رواية خارج جدران القلب الفصل الخامس عشر15الاخير بقلم فاطمة الزهراء


 رواية خارج جدران القلب الفصل الخامس عشر15الاخير بقلم فاطمة الزهراء


بعد انتهاء التحقيقات ظل أنور يفكر كثيراً فيما حدث و إنقاذ أسر لابنته أكثر من مرة هل أسر هو من يستحقها ؟!
ليقود سيارته و هو لا يعلم ماذا يفعل ؟!
لم يشعر بنفسه إلا و هو يقف بسيارته أمام منزل أسر و يفكر هل يترك ابنته مع من تحب أم يرفض هذه العلاقة ؟! 
و ما النتائج التي ستترتب على هذا الأمر ابنته لن تغفر له هذه المرة تنهد بعمق ليخرج من السيارة و يطرق على باب المنزل فتح له أسر ليتفاجأ من وجوده عنده في هذا الوقت نظر له و هو يفكر هل يتراجع أم يكمل ما أتى من أجله إن كانت سعادة ابنته متوقفة على تواجدها مع أسر فلن يستطيع أن ينتزعها منها قررت شاهي الخروج لرؤية الزائر لتتفاجأ هي الأخرى بسبب وجود والدها اقتربت من أسر لتقف خلفه 
هتف أسر بهدوء شديد و هي يحاول أن يبدو طبيعياً :
ـ أتفضل البيت بيتك 
ليخبرهم أنور أنه وافق على ارتباطهما رغم سعادتهما لكن لا يعلم أسر سبب القلق الذي سيطر عليه لأنه يعلم شخصية عمه جيداً
ليتحدث أسر بجدية :
ـ ياترى ليه غيرت قرارك يا عمى و لا دي خدعة منك 
كانت شاهي تريد أن تعرف الإجابة أيضاً ليهتف أنور بهدوء :
ـ لأنك فزت يا أسر أيوه نجحت في الاختبار مش هكدب و هقول إني راضي بنسبة كبيرة عن علاقتكم بس أنا اتاكدت إن مفيش حد غيرك هيقدر يحميها حاولت كتير معاها لكن حبك في قلبها كان كبير فشلت أخرج حبك من قلبها في السنين اللي فاتت و علشان مش عاوز أخسرها أكتر من كده لأنها بنتي 
لا تعلم شاهي سبب توترها بعد حديث والدها لكنها لم تكرهه أبداً هي فقط كانت غاضبة بسبب ما فعله معهما اقتربت منه لتضمه بقوة و تبكي لتهتف من بين دموعها :
ـ أنا بحبك أوى يا بابا سامحني 
ابتعد عنها ليتحدث بهدوء و هو ينظر ل أسر :
ـ عارف إني اذيتك كتير بس بكره تبقى أب وقتها هتعرف إحساسي ده كويس أتمنى ننسى اللي فات و نفتح صفحة جديدة سوا 
كان يشعر بالتوتر فهو مازال يعاني بسبب تخلى الجميع عنه في الصغر ليجعلوا منه شخصاً آخر الجميع شارك في تدمـ.ـير طفولته لكن من أجل هذه الفتاة التي غيرت حياته سيفعل أي شيء قرروا أن يغلقوا صفحة الماضي و أن يبدأوا صفحة جديدة معاً 
ليهتف أنور بجدية شديدة :
ـ ممكن الكلام اللي هقوله هنا يزعجكم بس شاهي لازم ترجع البيت علشان تيجي تتقدم ليها أظن وجودكم مع بعض دلوقتي مش صح 
رغم توترها في البداية لكن تعلم أن حديث والدها صحيحاً لتتجه لغرفتها وتحضر أغراض بسيطة لها فهي لن تظل كثيراً في منزل والدها و ستعود مرة أخرى لكن كزوجة لمن أحبته منذ طفولتها ودّعا أسر و غادرا لا يعلم سبب شعوره بالحزن بعد رحيلها لكن عليه الصبر قليلاً و بعد ذلك لن يسمح لأحد أن يفرق بينهما 
كانت ملك تجلس في الحديقة مع رائد و هما يفكران في طريقة لإقناع أنور بقبول علاقة أسر و شاهي ليجدوه قادماً بسيارته تفاجآ بسبب تواجد شاهي معه و أيضاً الحقيبة التي تحملها في يدها 
تحدثت ملك بقلق و هي تنظر لزوجها :
ـ شاهي معاك ليه و إيه الشنطة دى فيه إيه
هتف أنور بجدية و هو ينظر لابنته ليري سعادتها : 
ـ أنا وافقت على ارتباط شاهي و أسر كمان يومين هيجي يتقدم ليها 
نظرت ملك ل زوجها بتعجب فهو حتى الصباح كان رافضاً أن يتحدث أحداً معه في هذا الأمر إذن ما الذي حدث ؟!
تركهم و اتجه لغرفته لتهنئ ملك ابنتها و جعلتها تتجه لغرفتها لتذهب لرؤية زوجها و التحدث معه وجدته يجلس في الظلام اقتربت منه بعد أن قامت بإضاءة الغرفة 
ـ أنا عاوزه أعرف الحقيقة يا أنور إيه سبب تراجعك عن قرارك أظن حقي أعرف لاني مش هقبل إنك توجعها مرة تانية
نظر لها كثيراً و تذكر كم الألم الذي تعرضوا له معاً لكنه تجاهل ألمها و حملها مسؤولية ما حدث و تذكر حديث حسن في السابق له أنه يخطئ في حق نفسه قبل الآخرين ضمها بهدوء ليزيد تعجبها تشعر أنه يخفى شيئاً ما 
ـ أسف على الوجع اللي عشتيه بسبب أنانيتي عارف إني اتاخرت في طلب السماح بس 
قاطعته لتهتف بهدوء و هي تبتعد عنه :
ـ أنور أنا نسيت كل حاجة لما شفت شاهي راجعة معاك اهم حاجة عندي سعادة أولادى أنا كمان غلطت زمان بس وجود بنتنا معانا نساني أي وجع خلينا نقفل الصفحة دي و نفكر في اللي جاي بس عاوزه أعرف إيه سبب تغيير قرارك في علاقة أسر و شاهي 
تحدث بجدية و هو ينظر لصورة تجمع أولاده و هم أطفال :
ـ خفت أخسر أكتر من كده صدقيني يا ملك أنا خايف عليها مش عايزها تعيش حياة صعبة 
تعلم جيداً أنه يحب ابنته كثيراً و يشعر بالغيرة عليها بسبب تعلقها ب أسر لتردف بهدوء :
ـ شاهي بتحبك و إنت عارف كده و كمان بتحب أسر أنتم الاتنين مهمين في حياتها أنور انسى اللي فات علشان سعادة بنتك هي حقيقي محتاجالك البنت بتعرف الحب من صغرها بسبب الأب و اهتمامه بيها و لما تكبر تتمنى تلاقي شخص زى والدها نفس الحب و إنت عارف كويس إن أسر كان مهتم بيها طول وجودها معاه شوف أنقذها كام مرة أى شخص تاني كان أستغل أي فرصة و أتخلى عنها 
يعلم أن زوجته محقه ليتركها و يتجه ليبدل ملابسه فهو بحاجة شديدة للراحة عند شاهي كانت تجلس في غرفتها و تفكر في أحداث هذا اليوم تظن أنها تحلم و تخشى أن تستيقظ من هذا الحلم الجميل أمسكت هاتفها بعد أن استمعت لصوت رنين لتجد أسر قام بإرسال رسالة لها وضعت يدها على قلبها و فتحت الهاتف لتقرأ الرسالة بصوت هادئ
ـ حُبِك لم يكن وقوعًا، حُبِك كان نجاة، ‏كان حياة، كان علوًا بين السماء.
لا تعلم بما تجيبه الآن فقط تريد أن تراه أغمضت عينيها و كأنها تشم رائحة عطره التي أدمنتها طوال السنوات الماضية 
لأنَّكَ أنتَ ،
‏   مُعجزتي وُعجزي
‏     أحبك كُل ثانيةٍ ثواني 
كان ينتظر في الخارج بسيارته لم يستطع الانتظار في المنزل بعد رحيلها ليقف أمام المنزل و هو يراقب إضاءة غرفتها أغلقت الهاتف بعد ذلك لتتجه للحديقة و تنظر حولها لتراودها ذكريات كثيرة لكن ما يزعجها أنها تريد رؤيته الآن لكن كيف ظلت تسير لتنتبه لسيارة تقف في الخارج اقتربت ببطء لتجده أمامها ركضت إليه لتضمه بقوة هل أتى من أجلها ؟!
ابتسمت بسعادة و هي تنظر له :
ـ إنت هنا بجد يعني مش حلم !!
وضع وجهها بين يديه ليهتف بهدوء :
ـ أحبكِ بتفاصيلك التي تخشين أن يشاهدك بها الجميع ،بهندامك الذي ترتبينه على عجل قبل أن تفتحي الباب لضيف مباغت،بتثاؤبك الذي تخفينه براحة يدك وفوضى شعرك حين تستيقظين من النوم، بتذمرك حين تفشلين في فعل شيء صحيح في المطبخ، يلزمني نصفك الذي تخفينه
‏النصف الذي لن يحبه أحد سواي ...
جلسا معاً في السيارة لا يريد أي شيء سوى وجودها معه الآن كان أنور يراقبهما في هدوء من نافذة غرفته ليشعر بالغيرة لكنه سيتقبل أي شيء من أجل سعادة ابنته في الصباح عادت شاهي للداخل و هي سعيدة و تتمنى أن يأتى الغد سريعاً
❈-❈-❈
تمت خطبة لمياء و جمال و قررا أن يتم الزفاف في نهاية الشهر لتخبر أسر بما حدث و كان سعيداً من أجلها الآن بدأ يشعر بالسلام ليجد اتصالاً من أنور يطلب لقاءه ذهب لرؤيته وجده يجلس في النادي اقترب منه و ألقى عليه السلام ليجلس مقابله 
تحدث أنور بجدية شديدة و هو يشرب القهوة :
ـ أنا طلبت أشوفك علشان عارف إنك متفاجأ من موافقتي على ارتباطك ب شاهي بعد رفضي و مش هكدب عليك أنا وافقت بس علشان سعادة بنتي رغم عدم اقتناعي بالموضوع بس لو في يوم دموعها نزلت بسببك وقتها صدقني رد فعلي هيفاجأك بالنسبة للماضي قررت اتجاهله علشانها و هحاول أتقبل إنك ابن أخويا و زوج بنتي أنا مش طالب منك غير سعادتها بس
تحدث أسر بهدوء و هو يتابع نظراته له :
ـ أنا أوعدك إني هحافظ عليها و مش هسمح لأى شخص يزعجها حتى لو أنا أطمن هي بالنسبالي كل حياتي أنا نسيت الماضي كله علشانها هي قبل أي شخص مش عاوز من الدنيا غيرها زي ما قدرت أحافظ عليها و هي طفلة هحافظ عليها أكتر و هي كبيرة عارف إنك قلقان من علاقتنا لكن الوقت قادر يثبتلك إني بحبها
أردف أنور بجدية شديدة : 
ـ هستناك بكرة الساعة ٨ علشان نتفق على كل حاجة و نحدد ميعاد الفرح 
تركه أنور و رحل و ظل أسر يفكر في حديثه تنهد بهدوء قام بالاتصال ب نزار كي يذهب معه في الغد لكنه أخبره أنه في المستشفى مع جده ليذهب لرؤيته و التحدث معه وجده يجلس في مطعم مقابل المستشفى ينتظره 
تحدث نزار بجدية شديدة :
ـ أسف إني مقدرتش أكون معاك الفترة اللي فاتت جدي اتنقل للمستشفى و أنا معاه طول الوقت 
تنهد أسر بهدوء ليهتف بهدوء :
ـ نزار بلاش تزعل من كلامي معاك و أنا في المستشفى بس خوفي عليها وقتها كان لاغي عقلي خفت أخسرها مرة تانية
تفهم نزار قلقه لأنه يعلم هذه المشاعر في السابق كانت خاصة بشقيقته التي فارقت الحياة و الآن زوجته و أطفاله :
ـ إنت مغلطتش وقتها يا أسر كلامك كان صحيح أنا بقيت أخسر كل اللي بحبهم مع الوقت أنا المسؤول من أول حادثة زين و دلوقتي تعب جدي كأنها لعنة بتطاردني لا قادر أكمل و لا أعيش حياة طبيعية
شعر أسر بندم حيقيقي لأنه يعلم الألم الذي يعيشه صديقه ليقرر أن يغير مجرى الحديث :
ـ كنت هكون مبسوط بوجودك معايا بكره بس للأسف أعتقد مش هتقدر أول مرة أخاف من مقابلة بيني و بين عمي هكون لوحدى 
تحدث نزار بهدوء شديد : 
ـ مين قال هتكون لوحدك بكرة
نظر له أسر بتعجب ليكمل نزار :
ـ بابا سليم هيكون موجود معاك أطمن و أنا أكيد هكون موجود يوم الفرح 
ابتسم له أسر ليتحدثا معاً في العمل بعد ذلك غادر أسر ليتجة لرؤية أمينة و الإطمئنان عليها جلس معها 
هتفت بهدوء و هي تتابع نظراته :
ـ أسر أنا عاوزه أسافر مش هقدر أعيش هنا
ـ ليه مش هتقدري إحنا اتكلمنا قبل كده إيه غير قرارك لو علشان شاهي أعطيها شوية وقت أنا كنت المفروض أستنى شوية و أتكلم معاها قبل ما كانت تقابلك 
كان يتحدث بجدية و هو يتابع قلقها لتجيبه بتنهيدة عميقة :
ـ أنا مش عاوزه تعيش في قلق بعدين بسبب وجودي هنا مش هقدر أنسى الماضي و لا الألم اللي عشته أه خسرت بنتي بس جاني ابن بحبه و مش عاوزه حياته تتأثر بوجودي بعدين مش هغيب كتير أطمن 
حاول إقناعها أن تلغى قرار السفر لكنه فشل ليقرر أن  تسافر للإسكندرية لحين إتمام زواجه و بعد ذلك سيجعلها تعود مرة أخرى ليخبرها أن تنتظر لآخر الأسبوع كي يسافر معها وافقت ليبتسم بهدوء لكن عليه التحدث مع شاهي لاحقاً لا يريد أن يحدث أي صدام بينهما الآن 
عند شاهي كانت تجلس مع سارة و أخبرتها بكل ما حدث معها في الفترة السابقة لتقرر أن تشتري فستاناً جديداً لترتديه في الغد ذهبت برفقة سارة لأحد المولات الكبيرة و بعد أن بحثت كثيراً وجدت طلبها فستاناً أزرقاً طويلاً و قامت بشراء أغراض أخرى لتعود في المساء بعد أن قامت بتوصيل سارة لمنزلها على أن تكون معها في الغد مرت الليلة طويلة عليها و هي تريد أن يأتي النهار سريعاً في اليوم التالي كانت سعيدة فاليوم سيتحقق الحلم الذي انتظرته كثيراً كانت ملك سعيدة من أجل ابنتها اليوم ستحصل على سعادتها التي انتظرتها كثيراً في المساء وصل أسر برفقة سليم و استقبلهما أنور و رائد دلفت ملك لغرفة شاهي وجدتها تجلس و يبدو عليها التوتر
اقتربت منها و تحدثت بابتسامة :
ـ حبيبتي ليه التوتر ده مش ده اليوم اللي بتتمنى تعشيه من زمان 
أردفت بهدوء و خوف :
ـ خايفة يكون حلم أنا مش عاوزه حاجة غير أعيش حياة بسيطة 
ملك و هي تضمها بحب :
ـ أنسى الخوف و فكري في المستقبل و يلا علشان تقدمي ليهم العصير أسر مش مركز مع الموجودين كل شوية عينه على الباب حسيت إنه هيجي ياخدك بنفسه 
ابتسمت بخجل لحديث والدتها لتتجه معها للمطبخ و تحمل الصينية و تتجه للخارج و تشعر أنها بحاجة للهروب بعيداً خاصة بعد تقديم العصائر لهم و جلست جوار ملك كي تكون مقابل أسر 
تحدث سليم بجدية شديدة :
ـ طبعاً أنتم عارفين سبب زيارتنا لكن أنا هقول حاجة أسر بالنسبالي ابن تالت مش شريك هو حكالي عن كل ماضيه بس اتمنى نفتح صفحة جديدة مع بعض و أنا متأكد إن شاهي هتكون سعيدة معاه و كمان هتكون فرد جديد في العيلة و هتكون بنتي زى علياء 
لا ينكر أسر أن حديث سليم جعله يشعر بسعادة حقيقية و أيضاً شعر أنور بصدق سليم في حديثه ابتسم له و أردف بجدية :
ـ و أنا بعد كلامك ده واثق إن بنتي هتكون في أمان
هتف سليم بهدوء :
ـ يبقى نقرا الفاتحة و الفرح بعد شهر ياترى موافقين 
ـ بس شهر مدة قليلة محتاجين شوية وقت 
أجاب أنور بهذا الحديث ليردف أسر بهدوء :
ـ كل حاجة جاهزة بعدين أنا لو عليا نكتب الكتاب دلوقتي بعدين الفيلا جاهزة و مش ناقص غير شاهي 
كان أنور يشعر بالارتباك بسبب حديث أسر ليهتف بتنهيدة :
ـ خلاص الفرح بعد شهر موافق 
جلسوا يتحدثون و هي في عالم آخر بعد مغادرتهم كانت شاهي تجلس في غرفتها لتجد والدها أمامها تعجبت من وجوده بسبب توتر العلاقة بينهما 
تحدث أنور بهدوء :
ـ ممكن نتكلم سوا شوية 
أومأت بموافقة ليجلس جوارها 
ـ عارف إنك زعلانه بسبب توتر علاقتي ب أسر لكن صدقيني أي واحد مكاني كان مستحيل يقبل بعلاقة بنته بيه أنا معنديش أهم منك إنتي و أخوكى اللي بيني و بين أسر وجع و جرح كبير هو أخد مني حياتي لما أخدك مني 
قاطعته بهدوء شديد و هتفت :
ـ بابا أسر رجعني هنا أكتر من مرة بس مقدرتش تعرفني هو أنقذني كتير أه وقتها كنت صغيرة بس كان بيظهر وقت ما اناديه لما هربت منه أول مرة قدر يوصل لمكاني آه طريقته وقتها كانت غلط لكن مقدرش ألومه إن طفل يشوف أمه و أخته بيموتوا قصاد عينه و هو عاجز عن مساعدتهم دي مش سهلة القانون ساعد الجاني و أتخلى عن الضحية حتى لما لجأ لحضرتك جدتي رفضت مش ذنبه إنه وصل للحالة دي إحنا كلنا مسؤولين عن السنين اللي فاتت في حياته أرجوك أنسى بقى أنا عاوزه تقربوا من بعض اعطيه فرصة واحدة بس 
ـ عارف إنه عاش حياة صعبة بعد ما سافر حاولت أجمع معلومات عنه و صدقيني لو كنت عرفت عن اللي اتعرض ليه وقتها كنت ساعدته أنا هديلو فرصة علشانك بس 
ابتسمت له ليخرج من جيبه فلاشه ليعطيها لها تعجبت لتهتف بجدية :
ـ إيه دي يا بابا !!
ـ دي الفلاشة اللي عليها الفيديوهات الخاصة ب أسر أعطيها ليه إنتي
كانت تريد أن يعطيها له بنفسه كي تجعل الجليد يذوب بينهما :
ـ الأفضل تديهالو  حضرتك ممكن تكون فرصة إنكم تقربوا من بعض 
نظر لابنته كثيراً بعد أن فهم مقصدها من حديثها ليتركها و يغادر المنزل قرر أن يذهب لرؤية أسر لكن هذه المرة بصفته عمه و ليس ضابطاً
❈-❈-❈
كان يجلس في منزله القديم ليسمع صوت طرق على الباب فتح و تفاجأ بسبب وجود أنور سمح له بالدخول و أعد القهوة ليتجه إليه و يقدمها له 
هتف أنور بجدية شديدة :
ـ عارف إنك متفاجأ بسبب وجودي هنا بس المرة دي أنا جاي علشان ابن أخويا 
نظر له أسر بتعجب بسبب حديثه ليكمل أنور :
ـ أنا و إنت فيه رابط مشترك بينا و هو شاهي أسر أنا مش عاوز أتكلم في الماضي إحنا الاتنين غلطنا أنا بمد ليك ايدي ننسى اللي فات 
نظر له أسر كثيراً فهو محق في حديثه عليه تجاوز الماضي كي يعيش حياة هادئة و مستقرة
ـ أنا نسيت الماضي بعد موافقتك على ارتباطي ب شاهي 
أردف أنور بجدية شديدة و هو يضع الفلاشة أمام أسر :
ـ دى آخر شيء متعلق بالماضي أنا واثق إنك بتحب شاهي و هتحافظ عليها أظن الفلاشة مبقاش ليها أهمية عندى 
نظر أسر له كثيراً و قرر إغلاق صفحة الماضي سيترك كل شيء للأيام هى كفيلة بمعالجة الشوائب العالقة بداخله بدأت مرحلة جديدة في حياته برفقة محبوبته العنيدة و تم زفاف جمال و لمياء و حضرت معه الحفل لا ينكر أن تواجدها معه الآن جعله يشعر بالهدوء و الاستقرار أصبحا معاً دون أن يفكرا في حديث الناس ليأتي اليوم الذي انتظره كثيراً و هو يوم زفافه كان يقف ينتظر قدومها برفقة والدها وقفت أمامه ليقبل رأسها و يتجها معاً للقاعة جلسا ليهنئهم الجميع وصل سليم و نزار و معهم فريدة رحب بهم أنور و هنأوا أسر انتهى الحفل ليذهبا معاً بعيداً عن الجميع لينشآ عالماً خاصاً بهما منعزلان عن الكل كانا يقضيان شهر العسل في سعادة رغم غيرة شاهي في بعض الأحيان 
عادا من شهر العسل ليستأنفا العمل في الشركة  و بعد فترة تزوج شقيقها لتشعر بسعادة حقيقية من أجل أسرتها خاصة بعد تطور علاقة أسر و والدها و كان أسر يعمل دائماً على سعادتها و استقرار حياتهما الخاصة ...

                   تمت بحمد الله


تعليقات



<>