
رواية جوازة بدل الفصل السابع والثلاثون37والثامن والثلاثون38الاخير بقلم سعاد محمد سلامه
أين ذهب الجحود الذى كان بقلبها،تبكى،يالها من سخريه،على ماذا تبكى،منذ ولادته لم تهتم به كوليدها،هكذا عقل وائل يتحدث،يشعر هو الآخر،بذنب إتجاه هذا الملاك الصغير الذى ترك آلماً بصدرهِ،هو الآخر يحمل ذنب،كان عليه الضغط على غدير،حتى تهتم بوليدهما،الذى كان يحتاج لرعايه خاصه منذ ولادته لم يجد منهما سوا بعض الأهتمام القليل،ها هو رحل مبرأ من كل الذنوب،هو لم يرى يوماً أفضل من الآخر،منذ ولادته،تجاهلتهُ غدير،كأنها لم تحمل به لتسع أشهر،يتكون بأحشائها،سريعاً حَمِلت مره أخرى بعدهُ.
بينما غدير تبكى دموعها ليست كاذبه وليست صادقه،هل حقاً حزن قلبها عليه،هكذا تُظهر،للعلن،ربما قلبها حزين،لكن ليس بدرجة أم فقدت وليدها بعد بضع أشهر
رفعت نظرها،رأت دخول هيام،التى جلست جوار وائل،ووضعت يدها على فخده بمواساه،حقاً تواسيه إم أنها آتت تشمت.
بالحقيقه هيام آتت تواسى لا تتشمت،فمن يتشمت بموت ملاك صغير،الاشيطان.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
كانت سهر تجلس برفقة حكمت التى تلاحظ سهر من حين لأخر تنظر لهاتفها.
تبسمت حكمت قائله:إطلبيه،وشوفيه هيرجع إمتى.
تعجبت سهر قائله:أطلب مين؟
ردت حكمت بتنمر:إطلبى عمار،مش كل شويه تبصى عالتليفون
تبسمت سهر،
لكن قبل أن تتصل على عمار،وجدت هاتفها،يرن برقم والداتها
تعجبت سهر،وردت عليها.
تحدثت نوال: سهر عمار،رجع للبيت.
ردت سهر قائله:لأ لسه ومش عارفه إذا كان هيتأخر أو لأ.
تبسمت نوال،وكانت ستتحدث،لولا دخول منير عليها وجهه يبدوا حزين.
فقالت نوال:خليكى معايا دقيقه كده يا سهر.
سألت نوال منير:فى أيه،وشك باين عليه الحزن خير.
رد منير:الولد إبن وائل إتوفى،من شويه،وعبد الحميد طلب منى ندفنه مع إمى فى قبرها،أهو رحمه ليها معاها فى القبر.
ردت نوال:لا حول الله،الدوام لله،ربنا يعوضهم.
تحدثت سهر قائله:خير ياماما فى ايه،أنا سمعت طراطيش كلام من بابا مين الى توفى؟
ردت نوال:إبن وائل هو اللى إتوفى،ملاك مبرأ من الذنوب،ربنا يجعله رحمه لوالديه،يلا بقى إنت مع السلامه،وزى الدكتوره ماقالتلك تنفذى مطاوعيش نفسك على قلة الأكل،وتاخدى ڤيتاميناتك بمواعيدها،وإبقى إتصلى عليا قوليلى عمار عمل أيه أما عرف إنك حامل.
رغم شعور سهر بالحزن،قالت:البقاء لله حاضر ياماما هعمل اللى قولتى عليه،بالسلامه وسلميلى على بابا.
أغلقت نوال الهاتف.
تحدث منير بخضه:هى سهر تعبانه عندها ايه؟
تبسمت نوال قائله:مبروك يا أبو علاء هتبقى جد بعد سبع شهور ونص.
فرح منير قائلاً:ربنا يكملها وتقوم،بالسلامه،وربنا يعوض على وائل.
ــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد
إرتجفت حكمت من قول سهر حين قالت البقاء لله،وحين أغلقت الهاتف قالت بأستفسار:خير،يا سهر،نوال قالتلك أيه قولتى ليها البقاء لله.
ردت سهر:ماما قالتلى إن إبن وائل توفى.
ردت حكمت قائله:الدوام لله،رايح لربه بدون ذنوب،ربنا رايدهُ يكون من الأبرار.
ردت سهر:هو فعلاً من الأبرار.
..........
بعد وقت آتى عمار ومعه والدهُ وعمهُ ودخلوا الى غرفة المعيشه،وجدوا سهر ومعها حكمت ،يتحدثن بأنسجام،كأنهن أم وإبنتها،ليست ككنه وحماه،فرح عمار من أعماقه،سابقاً كان يرى سهر تجلس مع نساء المنزل لكن كان يرى عدم إنسجامها معهم،ومعظم الوقت كانت تظل صامته،أو تتناقر مع زوجة عمه
تبسمت سهر،بسمه طفيفه،لعمار،بينما قالت فريال:
جايين منين مع بعض كده.
رد مهدى،بعد دفنه إبن غدير،روحنا قعدنا عندها،شويه،وبعد المغرب،إتصلت على عمار،وقولتله،وكان يوسف هناك،قعدنا شويه وجينا.
ردت حكمت:ربنا يعوض عليهم،والله زعلت لما سهر قالتلى،بكره هاخد سهر ونروح نعزى غدير،وكمان إتصلت عالبنات يروحوا يعزو بنت عمهم،واجب،أهم يواسوها،ربنا يقومها بالسلامه ويعوض عليها.
نهضت سهر قائله:هروح أقول للشغاله تحضر العشا وكمان ميعاد علاج طنط فريال عاليه جت من الجامعه على هناك عند غدير،هروح أنا أديه لها.
أماء عمار براسه لها مع بسمه لم يلاحظها غيرها.
خرجت سهر تحدث سليمان قائلاً:سهر بنت ناس طيبين،ربنا كرمك بها يا عمار،
تبسم عمار
بعد قليل.
صعد عمار وسهر الى شقتهم
دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم
جلس عمار على الفراش يتثائب قائلاً:أخيراً رجعت لأوضتنا،كان يوم طويل،طول اليوم من مكان لمكان،وأخر اليوم روحت أعزى.
جلست سهر جوار عمار وتبسمت قائله:أيه عمار زايد عجز ولا أيه،لأ لسه بدرى على ما تعجز،أمال مين اللى هيربى اللى جاى فى السكه ده.
للحظه لم ينتبه عمار،وكان سيتحدث،لكن صمت ونظر لسهر متفاجئً،يقول:قصدك أيه باللى جاى فى السكه،قصدك!!
تبسمت سهر بأماءه
نظر لها عمار قائلاً:يعنى إتأكدتى.
تبسمت تقول:أيوا إتأكدت،والدكتوره قالتلى،قولى لجوزك عمار زايد
يحترم نفسه وممنوع اللمس أو الاقتراب لحوالى،سبع شهور ونص كده.
نهض عمار واقفاً ثم جذبها،يقوم بحضنها بين يديه وقبل جانب عنقها قائلاً:
هتبقى أرق ماما،بس أنا بقول نغير الدكتوره دى من أولها،ونشوف دكتوره تقول نعم للمس والأقتراب،والعشق.
أنهى عمار قوله،يلثم شفاها بقُبلات ممزوجه بعشقهم،
ترك عمار شفاه سهر ونظر لوجهها قائلاً: مين تانى عرف غيرى.
تبسمت قائله:ماما هى اللى شكت،وجابت الأختبار،وكمان خدتنى للدكتوره علشان نتأكد منها ،وأكيد زمانها قالت ل بابا،وعلاء.
تبسم عمار يقول بمزح:يعنى انا آخر من يعلم بقى.
نظرت سهر لعمار،بدلال،قائله:الزوج آخر من يعلم.
تبسم عمار يقول بثقه:بس المفروض الزواج هو اول من يعلم،وده فعلاً اللى حصل،لأنى كان عندى شك،وانا اللى قولت لمامتك عليه .
تبسمت سهر وضيقت عينياها قائله:أهاا،يعنى كنتوا بتتهامسوا على كده الصبح،وأنا اللى قولت هفاجئك،طلعت متواطئ مع ماما،شايفه العلاقه كده بينكم مع الوقت بتدخل،لمنعطف أصدقاء،بس بلاش تتفقوا عليا،أنا وليه حبله وغلبانه.
ضحك عمار قائلاً: حبلى وغلبانه،إنتى،ناسيه غلبتينى قد أيه على ما رضيتى ترجعيلى،ولا ناسيه لما نطيت من شباك أوضتك زى الحراميه.
تبسمت سهر قائله:اللى يتعب ينول،يا عمارى وأهو فى الاخر،سهر رجعتلك،وبعد ماكانت،كارهه تقرب منها،بقت عاشقه قُربك،وكمان هتخلفلك ولى العهد،اللى كان نفسك فيه.
ضحك عمار قائلاً:ولى العهد،ومنين جالك أنه ولد أنا عاوز بنوته،رقيقه زى مامتها،وأدلعها كده،وأما تكبر مش هجوزها،هخليها جنبى،حبيبة قلبى.
تبسمت سهر قائله:طب علشان كده بقى أنا نفسى فى ولد،مش عاوزاك تدلع ولا تحب واحده غيرى.
تبسم عمار يقول:طب ما انا محبتش واحده غيرك،كنت فى إنتظار نجمه تظهرلى،وأعشقها.
تبسمت سهر قائله:يعنى عاوز تفهمنى إنك إتجوزت تسع سنين من خديجه،مفكرتش مره تحول جوازكم الصورى ده،لجواز حقيقى وكامل.
رد عمار:تؤتؤ عمرى ما فكرت لا انا ولا خديجه،وحتى مكنتش بفكر أتجوز،أصلاً،حتى قبل ما أتجوز من خديجه،مكنتش الفكره وارده فى دماغى،لحد ما ظهرتى،فى البدايه مكنتش عارف إنتى مين،لحد فى مره شوفتك مشيت وراكى،لحد بيت جدتك يسريه،بس أول مره أعرف إنتى مين،يوم ما جيت أسأل على وائل،وبصراحه مقابلتك ليا يومها غاظتنى.
تبسمت سهر تقول:بصراحه انا اللى كنت متغاظه من طريقة،رنك لجرس البيت،دى تيتا آمنه الله يرحمها إتسرعت يومها.
تبسم عمار يقول:الله يرحمها:فاكر لما جيت مرتين لبيت باباكى فى فتره الخطوبه،كانت بتستقبلنى بترحيب،أكتر من اللى كنت ببقى،رايح علشان أشوفها،وتنكر نفسها منى.
تبسمت سهر تقول:مين اللى قالك إنى كنت بنكر نفسى منك.
نظر عمار لعين سهر قائلاً:أمال ليه مكنتيش بتستقبلينى،زى أى خطيب،بيزور خطيبته.
تبسمت سهر قائله:بصراحه،انا كنت بشوفك من وراء باب اوضتى،كنت بحس إنك مغرور ومنفوخ كده،وواخد مقلب فى نفسك.
ضحك عمار قائلاً:طب ما أنا كده فعلاً،ليه بقى عشقتينى.
تبسمت سهر قائله:هتصدقنى لو قولتلك،العشق ده غريب ومش مفهوم،إزاى عشقتك معرفش،أنا مكنش فى بالى إن أرتبط قبل ما أخلص دراستى وأشتغل كمان،يعنى مش قبل ما أكمل خمسه وعشرين سنه عالأقل،فجأه كل حياتى إتغيرت جذرياً،لقيتنى بتجوز بواحد معرفوش،ولا هو يعرفنى،جوازه إتفرضت علينا إحنا الاتنين،وسببها إبن عمى،اللى عمرى ما حسيت من ناحيته بأى أُلفه،كنا مفكرين إنك جاى علشان تخطب مياده،لكن إنت قلبت الترابيزه،وإختارتنى،علشان عصبتك،يوم ما جيت تسأل عالغبى وائل.
تبسم عمار يقول:مين اللى قال إنى إتفرض عليا أتجوزك،أنا فعلاً أختارتك مش علشان عصبتينى،من قبلها وأنا كنت بسهر أفكر ونفسى أعرف إنتى مين،وكنت هاجى أتقدملك،بس للأسف القدر كان له رأى تانى،بطريقه تانيه،يمكن كانت غلط،بس أتعلمنا أحنا الأتنين من الغلط ده،إن اللى يحب مش لازم يكابر،الكِبر عدو الحب الأول.
تبسمت سهر قائله:فعلاً،الكِبر عدو الحب،بس عاوز تفهمنى إن مفيش مره واحده حتى فكرت فى خديجه،ولا هى محاولتش تعمل حركات الاغراء،إنها مثلاً تشمر ديل العبايه،وتكشف سيقانها الناعمه.
ضحك عمار قائلاً:لأ لا سيقان ناعمه ولا خشنه،انا حتى مشوفتش شعرها،أنا كنت ضيف معاها فى الشقه،حتى ساعات كتير كنت ببات فى أوضتى الخاصه قبل ما أتجوز منها،بأى حِجه،كنت مستنى ظهور الملكه سهر،طب وأنتى مفيش مره فكرتى فى وائل أو غيره؟
أستغربت سهر قائله: لا وائل ولا غيره!،دا لو كان الرجاله خلصوا،ومفضلش غير وائل،ده عمرى ما كنت أفكر فيه،ده عديم الشخصيه وإبن أمه،تربية ست،والنوعيه دى،دايماً،يمشى وراء الست اللى تخطط له، أمه فى الاول وبعدين مراته، زى غدير كده،قدرت تستحوذ عليه بسهوله جداً،أنا أحب الراجل يكون شخصيه قويه،وقوته تحسسنى معاه بالأمان،وائل سهل يحب على غدير فى يوم من الأيام،لأنه سفيه،وتافه واخد الحياه بسطحيه،وكان يستاهل واحده بغباوة غدير،حتى مرات عمى كمان تستاهل،ياما ،كنت بشوف الحزن فى عيون تيتا بسببها،كنت بحس انها مش عاوزه عيالها يعرفونا ولا يختلطوا بينا،وفى نفس الوقت طماعه،عاوزه تاخد ومتديش،عكس ماما،وشوف سبحان الله،علاء ووائل نصيبهم إتنين أخوات فرق السما والأرض بينهم،زى ماما ومرات عمى،يعنى ماما كانت هى وبابا موظفين،عايشين بمرتابتهم ،وهى كانت واخده ميراثها من أهلها كبير،بس كانت دايماً،مش تحمد ربنا على اللى معاها،أنا لاحظت نظرات علاء،ل عاليه من بدرى وحظرته،كنت خايفه عليه وعاليه تبقى،زى غدير،بس عاليه،إنسانه طيبه وجواها حنيه،هى وأسماء،يعنى بعد إنفصالنا فوجئت بعاليه بتتصل عليا وتعتذر منى،على سوء الفهم،وكمان أسماء إتصلت عليا،حتى عمو سليمان يوم ما طنط حكمت كانت فى العمليات،إعتذر منى،بس غدير،زى مامتها،تصور لما كانت تشوفنى،وهى شايله إبنها كانت تغطيه منى كأنى هحسده،سبحان من له الدوام،يوم ما أعرف إنى حامل،إبنها يموت،بتمنى،ربنا يصبر قلبها ويعوضها بأفضل منه.
ضم عمار سهر قائلاً:خلينا فى نفسنا بلاش نفكر فى غيرنا،أنا بعشقك،يا سهري،وأسعد إنسان وأنا عارف إن جواكى نطفه منى،مع الوقت هتبقى طفل او طفله تقوى رباط العشق بينا.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت أيام ومعها أشهر،تبدلت المواسم،إقترب الصيف
بمنزل يوسف فجراً
على صرخه متألمه،إستيقظت والدة يوسف أشعلت نور أباچوره
ونظرت لتلك النائمه جوارها،وجدتها تتصبب عرقاً،نهضت سريعاً قائله:إهدى يا أسماء،ربنا يلطف بيكى،فى نفس اللحظه دخل عليهن يوسف،مفزوعاً يقول فى أيه.
ردت والداته:خير إدعى لاسماء شكلها خلاص هتولد،يلا بسرعه روح غير هدومك وهات العربيه قدام باب البيت،على ما لبس أسماء إيسدال،ومتنساش تاخد معاك الشنطه الصغيره اللى جنب الباب دى،دى فيها هدوم نضيفه لأسماء وكمان هدوم للولد،يلا بسرعه،لتولد هنا وانا معرفش أولدها.
رغم خوف يوسف،لكن إمتثل لقول والداته سريعاً.
بعد وقت بأحد المشافى.
كان يوسف ووالداته يفقان أمام باب غرفة الولاده،قال يوسف:
إقعدى،يا ماما علشان رجعلك متوجعكيش من الوقفه.
ردت عليه:أقعد أيه هى الدكتوره غابت جوه كده ليه أنا خايفه على أسماء دى كانت بتتوجع قوى،وبالذات فى أخر ايام الحمل وكمان الدكتوره كانت قايله لينا إنها إحتمال كبير تولد قيصرى.
نظر يوسف لساعة يدهّ قائلاً:دى لسه يا دوب داخله أوضة الولاده مبقلهاش غير تلت ساعه.
تعجبت أشجان قائله:تلت ساعه أيه دى بقالها جوه يجى خمس ساعات أنا هدخل أطمن على بنتى.
تبسم يوسف وضم والداته قائلاً:إدعى لها يا ماما.
دعت أشجان بدموع تغرغر فى عينيها قائله:ربنا يلطف بها.
بعد دقائق،خرجت الدكتوره مبتسمه تقول:الحمد لله إطمنوا يا جماعه كل شئ تمام أسماء ولدت وهى والولد بخير،بصراحه،دى ربنا وقف معاها آخر مره فى الكشف الدورى،كان البيبى نازل فى الحوض وكان مقلوب،وكنت خايفه جداً تولد قبل ميعادها وأهو الحمد لله ربنا قادر فى آخر الوقت الجنين عدل وضعه،وبدل ما كنت متوقعه تولد قيصرى،ولدت طبيعي،بس هى مُجهده،دلوقتي هتطلع على غرفة عاديه،ومبروك ما جالكم يتربى فى عزكم.
بعد دقائق،بغرفه عاديه.
تبسم يوسف وهو يرى والداته تحمل طفله،وهو يجلس لجوار أسماء همس جوار أذنها قائلاً:حمدالله على سلامتك.
تبسمت أسماء له دون رد هى مازالت مُجهده،بينما لاحظت أشجان همس يوسف فقالت له: إنت لازق ليها كده ليه البنت والده ومش عاتق،أيه خلاص،يلا قوم من جنبها،وإنزل حاسب المستشفى.
ضحك عمار الذى دخل بعد طرق الباب قائلاً:لأ خلاص حساب المستشفى إندفع،نقوط لعمار الصغير.
قال عمار هذا واتجه نحو أشجان،تبسم وهى تُعطى له الطفل قائله:سمى ربنا وعقبال ما تشيل إبنك قريب يارب.
تبسم عمار وآمن على دعائها وسمى الله وأخذ منها الطفل.
تبسمت أسماء واشجان،بينما تحدث يوسف قائلاً: ببساطة كده بتدى الواد لعمار،دا انا بقالى ساعه بتحايل عليكى بس ألمس آيديه تقوليلى صوابع الواد طريه وإنت إيدك ناشفه على فكره الواد ده إبنى،وليا فيه النص،ولو عاملتينى بالطريقة دى هتطر آسفاً أخلف غيره،قبل من سنه.
تبسمت أشجان قائله:تبقى راجل بصحيح لو عملتها.
رد يوسف:طب بس إنتى سيبلى أسماء بعد الأربعين وهتشوفى،قبل السنه هجيللك كمان حفيدين ولد وبنت،شبه أسماء أموره زيها كده
تبسمت أسماء بحياء
بينما قال عمار:ربنا يزيدك ويرزقك بره،سهر كانت جانبى وإنت بتتصل عليا وكانت هتيجى،بس للأسف عندها إمتحان النهارده،أدعو لها،الحمل مع المذاكره تاعبها.
تبسمت أشجان قائله:ربنا ينجحها ويكملها وتقوم بالسلامه،كمان خديجه بتقول الحمل تاعبها شويه،خلاص إطمنت على أسماء،عقبال خديجه وكل الحبالى،ربنا يكملهم ويقوموا بالسلامه،بعيالهم فى حجرهم.
......
بعد أسبوع
بمنزل يوسف
مظاهر السبوع تعم المكان
كان سبوع لفرحه تأخرت سنوات سبقها أملاً كان يموت بعد أيام من العلم به،لكن العوض آتى بهذا الصغير النائم بمهد صغير،تداعبه الملائكه يبتسم،كأنه يشعر بفرحة من حوله بقدومه،كان العوض الجميل
بحضور عائلى تلقى الصغير الهدايا والنقوط،وبعض الامانى السعيده
كانت سهر تجلس حين وضعت والدة يوسف الطفل على ساقها تبسمت سهر لذالك الملاك،لكن للحظه خشيت من حمله،فهى لم تحمل مولود قبل ذالك
تبسمت أشجان قائله:متخافيش،حطى إيدك تحت ضهره،وأتعودى،كلها كم شهر وتشيلى إبن عمار.
قالت أشجان هذا ثم غمزت بعينها قائله: وبعدين خايفه من ايه ده عمار الصغير مش شقى، زى عمار الكبير.
تبسمت سهر بخجل من مغزى حديث أشحان.
بينما تلك الجحود،غدير،كانت تنظر لمشاعر الود بين الحضور بسخريه،بتلقائيه وضعت يدها على بطنها تتحسسها ،همست لنفسها.
الحمد لله ربنا عوضنى الدكتوره فى آخر متابعه،قالتلى إن كل شئ تمام،والبيبى ولد ومفهوش أى إعاقه.
بينما بداخل مطبخ شقة يوسف
تحجج علاء أنه ذاهب ليشرب،لكن فى الحقيقه هو كان ذاهب خلف تلك العاليه الرقيقه.
تبسمت حين رفعت وجهها ورأت علاء يدخل المطبخ.
تبسم علاء يقول:حمدالله على سلامة أسماء،وكمان فى تحسن فى حالة مامتك.
تبسمت عاليه قائله:أنا كنت خايفه على اسماء قوى،بصراحه كانت بتتألم جامد فى الايام الأخيره،وماما بتتحسن صحيح بس ببطئ شديد.
رد علاء:أنا كلها شهر وهتخرج من كلية الطب،وأكيد التكليف بتاعى،هيجى فى مكان بعيد،بصراحه إتعودت خلاص،إنى أشوفك كل يوم.
تبسمت عاليه له قائله:ربنا يوفقك.
تبسم علاء:أنا بفكر بعد سنة التكليف دى نتجوز،وتكملى دراستك وأنتى فى بيتي،أنا الحمدلله الدكتور محمد اللى بشتغل تحت إيدهُ قالى مكانى محجوز بين أطباء المستشفى بعد سنة التكليف،وأنا عرضت على وائل إنى أخد شقته اللى فى البيت،وهدفعله تمن تكاليفها،من مرتبى وبابا بيقولى،إنه خلاص هيساوى معاشهُ وهيقبض مكافأة نهاية الخدمه،مبلغ كويس،أقدر أدفعه مقدمه للعفش،والشبكه،بوعدك لما يتعدل حالى،ليكى عندى أغلى شبكه تطلبيها.
تبسمت عاليه قائله:شبكة أيه يا علاء،أنت شبكتى وأغلى حاجه عندى،وأنا موافقه بعد سنة التكليف نتجوز،وأكمل دراستى فى بيتك،ومتأكده إنى هتفوق،لأنك هتساعدينى على التميز.
تبسم علاء لم يدرى بحاله وهو يضم عاليه بين يديه بحضنه،
إستكانت عاليه بين يديه لبعض الوقت لكن فاق الأثنان على صوت نحنحة يوسف.
إبتعد الأثنين عن بعضهما.
خجلت عاليه وتلجلجت فى الحديث،رآف يوسف بها قائلاً: كنت بتسحب من وراء أم يوسف وداخل المطبخ علشان أشربلى كوباية موغات،بس ماليش حظ،شكله خلص.
تبسمت عاليه قائله لأ مش خلص،طنط أشجان خفياه قالت خليه على قد اسماء تتغذى بيه وكمان يساعدها فى الرضاعه،شوفتها وهى واخداه لاوضتها.
تبسم يوسف يقول:أنا دلوقتي عرفت البت منى بنت أختى ليه خباصه،سبق وخديجه قالتلي إنها قريبه منك،وطول الوقت تقريباً معاكي.
نظرت له عاليه بغيظ قائله:غلطانه إنى قولتلك،هروح اشوف طنط أشحان وأقولها انك عرفت مكان الموغات.
غادرت عاليه المطبخ سريعاً ولم تقف حين قال يوسف:بس هقولك مش قصدى.
تبسم علاء يقول:يعنى حظى هوقعنى فى خباصه.
تبسم يوسف يقول:لأ يا عم بهزر حبيت أفك التنشنه،بس مش لاقى غير المطبخ إفرض كانت غدير اللى لمحتك،كانت عملتها قصه،كنت خدها وادخل أى اوضه مفقوله فى الشقه،يا عم حاسس بيك،كاتب كتابك ولسه قدامك وقت على ما تكمل جوازك،وحتى لو كملت جوازك عندك انا أهو بقالى حوالى أربع شهور،زى الفازه فى البيت مجرد ديكور،مفيش فينا متهنى غير عمار،سهر شكلها مدلعاه عالأخر.
تبسم عمار الذى دخل قائلاً:تعالى شوف الدلع اللى أنا فيه،كل يوم بتتوحم على حاجه شكل أن مجبتهاش تعيط بدون سبب وتقولى بستخسر فيها،أنا وإبنى،وإن جبتها تقولى إتاخرت وخلاص مبقتش عاوزاها،ده غير هورمونات الحمل نفسها،تسمع فيلم رومانسى قديم ابيض وأسود تقولى إنت ليه
مش رومانسى زيهم
طب دول ناس كان زمانهم كده،إحنا فى زمن السرعه لأ والوحم الغريب بقى،ببتوحم على مانجه،إحنا فين وموسم المانجه فين،جبتلها مانجه،قالتلى لأ عاوزاه فريش مش تلاجات،اديني عقلك بقى،أنا بعد سهر ما تولد مش هخليها تخلف تانى قبل عشر سنين.
تبسم علاء على تذمرهم قائلاً:
بصراحه إنتم مثال جيد للزوج المسحول.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت عدة أيام
فى اليوم الأخير لامتحانات سهر
فوجئت بعمار بنتظرها بالسياره،أمام الجامعه.
نظرت لهاصفيه قائله:يا عينى عالحب،النهارده آخر يوم بقى وقال يستغله
تبسمت سهر،وقالت: تعالى معانا خلى عمار،يوصلك بدل بهدلة المواصلات يلا هشفق عليكى حامل بقى.
تبسمت صفيه قائله:ربنا يسترك أخدتيها من على لسانى،يلا،حتى علشان أبقى مِحرم.
تبسمت سهر ساخره:
مِحرم،خلاص بلاش،دا حتى هورمونات الحمل جايه على عمار يا عينى وهو مستحمل.
تبسمت صفيه قائله:طب بلاش رغينا ده وخلينا،نروح نركب الجو حر أكيد العربيه فيها تكييف.
أثناء سير عمار بالسياره وهو يوصل صفيه
تحدثت قائله:
الحمدلله لله بكده خلصنا الدراسه،فاضل بقى السنه التربوى،على ما تبدأ الدراسه أكون إتفجرت بقالى مده،لكن إنتى لسه مشوارك طويل،إنتى لسه يادوب حامل أربع شهور،يعنى مخلصتيش نص المده.
تبسمت سهر قائله:وفيها ايه،برضوا هاخد سنه تدريب ،السنه دى مهمه،لأى خريج علشان يقدر يقدم على شغل فى أى مدرسه خاصه تقبله.
نظرت صفيه لعمار قائله:أيه رأيك يا عمار،هتقبل سهر تاخد سنه التدريب دى،وهى فى نهاية شهور حملها.
رد عمار:طبعاً لأ،صحتها هى والبيبى أهم عندى،تتأجل السنه دى،أو بلاشها خالص،هى مش محتاجه لشغل.
تبسمت صفيه قائله:والله جوزى قالى نفس الكلام ده،وقالى إبنك ورعايته أهم،دلوقتى،وأنا بفكر فعلاً آجل سنة التدريب دى.
تحدثت سهر قائله:بس أنا لأ مش هأجل السنه دى،وناويه كمان أشتغل بعدها فى أى مدرسه.
ردت صفيه قائله:براحتك.
بينما صمت عمار،باقى الطريق الى أن نزلت،صفيه وخلفها سهر التى نزلت تودعها وقفن الاثنين يتحدثن لدقائق بمرح،
ثم صعدت سهر الى السياره مره أخرة،وجلست جوار عمار.
لكن عين حازم رأت سهر بالصدفه،هو منذ أشهر من بعد فسخ خطبته هو ومياده لم يراها،تبدوا بوضوح سعيده،كما لاحظ إنتفاخ بطنها قليلاً،كل أمل لديه إنتهى،لما يُعلق نفسه بأمل واهى،سهر وجدت فارس أحلامها،أصبحت بعيده،لما رأها اليوم بشكل آخر ليس مثل سابق،لما رأى بوجهها مياده،هل يشتاق إليها،إم هو عذاب الضمير الذى يعيش به منذ فسخ خطبته من مياده،وذالك اليوم الذى رأى فيه إنهيار مياده،مياده ليست بالسوء الذى كان يظنه،فكر عقله لما لا تعطى لقلبك فرصه الأخرى ربما تصل الى أن تقول أن سهر لم تكن حبً،بل كانت سراب الحب الأول.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
دخل عمار بالسياره،
بعد أن إحتد الحديث بينه وبين سهر حول أنها تريد أن تعمل بعد التخرج،نفذ عمار من ذالك الموقف حين قال انه سابق لأوانه،وتقبلت سهر هذا مؤقتاً لبعض الوقت،ولكل مقامٍ مقال وقتها.
نزلت من السياره،ترسم بسمه،وإنتظرت عمار الذى ذهب إليها،وأمسك بيدها مبتسماً
قبل دقائق بداخل المنزل.
شعرت غدير،بالغيظ وهى ترى أسماء تجلس مع حكمت وعاليه بغرفة المعيشه،وكانت معهن فريال التى تجلس على مقعد متحرك تستمع وتنظر لهن فقط،تشارك ببعض الكلمات المتقطعه.
كانت غديرتغتاظ من حمل أسماء لطفلها الذى يصدر بعض أصوات الغنچ الطفولى،حين تداعبه هى او عاليه،وكذالك حكمت،
لما لم يرزقها الله بطفل مُعافى من اول مره،ما كانت شعرت بهذا الغيظ،
نهضت قائله:همشى انا بقى علشان وائل كان قالى متأخرش.
تبسمن لها
خرجت للخارج لترى منظر آخر يزيد من غيظها،عمار يدخل الى المنزل،ومعه سهر التى نزلت من السياره ووقفت تنتظر إقترابه منها كى يدخلا للمنزل،يدً،بيد
غلت الدماء فى أوردتها،
سارت بالقرب من الدرج المؤدى للنزول
رفعت يدها كى تضعها على السياج الحديدى للسلم،لكن لم تنتبه أن يدها مازالت بالفضا،
مالت على يدها،لكن للأسف،مالت الى الهاويه،حين إختل توازنها ولم تقدر على الثبات لتتعثر وتنزلق على درج السلم تتقلب عليه الى أن وصلت الى آخر درجات السلم.
رأت سهر هذا،تركت يد عمار،وتوجهت إليها بسرعه،وكذالك عمار
جلست سهر لجوارها قائله:غدير،
وضعت غدير،يدها أسفلها ثم رفعتها بوجه سهر،قائله بإلم:إبعدى عنى إنتى عاوزه تموتى إبنى إنتى بتكرهينى.
ردت سهر:مش وقت كلامك ده،يا غدير إنتى بتنزفى.
صرخت غدير بوجه سهر،
سمعن من بالداخل،صراخها.
جائت عاليه،وأسماء التى تركت طفلها مع حكمت
للحظه وقفن الأثنين مذهولتان،قبل ان ينزلن ويحاولن مساعدتها.
بينما عمار،تذكر نفس الموقف حدث مع خديجه،سابقاً وكانت غدير السبب به.
الثامن والثلاثون الأخير الخاتمه
بالمشفى.
كان عمار مع عاليه يجلسان بالمقابل لتلك الغرفه الموجوده بها غدير.
آتى إلي مكانهم بالمشفى وائل متلهفاً،يقول:
أيه اللى حصل،أسماء إتصلت عليا وقالتلى إن غدير،إتزحلقت عالسلم وإن عمار وعاليه خدوها للمستشفى،فين غدير.
رد عمار:غدير فى أوضة العمليات ومفيش حد طلع من الأوضه،لحد دلوقتي.
تحدث وائل:طب ايه اللى حصل،اسماء قالتلى إنها وقعت،وقعت منين.
رد عمار:وقت من على السلم اللى فى مدخل البيت.
إنخض وائل وجلس على مقعد جوارهم ينتظر هو الآخر،خروج الطبيب.
بعد وقت.
خرج الطبيب من الغرفه.
نهض وائل وعاليه بأتجاهه،سأل وائل:
طمينى يا دكتور.
تحدث الطبيب:للأسف المدام كانت حامل أكتر من ست شهو، والجنين،كان يعتبر حجمه كبير،المدام لما دخلت العمليات كان الجنين ميت،ومش ميت بسبب النزيف،الجنين بقاله تلات أيام ميت فى رحم المدام،يمكن النزيف ده جه رحمه لها هى،كان هيكل الجنين خلاص بدأ يتعفن فى بطنها،وكمان حاولنا السيطره عالنزيف،بس للاسف فى تهتك كبير فى الرحم،ولو النزيف رجع من تانى،هنضطر للأسف نستئصل جزء من الرحم،او الرحم كله،دلوقتى هى هتدخل العنايه المركزه لحد بكره الصبح،أطلبوا الدعاء من ربنا،يعنى مالوش لازمه وجود أشخاص هنا كتير،مسموح بس،بشخص يرافق المدام.
تركهم الطبيب وغادر،لم يتحمل وائل قول الطبيب،وجلس على المقعد خلفه،مذهول من قول الطبيب.
بينما عاليه بكت
وتأثر عمار.
تحدث وائل:تقدروا تمشوا وانا هفضل مع غدير.
ردت عاليه:لأ انا اللى هفضل،
للحظه صمت وائل
لكن قال عمار:خلى وائل يبات مع مراته،متنسيش مرات عمى،بتحتاج لراعيتك ليها،وهنا فى المستشفى الممرضات والدكاتره،لو حصل حاجه،وائل هيبلغنى،بالتلفون.
إمتثلت عاليه لقول عمار،وقالت:لما أتصل عليك إبقى،رد عليا،ولو حصل حاجه،أبقى بلغنى.
تركوا وائل وحده،جلس يشعر بتوهان،عقلة يفكر أموت ذالك الجنين الذى كان بأحشاء غدير،هو عقاب من الله على أهمالهم بحق طفلهم الاول،فالأثنان كانا مُخطئان بحقه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب العشاء
بمنزل عطوه
كانت سهر تجلس مع نوال يتسامران،معاً
الى ان دخل،منير،ومعه علاء
تبسم منير يقول:كان قلبى حاسس إن سهر هنا حتى إسألى علاء قولت طالما صلينا العشاء خلينا نروح للبيت سوا سهر هناك.
تبسمت سهر ونهضت تحتضن والداها،ثم جلس وهى بجواره،يضمها أسفل يدهُ،
تحدث علاء: بصراحه متوقعتش تجى النهارده كان آخر يوم لامتحاناتك،وقولت مهتصدق وتأنتخ.
تبسمت سهر:والله كان نفسى أأنتخ بس للأسف،اللى حصل،طير النوم من عينى.
غدير وقعت من على سلم البيت وكانت بتنزف وعمار وعاليه،روحوا معاها للمستشفى،وأتصلت على عمار من شويه قالى لسه الدكتور مطلعش من أوضة العمليات،ربنا يلطف بها،هى وإبنها،يا عينى،فقدت إبنها الكبير من كام شهر،والتانى الله أعلم،ايه اللى حصله،منظر الدم كان مُخيف.
ردت نوال:ربنا يتولاها برحمته،وبعدين إنتى مش جايه علشان تتكلمى على غدير،يلا قومى معايا نجهز العشا،ونتعشى مع بعض.
تبسمت سهر ونهضت مع نوال،حضرن سفرة العشا،وجلسوا جميعاً يتناولوه،بجو من المرح.
تحدثت سهر قائله:ليه يا بابا أخدت قرار تساوى معاشك،إنت لسه كذا سنه على ما تتم سن الستين.
رد منير:أنا مليت من شغل الحكومه،والورديات خلاص كبرت عليها،قررت اساوى معاشى وأخد مكافأة نهائية الخدمه،هدى لاخوكى جزء كبير وبجزء صغير هدخل شريك مع زميل ليا هنفتح دكان صغير كده على قدنا،نبيع مستلزمات كهربا،لمبات وكاشفات وسلوك ومواسير كهربا،حتى إبنه بيشتغل كهربائى،أهو يمشى الدكان جنب الزباين التانيه،وأهو اللى يطلع من الدكان مع المرتب،رضا من ربنا،باباكى كبر،يا سهر خلاص وكلها كم شهر هبقى جِد.
تبسمت سهر قائله:ربنا يديك الصحه،يابابا،وتشوف أحفادى كمان.
بعد وقت قضوه بجو أسرى صافى.
نظرت سهر لهاتفها تقرأ تلك الرساله،بعدها نهضت قائله:الرساله من عمار بيقول إنه رجع للبيت،هقوم أمشى أنا بقى.
تبسم منير قائلاً:سلميلى على عمار،كذالك قالت نوال.
تبسمت سهر لها قائله:لأ أنت مش محتاجه تسلمى على عمار مفكرينى مش واخده بالى من غمزاتكم لبعض عليا،ولا تليفونك له كل يوم عالصبح.
تبسمت نوال،ونهض علاء قائلاً:خلينى أوصلك.
تبسمت له قائله بمكر:توصلنى ولا عاوز تشوف الموزه وبتتحجج بيا،يلا تعالى،وعد الجمايل.
خرجت سهر ومعها علاء
تبسم منير لنوال قائلاً:
سهر إتغيرت كتير،عقلها نضج،بس لسه روحها خفيفه زى ما كانت،لما عمار طلب منى يرجعها واحنا فى الفيوم، بصراحه كنت خايف،تعند معاه،وبعدها وتقاطعيتى لما تعرف،إنى ضحكت عليها.
تبسمت نوال قائله:كان ممكن تعمل كده،فعلاَ فى بداية جوازها من عمار،يمكن جوازهم بدأ بطريقه غلط من الأتنين،بس بذرة الحب اللى كانت فى قلوبهم،نبتت مع الوقت،قد ما كنت زعلانه وقت ما إطلقت من عمار،بس بعدها أيقنت أن الطلاق كان تصحيح مسار،لهم الأتنين،كل واحد فيهم قيم حياته مع التانى،وعرف أخطاؤه اللى خلته مع الطرف التانى على خلاف طول الوقت،يمكن لو كان الطلاق ده محصلش كان الحب اللى بقلوبهم مع الوقت هيتخنق،إنفصالهم،عطى لحبهم مساحه يتنفس،ويجددوا في حياتهم،أوقات لما تكون جوا الدايره مبتبقاش عارف تفكر،لكن لما تطلع براها،وتشوفها من الخارج بتعرف أخطائك وتصححها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوصل علاء،سهر الى المنزل
تبسم عمار وأستقبله،كذالك عاليه.
لاحظت سهر نظرات علاء وعاليه لبعضهم،تنحنحت قائله:أنا خلاص مبقتش قادره هاخد عمار وأطلع انام،تصبحوا على خير.
تبسم علاء يقول بمزح:بتطردينى بالذوق مكنش العشم خليك شاهد يا عمار.
تبسم عمار قائلاً:إنتم أخوات متدخلونيش بينكم،وفعلاً انا مُجهد وهطلع مع سهر،تصبحوا على خير.
خرج عمار وسهر وترك علاء وعاليه،
التى لا تعرف لما إنسابت دموعها.
نهض علاء من مكانه وجلس جوار عاليه،يضم يديها بين يديه قائلاً:
بتبكى ليه يا عاليه.
ردت عاليه ودموعها تزداد:أنا مخنوقه مش عارفه القاه منين ولا منين
من ماما اللى بقالها شهور مشلوله،ويادوب بنفسر كلامها بالعافيه،ولا غدير،اللى وقعت وسقطت،وإحتمال يستئصلوا لها الرحم،مش عارفه ذنب مين اللى بيخلص مننا.
جفف علاء بيده دموع،عاليه قائلاً: ده مش ذنب حد وبيخلص،ده إبتلاء وإختبار من ربنا وعلينا بالصبر،وربنا قد ما بيدى المصيبه بيصبر قلوبنا،وبيكافئ صبرنا،بصى كده،لاسماء ويوسف،قد ما صبروا ربنا عوضهم،بطفل يكمل سعادتهم.
نظرت عاليه لعلاء قائله:، أنا كنت بحسد علاقتك القريبه من سهر، وإحتوائك ليها،كان نفسي فى أخ زيك، بجد متشكره ليك يا علاء إنك جانبى،كلامك ده ريحنى وهدى نفسيتى،خليك جنبى دايماً وقت ضعفى،قوينى بيك .
تبسم علاء ولف يدهُ حول كتفها يضمها،وقبل رأسها قائلاً:أنا جنبك يا عاليه،بس مش بصفة أخ،،بصفة حبيب،وزوج مستقبلي،بس بلاش تتطمعى كتير،ممكن اقلب،قى اى وقت زوج نكدى مصرى أصيل،وألبس الفانله والشورت واقولك الغدا ياهانم طول اليوم قاعده بتعملى أيه،شغلانتك أيه غير الرغى والقاعده عالنت.
تبسمت عاليه قائله:وقتها هقولك،كنت قاعده بفكر اطبخ ايه لحبيبى،على ما يرجع من المستشفى،والتفكير والولاد أخدونى ونسيت.
فجاه تبسم الأثنان وقال علاء: واضح إن مستقبلنا مع بعض مُشرق.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة عمار وسهر.
إنخضت سهر وبتلقائيه منها وضعت يدها على بطنها،بعد أن اخبرها عمار عن ما حدث،ل غدير،وقالت:ربنا يستر،والنزيف ميرجعش ده كتير قوى عليها،رغم أنها عمرها ما حبتنى،بس أنا بتمنى ربنا يشفيها ويعوضها.
ضم عمار سهر قائلاً:يارب فعلاً غدير،أفعالها وأطباعها سيئه بس بتمنى متتحطش فى الاختبار ده،رغم إنه مش إختبار،قد ما هو تسديد سلف قديم.
تعجبت سهر قائله:قصدك أيه؟
سرد عمار،لسهر ما حدث،بالماضى وان خديجه كادت تستئصل الرحم بسبب غدير.
قالت سهر:فعلاً ممكن يكون رد السلف،أقصى من اللى حصل قبل كده،بتمنى،ربنا يكون رحيم بيها زى ما رحَم خديجه وعوضها.
آمَن عمار على دعاء سهر وقال:
خلينا هنا فى نفسنا،إنسى الدنيا كلها،متفكريش غير فيا أنا وبس،خلاص الأمتحانات خلصت،وإرتاحنا منها،أيه رأيك نسافر كام يوم فى أى مكان هادى نغير فيه جو.
وضعت سهر يديها على كتفي عمار قائله:موافقه،بس متنساش إنى حامل،بس مش مشكله قولى هتودينى فين.
تبسم عمار يقول:المكان اللى ملكتى تقول عليه.
تبسمت سهر قائله:عاوزه أروح مالديڤ مصر،وأشوف شاطئ الغرام اللى غنت فيه ليلى مراد.
تبسم عمار يقول:إنتى تؤمرى يا نجمتى،نروح مرسى مطروح،خلاص بقينا فى بداية الصيف،حتى تغنيلى هناك
تبسمت سهر قائله:هغنيلك،بحب إتنين سوا،يا هنايا فى حبك،عمار وإبنه اللى فى بطنى.
ضمها عمار يقول:بس أنا بحبك أكتر يا سهر لياليا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
صباحاً
بالفيوم
تعجبت خديجه،حين أخبرتها والداتها هاتفياً ما حدث،ل غدير،
تنهدت بحزن،هى كانت بنفس الموقف يوماً ما،وكانت غدير السبب به
حين كانت تتذمر من لعب وشقاوة منى،ذات العامين فقط جوارها،وكانت ستضربها، كما أن منى كانت ستقع من على السلم بسبب غدير، حين كانت تُعنفها وقتها، منى كانت تتراجع للخلف خوفاً منها، لكن رأتها خديجه يومها،وذهبت مسرعه وجذبت منى من أمامها،لكن غدير لم تستحى وقتها وهاجمت خديجه،حتى أنها،مسكتها من يدها قائله لها بعنف:لمى بنتك بعيد عنى،مش ناقصه قرف
قالت غدير هذا ودفعت خديجه،لتقع من على السلم وقتها كانت حامل بنهاية الشهر الثامن،لولا عمار حملها وذهب بها للمشفى،ربما كانت ماتت هى وطفلها وقتها لكن كان الله بها،رحيم،هى لا تتشمت بغدير اليوم ،بل دخلت وتوضأت،وقامت بالصلاه،تدعوا لغدير،أن يترآف بها الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بالمشفى
خرج الطبيب من غرفه العمليات،قائلاً: للأسف المدام النزيف اللى حصلها مره تانى خلانا نستئصل جزء من الرحم كان متهتك،وهو اللى سبب عودة النزيف،بس فى أمل إنها ممكن مع المواظبه والخصوع للعلاج،ربنا يكرمها وتحمل مع الوقت، مع تطورالعلم مبقاش فيه شئ مستحيل،وكله بقدرة ربنا
تحسَر وائل بصمت،وإنتظر الأسوء حين تفيق غدير.
وبالفعل فى اليوم التالى
فاقت غدير،من التخدير.
وضعت يدها على بطنها شعرت بخلوها،فصرخت،قائله:فين إبنى،
نظرت ل وائل الذى يجلس بالغرفه ومعه،هيام.
وقالت له:أكيد فى الحاضنه،خدنى ليه،
حين حاولت النهوض تألمت بشده،فظلت نائمه.
وعادت قولها: هو بخير صح قولى،شبه مين.
خفض وائل وجهه لاسفل كما أن هنالك دمعه من عينه إندفعت.
رأتها غدير،فقالت:فين إبنى،يا وائل.
خفض وائل وجههُ وصمته، هو الرد.
صرخت غدير عليه بسؤال مره أخرى.
لكن ردت هيام قائله: قادر ربنا يحقق المعجزه وتخلفى تانى،ربنا إختاره يكون ملاك مع أخوه.
صرخت غدير عليها قائله:بتخرفى تقولى أيه،إبنى فين؟
هنا تحدث وائل:للأسف الولد كان ميت فى بطنك من تلات أيام،يا غدير،ولو مش النزيف كان ممكن تموتى إنتى كمان بتسمم حمل.
صرخت غدير إنشق صوتها ليس فقط صوتها بل قلبها أيضاً.
دخل الطبيب التى ذهبت هيام وأستدعته،وقال لها:أهدى،يا مدام صريخك ده،وحركتك هيضروكى ممكن النزيف يرجع من تانى والمره دى هنستئصل الجزء اللى فاضل من الرحم.
ماذا سمعت،هى بكابوس،موحش،ما معنى قول الطبيب،هل فقدت قدرتها على الأنجاب،لااه
صرخه قويه أعقبها إنتحاب،بُكاء من غدير.
مما جعل الطبيب يعطى لها أحد الأبر المهدئه،جعلها تستلم للهروب من ذالك الواقع المر كالعلقم،وما هو الأ جزاء رفس النعمه التى أعطاها الله لها يوماً ونقمِت عليها،فكما قال الله
"فأما بنعمة ربك فحدث"
وهى لم تُحدث،بل نقمت،وجزاء النقمه زوال النعمه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر
بشقة عمار وسهر.
ظُهراً
رغم شعور سهر،بآلام المخاض لكنها تتحمل،ذالك،لكن آنت بأه قويه،
سُرعان ما آتت لها نوال التى كانت معها بالشقه،
إنخضت حين وجدت سهر،تجلس على الفراش تتألم وقالت:
عمار فى الشقه اللى تحت،هنادى عليه،شكلك هتولدى النهارده.
رغم الآلم،لكن كذبت سهر قائله:لأ مش هولد النهارده،لسه قدامى كمان أسبوع وبعدها هولد،تلاقى ده،طلق كاذب وبعد شويه الوجع هيخف.
تنهدت نوال قائله:وشك بيقول عكس كده،سهر،بلاش عند،ده مش بمزاجك،فيها أيه لما تولدى آخر أسبوع فى رمضان،إنتى المفروض مكنتيش تصومى أصلاً من أول رمضان،ربنا مديكى رُخصه،يبقى ليه تتحاملى عالوجع.
قالت سهر بآلم:صدقيني،يا ماما ده وجع بســـــــــــــــــ
لم تستطيع سهر تحمل الآلم،وصرخت،لكن ليس بقوه،
فى ذالك الوقت كان عمار،يدخل الى الشقه،
دخل الى غرفة النوم متلهفاً،وجد سهر تتألم،إرتجف قلبه قائلاً:فى أيه،سهر هتولد النهارده.
ردت سهر بآلم:لأ مش هولد قبل أسبوع.
رغم خوف نوال،لكن تبسمت قائله:كأنه بمزاجك إياك،إنتى هتولدى النهارده خلاص،مش حاسه بالميه اللى نازله على رجليكى، يلا عمار بسرعه،خلينا ناخدها للمستشفى.
نظرت سهر على ساقيها،بالفعل رأت بعض المياه تسيل منها،وإنتهى،تحمُلها وصرخت.
بعد قليل
بخارج غرفة الولاده، وقف عمار يُغمض عيناه، شريط ذكرياتهُ مع سهر، يمر أمام عيناه، كل لحظه سواء كانت بسمه أو حزن، قُرب، أو فراق، دلال سهر عليه فى الفتره الأخيره، حتى تذمرها أحياناً من أوجاع فترة الحمل، وكتمانها للألم فى كثير من الأحيان، حتى قبل دقائق حين قالت لهم أنها لا تشعر بألم المخاض، الى أن صرخت، بألم، حين غلب الألم عنادها.
فتح عينهُ حين فُتح باب غرفة الولاده، وخرجت نوال مبتسمه تقول:
تعالى، يا عمار خلاص ولدت متخافش، وهى والبيبى الحمد لله بخير.
دخل خلف نوال متلهفاً ليس على طفله، بل على ملاكهُ العنيده والقويه عكس ما تظهر عليه، فهى تحملت آلم المخاض الى نهايته.
تبسم حين وقع نظرهُ عليه، تبدوا ملامحها مُجهده للغايه، بالكاد تبتسم.
هى الأخرى حين حَملت صغيرها، نست كل الالم التى تحملته، بُكاء ذالك الصغير أطرب ما سمعته،
جلس عمار لجوارها، وقبل رأسها قائلاً:
حمدلله على سلامتك،يا ملاكى.
تبسمت بوهن قائله:خلاص بقى عندك ملاك تانى،صغير،شبهك يا عمار.
همس جوار أذنها قائلاً: علشان تعرفى إنى عشقتك من البدايه يا ملاكى،إنتِ وأهلاً بالملاك الصغير.
تكلمت نوال بفرحه قائله:هتسموه أيه؟
تبسم عمار قائلاً: مهدى عمار مهدى زايد.
تبسمت سهر قائله:حلو أسم مهدى ربنا بعته هديه لينا،نورت يا مهدى جونيور.
تبسم علاء الذى دخل قائلاً:يا فاسقه،مكنتيش حتى قادره تكملى صيام اليوم.
تبسمت نوال قائله:بس بلاش تفكرنا،بقالها أسبوع تعبانى جنبها بتتوجع وتكذب وعاوزه تكمل صيام رمضان،مع إن ربنا عاطيها رُخصه بس تقول أيه،متبقاش سهر،لو معندتش وتعبتنى معاها.
......ـــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
كان العيد عيدان
فها هو سبوع أول حفيد لعائلة،زايد،الذى أتى،بعد شوق كبير.
بالسبوع، بالأصح كان السبوع مع العقيقه
كان الفرح والمرح،
،سهركانت تجلس بين النساء وجوارها نوال
يبتسمان من أفعال حكمت
التى تجلس تحمل الصغير،تُخفى وجهه،عن العيون،كانه كنز ثمين لا تريد لأحد ان يراه.
**
بينما عمار يقف بين الرجال بذالك الصوان،كصوان عُرسٍ،يستقبل تهنئات العيد والتبريكات بمولوده الأول،
و كان بجواره والدهُ وعمه،وكذالك يوسف،الذى ربت على كتفه قائلاً: يتربى فى عزك،يا ابو مهدى،المره الجايه هتسمى الواد يوسف،نسيت أقولك على خبر هيفرحك،أسماء حامل مره تانيه،وأمى هاين عليها تضربنى،بس من جواها سعيده،وبتقولى إزاى ده حصل فى غيابى،إستفردت بأسماء فى غيابى وأنا عند خديجه أيام ما ولدت إبنها جسار.
تبسم عمار يقول:ربنا يكملها وتقوم بالسلامه،لو جت بنت بحجزها،لابنى.
تبسم يوسف قائلاً:بنتى هيبقى مهرها غالى،يا عمار،يا زايد
تبسم عمار يقول:وأبنى جاهز يدفع مهرها،بالدهب،يا حضرة الافوكاتو.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حوالى ثلاث شهر
بجامعة مياده
إصطدمت أثناء دخولها الى قاعة المحاضرات،بذالك الشاب،رفعت رأسها،ونظرت له.
نظرت له بنظره لا تعرف معنى،لها،أهى،حنين،أم بُغض ،
جاوب عقلها،إنها نظرة بُغض من نفسها،رؤيته ذكرتها،بذالك اليوم التى كادت أن تقع بالخطيئه،لكن بعث لها الله تنبيه،لتعود لرُشدها قبل أن تفقد آخر فرصه لها للعوده.
إنتبهت مياده،لوقوفها،فابتعدت،عن حازم،ودخلت الى قاعة المحاضره،وجلست جوار إحدى زميلاتها.
إنتبه حازم هو الآخر،ووقف على منصة القاعه،وبدأ بتعريف نفسه للطلبه،وقام بشرح الماده لهم،الى أن إنتهى وقت المحاضره،
ظل حازم،بمكانه،منتظراً أن تأتى مياده وتقترب منه،وكان سيناديها،لكن تفاجئ حين رأها تخرج من باب المدرج الخلفى.
جلس حازم على أحد المدرجات،يستعيد رؤيته لها اليوم،كانت فتاه أخرى،كانت صاحبة وجه جميل،وبرئ،دون مساحيق التجميل الصارخه التى،كانت تضعها،،على وجهها،وأيضاً تحجبت عن حق،لم تكن تُظهر بعض خُصلات شعرها،كالسابق،كما أنه عِلم أنها حصلت على تقديرات عاليه،العام الماضى،فرح قلبهُ كثيراً حين رأى هذا التغير عليها.
بينما مياده،كانت تنتظر إنتهاء المحاضره بفروغ الصبر،كى تخرج،أو بالأصح تهرب ،وهذا ما حدث حين إنتهى حازم من المحاضره،خرجت مُسرعه من الباب الخلفى،للقاعه،ذهبت الى مُصلى الفتيات بالجامعه،وقفت كانت ترتعش، حقاً الطقس بارد،لكن ليس هو السبب،هى تعرف السبب،خفقان قلبها،لامت نفسها على تلك المستهتره التى كانت بالماضى والتى كانت لديها معتقدات خطأ،وضعت يدها على خافقها وقالت بتحدى:
هدفى قدامى وهوصله،وهبقى،زيك فى يوم،يا حازم،مش هضعف،وهواجه حياتى مش هستسلم من تانى،وأعيش أكاذيب،الطريق قدامى لسه طويل،وبدايته معروفه،هى إنى أنجح فى دراستى،وأحقق،ذاتى،أخلق مياده الناجحه،بعيد عن اى كذب وتخلى عن المبادئ الصح.
،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
خرجت سهر من الحمام،تنظر لذالك الأختبار بيدها بذهول،كيف حدث هذا،هى حامل مره أخرى،بهذه السرعه.
فى نفس الوقت،كان يدخل عمار
يبتسم لها.
لكن حين رأى وجهها عليه علامات الذهول،وبيدها ذالك الاختبار قال لها:
فى ايه،وأيه اللى فى إيدك ده؟
ردت سهر:ده إختبار،حمل ونتيجته إيجابيه.
ذُهل عمار هو الآخر قائلاً:حامل!
حامل بالسرعه دى، ليه مكنتيش بتاخدى مانع حمل؟
ردت سهر قائله:أنا أخدت حبوب لمدة أسبوع بس،وبعدها كنت تعبت،ولما قولت لطنط حكمت قالتلى أن تعبى ده من الحبوب،بلاشها،وممكن محملش بسرعه عادى،جداً،هى مكنتش بتاخد موانع حمل بينك وبين أخواتك البنات ومع ذالك مكنتش بتخلف غير كل سنتين.
هز عمار ،رأسه بتفكير قائلاً:يعنى ماما هى اللى قالتلك بلاش مانع حمل،وإنتى سمعتى كلامها،ودلوقتى،إنتى حامل،أحب أقولك كسبتى رضا حماتك يا سهر،مبروك يا روحى.
قال عمار هذا،قبل وجنتي سهر قائلاً:ماما هتنبسط قوى،يا نجمتى.
تبسمت سهر قائله:كله رزق من عند ربنا خلينا ننزل زمان مهدى مغلب طنط حكمت وكمان أنا جعانه.
بعد قليل
على طاولة العشاء.
نهضت سهر تشعر بغثيان.
تعجب الجميع
تحدثت حكمت قائله:مش عارفه مالها سهر بقالها كم كده متغيره،وشكلها خاسس يمكن مُجهده من الرضاعه.
تبسم عمار قائلاً:لأ مش مُجهده من الرضاعه،ده بسبب إنها سمعت كلامك،ومنعت وسيلة منع الحمل،وبقت حامل.
تعجب الجميع،بينما عمار ضحك،
لم تقدر حكمت على إخفاء فرحتها،بذالك الخبر.
بينما قال عمار:سهر صدقت ماما إنها لو سابت وسيلة الحمل مش هتحمل بسرعه،والنتيجه،أهى سهر حامل.
تبسمت حكمت قائله:وماله وفيها أيه أما سهر تبقى حامل مره تانيه،عقبال التالته،والرابعه،وربنا يزيد كمان، هى تخلف ومتحملش هم وانا موجوده أشيل معاها.
نظر عمار لوالداته بأندهاش،فيبدوا أن والداته تريد حِفنه من الأحفاد،وسهر أيضاً لديها ترحيب بذالك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت سنوات من العمر
بعد مرور عشر سنوات.
بمنزل وائل.
جلست غدير مع وائل،قائله:
مامتك كانت هنا إمبارح ولمحت لحكاية الخلفه،ياريت تقولها تبطل التلميحات دى،أظن أنا إتبهدلت بما فيه الكفايه،عمليات ترقيع رحم وبعدها عمليات حقن مجهرى،وللأسف النطفه بتموت،بعد فتره معينه من الحمل،وبقالى أكتر من سنتين،أهو،مواظبه على العلاج ومحصلش حمل مره تانيه.
تنهد وائل بسأم قائلاً:حاضر هقولها،ممكن تسيبينى أقوم أنزل للمعرض،أنا مبقتش بفكر فى الموضوع ده خالص،وسايب الامر لربنا.
ردت غدير:إنت مش بتفكر لانك واثق من نفسك مفيش منك عيب لكن انا المعيوبه دلوقتى.
رد وائل بزهق:غدير،بلاش عكننه عالصبح ،أنا عندى شغل طول اليوم فى المعرض ولازم أكون فايق للزباين.
هدئت غدير وأقتربت من مكان جلوس وائل ورسمت بسمه قائله:
وائل انا عندى حل لمشكلة الخلفه دى والحب سهل وبسيط؟
رد ووائل:وأيه هو الحل ده؟
ردت غدير:سمعت عن تأجير الأرحام،أحنا نشوف واحده تانيه نعطيها مبلغ مالى وياخدوا نطفه منك وبويضه منى ويخصبوهم ببعض،ويزرعوهم،فى رحم الواحده،تانيه دى ،ها أيه رأيك.
نظر وائل لها مصدوماً فها هو شيطانها يُعطى حلاً سافراً وفاجراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه
وقفت مياده تناقش لجنة الأشراف على رسالة الدكتوراه الخاصه بها
كانت تناقش اللجنه،بثقه وثبات،تتحاور معهم فى أدق فروع الرساله،كان معها بقاعة المناقشه،
كل من
نوال،وعبد الحميد وكذالك منير،يساندوها
إنتهت من المناقشه،مع اللجنه،كانت تنتظر
قرارهم،
الذى اعطوه لها بالأجماع
حين قال أكبر أعضاء اللجنه،
بأسم جامعات التربيه بالمنصوره،بنعطى،للطالبه:مياده عبد الحميد عطوه،شهادة إجتيار الدكتوراه بمادة الجغرافيا،بدرجة إمتياز.
قال هذا ونظر الى مياده قائلاً:مبروك يا دكتوره،وكمان بصفتى من،هيئة التدريس بالجامعه،بهنيكى كزميله لينا بالجامعه.
تبسمت غدير،وشكرته،وشكرت ايضاً،لجنة المناقشه،وأخذت منه صك حصولها على الدكتوراه،ونزلت الى مكان جلوس
نوال وعبد الحميد ومنير.
فتحت لها نوال يديها،بإبتسامه،مُهنئه
إرتمت مياده بين يديها،تحتضنها قائله:شكراً ليكى،يا مرات عمى،إنتى صاحبة الفضل فى اللى وصلت ليه النهارده،لسه فاكره كلامك ليا لما كنت مُحبطه بعد ما فسخت خطوبتى من حازم،حطى هدف صح قدامك يا مياده وهتوصلى له،وأهو انا وصلت لهدفى النهارده،بقيت زميله،لدكاتره كانوا فى يوم بيدرسولى.
تبسمت نوال لها قائله:مش انا صاحبة الفضل يا مياده،ربنا هو اللى هداكى لبدايه طريق تاني غير اللى كنتى ماشيه فيه،كان عقلك صغير،وقفلاه،لما فتحتى عقلك،لقيتى بداية طريق تانى،فيه شعاع نور،مشيتى وراه لحد ما وصلتى لهدفك.
تبسمت مياده،وتركت نوال،وحضنها منير قائلاً:فرحتى بيكى النهارده متقلش عن فرحتى لما حضرت رسالة دكتواره علاء وعاليه،يمكن فرحتى اكتر كمان،مبروك يا بنتى.
حضنته مياده،بود قائله:متشكره يا عمى،أنا متأكده من صدق مشاعرك.
بينما هناك من تلمع عيناه بدموع الفرح،
إتجهت إليه مياده،وحضنته قائله:شكراً لدعمك يا بابا ليا،وإحتوائك ليا،كنت السند الداعم القوى،مش ناسيه سهرك جانبى فى ليالى الشتا،وانا بذاكر،ولاكوباية الهوت شوكيلت اللى كنت بتعملها ليا علشان تدفينى من السقعه.
نزلت دمعه من عين عبد الحميد قائلاً:انا فخور بيكى،يا مياده،وبفتخر بين الناس وبقول بنتى مدرسه فى الجامعه،البنت الناحجه فخر لأبوها.
رغم غصة قلب مياده من عدم حضور والداتها التى مازالت تصب كل إهتمامها بولدها الوحيد، لكن لن تجعل شئ يُعكر صفو شعورها بالنجاح التى حصلت عليه اليوم،وتبسمت لوالداها،الذى أكمل حديثه لها قائلاً:
فى ضيف موجود هنا مستنى خارج القاعه،طلب منى طلب،وأنا بصراحه وافقت عليه،بس لو معترضه قولى وميهمكيش،
قال عبد الحميد هذا وعلى صوته،قائلاً:إتفضل إدخل.
نظرت مياده ناحيه باب القاعه،
تبسمت بتلقائيه حين رأت من يدخل.
تحدث عبد الحميد:حازم طلب إيدك منى وأنا وافقت،رأيك أيه،لو مش موافقه قولى.
خجلت مياده وصمتت.
رد عبدالحميد بمكر،لو مش موااا
لم يكمل عبد الحميد كلمته حين تحدثت نوال قائله:مش موافقه أيه،لا طبعاً موافقه،علشان تبقى الفرحه فرحتين النهارده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد.
بعد العصر
كانت سهر تسير بحديقة المنزل تحمل صنيه كبيره عليها مجموعة أكواب من العصائر لكن فجأه
شعرت سهر بوخزه قويه فى ظهرها،أستدارت،ترفع،رأسها تنظر الى أحد فروع تلك الشجره،وقالت بتوعد،ماشى يا مهدى أما تنزل من عالشجره دى،أنا هلسعك،بالنشابه اللى معاك دى،وأعمل حسابك محروم من المصروف،علشان تبقى تنشن عليا،كفايه إمبارح كنت هطير عين عمتك غدير،وجبتلى وش معاها وتقولى مش عارفه بتخلفى ليه بدال مش عارفه ترابيهم صح،إنت خليت الكل يبطل يزورنا،بسبب النشابه،دى،حتى العصافير طفشوا من الجنينه بسببك.
ضحكت حكمت التى كانت تجلس بالحديقة قائله: فى أيه يا سهر،بتكلمى مهدى الصغير بالطريقة دى ليه،سيبى الولد يلعب.
ردت سهر:كله من دلعك له يا طنط،اللى جاى على هواه،ده قاعد طول الوقت من يوم ما أخد الاجازه على فرع الشجره،وبنشن على اى حد ماشى فى الجنينه،بس ليكى الحق تدلعيه إنتى وعمو مهدى وعمو سليمان مش بينشن عليكم،معرفش ليه.
تبسمت حكمت بخفاء.
وضعت سهر الصنيه التى كانت بيديها على الطاوله، ونادت على أطفالها اللذين يلعبون،بالحديقة حول حكمت السعيده بهم.
وقالت:يلا تعالوا إشربوا العصير الفريش ده،الجو حار، ثم نظرت لذالك الصغير الذى يجلس على ساق حكمت وقالت له:
وأنت جيبتلك البيبرونه فيها حليب علشان تحل عنى شويه،صدرى نشف بسببك.
ضحكت حكمت،وقبلت الصغير الذى زام، ثم مدت يدها واخذت زجاجة الحليب،
وقالت له بموده:بس يا روحى ماما بتهزر خد سلى نفسك.
أخذ الصغير زجاجه الحليب،وبدأ يشرب منها.
نظرت له سهر وقالت: عيل مفجوع.
لم يستجيب لها أطفالها وظلوا يلهون بالحديقه ،لكن سمعت طفلها الأكبر مهدى يقول:
ماما هاتيلى كوباية العصير بتاعتى أشربها وأنا هنا فوق الشجره.
أدارت وجهها وقالت له:إنزل من عالشجره وخد كوبايتك،زى ما بتعمل معايا،لما بقولك ناولنى الكوبايه أشرب مش بتقولى،هاتى لنفسك أهو زى ما بتقولى،إنزل خدها بنفسك،المعامله بالمثل.
رد طفلها:خلاص يا ماما بعد كده هبقى أجيبلك تشربى،وعد.
تبسمت سهر ساخره تقول:كل مره بتقولى كده،وبتكذب.
رد مهدى:لأ وعد ياماما،صدقينى،هبقى أجيبلك تشربى،وعد.
نظرت سهر لحكمت التى تبسمت،
وقالت:خلاص بقى،يا سهر،ناوليه كوباية العصير،بتاعته قالك وعد.
نهضت سهر واخذت كوب العصير قائله:أهو أنتى شاهده،علشان لو خلف وعده بعد كده.
تبسمت حكمت قائله:أيوه أنا شاهده عليه.
ذهبت سهر الى مكان تلك الشجره،ووقفت على مقعد أسفلها ومدت يدها بكوب العصير،قائله بتحذير:حاسب متطرفش عن فرع الشجره لتوقع،أنا هقرب إيدى منك.
فعل مهدى مثلما قالت له: وأخذ الكوب من يدها،وقربها من شفاه قائلاً:
شكراً يا ماما أنا كنت عطشان قوى.
تبسمت سهر له بحنان،قائله:عطشان من قاعدتك فوق الشجره،إنزل،إلعب مع إخواتك هنا عالأرض،لازمتها أيه الشعلقه دى.
إنتهى مهدى من إحتساء كوب العصير،ومد يده لسهر،بالكوب الفارغ قائلاً:لأ أنا بحب ألعب،وأنا قاعد عالشجره،وخلاص مش هلعب،بالنشابه هلعب عالأيباد بتاعى شويه.
اخذت سهر الكوب من يدهُ قائله:إعمل حسابك لو الايباد وقع منه وإنكسر مفيش جديد.
رد مهدى:عادى وقتها هقول لبابا وهو هيجيبلى،يا سهري.
ردت سهر:ماشى هنشوف بابا،هيسمع كلام مين..
ذهبت سهر مره أخرى الى تلك الطاوله التى تجلس عليها حكمت ووضعت الكوب الفارغ،ثم جلست معها،تبتسم على صغيرها الجالس،على ساق حكمت،وقالت:عِشت نسفت البيبرونه.
تبسمت حكمت قائله:أيه يا سهر هتحسدى الواد،صحه وهنا على قلبه.
تبسمت سهر قائله:والله ما مدلع العيال دول غيرك يا طنط.
تبسمت حكمت:وماله ما يدلعوا براحتهم،معنديش أغلى منهم،ربنا يبارك فيهم،
قالت حكمت هذا ثم أكملت بمكر قائله:مع إن كان نفسى فى بنوته وسطهم،بس رضا عالسبع فرسان.
نظرت سهر لحكمت بتفكير.
فتبسمت حكمت.
لكن آتى طفل آخر من أطفال،سهر،يحمل بين يديه،إسكتش رسم وعلبة ألوان خشبيه قائلاً:
ماما شوفى أنا رسمتك وإنت جايبه لينا العصير،وكمان رسمت ناناه،وهى قاعده شايله أخويا الصغير.
تبسمت وأخذت منه ذالك الأسكتش ونظرت الى تلك الرسمه وقالت بسخريه:
طب هى الرسمه حلوه وكل حاجه،بس ليه حاطط فوق راسى قرنين كده،يعنى راسم ناناه حلوه قوى،وأنا ليه بقرنين.
رد طفلها:أنا رسمتك زى ما بشوفك فوق،فى الشقه،بتبقى عامله شعرك كده.
نظرت له سهر قائله:بس دول قطتين،هنا قرنين جاموسه،بس براڤو عليك فنان،يلا أقعد أشرب العصير بتاعك وبعدها كمل رسم.
تبسم طفلها وجلس لجوارها يحتسى العصير،وأتى بقية أطفالها،يشاغبون فيها،وتبتسم حكمت على أفعالهم مع سهر.
فى ذالك الوقت،جاء عمار الى مكان جلوسهم بالحديقة،إنحنى يُقبل،وجنة صغيرهُ التى تحمله حكمت،قائلاً: مساء الخير يا ماما.
تبسمت حكمت وردت عليه،لكن الصغير،رفع يديه له كى يحملهُ.
بالفعل حمله عمار،وهو يبتسم،ليأتى بقية أطفاله يلتفون حوله،كذالك مهدى الذى نزل من على الشجره،وألتفوا حول عمار كل منهم يحدثه عن ماذا يفعل،تبسم عمار وهو يخفى نظرهُ لسهر،سهر طوعت حياتها مع أطفالها،تقوم بتربيتهم بطريقه صحيحه،تعلم كل منهم ماذا يريد وتنمى بداخله موهبته،لكن لا ينكر أنه،رغم ذالك مازال يشعر أنها أحياناً طفله مثلهم،حين تشاغب معهم.
نظرت سهرلإلتفاف أطفالها حول عمار بغيظ مصطنع وقالت:دلوقتي كلكم إتجمعتوا،بقالى ساعه،بقول تعالوا،إشربوا العصير،محدش إتحرك من مكانه،لكن لما بابا جه كلكم لفيتوا حواليه،وماله.
تبسمت حكمت قائله:هو كده خلف الصبيان دايما مهما تعملى لهم،يلفوا على ابوهم وقت ما يشوفوه،إنما البنت حبيبة أمها .
تبسم عمار قائلاً:هطلع اخد دوش وانزل،خدى الولد يا ماما.
أخذت حكمت منه الولد،وغادر عمار
لكن
بمجرد أن توجه عمار يصعد الى الشقه، تركت سهر أطفالها قائله: خلى بالك من الولاد يا طنط حكمت، نسيت حاجه فى الشقه هطلع أجيبها وأنزل علطول مش هغيب.
تبسمت حكمت بخبث قائله: متقلقيش عليهم يا حبيبتى، براحتك، حتى زمان عمك مهدى جاى، وبحب يلعب معاهم، خدى وقتك بلاش إستعجال، ربنا يكرمك المره دى.
ردت سهر بعدم فهم قائله: يكرمنى بأيه يا طنط.
بنفس الخبث ردت حكمت: يكرمك ومعدتيش تنسى حاجه، وتركزى.
ردت سهر على نيتها قائله: آه يا طنط مش عارفه ليه بقيت بنسى كتير، كله من الأغبياء السبعه دول، يلا هطلع ومش هتأخر.
تبسمت حكمت بعد مغادرة سهر قائله: دول مش أغبياء، دول الامراء السبعه لمملكة زايد ربنا يبارك ويزيد، حسب نيتك، يا سهر.
......
صعدت سهر الى الشقه وتوجهت مباشرةً الى غرفة النوم، وجدت عمار يُعطيها ظهره يفتح أزار قميصه، تبسمت بمكر، وأغلقت باب الغرفه بالمفتاح.
سمع عمار، صوت تكات المفتاح، فادار وجهه، ونظر لها قائلاً: بتقفلى باب الأوضه بالمفتاح ليه؟
ردت سهر وهى تخلع المفتاح من كالون الباب، ثم وضعته بصدرها بين ملابسها:
قفلت الباب بالمفتاح، علشان محدش يقاطعنا من الولاد، وكمان علشان أضمنك.
تبسم قائلاً: تضمنينى، تضمنينى فى أيه!؟
أقتربت سهر، وهى تفتح سحاب عبائتها، ثم خلعتها قائله:
بتتهرب منى ليه يا عمار، مفكر إنى مش واخده بالى؟
أخفى عمار بسمته قائلاً: وهتهرب منك ليه يا سهر، ليا ليكى دين وخايف تطلبيه؟
ردت سهر: لأ بس من يوم ما قولتلك إنى هبطل وسيلة منع الحمل، وأنت بتتهرب منى، وشكلك مش عاوزنى أخلف.
رد عمار: سهر حبيبتي، أنا خايف على صحتك، إنتِ عندك سبع ولاد، خلفتيهم فى عشر سنين، أصغرهم عنده سنه وشهور، گفايه كده، ليه عاوز التامن.
ردت سهر: السبعه أغبياء وفشلت فى تربيتهم، تصور، بقول للواد مهدى إبنك الكبير ناولنى كوباية ميه أشرب قالى قومى خديها بنفسك إنتِ صغيره، والمخفى التانى الى وراه شرقانه قدامه وروحى بتطلع مهنش عليه يناولنى كوباية ميه أو حتى يطبطب على ضهرى،، ويقولى سلامتك، يا ماما، وكلهم كوم والصغير ده لوحده كوم تانى، كل ما يشوف وشى، يقولى
إضع (ارضع) تقولش البقره الى باباه شاريهاله، أنا عاوزه بنت، البنت حبيبة أمها، وأربيها على أيدى.
تبسم عمار يقول: طب ما أنتِ هتربيها زى بقية اخواتها وهتعمل زيهم.
ردت سهر: لأ أنا هربيها بطريقه تانيه انا خلاص خدت خبره ومش هكرر أخطائى، وبعدين إنت معترض على أيه، هو إنت الى هتتعب وتحمل تسع شهور ولا أنا، أنت مهمتك بتقضيها فى دقايق وبتكون مبسوط كمان.
نظر لها عمار هامسا لنفسه:
بقضى مهمتى فى دقايق وببقى مبسوط، ما هما الدقايق دى بنبسط فيها صحيح، بس بعدها بدفع التمن، إكتئاب ومُعناه طول مدة الحمل وحتى بعد الولاده إكتئاب.
نظرت له سهر قائله: إنت لسه هتفكر، خلينا نخلص دلوقتى العيال هيزهقوا طنط حكمت وتطردهم، ونلاقيهم طالعين لهنا،عيالى ومش تايه عن شقاوتهم،دول يزهقوا بلد بحالها.
تفاجئ عمار بدفع سهر له، ليختل توازنه، ويسقط على الفراش خلفه، وقبل أن ينهض
تسطحت فوقه سهر تبتسم بظفر.
تبسم عمار وإستدار بهم على الفراش، ليبقى جسد سهر أسفله، نظر لعيناها قائلاً:
سهر إنتى عاوزه أيه.؟
ردت ببراءه:عاوزه بيبى،يا عمار.
تبسم عمار قائلاً:طب وإبنك الصغير اللى مكملش سنه ونص ده أيه،مش بيبى.
ردت سهر قائله:لأ أنا عاوزه بيبى بنت.
تبسم عمار قائلاً: سهر أنا عارف إنك ميهمكيش تخلفى ولد أو بنت المهم إنك تخلفى، بتعقبينى علشان مرضتش زمان أسيبك تشتغلى مُدرسه، فقررتى تجيبلى مدرسه فى البيت، وبصراحه أنا بحب المدرسه دى، قوى بسببك، وبقول سبع أطفال كفايه،وبعدين مش يمكن لو خلفنا بنت أحبها أكتر منك وأدلعها.
فكرت سهر بقول عمار وقالت:خلاص بلاش نخلف بنت،بس بلاش تتهرب منى، زى ما بتعمل فى الفتره الاخيره.
قالت سهر ثم نظرت لعمار بمكر قائله: ولا قول بقى إن عمار زايد عجز وكبر خلاص، عليه العوض، أنا راضيه، برضوا عِشرة السنين.
تبسم عمار لها وهو يعلم أنها تحاول إستفزازهُ، لكن لم يقع فى فخ إستفزازها،
ورد بطريقه أوهمتها أنه وقع بفخها.
إنحنى يُقبلها، بهيام وعشق، لكن توقف عن تقبيلها فجأه ونهض عنها، مبتسماً، يقول:
أيه رأيك عمار زايد عجز وكبر.
قال عمار هذا وهو يشير لها بمفتاح الغرفة التى سبق ووضعته بين ملابسها.
نظرت له سهر التى مازالت مُستلقيه على الفراش وقالت: ماشى يا عمار يا زايد، طب طالما كده بقى، عندك ولادك السبعه، هسيبهملك وهروح أقعد فى مزرعة الفيوم أخد أجازه وأرتاح منهم.
ضحك عمار يقول: هاجيبهم وأجيلك هناك يا روح عمار، ناسيه بعد بكره خطوبه منى وكلنا هنروح الفيوم.
قال عمار هذا وألقى لها قبله فى الهواء ثم تحدث: أنا رايح أخد دوش، والله لو طلعت لقيتك لسه نايمه زى ما أنتى كده عالسرير، إحتمال، أفكر نجيب التامن،يمكن تبقى بنت وحبيبة باباها ، أنا بقول إحتمال مش أكيد.
قال عمار هذا وأنحنى جوارها على الفراش وقبلها قُبله خاطفه ثم وضع مفتاح الغرفه جوارها ونهض سريعاً يتوجه الى الحمام.
أغتاظت سهر من فعلته وقالت: وماله يا عمار مش قايمه من عالسرير، وهتشوف مين فينا اللى قراره هيمشى،وهيبقى ولد مش بنت وشوف هدلع مين غيرى .
بعد دقائق، خرج عمار من الحمام، يرتدى مئزر الحمام، نظر نحو الفراش، وتبسم بأفتتان حين وقع بصرهُ على سهر التى كانت مستلقيه على الفراش، والتى أبدلت ملابسها، وأرتدت أحد قُمصان النوم العاريه باللون الأحمر حاول إبعاد نظرهُ من عليها حتى لا يفتتن بها، لكن سهر قالت:
أيه مش هتنفذ وعدك.
تبسم عمار وهو يُزيح خصلات شعرهُ للخلف عن جبينه وقال:انا مقولتش وعد قولت إحتمال،بس القميص الحلو ده كان إختيار موفق بصراحه.
بعد وقت،وضعت سهر،رأسها على صدر عمار قائله:
عمار عاوزه أسألك عن حاجه محيراني.
رد عمار:وأيه هى الحاجه دى؟
ردت سهر:خطوبة منى،أنا عرفت أن عريسها،من عيله بسيطه ومهندس لسه بيبتدى طريقهُ،وإن لما حسام قالك عليه،وافقت بسهوله
رد عمار:وفيها أيه طالما سألت عنه ولقيته شخص محترم وعندهُ مسؤولية،يبقى ليه أبص للماديات،مش فاكره علاء لما إتقدم ل عاليه،كان لسه طالب فى كلية الطب،وكمان كان فى بداية طريقهُ،وأهو بقى من أشهر جراحين المنصوره، أنا إتعاملت مع صادق وهو أسم على مُسمى،يبقى ليه أرفضه لمجرظ شوية ماديات وكمان منى مرحبه وموافقه عليه،وده إختيارها.
ضمت سهر نفسها بقوه لعمار،وقبلت،وجنته قائله:أنا بحبك قوى،يا عمار،وبتمنى أجيب منك دستة عيال،ويكونوا كلهم شبهك كده،فى كل حاجه،أنا بعشق كل إنش فيك يا عماري.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان
بمزرعة الفيوم،
كان حفل بسيط عائلى
كان المرح والود يسودان الحفل، الى أن دخل،ذالك الضيف
أقترب حسام وعمار وكذالك يوسف ورحبوا به
تحدث حسام قائلاً: نورت يا "حمدين بيه الغمراوي "
تبسم حمدين يقول: رغم إن مزارعنا جيران، وكمان إنك مدعتنيش عالحفله، بس واجب الجيره، قولت أجى أبارك.
تبسم حسام بمجامله قائلاً: أعذرينى،يا حمدين بيه،الحفله عالضيق كده،برغبة العروسين،وإنشاء الله فى الزفاف هتكون أول المدعيين.
تبسم حمدين وقال:إنشاء الله،نسيت أعرفكم على ولادى
هند بنتى خريجة الجامعه الامريكيه،إدارة أعمال،وخلاص إستلمت إدارة مصنع الكيماويات الخاص بيا هنا فى الفيوم،وكمان
حاتم إبنى الكبير وده دراعى اليمين.
رحب عمار وحسام ويوسف بهم،لكن كانت عين "هند" ثاقبه وقعت على هدف،سحرها.
كذالك حاتم هو الأخر إنبهر بالعروس الحسناء.
....
بعد إنتهاء حفل الخطوبه.
بغرفة عمار وسهر.
تبسم عمار وهو يلف يديه حول خصر سهر قائلاً:كنتى ملكة الحفله،بصراحه كنت غيران لما مامت العريس فكرتك أختى الصغيره.
تبسمت سهر قائله بدلال:طب ما أنا لسه صغيره،أنا عندى تلاته وتلاتين سنه بس شوف بقى،صغيره ولاااا،زى ناس بدأت بعض الشعرات البيضه فى شعرهم تظهر.
قالت سهر هذا ثم،
وضعت سهر،يدها تعبث بفروة رأسه.
تبسم عمار يقول:خدى بالك متعرفيش الشعر الأبيض ده بيعمل شغل مع البنات قد أيه.
نظرت له سهر قائله:
طب تبقى واحده كده مستغنيه عن عمرها وتقرب منك.
تبسم عمار وإنحنى يُقبلها هائماً،بقلب يزداد مع السنوات حراره وعشق.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى عام
بسبوع تلك الصغيره التى مع قدومها،عادت الطيور الى عُشها وإرتسمت السعاده مره اخرى
إنها "سهر" الصغيره،(إبنة علاء وعاليه.)
وقفت سهر تحملها،أتى الى مكان وقوف سهر عمار الذى نظر للصغيره قائلاً:فيها شبه كبير منك.
تبسمت سهر قائله:ماما بتقول نسخه منى،وأنا مولوده.
لكن آتى اليهم،ذالك الصغير "عمار"إبن يوسف قائلاً:الله دى حلوه قوى انا هتجوزها لما تكبر شويه.
ضمت سهر الصغيره لحضنها قائله:
لأ دى أنا اللى هربيها وهجوزها،لمهدى إبنى.
رد الصغير،لأ انا اللى هتجوزها،
سهر علاء ل عماريوسف
تبسم عمار قائلاً:أنا بقول توافقى وتسيبي عمار يوسف براحته،لأن عين إبنك مهدى،رايحه لناحيه تانيه بصى كده
نظرت سهر الى مهدى طفلها وجدته،يتهامس بطفوله مع إبنة يوسف الصغيره.
تبسمت لعمار الذى قال
واضح كده،فى المستقبل بداية تانيه
ل.....جوازة بدل
تمت بحمد الله