم الفطار ونعمل لهم مفاجأة أنا وانتى .
سألته بدهشة:
_ إنت بتعرف تعمل أكل يابابي وتقف في المطبخ ؟
بملامح وجه عابسة أجابها:
_ الغربة بتعلم كل حاجة يابنتى ، يالا بسرعة.
وأخذها وانطلقا إلى الداخل كى ينعم معها بلحظات الإحساس بالأبوة والمسؤولية التى حرم منها عمرا بأكمله.
__________________________________
انتهت تلك الليلة على ذاك العروسين اللذان تنعما بحلال ربهم وكل منهم وجد عوضه من ربه فى الآخر ، استيقظ مالك من نومه وجد ملاكه بجانبه ، ظل ينظر إليها بعيون عاشقة وهو يحفر ملامحها التى تزيده رغبة بها ولم يكتفي من عشقها بعد ،
أزاح خصلاتها من على وجهها برقة وهو يحدث نفسه ولكن في حضرة هيامها :
_ لو أخبرونى منذ زمن بعيد أن ربى حافظا لي نصيبى من الجبر بعد كل ذلك الصبر هو أنتى ماكنت آسيت من رحلة عذابي ،
لكننى تألمت كثيرا قبل أن أراكى وعشت عمرا بأكمله أتمنى راحة قلبي فقط ولكن معكى أنتى عشْتُ جنتى على الأرض بين يداكى ،
أنهى حديثه العاشق لنفسه وهو يمد يده يتحسس وجنتها برفق مرددا :
_ ريما ، قلبي ، اصحى بقي وحشتينى .
تململت في نومها وهى تردد بخفوت:
_ عايزة أنام بقى ياماما أنا نايمة متأخر .
ضحك بشدة على توهانها وأردف وهو يمسك يدها يقبل باطنها:
_ ماما مين ياست ريم هانم ، اصحى كدة إنتي بقيتى في حضن مالك اللى امتلك روحك وقلبك .
أحست بقبلته علي يداها وفتحت جفونها ببطئ وهى تردد بابتسامة:
_ صباح الخير ياقلبى .
رفع حاجبيه وهتف بمكر:
_ يانهار أبيض دي صباح الخير بتاعتك لوحدها وهي طالعة من شفايفك تسحر ،
ثم غمز لها مرددا بعشق:
_ لاااا ده أنا كدة هدوووب ومش هتلحقينى .
ابتسمت خجلاً من غزله لها وأومأت بخفوت:
_ ايه بقي هو انت كل كلامك كدة ، ماتهدى عليا براحة على قلبي .
اتكأ علي يديها وجعل وجهه مقابلاً لوجهها مرددا بنفس نبرة عشقه لها :
_ مابراحة إنتي ياقطتي ، مين فينا اللى بالراحة على التانى ده إنتي سحرتينى ودوبتينى وجننتينى .
ثم أخذها في جولة عشقه لها وسحرا في عالمهما الخاص وهو يسقيها من أنهار حبه .
_____________________________
بعد مرور شهران على تلك الأحداث في الفيلا التى تمكث بها عبير حيث استمعت إلي تقيؤات ابنتها هيام والتى تكررت لمرات عديدة ، ذهبت اليها مسرعة وهي تردد خلفها :
_ يابنتي دي رابع مرة وحالتك دي صعبة ، ده غير علامات الحساسية اللى باينة على وشك وجسمك وانتى عمرك ماكنتى كدة خالص .
انتهت من تقيؤها ونظرت إلي المرآه وهي تتحسس جسمها وترى علامات الطفح الجلدي عليه ورددت بقلق:
_ فعلاً الموضوع كدة بقى مش مطمن أنا هروح للدكتورة النهاردة وأشوف في ايه بالظبط مش مفهوم .
شجعتها والدتها قائلة:
_ تمام البسي يالا وأنا هاجى معاكى .
وبالفعل بعد ساعة كانتا تجلسان أمام الطبيبة تفحصها بعناية ، وعلامات وجهها لاتبشر بالخير ، وبعد فحصها سألتها الطبيبة:
_ هى أعراض الطفح الجلدي ظهرت عليكى من امته بالظبط ؟
أجابتها هيام وهى تهندم ملابسها :
_ تقريباً من أزيد من سنة بدأت تظهر واحدة واحدة لكن من شهرين بالظبط بدأت تتطور بزيادة ، زي ما حضرتك شايفة .
سألتها الطبيبة بعملية:
_ طيب ملاحظتيش إن عندك ورم تحت الإبط وحوالين الثدى لأنه ظاهر جدا وأنا بفحصك دلوقتي؟
حركت رأسها بنفي وأجابتها:
_ لا محستش ومكنتش باخد بالي من الحاجات دي .
باندهاش تحدثت الطبيبة:
_ إزاي يعنى مبتفحصيش منطقة تحت الإبط باستمرار ومنطقة الثدى ، وخاصة إن في حملات توعية كتييير عن الموضوع ده.
مطت شفتيها بعدم فهم :
_ مكنتش باخد بالى من الحاجات دي خالص ، ومتابعتش أي حملات عن كدة ،
وتابعت باستفسار مغلف بالقلق:
_ هو فيه حاجة حضرتك شاكة فيها يادكتورة ؟
بكل أسف تحدثت الطبيبة:
_ في ورم عندك في الثدى ولازم تعملي التحاليل دي علشان نتأكد إذا كان حميد ولا حاجة تانية لاقدر الله وساعتها هنشوف ،
وتابعت ارشادها :
_ بس أهم حاجة تلتزمى بالعلاج اللى هكتبه لك على مانتيجة التحاليل تطلع .
هنا تحدثت عبير بقلق انتابها على ابنتها فمهما فعلت من جرائم في حق أخيها فهى فى النهاية أم وهى ابنتها وقلب الأم لايعرف القسوة مهما كان ، فسألت الطبيبة بقلق:
_ طيب هو المرض ده لاقدر الله بيجي من ايه يادكتورة ؟
أجابتها الطبيبة بعملية:
_ دلوقتي مستلزمات التجميل اللى طلعت وانتشرت بشدة في السنين الأخيرة كلها كيماويات والستات بتستخدمها بطريقة رهيبة ، وساعات بيحطوا كذا مكونات على بعضها كنوع من زيادة العطر فبيسبب تراكمات كتييرة وده سبب رئيسى خلى المرض ده انتشر في العشر سنوات الأخيرة دي ، وحاجات كتيرة تانية هي لو بحثت عنها هتعرف ،
وأكملت وهى تدلى تعليماتها والخطوات التى ستفعلها هيام وهى تمد لها يدها بالروشتة :
_ أنا كتبت لك على التحاليل اللى هتعمليها ولما تستلميها تعالي لي علطول علشان نشوف .
انصعقت هيام من كلام الطبيبة وقلبها يحدثها أنها ليست بخير وباتت رعباً وهلعا على حالها وأن القادم لن يبشر بالخير أبدا ،
فخرجت هيام وسبقت والدتها إلي الخارج ، فنظرت عبير إلي الطبيبة مرددة بقلق شديد:
_ إنتي شاكة في حاجة يادكتورة ومش حابة تقوليها قدامها ، لو سمحتي طمنينى هي خرجت أهى علشان قلبى مش مطمن خالص من نظراتك ولا كلامك .
تحدثت الطبيبة بأسف:
_ للأسف الشديد بنتك عندها سرطان ثدي وأنا متأكدة من إن نتيجة التحاليل هتطلع كدة بس عايزة اعرف وصل لأنهى مرحلة بالظبط علشان أتابع طريقة العلاج معاها ، بس بطلب من حضرتك متقوليلهاش حاجة خالص إلا لما نتيجة التحاليل تطلع وساعتها أنا هفهمها كل حاجة .
هنا انفطر قلب الأم على ابنتها ودق ناقوس الخطر بقلبها وتأكدت من ماتوقعته يوما ، وتحققت عدالة السماء وتأكدت من الحديث " البر لايبلى والإثم لاينسى والديان لايموت فافعل يابن أدم كما شئت فكما تدين تدان" وخرجت من غرفة الكشف وقلبها يتألم وجعا على ماستمر به ابنتها من مُرٍِ لم تتوقعه يوما ، فهى كانت تعتز بجمالها بل وتغتر به وكانت دائما على استعداد عن الاستغناء بالغالي والنفيس لأجل جمالها ،
صعدت السيارة بجانب ابنتها ولامتها بعتاب :
_ شفتى أخرة البرفانات والمزيلات اللى ملهاش حصر ولا عدد اللى كنتى بتستخدميها عمال على بطال ودتك لفين ! ودايما كنت بحذرك وأقول لك يابنتى مينفعش اللى انتى بتعمليه ده وتخرجى بالريحة الجامدة دي من باب الدين وفي الآخر ربنا يستر عليكى .
كانت تستمع لوالدتها بقلب يرتعب خوفاً من القادم ولم تستطيع التفوه والرد عليها ، طلبت منها والدتها أن تذهب على الفور الي معمل التحاليل كى تجريها فى نفس الوقت ، وبالفعل ذهبتا إلي المعمل وقامت بعمل كل التحاليل التى طلبتها منها الطبيبة ،
وبعد مرور ثلاثة أيام مكثتهم هيام في خوف ورعب خوفا من النتيجة ، ذهبوا إلي الطبيبة كي تطمئنهم ، اطلعت الطبيبة على التحاليل مراراً وتكراراً ثم نطقت بأسف وبكل صراحة :
_ للأسف اللى شكيت فيه طلع في محله ، سرطان ثدي من الدرجة الرابعة يامدام .
انصعقت هيام من تصريح الطبيبة وأصبحت في حالة يرثى لها وعقلها يجوب بها عن ماسيحدث لها وأصبحت ترى الأيام القادمة هلاك لجمالها وصحتها وفناء عمرها ، وبكت بشدة أدمت قلب والدتها ،
تأثرت الطبيبة بحزن لم تراه من حالات تمر عليها كل يوم ولكن إرادة الله وليس لبشر بها تحكم ، حاولت والدتها تهدأتها فقد علمت من الطبيبة وكانت على معرفة بما ستفعله ابنتها ، وأخبرت الطبيبة والدتها بكيفية البدأ برحلة العلاج وطمأنتهم أن الشفاء بيد الله ،
وهاهي الأيام تثبت أن رب العالمين ينفذ قصاصه الحكيم العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ، ولتعلموا أن الحقد يدمر صاحبه ويلقى به في غيابات جب الكره والانتقام وأن حب النفس وجعلها تنظر للغير ولرزقهم وعدم القناعة بأن رب العباد يؤتى كل ذي حق حقه بنفس المقدار وبميزان العدل .
___________________________
فى منزل زاهر الجمال حيث تهاتف هند صديقتها كالعادة فتحدثت صديقتها مرددة باستفسار:
_ حماتك عاملة إيه دلوقتي لسه شايطة بسبب جواز ريم ولا هديت .
لوت هند شفتيها بامتعاض وهى تجمع أشياؤها كى تقضي يومان عند والدتها هي وبناتها :
_ لسه زي ماهى متبطلش هرى في الحوار ده كل يوم لما جابت لي صداع ، وكل شوية تلومنى وتسمم بدنى بسبب انى شهدت معاها في المحكمة ، وإني مخليتهاش تتجوز جوزى ، ولية قادرة وعينها مكشوفة ، ده أنا كل يوم بحسبن عليها ليل ونهار بسبب كلامها اللى مش بتبطل تسمم بدنى بيه .
نصحتها صديقتها كالعادة:
_ ياما قلت لك لو جابت سيرة حد بالباطل متلونيش معاها في الكلام وخليكي في حالك علشان ربنا يوفقك في حياتك ،
وياما قلت لك متجبيش سيرة ريم بالوحش وهى عمرها ماعملت لك حاجة وانتي مابتصدقى سيرتها تيجي تعملي زيها بالظبط وتنهشىوا في عرض الولايا، علشان كدة ربنا مش مريح بالك ولا قلبك .
انفجرت هند باكية وهى تردد من بين شهقاتها:
_ أعمل إيه منها لله كل شوية كانت بتذلنى إن بطنها مبتشلش غير صبيان ، وإنها عرفت تلف جوزها وتبلفه أحسن منى ، طول عمرها بتقارن بيني وبينها وتحاول تقللنى في عين نفسي ، لحد ما كرهتها بسبب مقارنتها بيا هى اللى دايما كسبانة وأنا الوحشة التافهة أم البنات اللى بتجيب مشاكل .
هدأتها صديقتها مرددة بإرشاد:
_ إنتي مالك ومالها ، هى تغتاب وانتي سدي ودانك وكبري دماغك ، هى تقارن بينك وبين أي حد إنتي تخليكى واثقة فى نفسك ودايما تشوفي نفسك أغلى من أى حد في الدنيا ، للأسف ياهند قدرت تخليكى تفقدي ثقتك بنفسك ، أهى فضلت تحسد في ابنها وهي مش واخدة بالها لحد ماجابت أجله ،
وتابعت ارشادها بلطف كى تخفف عنها:
_ المفروض اللى تقول لك ياأم البنات تفتخرى وترفعى راسك كدة وتقولي أنا يزدنى شرف إني أم لتلت بنات أميرات على قلبي ، وربنا يخليهم لي ويبارك فيهم ، مش تكتمى فى نفسك وكأنهم بيذلوكى ببناتك ، لازم تكونى واثقة إن موضوع البنات والولاد ده حاجة بإيد ربنا سبحانه وتعالى ، وانتي عندك تلت ملايكة لو ربيتهم بما يرضي الله هتدخلي بيهم الجنة .
هدأت من حالها وأردفت بموافقة:
_ عندك حق أنا فعلاً غلطانه ولولا إنك معايا خطوة بخطوة وقلتي لي أبعت لك الفيديوهات اللى صورتها لها وهى بتتفق مع المحامى واللي كانت بتهددها بيها دايما كان زمانهم رامينى لأنهم خافوا من الفضيحة اللى هعملها لهم وهى ولية تخاف متختشيش .
وظلت تهاتف صديقتها واعترفت بخطأها في حق ريم ووعدتها أنها لن تخوض في سيرتها مرة أخرى مع تلك الحماه المتجبرة ،
وهبطت للأسفل كى تذهب بيت والدها فقد سبقوها بناتها أمس فهم يعشقون والدتها بشدة ،
وقبل أن تدلف استمعت إلي أصوات اعتماد تردد في أذناى ولدها :
_ إنت لسه بردوا مصمم متجوزش على اللى ماتتسمى بوز الإخص هند .
أجابها زاهر بلا مبالاة:
_ أنا ولا عايز اتجوز ولا أتنيل هى كرهتنى في صنف الحريم بحاله ، أنا مش فاضي لوش النسوان اللى مبيخلصش ده ، أنا ورايا شغلي اللي اتوسع وبقى يكبر كل يوم .
كانت تستمع إليهم بحزن وعيناها تلمع بالدموع ، إلي أن أكملت اعتماد زنها له:
_ يابنى اتجوز واحدة صغيرة تجيب لك الواد يشيل اسمك وتدلعك كدة وتجدد لك شبابك.
زاغت عيناه من حديث والدته وأردف :
_ إنتي شايفة كده ياماما ؟
أجابته بتأكيد:
_ ده أنا شايفه ونص وأهي متلقحة فوق أهى هتزعل لها شويه وهتسكت بعد كدة وترضى بالأمر الواقع ،
وأكملت وهى تقوم من جانبه تتجه ناحية المطبخ:
_ أنا هقوم أشوف اللى في الفرن علشان أدوقك عمايل ايديا.
أما هند بعد ما استمعت إليهم نظرت إلي السماء مرددة بدعاء وقلبها يحترق:
_ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتوا الاتنين ، الهى ربنا يو.لع فيكم ياللي معندكمش ذرة ايمان ولا دين ولا حب .
وتركت المنزل وصعدت سيارتها وذهبت إلي بيت أبيها دون أن تستأذنهم بسبب وجيعتها منهم ،
دلفت اعتماد الي المطبخ وجدت الفرن غير مشتعل وظنت أنها لن تشعله وحدثت حالها:
_ يانهار أبيض بقالي ساعتين مفكرة اني مشغلاه وهو زي ماهو .
ثم أمسكت الكبريت وما إن أشعلته واقتربت من الفرن حتى انفجرت النار في وجهها وكذلك أنبوبة الغاز وشبت النيران في جميع المنزل من أعلاه إلي أسفله وكأن دعوة المظلوم من قلبه بحرقة تفتح لها أبواب السماء،
بعد ساعتين من انفجار الأنبوب وحضرت المطافى ونقلوهم الي المشفى وحالتهم يرثى لها ، وتدمروا كليا ولم يتبقي منهم غير أنفاس وبقايا من شكل بنى أدم ، وكأن الجزاء من جنس العمل حيث قال سبحانه وتعالى
"إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
وتحقق وعد الله في آكل مال اليتيم ، أيها الإنسان الدنيا فانية ولا تستحق أكل حقوق العباد فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال ، فاللهم الاستقامة والقناعة فالرضا لمن يرضى .
الفصل الاخير
بعد مرور ستة أشهر على تلك الأحداث
في كلية التجارة حيث يقف كل من رحيم وفريدة وجميل وراندا وزوجها وأبنائها ومالك وريم يستمعون بفخر واعتزاز إلي مناظرة مريم أثناء مناقشتها للدكتوراة ، فهى بعد أن انتهت من دراستها فورا أخذت الماجستير ثم اجتهدت وسارعت الوقت والآن تقف بكل اجتهاد تناقش رسالتها وما إن أنهت ، حتى ارتخت على مقعدها تنتظر تقديرها من لجنة المناقشة ، جلست بتوتر بالغ بان على معالم وجهها ونظراتهم جميعاً متبسمين لها ، ويدعمونها بأنها ستحصل عليها بتقدير عال،
ثم انتبهوا جميعاً إلي الدكتور المسؤول عن رسالتها يردد:
_ لقد تم منح الطالبة مريم عماد شهادة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
صفق الجميع مهللين ومباركين لتلك اليتيمة التي حصلت على الدكتوراة بتلك المرتبة العالية ، هرول إليها رحيم مسرعاً قبل أن يصل إليها الجميع وجذبها إلى أحضانه وهو يرفعها أعلى ويدور بها في المكان بفرحة عارمة ثم أنزلها وقبلها من جبهتها مرددا أمام الجميع بفخر:
_ألف مليون مبروك يا أجمل وأصغر دكتورة، تستحقيها يا قلبي وعن جدارة، أنا مبسوط بيكي جدا والفرحة مش سيعاني وأخيراً هنتجوز ونلم شملنا بقى كفاية لحد كدة .
وصل إليهم جميل وجميعهم فتحدث جميل بعيون لامعة من شدة سعادته بها:
_مبروك يا أجمل دكتورة مريم انا بجد فخور بيكي يابنتى فرحتى قلبى انك قدرتي تتحدي المستحيل وتبقي الدكتورة مريم عماد .
أما فريدة أخذتها بين أحضانها بحنان أم ففي الفترة الأخيرة اقتربت منها بشدة وصاروا في كل كبيرة وصغيرة لايفارقون بعضهم ،فقد أحبتها أكثر من بناتها ولامت حالها كثيرا على رأيها وازعاجها لتلك اليتيمة قبل ذلك مرددة بحنان أم نابع من قلبها بصدق:
_مبروك يا مريومة الف مبروك يا حبيبتي انا بجد سعيدة قوي بيكي النهاردة يا قلب ماما ربنا يفرح قلبك ودايما من نجاح لنجاح يارب .
بادلتها مريم الأحضان بترحاب شديد فقد تعلقت بها بشدة وأحست منها حنان الأم كما يجب ان يكون وهي تشكرها بامتنان على وقوفها بجانبها:
_ربنا يخليكي ليا يا أمي منحرمش منك ابدا ، إنتي ليكي نصيب في نجاحي واني وصلت للدرجة دي بفضل ربنا أولا ثم تعبك ووقفتك جنبي وعمرك ما بخلتي عليا بوقتك ولا مجهودك ولا حنانك وكنتي دايما دعم كبير ليا عمري ما هقدر أوفيكي حقك يا امي .
شددت فريدة من احتضانها وهي تلومها:
_مفيش شكر بين الأم وبنتها يا قلبي ونجاحك ده كأنه نجاحي بالظبط .
وبارك لها الجميع بقلب سعيد لتلك المريم وبعد مدة خرجوا جميعا وعاودوا الى منزل جميل فهو قام بعزيمتهم على العشاء في جو أسري فرحت به مريم بشدة ،
انقضى أسبوعين على تلك الأحداث واليوم موعد زفاف مريم على رحيم في اكبر قاعة من قاعات الإسكندرية وصل إليها رحيم بسيارته الى صالون التجميل كي يذهبوا إلي حفل زفافهم ،
عندما رآها وهي بفستان زفافها أحس بالفخر بذاته أنه يمتلك تلك الرقيقة وأنها زوجته وأنه استطاع ان ينالها رغم كل الظروف المحاطة بهم وصل إليها وأخذها بين احضانه وشدد عليه بقوة وكأنه اخيرا انتهى من معركة الوصول إليها وبدورها شددت على احتضانه وهي تنظر أعلى تحمد ربها على عطاياه لها ،
انطلق بها الى القاعة المقام بها حفل الزفاف وبدأت مراسم الحفل بعد ان بارك لها الجميع وكانوا مبهورين بجمالها الملائكي والآن انطلق منظم الحفل يعلن عن رقصة العروسين الأولى التقط كف يداها وسحبها إلي ساحة الرقص وهو يتسارع بخطواته حتي وصلا واستقرت بأحضانه ،
حاوطت رقبته بيداها الصغيرتين وكل منهم ينظر للأخر بحب وسعادة تكفى العالم أجمع ، وانطلقت الأغنية التى انتقاها رحيم خصيصاً لأجلها،
أيوه بسببك قادر أكمل، وقت ما بتعب ليكي بروح ، لما ببان الدنيا تقفل حضنك آخر باب مفتوح، ياللي عيونك وقت ما بغرق بالنسبة لي دي مركب نوح، إنتي الحتة الحلوة في قلبي ،ببقى في قربك مش قلقان ، إنتي حبيبتي وأمي وبنتي ومليش بعدك تاني مكان
حبيبتيني في أيام عمري رجعتينى لنفسي زمان ،
كان ينظر إلي عينها بعشق جارف وتحدث بهيام وهما يستمعان الي الأغنية ويؤديان رقصتهما بتناغم يليق بهم :
_ الأغنية دي أنا مختارها ليكي وقاصد كل كلمة فيها وبهديها لك من كل قلبي ياقلبي.
ابتسمت له بعينين عاشقتين ورمشت بأهدابها دليلاً على تفاعلها مع حالة الوله التى يعيشونها ،واستمعت إلي باقي كلمات الأغنية بقلب يدق فرحا ،
إحساسي بيكي لو قلت ليكي ميتحكيش
جيتي وبقيتي أهلي وبيتي لو يوم مشيتي إزاي هعيش ،
عمرك لحظه ما نزلتيني لأ بالعكس أنا بيكي عليت ،
ولا بعتيني ولا خذلتيني وبتديني أكتر ما إديت، قبل ما بندهلك بتجيني
ضهري وسندي لو إتهزيت،
نصي التاني إللي بيفهمني قبلك عمري ماهوش محسوب، حبك هو إللي مكملني من نقصي ومن أي عيوب ،
وسط حياة مليانة حروب ،وأنا بين ايديكي إحساسي بيكي لو قلت ليكي آه مابينتهيش، جيتي وبقيتي أهلي وبيتي
لو يوم مشيتي إزاي هعيش .
انتهت الأغنية ثم حملها ودار بها في المكان تحت سعادة المعزومين وهللوا جميعا مصفقين لذاك الثنائي الخاطف للأنفاس ،
بعد ساعتين انتهى حفل الزفاف وانطلق رحيم ومريم الي عشهما السعيد ،
ماإن وصل بها إلي بيتهم حتى حملها وانطلق بها مسرعاً إلى الداخل ،
دلفا إلي شقتهم بنفس راضية مطمئنة ، فتحدث رحيم وهو مازال حاملاً لها ويداعب أرنبة أنفها:
_ نورتى بيتك ياعروستى ، لااااا ده إنتي نورتى قلبي ودنيتى ياأجمل روما في الكون كله .
أنهى كلماته واختطف قبلة سريعة من شفتيها ثم أنزلها وحاوط خصرها بكلتا يديه مكملاً:
_ انا سعيد قوي ان احنا اخيرا ربنا جمعنا مع بعض، يا ترى إنتي كمان حاسة بنفس الفرحة اللي انا حاسس بيها ولا أنا مزودها شوية ؟
أجابته بعشق مماثل وهي تحاوط رقبته بيداها:
_انا كمان مبسوطة قوي ومش مصدقة ان ربنا عوضني بيك بعد سنين العذاب اللي انا عشتها، مكنتش متخيلة إن أنا هيطلع نصيبي من الدنيا انت يا رحيم .
قطب جبينه وتحدث باعتراض:
_ليه ما تصدقيش يا مريم انتي جميلة وأخلاقك راقية وكل حاجة فيكي بتدل على رقيك وتدينك وجمالك من بره وجوه ليه شايفه نفسك قليلة كده ؟
وتابع بحب:
_ إنتي أجمل حاجة حصلت لي في حياتى ، أنا معرفتش معنى الحب إلا معاكى .
وظلا ينظران بوله لبعضهما من سحر اللحظة ثم بدأ يخلع عنها حجابها وما إن رأي خصلاتها الغجرية تهبط على وجهها حتى حبست أنفاسه من روعة جمالها ، وانطلق بها إلي رحلة العاشقين كى يسقيها من حبه وعشقه الشديد لها .
________________________________
في منزل زاهر الجمال حيث تجلس هند مع صديقتها نور والتى كانت طريق النور لها ،فتحدثت هند بقلب موجوع على ما حدث لزوجها:
_حالته صعبة خالص من ساعة الحريق اللي حصل وهو زهق من كتر عمليات التجميل اللي عملها لنفسه هو وامه ومستكتر على نفسه ان هو يبقى شكله متشوه كده،
أي نعم العمليات دي فرقت مع شكله كتير لكن بقى زهقه وعصبيته وحالته حاله ومبقاش مش طايق نفسه .
مطت صديقتها شفتيها بامتعاض واردفت:
_والله لازم يرضى بنصيبه اهي الفلوس اللي اخذها من اليتامى ما نفعتهوش بحاجة وبرده لحد دلوقتي ما رجعلهمش حقهم وهيفضل كده طول عمره يصرفهم على المرض وربنا هيطلعه من بلوة هيوقعه في مصيبة .
تحدثت هند بعيون تلمع دمعا:
_انتي مش متخيلة انا خلصت كلام معاكي ونزلت وأول ما خرجت من البيت حصل لهم اللي حصل شفتي تدابير ربنا انا وبناتي ما نكونش موجودين في البيت ،
وتابعت برضا عن نفسها:
_من ساعة ما ربنا شفاه شويه وانا واخته عمالين يتحايل عليه يرجع مال اليتيم وهو مش راضي هو حر انا أخليت ذنبي قدام ربنا وعملت اللي عليا .
ربتت نور على ظهرها واردفت بتشجيع :
_انتي ما تعرفيش ان ربنا سبحانه وتعالى بيخزن عنده كل حاجة ، فالانسان لما بيعمل خير بيتحفظ عند ربنا وبيفاديه بسبب الخير ده من حاجات كتير ومن اهم الحاجات اللي ربنا فداكي إنتي وبناتك بيها انك مشهدتيش زور وانك تقبلتي مني اي نصيحة بقولها لك لوجه ربنا ولحد دلوقتي بتتقبلي وبعدتي نفسك عن اي مشاكل ، فكملي في طريقك وان شاء الله هيسترها معاكي إنتي وبناتك .
احتضنتها هند وهى تحمد ربها داخلها على تلك الصديقة الصادقة واردفت بامتنان:
_ بجد يانور انتى اسم على مسمى كنتى شعاع النور وسط ضلمتي .
وها هو الصديق الصادق الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز ،
"الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ"
أما في شقة اعتماد فهي تنام على التخت لا حول لها ولا قوة وآثار الحروق نظرا لسنها الكبير تملأ وجهها وجسدها بشراهة ،
فتحدثت ابنتها بصبر قد سئمت منه:
_يا أمي كفاية لحد كده وخلي زاهر يرجع لريم وولادها حقهم انتي مش حمل عقاب ربنا سبحانه وتعالى لما تقابليه ،
والعمر ما بقاش فيه بقية، كلمي زاهر وخليه يتنازل عن الميراث بتاع ولاد اخوه وخليه يبدأ صفحة جديدة عشان عنده بنات وكفاية اللي حصل قوي لحد كده الله يسهل لها هي بعدت وما بتأذيش حد ولا عمرها أصلا كانت بتأذي حد .
وظلت ابنتها تلقي عليها ارشاداتها ووعظها إلى أن جعلتها هاتفت زاهر وأمرته أن يتنازل لريم واولادهم عن حقهم في ميراث زوجها وأصرت عليه أن يفعل ذلك إجباراً.
أما زاهر فعل ما طلبته منه والدته رغما عنه فكتب عليه ان يكون من القاسية قلوبهم وما اكثر هؤلاء الذين يعيشون بقلب غليظ وهؤلاء الذين قال الله عنهم " فويلٌ للقاسيةِ قلوبِهم"
______________________________
في مجموعة مالك الجوهري يجلس هو وزوجته ريم مرددا لها بتشجيع:
_اهدى يا حبيبي ما تقلقيش ان شاء الله هتفوزي في المسابقة وهتاخدي اللقب عن جدارة، ومين أصلا يقدر ينافس ريما ستور ولا ياخد منها اللقب .
كانت تفرك يدها بتوتر وتحدثت بملامح قلقة:
_انت ما تتصورش اللي انا داخلة قصادهم عاملين ازاي دول قدام جداً وليهم اسم وصيت من سنين وخاصة اللي بتاخدها كل سنه دي غول تصميم ومحدش قدر ينافسها .
قام من مكانه وجلس مقابلتها وأمسكها من يدها واحتواهم بين يديه كي يشعرها بالأمان وتحدث بفخر:
_هو انتي مستهونة بنفسك كده ليه !
ده انتي صاحبة ماركة ريما ستور اللي كسرت الشرق والغرب بتصميماتها وهي مش ظاهرة أصلاً ،
وانتي في السنة دي عملتي ضجة كبيرة في عالم التصميمات ولازم يبقى عندك ثقة في نفسك وفي ربنا أولاً انك هتاخدي اللقب لأنك تستحقيه عن جداره ياحبيبتي،
وتابع بعيون تطمئنها بتأكيد:
_وبعدين اللي إنتي بتتكلمي عنهم دول موجودين في السوق بقى لهم كتير لو إنتي كنتي خرجتي للشغل وسوق العمل من زمان كان زمانك اكتسحتيهم وخاصة ان هما عندهم معارض بتخدم تصميماتهم،
شوفي انتي بقى في سنة واحدة خرجتي فيها عملتي ايه،
وانتي كنتي مكونة اسمك وماركتك وانتي مش ظاهرة فعلشان كده تأكدي ان ريما ستور هي غول التصميم مش حد غيرها .
وظل يطمئنها الى ان أتى موعد المسابقة فتأبطت ذراعيه وانطلقا الى وجهتهم ،
وصلوا المكان وجدوه ممتلئا بالزائرين انتقى لها مقعداً بعيداً عن الاستدج وجلسوا وظل يهدئها وهو ممسكا بيدها ،
مرددا بعيون تلتمع فخرا:
_ممكن نهدى بقى خلاص فاضل ربع ساعة والمسابقة تبتدي ولجنة التحكيم دلوقتي دخلت أهي نركز بقى علشان تتعلمي من كل حاجة بتشوفيها وتأكدي سواء أخدتي اللقب او ما أخدتيهوش إنتي حاجة كبيرة قوي وليكي مستقبل باهر في التصميم لازم تكوني متأكده من كده .
شكرته بعيناها بامتنان لوقوفه جانبها ، وبعد دقائق ابتدأت مراسم المسابقة ،وخرجت عارضات الأزياء تؤدين العرض بمهارة ،
وكل العيون مثبتة عليهم وبعد ان انتهوا من تقديم جميع العروض الخاصة بالمتسابقات جاء دور لجنة التحكيم وانطلق كل منهم رافعا لوحته برقم التصميم الذي ابدى اعجابهم بشدة، والجميع في حالة توتر شديدة وكل ينتظر النتيجة وها هم يعلنون عنها،
وها هي تفوز ريما ستور بصاحبة أفضل مصممة على مستوى الشرق الأوسط ،
وأعلنت مذيعة العرض:
_ صاحبة ماركة ريما ستور هي الفائزة بالمسابقة تتفضل تطلع تستلم جايزتها،
ثم نطقت اسمها وهى تنظر إلي المدعوين:
_المصممة ريم جميل المالكي .
وضعت يدها على وجهها تمنع دموع عينيها اثر الفرحة احتضنها مالك أمام الجميع وهو يبارك لها بكل اعتزاز وحب بنجاحها:
_الف مليون مبروك يا قلبي مش انا قلت لك تستحقيها وبجدارة،
اصلا إنتي قعدتي شهرين كاملين تتعبي على الفكرة علشان ما تعمليش حاجة تشبه حد وفي الآخر ربنا قدر تعبك ومضيعهوش،
يلا بسرعة علشان تستلمي جايزتك وانا هنا بشجعك بقلبي وبروحي وكل كياني .
شكرته بعينيها بامتنان وصعدت وقامت بالتسليم على لجنة التحكيم الذين هنؤوها ثم استلمت جائزتها وادلت بالشكر للجنة التحكيم والقائمين على المسابقة ووقفت أمام الجميع الذين يصفقون لها بسعادة وهى تمسك الدرع بسعادة عارمة ،
ثم عادت إلى مكانها ووجدت الإعلاميين يتهافتون عليها كي يسجلوا لقاءً حصرياً مع صاحبة أحسن مصممة على مستوى الشرق الأوسط ريم المالكي .
_________________________________
بعد مرور سنة من الآن كانت مريم وضعت جنينها الأول من رحيم منذ شهران والذي يعتبر نسخة مطابقة من والدته فكان جميل سعيدا بحفيده من ولده سعادة غامرة وعلى نفس سعادته كانت فريدة تحمل الصبي على فخذيها وهي تنظر إليه وتهدهده بحب وكأنه حفيدها الأول ، فتحدث جميل وهو يطلب من فريدة أن تعطيه الصبي :
_ ناولينى جميل الصغير لما أحضنه وألعب معاه شويه حبيب جدوا .
جذبته إلي أحضانها وتمنعت أن تعطيه الصبي مردفة برفض :
_ لااااا أنا لسه مشبعتش منه حبيب تيتا انسى ، شوية كدة وهديه لك .
انزعج جميل من رفضها وأردف بنبرة حزن مصطنعة وعلامات وجه منزعجة:
_ لاااا كدة مينفعش إنتي كدة ظالمة يافريدة كل لما تشوفيه تفضلي متبتة فيه ومش عايزة تسبيه وكأنه حفيدك لوحدك .
ابتسم كل من رحيم ومريم على مشاغبتهما اليومية ، وتحدث رحيم وهو يمد يده لوالدته يطلب منها جميل :
_ بعد إذنك ياماما اديه لبابا يبوسه ويحضنه علشان احنا عايزين نروح مشوارنا ،
وتابع كلماته وهو ينظر في ساعته :
_ لااااا ده إحنا قدامنا مشوارين مش مشوار واحد .
ناولته فريدة الصبي وهي تردد بانزعاج:
_ بردوا مصممين تروحوا مشاويركم دي ، أنا مش مرتاحة .
وعلى رأيها تحدث جميل :
_ وأنا بردوا يابني مش عايزكم تروحوا وخاصة بالولد ،
واستطرد حديثه وهو ينظر إلي مريم:
_ ليه يابنتي مصممة تروحي وكمان تاخدي ابنك معاكم؟
كبرى دماغك وانسى وارمى اللى فات ورا ضهرك هو أصلاً مات .
بتصميم شديد أردفت :
_ معلش يا بابا أنا مصممة أروح المشوار ده ، نفسي بجد أعمل كدة ، وبعدين متقلقش عليا إحنا هنبقى في الأمان .
وجدوا منهم تصميم شديد فتحدثت فريدة:
_ طيب خالو بالكم من الولد أووي وتروحوا وترجعوا بالسلامة وهكلمكم علطول تردوا علشان هفضل قلقانة عليكم لحد ماترجعوا .
ودعوهم وانطلقوا إلي وجهتهم ، فتحدث رحيم باستفسار:
_ نروح دار الأيتام الأول ولا المشوار التاني ؟
نظرت أمامها بشرود وأردفت :
_ خلينا المشوار التاني الأول وبعدين نختم بالدار علشان يبقى ختامه مسك.
ربت على فخذيها بحنان وتحدث:
_ أنا والله العظيم رايح معاكي علشان خاطرك إنتي ولولا اني مينفعش أبين رفضى قدام بابا وماما كنت منعت إننا نروح ،
واستطرد بعيون لامعة بعشقها:
_ لكن أنا وعدتك إنى هفضل معاكي وهسندك وعمرى ماهتخلى عنك في أي موقف مهما كان .
ابتسمت لذاك الزوج البار بها والذي يمتلك قلبا عاشقاً لها منذ بداية معرفتها به ، ورددت بقلب ينفطر وجعا:
_ لازم أروح يارحيم علشان أبقى مرتاحة ، لازم أثبت لها انها خسرت وأنا اللى كسبت ، ومش شماتة لاسمح الله ، لاااا ده قلبي وأيامى اللى اتدمروا بسببها أيام وشهور ، لازم أحسسها إنها جريت ورا سراب وأنا دلوقتي اللى بقيت حقيقة.
وظلا يتحدثان إلي أن وصلا بعد مدة إلي سجن القناطر ، دلفا إلي الداخل تحمل ولدها بين أحضانها وهى في قمة شياكتها ، حيث كانت ترتدي فستاناً باللون الأحمر ويزينه حجابا باللون الأبيض وترتدي نظارة شمسية فحقا كانت أنيقة وملفتة للأنظار ، وبجوارها رحيم زوجها بحلته الأنيقة فحقا كأنه نجم سينمائي فكانت تليق الأناقة به وواضعا يده بتملك على كتف زوجته ، وصلا إلي مكان تلك المى في حجرة الزيارات ووجدوها تجلس وفي يدها سجارها تنفس دخانها بشراهة وشكلها المشعث واضحا للأعين ،
وصلوا أمامها وألقوا عليها السلام وللعجب لم تعرف مريم فتحدثت باستغراب:
_ مين انتي ياهانم ؟
أعطت مريم ابنها لرحيم ثم خلعت نظارتها وأردفت بنبرة شامخة :
_ أكيد عرفتينى دلوقتي ، ولا أعرفك بنفسى أنا الدكتورة مريم عماد وده جوزى الدكتور رحيم المالكي ، وده ابننا جميل ثمرة الحب الحلال ، ها افتكرتينى .
شهقت بصدمة وهي تنظر لها بانبهار ورددت بغل :
_ والله أهلاً وسهلاً ، تصدقي لايق عليكى النضافة ياتربية الملاجئ .
لم تقدر على أن تثير مشاعر الغضب داخلها ولا أن تعكر صفو مزاجها وأردفت بقامة مرفوعة:
_ فعلاً تربية ملاجئ وأفتخر ، وبصراحة ليا حق أفتخر بنفسي وأبص لفوق أوووي لأنى بقيت زي مانتي انبهرتى كدة أول ماشفتينى ، حاجة راقية محترمة واتجوزت جوازة راقية تليق بيا ،
واسترسلت دفاعها عن مشوار عمر عانت فيه كثيرا:
_ أنا جاية النهاردة أثبت لك انك وانتي في عز قوتك مقدرتيش تدخلينى طريق السراب والضياع وأنا كنت في عز ضعفى ومستسلمتش ليكى وسلمت أمري لربنا ولو كنتى حطيتى السكينة على رقبتى أو حتى عملتى فيا إيه باللذي عمرى ماكنت هبقى زيك أبداً ، والأدوار اتبدلت وبقيت أنا فى عز القوة وإنتي في عز الضعف وياريتك توبتى .
نفثت الأخرى دخان سيجارتها في وجهها لكى تشعرها أنها لاتبالى والحق يقال أن داخلها يغلى وتحدثت بدم بارد تعودت عليه :
_ مين قال كدة ياحلوة دول كلهم كذا سنة وهخرج أتمتع بالملايين اللى معايا وهبقى زيي زيك بالظبط مفيش فرق ، الفلوس بتلمع أي حد ومبيفرقش في مجتمعنا ده كل الهبل اللى انتى جاية تغظينى بيه ، من الأخر الدنيا ماشية معاك قرش تساوى قرش .
ضحكت مريم على هرائها وهتفت باستفزار لها كى تفيق :
_ بصي حواليكى حبيبتي وإنتي هتعرفي وانتى خارجة من هنا هيتكتب في سجلك خريجة سجون .
تحدث رحيم الي مريم :
_ بقول لك ايه ياحبيبي مش كفاية ضيعتى من وقتك الثمين مع دي ، يالا الندوة خلاص اتنظمت وابتدت ومستنينا وكمان المكان هنا مش لطيف وريحته مش حلوة هيزعج جميل .
ابتسمت إليه وهتفت بموافقة:
_ تمام ياحبيبي عندك حق يلا نمشي ،
ثم ضربت بيدها على جبينها كعلامة للتذكر :
_ أه صحيح نسيت أقول لك ياميوشة اني عندي دلوقتي رصيد في البنك وفلوس كتييير أووووي بشغلي الحلال وبمجهودي يعنى من ناحية المادة والفلوس اللى بتتكلمى بيها أنا بقيت غنية بس وأنا نضيفة ، باااااااااى .
أنهت كلماتها وانطلقت من أمامها وهي ترتدي نظارتها وتتأبط ذراع زوجها برأس مرفوعة وخرجت من ذاك المكان وهي الآن في قمة راحتها النفسية ، فكم حلمت كثيرا بتلك المقابلة كد تردم جرح قديم مازال داميا في قلبها والآن قد شفي ،
وهي تحادث حالها :
_ أنا تِلْكَ المريمُ التى سَافرْتُ رحلة آلامِى حتَّى اسْتَقرَّ أَمانِى ،
أنا تِلْكَ الطُّفُولةُ التَّى لمْ أحترفُ معانِيها فهماً ولمْ أحيا كلماتِها طيلةَ زمانِى ،
أنا تلك السِّنِين التِّى قاوَمَتْ كى تَصِل إلى مُنْتَهى نجاحِها بِكُلِّ كفاحٍ وعزمٍ كعَزمِ الجِبالِ،
وها أَناَ ذا بِفَضْلِ ربِّي وصَلْتُ إليهِ وشَعُرتُ براحةٍ داخل أوَطانِى .
#خاطرة_مريم_عماد
#بقلمي_فاطيما_يوسف
وصلوا إلي دار الأيتام وبنفس دلوفهم وبنفس الشموخ تدللوا بخطواتهم الي الدار ، ولكن بمنتهى التواضع ودلفت وهى تنظر إلى كل ركن في الدار بقلب يدق اشتياقا فهى لم تخذل يوما من أنها تربية ذالك الملجأ ، كانت تنظر إلي المكان الذي أواها عمرا بأكمله بكل فخر واعتزاز ،
بعد أن سلمت علي كل أخواتها في الملجأ باشتياق جارف ، جلست تستمع إلي مديرة الملجأ في تلك الندوة المقامة ،
والأن جاء دورها فى الصعود كى تلقي كلمتها ، نظر إليها رحيم بتشجيع وصعدت ، أمسكت مكبر الصوت وتحدثت بعفوية:
_ أنا مريم عماد كتير منكم يعرفنى وكتييير ميعرفونيش لكن هحكي لكم حكايتى باختصار ، أنا اتربيت هنا زيكم من وأنا طفلة صغيرة وبفتخر إني اتربيت هنا ، اتعرضت لمواقف كانت ممكن تدمرنى لكن قاومت وعافرت واتحديت الظروف وكنت أقوى منها وعمرى ماسمحت لها تهزمنى رغم صعوبتها ورغم إنها كانت بالنسبة لي موت بالحياة، أنا جاية النهاردة أقول لكم انتو احسن من ناس كتيير ولازم تشوفوا الحلو اللى حواليكم ومتيأسوش من رحمة ربنا وتأكدوا دايما إن الاعتماد على ربنا سبحانه وتعالى هو اللى هيوصلكم لطريق النجاح اللى وصلنى ليه أنا من مريم عماد مجرد بنت عادية فقيرة تربية الملجأ للدكتورة مريم واللى بردوا بقت زوجة وأم لطفل وبفضل الله عايشة مستقرة ، فماتيأسوش وتأكدوا إن رب الناس رب قلوب .
صفق الجميع كلماتها الرائعة حينما رأوا أثر الدموع في عينيها ، ثم طلبت منها المديرة وبعض زميلاتها:
_ غنى يامريم ، غنى يامريم صوتك وحشنا.
نظر رحيم حوله وجد جميع الموجودين نساء فأشار إليها أن توافق ، ابتسمت بامتنان له فهى تود أن تغنى ، ثم اشتغلت الموسيقى وقررت أن تغني:
_ هنعيش ونشوف معاناة وظروف ،
والفرحة حترجع من تاني والدنيا هتبقى مصالحاني حالنا بيتغير في ثواني وفي غمضة عين،
في سباق ماشيين وفراق وحنين
الشدة تملّي تقوينا
وتبين مين قلبه علينا
على حس الأمل اللي مالينا
عايشين راضيين
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدّى
وتَعبنا كله نسيناه
في طريق مقفول أول ما نقول
يا رب بتفرج في دقيقة
وتروح الأوجاع والضيقة
لو سألوا مجرب دي حقيقة
مين عاش مهموم
حتروق، حتروق والناس حتدوق
طعم الأيام وأحلى ليالي
وسعادة ما خطرتش في بالي
يوم في النازل يوم في العالي
ولا شيئ بيدوم
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
(وياما حكايات (حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدّى
وتَعبنا كله نسيناه
إحساس جوّاك تلاقيه قوّاك
وتقوم على رجلك من تاني
وتقولها لنفسك ده زماني
ده أنا ياما إيماني ده قواني
وبقيت في ذهول
أيام ورهان على مين كسبان
والشاطر هو اللي يعافر
ما يقولش تعبت ومش قادر
أصل اللي بيصبر للآخر
على طول بينول
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدّى
وتَعبنا كله نسيناه
أنهت كلمات الأغنية ونزلت بكل تواضع وسلمت عليهم جميعاً وأعطتهم هداياهم التى مكثت تجهز فيهم أسبوعان بأكملهم وجلست معهم عدة ساعات ثم غادرت الدار وهى تنظر إليها بوحشة فذاك المكان هو طفولتها وشبابها وعمرها .
_____________________________
ومرت الأيام وفي إحدى لياليهم قامت ريم بعزيمة والدها ووالدتها وأخواتها بأولادهم أما عبير رفضت بذوق نظرا لتطور مرض هيام الشديد ، وبعد مجيئهم وتناولهم وجبة العشاء قامت ريم وتحدثت بعيون سعيدة:
_ أتنشن بليز كله ينتبه معايا ، عندي مفاجأة حلوة جداً ليكم ولذلك عزمتكم النهاردة ،
انتبهوا جميعاً إليها ثم ساقتها قدماها إلي ذاك المالك لروحها وقلبها فحقا كان زوجا بارعاً وعوض الأيام ، جذبته من يداه ،
ووضعتها على بطنها وهى تنظر داخل عيناه قائلة :
_ مبروووك هتبقى أحلى بابى في الدنيا بحالها.
اتسعت عيناه باندهاش ، ولسانه غير قادر علي النطق من أثر مفاجأتها الغير متوقعة ، فهو متزوجها منذ أكثر من سنة ونصف وكان قد فقد الأمل ، لكن الآن هى فجرت ذاك الخبر ، لاحظت ذهوله وأنه لم يصدق فتابعت وهى تشير برأسها بعين لامعة بدموع الفرح:
_ أيوه والله أنا حامل يامالك زي مابقولك كدة ، ومحبتش أتكلم إلا لما تم الشهرين واتأكدت .
أخيراً استوعب مفاجأتها وأردف وهو يبتلع أنفاسه بصعوبة:
_ بجد ياريما ربنا جبرنى وهيبقى لي ابن من صلبى .
=بجد ياقلب ريما وعمرها كله .
_ أنا مش مصدق نفسي إن بعد السنين دي كلها أخيرا حلمى هيتحقق.
= ليه يا قلبي ربنا كبييير وانت طيب وقلبك جميييييل زي أخلاقك فأكيد ربنا كان لازم يجبرك .
_عارفة أنا بحمد ربنا أنه خلى ولادي منك انتي وكأني كنت بعافر السنين اللى فاتت علشان أوصل لك انتي ، علشان تبقى الحب الكبير اللى قلبي يستحقه .
=تدابير ربنا كلها خير لعباده ومهما نشوف إن طريقنا ضلمة وعواصف في الأخر بعد الصبر هنلاقى إن بعد الضلمة نور مفرح ومبهج هيعوض الضلام اللى فكرنا نفسنا هنفضل عايشين فيه .
أمسكها من يداها وأدارها بلهفة:
_ أنا عايز بنوتة تكون شبهك كدة .
أدارته بكلتا يداها وهى تردد بنفس اللهفة والحب:
_ أى نطفة منك جوايا وتطلع للدنيا هتبقي بالنسبة لي زي نور عينيا.
_بحبببببببك ياريما .
=وأنا بعشقك ياقلب ريما .
وأخذها بين أحضانه ، حضن الأمان والسلام والاطمئنان ، حضن الحياة والروح التى رُدَّت لها بعد الفقدان ،
بارك لهما الجميع بفرحة عارمة ، وجلسوا جلسة عائلية يتسامرون بكل الحب والود والرحمة والألفة ، البحر من أمامهم ونجوم السماء تضوى من فوقهم ، وهم يستمعون إلى كلمات كوكب الشرق:
طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب
وظلم الحب لكل اصحابه
طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب،
وأعرف حكايات مليانة آهات ودموع وأنين،
والعاشقين دابوا ما تابوا، دابوا ما تابوا
طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذابه، عذابه ،
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
من همسة حب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأدوب في الحب
وأدوب في الحب وصبح وليل، وليل على بابه
فات من عمري سنين وسنين
شفت كتير، كتير وقليل عاشقين
اللي بيشكي حاله لحاله
واللي بيبكي على مواله
أهل الحب صحيح مساكين، صحيح مساكين .
تمت بحمد الله