رواية زمزم قلبي الفصل الثاني والعشرون22بقلم بيان الجارحي


رواية زمزم قلبي الفصل الثاني والعشرون22بقلم بيان الجارحي



وصل الجميع للمشفى،نزلت زمزم بسرعة من السيارة وتوجهت للداخل تبعها رؤوف بسرعة،توجهوا لغرفة الطبيب بسرعة،أذن لهم الطبيب بالدخول فدخلوا 

رؤوف: دكتور بابا فين

اقترب منه الطبيب فهو يعتبره مثل ابنه وربت على كتفه وقال: البقاء لله،الممرضين بجهزوا فيه علشان تاخدوه،عمك قال انكم هتاخدوه وتغسلوه وتجهزوا هناك علشان تودعوه كويس قبل الد..فن،شد حيلك يا ابني

رؤوف بحزن وعجز كبير: ربنا يرحمه،نظر رؤوف لزمزم فوجدها تنظر أمامها بشرود،هادئة،ساكنة،اقترب منها واحتضنها وقال: زمزم،حبيبتي انتِ بخير

قبل أن تجيب،دخل الجميع للغرفة بعد أن استأذنوا،وأخبرهم الطبيب بالذي قاله لزمزم ورؤوف

زمزم بهمس لرؤوف: عايزة اخرج من هنا

وقف رؤوف وقال: عمي إيهاب،معلش هاخد زمزم ونطلع برا

إشراق بحزن: انتِ بخير يا حبيبتي

امائت برأسها إلى الأمام بمعنى نعم،أخذها رؤوف وخرج إلى حديقة المشفى،جلسوا على المقاعد،ونظرت زمزم للسماء

رؤوف بهدوء: زمزم،مالك؟ هادية وساكنة كدا ليه

زمزم بشرود: هو يبقى كدا خير ليه؟ 
اقصد احسن ليه من كل التعب الي كان عايشة 

رؤوف بهدوء: احسن مما تتخيلي

زمزم بدموع: لكنه في الفترة الأخيرة كان بيتحسن 

رؤوف: مش يمكن بعد ما يتحسن ويخرج من المشفى،تسو...ء حالته؟ ربنا أعلم بكل حاجة،لعله خير لبابا ولينا

احتضنها رؤوف وقال: مش هقولك متعيطيش يا زمزم،ولا هقولك متزعليش،لا ازعلي وعيطي واعملي الي تعمليه،لكن عايزك بس تصبري شوية،دا اختبار من ربنا لحتى يشوف مدى صبرك وهو أعلم بمدى صبرك

أسندت رأسها على كتفه وقالت: يمكن مقعدتش معاه اوي،لكن بعده كسر..ني،وخلاني تايهة وضايعة

نزلت دموعها بصمت وقالت: آخر فترة قعدتها معاه،يمكن مش كبيرة لكن اثرها كبير جدا،اتمنيت يفضل معايا وقت أطول

أحس رؤوف بأن ظهره قد كُسر،أحس بأنه عاجز غير قادر على الكلام والحراك،أحس بالوحدة والحزن والألم،لكن قال في نفسه: لازم تصبر يا رؤوف،على الاقل علشان اختك،لازم تصبر،لعله خير،ثم قال لزمزم: ادعيله يا حبيبتي ادعيله 

مر الوقت،إلى أن جاء الصباح

صباحٌ هادئ وساكن،صباحٌ حزين،يغلبه الهدوء والأ...لم،تم الإعلان عن وفا...ة إيهاب،ودف..نه في مقا...بر المالكي،أقيم العز..اء في منزل إيهاب،كان النساء بالداخل،والرجال خارجا

كانت زمزم نجلس بين زوجة عمها وعمتها،وزنود بجانب نهلة،وأثناء ما كانت زمزم تقرأ القرآن بينها وبين نفسها،نظرت لها زنود بشرود وقالت في نفسها: معقول مازن سبب مو..تك يا إيهاب،أستغفر الله العظيم أتمنى ميكونش ليه دعوة اتمنى يارب،لانه زمزم لو عرفت مش هتسيب حق ابوها كدا،ربنا يرحمك يا إيهاب.

مر اليوم الأول بتعبِ على الجميع،بعد رحيل الجميع،دخل إيهاب والشباب ومازن إلى الداخل

نظرت زمزم لمازن الذي اقترب منها واحتضنها بتمثيل وقال بهمس: خلصنا من واحد،واهو ماشيين بالدور يا حلوة،كان كيب اوي،ربنا يرحمه 

صدمت زمزم مما سمعته،ابتعد عنها مازن،ثم احتضن زنود،وقال:مضطر اسافر وارجع أمريكا،البقاء لله يا جماعة،عن اذنكم 

خرج مازن وقال في نفسه: هههه خلصنا من أول واحد،الدور الي جاي على حبيبي إيهاب باشا هههه 

واستقل سيارته،ثم توجه إلى المطار،ثم إلى طائرة المسافرين لأمريكا.

في منزل إيهاب 

قال إيهاب: إشراق،البيت،ولا محتاج تجهيز، لانهم مش هيروحوا إلا لبعد ما يخلص العز..اء

محمد: مفيش داعي يا عمي

راجح بهدوء: محمد،بابا قال كلمة،مفيش بعدها كلام،وهو معاه حق

إشراق: هروح اشوفه انا والبنات،عن إذنكم،خرجت إشراق وبناتها ومعهم تامر إلى المنزل المجاور لمنزلهم،حيث أن هناك من لان يملكهما إهاب،المنزل الذي يجلس فيه،وهو كبير،ومنزلٌ آخر،كان يجلس به هو وأولاده عن مجيء أحد لزيارة بناته او زوجته،أو ينام عندهم أحدى رفيقات بشرى بالعمل.

رتبت إشراق المنزل،ثم خرجت لمنزلها وقالت: البيت جاهز 

وقف أحمد ومحمد وقال أحمد: تسلم يا عمي،ثم أعطاهم إيهاب مفتاح المنزل،خرجوا من منزل إيهاب للمنزل المجاور.

وقفت زمزم بتعب مما جرى اليوم،ومما سمعته من مازن وقالت: هطلع اوضتي أنام..

إشراق بقلق: مالك؟ وشك اصفر كدا ليه،انتِ مأكلتيش أي حاجة من امبارح بالليل 

زمزم بهدوء: معلش يا ماما،انا الحمدلله تمام

نهلة: اطلعي يا حبيبتي،وانا هجيبلك حاجة بسيطة تاكليها مينفعش تفضلي كدا

امائت رأسها بنعم،وصعدت ومعها بنات عمها 

دخلت الغرفة وجلست على السرير،اقتربت منها بشرى واحتضنتها وقالت: عارفة إنك مش عايزة تتكلمي،لكن قومي بدلي هدومك وصلي ركعتين لله،وادعيله بالرحمة يلا،وانا وأزهار وورود كمان هنعمل كدا،يلا يا حبيبتي،نهضت بشرى وقبلت رأسها وقالت: اختبار من ربنا مش أكثر

ثم خرجت هي وأخواتها من الغرفة 

نهضت زمزم وبدلت ثيابها،ثم توضأت وصلت ركعتين لله،ثم رفعت يديها بعد السلام وقالت:اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
 اللھم أظله تحت ظل عرشك يوم لاظل إلاظلك 
اللهم نور مرقده، وعطر مشهده وطيب مضجعه وآنس وحشته وفرج عنه كربته.وعافه من عذاب القبر وفتنته ووحشته يارب أغفر لأرواح تراها ولا نراها
 اللهم هب له بقدر دعاء الصالحين للأموات رضواناً وأكرمه بفردوسك الأعلى يارب العالمين 
‏اللهّم أمطر على قبره وأجمعنا به في دار لا يفنى نعيمها اللهم آمين

_اللهم اجعل من فوقه نورا ومن تحته نورا وعن يمينه نورا وعن شماله نورا حتى تنقله في نور من نورك. 
_اللهم اغفر لأغلى من غاب عن آلدنيا وارحمه واحشره في زمرة المتحابين فيك وأجعل ملتقانا به في الفردوس الأعلى يا رب آلعالمين. 
_اللهم أغفـر ذنبه وأرحـمه برحمتك يا رب العالميـن، وأرحم كل ميت من أموات المسلمين ليس له من يدعو له.

بكت زمزم كثيرا،ثم سجدت لله تدعوه وتناجيه،فهو أعلم بحالها،وقالت في سجودها: اللهم كن معي وأسندني وساعدني،ربي إنه فراقه صعب،فهون عَليَّ فراقه،واجبر كسر..ي وخفف حزني وتعبي،رباه رجوتك وأنتَ الاعلم بحالي،فاجبرني،وكن معنا في هذه المح..نة،اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم نهضت وبدأت بقراءة القرآن.
=====================================
من الممكن أن يُصدم البعض ويقول كيف لزمزم بأن تتصرف  هكذا في يومٍ مثل هذا،لن أتعجب،فالبعض يظن بأنه في مثل هذه الأوقات علينا الصياح والنواح،وهذا حر..ام،علينا أن نصبر،لا أقول ليس علينا البكاء أو الحزن،لكن لنضف للحزن والبكاء قليلا من الصبر،والدعاء.
رحم الله مو..تانا ومو..تى المسلمين،وغفر لهم ما تقدم من ذنو..بهم وما تأخر.
=====================================
بالأسفل 

رؤوف: عن اذنكم،هطلع انام

جاءت نهلة ومعها بعض الوجبات الخفيفة وأعطت جزء منها لرؤوف وقالت: كل دول يا حبيبي عاشان تقدر توقف على رجلك،ومتتعبش

رؤوف بهدوء: حاضر،عن اذنكوا

صعد إلى غرفته،وضع الطعام جانبا،وذهب بدل ثيابه ثم توضأ وصلى،وسجد لله وهو يبكي ويناجي ربه،ثم أمسك مصحفه وبدأ في قراءة القرآن.
=====================================
صعد الجميع للأعلى،وتوجهت إشراق ونهلة إلى غرفة زمزم

فتحت نهلة الباب بعد أن أذنت زمزم بالدخول وقالت: حبيبتي صاحية

نهضت زمزم ثم وضعت المصحف في مكانه وقالت: تعالي يا عمتو،انا صاحية

دخلت نهلة ومعها بعض الطعام،وتبعتها إشراق التي احتضنت زمزم بهدوء وقالت: عارفة يا حبيبتي انك تعبانة،بس كل حاجة من الاكل دا علشان متتعبيش 

زمزم بحزن: رؤوف فين؟
هو بخير

نهلة: هو بخير،هو بأوضته 

زمزم: معلش هروح اشوفه وارجع،مش هطول

نهلة: تمام،احنا هنا منتظرينك 

ابتسمت زمزم بحزن،وخرجت لغرفة أخيها،دقت الباب فأذن بالدخول،فدخلت

زمزم بحزن: رؤوف،انت كويس 

رؤوف بابتسامة بعد أن وضع مصحفه جانبا وقال: تعالي يا حبيبتي،انا كويس متقلقيش

احتضنته بحنان وقالت: كنت جاية اطمن عليك،واروح انام،يلا تصبح على خير 

ابتسم رؤوف،وقال: وانتِ من أهل الخير

خرجت زمزم،ثم توجهت لغرفة عمها،استأذنت ودخلت،كان الشباب والفتيات يجلسون عند إيهاب،ويقرأون القرآن

تبسمت زمزم بهدوء وقالت: عمو انت كويس

نهضت بشرى وقالت: تعالي شوفي عمك يازمزم،مش راضي يتكلم ولا حتى ياكل 

اقتربت منه زمزم وجلست بجانبه ثم قالت: عارفة قد ايه انت زعلان وحاسس ب...كسر مش هقدر اوصفه،لكن دا خير من ربنا،ادعيله بالرحمة،وكل حاجة هتكون تمام

إيهاب بهدوء وحزن: إن شاء الله خير

ابتسمت زمزم وقبلت رأسه،فقال: رؤوف فين 

زمزم: متقلقش رؤوف كان قاعد بيصلي،وتركته بياكل،وانت هتركك تاكل،علشان صحتك

أمام رأسه بنعم،ثم نهضت زمزم وخرجت من الغرفة

نزلت للأسفل،وشربت قليلا من الماء وقالت: يا ترى احمد ومحمد عاملين إيه،و...وماما

:بعد كل الي عملوه،ولسا خايفة عليهم

نظرت خلفها فوجدت تامر يقف ويسند ظهره إلى حاجة باب المطبخ ويكمل قائلا: نسيتي كل حاجة عملوها 

زمزم بحزن: مقدرش اشوفهم في حالة زي دي واسكت،لأجل انهم عملوا معايا حجات وحجات محدش يتحملها

تامر: لكن هم مسألوش على عمي لما كان بالمشفى،هيسألوا عليه بعد ما راح

زمزم بتعب: معرفش يا تامر معرفش،انا عايزة اشوفهم 

اقترب منها تامر واحتضنها وقال بابتسامة:حاضر،انا كم زمزم عندي؟
يلا اتفضلي

ابتسمت بوء وخرجت مع أخيها،للمنزل المجاور

رن تامر الجرس،ففتح له محمد الذي قال: اتفضلوا

دخلت زمزم بحزن وقالت: ماما فين؟

جاء احمد وقال: بأوضتها على ايدك اليمين

ذهبت لغرفة والدتها،بينما جلس ينتظر زمزم
=====================================
في غرفة زنود

زنود: مقدرش آجي واسأل عنها الا لمدة اسبوع،ارجوكِ انتبهي ليها 

: هه انتبه ليها؟ وكأنها من دمك،دا بنتك الي من لحمك ودمك معملتيهاش كدا،قفلي يا زنود،ههتم بيها مش علشانك،علشان زياد باشا الله يرحمه

ثم أُغلق الخط

قاطع تفكير زنود صوت الباب،فقالت: اتفضل

دخلت زمزم،فقالت: احم،معلش آسفة اذا كنتِ نايمة وصحيتك

زنود بصدمة من وجودها: لا مكنتش نايمة

اقتربت منها زمزم ثم احتضنتها وقبلت رأسها وابتعدت فقالت: البقاء لله

زنود بصدمة: شكرا

زمزم ببسمة بسيطة وصوت يبدو عليه الحزن: ايه يا زنود هانم،متخيلتيش ولا توقعتي اني اجيلك صح،لكن انا متربيتش كدا،حتى لو مش عايزاني معك،انا جيت علشان اشوف اخواتي ومتقوليش اني مسألتش عنك

زنود: زمزم انا....قعت زمزم حديثها قائلة: الكل انتبه انك مكلمتنيش اليوم،سواء ناس تعرفيهم واعرفهم او لا،مش هطلب منك مبرر،بس خلاص حصل خير،عن إذنك

خرجت زمزم تاركة زنود شاردة في أفكارها.
=====================================
في الخارج

اقتربت زمزم من محمد ثم احتضنته وقبلت رأسه،وهكذا فعلت مع أحمد، ثم قالت: البقاء لله،يلا بينا يا تامر

وقف تامر قائلا: يلا

محمد بتردد وعجز وحزن: زمزم

نظرت له زمزم فقال: ممكن تفضلي هنا،ارجوكِ..


تعليقات