
رواية قيود بلون الدماء الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم رحمه سيد
كان يحطم كل شيئ في غرفتـه.. غضبه محصولاً لن يقتضيه عقـل مشوش !!!!
كلما تذكـر ما حدث كانت النيران تشتعل لتتآكله أكثـر وكأنه يُنميها لينهار منصهرًا هو... !!
فلاش باك###
كان يقترب منها أكثر حتى أصبح ملتصقًا بها، فظلت تهمس بصوت مبحوح :
-عز.. عز أرجوك أبعد !
ولكنه لم يكـن ليبتعد بعد أن اكتسح تلك الفرصة في القـرب.. واخيرًا لمس شفتاهـا.. يُقبلها بعمـق.. بنهم ملحوظ.. وشوق مكتوم !!!
حاولت إبعاده أكثر من مرة ولكنه كان منغمسًا يشبعها تقبيلاً.. في محاولة فاشلة لإشباع نفسه !
كان غارقًا في ذلك الشعور الذي يغضبه.. يغضبه وبشدة وكأن مرآة المشاعر إنعكست بانهيـار... !!
واخيرًا أبتعد عنها لاهثًا، أغمضت هي عينيها تحاول تلطيف ذلك اللهب الذي اشتعل في جوفيها.. لتجده يقترب منها مرة اخرى فهمست بجدية متوترة رغمًا عنها :
-عز مينفعش كدة.. لو سمحت اطلع بره
لم تكاد تمر الثواني حتى وجدته يلثم رقبتها برقـة متناهية.. ليتابـع همسه الجنوني :
-تمارا... أنا بحبك !! بحبك أووي ومش قادر أبعد عنك خلاص
تجمدت مكانها للحظـات تستوعب تلك التعويذة التي جعلتها كالصنم صامتة تستقبل فقط..
ليكمل وهو يتحسس وجنتاها بنعومة :
-بحبك من ساعة ما شوفتك
ثم سرعان ما كان يردف بغضب حقيقي إلتمـع بين حدقتا عينيه :
-بس لا...
ثم همس بنبرة مُشققة ألمًا :
-إنتِ كسرتيني.. خذلتيني اوي !!
كانت ساكنة تمامًا تستمـع لحديثه بصمت تام.. لتشعر بيداه التي تعبث بأطراف قميصهـا يحاول فتح ازرار قميصها، فأمسكت يده صارخة فيه :
-لاااا.. مينفعش.. مينفعش ابدًا يا عز
ظل يهز رأسه نفيًا وبصوت هيستيري قال :
-مينفعش لية ؟! أنا هاتجوزك.. هاكتب عليكِ اول ما يطلع النهار !
ظلت تهـز رأسها نافية بشرود تام.. ولا تدري كيف إنفلت لسانها يخبره بنفاذ صبر :
-تكتب عليا ازاي وانا اصلاً مكتوب كتابي !!!! جدك عايش يا عز
سكن تمامًا مذهولاً من الصدمة التي ألقتها بوجهه..
بـــــاك###
أستعاد نفسه واخيرًا.. نظر في المرآة المدمرة والتي تعكس صورته النفسية حاليًا، ليعدل ثيابه ثم يهبط متجهًا نحو الأسفل في إنتظـار عودة -قريب والدته- ذاك !!!!!!
وبالفعل.. مرت حوالي نصف ساعة ووجد الخادمة تشير له بهدوء مرددة :
-اتفضل يا حسن بيه اتفضل
كان "حسن" يسير ببطئ شديـد.. يبدو عليه المرض الذي كان ينهش به كالحيوان المفترس !!
بينما قال عز ساخرًا بنبرة ذات مغزى :
-أنا لية حاسس اني بقيت عايش في فيلم هندي ؟!!!!
جلس حسن بهدوء متألم.. فأسرعت "تمارا" تركض نحوه وهي تتعلق بأحضانه مرددة باشتياق حقيقي :
-وحشتني أوي أوي.. اوعى تبعد عني تاني !!
أحتضنهـا بحنـان مرددًا بحزم :
-متقلقيش يا حبيبتي، مش هابعد عنك تاني ان شاء الله
كانت الغيـرة كفتيل لا يعلم له نهاية تشتعل بصدر " عز " الذي تقدم لينتشلها من بين أحضانه صارخًا :
-أنا عايز أفهم أية اللي بيحصل دا ؟!!!
تنحنح حسن وهو يخبره بجدية صلبة :
-اهدى يا عز الاول عشان نعرف نتكلم وانا هاشرحلك كل حاجة
لم تتغير معالمه ليبدأ حسن بشرح ما حدث خلال تلك الاشهر بهدوء :
-لما عرفت اني مريض سرطان، كانت صدمة كبيرة ليا.. مكنتش عارف اعمل أية ولا اقولك ولا لا، فضلت تايه كدة لحد ما عرفت إني مدحت الاسيوطي عايز يخلص مني عشان السوق يفضاله.. قولت دي فرصتي اني ابعد لحد ما إما اتعالج او ربك ياخد امانته.. محدش عرف اي حاجة الا الخدامة اللي كانت بتجيب لي اخبارك والدكتور اللي اجبرته يقولكم اني مُت.. وطبعا بعلاقاتي عرفت اطلع جثه من المشرحة وبتصريح الدفن بتاعها أنت دفنتها بس طبعا بعد ما الخدامة بدلته بتصريح مزيف ليا.. واوهمت الكل بموتي.. استفدت اني مش هاعذبك معايا.. وانتقمت من مدحت الاسيوطي.. وتمارا !!!! عرفت انت هتبقي ازاي مع تمارا لو جرالي حاجة، كنت محتاج اعرف حاجات كتير زي ما عرفت برضه انك...
قاطعه عز صارخًا بذهول وكأن العقل لا يحتمل كم المشاحنات التي تتفجر لتُحطم القلب والعقل في آنٍ واحد :
-لا لا متكملش، أنت ازاي عملت كل دا !!! ازاااااي قدرت اصلاً !! طب والمحامي.. والوصية.. كل دا ظبطته، وأنا.. أنا كنت لعبة سهلة بالنسبالك اوي كدة ؟!
تنهـد حسن بقوة وهو يهتف بثقة :
-متنساش أنا مين يا عز، أنا حسن السيوفي مش عيل صغير بلعب !!
ظـل عز يهـز رأسه نفيًا وكأنه لا يستوعب.. ثم ركض للخارج دون كلمة اخرى ليستقل سيارته متجهًا نحو وجهة لا يعرفها سواه !!!!!!
............................
ساعات مرت و "تمارا" تجلس في غرفتها.. شاردة صامتـة تحاول إستيعـاب ما حدث !!!
كلمته التي كانت كنقطـة أحدثت تغييرًا شاملاً في محتوى كلمات حياتها بأكملها.. !
"بحبك... بحبك... بحبك"
كلمـا أختـرقت تلك الكلمة أذنيها شعـرت رغمًا عنها بغزيرتها الأنثويـة تنفض أتربة الكتمان عنها.. حتى صارت ملتعمة بلهبًا منغمسًا بالطفو الساكن كالبركان مؤقتًا...!!
نهضت بهدوء متوجهة نحو الأسفل تدلف المطبخ لتعد لها كوبًا ساخنًا من القهوة لتعيد ترتيب ما هُدم من أفكارها المشعثة...
بعد قليل تفاجئت بمن يمسك يدها ليسحبها معه بالقوة.. شهقت بعنف متوتر من فعلته :
-أنت بتعمل أية يا عز !!! أوعى سيبني
أدخلها الي الغرفة التي يتمـرن بها ثم أغلق الباب خلفه يضمن ألا تدلف واحدة من الخدم وقد تأكد أن "حسن" غادر ليباشر عمله بالشركة...
أمسك ذراعيها وهو يهزها بعنف مزمجرًا :
-إنتِ اللي عملتي كدة، اوعي تكوني مفكراني اهبل ومصدق اني قولت التخاريف دي وانا في كامل قوايا العقلية !!!!
كانت تحدق به مذهولة.. منذ قليل كانت عيناه غيمـة متحجرة من عشقٍ مكبوت، والان أصبحت مجرد -تخاريف- !!
لتجده يكمل بحدة أكثر :
-أنتِ أكيد حطتيلي حاجة في أكلي او شربي عشان اخطرف بأي حاجة، لكن أنا استحالة اقول الجنان دا وانا واعي
واخيرًا إستطـاعت لملمة شتات نفسها، لتدفعه بقوة واهية وهي تردد :
-لا أنت مجنون، وانا هعمل كدة لية اصلاً اذا كنت انا بكرهك ؟!!! أنا معملتش كدة ومستحيل اعملها اصلاً
قبض على فكهـا بقوة وهو يخبرها :
-اسمعيني كويس.. أنا مكنتش في وعيي وانا بخرف كدة، واستحالة افكر في... في مرات جدي يا مدام !
تركها تلهث بعنف.. ليتقدم من الجسم الموضوع أمامه، ثم بدأ يضرب فيه بعنف.. رغمًا عنه فاحت عيناه قدحًا مميتًا ينمو بين مجحريـه... !!
بينما دقيقة وركضت هي للخارج ليسقط هو على الارض صارخًا بوجـع مـزق روابط قيد التكوين بعد :
-اااااااااااه... يااااااارب !!!!!!!
******
بعد مرور أسبـوعان...
كانت "كلارا" في الملهى الليلي...
وتقريبًا إنطبقت عليها جملة " ورجعت ريما لــ عادتها القديمة " !!
تجاهـل فهد لها قد جعلها تدرك أن ما كانت تسعى له مستحيـل.. مستحيل يرتكز خلف ضفتي نهـر سيكتم أنفاسها ابديًا إن حاولت تخطيه... !
وما إن رأوها صديقات السوء ركضن عليها يهتفن في تهليل :
-كلارا !!! أخيرًا رجعتي.. Really أنا مش مصدقة نفسي
ابتسمت كلارا مجاملةً وهي تخبرها :
-رجعت يا ليان.. ومش هابعد عن حياتي القديمة تاني خلاص !
اومأت "ليان" فرحـة ثم انطلقت من امامها، بينما مالت كلارا برأسها نحو النادل تهتف بهدوء :
-عايزة المشروب بتاعي يا مدحت بسرعة please !!
ثم بدأت تحك رأسها بتوتر.. توتر أختلقته أفكارها المشعثة عن رد فعل "فهد" عندما يعلم !!!!
وجدت يد تربت على كتفها بهدوء مرددة :
-مالك في أية ! أنتِ جاية تهدي ولا تتوتري اكتر ؟
نظـرت كلارا بشرود للحظة ثم سألتها مستفهمة :
-أنتِ مين ؟!
ابتسمت تمارا وهي تجيبها بخفوت :
-أنا تمارا
بادلتها كلارا البسمة مرددة :
-وانا كلارا
ابتسم كلاً منهما ثم بدأوا يتحدثن في شتى الامور وكلاً منهما تتناول مشروبها إلى أن تبادلا أرقام هواتفهم....
مرت حوالي ساعتان وحل الليل، لتفاجئ كلارا بمن يقبض على ذراعها هاتفًا بنبرة سكـرة :
-ماتيجي نرقص يا كلارا ؟
هـزت رأسها نفيًا وبأعين زائغة اجابت :
-لا.. أنا آآ
ولكن وجدته يحيط خصرهـا بيداه.. وعينـاه تمـوج رغبةً بها.. !!!!!
نظرة مقززة لو رأتها وهي بكامل قواها العقليـة لتفجرت خلاياها غضبًا... !
وفجأة وجدت الرجل يبتعد عنها صارخًا من الألم.. لتنظر فتجد "فهد" قد لكمه بعنف !!
لم يعطيها فرصـة اذ سحبها بقوة من يدها ليغادر مسرعًا دون أن يأبه بتمارا التي ظلت تنادي "كلارا"
..........................
نصف ساعة تقريبًا وكانوا قد وصلا منزلهم..
ظل فهد صامت يحاول إنتشـال نفسه من بين براثن غضبه قبل أن يهتك تلك التي امامه !!
وما إن دلفا حتى سحبها من يدها للمرحاض ليضعها اسفل "الـدش" ثم فتح المياه لتتساقط على كلاهما بغزارة !!!
شهقت كلارا عدة مرات وهي تدفعه دون وعي :
-اوعى يا فهد.. سبني بقا ملكش دعوة بيا
ولكنه شدد يداه حولها وهو يردف بغيظ وغضب متناثران حول حروفه :
-فووووقي بقا فووووقي كفاية !!
وفجأة احتضنته وهي تشهق باكيـة.. ظلت متشبثة بلياقة قميصه ودموعها تهبط مختلطة بتلك المياه ثم بدأت تهمس بصوت مبحوح :
-سبني أنت السبب.. أنا بكررهك يا فهد
ثم عادت تبكي بصوت عالي متابعـة :
-بس مش عايزة أبعد عنك... !
احتضنها هو بحنـان وكأنه يخبأها داخل أحضانـه.. قلبه يرتعش تأثرًا بها وسط أحضانه هكذا !!!!!
ولكن قبضة متينة كادت تخنقه ذكرته بالواقـع الذي أمات نظرة عيناه الراغبة والمشتاقة لها دومًا...
مد يده يتحسس وجهها بهدوء حاني حتى وصلت يداه لشفتاهـا فارتعشت بتوتر.. لم يستطع كبت رغبته بها فاقترب ببطئ حتى لامست شفتاه شفتـاها الوردية الصغيـرة.. اُنعـش ذلك القلب.. وتخدرت مسام العقـل.. وبقي الجسد جنـدي مزموم وسط حرب القلوب !!
مد يداه تلقائيًا يحيط خصرهـا بتملك.. بينما شفتاه تلتهم شفتاها بجـوع.. تجـرأت يداه قليلاً فأزاح عنها التيشرت ببطئ.. كالأعمى الذي يسمع صوت الطبول.. ولكنه لا يدري أهي طبول حرب ام طرب عشقًا جارف ؟!!!!
ابتعدا قليلاً يلتقطا أنفاسهم اللاهثـة.. يدوي صوت أنفاسهم فقط كسلسال لأشتياق يتنكـر متلبسًا لهفتهم في القرب.. إلى أن قالت "كلارا" بهمس يكاد يسمع :
-أنا عايزاك بجد.. وعايزة أعيش حياة طبيعية معاك، أنت لية بتبعد عني ؟!
إنتفض كالملسـوع يبتعد عنها ناهضًا، وكأن جملتها رنينًا أيقظه من حلم قصير !!
ثم بدأ يصرخ بعصبية نافذة وهو يمسح خصلاته السوداء بقوة :
-مينفعش.. مش اما ابقى انا طبيعي.. مينفعش يا كلارا مينفعش
صرخت هي الاخرى منفعلة تسأله :
-مينفعش لية لييييية يا فهد !!؟
-عشان انا مريض.. مريييض بالإيـدز يا كلارا !!!!
صرخ بها بنفاذ صبر غير مدركًا ما فجره للتو متناسيًا عاقبته الوخيمة... !
*******
كانت الخادمات في منزل "حسن" يرصن الأطباق على السفـره بهدوء..
بينما هبط "عـز" لتـوه من غرفته للغداء، جلس على الكرسي ليشرع في تناول طعامه دون ان ينتظر "حسن" او تمارا كالعادة..
هو طيلة الاسبوعـان لم يتعامل معهم اساسًا.. هو بالأسم يعيش معهم ولكن لم يختلط بأيًا منهم إطلاقـــًا...
تقدمت منه تمارا دون كلمة، نظر عز للخادمة يسألها وهو يمضغ الطعام مستمتعًا بمذاقه :
-مين اللي عمل الاكل دا يا داده ؟
اجابت الخادمة بابتسامة :
-دي الست تمارا اللي عملته بنفسها عشان حسن بيه
توقف فجأةً.. ومن دون مقدمات كان ينهض ليسحب -المفرش- الموضوع عليه الطعام ويلقيه على الأرض بقوة !!!!
شهقت الخادمة بفزع بينما ظل عز يزمجر في تمارا بحدة :
-أية الاكل دا ؟!!!! دا عك مش أكل، لما انتِ انسانة فاشلة حتى في دا بتعملي لية !! ولا عايزة تثبتي وجودك وخلاص
ثم نظـر للخادمة ليكمل صراخه بها :
-وأنتم اية شغلانتكم لما البت دي نيلت اللي نيلته!!
حاولت الخادمة الرد بتوتر مرتعد :
-احنا آآ اسـ اسفين يا عز بيه
بينما كانت تمارا تقف ثابتـة تنتظره أن يفرغ شحنات غضبه كاملة.. وكأنه يصارع وحوشًا داخله !!
بينما زفر عز أنفاسه بقوة ليستدير ويغادر دون كلمة اخرى...
هبط "حسن" لتوه يتسائل بجدية :
-في أية ؟! أية اللي حصل دا !
اجابت الخادمة بصوت خافت :
-عز بيه اتضايق عشان الاكل ماعجبوش
ثم انصرفت مسرعة.. لتصرخ تمارا ساخرة :
-عز اتجنن خلاااص مابقاش شايف نفسه
تنهد حسن بهدوء.. وبحكم خبرته العميقة بــ عز كان يستطرد :
-هو عز كدة.. لما بيكون عصبي ممكن يعمل اي حاجة، وهو دلوقتي حاسس انه لعبة بأيدينا عشان كدة اتوقعي منه اي حاجة يا تمارا !!!!
*******
إتجـه يوسف نحو المرحـاض يغتسـل.. بينما كانت "رودين" مجرد جثة هامـدة على الفراش يأخذ منها ما يريد فقط لاشباع رغبته بها ثم يتركهـا مُلقاه كـريشة لُوثت بدمـاءها التي دنسها !!!!
دقائق ونهضت هي بصمت تام.. بعدما تشبثت بملابسها التي كانت مُلقاه ارضًا ككل ليلة.. ثم فتحت احد الادراج في المطبخ لتخرج -سكين- حاد
لحظة تردد مرت على عقلها خشيةً من الله.. ولكن ما مرت به يوميًا جعلها كالمغيبة فوضعت السكين على -شريـان يدها- وبحركة مباغتة ضغطت بقوة لتقطع شريانها في محاولة للانتحـار !!!!
وقد كان ما كان وسقطت على الأرضية بقوة تضخ دماؤوها بغزارة... !
............................
بعد قليل خرج يوسف من المرحاض بعدما ارتدى ملابسه فلم يجدها.. ساوره الشك فركض خارجًا يبحث عنها في ارجاء المنزل مناديًا :
-رودييييين.. رودييييين !
وعندمـا إتجه نحو المطبـخ توقف مذهولاً للحظة.. ثم سرعان ما كان يصرخ بفزع وهو يهبط نحوها :
-رودييين.. روديييين فوووقي قومي !! بقولك قومي إنتِ مش هتموتي لاااااا
سارع بحملها بين ذراعيه.. ولا يدري لمَ كان قلبه ينبض بالخوف من موتها !!
حاول جعلها ترتدي أي شيئ يغطي جسدها سريعًا ثم هبط مسرعًا ليضعها في سيارته ليتجه بها نحو اقرب مستشفى....
وبالفعل وصل إلى احدى المستشفيات فترجل من سيارته مسرعًا ليحملها بحذر ثم ليصرخ مسرعًا في الاستقبال :
-يا ممرضة !!!! فيييين الترولي !
تم كل شيئ سريعًا وبالفعل دلفت "رودين" مع الطبيب إلى غرفة الطوارئ....
.........................
ساعـة مرت عليه وهو ينتظـر والقلق يتآكله.. هالة عميقة من الرهبة تحيط به مما قد يحدث لها !!!
واخيرًا خرج الطبيب ليقترب منه بهدوء متساءلاً :
-هي دي مراتك يا يوسف؟
ألجمته الكلمة وقتلت الرد على حافة لسانه..
زوجها !!!!!!
هو حتى لم يخطر بباله أن تكون زوجته..
نظر للطبيب مرددًا بصوت أجش :
-ايوة يا دكتور مصطفى.. طمني هي كويسة ؟
تنهد الطبيب بقـوة قبل أن يخبره :
-طبعًا دي محاولة انتحار واضحة، أحنا وقفنا النزيف ونقلنا لها دم.. بس في حاجتين تاني
نظر له يوسف باهتمام :
-ها ؟
فأكمـل بجدية :
-المدام شبه متعرضة لأغتصاب !! و...
سأله يوسف بتوتر :
-وأية يا دكتور ؟!
-وهي حامـل.. كويس اننا مافقدناش الطفل ولحقناه.. عشان كدة اديتها حقنة تثبيت ولازم تقعد في السرير، والا احنا ممكن نخسره لو عملت مجهود
قالها الطبيب ثم تنحنح متابعًا بهدوء :
-وعشان انا عارفك كويس يا يوسف وما أحبش ادخلك في مشاكل وبعتبرك زي اخويا الصغير، احنا مش هنعمل محضر.. واهتم بالبنت شوية بقا
رد يوسف بامتنان :
-انا جيت لحضرتك عشان كدة يا دكتور مصطفى
ربت الطبيب على كتفه بهدوء ليغادر...
بينما كان يوسف في عالم اخر.. ما كنت تعتقده نقطة للنهاية إتضح أنه تكملة لبداية جديدة !!!!
هو لم يكن عنيفًا معها بذلك الشكل.. ولكن مقاومتها هي التي ادت الي -شبه الاغتصاب- ذاك !؟
وهي... حامل !!!!!!!!!
ظل يمسح على شعره عدة مرات، ومطارق حديدية تكاد تميته يشعر بها تقاتله... !
ماذا سيفعل ؟!
وكيف ستتقبل هي ذلك اساسًا... !!
دلف إلى الغرفة التي تقطن بها بهدوء ليجدها متسطحة عيناها زائغـة تحدق في اللاشيئ....
اقترب منها بهدوء ليجدها تصرخ فيه بحدة هيستيرية :
-اطلع بررررره مش طايقة اشوف خلقتك برررررره !
وضع يداه على شفتاها لتصمت ثم زمجر فيها بحدة :
-هششش اسكتي.. لازم تعرفي انك حامل، وهانكتب الكتاب اول ما تخرجي من هنا عشان نعرف ننزل الزفت الجنين اللي فـ بطنك !!!
*******
ليلاً... دلف "عــز" إلى المنزل ممسكًا بيد "تولين" زميلته في العمل والتي عبرت له سابقًا الاف المرات عن إعجابها ورغبتها به !!!
واليوم هو قـرر قرارًا قد اتخذ وضع التنفيذ في حيز حياته...
قرر الارتباط بهـا، وهو ليس بخائن ليقترب من "تمارا" وقد ارتبط بـ تولين !!
اتجه بها الي غرفته ليتحدثا قليلاً، وما إن صعدا السلم حتى سمعوا صوت تمارا تدلف الي المنزل وتغلق الباب خلفها باكية بعنف !!!!
وما إن رأتهم حتى نادت بأسمه بصوت مبحوح :
-عــز
كاد يستدير ليذهب لها، ولكن يد تولين التي قد علمت كل شيئ قبضت على يده بهدوء وكأنها تذكره بحدة الوعود التي وضعها قانونًا لحياته منذ الان...
فسـار معها متجاهلاً نداء تمارا الذي كان يزيد مع بكاؤوها...
ومن دون تردد فجأة نهضت تمارا راكضة نحو لتلقي نفسها بين أحضانـه بغتةً وهي تشهق مرددة بهمس يكاد يسمع :
-عـز... أحميني منه يا عز.. اوعى تسبني !!!!
ومع اخر كلمة لها كانت تغمض عيناها لتفقد وعيها بين أحضانه التي استقبلتها بلهفة فزعة وهو يصرخ بأسمها :
-تمااااااااااارا !!!!!!!!
قيود بلون الدماء
الفصل الرابـــع :
إنتفض فزعًا يحاول إفاقتهـا.. شعر بقلبه يختـرق ضلوعـه مستنجدًا بلهب العشق ذاك !!
حملها بين يداه برفق ثم أشـار لتولين التي تقف متعجبة ومغتاظة في آنٍ واحد قائلاً :
-روحي إنتِ وانا هابقى اكلمك
لم ينتظر ردها وغادر متجهًا بـ تمارا نحو غرفتـه ليضعها على فراشـه بهدوء متوتر، ثم سرعان ما كان يجلب -عطره الخاص- لينثر قطرات منه على أنفها وهو ينادي :
-يا داده.. اعملي كوباية ليمون بسرعة يا داده لو سمحتي
ثم بدأ يربت على وجنتا تمارا بنعومة هامسًا :
-تمارا.. تمارا فوقي يا حبيبتي !
كانت الكلمات تخرج منه دون ترقب.. دون اختلاط بقوة العقل.. كانت صافية تمامًا من ذلك القلب الذي يهفو عشقًا بأسمهـا !!
بدأت تتململ في نومتها واستعادة وعيها ببطئ..
ثم بدأت تهمس دون وعي :
-لا.. ابعد عني.. حرام عليك بقاا
مد يده يملس على وجهها في حنـو.. وكأن قلبه غطاءًا لشقوق روحهـا المنكمشة بلا هوادة !!!
وفجأة هبت منتصبة تشهق بعنف باكية وهي ترتمي بأحضانه.. رفرف قلبه بين جوانـح مشاعره المكتومـة...
ليضمها له بقوة ويداه تحيط ظهرها،
بينما هي في واديٍ اخر... تشعر أن تلك الثنايا باتت تتلقى صفعـات بين جدار ذاك الوادي !
تشبثت بأحضانه وهي تردد بصوت هيستيري :
-مش هيسبني.. هيموتني زي ما موتها !!
رفـع وجهها له بطرف إصبعه وهو يسألها بتوجس :
-هو مين دا يا تمارا ؟! وهيموتك لية ؟
تعالـت شهقاتهـا المنغوزة بطميم الألم ثم بدأت تخبره :
-اللي... آآ اللي موت أمي، شافني.. شافني ومش هايسبني في حالي !! هايقتلني زيها
إتسعت حدقتـا مصدومًا.. بينما أكملت هي :
-هو عاوز مني أية تاني، مش كفاية خد مني أعز واحدة في حياتي.. هو أنا لية مكتوب عليا الوجع دايمًا !!
ضمهـا له أكثر وهو يتأوه بصوت مكتوم.. وكأن الألم يُشابك بينهم دون توقف...
كانت هي متسطحة وتضع رأسها على صدره.. بينما يداه تحيطها برفق، إلى أن همس لها برقة :
-كملي يا تمارا.. طلعي كل اللي في قلبك
ضغطت بأصابعها على صدره.. ثم خرج صوتها ملكومًا كقلبها الملخط بدماء العذاب :
-كنت طفلة لسة ما أفهمش حاجة، كنت عايشة مع ماما عادي زي اي واحدة بعد موت جوزها.. كانت ماما بتشتغل جرسونه في الكباريه اللي بشتغل فيه دلوقت، جت في يوم من الشغل عادي وكانت بتنيمني.. فجأة الباب خبط، فقامت تفتح وهي مستغربة مين ممكن يجي في وقت زي دا ؟! وأحنا اساسًا كنا عايشين في حته شبه مهجورة.. قالتلي اوعي تطلعي يا تمارا لحد ما انا اجي لك، وخرجت هي.. سمعت صوت زعيق وضرب.. وبعدين صريخ
بدأت انفاسها تتهدج ولكنها أكملت وهي تحدق بالفراغ :
-خرجت بسرعة لقيته ماسك سكينة حاططها على رقبتها وكان باين عليه انه سكران، وبدأ يصرخ وهو بيقولها " مش هاسيبك.. ولو ماكنتيش ليا يبقي الدنيا حرام عليكِ وعليا "
ودبحها.. دبحها بدم بارد وقدام عنيا !!!
ولما انا صرخت وانا بنادي بأسمها طلع يجري !!
ثم صارت تضرب صدره بقبضتا يدها وهي تزمجر بجنون :
-دبحها عشان مارضتش تبيع شرفها يا عز!! هو اللي تحافظ على شرفها تستاهل الدبح يا عز !!!! هو احنا رخاص اوي كدة ؟ ولا الفقر هو اللي خلانا أرخص وأقل من الجزمة... !
ألمته كلماتهـا.. ألمته وصارت تنغز قلبه كمرض مميت يعتصر تلك الحياة من بين قبضتا روحك بلا تردد او توقف !!!!
ثم صار يربت على شعرها بنعومة مكملاً :
-أدعيلها يا تمارا.. هو اللي حصل مش قليل، لكن برضه في ناس اسوء منك ومني بكتير.. كل ما تفتكري اللي حصل، أفتكري إن في ناس كل يوم بيموت لها شخص عزيز.. ابن.. اخ.. ام.. او حتى اب، وياريت بعد دا كله بترتاح، لا دي بيداس عليها بالجزمة ومش بعيد تتدبح هي كمان.. أنتِ في نعمة يا تمارا، وأكيد ربنا هايعوضك.. بس لما تقربيله، اقطعي المسافة اللي بينك وبين ربنا يا تمارا، دا ربك بيقول إنه اقرب لينا من حبل الوريد، ماتخليش النقطة السودة اللي في قلبك تكبر لحد ما تخلط بلون دمك !!
كانت تسمعه بصمت.. صمت تام إلى أن كانت عيناهـا تُغلق ببطئ..
إختطفها النوم مجددًا من بين يديه ؟!!!
ابتعد قليلاً ليضع رأسها على الفراش ثم نهض ليطل عليها بهيئته الرزينـة.. ورغمًا عنه سقطت عيناه على شفتاها الحمراء من كثرة الضغط عليها بأسنانهـا...
وردد له قلبه الشغوف بقربها قبلة واحدة.. قبلة واحدة فقط وسأبتعد !!
وبالفعل اقترب ببطئ حتى لامس شفتاها ببطئ مُتمهـل.. يلتهمها بنهم ملحوظ.. يروي عطشه وجوعه الذي لا ينتهي منها... ظل يشبعها تقبيلاً حتى شعر انه بحاجة للهواء ويبدو أنها ايضًا كذلك ففتحت عيناها وهي تزمئر بهمس :
-عـز... عـز
ولكنه لم يجب.. فقط كان صوت لهاثه يدوي كلهيب يحيط لوحة النشوة المشعثة بالعشق.. !!!!!
اقترب مرة اخرى فجأة يقرب وجهها له بجذبها من شعرها له برفق.. يقبلها بشراسة اختلطت بشوقه نوعًا ما، وكأنها المرة الاخيرة التي يتذوق فيها شهد شفتاها !!
وهي مستسلمة ساكنـة تتحرك يداها بتلقائية لتحيط رقبته دون وعي وكأن الحلم اختلط بواقع... !!
ثم ابتعد بعد دقائق ليهمس من بين لهاثه :
-أنا... أنا آآ خلاص.. مفيش مرواح كباريه تاني يا تمارا، سواء بأرادتك او غضبن عنك
ثم أستـدار ليغادر فسمع صوتها تهمس بأسمه :
-عـــزز !!
استدار لها فجأة ليضع أصبعه على شفتاهـا ليهز رأسه نافيًا وبصوت هادئ رغم موجة القتامة التي فاحت به :
-هششش..انا خطبت تولين زميلتي.. وعمري ما كنت خاين، ومش هاكون خاين فالأخر عشانك !!
ثم غادر مسرعًا دون كلمة اخرى او حتى دون أن يعطيها فرصة الرد..
لتنكس هي رأسها مرددة بصوت مختنق بالبكاء :
-حتى أنت هاتبعد... !!
.......................
بينما في الخـارج....
ما إن خرج عز حتى قابل حسن الذي كان يبتسم ابتسامة غريبة وهادئة في آنٍ واحد.. ابتسامة تحمل راية مٌقلقة له !!!
وكأنه يخبره بلغة الشفاه المحملة بالصمت التام
" قد علمت بأنهيارها.. رأيتك وبوضوح " !
حياه عز برأسه وحمدالله ان الباب كان مغلقًا نوعًا ما فلم يراهم.. ثم همس :
-تمارا تعبانة.. خليك جمبها أحسن يا استاذ حسن
اومأ حسن موافقًا.. ليغادر عز.. فيما ظل حسن يتذكـر حينما جلب تمارا من ذلك "الكباريه" الذي كانت تعيش به من شفقته عليها.. !
تنهد بقوة ثم همس بأصرار :
-أنتِ بنتي يا تمارا.. بنتي وبس، وانا استحالة أسيب بنتي تضيع.. أنتِ لازم ترجعي تباشري مع الدكتور النفسي !!!
******
كلارا متجمـدة تمامًا من أن اخبرها "فهد" بحقيقة مرضه..
الان ادركت لمَ كان يبتعد عنها حتى الطعام لا يشاركها اياه !!
ادركت لمَ كان يغلق تلك الدائرة المُدمرة من حوله وبشدة..
كان يكتم الالام عنها.. يخفض صهب روح تتعذب.. لتبقي هي آمنة فقط !!!!!
ورغم خوفها من ذاك المرض.. الا أنها لم تتردد وهي تنهض وتمسح دموعها متجهه له في الخارج..
وجدته يجلس صامت ساكن.. وشاحب ايضًا !
اقتربت منه وهي تسأله بصوت حاد :
-ماقولتليش قبل كدة لية ؟!
بعد صمت دام لدقائق رد بجمود :
-واقولك لية ؟ أنا مش محتاج شفقة منك.. ولا اصلًا ليكِ دور في حياتي عشان أقولك !!
إنتفخت اوداجها بأحمرار غاضب وهي تصرخ فيه :
-أنت أناني يا فهد.. أناني اوي وعكس ما كنت متخيلاك
ثم أكملت بقسوة غليظة :
-أنت جبان يا فهد.. جبان واناني اوووي
لم تتلقى سوى صفعـة قويـة منه أسقطتها ارضًا لتصرخ متألمة :
-اضرب.. هو دا اللي أنت بتعرف تعمله، هو دا مفهومك عن الرجولة
وكأنه لم يكن بوعيه فأقترب منها مسرعًا ليجذبها من شعرها مقربها له وهو يهمس لها بقسوة تناغمت وسط الالم :
-وعشان صورتي ماتتعكسش ليكِ.. أنا هاعمل اللي أنتِ عاوزاه ومستنيـاه !
وبحركة مباغتة كان يمزق التيشرت الذي يخبئ جسدها وقد عاونته المياه في ذلك !!!!
ثم اقترب اكثر ليقبلها بشراسـة.. حاولت إبعاده ولكنه لم يكن ليبتعد، كان كالذي خرج عن طوره تمامًا.. فصار يشكل هاجسًا كهربائيًا.. !!!
وعندما فشلت وجدت يدها تحيد نحو العكس فضمته لها ببطئ مما جعله يثور أكثر.. ثم جرها من يدها بقوة متجهًا نحو غرفته...
دفعها نحو الفراش ثم بدأ يخلع ملابسـه.. ثم أنقض عليها يأخذ حقـه الذي حُرم منه لشهور..
ينتشله بشراسة ولكن اظافر تلك الشراسة ربمـا تدمي وتسفك دموعًا منكسرة !!
همست هي بصوت مبحوح :
-اهدى يا فهد.. اهدى وابعد عني
ولكنه لم يهدئ ولم يبتعد.. استمر فيما يفعل، وعندمـا استسلمت له تمامًا لانت لمساته نوعًا ما..
لتهمس هي من وسط دموعها :
-أنا... أنا بــ..
ولكنه قاطعها بقبلة اخرى ليُسكتها عما لا يستطع سماعه وانكـاره.. وما يتوق له ذاك القلب ايضًا !!
فزمجر بحنق :
-هششش.. اوعي !!
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.. ولكن لم تصمت تلك القلوب عن الدق بقوة.. تدق كالدماء التي تضخ في عروقنا بلا هوادة !!!!!
.............................
بعد فترة..
نهض فهد مسرعًا وكأنه ادرك ما فعله للتو !،
كان يرتدي ملابسه دون أن ينظر لها فهمست وهي تغطي ما ظهر جسدها بصوت مكتوم :
-فهد...
ولكن على العكس تمامًا صرخ بها بغضب :
-اخررررسي.. أنتِ السبب يا كلارا
ثم أكمل قبل أن يخرج :
-أحنا انتهينا يا كلارا.. امي اختارت لي عروسة.. وهانكتب الكتاب قريب !!
ثم سحبها من يدها بقوة يأمرها بجمود :
-ودلوقتي قومي معايا نروح لزفت دكتور.. قوووومي أنتِ لسة متنيلة مكانك لييية ؟!!!!!
*******
كانت "روديـن" متسطحـة على الفراش في منزل "يوسف" ...
كانت كالتي تنتظر الموت الذي يقترب منها ممثلاً في -زواجها بيوسف-
ونفسها تتساءل بهذيان...
" لم ما كنا نستشعره حلمًا جميلًا.. ناعمًا وحانيًا.. شغوفين بيه ومتمنين له حد الجنون.. عندما يأتينـا... تتلبسه شيطان الدنيا الآسيـة، فيريك مرآة عكست لك كل توقعاتك الوردية " !
وبالفعل سمعت صوت يوسف يهتف بهدوء :
-أتفضل يا مولانـا.. هي في الاوضة دي عشان تعبانة شوية بس
وبالفعل دلف معه.. جلسا مع الشهود وبدأت مراسم كتب الكتاب..
ليسألها الشيخ بهدوء بشوش :
-موافقة يا بنتي ؟
وبعد صمت أقرت بصمة قتلها وهي ترد :
-موافقة
وبالفعل تم كل شيئ.. انتهى ولكن ليس بسلام.. ولكن بحرب اشتعلت لتوها !!
رحل الجميع ولم يبقى سواهـا وهو
وما إن اقترب منها حتى قالت بصوت لا روح به :
-أنا مش هاقتل أبني
نظر لها بصمـت.. ثم قال ساخرًا :
-امال انا كتبت عليكِ لية ؟!
لم تتردد وهي تجيبه بازدراء :
-عشان اغطي على غلطتك ال*** عشان ماحطش راسي فالطين بسبب كلب ولا يسوى زيك
رفـع يده يود ضربها وهو يصرخ فيها بحدة ؛
-اخرسي..
ولكنه توقف.. ولكنها لم تتوقف.. فماذا يعني ضربات لها الان ؟!
ماذا تعني بجوار تلك الجروح التي تنزف وبعمق..
نظرت له مرددة باستخفاف :
-ماتضرب مستني اية ؟ لايكون ضميرك صحي !! تؤ تؤ عيب عليك يا حيوان
دفعها بعنف للفراش وهو يقول بغلاظة :
-اسمعي يابت أنتِ.. لو مش عايزة تنزلي اللي فـ بطنك يبقي الفيديوهات دي هاتنزل على النت ونستفاد احنا من الفلوس اللي هتيجي منها
ثم اتجه نحو المسجل ليبدأ بتشغيله فيظهـرا سويًا وهي في ذلك الوضع المخزي..
في اصعب دقائق كُسر جناح الروح داخلها حينها !!!!
بينما أكمل هو :
-هااا.. اذيـع ؟
كانت متجمدة تمامًا تحبس تراكم تلك الدمـوع.. وبدلاً عن عشق تدفق اوردته.. اصبح الكره في مقدمة كل شيئ.. كل دافع وكل شعور !!
ثم همست بصوت بالكاد يسمع :
-موافقة... بس خليك فاكر كلامي كويس يا يوسف، هايجي يوم وهتعض على صوابعك العشرة من الندم.. وساعتها هدوس عليهم بكل قوتي، وبحق كل صرخة ألم صرختها من حرقتي !!!!!
*******
-أنا طلقتك من ساعة ما رجعت يا تمارا.. طلقتك غيابي
نطقها "حسن" الذي كان يبتسم بوجه تمارا الشاحبـة تسأله عن وضعها في ذلك المنزل.. عن الاتربة التي كادت تغطيها حية !!!
كانت ساكنة تمامًا وهي تسأله مستنكرًا :
-بجد ؟ يعني أنا دلوقتي مكاني مش هنا صح
هـز رأسه نافيًا وهو يقول بصرامة :
-لا طبعًا..أنتِ هتفضلي زي ما أنتِ، انا في البداية اتجوزتك عشان ماحدش يتكلم على قعدتك هنا.. انما دلوقتي انا عايزك تبقي حره في تصرفاتك
اومأت تمارا بصمت ثم نهضت متجهة لغرفتهـا..
..........................
حل الليل يغطي الكون بستائره المظلمـة.. وصل عز الى المنزل... ثم اتجه نحو الاعلى ليرى غرفة تمارا المفتوحـة..
كاد يتجه لها ولكن لم يكمل فعاد لغرفته، نادى على الخدم بهدوء يسألها :
-حسن بيه فوق يا داده ؟
ولكنها هـزت رأسهـا نافية :
-لا طلع يا عز بيه
اومأ عز موافقًا.. ثم سـار متجهًا نحو الخارج فوجدهـا تقف بعيد لجوار الخيل، تتحسسه ببطئ..
اقترب منها بهدوء وما إن رآها تود الركوب هتف فيها بحدة :
-لا أنزلي.. مش مسموح تركبيه
جادلته ببرود :
-لية ان شاء الله ؟! كان مكتوب عليه لعز فقط !!!
جذبهـا بعيدًا عنه بعنف فشهقت متألمة من قبضته وهي تتابع :
-ابعد يا عز سيبني
زمجر فيها بغضب :
-قولت لا.. ويلا غوري من هنا !!
إلتفت بعنف ثم توجهت نحو الباب لتخرج وهو يراقبها بعيناه.. وما إن خرجت حتى صدح صوت الرصاص فجأة.. ليعم السكون.. وتسود الظلمات امامها عيناها.. ولربما لوقت طويل... طويل جدًا !!!!!
فسقطت مصطدمة بالارضية بقوة تنزف دماءها بغزارة...!
بينما الاخر يصرخ بأسمها فزعًا و....