رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل الثالث3 بقلم صابرين شعبان


 رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل الثالث3 بقلم صابرين شعبان


عاد سيف في اليوم التالي للمنزل استقبلته هدية فرحه ..« حمد لله على سلامتك أخي كيف حالك سيف » 
أخذها سيف في أحضانه مرحباً وهو يربت على شعرها مشعثا إياه بمرح ..« بخير عزيزتي كيف حالك أنت و كيف هى دراستك لقد أفتقدتك كثيرا يا شقيه »
أبتسمت هدية ..« و أنا أيضاً سيف لقد أشتقت إليك كثيرا و لا تقلق دراستي جيدة قرُب وقت التخرج ..هل تناولت الطعام ام أحضره لك »؟ 
أنزل حقيبته عن ظهره قائلاً مبتسما ..« لا لقد أشتقت لطعامك حبيبتي هيا أذهبي لتعديه لنأكل معا »
قالت هدية و هى تتجه للمطبخ ..« حسنا أذهب لغرفتك أستحم من تعب الطريق و بدل ملابسك و تعال »
أومأ سيف برأسه و هو يمسك بحقيبته ويتجه لغرفته ..«حسنا لن أتأخر » دخل غرفته و هى اتجهت إلى المطبخ تفكر في حديث عامر ..ها قد أتى أخيها ..هل تخبره أم تترك عامر يخبره لا تعلم لم وافقت على فكرة عامر المجنونه تلك و لم تضع نفسها في موقف كهذا لم تربط نفسها بشخص لا تعرفه لستة أشهر ثم تخرج من حياته لم تجعل نفسها سخرية للفتيات في المعهد بعد أن يتركها حتما سيأكلونها حيه تنهدت بحنق توبخ نفسها ..كفى هدية كُفي عن ذلك أنت السبب فيما يحدث لك من البداية هل كان عليكِ أن تكذبي تلك الكذبة الحمقاء عرفتي الآن أن الكذب لا ينجي صاحبة .. تنهر نفسها لتصمت .. أصمتي يا غبية هيا أعدي الطعام و فكري كيف ستخبرين أخيكي عن خطبتك المزعومة تلك و كيف ستقنعينه أنك تريدين عامر الذي يكبرك بأربعة عشر عاماً كاملة ...زفرت بضيق و هى تضع الطعام على الطاولة في المطبخ و تخرج لتنادي أخيها 
« سيف تعال حبيبي لقد أعددت الطعام »
أتى سيف و قد أستحم و أبدل ملابسة أرتدي بنطال بيتي و تيشرت خفيف و هو يعيد شعره للخلف بيده مبتسما في وجه شقيقته بحنان قال بمرح ..« أيتها الشقية هل ستطعميني في المطبخ يا كسوله حتى لا تقومين بتنظيف الطاولة في الخارج »
ضحكت هدية تجيبه بعتاب مرح ..« أنا كسوله سيف أنا فقط عملية يا رجل فلا أحد غيرنا هنا ..لم نأكل على تلك الطاولة الكبيرة هنا مكان دافئ و صغير حتى أجلس بجانبك و تحكي لي عن كل ما فعلته في أيام غيابك عن المنزل » 
.جلس سيف على المقعد الصغير قائلاً بمرح ..« أخ أخ منك يا فتاة تستطيعين الهروب و التملص من كل شئ ببراعة ..حسنا أجلسي يا شقيه و أخبريني أنت أولا ماذا فعلتي في غيابي عن المنزل »
جلست هدية و هى تضع أمامه طبق كبير و تضع له بعض الأرز و قطعة كبيرة من الدجاج و بعض الخضروات .. رفع سيف يده يوقفها ..« كفى يا فتاة هل تريدن أن أصبح سمينا مثلك »..
زمجرت هدية و ضربته على كتفه تقول بغضب مرح ..« أنا سمينه سيف » ثم أكملت بغرور مدعي ..« أن جسدي هو أفضل شئ في ..الفتيات في المعهد يقلن لي ذلك فلا تضايقني و تقول عني سمينه و إلا غضبت منك ..و لن أعد لك الطعام مرة أخرى سمعت »
هم سيف بتناول الطعام و هو يضحك منها و أجابها بمرح «حسنا سمعت » ثم أكمل بجدية ..« هيا أخبريني ماذا فعلتي الأيام الماضية في غيابي » 
تناولوا الطعام و هما يتحدثان في كل ما مر بهما في الأيام الماضية إلى أن قالت هدية في تردد و هى تشعر بالخوف قليلاً لردة فعل أخيها على ما ستقوله ..« أريد أن أخبرك بشئ سيف شئ هام » رفع رأسه عن الطبق ينظر إليها بتفحص و يسأل بهدوء ..« أخبريني حبيبتي ماذا هناك هل ضايقك أحدا في المعهد »
أخفضت عينها تهرب من نظرات شقيقها و هى تقول بخفوت « لا أخي كل شئ بخير و لم يضايقني أحد كل ما هنالك أني أريد أن أخبرك أن .. أن » تردد في الحديث مما جعله يقلق فقال يحسها بنفاذ صبر ..« ماذا هدية لقد أقلقتني صغيرتي »
قالت بهدوء ظاهري ..« هناك من يريد أن يتقدم لخطبتي و كان ينتظر عودتك ليأتي إليك للحديث »
أتسعت عيناه بدهشة فهو من كل الأحاديث المحتمله لم يتوقع هذا الحديث شقيقته الصغيرة تريد أن ترتبط بأحدهم من و متى ظهر في حياتها و أين تعرفت عليه و أين كان وقتها ..؟؟ يا إلهي أنها فقط في التاسعة عشر و لم تنهى دراستها بعد تسأل بريبه يحاول كتم غضب داخله تجاه تعرفها لآخر ومن خلف ظهره و لكنه لا يريد أن يظلمها فهو يعلم أخته بريئه للغاية و لكنه يعلم أيضاً أنها ليست سهلة المنال كبعض الفتيات و تتأثر بالحديث المعسول من بعض الشباب التافه الذي يضيع وقته بالتعرف على الفتيات و إقامة علاقات عابرة ..« من أين تعرفتي عليه هدية »
أرتبكت هدية فهى لا تعلم ماذا تخبره ..هل تخبره أنها لم تره في حياتها إلا منذ بضعة أيام فقط و أنها لم تتعرف عليه حتى رأته في مكتبه عندما خطفها رجاله و هى من كانت تدعوه حبيبها ..أشتعل عقلها و قد طال صمتها و هى تبحث عن كذبة مقنعه لتخبره بها جعل سيف يتسأل بقلق عما تخفي عنه حقا ..حسنا ستخبره أنها تعرفت عليه في المعهد لديهم شعرت بالذنب تجاه كذباتها المتتالية على أخيها و لكن ماذا تفعل لقد غرقت و أنتهى الأمر ..قالت بهدوء تجبر نفسها على الحديث و ضربات قلبها تصم أذنها ..« تعرفت عليه في المعهد لدينا أخي » 
سألها بجمود ..« هل هو أحد الطلبه أم الأساتذة لديكم »
قالت بارتباك ..« لا هذا ولا ذاك »
زفر بضيق من تكتمها ..« هل أعرفه »
أجابته هدية ..« لا أعلم هل تعرفه أم لا أنا سأبلغه أنك أتيت و أنت ستتعرف عليه بنفسك »
قال سيف بضيق و قد فاض الكيل ..« ما أسمه أذن الا لديه أسم أيضاً أم هو سر حربي »
هدية بقلق تخشى أن تخبره أسم عامر فيربط بينه و بين صورة عامر عنده فليأتى عامر و يتصرف مع أخيها و ليوجهان غضبه معا و لعل عامر يستطيع أن يمتص صدمته قالت بتصميم ..« ستعرفه عندما يأتى أخي هو سيعرفك بنفسه حسنا » 
نهض سيف من مقعده و قال بحنق ..« حسنا أبلغيه أن يأتى غداً في التاسعة لأراه ..» رفع أصبعه محذرا ..« و أعلمي إذا لم أجده مناسبا فأنا سأرفض و لا رجعة في كلامي فهمتي»
أشاحت بوجهها لا تريد أن يرى أخيها الذنب مرتسما في عينيها قائلة ..« حسنا أخي » ثم حدثت نفسها ..« فليحاول عامر إقناعه أذن أن أستطاع »


كانت تسير كما أعتادت وحيدة بعد إنتهاء يومها الدراسي حامله حقيبتها الشبابيه على ظهرها ..وجدته يقف مستندا على سيارته كالمرة السابقة يدخن سيجارة ألقى بها عندما رأها و هو يقف معتدلاً ينتظر قدومها إليه كانت تود لو تجاهلته و رحلت تاركه إياه يقف هناك عقابا له على عدم إنتظاره كما أخبرته حتى تبلغه هى بمجئ أخيها أخفضت رأسها تنظر للأرض تدعي عدم رؤيته و تحاول تخطيه ..عندما أمسك بيدها يوقفها قائلاً بغضب من تجاهلها له « هدية توقفي يا فتاة ألم تريني منتظرا » 
نفضت يدها من يده مزمجرة بغضب مماثل .. « ألم أقل لك الا تأتى و سأخبرك عندما يعود أخي »
أجابها ببرود ساخر بعد أن ترك يدها حتى لا تغضب أكثر و تفعل فعل أحمق في الطريق ..« و لكنه أتى و أنت لم تخبريني »
نظرت إليه بحنق قائلة بحده ..« هل تراقبني سيد عامر »
هز كتفيه بلامبالاه ..« لم تفهمين الأمر هكذا أعتبريه حماية مني لك حتى يأتى أخيكي من سفره »
رفعت أصبعها في وجهه ..« أسمع سيد عامر هذا لا يعطيك الحق في ملاحقتي و مراقبتي و إذا حدث و وافق أخي على الخطبه أعلم أنك لن تتحكم عندها بحياتي و لن أسمح لك أن ترسل جواسيسك خلفي سمعت »
ظل ينظر إليها بصمت و هو يتفحصها يتطلع لشعرها القصير الأسود يتطاير حول وجهها يلامسه بنعومة بفعل نسمات الهواء الهادئة يلمس جبينها  برقه هذه السمراء الصغيرة من تظن نفسها حتى تلقي بوجهى تحديها هذا ..قال عامر و هو يضع يده في جيب سرواله يسألها بتعجب ..« لم تقصين شعرك قصير هكذا كالصبية لمَ لمْ تتركينه يطول فهو ناعم و جميل جدا بلونه الأسود » 
أرتبكت هدية و أحتقن وجهها حرجا ..و هى تتطلع إليه بريبه هل يقول أنها تشبه الصبيه أم أن شعرها جميل أجابته حانقة  ..« و ما يهمك أنت إذا قصرته أم تركته يطول هل أنت ستتزوجني هل حقاً تظن أننا سنكون خطيبين حقيقيين لتقول رأيك فيما يخصني ..»
قال ببرود ..« لا لن أتزوجك فأنا عندما سأتزوج سأختار أنثى و ليست طفله  سترتدي الأثواب الجميلة و ليس الچينز الممزق  سترتدي الأحذية العالية و ليست  الرياضية و كأنها ذاهبه للنادي أو للسير الطويل  ستكون مؤدبه وليست قليلة الحياء كالبعض  ستكون فتاة و ليست صبي  » أقترب منها يسأل بفضول و هو يرى ملامحها الشاحبه بعد حديثه ..« هل أخبرتي أخيكي »
أشاحت بوجهها و قالت بضيق ..« نعم لقد أخبرته و لكن لم أستطع أخباره عن شخصك لا أعلم لم خشيت أخباره عنك تركت لك هذه المهمة ..و لتعلم إذا رفض أخي أعتبر أتفاقنا لاغ و لن أستطيع مساعدتك بعد ذلك و عليك أن تبتعد عن حياتي » 
سألها عامر بهدوء ..« إذا متى سألتقيه »
أجابته ببرود تريد الرحيل و الإبتعاد عنه قدر المستطاع «اليوم في التاسعة مساءاً في منزلنا و لا تأتى بحارسك فهى نقطة ليست في صالحك لدى أخي »
أبتسم عامر فنظرت إليه بدهشة هل قالت مزحة ما ليبتسم ..قال عامر برقه جعلت قلبها يخفق بشدة ..« لا تقلقي لن أحضره معي كما فعلت الآن هل ترينه معى فأنا لا أريد عزولا عندما أراكي » 
قالت هدية و هى تهم بالرحيل هربا منه هذا الرجل مختل حتماً منذ قليل كان يزم في و ينعتني بالصبي و الآن يتغزل بي   لم رؤيته تجعلني مضطربة دائماً ماذا سأفعل في الأشهر القادمة إذا وافق سيف عليه « حسنا في التاسعة تعرف المنزل » أبتسمت بسخرية مكمله « نعم بالطبع تعرفه حسنا إلى اللقاء » رحلت هدية تاركه عامر يقف يراقب رحيلها بغموض و هى تسرع خشية أن يوقفها مرة أخرى أبتسم بمرح و هو يتجه لسيارته قائلاً ..« غريبة الأطوار حقا»


دخل منزله في السابعة ليبدل ملابسه قبل ذهابه إليها و موعده مع ذلك السيف وجد والده يجلس على الأريكة يتصفح الجريدة و كأنه ينتظر أحدا ما ..رفع شهاب الدين رأسه عن الجريدة عندما شعر بدخول عامر تطلع عليه بغضب يقول بحده وهو يلقي بالجريدة أمامه ..« تعال و أنظر يا سيد عامر ماذا يوجد هنا عنك » أكمل بغضب..« ألم أحذرك عامر من أن تنتبه لتصرفاتك فأنت لم تعد صغيرا على ذلك »
تنهد عامر بضيق ..« أبي أنا لم أعد أقرأ أو أشاهد هذه الأخبار حتى لا يذيد غضبي أكثر و أنا أبحث عن من وراء ذلك الأمر صدقني ..ليس هناك شئ من الحقيقة فيما يكتب عني فلم أهتم »
قال شهاب غاضبا ..« عامر كيف تقول هذا و أنت تقف بجوار بعض السيدات أو تتحدث معهم »
رد عامر بلامبالاه ..« أبي هذه مناسبات عامة طبيعي أن أقابل بعض النساء فيها و أتحدث معهن أنا حتى لا أعرفهم شخصياً مجرد أحاديث عادية لا أكثر »
قال شهاب بحزم غاضب ..« فلتتزوج عامر و تنهي هذه الشائعات من حولك فالأمر لم يعد يحتمل »
أجابه عامر بهدوء ..« حسنا أبي »
أتسعت عينى شهاب بدهشة و سأل بريبه ..« حسنا ماذا عامر» أجابه عامر بإستسلام ..« سأتحدث معك غداً في الأمر أعدك فقط ليس الآن أرجوك »
تنهد شهاب لا يريد الضغط عليه أكثر حتى لا يعند أكثر فهو يعرفه جيدا لا يحب أن يكون مجبرا على شئ ..« حسنا بني ماذا ستفعل الآن هل ستعود للخروج مرة أخرى »
أومأ عامر بهدوء ..« نعم أبي لدي موعد هام و لا أستطيع التأخر عنه »
أشار له شهاب بالرحيل ..« حسنا بني أذهب و لنتحدث غداً»
هز رأسه موافقا و هو يتجه لغرفته ليبدل ملابسه و يلحق بموعده مع شقيق هدية ..


كان يجلس يشاهد التلفاز و يقلب في القنوات يضغط على جهاز التحكم بغضب يكاد يحطمه من شدة ضغطه ..تجلس هدية بجانبه تريد أن تعرف سر غضبه من الأمر لهذا الحد .أقتربت منه تمسك يده الممسكه بجهاز التحكم أخذته من يده بيدها الأخرى تضعه بجانبهم على الأريكة و هى تمسك يده بكلتا يديها تضغطها بحنان قائلة بهدوء..« سيف ماذا بك لم أنت غاضب لهذا الحد أخي » لمعت عينيها بالدموع و هى تكمل ..« أقسم لك أخي أني لم أفعل شئ خاطئ يجعلك تخجل مني أو تتضايق و إذا كانت هذه الخطبه تضايقك لهذا الحد إذن أنا أيضاً لن.. لن أوافق و لكن لا تغضب مني أخي أرجوك أنا ليس لي سواك بعد أمي و أبي في هذه الحياة»
تنهد سيف و هو يستدير بجسده إليها يحتويها بين ذراعيه بحنان ..« أنا لست غاضبا منك أنت يا غبية.. أنا فقط غاضب من نفسي لأني أكاد أفقدك و سأبقى وحيدا هنا ..غاضب من نفسي لأنانيتي لأني لا أريدك أن ترحلي و تتركيني ..فأنت لست شقيقتي الصغيرة أنت إبنتي و لذلك لم يستوعب عقلي بعد أن صغيرتي التي حملتها فور ولادتها بين يدي هناك من جاء ليأخذها مني و يكون المسئول عنها و عن كل ما يخصها »
أبتسمت هدية من بين دموعها على شقيقها الحنون هذا فهى لا تعتبره شقيقها الأكبر فقط بل هو أبيها من أحتواها في شدة ضعفها بعد موت والديهم ليخرجها من كبوتها حينها ..« لا تخف أخي أنا لن أتركك أبدا و لن يبعدني أحدا عنك ستظل دوماً و أبدا كل حياتي و عائلتي حتى إذا تزوجت أو تزوجت أنت و أنجبت عشرة أبناء سأظل أنا إبنتك و شقيقتك و عائلتك أليس كذلك أخي »
أبتسم سيف يضمها و يقبل رأسها ..« هو كذلك يا حبيبتي هو كذلك »
سمعا دقا على الباب فزمجر سيف بضيق و هو ينظر لساعة يده ..« ها قد جاء خاطفك في موعده يا فتاة »
ضحكت هدية ..« إذا أذهب و أدخله و أنا سأذهب لأبدل ملابسي حسنا » نهض موافقا و هو يتجه للباب ..« حسنا أسرعي »
ذهبت لغرفتها لتبدل ملابسها و دقات قلبها تخفق بجنون تخشى مواجهتهم لبعضهما فهى باتت أكيده من رفض شقيقها لعامر مع كل ما ينشر عنه من شائعات و هل هى شائعات هدية من أين لك أن تعلمي ...فقط أنا أعلم لم يكذب على كان يستطيع أن يخبرني أنه يريد شغل الصحافة بشئ أخر دون أن يوضح لي شئ أليس كذلك ..
فتح سيف الباب مبتسما بترحيب في وجه القادم الذي تلاشت أبتسامته بمجرد أن شاهد عامر واقفا على الباب بطوله الفارع و أبتسامته المتكلفه و ملابسه المهندمه الغاليه نظر إليه سيف بدهشة مسمرا أمام الباب فقال عامر بسخرية مستفزه ..« الن تسمح لي بالدخول يا رجل فأنا ضيفك على اية حال »
سأل سيف بريبه غير مصدق هل هذا من أتى لخطبة شقيقته يا إلهي .. عامر شهاب الدين « هل أنت من أتى ليتقدم لشقيقتي حقا »
قال عامر بضيق فهو للان لم يسمح له بالدخول أو يرحب به ..« هل سنتحدث على الباب هكذا ليرانا جيرانك توقفني على بابك » 
أفسح له سيف ليدخل فهو ضيفه كما قال على اية حال دخل عامر يتطلع حوله في المنزل الصغير المرتب ..أشار إليه سيف ليدخل غرفة الجلوس بمقاعدها الكبيرة و سجادتها النظيفه و لوحاتها المفرحه أشار له سيف بالجلوس ..« تفضل و أخبرني يا هذا من أين لك أن تعرف شقيقتي و لما رجل مثلك يريد أن يرتبط بفتاة صغيرة مثل شقيقتي و التي تصغره بخمسة عشر عاماً على الأقل »
قال عامر بهدوء و هو يجلس على المقعد بأريحيه مستفزه ..« بل أربعة عشر عاماً فقط »
قال سيف بغيظ ..« و أن يكن فالفارق مازال كبيراً »
نظر عامر بضيق قائلاً بسخرية..« هل ستقف على رأسي هكذا تخيفني بغضبك »
قال سيف ببرود متجاهلا أشارته ليجلس ..« أخبرني لما شقيقتي يا هذا و هى الفتاة العادية العادية جدآ بالنسبة لرجل مثلك يظهر دوماً مع جميلات المجتمع كل يوم في صفحات الجرائد »
أجابه عامر يحاول أن يهدئ فشقيق هدية شخص مستفز لابعد حد « أنت تقلل من قدر شقيقتك يا رجل »
قال سيف بغضب و هو يرفع أصبعه في وجهه محذرا ..«أنا أعرف قدر شقيقتي جيداً يا هذا و لذلك أخبرك أنك أقل شئنا من أن ترتبط بصغيرتي فهى بريئه و أنت .. أنت رجل ذو سمعه سيئه و أنا لا أقبل لشقيقتي شخصاً مثلك فهى تستحق الأفضل و أنت لست الأفضل برأى »
قال عامر ببرود فقد طفح الكيل من هذا السيف و معاملته السيئه « إسمي عامر .. عامر شهاب الدين رأفت ..و ليس هذا أرجو منك أن لا تنسى ذلك أبداً فأنا سأصبح زوج شقيقتك الصغيرة كما تقول » ثم وضع قدمه فوق الأخرى مستفزا سيف ..« فلنسألها ماذا تريد أولاً ثم تجيبني أنت ستضع سعادة شقيقتك فوق كل شئ أليس كذلك ..سيف »

عقد سيف حاجبيه بغضب و هو يقول بحده مؤكداً على أهمية رأيه لشقيقته و أنها ستنفذ قراره أي كان  ..« هى لن.. لن تراجعني في قراري »
سأله عامر بريبه و قد شعر بالقلق من ثقة سيف المفرطة في نفسه و شقيقته ..تطلع عليه بتفحص ..« ما هو وجه أعتراضك على شخصي سيد سيف  تحديداً .. إذا كان ما ينشر عني  في الصحف فأنا أوكد لك أنه كذب و لا يمت للصحه بصله ..أما فارق العمر بيننا فهو ليس كبيراً لهذا الحد كما تصوره أنت  فهى لا تصلح لأن تكون إبنتي على اية  حال
كتف سيف يديه أمام صدره  قائلاً ببرود أثار استياء عامر جعله يرغب فى لكمه على وجهه من شدة غيظه ..« كل هذا لا يعنيني  أنا أرى أنك لست مناسبا لشقيقتي أرجو منك أن توفر  الجدال  معى و ترحل الآن بدون إزعاج منك لي أو لشقيقتي » 
أستفزه عامر   سيف عندما أجابه بنفس بروده ذادها بغطرسته و غروره  مؤكداً « أنا لن أرحل من هنا إلا إذا  سمعت ذلك من هدية و قولت أمامها عن  أسباب رفضك لي»
أنهى عامر حديثه عندما دخلت هدية تحمل بيدها صينية تقديم كبيرة تضع عليها بعض  أكواب العصير و أطباق الحلوى ..كانت ترتدي ثوب قصير وردي بأكمام قصيرة  يلتف حول خصرها يحتضنه لينزل منسدلا حولها  يظهر ساقيها الصغيرة السمراء  و تظهر أصابعها من حذائها الخفيف  وضعت ما بيدها على الطاولة  و هى تنظر لأخيها الحانق بقلق و قد أسقط في يدها  تتسأل بخوف عن نتائج مقابلتهم لبعضهما  تتطلع لسيف الحانق و عامر الجالس ببرود مستفز 
سألت سيف بقلق ..« ماذا هناك أخي لما تقف هكذا هل حدث شئ أغضبك »
أتجه سيف لشقيقته ليحتوي قلقها كما يفعل دوماً  وضع ذراعه حول كتفيها  يقربها منه بحنان ليجلسها بجواره على الأريكة ..« لا شئ حبيبتي أنا لست غاضبا من شئ كنت أتحدث و عامر عن الأمر فقط أطمئني »
قال عامر ببرود ..« أن شقيقك لم يوافق هدية و أنا فقط أنتظر أن يقول أسباب رفضه لي  »
نظرت هدية إليهم بقلق  تخشى أن يحتد الأمر بينها فيخطئ عامر بالحديث و يقول على أتفاقهم  فهو لن يخسر شئ ويستطيع أن يخطب أي من النساء اللواتي يظهر معهن  و لكن هى من ستخسر ..ستخسر محبة أخيها لها عندما يعلم بكذبتها  تسألت بقلق .. « ألم توافق أخي» ثم  قالت بإستسلام ظهر لأخيها حزنا ..« حسنا أخي كما تريد أنا لن أراجعك في قرارك كما أخبرك من قبل »
غضب عارم إجتاحه و لم يظهره لكلاهما و يقول ببرود ..« أليس من حقي أن أعلم أسباب رفضي »
ود سيف لو يخنقه على بروده هذا حقا أنه شخص مستفز لابعد الحدود ..« لقد أخبرتك عن أسبابي و لن أكررها »
أستفزه عامر  أمراً ..« لا أريد سماعها مرة أخرى في وجود هدية  لتعلم هى الأخرى لما ترفضني »
أجابه سيف بغضب ..« يكفي سمعتك لارفض و فارق العمر بينكم »
قالت هدية تسأله ..« ما بها سمعته سيف أخبرني »
نظر إليها  سيف بدهشة أين تعيش شقيقته الا تقرأ الأخبار الا تتصفح الانترنت أو المجلات هذه الفتاة غريبة حقا ..« الا ترينه في الصحف كل يوم يظهر مع امرأة مختلفة عن الأخرى .. النساء في حياته رخيصات يبدلهن كما يبدل ملابسه »
هدية بهدوء واثق جعلت أخيها يندهش أكثر منها كيف تثق به بهذا الحد  « أخي أنا لا أصدق ما ينشر عنه في الصحف  فعامر قد أخبرني عن الأمر و صدقني كل هذا كذب »
قال سيف بدهشة. .« وصدقته هكذا ببساطة »
أرتبكت هدية  تخفض رأسها بخجل  ..«  نعم أخي صدقته فهو يبحث عن الشخص الذي يريد تشويه صورته و ينشر عنه تلك الشائعات و حين يجده ستعرف صدق عامر »
تذمر سيف و أحتقن وجهه ..« و ماذا عن فارق العمر بينكم فهو كبير جدآ عليك ..»
أجابته هدية بخجل و قد أحمر وجهها  من كثرة كذباتها  على أخيها تنهر نفسها” أيتها الكاذبة الحمقاء“ ..« سيف أنا لا أريد شابا صغيرا . أريد أن  أرتبط برجل  يستطيع أن يحتويني و يتفهمني كما تفعل أنت  و ليس شابا لا يقيم للحياة وزنا ..
..أريده مثلك أخي و عامر يشبهك كثيرا أخي أنه طيب و حنون و متفهم و يحبني كثيرا  لهذا  أنا أريده » 
نظر إليها عامر وشعر بخفقاته تذداد وتيرتها و هى تتحدث  عنه بتلك الطريقة   لتقنع أخيها لقد كاد أن يصدق حقا أنه هو نفسه يحبها كما تدعي  ..يا إلهي هذه الفتاة ممثله بارعة لقد صدقت حقا أنها  تحبني و هى كل ما يهمها هو الوظيفة و صورتها أمام الفتيات في المعهد  ليس أكثر .. حقاً  هدية واضح أنك تستطعين إقناع أخيكي أفضل مني أنا ..


تعليقات