رواية شهد حياتي الفصل العشرون20 والحادي والعشرون21 بقلم سوما العربي


 رواية شهد حياتي الفصل العشرون20 والحادي والعشرون21 بقلم سوما العربي



تجلس بالغرفة مع ملك تحاول اقناعها بعد أن عزمت على الرجوع لبلدتهم من جديد.
شهد:ياملك بقا استهدى بالله... بقى الست دى تخليكى تتعصبى كده وحالك يتقلب.. وبعدين مانتى كبستبها ورديتى عليها بس بالأدب.. افحمتيها يعني.. وهى الى بقت مكسوفه مش انتى.

جلست ملك بتنهيده قائله:شهد... الوحدة مننا مهما عملت نفسها قويه واستروتج إندبندنت ومن قدام الناس وطول الوقت بس فى الاخر احنا اضعف خلق الله... وانا تعبت.. بحاول اعافر واقاوم ومابينش.. بس حقيقى مش قادرة.. انا رديت عليها بس لسه كلامها الجارح مأثر فيا... وعارفه انى هقابل منه كتير.
شهد وهى تمسد على ذراعها بحنو:ملك.. انتى قويه.. وطول عمرك قوية وانا عارفه... اللى حصل مش اخر الدنيا... انا كنت فاكره كده لما سعد مات.. قولت الدنيا قفلت بابها فى وشى خلاص. بس اللى حصل ان حياتي استمرت وبقت...

صمتت ولم تكمل فابتسمت ملك قائله :شهد انتى حبيتى يونس.

رفعت شهد عيونها لها بتفاجئ وتيه وقالت:مش عارفة.
ملك:هو ايه اللي مش عارفة.. ماهو ياحبتيه يالا... او فى حاجة تالته.. التعود.. الامر الواقع.

نظرت شهد أمامها بشرود ثم قالت :مش عارفة
ملك:مش عارفة ولا مش عايزه تعرفى.
شهد:قصدك ايه.
مللك:يمكن خايفه او مكسوفه تواجهى نفسك بأنك حبيتيه من بعد سعد.
شهد:ملك انا كنت بحب سعد اوى... كان حب حقيقى.. كان اول راجل فى حياتى... مش هينفع اخونه.
ملك بهدوء :انتى قولتيها بنفسك.. كان.. ده كان.. دلوقتي سعد مش موجود عشان نبقى خنتى حبك ليه وحبه ليكى.

شهد:ده اللي بقيت بفكر فيه فعلاً... خصوصا أن يونس.. تنهدت قائله. يونس بيحبنى اووى... تصورى مش بيتكسف يقولها.. ساعات بقول ازاى كل الهيبه دى يطلع منها الكلام والاحاسيس دى.. وبيبقى زى البيبى وهو معايا.. مش عايزه اخذله.. اقولك على حاجه... انا بقيت عايزه احبه.

استغربت ملك بشده وقالت:عايزه تحبيه... الحب مش اختيار.. مافيش حاجة اسمها كده... ده مايبقاش حب.

شهد مبتسمه:ده نوع جديد... شايفه انه يستاهل يتحب.. انا نفسى بقيت بحب حبه ليا.. بس بسبب ظروف جوازنا وعلاقتى بيه من قبل كده مخلى فى لغبطه مشاعر جوايا... حاسه قلبى ومشاعره كأنهم مضروبين فى الخلاط.. الحاجة الواضحة ليا حالياً انى عايزه افضل معاه واصونه واصون حبه.. ومش عايزه اى حاجة تزعله.
ملك مبتسمه:تبقى حبتيه... وحب بجد مش أنك عايزه تحبيه.

شهد بتهرب:ممش عارفة.. اووف... بس يا ملك.
ضحكت ملك بمشاكسه وقالت :هههههه.... بصى انا مقدره لخبطه المشاعر اللي جواكى.. وان مشاعر شهور فاتت الى اتغيرت وبقت مشاعر جديده حاجة صعبه بس...
قاطعتها شهد بحرج قائله:يا ملك افهمى.. صمتت بخجل لا تعرف كيف تشرح او تصف ما تعيشه فقالت بحرج:انتى متخيله يعني ايه.. اخو جوزك الراجل الهيبه الكبير عنك وحتى عن جوزك الى مش بتشوفيه غير بالبدله والكرافت فجاءه يبقى نايم جنبك.. عر.. عريان وعايز.. عايز ي.. عايز يبقى جوزك بجد.. انتى فاهمة انا عايزه اقول ايه.

اماءت ملك برأسها تعذر حرج شقيقتها فاكملت شهد بحرج شديد :ياملك انا دخلت بيتهم وانا مرات سعد وهو متجوز مروه.. وعشنا على كده سنين... ده هو الى جه خطبنى لسعد من كريم... فجأة بقى بيحبنى... فجأة بقيت.. بقيت في حضنه هوا.. انا.. انا لسه بدأه اتعود اليومين الى فاتوا.. بس مش هخذله ابدا... عمرى ماهعملها.

ملك بتنهيده :بصى حبيبتي انا فاهمه ومقدره كل الى انتى فيه.. بس كمان انتى اختى وانا عارفاكى... وعارفه إنك بدأتى تتعودى عليه وعلى وجوده في حياتك... ده غير انى شايفه حاجة كده زى حب فى عنيكى.

شهد بتنهيده هى الاخره :مش عارفة بجد يا ملك... بلاش تمشى على الأقل اليومين دول.. انا متلغبطه خالص وأنتى كمان بلاش تبقى لوحدك.
ملك :مش هينفع خالص ياشهد.. المدارس بدأت من فتره وانا سايبه كريم.. قعادى هنا مالوش معنى وانا قاعده في بيت ناس غريبه.. وهناك فى البلد اكيد مفكرين انى مش قادرة أواجه.. لازم اروح أواجه واحصم كل الحاجات المتعلقه والطلاق هيكون نهائى.. وهاخد منى كل حقوقى مش هسيبله ولا مليم... هروح اظبط امورى وامور ابنى وارتب حياتى انا وهو من بعد الانفصال.. بعد ما اعمل كل ده هجيلك ونقعد براحتنا و اعرف اركز معاكى لاكن طول مانا معلقه كدا مش راسيه على بر حاسة اني ماشيه بربع عقل اصلاً.

شهد بحزن :يعني برضه مصممة على الطلاق.
ملك بتصميم وقوه:ايوه.
نظرة لها شهد بحزن وبادلتها ملك بإصرار ثم نظرا الاثنان للامام بشرود يفكرون بحياتهم التى تغيرت كليا.

فى فيلا عز الفيومى دخل بغضب قائلا باستياء:اتفضلى ياهانم.. مش عارف قلة ذوقك دى هتنتهى امتى.

دلفت ماهى بلامبالاه وقالت:مش فاهمة مالك كده.. عملت ايه يعني.

عز باستياء:مش عارفة... انتى وصلتى خلاص للدرجه دى.. بقبتى تجرحى وتهينى فى الناس ومش شايفه انك عملتى حاجة... هو فى كده.
ماهى:ايه يعني ماهو ده اللى حصل.. هى اتطلقت وجوزها بيخونها... انا بنى ادمه صريحه وبقول للاعور انت اعور فى عينك.

عز بسخرية :اوووو.. لالالا... ماهى هانم بتقول أمثال من بتاعة الناس البيئة والفلاحين... معقول.
ماهى:احممم.. اكيد سمعته من حد مت كتر الاحتكاك بالجيران الجداد دول...مش عارفه ازاى ناس لوكل وشعبيين كده يسكنوا فى كومبوند زى ده... المفروض مايسكنوش اى حد هنا مش اى واحد اتجوز اى جربوعه ولا بتاعه من الارياف يجيها ويسكن جبنا ويقرفنا بيها.

عز باشمئزاز:ايييه ده.. انتى ازاى كده.. مش ده يونس بيه العامرى الى كنتى مصدعانى بيه وفخوره أنك هتتعرفى عليه ودى مراته.. بنت ناس وباين عليهم محترمين.

ماهى بكبر:لا طبعا.. مين دول.. دول فلاحين... عز قولتك انا ياسيدي بحب الصراحة وكمان شوفت دى اخرتهم... اهو جوزها بص لبرا وخانها عشان هى مش حلوه خااالص خالص.

عز بقرف حقيقى منها :فى فرق يا هانم يابنت الناس بين الصراحه والوقاحة.. وبمناسبة الصراحة بقا إلى انتى مصدعه دماغى بيها من الصبح وإلى انا عارف ومتاكد إنك ماتعرفيش حاجة عنها.. ملك مش وحشه... مال عليها قائلاً بإصرار :ملك دى صاااااروخ.

قال ما قال وتركها باعين متسعه منه ومن طريقته في الحديث عنها ووصفها بهذه الطريقه والخوف ينهش قلبها.

كانت تسير ناحية المطبخ كى تصنع لها ولملك كوبين من الشكولا الساخنه التى يعشقوها تفكر بشرود فى حديث اختها...هل هى عشقت يونس حقا.. أم أنها على حافة الوقوع بالعشق... حقا لا تعلم. 

شهقت بفزع وهى تجد ذراعين قويه تجذبها نظرت له.. ومن غيره فقالت :يونس... فى ايه خضتنى. 
يونس وهو يحتجزها خلف السلم الزجاجى:من بعد العشا وانتى مختفيه كنتى فين وسايبانى. 

شهد :كنت مع ملك... انا سايباها طول اليوم وانا معاك ومقصره معاها. 

اقترب منها اكثر وقال:كده تسيبى جوزك الى بيموت فيكى كل ده... ينفع كده. 

شهد بخوف من تصرفاته المتصابيه الجديده عليه وتبعده بيدها:لا ماينفعش. 

يونس :اهو شوفتى... ماينفعش... يالا بقا تعالى في حضنى. 
شهد باعين متسعه:هنا.. أعقل يا يونس. 
يونس بإصرار :لأ هنا يعني هنا.... ولا اقولك تعالى نطلع اوضتنا احسن.. علي السرير هيكون احلا. 
شهد :يونس استنى.. بتكلم مع ملك. 
يونس بشوق ورغبة :يالا يا شهد بدل ما والله شويه كمان ومش هيفرق معايا المكان. 
شهد:طب بص براحه هفهمك. 
يونس بقلة صبر:هممم. 
شهد :ملك ماشيه بكره ولازم اسهر معاها النهاردة عشان ماتزعلش. 
يونس بجنان:ايه.... تسهرى مع مين... طب وانا. 
شهد :يونس.. بقولك اختى وعندها مشكله وماشيه بكره. 
تنهد بقوه يحاول التحكم فى رغباته لا يريد أن يكون انانى بهذه الطريقه فقال بجنان:طب هاتى بوسه كبيرة كده تصبرنى. 
شهد :يانهار ابيض... هنا. 
يونس :اه شوفتى اخرتها يونس العامرى بيبوس تحت السلم. 
شهد برفض تام :لااا مستحيل. 
يونس :طب تعالى نطلع اوضتنا اديهالى وامشى. 
شهد :والله مش عارفاك انا. 
يونس :مش هقدر استنى... قاطعه صوت والده من بعيد فقال :يونس... واقف تحت السلم لوحدك كده ليه. 

شهد بخفوت وفزع وحرج:شوفت شوفت... الحمد لله.. الحمد لله ماشفنيش. 

ابتلع يونس ريقه بحرج من جنونه الذى اوقعه فى هذا الوضع المحرج وقال لها:شكلى زباله صح. 
شهد بهمس:اووى. 
يونس بنفس الهمس:حسابنا بعدين. 

كامل بصوت عالى :يونس... مش بترد ليه يا بنى...ومدينى ضهرك ليه. 

يونس دون أن يستدير كى لا تظهر شهد:لا مافيش... ثوانى يا بابا وجايلك. 
كامل :مش عارف ايه اللي شقلب حالك كده... انا مستنيك فى المكتب. 

وذهب لمكتبة واغلق الباب خلفه فتنهدت شهد بقوه وقال يونس وهو ينظر لها:بيقول مش عارف ايه اللي شقلب حالى... ردى انتى عليه بقا. 

دفعته شهد وقالت بهرب:طب اوعى لاحسن نتقفش تانى. 
وجرت سريعاً من امامه فابتسم بمشاكسه قائلاً :ماشى حسابك بيتقل يا شوشو. 

ضحكت بقوه وذهبت للمطبخ فذهب خلفها وقال وهو يطل برأسه من خلف الحائط كشاب فى العشرين :نسكافيه ليا انا والحاج معاكى بقا يا زنوبه. 
شهد :زنوبه. 
يونس بغمزه:اه زنوبه الشغاله. 
شهد بحاجب مرفوع :الشغالة...ماشى وماله. 
يونس بتوجس:مش مرتاحلك. 
شهد ببراءة مصطنعة :انا.. اخص عليك...ده أنا غلبانه.. ده أنا هبله.. ده أنا عبيطه... ده أنا القطه تاكل عشايا... ده أنا بمسك الجنيه اقطعه. 
يونس باعين متسعه:كل ده... حافظاه ازاى يا زنوبه. 
شهد :زنوبه تانى... ماشى يا... ياسى يونس. 

رفع حاجبه وهو يغادر قائلاً :مش مرتاحلك.. مش مرتاحلك. 

ابتسمت شهد بمكر وقالت :استنى عليا يا يونس... انا هوريك مين زنوبه. 

بعد دقائق انتهت من اعداد الشكولا الساخنه وكوبين من النسكافيه واخذتهم وذهبت تجاه غرفه مكتب كامل. 
دقت الباب فاذن لها كامل فدلفت ووجدته يتحدث مع يونس بأمر يبدو هاما ويونس يستمع له بتركيز وانتباه ووقار معتاد عليه الجميع وهى أيضاً كانت معتاده عليه الا الايام الاخيرة. نظرت له وهو يجلس بهيبه عاقد جاجبيه بتركيز ويناقش والده برأيه بشموخ ووقار وتتذكر هيئته عليها وهو عارى يهمس لها بوقاحه وجرئه على هيئتها المثيره مستخدما كلمات صريحه فاحمرت خجلاً وهى تبتسم بحرج شديد فانتبه لها وعينه تبتسم بخفة مع ابتسامة خفيفه من شفتيه. ثوانى وتبدلت ابتسامة الخجل باخره ماكره وهى تتذكره وهو يناديه بزنوبه الشغاله. 

صوت والده جذب نظره وانتباهه من جديد فعاد يونس الوقور وتقدمت هى بنفس الابتسامة تضع الاكواب. 
اقتربت من الطاوله الصغيره ووضعت ماتحمل وهى تحتك بيونس عن قصد ماكر بطريقه اربكته بوضوح ظاهر لها. تقدمت بغنج واضح له تضع كوب كامل امامه رغم أنها كان من الممكن ان تذهب ويعطيه يونس له لكنها فعلت بمكر وهى تنظر ليونس بغنج ودلال خادمه تدلل على سيدها العازب لتغويه. 

جاء اتصال لكامل فذهب للشرفه وتركهم فابتسمت بمكر اكبر وتقدمت منه تعطيه كوبه ومالت عليه:اتفضل يا سى يونس. 

رفع حاجبه قائلاً :مش بقولك مش مرتاحلك... سى يونس... من امتى. 
شهد بغنج وميوعه وهى تلعب بازرار قميصه العلويه:الله مش بسمع الكلام يا سيدى. 
ابتلع ريقه بصعوبة وقال:سيدى.. لا لأ اهدى... فى ايه. 
مسحت بكف يدها بنعومه على رقبته ومقدمة صدره التى اطهرتها بفتح الزرائر  فشعر هو بالاشتعال والسخونه وفهمت هى عليه وقالت:اشرب بقا النسكافيه وانا همشى. واستدارت بدلال

قبض على يدها برغبة ساخنه وقال بانفاس عاليه:تمشى فين... استنى. 
شهد بمكر ودلال :بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا. 
حررت نفسها وذهبت سريعاً وهو يلهث خلفها بقوه وهم بالوقوف كى يذهب خلفها لكن دلف والده بعد أن أنهى مكالمته وقال:كنا بنقول ايه بقا يا يونس. 
يونس بانفاس لاهسه من افعال جنيته قال محدثا نفسه:اقوله ايه بس.. هو انا فاكر حاجة غير المجنونة بتاعتى وإلى بتعمله فيا. 
كامل:اه افتكرت... ها هتساعد الراجل وتجبله تصريح الارض. 
يونس وهو يحاول استعادة وقاره:احممم.... احممم... ان شاء الله.. ان شاء الله ماتقلقش. 
ثم حاول استكمال حديثه بجدية رغم سخونته التى اشعلتها صغيرته. 

فى منزل عز كانت ماهى تتحدث على الهاتف مع مروه قائله بغضب :يعنى ايه مش هترجعى... لازم تيجى وتطردى الى اسمها ملك دى من هنا... مش ده بيتك انتى... هما كلهم ضبوف عندك. 

مروه بتلعثم:اااه.. اه. اه طبعاً.. بيتى... ده.. ده حتى يونس كتبه بأسمى هدية عيد ميلادي. 

ماهى لنفسها:هدية عيد ميلادها فيلا في المكان ده وبالمبلغ ده... دى جربوعه ده لولا منصب جوزها ماكنتش عبرتها... بقى دى تبقى من نفس مستوايا وكمان مكتوبلها فيلا زى دى باسمها وانا لأ.. بس ماشى.. فتحدث لمروه وقالت بمكر :طيب يا بنتى مش ترجعى بقا... البت الى اسمها شهد دى باين عليها مش سهله... انتى مفكره بمشيانك ده هييجى ويرجعك تبقى عبيطه... ده انتى كده سيباه ليها بيضة مقشره. 
مروة بكبر غبى:لا طبعا... مسيره يزهق ويرجعلى. 
ماهى بمكر :ده انا كنت انا وعز بنتعشى عندكو النهاردة وسمعتهم كلهم بيتكلموا انها وخداه فى اوضتها من ساعة ماجم من برا... وبيقولو كمان انه باين عليه مبسوط... انا رائي إنك ترجعى وترجعى كل حاجه لوضعها الصح... ماتسبيش الفلاحة دى تاخد مكانك ابدا... هتسيبلها كل الفلوس والملايين دى كده بالساهل تشبع بيها وتلبس وتترسم وتبقى حرم سيادة النائب. 

مروه بغيظ ورفض قاطع:لأ.. على جثتى. 

ماهى:يبقى ترجعى من نفسك.. وترجعى كل املاكك ليكى... وانا هساعدك والست الى اسمها زفت ملك دى كمان تغور من هنا. 

أغلقت مروه الهاتف وعينيها تقدح شررا عازمه على اعادة كل شئ كما كان ولن تجلس تنتظر عوده يونس إنما ستعيده بالقوة او بالحيله فحتى اختها غاده منبع افكارها قد تخلت عنها خوفاً على مصالحها ومصالح زوجها مع يونس. 

اما ماهى فكانت تنظر امامها بشرود وشر وهى تقول:اووف... ست غبيه وبيئه... بس مضطرة اتعامل معاها لحد ماخلص من الفلاحة دى.. اووف... حاسه بتلزيق وعرق من بس مجرد انى كلمتها فون... اوووووف لازم اقوم اخد دش ناو. 

ونهضت سريعا وذهبت الى المرحاض لدش طويل يستغرق ما يقترب من ساعه 

دلف عز للداخل وهو يستمع لصوت المياه فقال بضيق:هى مش بتبطل حما خالص... ست غريبه. 

ثم اتجه للشرفه المطله على فيلا العامرى وقال هو :يمكن تكون واقفه فى شباك ولا بلكونه ولا حاجة. 

ظل يجوب بعينيه حتى يأس وقال :يا خسارة... ثوانى ووجودها تقف بالشرفه تحتسى كوب بيدها والى جوارها فتاه جميله لكن لم يهتم الا بدات الوجه الأحمر وقال:اوووف.. حمار وحلاوه مافيش كده... بقى دى تتخان دى يا ناس.. اقسم بالله لو كانت معايا لاكنت.... ااااااااه. ثم عض على شفتيه بقوه ورغبه 
وهو يستمتع بالنظر إليها وهى تبتسم مع هواء بدايه الربيع فكانت لوحه من الجمال والإشراق وهو ينتقل من مرحلة الاعجاب بالشكل والجسد الى مرحلة الحب.. بكل مافيه. 

تخطت الساعه ال12ليلا وهى ماتزال ساهره مع ملك. زفر بقوه وهو. مازال بانتظارها فى فراشهم. 
دقائق ودلفت هى بارهاق تخلع حجابها وتلقيه أرضا فنظرت له وقد تذكرت فقط للتو ما فعله بالطبخ وتوعدها له فحديثها مع ملك قد انساها تماما ولكن الان فقط تذكرت وابتسمت للتو بمكر. 

رأت نظراته الغاضبه فخلعت حذائها والقت واحده يمينا باهمال والاخرى يسارا بعبث واقتربت منه بمكر وتسليه وهو ينظر لها بتوجس غير مطمئن إطلاقاً. 

فردت شعرها الطويل بنعومه على طول ظهرها وخلعت فستانها بعبث وهى تقترب متخليه عن خجلها لاول مره بطريقة ادهشتها هى نفسها ولكن أرادت ان تعلمه كيف يقول عنها زنوبه. 

علت انفاسه بصعوبه وهو يراها خلعت فستانها المحتشم ووقفت امامه ترتدى احدى قمصانه البيضاء وقد فتحت اول ثلاث زرائر فكان صدرها الأبيض المنتفخ ظاهر له بطريقه مهلكة. 

تقدمت بخطى بطيئه من طرف الفراش وهى تتذكر كيف ذهبت لارتداء قميصه بعدما فعلته به بالمكتب وتوعدت له فصعدت لغرفته واخذت قميصه وارتدته ثم ارتدت فستانها المحتشم وذهبت سريعا للجلوس مع ملك وقد نست أمر ما ترتديه ولكن الان فقط تذكرت. 

كان قد وثب بركبتيه على الفراش وهو يلهث بانفاس عاليه من مظهرها المميت هذا وهو يراها ترتدى قميصه وهى بكل هذا الإغراء. 
ابتسمت برضا وهى تراه هكذا ومعالم رغبته باديه عليه فمالت بصدرها بغنج قاتل وقالت:فى حاجة ياسى يونس. 

ابتلع ريقه وبلل شفتيه قائلاً :فى حاجات.. قميصى ده صح. 
شهد:اممم... اصلى كنت بطبخ وهدومى اتبهدلت فاخدت قميصك... انا عارفه انه غالى بس هرجعهولك. 

يونس وهو لم يعد قادرا اكثر على التماسك:لأ... ده أنا هديكى كل قمصانى تلبسيهولى قميص قميص... بس تعالي بقا. 

ابتعدت عنه بغنج قائله:بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا. 
عض على شفتيه بقوه مغمضا عينيه وقال :حلو اووى الجو الجديد ده... بموت فى التغيير. 
شهد :ما ينفعش يا سى يونس... انت نسيت... ده أنا زنوبه الخدامه. 

انقض عليها يفترسها بقوه قائلاً :وانا بموت فى الخدامين. 

فضحكت ضحكه قويه ولكن خرجت رقيعه حقاً دون قصد منها فقال :يالهوووى... اموت انا فى كدا. 
وعاد يلتهمها بقوه وجوع أكبر وهى تتدلل عليه دلال جديد من نوعه اعجبه جدا. وظل هكذا طوال الليل وهى تذهب له عقله وهو يتصرف بمراهقه جديده عليه ولكن اعادت له فرحته بشبابه وشباب قلبه على يدها هى وحدها. 

فى الصباح كان يهبط الدرج بسعادة غامرة وهو يحيط خصرها بتملك شديد حريص على الحفاظ على مصدر سعادته ولكن توقفت قدميهم وهم يرون مروه تجلس على السفره تتناول فطورها فتقدم مالك سريعاً وقال بسعادة :شكراً يا بابا إنك اتصلت بماما وصالحتها عشان تيجى... هى لسه حكيالنا حالا.. كنت عارف ان حضرتك هتعمل كده. 

نظرت له شهد بصدمه فهز رأسه بقوه نافياً وتحدث لمالك قائلاً :مين قالك اني عملت كده انا ماعملتيش.... قاطعه مالك صارخاً :مافيش مدرسه بالجيبه دى يا جورى هانم. 

نظروا اعلى السلم وجدوا جورى ترتدى يونيفورم المدرسه ولكن ابدلت الجيب الطويلة باخرى قصيره جدا. 

تخطاهم مالك وصعد لها قائلاً بقوه وغضب:فين الجيب الى انا مختارها. 

جورى بعبوس:اتقطعت.. هروح بدى النهاردة بس. 
مالك بصرامه :لأ... هتصل بحد من المدرسة يجيب ليكى واحدة حالا. 
جورى بغضب وهى تلوح بيديها :بس كده هنتاخل. 
مالك بحب وهو يقضم وجنتها المنتفخه:مانتأخر.. احنا صحاب المدرسه يا روحى. 

تدخلت شهد بغضب:مالك.. كده كتير... انا اللى لبستها الجيب وهى مش قصيره.. سيب البنت تعيش سنها وبلاش قيود.
مالك بحب:انا خايف عليها... وبعدين عادى ازاى... اسيب رجليها تبان يعني للعيال فى المدرسة. 

شهد بغضب:لأ انا مش هسكت اكتر من كده... البنت بتقولى إنك مش بتخليها تلعب فى البريك وبتلزمها تقعد معاك مكان مانت قاعد. 
مالك بقوة :عشان خايف عليها وبحبها وكمان مانا بفضل قاعد معاها. 
شهد:لا... كتير بتسيبها وتروح تقف مع بنات صحابك... انا مش هعزل بنتى عن العالم والناس علشانك. 
مالك بغضب :يعني ايه. 
شهد بقوه:يعني من بكره هنقلها فى مدرسة تانيه. 
مالك :نعم... ايه اللي بتقوليه ده. 
شهد :الى هيحصل... انا امها ولسه عايشه مش هسيب حد يتحكم فيها عشان بقت يتيمه وانتو معيشنا معاكوا. 

نظر لها يونس قائلاً :ايه اللي بتقوليه ده... وايه معيشنا معاكوا... ليه بتتكلمى على اساس انك مش مننا... انا وانتى واحد... والبيت ده ملكك واحنا الى ضيوف فيه. 

شهد بغضب:انا مش عايزه بيوت... انا عايزه بنتى تعيش حياتها. 
يونس:بنتك ابنى بيحبها والى بعملوا ده خوف عليها. 
شهد :طب وهى ذنبها ايه يعزلها كده عن الناس 
يونس بقوه :ذنبها وذنبه انه بيحبها. 

اجتمع الجميع على صوت مشاجرتهم فقال كامل :اهدى يا شهد وهاتى جورى وتعالوا افطروا وانا ليا كلام تانى مع مالك. 
مالك برفض تام :نتكلم زى مانتكلم بس اهم واول حاجة تغير الجيب دى. 

جورى التى عليها كل هذا الشجار بعبوس لذيذ :قولتلك هنتأخل. 

ابتسم الجميع رغما عنهم فقال مالك وهو يهبط الدرج ويخرج هاتفه للتحدث به:انا هكلم المدرسه يبعتوا اليونى فورم مع حد. 

زفرت شهد بغضب وهزت رأسها بياس وجاءت لتهبط الدرج وجدت مروه تنظر لها بحقد وكره. فنظرت بغضب ناحيه يونس ثم هبطت الدرج وذهبت للسفره. 

تقدمت مروه بخبث من يونس وطبعت قبله وجنته قائله بهمس:سورى يا يونس... وحشتني. 

اتسعت عينيه بحرج منعا وخوفا من نطرات تلك الغاضبه لهم فقال بتلعثم:شكراً.... بس.. لازم تعتذرى لشهد.. انتى هنتيها... وهنتى ملك. 

صكت على اسنانها بحقد وشر ثم رسمت ابتسامة سمجه وقالت لهم بوعيد:انا اسفه يا شهد... اسفه ياملك. 

نظرت لها ملك بعدم ارتياح وشهد كذلك بينما مروه تحدث نفسها:ماشى. ان ما خليتك انتى الى تمشى وتقولى حقى برقابتى. 

خرجت شهد بغضب وذهبت إلى الجامعة. 
خرج يونس خلفها ليوصلها ولكن قالت إنها ستذهب مع ملك والسائق اولا كى تودعها ثم تذهب لجامعتها وذهبت سريعاً بعدما ودعت ملك الجميع وشكرتهم على حسن استضافتهم لها. 

عاد ليلا بعد يوم عمل شاق وهى كانت بانتظاره خرجت سريعاً من غرفتها ولكن وجدت باب غرفته مع مروه قد اغلق بعد دلوفه داخله. هوى قلبها بين قدميها وسالت دموعها بغزارة وهى تتيقن من اكبر مخاوفها. 

دلفت لغرفتها تبكى بقهر وحزن شديد والغيره تنهش اوصالها. 

دقائق لاتعلم عددها ووجدت يدين تعرفها تماما ترفعها لاحضانه بخوف وقلق وقال:شهدى.. مالك.... بتعيطى كده ليه. 
رفعت عينيها المحمره من كثرة البكاء وقالت:انا... انا شوفتك.. انت.. انت كنت عندها... انا... انا عارفة انها مراتك.. بس مش هقدر.. مش.. مش هقدر. 

مسح على شعرها الممزوج بدموعها على وجنتها صانعا شكل بديع وقال بحنان:ماتعيطيش كده ياروحي... مالك هو الى قابلنى تحت وكان عايزنى في موضوع هو ومامته وطبعا ماينفعش كنت ارفض عشان مالك. 

وضعت كفيها على وجهها وهى تهزه بجنون وقالت :بتكذب عليا بس انا عارفه انت كنت في حضنها... وو. 
احتضنها بقوه وقال:لا ياروحي والله. 

شهد بوجع:بس هى مراتك.. ماقدرش امنعك.. ده حقك وحقها حتى اكتر منى انا.. انا الدخيله على حياتكوا مش هى. 

هز راسه بلهفه ورفض وقال:اوعى.. اوعى تقولى كده... انتى شهد حياتي... الى رجعتلى حياتى وعوضتنى... انا بحبك انتى ياروح يونس. 

اخذها بحضنه حتى هدأت قليلاً فرفعت عينيها دون أن تخرج من حضنه وقالت :انا غيرت اوى يا يونس. 

ابتسم بسعاده لاتوصف وهو يستمع لما تقول لا يصدق أذنيه. 

ولكن توقف قلبه من شدة الفرحه التى حقاً صببت توقف قلبه من السعاده حين قالت بطريقة بسيطة ولكن مميتة :انا حبيتك اوى......... 


رواية شهد حياتي
 الحادى والعشرون

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

ابتلع ريقه بصعوبة وقد جف حلقه وصوت تنفسه المرتفع مع صعود صدره هبوطه بسرعة رهيبه هما المسيطرين على الأجواء.
تحدث بتوجس خوفا من انه يتوهم فقط :حبيبتي.. انتى قولتى ايه.
شهد ببساطة مميته على قلبه :بحبك.

ارتفعت وتيرة أنفاسه اكثر وتخبطات معدته تزاد اضطرابات كأنه فتاه مراهقة. دقات قلبه اختلطت مع تخبطات معدته وتفسه السريع. 

اعتدل على الفراش بجانبها بزهول وهى تتظر له باستغراب. 
نظرت له لا تفهم شيء. شهقت بخضه وهى تجده يجذبها دون حديث وهو مغمض عينيه يشعر بالارتواء. 

مر اكثر من دقيقتين وهو فقط مغمض عينيه لا تفهم ولن يفهم احد مايشعر به. اليأس كان قد عشش داخل جدارن قلبه. فكرة أنها تتقبل به زوجا بحق بالاصل كانت صعبة المنال وقد اكتفى بها. أحبها وعشقها بعنف ولم ينتظر يوماً أو حتى حاول السؤال بينه وبين نفسه متى ستعشقه. وإن راوده سؤال من هذا القبيل كان هل ستعشقه يوما. 

تسكن باحضانه لاتعى شئ. تنظر له منتظره اى رد فعل التى تلى احتضانها. أمره غريب حقا. 

تنظر لها وله حقا أجسامهم غير متقاربه إطلاقا. مظهرهم لا يوحى برجل وامرأته بل اب وابنته. لا اقصد بذلك ملامح العجز ابدا ولكن لهيبته وقار وطله حقا كبيرة وهى فتاه صغيره الجسد رغم انه كتله من الانوثه إلا انه ضئيل جدا بجانبه. احيانا تخشاه وتهابه من فرق الحجم وفرق القوه. تعلم أنها ككل بالكاد تصل لربع حجمه. لا تعرف لما اخذت عينيها تنظر إلى صدره وظهره العريض تخمن قياس عرض ظهره بالسنتيمتر. كفه ضخم يكسوه شعر اسود كثيف بعض الشئ. طوله يتعدى ال180سم.من اى عملاق تزوجت واحبت هى.. لاتصدق حقا انها تجلس بهدوء واستكانه باحضانه التى تكاد تبتلعها بسبب فرق الحجم. 

كل هذا وهو مازال مغمض عينيه. نادت هى بخفوت:يونس. 
فتح عينيه ونظر لها بهدوء استغربته بشده وقال:قوليها تانى كده. 
ابتسمت بحب ونظرت داخل عينيه بعمق فمن الواضح انها عاده بها ونظرتها هذه تذيبه أكثر. قالت بهدوء وتمهل:بحبك. يا يونس. 

اغمض عينيه بشده من جديد وهو يرجع رأسه للخلف. ثم فتحهم بجنون وقال :حراام. 
اتسعت عينيها وقالت:حرام.. حرام ليه. 
اقترب ببطئ مدروس وقال بهدوء مميت :حرام إلى بتعمليه فيا... هموت على ايدك. 

القاها على ظهرها بقوه وقفز فوقها بعنف حتى أنها تأوهت بقوه ولكنه كتم تاوهاها بقبله توصف باكثر من عنيفه. 
يقبلها بقوة جامحه.. يقطع عنها ثيابها ويمزج روحه بروحها بعنف اشد واشد وهو لا يردد غير كلمة واحدة :هتقتلينى ياشهد. 

رغم أنها قد قاربت على الاعتياد على عنفه بل واصبحت تعشقه لكن هذه المره كان يتصرف بوحشية نابعه عن عشق ميؤس منه. لم تتحمل حقا رفع رأسه من عليها لاهسا بقوه يشعر بالانتشاء يقبل جبينها ولكنها حقا تتألم.الم لم تشعر به حتى فى اول يوم زواج لها. 
يونس بصوت مبحوح من نشوة ما يشعر به :حبيبتي... شهد. 
شهد بالم:اااه... تعبانه اوى يا يونس. 

استلقى على ظهره واخذها بين ذراعيه يحاول تهدئه نفسه والا يأخذها من جديد. اغمضت عينيها والمها لم ينتهي بعد. 
شهد بالم:يونس... انا مش كويسه. 
نظر لها بخوف عليها وجد نقط حمراء اسفل جسدها العارى. 
نظرت هى ايضا لتشهق بخوف والمها مازال مصاحب لها. 
ابتلع ريقه بصعوبة يلوم نفسه على وحشيته معها. لكن لابد من التصرف الان وملامة روحه لاحقاً. 

توقف امام الفراش وهو لا يعرف كيفيه التصرف. أمام من يعشق نسى اى شئ عن الطب هو الان لا يعرف كيف يقيس الضغط حتى . 

يهبط الدرج سريعا بها فقابله والده الذى كان يهم لصلاة الفجر فقال بتفاجئ وخوف من هيئته المذعوره:فى ايه.. مالها شهد يابنى. 

يونس وهو يركض باستعجال:تعبانه.. تعبانه يا بابا. 
كامل :طب اتصل بالاسعاف. 
يونس وهو يقود سيارته لانطلاق بها بسرعه:هو انا لسه هستنى. 

انطلق بقوه الصاروخ وهو يكاد يفقد صوابه. 

يحملها على ذراعيها داخل اقرب مشفى وهو يصرخ بكل الموجودين والتف حوله عدد لابأس به من الممرضات والدكاتره. 

يلفها جيداً ويحكم عليها نقابها. هل هذا وقته!ولكنه يونس المهووس بشهده. 

يقف بجانب فراشها يشد على يدها ينتظر تلك الدكتوره التى تأخرت كثيراً فهو طرد اى ذكر جاء للكشف عليها. 

دلفت بخطى ثابتة تضع يديها بجيوب معطفها الطبى. نظرت بزهول وتفاجئ للواقف امامها:يونس!! 

رفع نظره بغضب شديد لكنه تفاجئ قائلاً :نادين!!!!

مشتت جسده كله بعينيها التي عاد إليها الإعجاب من جديد وقالت بنعومه متعمدة :بتعمل ايه هنا يا يونس. 

انتهى اندهاشه وتفاجئه سريعاً جاد وعاد خوفه الشديد على حبيبته فقال بلهفه:بسرعه يا نادين.. شهد بتتزف.. حاسس اني ناسي كل حاجه. 

نظرت باستغراب شديد الى يونس ولهفته التى لم تراها يوماً على احد واتجهت ناحية الفراش وهمت لكشف النقاب فقال ببعض الحده:بتشليه ليه مش ضروري. 
نادين ببرود واستغراب :عشان نفسها.. ايه فى ايه؟ 
قالت الأخيرة وهى ترمق تلك المنقبه بضيق تحول لاندهاش وحقد حين رفعت نقابها وبقيت ساكنه تنظر له ثم لها. 

صرخ بها بغضب ونفاذ صبر:يالا يا نادين وبلاش برود الدكاترة ده. 

نادين ببرود مستفز للاعصاب:عادى يعنى بنشوف 200حاله زى دى كل يوم. 

يونس باعين وعروق محمره:اخلللللصى. 

اهتز ثابتها البارد خوفاً من هيئته فتحركت لطلب إحدى الممرضات واخذت تلقى عليها تعليماتها بدقه وحرفيه شديدة. 

يقف بالخارج يتأكله الغضب من هذه الغبيه التى اصرت على خروجه كى تستطيع علاجها إن كان يخشى عليها. وخوفا على صغيرته التى نزفت من عنفه العاشق لها. 

خرجت من الغرفه ببرود وجاءت للتحدث معه ولكنه صدم كتفها وهو يهرع للداخل وهى تنظر له بزهول هو حتى لم يعطيها فرصه للحديث او شرح حالتها. يريد رؤيتها أولاً. 
وقفت على أعتاب الغرفه تنظر له وهو يتفحص كل جزء بها ويكشف لنفسه فقط من تحت الغطاء( مع الاحتفاظ بحجب الرؤية لأى شخص عداه فقط) عن كل أعضاءها يتأكد بنفسه من سلامتها. 
طبع قبله عميقه جدا على جبهتها تنم عن تعب عشقه وشغفه. 

حتى وإن كان اطمئن بنفسه فليتأكد أكثر التفت لها وقال بلهفه :بقت كويسه صح؟ وضعها ايه دلوقتي. 

اشارت باصبعها فى الهواء ببرود مع ابتسامة سامجه من كثرة حنقها من هذه الفتاة واهتمامه بهاعلامه على صوت من الاستعلامات يطلبوها باسمها لحاله طارئة بغرفة 566.

خرجت بسرعه وهى عازمة على الا تتركه اليوم. ولتعيد ماقد كان. 

اما هو فظل بجانبها يتنهد بارتياح 

يقف كامل فى بهو الفيلا بقلق حقيقى يتصل ويتصل به ولكن لارد.
استيقظت عزيزه وجدته على هذه الحاله من القلق فقالت:صباح الخير ياكامل... مالك كده.

كامل :صباح النور... يونس نزل الفجر بشهد وكانت تعبانه.. شكلها كانت متعوره او بتنزف هدومها كان فيها دم.

شهقت عزيزه وقالت وهى تضرب على صدرها:يانهار ابيض.. ليه.. حصل ايه.
كامل باستياء وغموض:مش متأكد... بس لا.. يونس مايعملش كده... هو مش بالغباء ده.

عزيزه بعقدة حاجب وجهل:ماتفهمنى بتتكلم عن ايه.

مط شفتيه من غباء زوجته وقال:ايه يا عزيزه من انتى ست متجوزه وفاهمه.

رمشت بعينيها وقالت بنفى قاطع:ايه يا ابو يونس.. مايونس متجوز من زمان عمرها ماحصلت... لا لأ انت ظالمه.

نظر لها بسخرية وهو يتمتم:بس ماكنش متجوز شهد الى طيرت عقله وقلبت حاله.
نطرت له تستوعب هذه الفكره وتتظر مثله للامام بشرود تفكر فى ما هو قادم.

دلفت نادين بخطى واثقه من غرفة استراحة الاطباء فقالت زميلتها مى لها ببشاشه:صباح الخير.
نادين ببعض الشرود:صباح النور.
مى باستغراب :مالك.. هى النبطشيه كانت صعبة اوى كده.
نادين بابتسامة حالمة :اوى.
مى:مالك كده.
نادين :قابلت يونس.
مى بتساؤل:يونس.. يونس مين.
اتسعت عينيها بزهول قائله بعدم تصديق:يونس كامل العامرى.

اوماءت نادين بابتسامة ماكره فقالت مى باستغراب :قابلتيه هنا ازاى الى اعرفه انه ساب الطب من اول ما اتخرجنا.

نظرت لها نادين باستهزاء:ده كل اللى تعرفيه عنه. هاه.. يونس دلوقتي بقى من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والعالم.. غنى جدا جدا.. ده غير أنه بقى عضو مجلس الشعب كمان.

مى بفرحة وسماحة نفس:برافو... طول عمره شاطر ومجتهد... وعارف هو عايز ايه.. عمره ماكان حابب الطب ودايما كان بيقول كده.

نظرت لها نادين بطرف عينيها ثم عاودت أحلامها ولا يتردد فى زهنها المغرور غير أنه لابد من اعادته لها.

تحدثت مى قالت:على فكره عبدالله رجع من يومين من المانيا.
نادين ببرود:عارفه.. سو وات؟ 
مى :روحى سلمى عليه.. يمكن ربنا يصلح الحال وترجعوا لبعض حتى عشان ولادكوا. 

نادين بسخط :شوف بقولها يونس رجع ظهر وهى تقولى عبدالله.. عبدالله ايه وبتاع ايه. الى كشف عيادته لسه لحد دلوقتي 50جنيه وفى منطقه اقل من شعبية. اخدتله عيادة في مكان راقي وبكشف اغلى ومليانه زباين وهو برضه مصر يروح العياده القديمه. 

مى باستياء :زباين؟! المرضى بقول زباين؟ 
نادين بتافف:اوووف.. انتى هتعملى زيه... ده بزنس زى اى بزنس... مش عارفه ايه تقفيلة الدماغ دى. 
مى:عموماً مش ده موضوعنا.. خليكى فى طليقك دلوقتي. 
نادين وهى تقلب عينيها بملل:يوووه يا مى.. بقولك ايه انا وهو كنا عايزين كده مش انا بس ولا هو بس.. احنا عمرنا ما كنا متفقين.. كده احسن.. وبعدين بقولك يونس ظهر. 
مى بزهول:لأ ماتقوليش...انتى بتفكرى تتقربى منه. 
نادين بغرور وهى تهز كتفها :وليه لأ.
مى باستياء :بس ده تقريباً متجوز وعنده بيت وولاد. 
نادين بلامبالاه:وماله... عادى. 
مى :عادى ازاى.. وبعدين مين قالك انه هيبقي حابب كده.. انتى ناسيه ان هو الى سابك زمان. 
نادين بعصبيه:لا طبعاً.
مى:نادين.. مش هنضحك على بعض انا كمان كنت صاحبتك انتى وهو وعارفه أن هو اللي سابك. 
نادين بتلعثم:ده.. ده كان اختلاف في وجهات النظر مش اكتر. 
مى:نادين ياريت تفكرى فى ولادك اهم من كل ده. 
نادين باهمال:ولادى تمام.
مى:انتى شوفتيه فين صحيح. 
نادين :جاى مع حاله الفجر. 
مى:حالة مين... مراته. 
نادين بنفى :لا... مراته انا عارفه شكلها هى من سننا... دى بنت صغيره شويه... شكلها قريبته. 
مى:وماسالتيهوش ليه؟ 
نادين :الاستعلامات كانت بتنادى عليا.. وهو كان مشغول معاها. 
مى:بلاش الى بتفكرى فيه ده يا نادين وحاولى ترجعى عبدالله ليكى ده انسان مش هتلاقى زيه كتير فى الزمن ده. 

نادين:اوووف.. بقولك يونس.. يونس العامرى رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب تقوليلى عبدالله.. مش ممكن بجد. 
مى بضيق منها :وانتى مين قالك ان يونس هيرجعلك بالسهوله دى. 
نادين بغرور نابع من عقلها :ما الحب الا للحبيب الاولى. 
قالتها وهى تشير على نفسها بثقه وغرور ومى تهز رأسها بيأس منها. 

فتحت عينيها بصعوبة تحاول الاعتياد على ضوء شمس النهار بالغرفه. 

ينظر بفرحه شديدة لرموش عينيها التى تجاهد لفتحها الى ان فتحتهم أخيرا فمال عليها يقبل يدها وقال:حمدالله على سلامتك يا حبيبتي.. انا اسف اسف ماتزعليش منى. 
رفعت يديها بوهن شديد ووضعتها على وجنته قائله باعياء:انا كويسه ماتخافش. 

يونس بلهفه:ماخافش ازاى بس.. ده أنا روحى راحت منى... وانا السبب.. بس والله غصب عنى لما سمعتك بتقولها والله فضلت اكتر من 4 دقايق بحاول استوعب وامسك نفسى عنك بس لما سألتك وقولتيها تانى ماعرفتش.. اوعى تزعلى او تخافى منى ياروحي. 

اشفقت عليه رغم تعبها الشديد ولكن حالته هزت قلبه الذى استوطن حبه به. 
رفعت راسه لعينيها وقالت :ماتلومش نفسك كده.. انا مراتك وحقك وانت عملت كده عشان بتحبنى اوى مش كده. 
يونس بجنون يهز رأسه :ايوه ايوه والله.. من حبى وجنونى بيكى... اوعى تخافى منى. 
شهد بخفوت ومرح خفيف :مش هخاف بس بعد كده براحه عليا انا زى اختك برضه. 
يونس باستياء :اختى ايه يا هبله انتى... انتى مراتى وعشيقتى.. فى واحد بيعمل فى اخته كده برضه يا عبيطه. 

شهد بوهن:ههههههه.. طب اعتبرنى حتى زى بنتك. 
يونس بحب:انتى كده فعلاً ياروحى.. بحسك ساعات بنوتى الحلوه بس ده مايمنعش خالص انك مراتى حبيبتي.. بصى انا بحاول بكل جهدى اعتبرك برا البيت زى بنتى عشان ماتهورش قدام الناس وأفضل ماسك نفسى لحد ماندخل بيتنا ساعتها بقا بتبقى شهد العامرى.. مراتى الحلوه.. بتاعتى لوحدي. 

ضحكت بوهن وقالت :ههههههه... بتتعب معايا والله. 
يونس :انتى بتقولى فيها.. ده أنا برا البيت بستعمل اقصى درجات ضبط النفس وساعات كمان فى البيت عشان الى عايشين معانا... وكل ده بينهار فى سريرنا. 
قال الاخيره بغمزه ووقاحه. فعبست قائله:اه وتبقى دى النتيجة. 
يونس:لا بصى قولى كلمة حق.. انا دايماً ببقى حنين خالص معاكى هو امبارح بس لما قولتى أخيراً انك بتحبينى.

اتسعت عينيها بزهول كبير انساها حتى المها وقالت:مين ده الى بيبقى حنين معايا.. ده انت بت... 
قطعت حديثها تخجل حتى عن الوصف. 

يونس بمكر ومرح:اهو شوفتى... سكتى اهو.. عارفه ليه.. عشان بكون حنين خالص. 
شهد بجنون وزهول:اه ياكدااااب. 
امسكها من اذنعا بخفه وتحذير:عيييب.... مش تراعى انى أكبر منك.. عيب يا شوشو. 
شهد بتألم خفيف:ااااه.. هو انت مش بتفتكر انك اكبر منى غير بالنهار ولا ايه. 
ترك اذنها قائلاً بوقاحه:هو انا بيفرق معايا نهار وليل وانا معاكى. 
شهد بخجل:سافل بجد. 
قهقه عاليا بوسامه فابتسمت له بحب فقال :بهزر معاكى حبيبتي عشان انسيكى تعبك... كنت خايف اوى لاتكونى زعلانه مني ولا تفضلى خايفه منى. 

شهد بحب:مش خايفه.. الى بيحب حد بيتقبل اى حاجه منه وانا ب... قاطعها وهو يضع كفه على فمها يمنعها من إكمال جملتها القاتله وقال بضعف ولاهاس:ابوس ايد الى جابوكى انا جتتى مش خالصه وانتى اصلاً لسه تعبانه.. ومش هينفع هنا خالص. 
شهد بزهول وخجل:هو ايه اللي مش هينفع هنا. 
يونس :هو الى فهمتيه بالظبط.. وبعدين أصلا السراير هنا ضعيفه مش هتستحمل الى بعمله فيكى... قاطعته هى تضع يدها على فمه هى هذه المره:اسكت ابوس انا ايدك احنا فى المستشفى. 
ابعد يدها بجنون وقال :لا بصى شيلى ايدك عنى وحاولى على اد ماتقدرى ماتلمسنيش طول ماحنا برا البيت... انا جتتى مش خالصه قولتلك... البنى آدم دعييييف(بصوت محمود عبد العزيز فى ابراهيم الابيض) 

ضحكت بتعب عليه وعلى حالته وهو ايضا كان يبتسم بيأس على ما اوصلته له بعشقها.

فى فيلا العامرى يجلسون على الإفطار وقد قامت عزيزه بتجهيز جورى للمدرسه عوضا عن شهد فقالت مروه بغيظ وحقد:وهى مامتها فين كل ده نوم.

عزيزه :لا يابنتى دى تعبت الفجر وراحت المستشفى هى ويونس. 
مروه بفرحه لم تستطع مدارتها:تعبانة مالها. 
عزيزه :مش عارفة.. بنكلمه حتى مش بيرد. 
التقطت كامل هاتفه يحاول من جديد مره بعد مره الى ان رد عليه يونس أخيراً :الو... ايوه يابنى.. طمني شهد عامله ايه... اممممم.. وهى كان مالها يا يونس... ازاى هو بقت كويسه وخلاص ماتقول فيها ايه البنت دى امانه فى رقابتى.. طب خلاص خلاص ما تتعصبش.. انا هجيلك انا وامك انتو فى مستشفى ايه.... ماشى هنستناكوا.. سلام. 
عزيزه :ها... قالك ايه. 
كامل :بقت كويسه... وشويه وجايين. 
عزيزه :ووقفوا النزيف. 
مروة بحاجب مرفوع :نزيف ايه. 
نظر كامل بغضب لزوجته ولسانها الفالت ولم يجيب. 
مروه بغيظ :ماحدش بيرد عليا ليه.. نزيف ايه اللي بتقولو عليه. 
صمت كامل ولم يجيب فقالت عزيزه بتلعثم:مانعرفش يابنتى.. ده احنا بنخمن يعني اكمن هدومها كان فيها دم. 
مروه بعين تشع عضب:وده من ايه. 
اغمض كامل عينيه باستياء وغادر المكان فقالت عزيزه :ايه يا مروه مانتى ست وفاهمه. 
مروه بغيظ :قصدك ان يونس.... قطعت كلامها بحقد أكبر وأكملت بعد ثوانى :بس ده مش طبعه خالص. 
هزت عزيزه اكتافها بعدم معرفه ومروه تتحدث مع نفسها وهى تصتك اسنانها:معقول.. يونس العاقل بقى كده معاها... طول عمره شديد وصحته حلوه بس ماتوصلش لنزيف يعني... لا البت دى لازم تمشى بقا.
عم الصمت المكان خصوصا بعد مغادرة مالك وجورى للباص وبقت مروه وعزيزه كل منهم تنظر امامها بشرود. 

فى المستشفى 
اغلق الهاتف بغضب كبير فقالت له:اهدى يا يونس فى ايه. 
ضرب بقدمه المنضده المجاورة للفراش بغضب. 
وتحدث بغضب:اهدى ازاى وهو بيقولى عليكى أمانته... انا الى جوزك وانا الى مسؤل عنك.
شهد بهدوء:ده زى والدى يا يونس وهو مايقصدش كده حرفياً هو بس بيحاول يوصلك المعنى بأنه خايف عليا.. اهدى بس.
يونس ومازال غاضباً :برضه... انتى بتاعتى انا بس.
شهد :مانا معاك انت اهو.. هو مايقدش.

تحرك بغضب وهو يعلم مقصد والده بان زوجها الاول سعد والذى من المفترض انه شقيقه قد تركها امانه لديهم لذلك اججت كلمة والده العفويه هذه نيران غيرته العمياء.

زفر بغضب ونظر لها يحاول أن يهدأ يكفى مافعله بها. بالتأكيد الان تراه تنين برأسين يخرج لهب من فمه.
نظرت له بحنان وقالت بتعب وهى تشير الى جوارها :تعالى.. تعالي اقعد.

تحرك ببطئ يحاول الهدوء وجلس لجوارها فقالت:حاول ماتفكرش فى الى فات... فكر فى ان احنا دلوقتي مع بعض.. الى فات كان حلو.. والى جاى هيكون أحلى.
اشتعلت عيونه بغيره وقال بحده:الى فات كان حلو ازاى يعنى يا هانم.
شهد بخوف:ايه يا يونس... اكدب يعني.

يونس بحده:انتى بتقولى ايه.. لا طبعا الى فات كان وحش ووحش جدا كمان.

شهد بهدوء :يونس انا مش كده ومش بحب كده انا حبيتك اه ومبسوطه اوى انى اتجوزتك وحبيت حياتى جنبك لكن برضه انا كنت بحب سعد وكنت عايشه معاه ملكة وهو كان بيحبنى اووى وكان اول راجل فى حياتى.انا مش جاحده ولا نكارة جميل. 

لا يعلم كيف تحكم بروحه على الا يفتك بفمها الذى يتفوه بهذا الهراء. اشتغلت عيونه بغيره وغضب اول مانطقت بأسم سعد والجحيم الواضح بعينيه بزداد مع حديثها.
وقف بغضب يكسر المقعد الذى كان يجلس عليه وقال بجنون :ماسمعكيش تنطقى باسم راجل غيرى فاهمة.. ومافيش حاجه اسمها انه كان اول راجل فى حياتك... انا اول ةاخر راجل فى حياتك.
شهد بإصرار :مش هنضحك على نفسنا يا يونس.. انا كنت متجوزه قبلك.. وحياتى ماكنتش وحشه معاه بالعكس.. ولازم تتعود تسمع وتقول اسمه انا مش عاجبنى انك بقيت تحس كده من ناحيته... لأنه اخوك وانت مش انسان وحش ومش هسيبك تبقى وحش.

تحرك بغضب يترك لها المكان تتطاره شياطينه وهو يقول بصراخ وحده:انا خارج برا عشان لو فضلت مش ضامن نفسى واياكى اسمع منك الكلام ده تاني.
خرج واغلق الباب بغضب ثوانى وفتح واطل برأسه قائلاً بغيره ومازال غضبه حاضرا:ونزلى نقابك على وشك.. فاهمه.

فتحت فمها وعيونها ببلاهه وهى تحدث نفسها:هو فى ايه ولا فى ايه.

اغمضت عينيها تبتسم بحب وهى متيقنه انه ليس سئ ابدا ولكنها غيره بعض رجال الشرق ومعه هو زائده بعض الشئ.

كان متجه لجلب كوب قهوه له فتوقف على سماع نداء اسمه بزهول التفت لصوت فقال بزهول:عبدالله... مش معقول.
ابتسم عبدالله الذى كان يناديه :ازيك يا يونس بيه.
يونس وهو يحاول الهدوء بعد غضبه:بيه ايه بس.. ده احنا حتى كنا زملا.
ابتسم عبدالله ببشاشه وقال:انا خوفت تكون الفلوس غيرتك... والكرسى.. هههههه الكرسى ده بيعمل عمايل.
يونس :ههههههه... لسه دمك خفيف وضارب الدنيا جزمه.
عبدالله :صدقنى مافيش حاجة مستاهله.
يونس :وانت اخبارك ايه.. اتجوزت.. عندك ولاد ايه.
عبدالله :اه اتجوزت واتفصلنا. وعندي ولدين.
يونس بزهول:معقول.. ده انت كنت بتحبها اوى.
عبدالله :لا مانا ماتجوزتش الى كنت بحبها... على ماعرفت اتقدملها كان ابن عمها كتب عليها... انا اتجوزت نادين وانفصلنا.
يونس بزهول:معقول... دنيا غريبه اوى.
عبدالله :فعلاً.
يونس:طب ماحاولتش ترجع انت ونادين ليه.
عبد الله :انا وهى طباعنا صعب تتلاقى فى نقطة.. مختلفين على طول الخط.
نطر له يونس بمكر :بجد.... بس كده.
عبدالله بتنهيده:ماتبصليش كده... واه يا سيدي.. مى اتطلقت وحاسس انها فرصتى.
يونس مبتسنا فمازالوا يمفهمون بعض من النظره:بس ياترى هى إعجابها لسه موجود ولا يأست.
عبد الله بتنهيده:مش عارف.. وخايف حتى افاتحها.. هى اكيد متحفظه جدا دلوقتي خصوصا أنها تعتبر زميلة نادين وشغاله معانا فى نفس المكان.
يونس بمكر :هى شغاله هنا كمان.. صدفه عجيبه.

ضربه عبدالله على كتفه وقال بغيظ :ولاااا.. بطل مكر التعالب بتاعك ده.. هو لسه فيك.
يونس :هههههههه.. لا وبيزيد مش بيقل.
عبدالله بغيظ:اوف عليك يا اخى.. لا هى مش صدفه.. لما رجعت من السفر بعد طلاقها شوفتها صدفه وكان فى مكان فاضى هنا قاقنعتها تيجي تشتغل هنا.
يونس :طب يامعلم مادى بدايه مبشره.
عبدالله :ازاى.
يونس باستياء :دكتور بس غبى.. يابنى مانت لسه تأثير عليها.. زمان ماكنش حد فى شلتنا بيعرف يقنعها باى حاجة غيرك ولسه لحد دلوقتي.. كمان وافقت تيجى هنا اكيد عشان هدف في دماغها او فى قلبها.
قال الاخيره بغمزه وعبدالله يبتسم ببلاهه لتخيلاته ولكن فاق منها بعبث وقال بغيره:وانت عرفت كل ده منين... كنت مركز معاها بقا.
قهقه يونس بصخب وقال:لا اصلكوا كنتوا مفضوحين اوى.

احتقن وجه عبدالله فقهقه من جديد فتحدث عبدالله بتذكر :انت جاى هنا ليه.
يونس متذكرا حبيبته بحب:مراتى تعبت شويه.
عبد الله :شوفت مش قولتلك هتحبها مع الأيام ماكنتش مقتنع... اهو الحب بينط من عينك اهو.
يونس مبتسماً :الى هنا مش مروه... دى حبيبتي.. شهد.
عبدالله بزهول:حبيبتي.. يونس العامرى بيقول حبيبتي كده ومن غير شموخ ولا قوه شخصيته تمنعه زى زمان.
يونس بتنهيده:عشان اول مره احب.... انت عارف ومتاكد أن الى فات ماكنش حب.
عبد الله :عارف... وعلى فكرة احنا جوازنا كان له ظروف كده ملغبطه شويه.. باباها كان توفى وكل صحابنا وقرايبها كانوا مش مهتمين وانا وقفت جنبها باخوه وشهامه لاقيتها هى بعد فتره بتعرض عليا الجواز وافقت... كنت عايز انسى مى... لاكن ماحصلش.. وشويه بشويه مشاكلنا زادت وكان الطلاق الحل لينا احنا الاتنين.
يونس بتفهم:هو بيبقى نصيب.. واكيد اتعلمت من تجربتك معاها.
عبدالله :طبعا اتعلمت.. وأهم حاجة اتعلمتها أنى ما احاولش انسى حد بحد تانى.. ومارضاش بالمتاح واعافرة عشان أوصل للى انا عايزه.

تنهد يونس وقال:كويس انى قابلتك يا عبدالله.. انت عارف رغم معارفى الكتير لكن ماليش اصدقاء قريبين منى كلها معرفة شغل بس.
عبدالله :انا كمان سافرت ولسه راجع من يومين وماعملتش صحاب ومارتحتش مع حد زيك يا صاحبى.
يونس مبتسماً :لازم نتقابل تانى اكيد. هات رقمك وتعالى اعزمك على قهوة.
عبد الله بحب :اكيد.. وكمان تعرفنى على حبيبتك.
احتدت عين يونس بغيره وقال:تتعرف على مين انت اتجننت.
عبدالله مبتسماً بزهول:ايه مالك.. انت بتغيير كده معقول بتحبها اوى كده.
صمت يونس بغضب فقال عبدالله مبستما:طب خلاص خلاص.. ده انت حكايتك حكايه تعالى احكيهالى وانا الى هعزمك انا على القهوه يا بخيل... انا سمعت ان معظم رجال الأعمال بيبقوا بخلا اصلا.
نظر له يونس بطرف عينيه بملل فدفعه للأمام بمرح وقال:امشى ماتتنحش كده يالا.
ذهب معه يونس يبتسم بحب على صديق دراسته وروحه المرحة.

فى فيلا عز الفيومى
يقف فى الشرفه يقف لاعلى عله يراها تجلس على الفطور معهم ولكن ليست متواجده.
عز لنفسه:مش كانوا وسعوا الشباك شويه اعرف اشوف كل الى قاعدين على السفرة.. وقف معتدلا بزهق وقال :على اخر الزمن عز الفيومى بقا فرفور... اوف.. هى مش بتفطر معاهم ليه.. بس صحيح يعني هى المربى بتفطر مربى.. ولا القشطه بتاكل قشطه.. ماينفعش الفطار.
_:فطار ايه اللي مينفعش.

استدار بغضب لتلك الواقفه خلفه وقال:فى ايه.. حد يدخل فاجئه كده.
ماهى بحاجب مرفوع :هو انا داخله عليك الحمام.. واقف كده ليه.
عز باشمئزاز:داخله عليك الحمام... بقيتى بيئه اوى يا ماهى.. كل يوم مستواكى بيقل عن الى قبله.
ماهى بتلعثم وحرج:م.. ماهو.. ماهو من التعامل مع جيرانا الجداد البيئه الفلاحين دول.
عز باستهزاء:الطبع والتربيه بيبقوا دايماً غالبين يا ماهى مش من التعامل مع جيرنا المربى.. اا. قصدى البيئه.

تركها وغادر وهو يتمتم بجنون :طب انط من الصور واروح اشوفها ولا اعمل ايه... لاااا.. أعقل كده ياعز...ضيعتى الهيبه ياملك اعمل فيكى ايه بس.

فى المستشفى
دلفت نادين لغرفة شهد ونظرت لها ياحتقار تحاول اخفاءه وهى تجدها تضع نقابها عليها فقالت بضيق:ارفعى النقاب يامدام ماحدش هنا غيرنا.. عايزه اكشف عليكى.

شهد بتوجس :هرفعه اوكى.
نطرت بحقد لجمالها وبدأت بالكشف عليها.

دلف يونس للداخل فابتسمت نادين وكذلك شهد المتوجسه خيفه من تصرفاته المجنونه.
نظر لها يونس بغضب وقال :مش قولتلك ماتعرفيش نقابك.

نظرت له نادين باستغراب لغيرته وهى ترفع حاجبها بشك قائله:مافيش حد غيرى هنا يا يونس.
احتدت هذه المره عين شهد وقالت بغضب:يوووونس.. تعرفى اسمه منين بقا ان شاء الله.........
تعليقات



<>