رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19 بقلم لادو غنيم
أخبرنى يا طبيب الهوا كيف دقَ قلبى العاصى لها'و'كيفَ أصبحت مملوكاً لها'فـل تخبر قلبي بـاي عهداً أرتوي'حدثنى عن أقتناعى بها'و'عن مرسآ قلبها'فـانا أبن أدم أُبحر بين أوتارها باحثً عن بر الإمان بـجوراها'أخبرنى كيف رقَ القلب بمساكنها'كيف أصبحت آري العالم بعينيها'فـل تخبرنى بالله عليك يا طبيب الهوا عن
ما حدث لى بـقربها
ـــــــــــــ📌
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
"
بـمكتب الواء "مندور" كانَ يجلس"جواد"بـرفقتهِ يـُطلعه على ما سيفعلهُ الفتره المقبله:
أنتَ كدا نـجحت فـى أول خطوات قدرة تـكشف نفسك"للبارون"فـى الوقت المناسب'
هتفَ بـرسميه:
كل حاجه مشيت زي ما كُنت مرتب لها'مش هنكر أن فى شويه أخطاء لكنها جات فـى صالحنا'
"مندور" بـرسميه:
أنا لما بـلغتك من شهر أن "البارون" بيدور وراك'و'أنهُ ناوي علي الشر ليك'مـتقوعتش أن "ريحانه" تكون الطُعم اللى هيحدف هولك عشان يصطادك بيه'!
تنهدا الأخر بـقرارً:
"ريحانه" خرجت من العبه كلها يا فندم هى مراتِ'و'كفايه اللى حصلها الحد كدا'؟
قطب جبهتهِ بـستفسار:
مراتك'؟ أنتَ ناسى أن عقد الجواز اللى بينكُم باطل'!!
تنهدا بـرسميه:
مش ناسى لكن هتجوزها'؟
عارضهِ بـرسميه:
تتجوزها ايه فـوق يا "جواد" ريحانه مجرد سلاح ذو حادين حد معانا'و'حد معا "البارون" و'لـو أستخدمنها بطريقه تانيه الموضوع هيتقلب عليك'
باحت معالمهِ بـانكار:
يا فندم "ريحانه" الأول كانت فعلاً عنصر عشان نوقع "البارون" لكن بعد ما عاشرتها عرفت أنها بنت طيبه جداً'و'نضيفه'عشان كدا عاوزها فى حياتى عاوز أحتفظ بيها ك ـزوجه ليا'؟
عاتبهِ بـستياء:
دا اللى كنت خايف منه أنك تقع فى حبها يا حضرة الظابط'و'تنسي، مهمتك الاساسيه'؟
يا فندم أنا مش ناسى أي حاجة'! أنا فاكر كويس هدفنا من الأول'
"حدثَ فى وقتاً سابق"
منذ أسبوع مضا'بـمنزل الهلالى بـالصعيد'و'قت أقامة لليلة الفرح لفارس"
كانَ يسير "جواد" للداخل ليحضر طرحه "لريحانه" فـتلقى إتصالاً من الواء "مندور" فـاجابهِ بـحتراماً:
أهلاً يا فندم'
"مندور" بتحذير:
"البارون" بينفذ أول شبكه ليه عشان يصطادك'و'الشبكه تبقى"ريحانه" طليقة البارون'و'على فكره "البارون'
لسه قافل معا "هشام" أبن عمك و طلب منه يتخانق معا البنت'و'يتسبب لها بنهيار فى وجودك عشان أهل البلد تتلم'و'تشوف اللى بيحصل و تدبس فى جوازك منها'؟
يـا ابن الكلـ_ب'يا نـجـ_س"و أنا مستغرب و بقول أزي وافق أن "هشام" يخطبها'؟
هتفَ بـحنق'فـعارضهِ الواء بـرسميه:
أحفظ لسانك يا حضرة الظابط'
تنهدا ببعض الهدؤ:
بعتذر يا فندم بس دمى أتحرق'
مش وقت حرق دم'أنتَ لإزم تجاري كل اللي، هيحصل'و'تتجوز "ريحانه"؟
إتسعت عينيه برفضاً:
أتجوزها لاء، مستحيل'!
هـو ايه اللى مستحيل دا أمر يا" جواد"البنت دي هتبقي الطعم اللي هيوصلنا لنهاية "البارون" أنتَ لإزم تنفذ الكلام المطلوب منك'تتجوزها باي شكل من الإشكال'المهم تقضى معاك أطول وقت ممكن الحد. لما نوصل من خلالها "للبارون"
"جواد" بحنق:
يا فندم مش هقدر أعمل كدا لو على "البارون"أدينى أنتَ بس الإذن و أنا هجيب هولك متكتف'
هتفَ بحنق:
هو ايه اللى مش هتقدر أنتَ لإزم تتجوزها عشان الزفت" البارون"يقتنع أننا أكلنا الطُعم بتاعه'؟ و'لو مش عاوز تتمم جوازك منها متمموش'المهم أنك تتجوزها'دا أمر'
"يحدث الأن"
"مندور" بجديه:
كويس أنك فاكر الإتفاق'و'أظن أن الإتفاق كان قايم على أن البنت اللى معاك تبقى مجرد طعم مش أكتر عشان نوقع" البارون "
"جواد" بـاصرار:
دا كان صح'لكن قبل ما ابقى عايزها'
يعنى إيه عايزها فـوق يا "جواد" البنت دى لو قررت أنك تخليها فى حياتك هتبقى نقطة الضعف اللى "البارون" هيصفيك من خلالها'
'قولتلك متنساش أن جوزاك منها مُجرد جواز باطل مش متوثق'دا غير انه جواز شفوي متمش بشكل فعلى'و'دا كان طلبك'؟
تنهدا بـانكار الكذب لـيسمح لهِ بـتواجدها معهِ:
الجواز تم فعل'أنا مارسة حقوقى الزوجيه معاها
أنتَ بتقول إيه'؟
زي ما ساعتك سمعت"أنا و "ريحانه" تمت مبنا مـعا_شره جسديه أكتر من مره خلال الأيام اللى فاتت '
اومأه برأسهِ بـستياء:
مش عارف أقولك إيه بس خلى بالك أنتَ كدا بتحط رقبتك تحت رجل "البارون"
"جواد" بـحرص:
متقلقش أنا عارف كويس أنا بعمل ايه'
يعنى أنتَ عايزنا نخرج مراتك من العبه نهائي'و'نشوف لنا طريقه تانيه نكشف بيها "البارون"
أيوه '؟
"مندور" بـختناق:
أيوه يا فندم لاء حقيقى براڤو عليك'ماشي يا حضرة الظابط'من دلوقتي تبدء فى الشغل معانا فى الداخليه قسم مكافحة المخدرات'
يلا هوريك مكتبك'و'هـخليك تطلع على كل الملفات'و'الأوراق الخاصه بكل المعلومات اللى قدرنا نجمعها عن صفقات "البارون"
راوضهَ الـقلق عليها بسبب عدم رؤيتهُ لها الساعات المقبله'فـقاله بـستفسار:
هبدء من دلوقتي '
أيوه من دلوقتى يا حضرة الظابط أتفضل قدامى'و'خلى فى علمك مفيش مشي ليك من المكتب غير لما تخلص كل الملفات'و'الأوراق'و'كمان تقول على خطه جديده نوقع بيها "البارون" مدام قررة تبعد المدام عن الخطه'!
وقفَ بـرسميه:
هـعمل كل اللى ساعتك هتطلبه لكن رجوع ليها بعتذر مش هيحصل كفايه اللى حصلها بسبب لعبتنه كانت هتموت بسببنا'
وقفَ "مندور" بـجفاء:
أتفضل على مكتبك لكن لما "البارون" يستخدمها لتصفيتك أتمنى أنك متندمش على قرار تمسكك بيها'؟
رئه التحدي بعينيه لكنه لم يهتز'و'ظلا على موقفهُ يحميها من تلك العبه التى كادت توادي بيها إلى الموت'
ـــــــــــــ📌
لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين «للتذكره🌿»
بـى اليوم التالى إستيقظت "ريحانه" من غـفوتها فـوجدت"نسمه"بـجوارها تتبسم لها بـسعاده:
"ريحانه "حمدل على سلامتك أخيراً فـوقتى:؟
تفحصت الغرفه من حولها فـوجدتها فارغه من دوانهٓ فـسالة بعين تعاتبهِ بغيابهِ:
فـين" جواد"
قاله "مرعى" ببسمه:
"جواد" باشا مشغول اليومين دول عنده شغل مهم'هـو قالنا نخلى بالنا منك''
"نسمه" بدعم:
دا حتى كل شويه بيتصل يسأل عليكِ'و'كان قلقان عليكِ قـوي'و'أكدلى انه أول ما يخلص شغل هيجلنا'؟
تنهدة بـوجعاً كسا عينيها:
لاء مش لإزم ياجى أنا مش عايزه أشوفه'
"نسمه" بـستفسار:
ليه يا حبيبتى'دا و الله كان خايف عليكِ بجد أي نعم هو يبان تور و همجى بس، طلعت عنده مشاعر'و'بيخاف عليكِ بجد'
"مرعى" بعتاب:
و الله دا مفيش أحن من قلبه بس هـو اللى بيحب يبان عكس اللى جواه'
"نسمه" بستفسار:
بقولك ايه يا "مرعى" أنا ملاحظه أنك بدافعه عن كتير قوى هـو أنتَ تعرف "جواد" من أمتا'؟
يااه فكرتينى بـى الذي مضا أنا'و'جواد باشا بنشتغل معا بعض من سنتين'تقدري تقول أوحش سنتين في حياتى'لاء قصدي يعنى أحسن سنتين
يا تره بقا الشغل معاه مريح'
مريح ايه'دا اللى عاوز ينتحر يشتغل معاه'
يااه للدرجادي'
و أكتر من كدا دا معندوش يام أرحمينى جبار جبار يعنى
"نسمه" بـستفسار:
غريبه و ايه اللي كان مخليك مستحمل الشغل معاه'؟
هو أحنا بنشتغل فى كارفور يا ست البنات دا شغل ميري'و'قدري حطنى معا الباشا كان قدر مطلعلوش شمس بعيد عنكم'
بس بلاش بقي نجيب في سيرة الناس كان الله ستار حليم'
تدلة البسمه من فمها:
لاء جدع يا "مرعى" شوفتى مرعى"بيقول ايه عن جوزك'؟
عنده حق هو فعلاً جبار'و'معندوش قلب'
هتفت بـكراهيه مندلعه بـسائل البكاء'فـهتف الأخري بـتهدئتها:
طب أهدى متعيطيش كدا أنا عارفه أنك زعلانه عشان هو مش، موجود معاكِ لكن هو في شغل'؟
مش فارق معايا أنا أصلاً مش عايزه أتكلم عنهُ'
"مرعى" بمزاج:
طب ايه رأيك أروح أجيب لينا تلاته لوليتا و نقعد ننم للصبح أنا عارف أن البنات بتموت فى الكلام ماشاء الله عندكم ميزة الت و العجن عاليه أوي تاخده عليها جايزة نوبل'
تـبسمت لهِ بـحزناً:
شكراً يا "مرعى"
شكراً ايه بس دأنا هستلف فلوس الوليتا من الست الكومل اللي قاعده بتقلب رزقها من كل حد بيخرج من اوضة العمليات'الوليه لمة لم يكفى مصاريف شهر قدام'أنا بفكر أروح قعد جنبها أهو نقلب عيشنا سوا بدل العيشه الكوحيتى دي'؟
قهقهة "نسمه" بـمسانده:
لاء مش للدرجادي خد أنا معايا فلوس'
أخرجت من جيب بنطالها عـشرين جنيه تعطيه لهُ فقاله:
لاء
هو ايه اللى لاء خد ما تتكسفش
ما تكسفش ايه دانا لو خدتهم و مدتهم على الكوشك الراجل هيتف عليا'تصدقى بالله أن الوليه اللى قاعده بتلقط رزقها بره لو مدتها عليه هصعب عليها و هتحطلى عليها فلوس'
لوت فمها بـحرج:
قصدك يعنى مش هتكمل تشتري الوليتا'
لاء، كانت هتكمل لو كنا محجوزين فى القصر العينى انما أنتو محجوزين فى مستشفى زي الفندق مدام ممعكمش فلوس ليه الفشخره
سوري يا "مرعى" أنا ممعيش غيرها عشان خرجت من القصر من غير ما اخد. شنطتى'؟
تنهدا بقرار:
خلاص أنا هحلها شويه و هرجع'
هما بـالذهاب من الحجره'و'تجها لمكان تواجد تلك المرأه التى تاخذ نقوداً من أهلى المرضى كـ هديه علي اتمام الشفاء'
آتى إليها'و'جلس بجوارها يدعى الحزن يصفق كفيه بـعتاب:
اقول ايه بس يارب الوليه هتموت عشان خمسين جنيه أعمل ايه اشحت'
نظرة إليه بستفسار:
مين دي اللى هتموت يابنى'
مراتِ نفسها فى لوليتا بـخمسنايه بتتوحم و ممعيش اجبلها يرضيكى الواد يطلعله لوليتايه فى رشاش الزلموكه يا حجه'
لاء، ميرضنيش'؟
تنهدا بـى أدعاء الحزن:
و مدام ميرضكيش أتبرعيلي بـخمسانيه الحق بيها المصيبه'
اعطتهِ خمسين جنيه: فـنهضا يدعوا لها:
ربنا ما يوقعك في وحمه و يبعد الإذي عن رشاشات عيالك يا شيخه'
قاطع إتصال"جواد"دعائه'فـهما بـالذهاب تزمناً معا أجابتهِ للإتصال:
الو يا باشا:
هتفَ "جواد" بستياء:
رنيت عليك مرتين مردتش ليه'؟
مفيش كنت بشحت على البنات'؟
نعم بنشحت على مين يا "مرعى" ايه اللى بيحصل عندك'
"مرعى" بربكه:
لاء قصدي يعنى كنت بشوف طلبات البنات'المهم ساعتك كنت عايز حاجه'
إسترخى بجسدهِ بـارهاق على مقعد مكتبهِ بـالداخليه:
أيوه كنت عايز أكلم'
تكلم مين'؟
تحمحم بـحرج:
اكلمها لو فاقت'
هو أنتَ مكسوف تقول أكلم مراتِ'
تحمحم بـحرج:
من غير كلام كتير هى فاقت و الا لسه'؟
أيوه فاقت'
طب أدهالى'
مش هينفع عشان أنا بشتري حاجات ليهم'الست نسمه معاها أتصل عليها'
تمام'بقولك إيه خلى بالك منهم'و'لو أحتاجه حاجه كلمنى'سلام'
أغلق الجوال فـتنهدا مرعى بقولاً ذات تعقيب'
هو أنتُ حليتكم حاجه داحنا شحتنا حق الوليتا'
أكمل سيرهِ'أما بغرفة الصبايا بعد دقائق كانت تتحدث "نسمه" معا "جواد"
أيوه فاقت'و'الحمدلله كويسه'تاخد تكلمها'؟
تمام'
أعطتها الجوال ببتسامه:
أتفضلى "جواد" عاوز يكلمك'و'على ما تكلميه هطلع أشوف "مرعى"؟
أومأة بحزناً: فـخرجت الأخري أما هى فوضعت الجوال على إذنها فـسمعت تنهيدة أنفاسهِ فـاغمضت عينيها بدموع سائله بـحترقاً لمجري عينيها: و: باحت بـصوتاً متحشرج بـقهراً:
نعم'
صوتها مثل الروح التى أحيت القلب بعد مماتهِ'فتنهدا بـطمئنان تزمناً معا سؤالهِ الهادئ:
طمنينى عليكِ'
كويسه'
مش حسه بـحاجه وجعاكِ'
وضعت يدها على قلبها الذى يودلى الإمها:
لاء، مفيش، حاجه وجعانى خالص'؟
مش عاوزه تسالينى عن حاجه'
لاء'!
تنهدا بهدؤاً فقد كانَ يعلم أنها تنكر أمر حديث"غوايش"لها:
ماشي يا" ريحانه"المهم أنك بخير'أنا مش عارف أجيلك عشان الشغل'
كتمت بكائها بقولاً:
المهم شغلك أنا مش مهمه متشغلش بالك بيا'
"جواد" بستياء:
صدقينى غصبن عنى عندى شغل كتير'
"ريحانه" بحزناً:
قولتلك متشغلش بالك بيا'
"جواد" بجديه:
خلى بالك من نفسك'
حاضر
سلام'
أغلق الجوال'و'هو يشعر بـالسوء مما يحدث فكم كانَ يود أن يكون بجوارها'اما هـى فوضعت الجوال بجوارها'و'كممت وجهها بيدها تهتز ببكائاً هرول أوتارها'جعلها تصعق من الإلإم المخذيه التى تحاوطها'
ـــــــــــــــ📌
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد«للتذكره🌿»
"
مرأ يومين على مكوثها بـالمشفى حتى إذن الطبيب لها بـى الخروج'و'خلال الإيام الماضيه لما يذهب إليها"جواد"فقد كانَ منغمسن بـالعمل فلم يغادر مكتبهِ بـى المدريه منذ يومين'حتى أنتهى من أتمام عملهِ بـالكامل: و: عاده للقصر من جديد بمساء اليوم الثالث'و'دخلا إلى المرحاض ياخذ حماماً ساخناً لـيفرغ أرهاق جسدهِ: قبل قدومها فقد أخبرتهِ "نسمه" أنهم سيغادرون المشفى خلال ساعه:
و'أثناء، مكوثهِ ببانيو الحمام يفرغ أرهاقهِ بـى الماء الدافئ'
سمع الباب ينفتح عليه'فـستداره برأسهِ يظن أنها من آتت'فـنهضا"و'جفف جسدهِ بـالمنشفه'و'حاوط بها خصرهِ'و'فتح الباب فـتفاجئ "بنهى" ممدده فـوق فراشهِ بـقميص نوم زهري'فضيق عينيه بحنقاً:
أنتِ بتهببى إيه هنا أخرجى'؟
"نهى" بدلال:
أخرج ايه بقى يا "جواد" عيب عليك كدا هو أنا مبقتش عجباك و الا ايه'
"جواد" بزمجره:
ريحانه أخرجى بره'
لوت فمها بـضيق:
أنا مش "ريحانه" أنا نهى"مراتك'؟
هتفَ حانقاً:
ااه مراتِ هنبقى نشوف الموضوع دا بعدين يلا أخرجى من هنا حالاً هدخل الحمام عاوز لما أخرج ملقكيش عشان مزعلكيش بجد'
"نهى" بعتراض:
مش هخرج غير لما أعرف فى إيه بالظبط'
أشاره لها بتحذير:
أنا هدخل الله'و'بالله لو خرجت و لقيتك هوريكِ وش يكرهك فى عيشتك'أنا بقالى يومين مسحول فى الشغل مش ناقص شغل الحريم بتاعك دا
صارهِ للحمام من جديد'أما هـى قطبت حاجبيها بـحتقاراً:
ماشي يا "جواد" بقى بقيت بتهرب منى عشان الزفته بتاعتك'؟
بتلك الحظه: فتحت "ريحانه" الباب"و'دخلت فـتفاجئة بوضع"نهى"بقميصها فـوق فراشها: فـظنت السوء على الفور ذلك السوء الذي مزق أخر وتر بقلبها: اما الأخري لم تضيع تلك الفرصه الذهبيه'و'نهضت تسير بـدلالاً:
معلش بقى يا "ريحانه" أصل"جواد"معجبوش السرير اللى في أوضتى فقالى أجى على دا أصل دا مريح أوي'بقالى يومين بنام فيه فى حضن "جواد" بس بصراحه سريرك سحر خلى "جواد" يفتري، عليا أوي لدرجة أن صوتى كان بيسمع القصر كله'و'قوله عيب يا "قلبي" يقولى اللي يسمع يسمع أنتِ مراتِ و كان واحشنى جسـ مك أوي'
رغم لإذعة الكلمات التى تحرق قلبها إلا أنها هتف بـسترخاص:
فعلاً'و'هو هيوحشه ايه غير جسـ مك
"نهى" بضيق'
قصدك ايه'يا سنيوره هانم'
مقصديش حاجه أتفضلى أخرجى من هنا عاوزه أنام'؟
لونت فمها ببسمة المكر هاتفه بدلال:
هخرج بس بقولك ايه بلاش تتعبى"جواد"النهارده أصله يا حبيبى، لسه كان معايا و بينى و بينك حيله أتهد'و'دخل يستحما'بلاش بقى تخليه يقرب منك النهارده اجليها لبكره يا درتى كفايه عليه النهارده الساعه اللى قضاها معايا '
ربتت على منكبها بـبسمه خليعه'و'غادرة الغرفه'فـلتفت "ريحانه" و'أغلقت الباب بقوه تفرغ بهِ بعضاً من نيرانها التى تسببت بها أكثر تلك الحيه'فـخرج"جواد"بعد ثوانى مرتدياً سروالهِ'و'يبدو عليه أثار الإستحمام'التى جعلتها تتاكد أكثر أن "نهى" كانت تـقول الحقيقه'
اما هـو ففور أن رآها نبض القلب بـالراحه و تسعت شفتاه ببسمه معبره عن مدا سعادتهِ بـرويتها'و'تقدم إليها حتى وقف أمامها'و'جذبها برفقاً من خصرها يضمها بصدرهِ ذات القلب النابض لها'فـشعرا براحه لا مثيل لها فـتنهدا بستحساناً لذلك الشعور المخدر لكيانهِ'فشدد من ضمها ليقربها إكثر إليه'و'يدهِ تحتويها مثل الجزع الحامى لـوردتهِ'تزمناً معا سؤالهِ المنبعث من صميم الفوائد الجارف لكيانها:
وحشتى قلبى يا "ريحانه'
تـحولت فرحتهِ برحوعها إلى ظلامنا سينشر القسوه بعالمهِ'و إتسعت عينيه بذهولاً'و تبدل'العناق لإلم يـكسر الظهر'فبتعدا عنها يـنظر إلى يدها الملوثه بدمائهِ و'بجانبهِ الإيسر مقصاً مزروعاً يذيد من تدفق دمائهِ لم يكن يصدق أنها قد طعنتهِ لتتخلص منهِ
الفصل التاسع عشر
من قال أن الفراق جراح 'و'أن القرب شفاء'و من قال أن الحرمان إبتلاء' و من أدلى بأن أبن أدم عاصى'و'أنَ أبنت حواء منكسره'ألف كلمه'و'كلمه تقال لكنَ لا توجد كلمه تـصحح الجراح'و'تمحى الخيبات' من قلبً عاصى'و'قلبً منكسراً
ـــــــــــــ"
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼
"
يدها الملوثه بدمائهِ و'بجانبهِ الإيسر مقصاً مزروعاً يذيد من تدفق دمائهِ لم يكن يصدق أنها قد طعنتهِ لتتخلص منهِ:
فزعت مخالب ثورتهِ تود الفكاك بها: لـكن هيئتها الخائفه بـرتعادً'جـعلتهِ يخمد ثورتهِ محاولاً الأسترخاء لـسحب المقص'فـاغمض عينيه لـبرهه'و'أمسك بـقبضة المقص متنفساً بـستعدادً'و'سحبهِ على الفور معلناً بـصوتاً متحشرج بـالإلم عما شعرا بهِ'و'القى بـالمقص أرضاً'تزمناً معا وضع يدهِ على جانبهِ لـيحبس من تدفق دمائهِ'
و'نظرا إليها فـوجدها تذداد أرتجافاً بدموعاً متدفقه مثل دمائهِ'فـقتربا خطوه إليها ليهدئها بصوتهِ الهادئ:
متخفيش أنا كويس'أهدي و خدي نفس أنا كويس"؟
تقابلت جميع أوجاعها لـتشن حروباً بلون قدرها'تثور عليهِ مثل العاصفه التى تود الفكاك بـجنس البشر:تعاتبهِ بصرخاة صوتيه مدوايه لـمجارحها:
أنا كنت عاوزاك تموت'زي ما موت أبويا'
كنت عاوزه أشوفك ميت قدام عينى عشان أرتاح'؟ أنتَ إيه أزي قادر تكون بـالقرف دا قاتل و خاين و جاحد معندش دم و الا مشاعر'!!رمتنى في المستشفى زي الكلبه و أنتَ هنا مقضيها قرف معا الحيوانه بتاعتك و على سريري'
أنتَ مفكر نفسك ايه فوق أنتَ و الا حاجه سامع و الا حاجه يا "جواد" أنتَ متستهلش حتى النفس اللي بتتنفسه أنسان أنانى و بشع'أنا عمري ما كرهت حد فى حياتى قد ما كرهتك'؟ أنا بكره الحظه اللى فكرتك فيها أمانى و قولت عنك حضنى الوحيد'بس لاء لو حضنى هيبقي معاك فـانا مستعده أرمى نفسي فى حضن النار هيبقي أشرفلى من أنى أرمى نفسي فى حضن واحد زيك'
واحد قاتل مجرم'خد منى أبويا و خد منى أمانى'و'فوق كل دا بيقطع فى مشاعري معا واحده زباله'معندهاش و الا خشا و الا حيا فيها بجاحة الدنيا'بس هى شبهك أنتو الأتنين زي بعض'
أنتَ أوحش حاجه فى حياتى أنا بكرهك سامعنى بكرهك"؟!
أستقبل عتابها الصارخ بـلون الدموع'بـصدراً عانق أوجاعها'رغم ثقل الحديث علي مسمعهِ فقد رآه ذاتهِ شاهد قيمتهِ داخلها'فكم شعر بأنهِ ضئيلاً بعينيها'صارة كلماتها مثل الثرب المهاجر ينهش بـخلايه يفتك بها'
لكنهِ حاول الثبات بقدر الأمكان'و'لم يعطيها أجابه لتلك التساولات التى لإزمة صراخها: و: بتلع حديثها ياويه بصندوق قلبهِ'
ثمَ صاره من أمامها متجهاً للحمام: لـيداوي جرحهِ فقد طعنتهِ بمقص الأسعافات فكانَ صغيراً فقط تسبب بجرحً بعرض عقلة الأصبع:
و حينما أصبح بـالداخل'أغلق الباب عليهِ'صاره للمرآة يبصر بهيئتهِ'و'باذنهِ مازالت تترددت كلماتها القابضة لأنفاسهِ: تعمق النظر أكثر'و'أكثر إلى هيئتهِ'و'كانهِ يبحث عن ما كانت تراه بعيونها الأيام القليله الماضيه'تلك العيون التى أعطت الأمر لفمها لتخرج ذلك الأعتراف القاتل لـكيانهِ:
رآه بشاعتهِ'و'ضعفهِ'و'أنكسارهِ'و'تلوثهِ'بحديثها الذي كانَ مثل الصفعه التى وقعت عليه لـتزيل الغمامه القذريه'من علي غشاوتهِ'
فـاخذ نفساً عميقاً'و'فـرغهِ بـالخلا'و'بدا بمداوة جرحهِ'
'و'بعد بضع دقائق دلف للخرج'
فرئها تـقف أمام المرآة'فـى حاله من الرهبه'تنظر ليداها الملوثتان بدمائهِ'و'تفوح من مقلتيها رائحة الدموع الدفينه بحزنها عما فعلتهِ'
فـتنهدا بـسترخاء، يعذب قلبهِ على حالها'
و'ذهبَ'و'احضر مناديل'و'عاده إليها مجدداً'ثمَ وقف أمامها ممسكاً بكفوفها'يزيل الدماء عنها'
فـرفعت مقلتيها تعاتبهِ بـقلبً مختنق من تراكم الإلإم:
ليه عملت فيا كدا: ليه تقتل أبويا'و'ليه توجعنى بـالطريقه دي'ليه ترمينى فى المستشفى و تيجى تقضيها على سريري مع "نهى" ليه بتكرهنى كدا'!!
تنهدا بـحديثاً هادئ دون النظر لها:
أولاً أنا مقتلتش أبوكى'غوايش'كدبة عليكِ'هى عملت كدا عشان'ياسر'هو اللى طلب منها كدا عشان يخليكِ تكرهينى و تبعدي عنى'أما موضوع المستشفى أنا مسبتكيش بمزاجى كان غصبن عنى لإنى رجعت شغلى فى الداخليه''كنت مجبور أفصل هناك أخلص شغل مهم بأمر من الواء'و'مرجعتش البيت نهائي غير من ساعه تقريباً'أما "نهى" فـانا مقربتش منها'هى فعلاً دخلت الأوضة من شويه بس أنا طردتها'و'دخلت الحمام عشان أخد دوش لأنى كان بقالى يومين مرجعتش البيت'و'ربنا شاهد آنى ملمستش حتى شعره منها'و'لو كنت عاوز أعمل معاها حاجه كنت عملتها فى أوضتها'و'عشان متقوليش عليا كداب هخليكِ تسمعى كل حاجه عشان تتاكدى بنفسك'؟
ترك المناديل من يدهِ بعدما أنتها من تطهير الدماء من عليها'و'صاره للفراش ونحنى و أخذ الجوال'
ثمَ عاده لها'و'جعلها تسمع المكالمه المسجله بين"غوايش"و'البارون'التى تم الإتفاق فيها عن ما ستفعلهِ لتوقع بها:
أصيبت بدهشه بعدما سمعت بأذنيها تلك المؤامره الوضيعه'فـذادة ترعداً بـشهقات بكائاً هزت وجدانها: كم أصيبت بخيبات أمل'تحاصرها مثلما تحاصر الذئاب الغزالاً الشارده بـاراضى الله'
اما هـو فلم يضيع الوقت أكثر'و'أكمل قول الحقيقه الكامله لها دفعه واحده ليفرغ ما يسكن قلبهِ:
جوازى منك كان مدبر'أطلب منى أتجوزك عشان أقدر أقبض علي "البارون" اللى مفهمك أن أسمه "ياسر" لأنه تاجر سلاح'
اما يوم الفرح أنتِ ممضتيش علي عقد الجواز يعنى بختصار بسيط بدون أمضتك العقد كان باطل'و'هو دا اللى كان مطلوب أن جوازنا يبقى باطل: عشان كدا يوم الفرح سبتك و مشيت عشان معملش، معاكى حاجه حرام'بس بعديها بيوم'و'أنتِ نايمه براحتك قدامى أستحرمتك علي عينى'و قومت و جبت قسميه الجواز السوري بتاعتنا'و'خليتك تبصمى
عليها و أنتِ نايمه'
عشان ميبقاش جوازي منك باطل'؟
و لما جاتى قولتيلى أنك متجوزانى محلل فكرتها لـعبه جديده من جوزك و فكرتك شريكته فى العبه'عشان كدا كنت بقسي عليكِ بـكلامى'لكن بعد كام يوم عرفت أن الكلب بيلعب بيكِ عشان كدا خوفت عليكِ لما'عرفة أنك متعرفيش حاجه عن لعبته'
أنا لو بشع زي ما بتقولى عنى كنت إستغليتك و عيشتك معايا فى الحرام و مخلتكيش بصمتى على عقد الجواز'بس مقدرتش أعمل فيكِ كدا حتى بعد ما تجوزتك مقبلتش أنى أقربلك عشان شوفة أنك عفيفه و طاهره'و'شوفت نفسي مدنس'متحرمه عليا لمستك عشان كدا قومت رغبتى فى أنى أملك
جسـ مك'لما الشيطان كان بيوسوسلى عشان أملكك كنت بستغفر و قول بينى و بين نفسى ليه عاوز تخليها مدنسه زيك ليه عاوزها تبقى زيك'
حرمتك علي قلبى و نفسي عشان تفضلى طاهره و عفيفه'يا "ريحانه" تصدقى أنك قبل ما تيجى كنت بقول لنفسي لإزم تتغير عشان تقدر تبقى معاها فيما بعد: بس بعد الكلام اللى قولتيه عنى عرفت إنى كنت هراهن علي حاجه خسرانه'
دلوقتى بقيت واثق أن قلبك عليا محرم حتى لو أتغيرت'
أستداره ليذهب من تلك الغرفه المليئه بـالجراح'لكنهِ توقف لثوانى'و'لتفت ينظر لها بجملتهِ الأخيره المحمله بـالحقيقه المؤاكده:
لو فى حاجه واحده حقيقيه في حياتك يا "ريحانه" فـ الحاجه دي هى أنا'
و'يكون فى علمك "نـهى"كنت محرمها عليا من يوم ما جأت هنا'أنا مش عارف هى قالتك إيه بس كفايه بقى لف و دوران الحد كدا'؟
التفت من جديد'و'غادر الغرفه بـسروالهِ فقط'اما هـى فلم تستطيع الوقوف علي ساقيها من شدة الخذلان'و'جلست على الإريكه'تـلوم حالها بـقطرات الإلإم' عم فعلتهِ'و'عما قالتهَ لهُ'
داخلها مثل مساكن قديمه يملئها الغبار الذي يخفى أثار المقتنيات الثمينه'فكانَ غبار قلبها يخبئ نغمات نبضها المطالبهَ بـعانقهِ و الأسف عما فعلتهُ بهِ'كم أصبحت فارغه من الداخل مثل الحفره الفارغه من المياه التى تسقيها'
مشاعرها المتدفقه بـحزناً عما فعلتهِ كانت مثل الحبل المتين الذي، يعقد عقدهِ حول قلبها ليذيد من أختناقها:
"
أما بـالحجره المجاوره فـتلقت "نـهى" صفعه أطاحت بها فـوق الفراش جعلته تثور بـستفسار:
ايه اللى بتعمله دا:؟
"جواد" حانقاً:
دأنا هطلع عين أهلك بقى أنا قضيت معاكِ وقت على سريرها'صحيح بجحه'
نـهضت بزمجره:
ااه هى الحكايه كدا'المزغوده بتاعتك خبصتلك عليا'ااه أنا قولتلها كدا عشان أكيدها:؟
تكديها ماشي يا روحمك خلى كيدك يفيدك'؟
القاها من أمامهِ بـقسوه'و'تجها للخزانه يفرغها من ثيابها تزمناً معا قولهِ الصاخب:
مش أنا اللى تعملينى لعبه'يلا خدي هدومك و مشوفش خلقتك تانى'؟
إتسعت مقلتيها بـذهولاً:
ايه متشوفش وشه تاتى لاء أنتَ بتهزر صح'
نظرا لها بـحتقارً!:
أنا فعلاً كنت بهزر لما كملت جوازي منك بس خلاص ناوي أصحح حاجات كتير قوى و أولهم أنتِ"
لأنك كنتِ غلطه و دفعة تمنها "ريحانه" يلا لمى هدومك و غوري من هنا أنتِ طالق سمعانى طالق يا "نهى"
تصادمة مشاعرها بنيران الرفض التى ذبحت قلبها'و'جعلتها تركض إليه بزمجره:
نعم طالق أنتَ بطلقنى عشانها'لاء يا "جواد" فوق مش أنا اللى أتساب عشان حتت بت زي الغندوره بتاعتك'أنتَ ملكى أنا و مش هسيبك لغيري'؟
القاها بعيداً عنهُ بـحنقاً:
أعلى ما فى خيلك أركبيه'يلا تلمى هدومك و تغوري من هنا'و'الورقه اللى بنا هتتقطع'و'بالله لو لمحتك بتقربي من مراتِ همحيكى من على وش الأرض'؟ و كلها دقايق لو ملقتكيش غورتى من البيت هنده على الأمن يطلعوكِ بره'؟
أعطاها ما تستحق من الكلمات'و ترك الغرفه'فـشنت صارخه بـرفضاً لما يحدث:
أنتَ بتاعى أنا و حتى لو سبتنى أنا مش هسيبك يا "جواد" مش هسيبك ليها"؟
ضربة الأرض بكفوفها'و'ظلت تفكر ماذا ستفعل لتعود له'و'تظل بـالمنزل:
تركها تنوح بـصرخات باكيه متمرده على هذا القرار الضار لـكيانها'
ثمَ أتجها إلى حـجرة "فارس" حيث يغفوا أخيه'و'بجوارهِ "كريم'و'على الإريكه يجلس" مرعى"الذي لم يبدل ملابسهِ بـعد'و'فـور أن دخلا إليهم "جواد" بـسروالهِ فقط:
قطب"مرعى" جبهتهِ بـستفسار:
هـو الجو حر للدرجادي بره'!
"جواد" حانقاً تزمناً معا جـلوسهِ على التخت الفارغ:
"مرعى" اتمسا و قول يا مسا'
أدرك الأمر فقاله بـصوتاً منخفض:
قول كدا بقا مطرود من الأوضه'يا عينى عليك يا زمن بقا "جواد" باشا اللى كانت بتتهزله شنبات يطرد و بـى الباس من حتت شبر و نص حقيقي عجبت لك يا زمن'
رجعنا لبرطمة النسوان تانى يا "مرعى"
إستيقظ "فارس" على صياحهِ فـجلس بـستياء:
إستغفر الله العظيم يارب يا ناس عايز أنام شويه حرام عليكم'
"مرعى" بستياء:
و هـو دا بيت حد يعرف ينام فيه داحنا لو بنام فـى ئلب المعتئل مش هنصحا كل يوم على المصايب اللي بتحصل هنا'دأنا كلها يومين كمان و هحس أنى نايم فـى قلب معسكر اللي ميتسموش'
"فارس" بتائيد:
عندك حق و الله'
"جواد" بـصرامه:
بقولك ايه منك ليه ناموا و كفياكم كلام أنا مش ناقص صداع'؟
ناظرهُ أخيه بستيعاب:
ايه دا يا "جواد" أنتَ قاعد بـى البـوكسر كدا ليه؟!
"جواد" بـصرامه:
مزاجى جابنى أنى قعد كدا خلاص بقا خلصنا'!
"فارس" بستفسار:
هـو أنتَ مطرود من أوضتك و الا ايه'؟
فـزع من مجلسهِ بـزمجره:
مين دا اللي مطرود يالا أنتَ أتجننت و الا إيه'!!
تراجحت نظراتهِ بين الإثنين فـتلبك "مرعى" بـانكار:
أنتَ بتبصلى ليه هـو اللي قال مش أنا'
"فارس" بتصحيح:
أنا قصدي يعنى سايب أوضتك و قاعد بـالمنظر، دا ليه'
نام يا "فارس" و تمسا أنتَ و هـو'
هتفٕ حانقاً'و أخذ بنطال و تيشرت من الخزانه'و'رتداهم 'و'ترك الغرفه'فقاله أخيه:
شكلك مطرود يابن رضوان'
"مرعى" بتاكيد:
دا أكيد'يـخسارتك يا باشا تتطرد هقول ايه بس ربنا قوي علي كل قوي'
"فارس" بـسؤال:
بتقول حاجه يا "مرعى"
"مرعى" بـبسمه مرتبكه:
بقول ربنا ميطردلكم و لايه'
ــــــــــــــــ📌
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "🌿للتذكره»
"
بذات الوقت بـغرفة "ريحانه" كانت تجلس برفقة"نسمه"التى تعانقها'لتخفف عنها'
"ريحانه" ببكاء:
دي كل حكايتى من أول ما تـجوزت ياسر الحد لما رجعت البيت النهارده:
أفصحت بكل ما بقلبها لـتفرغ قصتها بـفرحها و حزنها لنسمه'كم كانت تود أن يشاركها أحدهم هذا الحمل المرهق لـقلبها: و'بـعد أن إستمعت إليها بصدر رحب'ربتت علي ظهرها بـهدؤ:
أولاً شكراً من قلبى على ثقتك الغاليه دي'و'أوعدك أن سرك فى بير'
"ريحانه" بـتاكيد:
أنا متاكده من كدا و الا مكنتش هحكيلك كل حاجه'
عارفه يا حبيبتى و أن شاء الله مش هخذلك: خلينا بقا نتكلم فـى المهم أولاً "ياسر"اللى طلع أسمه" البارون"واحد حقير و ميستهلش يتقال عليه راجل أصلاً'و'خساره حتى أنك تفكري فيه'و'جوازك منه باطل لأنك بتقولى أنك ممضتيش على القسيمه'اما بـقى بـى النسبه "لجواد"مش هنكر أنه كان غلطان لما خدك طُعم عشان يوصل" للبارون" بس بردو حقيقى يعنى طلع جدع و شهم كفايه أنُه أتجوزك بجد و مقبلش انُه يعيشك معاه فـى الحرام'و'أثبت أنُه صريح لما جالك و حكالك كل حاجه بتفسه أحسن ما كنتِ تعرفيها من حد تانى'اما بـقى حوار الحيزبونه مرات أبوكِ دى فـى دا واحده أحقر من "البارون" مينفعش تسمعلها أصلاً لانها مش مصدر ثقه'و'اديكِ شوفتى بنفسك لما صدقتيها قـتلتى "جواد" دا لوله ستر الرب ليه كانَ زمانه ميت و كنتِ هتفضلى عايشه بذنبُه'؟
خرجت من عناقها تجفف دموعها بـجرح صوتى:
أنا معرفش عملت كدا أزي'أنا مقدرتش أمسك نفسى لما شوفت" نهى "على سريرى و سمعت منها الكلام اللى قالته'حسيت أن الدنيا أسودت و شوفت جواد هوَ السواد حسيت انُه سبب وجعى فى كل حاجه موت أبويا و خيانته ليا و حسيت بـى الوجع أكتر لما لقيتهُ مسالش عنى و سابنى مرميه فـى المستشفى'عشان كدا محستش بنفسى غير و أنا بـقتله'
ضيقت الأخري مقلتيهَ بـبتسامه:
طب بينى و بينك كدا من جواكِ مكنتيش خايفه عليه'؟
تنهدة بـحزناً مـغمور بـفيضان تدفق بمطر الشتاء'تناثرة نبضاتها بـتمرد فياض' يـمُطر عليها بـكلماتناً كـالنار بـ لليالى الشتاء القارصه:
لما ضربته بـالمقص حسيت بروحى بتتسحب منى'لما شوفت الدم كنت حسه أن قلبِ بيقتلنى'لـو كان جراله حاجه مكنتش هـقدر أكمل من غيرهِ'جواد'مش بس جوزي'لاء أنا بتعبره الأمير بتاعى الفارس اللى جالى و خدنى على حصانه بيرمح بيا لبعيد'تقدري تقولى كدا الحارس بتاعتى اللى متاكده أن لو حد فكر يقربلى هيكون مطلع روحه فـى أيدهُ'
جواد" بحس معاه بـخوف الأب اللى أتحرمت منهُ بحس أنى بنته دايما بيوجهنى و خايف عليا حتى لو بيحاول يخبئ'بحس معاه بحنان رهيب'أنا مش بس بشوفه "جوزي" لاء أنا بشوفه أبويا شعور غريب جميل عمرى ما حسيته معا أبويا اللى بجد:
تنهدة "نسمه" بـستحسان لكلماتها:
يخربيت مشاعرك يا "ريحانه" أنتِ دايبه دوب فى أبن خالى'أنتِ بتحبى "جواد"
كست الحُمره وجنتيها بـلون قرمزي بدموعً ممزوجه بكامل أوجاعها:
أنا معرفش إيه الحب يا "نسمه" بـس لو اللى حساه دا معناه إنى بـحبه فـ أنا عمرى ما هخليه يسبنى عشان متحرمش من الحاجه الحلوه اللى حساها دى'
و هـو مش هيسيبك يا حبيبتى'جواد'لو مش عاوزك بجد كانَ هيطلقك و مش هيهمه مهمه و الا غيرهُ'؟
طب موضوع "نهى" أنا مش، طيقاها'
مطقهاش المهم أنها غارت أنا قولتلك إنى شوفت "جواد" و هـو بيطلقها و بيضربها'يعنى خلاص ملهاش علاقه بيه تانى"جواد"لـريحانه و بس'
تـبسمت بنكسار:
ليا أيه بـقولك قالى أنى متحرمه عليه و على قلبهُ'؟
هـو قالك كدا لإنك عصبتيه أنما لـو غيرتى طريقتك معاه و تمسكتِ بيه صدقينى مش هيسببك و هيواجه قلبهُ و هيحبك بجد'
أصبحت ترتعد بـجبالاً ثلاجيه تـجلد بـقلبها الباكى بـحصار الفراق العليل لمخابئ قدرها'و'باحت بـنكسراً صوتى:
أنا مش هسيبُه لأنى من غيرهُ هبقى يتيمه بجد و أنا مش عاوزه أبقى يتيمه تانى'
لمست أوجاعها فكانت العون لها بـعناقاً أحتوئ رعدتها مربتَ عليها بـصوتاً متحشرج بـالبكاء تدعمها بـعطفاً:
أنتِ مش يتيمه أحنا كلنا معاكِ و ماما تبقى مامتك و خالو فوزي يبقى باباكِ أحنا كلنا معاكِ'
وجدت السلام بعناق قبطيه فـشددة من ذلك العناق الدافئ لتخمد ثورة أحزانها:
ـــــــــــــــ📌
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شانى كله و الا تكلنى إلى نفسي طرفة عين«للتذكره🌿»
"
مرآ الوقت'و'عاده "جواد" للغرفه بـعدما هدآت ثورتهِ فـوجدها تغفوا على تختها فـ صارهَ إلى الإريكه'و'ممد جسدهِ لـياخذ قسطاً من الراحه'و'أغلق جفونهِ ليستقبل النوم'لكنهِ سمعها تـقول لهِ:
أنا أسفه'
قالتها'و'هـى تدفن رأسها بصدرهِ بعدما نـهضت من فوق تختها'و'آتت إليه تغفوا بـجوارهِ على الإريكه التى بـالكاد إتسعت لحملهُما'
لـم يُلبى نداء قلبهِ الذي يطالبهِ بـعناق خصرها و'الأجابه عليها'فـشعرت بـالحزن أكثر'و'عانقة صدرهِ بتمسك ذائد تزمناً معا كلماتها ذات البحه المكسوه بـغيمة البكاء:
عارفه إنى قولتلك كلام وحش بس قولت كدا لما فكرتك فعلاً قتلت أبويا و خونتنى معا"نهى"
أرجعى نامى مكانك يا "ريحانه"
حدثها بـهدؤ مغمض مقلتيهِ'فـشددة من التصاقها بهِ:
لاء أنا مكانى جانبك'
عارضها بذات الهدؤ المنافى لما يشعر بهِ من غضباً:
أسمعى الكلام'و'رجعى علي سريرك'أنا دراعى وجعنى و مش عارف أتحرك منك المكان ضيق'
طب تعالى نام جنبي علي السرير'
لاء مرتاح هنا'
و أنا راحتى معاك'و'مش هنام غير فى حضنك'
تنهدا بمحاربتاً لـنبضاتهِ التى ترهقهِ:
بلاش، مناهده و أسمعى الكلام قولتلك المكان ضيق و مش هيشيلك'
لو المكان مش هيشلنى شلنى أنتَ'
هـتفت ببحه منكسره من الخذلان'تجفف دموعها'و'لم تمضى سوا ثانيه و أعتلت فوقهِ تغفوا فـوق جسدهِ: ففتحَ جفونهِ بـتعجب ذادهِ أرهاقاً من ذلك القرب المحارب لهِ'فلم يكن يصدق ما فعلته فقد أطاحت ببرقع الحياء من عليها'و'صعدة فـوقهِ تغفوا فـاصبحَ جسداً واحد: و: قـبل أن يستوعب هذا الوضع النابش بصناديق شوقهِ إليها: سمعها تـقول ببحه ذادته أرهاقاً:
بما أن الكنبه مكنتش شلينى فـجسمك كفانى'و على فكره أنا عاوزه أبقى مراتك بجد'حتى لو أنتَ مش عاوزنى فـ أنا عوزاك'و'أول ما تخف عاوزاك تتمم جوازك منى أنتَ حقى'و'أنا عاوزه الحق دا'أنتَ قولت أنك شايفنى عفيفه و شايف نفسك مدنس عشان كدا محرمنى عليك'بس أنا شيفاك غير ما أنتَ شايف نفسك أنتَ طاهر و نقى حتى لو ملوث بشويه عيوب فـبقربى منك همحى كل التلوث و هظهر طهارتك بلاش تبعدنا و تحرمنا على بعض:'
ختمت جملتها برفع رأسها على صدرهِ'و'أبصرت بخضرويتيه التى تـهتز بـارهاق القلب و الجسد من حديثها الذي نشرا السرور و الشوق بكيانهِ'
مقابلة عينيهما مثل التقاء الشمس بـالقمر كونا هجين يجمع بين النيران و دفئ الليل هجيناً أوحى الكمال بـكيانهم و برز الشوق منهما'هجيناً أعطا الأنتعاش للقلب'و'الحاجه للجسد:
صدورهما إتحدت بنبضاً متبادل فوق بعضهما'و'أشارة العيون أتجاه رعدة الشفاه التى تسعى لتذوق هذا الشوق الجارف:
فكان الأقتحام حليف"جواد"الذي عانق وجنتها بيدهِ المتعافيه و حذبا وجهها إليه بـرفقاً لـيقبض على ورديتيها بـقبضان لوعتهِ بها: