رواية جوازة بدل الفصل الثالث والثلاثون33والرابع والثلاثون34 بقلم سعاد محمد سلامه


 رواية جوازة بدل الفصل الثالث والثلاثون33والرابع والثلاثون34 بقلم سعاد محمد سلامه


بعياده طبيب متخصص، بالمخ والأعصاب. 

حَمل وائل طفله،من على فراش الطبيب ثم نظر للطبيب، 
تحدث الطبيب قائلاً:بصراحه كده 
حالة الطفل ده يلزمها تدخل جراحى، واضح إنكم إتأخرتوا على ما فكرتوا تعرضوه، على طبيب، لأن الطفل ده مولود بميه زايده فى دماغُه،إزاى معرفتوش من متابعات الحمل،بالأشعه،أو حتى بالفحص الى إتعمل له بعد الولاده .

نظر وائل ل غدير، التى تعلثمت قائله:الدكتوره الى كنت متابعه معاها مقالتش ليا حاجه زى كده،حتى لما كان مولود مكنش راسه كبير بالشكل ده،ودكتور الأطفال الى فحصه بعد الولاده قالنا أن صحتك كويسه. 

تعجب الطبيب قائلاً: تمام، الطفل ده محتاج قسطره هتتركب فى دماغه، علشان تصرف الميه الزايده عن المخ تخرج من جسمه عن طريق معدتهُ، وكمان فى حاجه تانيه لاحظتها، أعصاب ومفاصل الطفل ده شبه سايبه من بعضها، وده ممكن يأخرهُ فى تكوين عضلات جسمه، ويخلى جسمه مرخى بشكل كبير، وهيأخرهُ فى النمو، زى بقية الأطفال الطبيعيه اللى فى عمرهُ، وكل ده بسبب التأخير كان لازم يبدأ علاجه من يوم ما إتولد، بس مش عارف إزاى عدى الأمر سواء عالدكتوره الى ولدت المدام،أو حتى طبيب الأطفال الى فحصُه بعدالولاده.

ترغرغت الدموع بعين وائل،وهو يحمِل صغيرهُ،بينما صاحبة القلب القاسى،تشعر بعدم إهتمام،فبتفكيرها أنها ستنجُب،آخر أفضل منه بالوقت القريب.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
كآن وجود سهر بالمشفى أعطى قوه وصبر لعمار،لكن طول الوقت،قد يجعل العقل فى حالة شرود بالسئ غصباً 
كانت سهر تجلس جوار عاليه،تتحدثان أحياناً،وأحياناً الصمت هو السائد 

كانت عيني عمار على سهر،لم تنزاح،يتمنى أن تجذبهُ لحضنها،تهدأ تلك الثوره بقلبه،بلمسة يدها،حقاً كما يقولون من لديه مريض فهو مريض مثله وربما أكثر منه،لاحظ إقتراب عمهُ وجلس لجوار،سهر ورسم بسمه طفيفه،وتحدث معها،أراد معرفة ماذا قال لها،لكن سهر قابلته ببسمه طفيفه هى الأخرى،وردت عليه بهدوء،كانت هى الأخرى عيناها مُسلطه على عمار،تشفق عليه،لأول مره ترى تلك النظرات بعيناه هى نظرات إحتياج،بالتأكيد إحتياج للأطمئنان على والداته،
مع طول الوقت أصبح الجميع متوتر الى أن خرج الطبيب.

تلهف عمار بالتوجه اليه،
تبسم الطبيب قائلاً:الحمد لله العمليه تمت بسلام ،بس لسه طبعاً،مقدرش أقول نجحت أو لأ،غير بعد الحجه ما تفوق،ونشوف مؤشرات إستجابة جسمها للدُعامه اللى زرعناها بالقلب،هى هتخرج دلوقتي لاوضة العنايه،هتفضل فيها لحد ما تفوق،ربنا يتمم شفاها على خير.
خرج من غرفة العمليات بعض الاطباء أيضاً علاء كان من ضمن اللذين خرجوا 

توجهت سهر له وسارت معه،فى ذالك الاثناء كانت تخرج حكمت من غرفة العمليات لم ينتبه عمار،لسيرها مع علاء 

سارت سهر مع علاء تبسم علاء يقول:كنت متأكد إنك هتيجى للمستشفى،ماما الى قالتلك ولا بابا.

ردت سهر:اللى قالتلى عاليه،إتصلت عليا،وأنا كنت لسه هدخل للمحاضره،فسيبتها وجيت على هنا،بس إنت ليه مقولتليش إن حالة طنط حكمت إدهورت،بالشكل ده،وكمان طمنى،العمليه نجحت.

رد علاء:أنا قولت لماما وبابا،أنا معرفتش غير إمبارح،وفوجئت من الدكتور محمد،وبعدها إتصلت على عمار،بس للامانه مقاليش أقولك او لأ،وكمان لما رجعت للبيت كنا متأخر وإنتى نايمه قولت ماما هتقولك الصبح،بس يظهر نسيت،والعمليه تعتبر خمسين فى الميه ناجحه،زى ما قال الدكتور،الباقى فى إيدين ربنا وكمان إمتثال قلب طنط حكمت للدُعامه،والعلاج،بس مكنتش أعرف إنك مع عاليه على تواصل.

ردت سهر:عاليه شخصيه محترمه،وهى اللى بدأت بالتواصل معايا،وكمان إعتذرتلى على سوء الفهم اللى حصل،وواضح كمان أنها يمكن تكون نفسها،نبقى أصحاب تمهيد لحاجه تانيه فى بالها الله اعلم.

تبسم علاء يقول:تمهيد لأيه؟

ردت سهر بخباثه:أنا قولت الله أعلم،وأنت هتروح أمتى علشان نروح سوا.

رد علاء:لأ أنا هبات هنا،الليله،دكتور محمد طلب منى أتابع حالة طنط حكمت،وأكون معاه على تواصل،دى عملية قلب مفتوح،مش الزايده،بس الوقت قربنا عالساعه تسعه،المفروض تروحى بقى.

ردت سهر:هروح أشوف عاليه أسلم عليها واروح بعدها.

تبسم علاء يقول:عاليه برضوا،وماله،أبقى سلميلى على عاليه.

تبسمت سهر قائله:حاضر يوصل من عنيا.

تبسم علاء،لها وهى تتركه.

بعد لحظات 
بممر أمام غرفة العنايه المركزه.
رأت عمار يقف مع إحدى الممرضات،إقتربت منهم،وتسمعت على بعض الكلمات،شعرت بأن تلك الممرضه تحاول لفت نظر عمار،ذهبت مُسرعه،ووقفت لجوارهم قائله:أمال فين عاليه.

رد عمار:عاليه خدت بابا وعمى، ومشيوا،يوسف راح يطمن على اسماء فى التليفون،وراجع تانى،بس هو كمان هيمشى، وجوده مالوش لازمه،وماما كده كده،قدامها وقت على ما تفوق ،الدكتور قال بلاش زحمه قدام العنايه.

نظرت سهر للممرضه قائله بأستهزاء:قال بلاش زحمه،طب ووقفتكم دى،أيه،ومين النيرس.

ردت الممرضه:أنا فاتن،ممرضه هنا فى المستشفى غير إنى من بلد عمار،بيه.

سخرت سهر قائله:بجد إنتى من بلدنا،مكنتش أعرف إن فى ممرضات من بلدنا بيشتغلوا فى مستشفى خاصة وكبيره،زى دى.

ردت الممرضه:هو حضرتك من بلدنا، أنا اول مره اشوفك،بتشتغلى هنا فى المستشفى.

ردت سهر:لأ مش بشتغل هنا،بس أخويا أوقات بيجى مع الدكتور محمد،يعملوا عمليات هنا.

ردت الممرضه بسؤال:ومين أخوكى،ده؟

ردت سهر:علاء منير عطوه،يبقى أخويا.

تعجبت الممرضه قائله:أنا أعرف علاء،بس مكنتش أعرف إن له أخوات بنات.
ردت سهر:لا انا أخته،واهو إنتى عرفتينى،ممكن أخد منك عمار بيه لثوانى،ولسه عاوزه تكملى تعريف نفسك له.

ردت الممرضه بحرج:أنا كنت بقول له،أنا هنا من ضمن الممرضات لو إحتاج حاجه أنا تحت أمره،عن أذنكم.

ردت سهر:أذنك معاكى.

غادرت الممرضه،تتبعها نظرات سهر الحارقه.

تبسم عمارفى الخفاء،لكن فلتت بسمه على وجهه،لاحظتها سهر،وقالت بغيره:
عجباك قوى الممرضه دى،هى بتشتغل فى مستشفى تراعى العيانين ولا جايه كباريه،دى على وشها إتنين كليو بويه،ومشلفطه خلقتها،ولا شعرها اللى نصه باصص من الحجاب،وضرباه أوكسجين.

رغم حالة والداته الصحيه التى تشعرهُ بالألم لكن ضحك قائلاً: عادى،واحده بتعرض خدماتها،أرفضها،ومتنسيش إنها من بلدنا،وعرفت علاء،بس أنا فكرتك مشيتى،بعد ما ماما طلعت من العمليات مشفتكيش.

رد سهر:كنت مع علاء،أيه كان نفسك إنى أمشى.

نظر عمار،لعين سهر قائلاً:شكراً،يا سهر إنك جيتى،وجودك قدامى،كان زى المرهم على الجرح،مش هسألك عرفتى منين،بس كنت مرتاح ومطمن وأنتى جنبى،ونفسى تفضلى طول الوقت قدام عنيا.

شعرت سهر،بالخجل،أنقذها،مجئ يوسف،ومعه كيساً وتنحنح قائلاً:أنا عارف أنك طول اليوم مأكلتش يا عمار،وكان أمر منك،إن محدش من إخواتك ولا رجالتهم،يجى للمستشفى،قبل الحاجه حكمت ما تفوق،علشان الزحمه ملهاش لازمه،بس أنا خارج عن التحذير،ده،مفيش غير عاليه،وهى جت لهنا من وراك وكمان إنها بتدرس تمريض،فسكت ومرضتش تخليها ترجع للبيت،والحمد لله،الدكتور،صحيح قال لسه وقت على ما يقول العمليه نحجت،بس الحمد لله مجرد خروجها من أوضة العمليات أمل كبير.

تبسمت سهر قائله:فعلاً ده اللى قاله ليا علاء من شويه.

أخذ عمار كيس الطعام من يوسف 
تبسم وهو ينظر ل سهر قائلاً: وأنتى كمان هنا من وقت طويل مجوعتيش؟

شعر يوسف بالحرج قائلاً:أنا بصراحه مكنتش عامل حساب،سهر،فى الأكل،لأنى شوفتها وهى ماشيه مع علاء قولت أكيد مشيت.

تبسمت سهر قائله:ولا يهمك أنا أصلاً مش جعانه،وكمان الوقت بدأ يتأخر،ولازم أروح،هشوف علاء يطلبلى تاكسى.

إنزعج عمار قائلاً:هتروحى فى وقت زى ده بتاكسى،أنا مأمنش عليكى مع حد غريب،يوسف هيوصلك فى طريقهُ،كده كده محدش هيبات هنا غيرى،والباقين مشيوا،وهيجوا الصبح.

نظر عمار،ل،يوسف الذى تبسم،بموافقه قائلاً:
تمام يلا يا سهر،تعالى أوصلك وكمان أنا مُجهد من الوقفه الصبح فى المحكمه،وحتى لما جيت لهنا القلق،مسيطر علينا،يلا الحمد لله،عقبال الدكتور،ما يأكد نجاح العمليه.

تبسمت سهر قائله:آمين،تمام خلينى أرجع للبلد معاك،هتصل على علاء أقوله،أنى هروح معاك.

أماء يوسف لها،

إبتعدت سهر قليلاً عنهم تحدث علاء على الهاتف.

نظر يوسف،لنظرات عمار التى لا تفارق سهر،قائلاً: والله مع الوقت بتأكد أنك ظلمت سهر،لو واحده غيرها كان أيه الى هيخليها تجى،وكمان باين على وشها إنها زعلانه على مامتك.

تنهد عمار قائلاً:فعلاً أنا ظلمت سهر،بسبب حتة ورقه قريتها،الله أعلم هى الى كتبتها أو لأ،وسلمت لغرورى،إزاى إنها ترفضنى.

ربت يوسف على كتفهُ قائلاً:كل اللى حصل كان قدر ومكتوب،ولسه الوقت مفاتش،هطلع أنا أستنى،سهر،بره،ومن بدرى هكون هنا،بكره فاضى معنديش أى قواضى.

تبسم عمار،بأمتنان.

عادت سهر لمكان وقوف عمار قائله:فين يوسف؟

رد عمار:طلع يسبقك للعربيه بره المستشفى.

ردت سهر:تمام،أنا كلمت علاء وقولت له إنى همشى مع يوسف،حتى كمان ماما إتصلت عليا،وقولت لها انى هروح مع يوسف،ربنا يشفى طنط إنشاء الله،تصبح على خير.

رد عمار:يارب،ومتشكر مره تانيه،وجودك فى المستشفى هنا فرق معايا كتير.

ردت سهر: ربنا يطمنك على طنط حكمت،وإبقى خلى الممرضه تهتم بها،وبلاش تتمايع معاك،، سلام.

غادرت سهر،وتركت عمار،رغم أنه يشعر بفجوه،لكن تبسم على غيرة سهر الظاهره 
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين.

يوم شتوى،غير ممطر،لكن بطقس بارد 
إستيقظت فريال من النوم،وذهبت الى مطبخ المنزل،طلبت من الخادمات تحضير الفطور،بغطرستها المعهوده،ثم عادت الى غرفتها،وجدت سليمان يقف يهندم ثيابه،فتغطرست قائله: لابس ورايح على فين عالصبح بدرى كده.

رد عليها:عندى شغل، بس هروح المستشفى الاول ،ولا ناسيه حكمت.

ردت بسخريه:لأ إزاى،بس مش المحروس إبنها منع اى حد يروح لها،خايف من الزحمه،حتى أخواته البنات منعهم،طالما هو عايز كده،يبقى ننفذ له أمرهُ

رد سليمان:ده كان يوم العمليه بس،وكان علشان العمليه هتاخد وقت ومش ومكنش عاوز،زحمه وتوتر فى المستشفى،بس خلاص حكمت الحمد.لله فاقت ، حتى أخواته البنات بيروحوا يقعدوا طول اليوم مع مامتهم،مش بيمشوا غير بالليل،عمار هو اللى بيفضل معاها، حتى امبارح مكنوش عاوزين يروحوا وسيبوا حكمت ،حتى عمار إتزهق عليهم،بس لما جت سهر هدى شويه.

تعجبت فريال قائله:هى سهر كانت فى المستشفى إمبارح،غريبه،وأيه اللى جابها.

رد سليمان:علشان هى أصيله، رغم إنها معاشرتش حكمت غير لشهور،بس كل يوم بتروح المستشفى علشان تطمن عليها،حتى يوم العمليه كانت موجوده وفضلت لحد ما طلعت من أوضة العمليات،الدور والباقى على اللى معاشره حكمت فوق السبعه وتلاتين سنه،حتى متصلتش مره تطمن عليها.

ردت فريال:قصدك أيه،وسهر بمجيها للمستشفى أصيله ،دى واحده فاجره،هى طليقة عمار،مجيها مالوش تفسير غير إنها بتحوم عليه وعاوزاه يرجعها لعصمته،طب حتى تعزز نفسها شويه.

هز سليمان رأسهُ قائلاً: لو فاكره سهر هى اللى أصرت عالطلاق،وعمار طلقها غصب،لو واحده غيرها كانت هددت أو قدمت شكوى،فيا،بس فضلت الصمت.

ردت فريال: ومؤخرها ونفقتها وقايمة عفشها اللى بمبلغ قد كده وعمار دفعهم لها من سُكات،كانوا إيه، مش تمن سكوتها،وكفايه إنها كانت بتستغفلنا،هى وأخوها اللى كنا مأمنين له،وهو داخل علشان يصتاد بنتك،الصغيره،بس ربنا كشفهم بدرى،قبل ما نوقع فيه هو كمان.

رد سليمان وهو يهز رأسه بعدم تصديق:تعرفى إنى،نفسى علاء فعلاً يطلب عاليه،ووقتها هوافق،لانه مش من فصيلة وائل،إنتهازى،أنا شوفت نظرته الخاطفه،ل عاليه،وبعدها حتى مكلمهاش حتى ،علاء وسهر،صحيح ولاد عم وائل،بس فرق كبير فى التربيه،تعرفى إنى أعتذرت ل سهر،عارفه،ردت عليا وقالت أيه،قالتلى،أنى أكبر من أنى أعتذر ،إنها،صغيره انى اعتذر لها،مفيش عم بيعتذر لبنت أخوه،حتى لو غلط فيها.

لوت فريال شفاها بسخريه قائله:فجأه كده العقل جالها،عالعموم ماليش فيه،وإنت بتقول حكمت هطول فى المستشفى،وإنت عارف،أنى كنت واقعه من كام شهر،وكان عندى كسر فى فقرتين فى ضهرى غير إيدى ،يظهر من السقعه رجعوا يوجعوني من تانى.

نظر لها سليمان بتهكم قائلاً:سلامتك،أنا عندى شغل،هنزل أفطر وأتوكل على الله.

تحدثت فريال بغيظ قائله:بالسلامه والقلب داعى لك، ثم فكرت، قليلاً وقالت: بس أيه،سهر،لو رجعت لعمار هيرجع للبيت من تانى،وأنا ببقى مرتاحه فى بُعدهُ عن وشى ،غير كمان ممكن....،ممكن تخلف،ووقتها عمار ذُريته تعمر البيت ده 
فجأه شعرت بإنفصال بصرها وكأن الارض تدور بها وأختل توازنها لم تتحملها ساقيها،وقعت جاسيه أرضاً،أغلقت عيناها بقوه ثم فتحتها،نظرت ليديها التى ترتعش وكذالك ساقيها ترتعش،حاولت النهوض،لكن كأنها فقدت السيطره على جسدها كما أن هنالك وجع قوى برأسها،ليست أول مره تشعر به لكن مع كل مره يزداد هذا الوجع يكاد الآن أن يُفرتك رأسها،بصعوبه رفعت يديها ووضعتهم على رأسها،تمسدها بأصابعها عل هذا الوجع يختفى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب المغرب.
بمعرض الادوات الكهربائيه الخاص ب وائل
كان يقف مع بعض الزبائن وكان منهم بعض النسوه وفتاه 
كانوا يتحدثون بفصال،وهو يجادلهم ويُعطى لهم،نصائح بأفضل الماركات،وأقل الاسعار،لكن الفتاه لم يكن شىء يعجبها،وتدلل على تلك النسوه،وهم يرحبون بدلالها،والطلب منه أن يأتى لها،بما تريد،
ذهب معها الى أحد اركان المعرض،ليُريها بعض الأدوات،كانت تتحدث بقليل من الأعجاب،وتريد الأفضل،وهو يرحب ويعطيها مزايا هذه الأدوات.

لاحظت هذا الموقف غدير،التى فسرت الموقف على هواها،أن تلك الفتاه ترسم عليه،من أجل أن توقعه،أقتربت من مكان وقوفه مع تلك الفتاه،التى تطلب منه شرح لمزايا كل ماركه،لتختار الأفضل،فهو كما تقول،جهاز العمر كله،وعليها شراء الأنفع الذى يستمر معها لوقت دون الحاجه لتغيره بأقرب وقت،تريد الحصول على الأفضل سعراً ومزايا،وخدمات ما بعد الشراء

لم يعجب غدير،هذا الوضع وتدخلت بالحديث بعجرفه قائله:أيه فرجك على كل أجهزة المعرض،مفيش أى حاجه عجباكى،ولا مبسوطه وهو بيلف معاكى فى المعرض،تتكلموا سوا.

شعرت الفتاه،بالضيق من طريقة حديث غدير وقالت لها:ويضايقك فى أيه أنى اتفرج على أجهزة المعرض،أنا زبونه ومن حقى قبل ما أشترى،أعرف مزايا وعيوب اللى هشتريه،ده جهازى،ومقدرتى أنا وخطيبى على قدنا،ولازم يكون الجهاز،نوعيه كويسه ولها ضمانات،علشان أضمن،تفضل أكبر وقت كويسه،وبعدين أنا مش بتكلم مع الأستاذ،فى حاجه غير كده،وبطريقتك دى هطفشى الزباين،وأنا اولهم،أنا هروح أشترى من معرض تانى،يكون فيه ذوق،مش واحده عندها كِبر،متعرفش تتعامل مع زبونه ومفكره أنها بتلف فى المعرض،عياقه.

غادرت الزبونه وتوجهت الى مكان وقوف اهلها،وتحدثت لهن،ثم نظرن الى غدير،بشفقه،وغادروا المعرض.

نظر وائل لمغادرتهن،ثم نظر ل غدير بضيق قائلاً: غدير ده كتير،أيه اللى جابك للمعرض دلوقتي،وكمان فين الولد.

ردت غدير:إيه مكنتش عاوزنى أجى علشان مشوفش اللى حصل قدامى. 

تعجب وائل قائلاً:ايه اللى حصل قدامك،زبونه وبفرجها على البضاعه،وحضرتك إتسرعتى فى ردة فعلك،وطيرتيها،دى كانت خلاص قربت تقتنع،وكانت هتشترى كل الأجهزه الكهربائيه اللى لازمها،بس سيادتك بغيرتك اللى ملهاش لازمه وكلامك الغبى،طفشيتها خلاص،غدير،المعرض معظم شغله مع الستات،ولازم اجاملهم.

ردت غدير بضيق:تجاملهم بابتسامه،مش بأنك تسمح لها تزيد عن حدها.

قاطعها وائل:والزبونه كانت زادت فى ايه عن حدها،غدير المعرض مفتوح بقاله اكتر من شهر ونص،وتقريباً نعتبر مبعناش حاجه كم شاشه على كم غساله،قطاعى،والسبب غيرة حضرتك،لو شوفتى ست فى المعرض.

ردت غدير بخذو:أنا مش بحب المياصه،وكمان سبق وقولتلك أنى هشتغل معاك على الاقل اتعامل مع مياصة الستات دى.

تعجب وائل قائلاً:مياصه،انا مش بشوف مياصه،وكمان تشتعلى فين،والولد،مين اللى هيرعاه،وهو فين ليه مش بتردى.

ردت غدير:نايم فوق فى الشقه اللى فوق المعرض،وبعدين إحنا مش هنجيب بقية عفشنا من بيت أهلك لهنا،ونستقر هنا،ولا ايه رأيك نسيب عفشنا هناك زى ما هو ونجهز الشقه دى بعفش جديد.

نظر لها وائل قائلاً:وهنجهز الشقه دى منين،باباكى منع التمويل بعد إفتتاح المعرض،وقال كفايه كده،رأيي لو عاوزه نعيش هنا فى الشقه اللى فوق المعرض،نجيب عفشنا من بيت أهلى،وياريت تخفى حدتك شويه،وتهتمى بالولد أنا حددت مع الدكتور بعد بكره هيعمل له القسطره اللى قال عليها،أنا مش عارف،إزاى فات عالدكاتره حالة،رتسه ومگتشفوهاش،قبل فوات الأوان،بس يهمنى دلوقتي إن حالته تتحسن،سبق وقولتلك إن ملاحظ كبر حجم راسه،بس مصدقتنيش،كنا لحقناه قبل ما دماغه تتضخم بالشكل ده. 

جادلته غدير قائله:انا فكرتها حاجه طبيعيه وأنه زى بقية الأطفال بينمو جسمهم بسرعه،والعموم الدكتور،قال فى حالات كتير،زيه،وبيعملوا القسطره دى وبيبقوا طبعيين.

رد وائل:بس للأسف إبنك مش هيبقى طبيعى،هى من ذوى الأحتياجات الخاصه وهيعوز رعايه خاصه،وده اللى بطلبه منك،بلاش تدخلى فى شغلى وإهتمى،بالولد،هو محتاجك أكتر.

ردت غدير بضيق قائله:تمام ههتم بيه شايفنى مقصره معاه،ولا علشان جيتلك المعرض قطعت عليك مع الزباين هتقطمنى،
هز وائل رأسه بقلة حيله،قائلاً:
غدير،بلاش الغيره الزايده دى،نهاية طريقها،مش كويسه،وبعد كده ممنوع تجى للمعرض.

نظرت له غدير متفاجئه،ساخره،فهذا المعرض هى السبب فى وجوده ولن تحرم من المجئ له بأى وقت،تريد. 

.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
كانت سهر،تجلس تتسامر مع أخوات عمار،بغرفة حكمت،التى بدأت تستعيد جزء من صحتها،كانوا يجلسون،بأحد اركان تلك الغرفة الكبيره،بعيد قليلاً عن فراش حكمت،النائمه،بفعل العقاقير،التى تناولتها وأخرى،بذالك المحلول الطبى المُعلق لها كان الحديث بينهم ودى،كآنها مازالت زوجة أخيهم،دخلت عليهن تلك الممرضه،قائله:
مساء الخير الحجه حكمت نامت ولا أيه؟

ردت إحداهن:أيوا ماما من شويه غمضت عنيها،نامت،خير؟

ردت الممرضه:خير أنا كنت جايه أطمن عليها،وكمان أعرف عمار بيه إنى نبطشيه الليله بالمستشفى،علشان لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه أنا تحت أمرها.

نهضت سهر من جوارهن ونظرت لها نظرات لو طالتها لألهبتها،لكن حاولت تمالك ردها وقالت:كتر خيرك،فى واحده مننا إحنا التلاته اللى هتبات مع طنط حكمت،ولو إحتاجت لحاجه،هنطلب من الاستقبال متشكرين لخدماتك مش عاوزين نتعبك معانا.

ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،دى مهنتى،وكمان الحجه حكمت غاليه عندى،دى صاحبة ماما،وماما موصيانى عليها.

ردت سهر:آه مامتك موصياكى عالحجه حكمت،تمام،شوفى شغلك ومتقلقيش،أنتى،وزى ما أنتى شايفه الحجه حكمت نايمه،وحالتها كويسه،الحمد لله،إدعى إنتى،ربنا يتم شفاها،ووالدكتور يكتب لها على خروج من المستشفى دى،وتكمل بقية علاجها فى البيت.،ووقتها مش هنتعبك معانا.

ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،عن إذنكم،رقمى الخاص مع عمار بيه، لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه،يقدر يتصل بيا فى أى وقت،أنا سهرانه هنا فى المستشفى.

قالت الممرضه هذا وغادرت العرفه تصحبها نيران غيرة سهر.

غمزا أُختي عمار لبعضهن،وتبسمن،من غيرة سهر من تلك الممرضه.

نظرت سهر لهن تقول:بتغمزوا لبعض على أيه،دى ممرضه بارده،أنا هروح أشوف علاء فين،علشان ياخدنى معاه وهو راجع للبيت.

حين خرجت سهر من الغرفه لم تمتلكن الأثنتين،ضحكتهما،وشاركتهن حكمت الضحكه،لكن بخفوت،قائله:البت دى بارده،انا مش تايه عنها،كم مره عطتنى حقنه من زمان،قبل ما عاليه تدخل تمريض،دى إيدها تقيله،بس معرفش ليه عمار زى ما يكون ملقاش غيرها،وسهر كمان مش طيقاها.

تبسمن لها وقالت إحداهن:قصدك بتغير منها،سهر بتحب عمار،مش عارفه ليه مش بيرجعوا لبعض،واضح جداً الاتنين بيحبوا بعض.

تبسمت حكمت بوهن قائله:هيرجعوا،بس كل شئ بأوان.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى عشر أيام 
.. 
قد تعطى الحياه فرص ً للسعاده، علينا إستغلال تلك الفُرص، ونبدأ حياه جديده تسودها السعاده، هذا بالفعل ما يحدث.

عقب المغرب
بمنزل يوسف 
جلست خديجه، بالمقابل، لحسام، يجلس بينهم ذالك المأذون يعقد قرانهم،الى أن إنتهى،قائلاً جملتهُ الشهيره
بارك الله لهم وجمع بينهم فى خير. 
آمن كل من 
يوسف،وعلاء،واللواء ثابت وأيضاً عمار.
وقامت أشجان تزرغط،كذالك منى الصغيره تُقلدها.

قالت خديجه بحياء:بس بلاش فضايح الناس تقول أيه.

ردت أسماء:الناس هتقول أيه،ناس فراحنين إن بنتهم ربنا كرمها واتجوزت.

قالت منى:مبروك يا ماما،أنا مبسوطه،إننا هنروح نعيش مع أنكل حسام فى الفيوم،وهيبقى ليا أخ تانى غير أحمد،وكمان جدو ثابت وطنط هديل،انا بحبها قوى،بتاخدنى معاها الأرض، أنا بحب الأرض، وكمان جيران لمزرعة عمار. 

تبسم اللواء ثابت، وفتح يديه ل منى قائلاً: تعالى، يا حلوه إنتى فى حضن جدو، هتنورى المزرعه أنتى وأخوكى، وكمان هلاقى حد يلعب معايا، بدل مازن اللى طول الوقت مع احمد عالنت، هيفضوا شويه بقى، بس مش هلعب معاهم،هلعب معاكى،إنتى انا بحب البنات الحلوين،وإنتى ومامتك هتنوروا حياتنا،الناشفه،وبكده هديل مش هتبقى البنوته الوحيده فى المزرعه،بقوا تلاته،ومنهم بونبونايه جميله إسمها... منى 

تبسمت منى، وذهبت إليه، بينما قال كل من مازن وأحمد بنفس الوقت: وإحنا يا جدو مش هتاخدنا فى حضنك زى منى. 

تبسم لهم ثابت قائلاً: تعالوا، يا رجاله. 

تبسم حسام قائلاً: مبروك عليك، يا بابا، أهو بقيت جد لتلات أحفاد، هيشغلوك، مع أنى كنت بفكر أجوزك، بس مفيش فدائيه هترضى تتجوزك، بسبب التلاته المشاغبين دول غير هديل هتعمل عليها دراسات عليا وطفشها. 

ضحك الجميع، ساد الجو الدفئ رغم برودة الشتاء. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمشفى المنصوره. 

دخلت تلك الممرضه الى غرفة حكمت التى كانت تجلس معها سهر بمفردهما، 
تبسمت قائله: ميعاد الحقنه. 

إستغفرت سهر قائله: مشاء الله عندك ذاكره كويسه، ياترى بقى مع كل المرضى، ولا الحجه حكمت إستثناء؟ 

ردت الممرضه: الحجه حكمت غاليه عندى، وكمان عمار، بيه موصينى على الحجه ه. 

سخرت سهر قائله: أه وأنتى خير من يعمل بالوصيه. 

بعد قليل خرجت الممرضه.

تنحنحت سهر قائله:طنط حكمت،هستأذن بس خمس دقايق،هشوف علاء،لسه فى كتب الكتاب،ولا رجع للمستشفى ،علشان اقوله إنى لسه هنا فى المستشفى،يجى ياخدنى من هنا الوقت بدأ يتأخر ،ويكون عمار،رجع معاه من كتب كتاب خديجه.

تبسمت حكمت،وأماءت براسها،هى لديها إحساس أن سهر خرجت خلف تلك الممرضه..

بالفعل هذا ما حدث،ذهبت سهر خلف تلك الممرضه،ونادت عليها 

توقفت الممرضه لها.

رسمت سهر بسمة مكر قائله:ممكن نتكلم شويه،عاوزه أستفسر منك على كذا معلومه خاصه،بالحجه حكمت.

ردت الممرضه بحُسن نيه: أه أتفضلى معايا، أوضة الممرضات فاضيه، دلوقتي. 

ذهبن الى غرفة الممرضات، دخلت الممرضه وخلفها سهر، التى اغلقت خلفها الباب بالمفتاح. 
تعجبت الممرضه وقبل ان تتحدث، تحدثت سهر بوعيد: 
بصى بقى، يا حلوه، أنا واخده بالى من حركاتك دى كويس قوى، كل اللى على لسانك عمار بيه قالى، عمار بيه طلب منى، الحجه حكمت غاليه، معرفش ايه، بصى بقى، ياحلوه، أحب أقولك تنسى اللى بتفكرى فيه وتشليه من دماغك، إنتى مش اكتر من نيرس، ممرضه يعنى، وعمار ده تشليه من دماغك، هقولك ليه أنا غرضى مصلحتك، أنتى طبعاً عارفه إنى طليقته، وكمان كان متجوز واحده تانيه قبلى، هى كمان إطلقت، مش عاوزه تعرفى سبب انه طلقنا أحنا الاتنين فى وقت واحد، هقولك السبب، عمار مبيعرفش يتعامل مع الستات، آه، فاكره فيلم هانى رمزى، بتاع محامى خلع، أهو ده سبب طلاقهُ، لينا، احنا الاتنين، واهو، ربنا عوض خديجه وهتتجوز، راجل يعوضها، واكيد بيعرف يتعامل مع ستات إزاى، فهمتي قصدى طبعاً. 

ردت الممرضه بذهول: مش معقول، بقى كل الرجوله دى وفى الآخر، يطلع مبيعرفش مش يمكن حد عامل له سحر يربطهُ، او ممكن يتعالج. 

نظرت سهر للمرضه بذهول قائله: أنا حاولت انصحك، بالراحه، بس يظهر مش عاوزه تفهمى، بصى بقى يا حلوه، عمار ده تنسيه ليه بقى، عمار، ده مفيش واحده هتتجوزه غيرى، وأى واحده هتبص له، هفقع عنيها، تمام. 

قالت سهر هذا ووجدت، سرنجه، موضوعه على منضده بالغرفه أمسكتها، وملئتها بالهواء وأقتربت من الممرضه قائله: لو مستغنيه عن عيونك الحلوه دى، إبقى قربى من عمار. 

قالت سهر هذا، وغرست السرنجه، بالحائط خلف الممرضه التى إرتعبت من سهر. 

تبسمت سهر وتوجهت الى الباب، وفتحته وغادرت الغرفه، بينما الممرضه، وقفت مكانها ترتعش. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد دقائق. 

دخل عمار الى غرفة حكمت،مبتسماً وأقترب من حكمت وقبل يدها

تبسمت له حكمت قائله:إتأخرت ليه،لو مش سهر فضلت معايا كان زمانى لوحدى.

تبسم عمار وهو ينظر لسهر،بأمتنان قائلاً:
والله ما بأيدى، بس كتر خير سهر،فضلت معاكى.

تبسمت سهر قائله:علاء فين دلوقتي؟

رد عمار:عاوزه علاء ليه؟

ردت سهر:علشان الوقت إتأخر،وأنا لازم ارجع البيت،انا بعت له رساله يجى،ياخدنى من هنا.

رد عمار:علاء مجاش من البلد،وأنا قولت له إنى أنا هرجعك للبيت،لو جاهزه،يلا بينا.

ردت سهر:طب مين اللى هيفضل مع طنط حكمت،لأ خليك هطلب تاكسى.

نظر لها عمار قائلاً: أنا مش هغيب يا دوب هوصلك،وارجع تانى،وفى هنا ممرضات ودكاتره،هطلب من الممرضه تهتم بها لحد ما أرجع.

إرتبكت سهر،قائله:طب ليه ممرضه،خلاص،هتصل على علاء يجى ياخدنى،وخليك إنت بات معاها زى كل ليله.

تبسم عمار قائلاً:يلا يا سهر،خلينى اوصلك وبلاش تضيع وقت،عالفاضى،السكه يا دوب ساعه رايح جاى.

تحدثت حكمت:إسمعى كلام عمار،يا سهر،وخليه يوصلك،وإطمنى،انا الحمد لله كويسه،و لما أفضل ساعه لوحدى مش مشكله.

إمتثلت سهر لها قائله:تمام تصبحي على خير ، يا طنط، وبكره أما أخلص محاضراتى هفوت عليكى. 

تبسمت حكمت لها، وكذالك تبسمت لعمار. 

بعد قليل، بسيارة عمار. 
جلست سهر لجواره. 
تنحنحت قائله: مش غريبه إن خديجه توافق تتجوز لمره تالته، وإنت كده مش هامك لأ وكمان تحضر كتب كتابها. 

رد عمار ببساطه: غريبه ليه، خديجه زى أختى وأتمنى لها السعاده، بس انا عاوز اسألك نفس السؤال، مش المفروض إنك طليقتى، طب ليه جيتى، يوم عملية ماما، غير كل يوم بتزوريها، وتفضلى معاها لوقت طويل والنهارده فضلت معاها لحد ما رجعت من كتب الكتاب. 

ردت سهر: تقدر تقول إنسانيه مش أكتر. 

تبسم عمار، قائلاً: تسلم إنسانيتك 
خلاص قربنا عالبيت. 

وقف عمار السياره، ونظر ل سهر قائلاً: 
سهر أنا وأنتى لازم نقعد مع بعض لوحدنا فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها، ونوضع النقط فوق الحروف. 

تعجبت سهر قائله: مش فاهمه قصدك أيه، بس تمام، نقعد بس مش دلوقتي، عارف أنى خلاص فاضل تلات أسابيع على إمتحانات نص السنه ولازم أركز بقى، وبعدها نقعد نحط النقط عالحروف. 

تبسم عمار، فى تلك اللحظه أغلق القفل الاليكترونى لأبواب السياره، دون إنتباه سهر. 

توجهت سهر، لتفتح الباب لتنزل، لكن الباب لايفتح، 
عادت بنظرها لعمار قائله: الباب مش بيفتح ليه ليه قفلت الباب، بالسنتر لوك وووو... 

تبسم عمار وجذب سهر إليه، وبتلقائيه 
كان يُقبلها، بشغف، يقربها منه، يشعر بأنفاسها الدافئه، ظل يُقبلها الى أن شعر بحاجتها للهواء، ترك شفاها، وضم رأسها على صدره 
يشعر،بأنفاسها تخترق ملابسه تصل الى جسده تعطيه دفئاً

بينما سهر فقدت الادراك،كليا،حين باغتها عمار وقبلها،تاهت فى قبولاته،حتى حين ترك شفاها،وجذبها لصدره،ضربات قلبه العاليه أصمت عقلها،تركت الزمام لقلبها،الذى تصل إليه دقات قلب عمار،تُنعشه.

رفع عمار وجه سهر بين يديه ينظر لعيناها الخجله قائلاً:
متشكر،يا سهر لوجودك جنبى الايام اللى فاتت،لو مش وجودك مكنتش عارف الأيام دى هتعدى عليا إزاى.

تبسمت سهر،وأخفضت عيناها،ثم رفعتها تنظر لعين عمار،فاقت على حالها حين شعرت به يعود مره ثانيه يُقبلها بهيام،كادت أن تتوه،لولا اضاءة النور،أمام بوابة منزل والداها،ضرب الضوء نوره على السياره.

بعدته سهر،عن شفتاها ونظرت له قائله:قليل الأدب قبل كده قولتلك حرام أما تبوسنى.

تبسم عمار يقول:وقولتلك قبل كده خلينى ابوسك فى الحلال،إنتى الى منفضه ليا عالعموم براحتك،أنا متفرقش معايا البوسه حلال ولا حرام طالما ببوسك،يا سهرى

إغتاظت منه قائله:إفتح السنتر لوك بتاع العربيه خلينى أنزل،خلاص إتخنفت منك.

تبسم عمار قائلاً:براحتك،بس إفتكرى ده آخر عرض ليا،بطلب منك نرجع لبعض،وإنتى اللى بتدلعى،خلاص متلوميش غير نفسك.

نظرت سهر له بتحدى قائله:إعمل الى عايزه،بس بعد كده ممنوع تقرب منى وتبوسنى.

تبسم عمار باستفزاز،دون رد.

فتح عمار القفل الاليكترونى للسياره،نزلت سهر من السياره،وهى تنظر له بغصب،بينما عمار يبتسم.

كادت سهر أن تدخل من البوابه الى المنزل،لكن تصادمت،مع آخر شخص تتوقع وجوده بمنزل عطوه الآن 

قالت بخضه:حازم.

تبسم حازم لها،بنظر لوجهها،كم تمنى أن يقابلها الليله،،وها هى أمامه.

بينما سمع حازم،ذالك الصوت البغيض من خلفه.
حين قالت:
جايه منين دلوقتي،ياسهر.

ردت سهر:وإنتى مالك،كنتى مامتى،بتسألى ليه.
قالت هذا وتجنبت من حازم،ودخلت الى المنزل،دون حتى إلقاء السلام عليهم،توجهت مباشرةً،الى باب،شقة والدايها،وأخرجت المفاتيح وفتحت الباب،واغلقت الباب خلفها بقوه فى وجههم.

إغتاظت مياده قائله:هتفضل طول عمرها تغِل منى،وكمان قليلة الذوق،وده السبب فى طلاقها،بعد شهور من جوازها.

لم يستدير حازم لها،وغادر،لكن توقف،وهو يرى تلك السياره،هو يعرفها جيداً،هى سيارة عمار،إذن سهر كانت مع عمار،لهذا الوقت،بينما هو يتحمل غلاظة مياده ووالداتها اللتان أصرا عليه بالبقاء معهم،بعض الوقت،لابد لهذا من نهايه،لم يعُد يتحمل أكثر من طاقته،هل أخطأ،وأورط حاله،بالخطوبه من مياده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم التالى.
بشقه مازالت تحت التشطيب بالمنصوره.

دخلت مياده ومعها حازم.

جالت عيناها بالشقه،وقالت مبتسمه،أهى الشقه دى،واسعه،وكمان فى منطقه كويسه بالمنصوره،هى العماره دى،ملك لباباك.

رد حازم:أيوا

تبسمت مياده بطمع وأقتربت من حازم ووضعت يديها حول عنقه بدلال 
قائله: طب أيه رأيك،تطلب منه يديك شقه فيها،ونتجوز هنا فى المنصوره.

شعر حازم،بالأشمئزاز،وحاول العوده للخلف،لكن،مياده أحكمت يديها حول عنقه،

رفع حازم يديه كى يزيل يد مياده من على رقابته،لكن مياده فجأته،بقُبله.

رغم نفور حازم،لكن تملك منه الشيطان فى تلك اللحظه،وجاوب معها قُبلتها،ليس هذا فقط،بل إزداد الأمر بينهم،
لا يعلم أى منهم دنس الآخر.


الرابعه والثلاثون.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربعين يوماً. 
.. 
بالفيوم 
وقفت خديجه بالحمام
تنظر الى ذالك الأختبار،بيدها ثم تقرأ ما هو مدون بإرشادات الأستعمال،وقفت مذهوله،فصلت عن كل ما حولها،نتيجة هذا الأختبار مستحيله،فاقت من ذهولها من صوت طرق على باب الحمام،يصحبه صوت حسام قائلاً:خديجه،بتعملى ايه كل ده،الوقت خلاص الولاد والمدرسه،وعندهم إمتحانات.

تبرجلت خديجه وتلفتت حولها،اخذت علبة الاختبار الورقيه،ووضعت بها الأختبار،ثم نظرت ألى مكان تضع به هذا الأختبار،ربما يكون نتيجتهُ كاذبه،لاداعى لأخبار أحد قبل التأكد،وضعت تلك العلبه بأحد أدراج الحمام،وأغلقتها،ثم غسلت وجهها وخرجت من الحمام.

حين رأها حسام إقترب منها قائلاً:مالك يا خديجه بقالك كام يوم كده،متغيره،وكمان وشك أصفر،أيه رأيك تعملى إتشك آب.

تبرجلت خديجه قائله:أنا كويسه مالوش لازمه،هو بس إجهاد بسبب مذاكرة الولاد الايام اللى فاتت يلا هانت كلها كم يوم،والامتحانات تخلص،وأرتاح.

ضم حسام خديجه لصدرهُ قائلاً:عارف إنه إجهاد،بس مفيش مانع نطمن على صحتك،حتى بفكر انا والولاد كلنا نعمل أتشيك آب ده.

تبسمت خديجه قائله:لأ الولاد الحمدلله عاملين حسابهم أجازة نص السنه هيقضوها فى المزرعه بين الزرع،تقول أيه عاملين فيها مهندسين،حتى منى اللى لغاية دلوقتي محتاره ومش عارفه هى عاوزه أيه،كمان عاوزه تبقى مرافقة ل هديل،وإتفقت معاها طول أجازة نص السنه تاخدها معاها للمزرعه.

تبسم حسام وهو يضم خديجه: المزرعه دى ليها مَعَزه خاصه عندى،كفايه إنها كانت السبب إننا نتعرف،وتدخلى قلبى،فى وقت كنت خلاص فقدت إيمانى،بالحب،وقولت هكمل حياتى مع إبنى وبس،ظهرتلى جميله من جميلات المنصوره،كانت بعيده،كنت بلوم نفسى،لمجرد ما أفكر فيكى،إزاى يوصل بيا الجنون،إنى أعُجب،بست متجوزه،مجرد نظرى لها حرام،بس قلبي كان بيسحبنى،وبتوجع،لحد يوم ما قعدنا فى جنينة علية زايد وقتها أنت غلطتى،وقولتى جواز عمار،بالنسبه لك مش فارق لانك عمرك ما كنتى مراته،فضلت محتار فى الكلمه،كتير،لحد ما عرفت إن عمار طلقك،بالصدفه،من أوراق كان لازم تمضى عليها بصفتك الحاضنه لولادك،بعد عمار،ما تخلى عن حضانه ولادك ليكى،بعد ما طلقك قبل ما يتجوز من سهر كنت مستغرب ليه مخلين الأمر سر بينكم،لحد يوم ما كنا هنا فى مزرعة عمار،لما سيبتينى جه يوسف وقعد معايا،بصراحه مقدرتش أمنع فضولى،وسألت يوسف،مباشر،وقتها قالى أنه ملاحظ أهتمامى ونظراتى ليكى،ولو عنده شك واحد فى الميه من سوء نيتى كان هيبقى له تصرف تانى،وقالى إن إنتى وعمار،إتغصبتوا على الجوازه،دى والجوازه دى كانت فقط برڤان قدام الناس والعيله،وخديجه وعمار عمر مشاعرهم ما إتحركت أكتر من أخوه،رغم طول مدة الجواز،وإن الوحيده اللى إمتلكت قلب عمار هى سهر،وخديجه مش بتفكر غير فى ولادها،وقتها طلبتك منه،قالى إنه يتمنى ان خديجه توافق على طلبى،وقولت له أي نكان ردها أنا مش هيأس وهحاول مره وإتنين وألف،خديجه تستاهل،وطبعاً وصلنى رفضك،بس لما جيت المنصوره علشان أزور الحاجه حكمت فى المستشفى،إتقابلت معاكى،فاكره،إنتى حاولتى تتهربى منى يومها.

تبسمت خديجه قائله:بصراحه آه،حسام انا مش صغيره،صحيح جوازى من عمار كان قدام الناس،بس الناس متعرفش الخفايا اللى كانت بينا،وخوفت من كلام الناس،هيقولوا عليا ايه،عندها ولد و بنت كلها كم سنه وتبقى عروسه ورايحه تتجوز للمره التالته بدل ما تحوط على ولادها،كان تفكيرى وخوفى كمان على ولادى،خوفت عليهم منك،قولت معرفش لو وافقت على الجواز منك هتكون معاملتك لهم إزاى،عمار مهما كان،كانوا ولاد عمهُ،يعنى زى أخواته،وكمان احمد متعلق بعمار،حتى كان بيغير عليه من سهر،لو إهتم بها قدامهُ،لكن إنت قعدت معاه،معرفش إزاى أقنعته هو ومنى،وهما اللى أجبرونى أوافق بصراحه،وبصراحه كان عندهم حق،لما قالولى إن عمو حسام،زى عمار،بيحبنا،وده اللى برهنت عليه الأيام اللى فاتت يا حسام،قدرت تحتوى أحمد ومنى زى عمار،وكمان عمى ثابت،بيعاملنى كأنى بنته،واقولك سر،اوقات كتير بيعاملنى أحسن من هديل،وكفايه إننا بنشغل وقت بعض،طول اليوم.

تبسم حسام يقول:إنتى هديه ربنا عوضنى بها،يا خديجه،أنا كنت زى التايه،اللى بيدور على شط،لحد ما ظهرت قدامه جزيره من بعيد خضره،ولما قربت منها لقيت الأمل الجديد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام جامعة سهر
كانت تسير برفقة صفيه تتحدثان وتتناقشان حول إجابتهن لأسئلة الإمتحان،
لكن قدامهُ،توقفت سيارة بمكان قريب منهن،لم تنتبه سهر لها

تبسمت صفيه بمكر قائله: شوفتى حلاوة العربيه اللى هناك دى؟

نظرت سهر لمكان إشارة يد صفيه، خفق قلبها ورسمت بسمه،لذالك الجالس بالسياره ويفتح الشباك المجاور له،لكن سُرعان ما خجلت وعادت ببصرها ناحية صفيه،لكن قبل أن تتحدث مع صفيه،رن هاتفها برساله.

فتحت حقيبة يدها وأخرجت الهاتف،كما توقعت الرساله من عمار،كانت ستُعيد الهاتف لحقيبتها دون قراءة الرساله،لكن تحدثت صفيه قائله:طب إقرى الرساله،يمكن يكون فيها حاجه مهمه.

تبسمت سهر قائله:مع إن متأكده إن مفيهاش حاجه بس هقراها علشان ترتاحى.

قرأت سهر الرساله قائله:
سهر ممكن نتكلم شويه محتاجك فى موضوع مهم.

بعد ما قرأت سهر الرساله،نظرت لمكان وقوف سيارة عمار،ثم لصفيه التى قالت لها بمكر:طب أيه مش هتردى عليه،وتعرفى أيه الموضوع المهم ده،شكله مهم قوى،والأ مكنش عمار،جه بنفسه لهنا قدام الجامعه أنا بقول تروحى تشوفى الموضوع ده أيه،ونتقابل بعد بكره هنا فى الجامعه،وهتصل عليكى بالليل،نذاكر سوا عالابتوب،أهو نشجع بعض عالمذاكره.

تبسمت سهر قائله نشجع بعض،قصدك نشجع بعض عالفشل،وهو إحنا لما بندخل عالابتوب بنذاكر،دا هما كلمتين وبعدها نشوف أي موضوع تانى نتكلم فيه،إنتى من يوم ما جوزك خلص الأجازه وسافر وعقلك مشغول بيه،إنتى كان غلط عليكي الجواز قبل ما تخلصى دراسه،أهو شاغل عقلك طول الوقت،وبطلعى كبتك فيا.

تبسمت صفيه،وقبل أن تتحدث،رن الهاتف برساله أخرى.
فقالت بخبث:أنا بقول ملهاش لازمه وقفة العربيه دى كتير قدام الجامعه،البنات عينيها هتطلع عليها،وعلى حلاوتها،أخاف يخربشوا العربيه.

تبسمت سهر قائله:وانا بقول هرمونات الحمل نقحت عليكى،وملهاش لازمه وقفتك هنا،يلا،شوفى طريقك،وانا هروح اشوف العربيه دى واقفه هنا ليه.

تبسمت صفيه قائله:أجى معاكى،أنا كمان نفسى أعرف العربيه واقفه هنا ليه،ولا أقولك اقول للسواق،يوصلنى،وينوبه ثواب،فيا وأنا وليه وحامل،أدعى له دعوه ترشق فى اللى جاى علشانها،وأشوفها منفوخه زيي كده.

ضحكت سهر قائله:فين اللى منفوخه دى،إنتى معندوكوش مرايات،يا بنتى انتى مكملتيش شهرين حامل،ومحسسانى إنك قربتى تولدى،بقول تتمشى،لحد موقف العربيات حتى المشى حلو للحوامل تولدى بسرعه،يلا طريقك زراعى.

ضحكت صفيه قائله:يا عينى عالغيره عالعموم،ربنا يسهل لسواق العربيه،وترضى بنت الحلال،عنه.

تبسمت سهر قائله: إطمنى راضيه دعاكى مستجاب. 
تخابث صفيه قائله:أيه ده إنتى تعرفى الموزه اللى بيحبها الحليوه ده،يابختها.

تبسمت سهر قائله:أنا بقول تروحى تشوفى طريقك بدل ما أسجل كلامك ده رساله صوتيه وأبعتها للمستر فى السعوديه،يسمع مراته وهى بتعاكس الحليوه.

تبسمت صفيه:وعلى أيه خلي المستر هناك،لسه علينا أقساط،غير مصاريف القنبله اللى فى بطنى،بس ميمنعش أنى أقولك متنسيش تخلى بينك وبينه مسافه،الشيطان شاطر وهو حلو قوى ويغوى.

تبسمت سهر قائله:يلا هبقى أكلمك بالليل،سلام.

وقفت سهر جوار السياره قائله:خير يا عمار،جاى لهنا ليه،وكمان باعتلى رساله.

تبسم عمار يقول:عاوزك فى موضوع مهم،مش هينفع عالواقف كده،إركبى العربيه نروح أى مكان نتكلم فيه.

ردت سهر قائله:مينفعش نروح أى مكان علشان مقولتش لماما إنى هتأخر، وكمان عندى إمتحان بعد بكره ولازم أذاكر.

تبسم عمارقائلاً:تمام،بلاش نروح أى مكان بس ممكن أوصلك للبيت فى السكه نتكلم فى الموضوع اللى عاوزك فيه.

وقفت سهر قليلاً،

تنهد عمار قائلاً: بلاش وقفتك دى،وأركبى،ومتخافيش مش هبوسك.

زمت سهر شفتاها بضيق قائله:بطل وقاحتك،عارف لو مش منظر وقفتك بالعربيه كده قدام زمايلى مكنتش هركب معاك العربيه.

تبسم عمار،لسهر وهى تتجه للناحيه الاخرى من السياره وصعدت الى جوارهُ،قاد السياره مبتسماً،سار قليلاً دون حديث.

تحدثت،سهر:أيه مش هتقول الموضوع المهم اللى كنت عاوزنى فيه.

نظر عمار لها وضيق عيناه قائلاً:مش فاكر نسيت،فكرينى.

تهكمت سهر قائله:أفكرك بأيه،وهو أنا كنت أعرف الموضوع ده منين،خلاص نزلنى،وأما تفتكر،أبقى أطلبنى وقولى عالموبايل.

رد عمار:لأ خلاص إفتكرت،الموضوع،هو يخص مزرعة الفيوم.

زفرت سهر نفسها وقالت:وأيه هو الموضوع ده؟

رد عمار:بصراحه أنا محتاج أخد قرض من البنك،وبفكر أخد القرض ده بضمان المزرعه دى وإنتى عارفه إننا شركاء فيها فلازم كمان موافقتك.

ردت سهر ساخره:بقى عمار زايد ممعهوش فلوس وعاوز ياخد قرض من البنك،وهتعمل أيه بالقرض ده.

رد عمار:عادى أنا فلوسى فى السوق،وعاوز القرض هشترى مزرعه قريبه من هنا فى بلطيم.

ردت سهر:طيب ملقتش غير مزرعة الفيوم اللى تاخد القرض بضمانها،عندك مزارع وأراضى تانيه،مخدتش القرض بضمانها ليه.

نظر عمار لسهر قائلاً بغمز:أصلهم فى البنك قالولى عاوزين ضمان أغلى حاجه عندك،ومعنديش أغلى من المزرعه دى.

نظرت سهر لعمار بغيظ قائله:عمار بطل اسلوب الغمز،وبعدين أنا مش موافقة،شوفلك ضمان تانى تقدمه للبنك.

تبسم عمار قائلاً:طب أيه رأيك تشاركينى فى مزرعة بلطيم دى،دى فيها جزء كبير مزوع جوافه،ومعروف أحلى جوافه هى جوافة بلطيم،أنا عرفت إنك بتحبى الجوافه،دول بيقولوا علي جوافة بلطيم عسل أبيض،زى شفايفك كده.

أنهى عمار قوله،ووضع إبهامهُ على شفاه،سهر التى إرتجفت.

تبسم عمار،بينما إرتبكت سهر وبتلقائيه عادت برأسها للخلف،بعيداً عن يد عمار،وقالت له بعصبيه:قولتلك بطل حركاتك دى ومتلمسنيش تانى،وبعدين خلاص وصلنا البلد،كفايه كده ونزلنى.

ضحك عمار قائلاً:هنزلك قدام بوابة البيت،يمكن تقتنعى،وتوافقى،تشاركينى.

صمتت سهر تكبت غيظها من وقاحة عمار،بينما هو يبتسم.
الى أن وصلا الى أمام منزل والد سهر،تبسم عمار وهو ينظر لها قائلاً:فكرى فى عرضى كويس ده مكسب لينا إحنا الأتنين بدل ما نكون شركاء فى مزرعه واحده،أهو يبقوا إتنين،وربنا يزود الخير.

ردت عليه سهر وهى تنزل من السياره بعصبيه:مش محتاجه تفكير عرضك مرفوض،وشوفلك شريك غيرى.

تبسم عمار بمكر قائلاً:أنا فعلاً قدامى شريكه تانيه،ولابسه أزرق زى السما الصافيه،وهى اللى بتعرض عليا أشاركها.

فهمت سهر مقصد عمار انه يلمح لتلك الممرضه،فقالت له:بس حاسب لتقوم عاصفه وتخلى السما دى سوده كُحل وتفصل ألوان.

ضحك عمار دون رد 

تركته سهر ودخلت الى المنزل وأغلقت البوابه بوجهه بغيظ.

مما جعله يضحك بهستريا،على تلك الرقيقه العنيده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه.
أثناء وقوفها بشُرفة الشقه،رأت مجئ سهر من الجامعه،بسيارة عمار،ورأت ضحك عمار مما أغاظها،وقالت:
ماشيه على كيفها،مش عارفه نوال إزاى سيباها كده،دى لما كانت مراته مكنتش بشوف وشه قد دلوقتي،بتدلع وهو عاجبهُ.

زفرت أنفاسها قوياً بأستهجان،ثم دخلت واغلقت خلفها باب الشرفه،توجهت مباشرةً الى غرفة مياده.

كانت مياده تجلس مُنكبه على أحد كتبها الدراسيه،تذاكر بتمعن.

دخلت عليها ،دون أن تطرق باب الغرفه،نظرت لجلوس مياده قائله بسخريه:
غريبه بتذاكري،بقالك مده كده متغيره،لأ وكمان بقيتى بتذاكري،مش عارفه ليه من وقت ما فسختى خطوبتك من المخسوف حازم،وإنتى إتغيرتى كتير،،وكمان معظم وقتك بتقضيه فى مذاكره،وقراية كتب الجامعه.

ردت مياده باستهجان:ناسيه أنى بمتحن ومن الطبيعي إنى أذاكر علشان أنجح،ولا ميهمكيش إن أنجح،طبعاً،ما كل إهتمامك كان مُنصب على ديك البرابر بتاعك،سى وائل اللى خرج من تحت طوعك،وهجر شقته اللى كانت هنا،وراح يعيش فى الشقه اللى فوق المعرض اللى بناها له حماه،من يوم ما سابلك البيت،وإنتى يا عينى متنكده،ومش لاقيه حد تطلعى فيه غيظك،وحرقة قلبك،ومش مبطله مراقبه ل سهر.

نظرت لها هيام وقالت بتهجم:ومن أمتى سهر كانت على قلبك،طول الوقت كنتى بتحضى منها،بس من يوم ما فسختى خطوبتك من سى حازم وإتغيرتى فجأه.

رغم شعور مياده بغصه،لكن قالت:أنا بحمد ربنا إنى فوقت قبل فوات الأوان وبتمنى أنتى كمان يا ماما تفوقى،وفكرى،إن ربنا بيرد السلف،أنا كنت بشوفك عاوزه تبعدينا إحنا وبابا عن تيتا آمنه،وعمرك ما شكرتيها على مساعده قدمتها لك،جت غدير مرات إبنك نفس النمط وأسوأ،بحس إنك بتشحتى من وائل إنه يسأل عليكى،إفتكرى إن كل شئ سلف ودين.

نظرت هيام بسخط وغادرت الغرفه بضيق.

رفرت مياده نفسها،وهزت رأسها بقلة حيله،وتذكرت،رحمة الله بها،لو الأنذار الذى أرسلهُ لها بالوقت المناسب،لكانت إرتكبت إثم كبير،ووقعت فى الخطيئه التى لم تكن تعرف نتائجها،تذكرت بعين دامعه ذالك اليوم.
فلاشــــــــــــــــــــــــ باك*
للحظه تحكم الشيطان بعقل كل من مياده وحازم،إندمجا بالقبُولات المُحرمه،شعر حازم،پأنامل يد مياده تتوغل من بين أزرار قميصه،الى صدره،لكن غضب من السماء 
إشتد،بعاصفه قويه،فتحت أبواب الشقه الغير مُحكمه،فأصدرت صرير قوى،أعقبه،رياح قويه الى داخل الشقه.

فافت مياده،وعادت للخلف خطوات بعيداً عن حازم،الذى إبتعد هو الآخر خطوات،وقفت مياده ترتعش،دون إراده منها نزلت دموعها،لا تعرف سبب تلك الدموع أهى دموع ندم،أم بسبب إندفاع الهواء الى عينيها،أخفضت رأسها تخجل ان تنظر الى حازم،
كذالك حازم،شعر بنيران مُلهبه بصدره،كيف تحكم به شيطانه،وفكر،بالأنتقام،هذا الانتقام،كاد أن يقوده لخطيئه ليس لها غفران،رفع وجهه ونظر الى مياده التى ترتعش،وتضع يديها حول كتفيها كانها تستمد منهم الدفى كما أنها تبكى،أهتز كيانه،وحاول التحدث أكثر من مره،الى ان خرج صوته وقال:
مياده إحنا مش هينفع نكمل مع بعض،لازم نفسخ خطوبتنا دى.

رفعت مياده رأسها ونظرت ل حازم،وقالت:
أنا عارفه أن اللى حصل ده غلطى بس صدقنى معرفش إزاى ده حصل،أرجوك أنا.

قاطعها حازم قائلاً:مش اللى حصل من شويه هو سبب إنى بطلب منك إننا نحل الارتباط ده،بصراحه من البدايه انا كنت متردد أنا لسه يا دوب متخرج،ومعرفش مستقبلى هيمشى إزاى كان لازم أتأنى شويه،قبل خطوة الخطوبه دى،بس معرفش ليه إتسرعت،بس كويس،إنى راجعت نفسى قبل ما تتطور علاقتنا وكنا ممكن نتجوز ونفشل.

نظرت له مياده بوجع قائله:ليه متدنيش فرصه،وأنا أوعدك هتغير،وليه حاسس إنك أتسرعت فى خطوبتنا،حازم،إنت فى واحده تانيه فى حياتك.

صمت حازم،وهو ينظر لدموع مياده التى لا يعرف سبب لتأثرهُ بها.

صمت حازم أعطى مياده الجواب،فقالت بحسره ودموع:فى واحده تانيه،بس هى مين،هقولك هى مين،سهر بنت عمى،صح،انا لاحظت نظراتك لها فى الكام مره اللى إتقابلت معانا فيهم،طب ليه قربت منى،كنت عاوزنى سلمه توصل لها،بس هى إنت مش فى بالها،سهر بتحب عمار،ومحبتش غيرهُ،وهو كمان بيحبها،والأ ليه لغاية دلوقتى،متجوزش،وكمان طلق مراته التانيه،وكمان بيحوم حواليها طول الوقت،
نظرت بدموع وقالت بصراخ:
قولى فيها ايه سهر بيجذبكم ليها،فى الاول عمار،كنا معتقدين إنه جاى علشان يتقدملى،بس طلبها هى،وإنت كمان كنت بتلعب بمشاعري علشان توصلها،بس للأسف إتأكدت إنك مش فى بالها،فقولت كفايه وأكسر اللعبه اللى فى إيدى مبقاش لها لازمه.

إهتز حازم من داخله على منظر مياده التى جلست جاسيه،تستند على الارض بيديها،إقترب منها وجلس الى جوارها، وضع يدهُ على إحدى يديها،وكاد ان يتحدث،لكن مياده قطاعته بحسم قائله:
متقربش منى متلمسنيش تانى،الذنب مش ذنب سهر،الذنب ذنبى أنا،أنا اللى كنت برخص نفسى،بس كفايه كده،خلاص،أنا هبدأ طريقى،وخلاص عرفت بدايته.

قالت مياده هذا وحاولت الوقوف أكثر من مره الى أن إستطاعت الوقوف،سارت بأقدام خاويه،نحو باب الشقه،الى أن خرجت منها وصفعت خلفها الباب،
نظر حازم،الى الباب،نادماً كيف سمح لنفسه،برؤية منظر مياده بهذا السوء مياده ليست كما يظن أنها سهله ووصوليه،مياده كانت تبحث عن بدايه طريق تسير به مع أحداً يأخذ بيديها،ينقذها من عتمه تشعر بها،لكن ماذا يفعل الندم الآن.

بعد قليل وصلت مياده الى منزلها،وتوجهت الى غرفتها مباشرةً،حمدت الله أنها لم تجد والداتها بالشقه،لاتريد الجدال معها الآن.

دخلت لغرفتها وأغلقت خلفها الباب،تركت لنفسها تعود مره اخرى للانهيار،وجلست جاسيه على،رُسغيها،لم تكتم فى قلبها،بكت بكت بحُرقه،كانت الدموع تنزف من قلبها ليس من عينيها،يصرخ عقلها،هذه المره،لا تلوم سهر
سهر لا ذنب لها،الذنب كله على تفكيرها الغبى،أن السعاده ستجدها خارج حيطان هذا المنزل،السعاده مع رجُل ينتشلها بعيداً عن بؤرة والداتها التى تهمشها،تعطى كل إهتمامها لأبنها فقط كأنها لم تنجب غيرهُ،كانت الصغيره،وكانت تتمنى الدلال من والداتها لا ليس الدلال،بل الحنان،لم تجده منها لمره واحده،كأنها لم تكن تريد إنجابها وانها أخطات حين أنجبتها،يصرخ عقلها
لا لن أكون وضيعه بعد الآن يكفى ماذا أخذت كدت أخُطئ خطيئه فادحه،بداية الطريق ليست رجُل،بل هدف،سأسعى إليه،وسأصبح ذات شآن كبير،دون رجُل،ينتشلنى من تلك العتمه،بداية النور،هو دراستى،وسأتفوق،ووقتها سأصبح ذات شآن كبير،بنفسى،لا بمساعدة أحد.

بالعودهــــــــــ الى الحاضر.
نظرت مياده لذالك الكتاب بيدها،وتبسمت بهدف ستصل إليه وحدها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام. 
صباحاً بمشفى الجامعه.
تقابل علاء مع عاليه،لم تكن صدفه،بل كان ميعاداً مسبقاً بينهم،سار الأثنان الى أن جلسا،بأحد الاماكن،بحديقة المشفى.

تبسم علاء قائلاً:أنا مش هلف وأدور وهدخل فى الموضوع مباشرةً يا عاليه،
أنا بصراحه من أول ما شوفتك لافتى نظرى،كنت مع الوقت بيدخل لقلبى مشاعر مكنتش عارف تفسيرها،بصراحه،إن كانت إعجاب أو بداية حب،مع الوقت كان بيظهرلى تفسير لمشاعرى دى،كانت أعجاب وأتحول لحب،أنا عارف المشاكل اللى حصلت بين العلتين قبل كده،وكمان إتهام باباكى لسهر،أنها بتسهل العلاقه بينا،وده كان كذبه من غدير،وكمان طلاق سهر عمل فجوه كبيره بينا،بس أحب أكدلك إن رجوع عمار وسهر هيكون خلال أيام،أنا كان ممكن متكلمش عن مشاعرى دى ليكى،قبل رجوعهم،بس أنا بصراحه كده،عرفت أنك هتسافرى لتدريب مستشفى«مجدى يعقوب» الفتره الجايه،وانا كمان هسافر،وكنت عاوز يكون بينا إرتباط رسمى،خطوبه،لو عندك ليا مشاعر و معندكيش مانع أنا ممكن أكلم عمار فى موضوع خطوبتنا.

شعرت عاليه كان قلبها يتقاذف بداخلها،تلجلجت قائله بخجل:بصراحه،أنا مش عارفه أقول أيه،بس إنت عارف إن مامتى سبب رئيسى فى طلاق عمار وسهر،ومعاملتها لسهر الحاده،مش خايف اكون زيها هى وغدير،وبنفس الخصال.

رد علاء:عاليه أنا ميهمنيش اللى حصل قبل كده،مامتك هتفضل مامتك،أنا اللى يهمنى هو إنتى،وأنا واثق إنك معندكيش نفس خصال غدير ولا مامتك،أنا عاوز رد مباشر منك.

تبسمت عاليه بحياء قائله:وأنا موافقة يا علاء،وبشكر عقلك وتفهمك شخص تانى كان ممكن ياخدنى بأخطاء غيرى مش موجوده فيا .
تبسم علاء يقول:كل واحد مسؤول عن نفسه وبس،مش عن اخطاء غيره.
..........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة والد سهر.

دخل علاء الى غرفة سهر مبتسماً يقول:
سُكرتى بتعمل أيه؟

تبسمت سهر قائله:مسحوله،أمتى الامتحانات دى تخلص،وارتاح.

تبسم علاء وهو يجلس جوارها قائلاً:
هانت خلاص،عندى ليكى خبر حلو.

تبسمت سهر قائله:طب قول بسرعه.

تبسم علاء يقول:عارفه آخر الاسبوع الجاى،انا هسافر لأسوان علشان التدريب زى كل سنه.

تبسمت سهر قائله:أه متنساش التمر بتاعى.

تبسم علاء يقول:مش هنسي متخافيش يا طفسه،بس معرفتيش أيه الخبر الحلو.

تبسمت سهر قائله: أيه هو بقى،قول وبلاش لف ودوران.

تبسم علاء يقول:دايماً متسرعه،الخبر،يا سُكرتى،أنا صارحت عاليه بمشاعرى،ولقيت عندها تجاوب،ووافقت وخلاص ناويت أفتح الموضوع مع عمار وهو يفتح الطريق مع عمه،ونحول الموضوع الى إرتباط رسمى بينا

فرحت سهر قائله:بجد أحلى خبر،عاليه شخصيه محترمه ومش انانيه،بس تفتكر عمار،هيرضى يساعدك،ويفتح الموضوع مع عمهُ،خاصتاً الفتره الاخيره عمار بعد عنه كتير،وحتى ساب البيت وعايش فى شقة المنصوره.

تبسم علاء بخبث قائلاً:لأ ما عمار،بقى بيفضل كتير هنا،علشان يطمن على صحة طنط حكمت،وشوفته كذا مره كنت ببقى مع الدكتور محمد وهو بعاين صحة طنط حكمت حتى قابلت البت فاتن الممرضه هناك،وشوفتها كانت هناك.

نظرت له سهر قائله:بتعمل ايه فاتن دى هناك عندهم.

تبسم علاء:أكيد بتراعى طنط حكمت،وبعدين أحنا مالنا بها،أنا هقوم أغير هدومى،واروح المستشفى،سلام أشوفك بكره،وأدعى عمار يفتحها فى وشى لما أكلمه وميرفضش طلبى منه،من غير واسطه،تصبحى على خير.
خرج علاء وترك سهر للفكر يجول براسها.
ماذا لو نجحت تلك الممرضه المتسلقه وجذبت عمار لها،لا ستقتُلها لو فعلت ذالك،وماذا إذا رفض عمار مساعدة علاء،فى فتح موضوع خطبته من عاليه،
عليها التحرك ومساعدة اخيها،وفرصه لتسمع صوت عمار التى إشتاقت له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد قليل بأحد كافيهات المنصوره 
كان يجلس عمار ومعه كل من علاء ويوسف.
كانت جلسة رجال يتسامرون فيما بينهم، بمواضيع شتى، سمع عمار، رنين هاتفهّ، أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه، رسم بسمه على وجه، ونظر للجالسون معه ببسمه، ثم نهض وترك المكان ، وقام بالرد 

سمع صوت أنفاس فقط. 

تبسم قائلاً: أكيد مش متصله علشان تسمعى صوتى، إزيك يا سهر. 

تمالكت سهر إرتباكها قائله: أنا الحمد لله، وإنت إزيك. 

تنهد عمار قائلاً: مش كويس طول ما أنتى بعيده عن حضنى، مش آن الآوان بقى. 

كم ودت سهر أن تقول له يكفى لنعود،
لكن منعها الحياء ولم ترد

حين غابت سهر فى الرد 
زفر عمار نفسهُ قائلاً: أنا عارف إنتى متصله ليه يا سهر، ومتخافيش،مش هطلب اللى فى بالك،مش هطلب البدل،زى ما حصل قبل كده،مع إنى بفكر بصراحه،فرصه وجاتلى. 

تبسمت سهر قائله: بس علاء مش زى وائل وهيختار سعادته حتى لوعلى حساب غيرهُ، علاء مش أنانى. 

رد عمار: إطمنى يا سهر، وأنا مش هعيد نفس الغلطه تانى،بس عندى،شرط تحضرى الخطوبه.

تبسمت سهر قائله: مقدرش أوعدك، وكمان عندى إمتحانات، لازم أذاكر. 

تبسم عمار: ده أمر هتحضرى الخطوبه، يا سهر ، أنا سايبك براحتك، بس مش هصبر كتير، لأنى متأكد هترجعيلى بأردتك. 

خجلت سهر قائله: أنا لازم أكمل مذاكره عندى إمتحان بكره. 

تبسم عمار، هو يعرف أنها تتهرب منه، 
قائلاً بخباثه: ربنا يوفقك يا سهرى، ركزى كويس فى المذاكره. 

حديث عمار بتلك الطريقه الهادئه زلزل كيان
فأنهت الاتصال قائله: تصبح على خير يا عمار. 

رد عمار: وإنتى من أهل الخير، يا سهرى. 

أغلق عمار الهاتف، وزفر انفاسه، وعاد للداخل مره أخرى، حين رأوه تبسموا، رد عليهم ببسمه وهو يجلس معهم قائلاً: 
عنيده، بس على مين، خلاص قربت تخلص إمتحانات، ووقتها مفيش مفر تانى.

تبسم علاء يقول:أنا بستغرب سهر،بتلين بسرعه مع الكل معداك،بس بصراحه زى ما قولتلك سابق،مش هيخليها تلين غير الغيره وأهو ظهرت الرؤيه.

تبسم عمار يقول:عنيده تقول أيه ومن حقها تدلع،بس هتدفع تمن الدلع ده،وقريب قوى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام.
أمام جامعة سهر،خرجت من الجامعه،مع صفيه،التى مازحتها لوقت،ثم تركتها 
أشارت سهر لأحد سيارات الأجره،التى توقفت لها،فصعدت سهر،ودلت السائق على الطريق،لكن بعد قليل إستدار لها السائق،وقام برش بنج عليها،سُرعان ما غابت عن الوعى،ليتوقف السائق،بمنتصف الطريق،لتلك السياره التى كانت تتبعه،
تبسم عمار وهو يرى سهر نائمه،فأخرج بعض النقود وأعطاها للسائق قائلاً:متشكر مهمتك خلصت.
تبسم السائق،بينما حمل عمار سهر من سيارة الاجره ووضعها بسيارته،ثم قادها نحو مقصدهُ

بعد وقت 
بدأت سهر تفيق رويداً رويداً 
تشعر بخمول وهى تفتح عيناها، حاولت إن تتمطئ لكن شعرت بقيد بأحدى يديها وكذالك إحدى ساقيها، 
نظرت حولها هى بفراش وغرفة نوم، بها رائحة سجائر 
لا تتذكر كيف أتت لهنا، آخر ما تتذكرهُ هو ركوبها لتلك السياره، سيارة الأجره التى ركبتها من أمام جامعتها،،كيف أتت لهنا إرتجفت أوصالها، وهى تتخيل ما كانت تسمعه عن خطف البنات، لابد أن من خطفها، يريد لها الأذى، كانت ستصرخ، لكن صمتت، ربما من خدرها و خطفها مازال يعتقد أنها مازالت نائمه، عليها الدعاء والأبتهال الى الله، أن يُنجيها 
لكن كيف هنالك شئ غريب الغرفه بها شباك كبير،والغرفة وثيره،فأى خاطف هذا،الذى خطفها ولماذا؟
حاولت سهر النهوض من على الفراش، لكن ذالك القيد الحديدى الذى يُقيد يدها بالفراش، وجع يدها، حاولت خلعه من يدها، وبالفعل نحجت فى ذالك بعد محاولات مسبباً لها بعض الآلم ، نهضت من على الفراش غير منتبه لذالك القيد الآخر الذى بأحد ساقيها، سارت لبضع خطوات، لكن كادت تتعرقل قبل أن تصل الى ذالك الشباك. 

شعرت سهر بفتح باب الغرفه 
نظرت أمامها بذهول قائله: 
عماااااااااار
إنت اللى خطفتنى، كان لازم أتوقع كده، خد بالك أنا لو إتأخرت فى الرجوع للبيت ممكن بابا يبلغ عن إختفائى. خلينى أمشى من هنا، وأوعدك أنى مش هبلغ فيك إنك خطفتنى. 

ضحك عمار بشده قائلاً: تعرفى أنى مع الوقت بتأكد إن عقلك عقل طفله، هو فى حد عاقل بيخطف مراته، يا سهرى. 

نظرت له سهر بذهول قائله: أكيد بتخرف، ودلوقتي فُك الجنزير ده من رجلي وجعاني منه.

تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوفها، قائلاً: زى ما فكيتى الكلبش من على إيدك فُكيه من رجِلكِ. 

إغتاظت سهر قائله: عمار مش بتقول محدش بيخطف مراته، طب إنت ليه مقيدنى، ده يبقى إسمه خطف، علشان تعرف إنك كداب وإنى مش مراتك،أنا طليقتك،
وبعدين مش كنت هتتجوز من غيرى،روح لها
بس فُكنى الأول.

تبسم عمار قائلاً:هو بعد الى قولتيه لها فى واحده عاقله هترضى تتجوزنى وتبقى إنتى ضرتها.

أخفت سهر بسمتها قائله:وأنا كنت قولت أيه انا مالى ومالها،أنا يادوب شوفتها كام مره،فُكنى يا عمار لصرخ وألم عليك الجيران،وأقول عاوز يغتصبنى تانى.

تبسم عمار يقول:سبق وقولتلك مفيش راجل بيغتصب مراته،وعلشان تتأكدى إتفضلى إقرى القسيمه دى،وإنتى تتأكدى.

مد عمار يدهُ لها بالقسيمه.
خطفت سهر القسيمه وقرأت ما بها بالفعل هى قسيمة زواجها من عمار،والأغرب هو إمضائها على القسيمه.

نظرت لعمار بذهول قائله:القسيمه دى مزوره انا ممضتش عليها،ده تزوير،يلا خلى القواضى تزيد 
خطف وإغتصاب وتزوير.

تبسم عمار،وإنحنى أمام سهر،وقام بفك ذالك القيد من ساقها،ثم وقف مره أخرى،ينظر لها مبتسماً،فاجئها يضمها لصدره وقام بتقبيلها.

تفاجئت سهر فى البدايه،لكن إندهش عمار،حين،شعر بيديها حول عُنقه

ترك شفاها مُرغماً،ثم إنحنى وحملها بين يديه.

لفت سهر يديها حول عُنقه قائله بدلال: عمار

تبسم عمار يقول:إنت مراتى قول،لسه فعل،بس لازم نبدئها صح،بدون غصب أو مانع حمل.

نظرت له سهر متعجبه.

تبسم عمار لها،دون تفسير 

سار بها وتوجه يخرج من الغرفه،وذهب الى حمام موجود،بالشقه،قَبل سهر،ثم أنزلها قائلاً:إتوضى يا سهر،وأنا هروح أتوضى فى حمام أوضة النوم، ورجعلك تانى. 

بعد دقائق 
خرجت سهر من الحمام، وجدت عمار ينتظرها وبيدهُ مصليه كبيره، فرشها على الأرض، ووقف باتجاه القبلهَ، تبسمت سهر وذهبت للوقوف خلفه ليؤديان ركعتان سوياً، الى أن ختم عمار الصلاه، إستدار لسهر ووضع يدهُ على راسها مرددً دعاء الزواج. 

تبسمت سهر بحياء كأنها تتزوج منه لأول مره. 

تبسم عمار وقبل رأس سهر قائلاً: زى النهارده من سنه كان كتب كتابنا، حبيت المره دى نبدأ حياتنا، بالطريقه اللى كان المفروض تبدأ بيها من الأول. 

تبسمت سهر، دون رد 
حياء سهر جعل عمار يهيم بها، فنهض واقفا، وأنحنى يحملها بين يديه. 

تبسمت سهر ولفت يديها حول عنقه. 

تبسم عمار يقول: فى أسرار كتير 
كان لازم تنكشف وجه وقتها اللى إتأخر كتير، وأول سر إنى محبتش ولا إيدى لمست ست غيرك يا سهرى. 

تبسمت سهر رغم تعجبها، وقالت: 
وأنا كمان يا عمار معرفتش الحب غير معاك،قلبى كان مستنيك، أنا بعشقك يا عمار. 
تعليقات