
رواية طفلتي والسفاح الفصل الثالث3والرابع4 بقلم فاطمة الزهراء
جلس على ركبتيه ليضمها بقوه وهى أيضاً تمسكت به بقوه كأنه المنقذ لها وليس العكس ابتعد عنها ودخلوا معاً جلس جوارها .....
هتف بتعجب وهو يضمها بسعادة :
ـ لما عدتي ألم تريدي العودة لأسرتك ؟؟
هتفت بطفوله و كأنها فتاة تجاوزت العشرين عام :
ـ أعلم أنى سأفتقدهم جميعاً لكن شيئاً يخبرني أنك بحاجه لى أكثر منهم
نظر لها كيف استطاعت الإحساس به :
ـ أخبريني كم عمرك يا فتاه ؟؟
رفعت يدها الاثنين لتشير له باصابعها السبعه
ـ سبع سنوات من يستمع لحديثك يتوقع أن عمرك عشرين عاما
وقفت أمامه وتحدثت بغضب :
ـ لا سبعة فقط .. أخبرك أمرا للأمس أعنى قبل خروجى من المنزل كنت مشتاقه لأسرتي كثيراً .. لكن حين أنقذتني منهم لا أعلم وحين ركبت فى السيارة معك حتى أعود لهم .. جلست فى الخلف لأفكر قليلاً ولكن لا أعلم لقد شعرت بالحزن بعد أن غادرت و تركتني أردت الدخول للمنزل ولكن لم أستطيع لذلك عدت مره أخرى
هتف بتعجب من هذه الطفلة :
ـ ولكن كيف تمكنتي من العوده وحدك في المنزل بعيد جداً عن المدينة ؟؟
ـ كنت أتابع الطريق أثناء الذهاب لأجد دراجه أخذتها وجئت بها وتركتها بعيد لكى لا تأتى الشرطه لتقبض عليك
ضحك بقوة على حديثها ألا تدرى أن الشرطه تريد العثور عليه ليقف مره واحده
أسر بجدية و هو يقف ليعيدها لأسرتها و يخبرهم أنه وجدها فى الشارع :
ـ هيا سأعيدك لأسرتك يكفي
وضعت يدها فى خصرها وهتفت بغضب :
ـ لن أذهب لمكان سأظل معك لن اكون مشاغبه أعدك
أسر بحزن وهو يمسد على شعرها :
ـ ستشتاقى لهم وتندمى بعد ذلك
ـ وأنت أين أسرتك ؟؟
وقف بعيداً عنها وهتف :
ـ ليس لى أسره ' التفت لها ' هيا سأعيدك لأسرتك
شاهي برفض و تحدي له :
ـ لن أتركك سأظل معك وأكون مثلك
قاطعته قبل أن يتحدث :
ـ اصمت .. اصمت لن أعود هيا أريد تناول الطعام أنا جائعه
وضع الطعام على الطاوله وتناولوه فى صمت
❈-❈-❈
عند أنور ظل فى مكتبه طوال اليوم يفكر فى محتوى الرساله ليدلف حسن إليه يعلم جيداً أنه قلق ولا يوجد كلام يهدأه
حسن بجدية :
ـ يجب أن تعود للمنزل أنت هنا منذ فترة طويله .. أعلم جيداً أنك تشعر بالألم ولكن هناك جزء جيد أننا علمنا أنا شاهي بخير يجب أن تكون قوي
أنور بحزن وهو ينظر لصورة تجمعه بها موضوعه على مكتبه :
ـ المنزل بدونها لا يطاق لقد كانت تملأه بصراخها و ضحكتها الرنانه .. يأخذوا كل شئ و يعيدوها لى مره أخرى
ـ تحلى بالصبر يجب أن تكون أقوى إذا أكملت هكذا سيضيع كل شئ .. أترك الضعف لوالدتها صدقنى هى تعاني أكثر منك بكثير
أنور بغضب :
ـ ومن المسؤول عن ما حدث سأذهب للمنزل لاطمئن على رائد حتى لا يحدث معه مثل شقيقته
حسن بهدوء :
ـ ستعانى كثيرا أعلم ليت الأمر مختلف
عاد للمنزل ليجد رائد يبكي اقترب منه وضمه بهدوء
هتف بقلق :
ـ رائد لما تبكي هكذا ؟؟
رائد بخوف و دموع :
ـ أمى فى غرفتها منذ فترة وحين أناديها لا ترد علي أنا خائف من الجلوس وحدى و شاهي ليست معى
ترك رائد على الكرسي واتجه لغرفته دق أكثر من مره ولم يستمع لإجابه ليكسر الباب ويجدها فاقده وعيها على الأرض .. قام بالاتصال بحسن وطلب منه أن يحضر زوجته لفحصها وصل بعد فترة قليلة جلس بالخارج مع رائد بينما وقف أنور ينظر للغرفه وهو ينتظر أن تخرج ريما وتطمئنه على زوجته .. خرجت وطلبت أن تتحدث معه بعيد عن رائد لكى لا يتأثر بالأحداث من حوله ليأخذه حسن و يخرجوا معا للحديقه
أنور بقلق :
ـ أخبريني عن حالتها
ريما وهى تنظر لهم :
ـ لقد تعرضت لانهيار عصبي حاد .. أعلم أنك حزين بسبب اختفاء شاهي لكن هى تعاني أكثر منك لقد حملتها ٩ أشهر وأنجبتها وأهتمت بها .. حتى لو كانت معها فى هذا الوقت كان سيحدث نفس الأمر هى بحاجه كثيرة إليك هذا ليس وقت العتاب والقاء التهم بل يجب أن تكونوا متماسكين
استمع لها بصمت لقد أخطأ معها لكن ليس بيده لتتحدث ريما :
ـ سنأخذ رائد معنا الليلة وسنعيده فى الصباح تحدثوا معاً
نظر لها وهى تغادر برفقة زوجها وهو يحمل رائد .. اتجه للغرفه ليجدها تبكي ندم كثيرا ليقترب منها ضمها بهدوء
ملك بدموع وندم :
ـ أسفه .. أعلم أننى المخطئه من البداية لكن أقسم لك لن أتحمل الحياه بدونها
وضع يده على رأسها وهتف :
ـ ابنتنا ستعود .. لن نفقد الأمل فى عودتها أو العثور عليها فقط علينا التحلى بالصبر .. هيا استريحى الآن ولا تفكري فى شئ
ظل معها وهو يفكر فى هذا الشخص الغامض ويفكر فى طريقه لإيقاعه بها ولكن كيف
❈-❈-❈
اشترى أسر ثياب وألعاب كثيرة لشاهي وكان سعيد بعد عودتها له وجدها تجلس فى غرفته على فراشه وترتدي ثياب النوم
ـ هيا اذهبى لغرفتك لا يمكنك النوم هنا
هتفت بخوف حقيقي :
ـ أنا أخاف من النوم وحدي دعني هنا الليله فقط وغدا سأذهب للغرفة
أسر بجدية وهو يجذبها من ملابسها :
ـ لا تعارضي كلامي غدا يومنا طويل سنذهب للمدرسه لكى نسجل فيها و نشترى بعض الأغراض الخاصه بالدراسه
هتفت بهدوء :
ـ لا أريد الذهاب للمدرسة مازلت صغيرة
أسر وهو يحملها ويتجه لغرفتها :
ـ الاعتراض غير مقبول هيا نامي سريعاً
إطمئن أنها ذهبت فى النوم ونام هو الآخر فى غرفته استيقظ فى الصباح وجدها نائمه ليعد لها شطائر الجين والمربي وكوب لبن .. بعد فترة تجلس أمامه وتنظر للحليب بتوتر ضحك عليها دون أن تنتبه له
ـ هيا اشربي الحليب لقد تأخرنا كثيراً
ركضت من أمامه :
ـ اشربه أنت هيا سنتأخر على الموعد
توعد لها بعد عودتهم سيجعلها تشربه وصلوا للمدرسه وسجل لها بهوية والده أخبرته المديرة أنا هناك حافله تأخذ الطلاب وتعيدهم ولكن رفض بسبب خوفه عليها .. تركها تكمل اليوم مع زملائها لكى تتعود عليهم فى المساء عاد ليأخذها وحين عادوا للمنزل ألقت حقيبتها على الأرض ووقفت على طاولة الطعام
هتفت بتذمر و عناد :
ـ لن أذهب للمدرسه غدا .. إذهب أنت طالما تريد التعلم
نظر لها بهدوء :
ـ تعالى هنا و أخبريني ماذا قلتي ؟؟
اقتربت منه وهتفت :
ـ قلت أريد النوم أكتب أنت الواجب أشعر بالإرهاق بعد هذا اليوم العصيب
لتركض لغرفتها لم تخرج منها باقي اليوم قلق عليها ليدخل لها وكانت صدمته حين وجدها تمزق ملابسها بالمقص ...
الفصل الرابع
مرت عدة أعوام لتصبح شاهي فى سن العشر سنوات تغيرت كثيراً وزاد تعلقها ب أسر من يراهم معا يظنها ابنته استيقظت شاهي مبكرا كعادتها من يراها الآن لا يتعرف عليها اتجهت لغرفة أسر وجدته نائم كعادته اقتربت منه وهتفت بغضب
هتفت بعصبية و غضب :
ـ استيقظ يا رجل كل ليلة تأتى متأخراً وأنا الذى أدفع الثمن عند ذهابي متأخره للمدرسه لا أعلم سبب رفضك أن أذهب واعود برفقة أصدقائي
أسر بملل وهو ينظر لها بنصف عين :
ـ كل يوم تقولى هذا الحوار وحين أخبركٍ أن أدفع لك اشتراك الحافله ترفضي والآن أصبحت أنا المخطئ حقاً انتظري فى الخارج دقائق وأكون معك
وقفت ونظرت لساعة الحائط لتجد الوقت مازال مبكراً أبت أن تخبره لكي لا يضعها فى حوض الاستحمام كعادته
بعد خروجها نظر لهاتفه وحين رأى الساعه توعد بالانتقام منها خرج بعد وقت قصير وأحضر الإفطار وكوب الحليب الذى حتى الان تشربه بالغصب ليبتسم عليها وصل للمدرسه وودعها وذهب ليري الملجأ الذى سيتم افتتاحه غدا رغم قسوته و جرائمه الكثيرة ولكن بداخله شعاع نور يأبى إظهاره لأحد وجد المهندسه تنتظره بابتسامه
هتفت بابتسامه وهى تقف أمامه :
ـ لقد أشرفت على كل شئ غدا سيكون يوم مميز أرسلت دعوى لعدة مسؤولين ليحضروا الإفتتاح
ـ حسناً .. لا أعلم كيف أشكرك على كل هذا
سارت معه للداخل ليري المكان :
ـ لا شكر بين الأصدقاء هيا لترى المكان من الداخل وإن أردت أى تغيرات سنقوم بها سريعا
❈-❈-❈
مرت الأعوام وأصبحت الأسره تعيش برغم ألم الفقدان حقق أنور إنجازات عديدة و عادت ملك لعملها كطبيبه كل صباح بعد ذهاب رائد للمدرسه يقوم بتوصيل ملك للعمل ثم يذهب لعمله
جلس انور علي مقعده يتابع باقي اعماله فوجد اتصالا من المدرسه فرد عليهم سريعا
ـ السلام عليكم ..... ايوجد هناك مشكله ... هل رائد بخير أم اصيبه شئ؟
هتفت مديرة المدرسه بجدية :
ـ لا تقلق سيدي رائد بخير وكل الامور علي ما يرام ولكن يوجد هناك مشكله صغيرة.... لقد تشاجر ابنك مع صديقه له في الفصل واريد من حضرتك الحضور
تنهد انور بارتياح :
ـ حسنا حسنا سوف آتي علي الفور
واغلق المكالمه ونهض من جلسته ليذهب ويري ما الامر
وصل أنور إلى المدرسه وصعد للصف الذي يدرس فيه رائد و استأذن ودخل الفصل فرأته شاهي وما أن رأته بكت بحزن و ركضت خارج الفصل فتعجب أنور رد فعل هذه الفتاة واقترب من رائد وعلم منه انه تشاجر مع هذه البنت الذي ركضت أمامه
بينما بكت شاهي بحزن لعدم معرفة والدها بها واثناء ركضها اصطدمت بوالدتها فوقعت ملك علي الارض ونزلت شاهي لمستواها وتحدثت قائله:
ـ عفوا لم اقصد... هل انتي بخير ؟
ملك بحزن :
ـ نعم انا بخير حبيبتي لا تقلقي
شاهي وهي تجفف دموعها :
ـ حسنا... دعيني اساعدك للنهوض
فساعدتها في النهوض اثناء مجئ انور وابنه ....
فتحدث انور قائلا لابنه :
ـ أنت المخطئ رائد فأعتذر حالا لصديقتك ولا تخطئ معها مرة اخري
فأخفض رائد رأسه بحزن :
ـ انا حقا أسف ... لم اخطأ معك مرة اخري .... سامحيني
ابتسمت شاهي له بحزن :
ـ لا داعي للأسف لقد سامحتك ولم أغضب منك
فأبتسم لها رائد وتنهد انور وملك واعتذروا منها عن خطأ ابنهم
جاء وقت ذهاب الاطفال لمنازلهم و شاهي تنتظر أسر لقد تأخر عليها كثيرا لتتوعد له اقتربت المديرة منها
ـ تأخر والدك اليوم تعالى معى و سأرسل له رساله
شاهي برفض :
ـ لا سأنتظره هنا
ـ الوقت تأخر ويجب أن تغلق المدرسه الآن
كان أنور ينظر لها ليقترب منها وجدها صامته
فتحدث انور قائلا :
ـ ألم يأتي والدك بعد؟
تحدثت شاهي بحيرة :
ـ لا اعرف لقد تأخر اليوم عني كثيرا ... لا اعلم لما لم يأتي حتي الآن
فهتفت ملك بعد أن اقتربت منهم واستمعت لحديثهم :
ـ هل تعرفي مكان منزلكم حبيبتي؟! هل تستطيعي الوصول وحدك للمنزل؟
فتحدث أنور قبل ان تتحدث شاهي :
ـ تعالي معي سوف اذهب لمديرة المدرسه واستأذن منها لكي تأتي معنا الي المنزل وعند وصوله يأتي هو الي المنزل الينا و يأخذك .. فوافقت شاهي وذهبت معه الي المديرة
أنور وهو يتحدث مع المديرة :
ـ أنا سوف آخذ البنت معي وعندما يأتي والدها أخبريه بمكان منزلنا سوف اترك لكي عنوان المنزل
فوافقت المديرة فهي تعرف انور جيدا واخذ انور شاهي معه وذهبوا الي المنزل معا وبعد وقت وصلوا الي المنزل ونزلوا من السيارة ودخلوا المنزل
فدلفت شاهي للمنزل وظلت تتجول في المنزل ونظر انور لملك بتعجب لمعرفتها كل ما يوجد بالمنزل وظلوا ينظروا لبعض بتعجب وحيرة
وقفت شاهي أمام باب غرفتها ووضعت يدها على الباب لكي تفتحه فصرخت ملك عليها وذهبت اليها و قامت بإبعادها عن الغرفه
ملك بصوت مرتفع وحده :
ـ اياكي ثم اياكي أن تقتربي من هذه الغرفه او تحاولي فتحها مرة اخري
فنظرت لها شاهي بدموع تتلألأ في عيونها:
ـ آسفة لم أكررها مرة أخري
وركضت من امامها وخرجت من المنزل وظلت تتجول في حديقة المنزل ورفضت الدخول الي المنزل مرة اخري
فنظر أنور لزوجته بعتاب :
ـ لماذا صرختي عليها هكذا يا ملك؟ هي لم تفعل شئ خطأ لتصرخي عليها و تجعليها تبكي بهذه الطريقه
تنهدت ملك بحزن :
ـ لم أقصد أبدا الصراخ عليها ولكني لم أتحمل دخول شخص غريب إلي غرفة ابنتي لم اتحمل أبدا ... سوف اخرج اليها علي الفور واعتذر منها عن صراخي عليها
فخرجت الي حديقة المنزل واقتربت منها :
ـ اعتذر منك حبيبتي علي صراخي عليكي .... هل تسامحيني وتقبلي اعتذاري ؟!
❈-❈-❈
نظرت لها شاهي بحزن ممزوج بحيره و قبل أن تتحدث معها وجدت سيارة آسر تدلف إلي الحديقه فركضت نحوه سريعا وهي تبتسم بسعادة ليضمها بقوة رغم غضبها منه ولكن لا تريد أن تظل فى المنزل لكى لا تضعف أكثر .. شكر أسر ملك على استضافتها لها ثم اتجه للسيارة لتجد بسنت تجلس معه
هتفت بتعجب :
ـ من تلك الفتاة ؟؟
ولماذا تأخرت هكذا ؟؟
لن أتحدث معك اليوم مطلقاً
ركبت فى الخلف لتنظر لها بسنت بخبث وعرض عليهم أن يتناولوا الطعام فى أحد المطاعم الكبيرة وافقت بسنت بينما ظلت شاهي صامته .. يعلم أنها تتألم خاصة بعد رؤية أهلها عن قرب والتحدث معهم لذلك أراد أن يخرجها من هذه الحاله ولم يتوقع أن تسوء حالتها بوجود بسنت
كان المطعم أمام الشاطئ طلبوا الطعام ليأتي اتصال ل أسر قام ليتحدث بعيدا عنهم
هتفت بسنت بغرور :
ـ أخبريني يا صغيرة مع من ستعيشي بعد زواجي أنا و أسر .. أظن أنه من المستحيل أن تظلى معنا سأتحدث معه أن تنتقلي لأحد الملاجئ
نظرت لها بدموع :
ـ اصمتى أيتها الشريرة لن يتزوج أسر منك .. لن أسمح لأحد أن يفرقنا أقسم سأجعلك تدفعي ثمن حديثك هذا
لتقوم وتقترب من الشاطئ لا تعلم كيف أصبحت فى المياة وهناك من يتابعها بخبث عاد أسر وسأل عنها لتخبره أنها اتجهت للشاطئ لينظر للبحر وجدها تغرق أمامه وقف عاجز لدقائق لتبدأ هى بالاختفاء داخل المياة وكأنها تودع الحياة ....