
رواية شهد حياتي الفصل الرابع4والخامس5 بقلم سوما العربي
احتدت نظراته بغضب عاصف لاول مره يشعر به... لم يتوقع انه من الممكن أن يكون عصبى بهذه الطريقه ولكن نظراته تلك الموجه لهذه الصغيره حقاً تجعل الدماء تغلى بعروقه.
يونس:لأ... مدام شهد تبقى مراتى انا.
قالها بمنتهى التملك والتأكيد وهو يضغط على كل حرف.
بهت وجه مدحت كليا وتبادل النظرات بينه وبين يونس وشهد التى كانت تنظر أرضا تشعر بالحرج تماماً. لا تعرف لما تشعر بالحرج الشديد وأيضاً لا تعلم اى تفسير لنظرات يونس الغاضبه هذه.
نطق مدحت اخيرا وهو يحاول استجماع صوته قائلا :اززاى.. وو.. وامتى.
يونس بغضب:هو الى ازاى... مراتى... اتجوزنا النهاردة.
تنفست زوجة مدحت الصعداء وارتاحت معالم وجهها وقد لاحظ يونس ذلك بعيون الصقر كذلك لاحظ النيران المستعره باعين مدحت.
مدحت:مبروك عليك يا يونس بيه.
ومد يده بمجامله فصافحه يونس وهو ينظر له بجمود يخفى خلفه غيره جديده عليه كليا.
بعد مصافحة يونس مد يده لمروه يصافحها بمجامله هى الاخرى ومن بعده زوجته ثم توجه بالسلام بكل شوق وحب لشهد التى مدت يدها على استحياء منه ولكن باغتها يونس وهو يلتقط يد مدحت للسلام بدلاً منها. نظرت له بعضب وهى حقا مستغربه جدا من تصرفاته. أما مروة فكانت تغلى عضبا وحقدا وهى تراه يغار على تلك الشهد بينما لم يمانع من سلام هذا الرجل منها هى وهى أيضا زوجته وام ابنه ومنذ زمن وليست مثل تلك التى لم يمضى على زواجهم ثلاث ساعات ويغار وهى معه من اكثر من أربعة عشر عاما ولم ترى ولو وميض من هذه الغيره.
كان مدحت يقف وهو ينظر ليونس بحقد وغيره مع الغضب الشديد لأنه منعه حتى من وصلة السلام عليها... حتى السلام استكثره عليه.. منعه عن السلام على من عشق.. على نبض قلبه وجنونه. عشقها منذ ان وقعت عينه عليها ولكن سعد كان الاسرع فى كل شئ واختطفها منه ومن الجميع وحينما علم بوفاة سعد... لم ترمش له عين لصديقه ولكن اول مافكر به انها اصبحت خاليه... يمكنه اقتناصها لنفسه... يمكنه احياء حبه وعشقه وتعويض سنوات عمره التى ضاعت مع تلك التى لا تهتم سوى بالتطاول على الناس برتبة زوجها بالجيش. ولكن ماذا حدث. جاء اخاه واقتنصها لنفسه هو الاخر ومن لا بقتنص شهد من هذا الذى سيترك تلك الفرصه. لكنه لن ييأس لن يستسلم.
نظر لها قائلا بعيون تنطق عشقا :لو احتاجتى اى حاجه يا شهد اروجوكى.. ارجوكى كلمينى.
لم يستطع التحمل اكثر من ذلك.. حاول فعلا لكنه لم يستطيع وبثانيه واحده انقض على مدحت وهو يقبض عليه من ياقه قميصه وسط زعر زوجته وشهد التى شهقت وهى تضع يديها على خديها فبدت أكثر واكثر لطافه.
يونس بغضب وغيره:اسمها مدام يونس العامرى فاهم.. اسمها ده مايتنطقش على لسانك انت فاهم... وحذارى...حذاري اشوفك فى مكان هى فيه... انت سامع.
هدر الاخيره بغضب صم جميع من بالمكان نظر مدحت له بغضب وتحدى ثم نظر اخيرا لشهد وهو يمنى نفسه بلقاء قريب ولن يتركها ابدا الا بعدما بطلقها من هذا الضخم وياخذها لنفسه
تحرك بغضب تاركا يونس يغلى من الغيره.
جلس على المقعد بجوارها قائلاً بحده :يعرفك منين.
شهد بغضب :ايه يعرفك منين دى.
يونس بغيره :ردى على سؤالي... يعرفك منين... ده عرفك من.... نظر لها بهيام وعشق قائلا :من عنيكى.
ابتسم بداخله بسخريه فعيونها لا يوجد لها مثيل كيف لا يميزها بها وهو قد غرق بها موتا أيضاً.
شهد بخجل:ماهو... احمم... ماهو عارفنى من قبل ما انتقب.
احتدت عينه باحمرار من كثرة الغضب :نعععععععم..... ازاى.
شهد بتلعثم :ماهو... انا اتعرفت عليه هو وسعد في نفس الخناقه.
قطب حاجبيه بجهل قائلاً :خناقه.... خناقة ايه.
شهد :هو حضرتك ماتعرفش انا اتعرفت على سعد ازاى.
يونس وهو مازال بغضبه:لا.
شهد :انا اتعرفت عليه فى خناقه لان كان فى واحد بيحاول يدخلني لعربيته بالعافيه وصوت لحد ما الناس اتلمت ولحقونى وروحنا القسم وسعد كان هناك. وبعدها جه خطبنى على طول بعد ما سأل عليا واهلى اصروا انى انتقب حتى وكيل النيابه كمان اقترح عليهم كده كحل يعنى.
تصاعدت النيران داخله بغضب فهذا المدحت يعرف معالم زوجته وهو لا.. يا للعجب... ولكن اهدء يونس.. اهدء لما كل هذا الغضب لما... مهلاً مهلا... مروه.. مروه هنا. تذكرها من نظرات تلك الطفلة المرتبكه وهى تنظر لها فاستعاد عقله انهة مازالت معهم نظر لوجهها المحتقن بالغيره والحقد وزفر بغضب ولكن لا بأس فسينفرد بها بعد قليل في منزلهم.
تنهد بعمق وقال لهم وهو يقف:يالا بينا. ثم نظر لأحد الجارسونات طالبا الحساب.
وقف بشموخ وهيبه فوقفت مروه على الفور وتأبطت ذراعيه بزهو ولكنها تحاول ان تخفى غضبها وحقدها فهى لم يخفى عليها نظرات الغيره والتملك التى تنطق بها أعين زوجها منذ قليل.
نظر خلفه لها وجدها تنظر لهم باستياء حقا هذا العشاء كان اكثر من مخجل بالنسبة لها وترى انه من الافضل ان لا تأتى وتتطفل عليه وعلى زوجته. فهم نظراتها جيداً ولكنها تابعت سيرها خلفهم بصمت وهو يمنى نفسه بمصالحتها... وربما ليله ساخنه له معها. عند هذه الفكرة واشتعل جسده مطالبا بها.. ترى ماهو شكلها.. ترى ماهيئة..... مهلا يونس مهلاً اصبحت منحرفا جدا.
وصلوا المنزل وصعدوا للطابق الثانى حيث تجلس جورى بجوار مالك الذى يحول بينها وبين الجميع.
كامل بنفاذ صبر:يابنى بقا ما ينفعش كده.
مالك بزهو:ده اللى عندى... ممنوع تقرب منها.
عزيزه:واد يا مالك... ده جدها... مش هنخلص بقا من خنقاتكوا دى.
مالك:تيتا.... انتى اخر واحده تتكلمى ده انا لسه عامل معاكى واجب وعليه المفروض ماتحاوليش تقربى منها شهرين قدام.
عزيزه بصدمه:كل ده عشان سرحتلها شعرها.
مالك بتملك:وهو ده شويه.... ده سبحان من سكتنى عليكر بس عشان بس مش بعرف اسرح... بس ماعلش هتعلم عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى.
قال الاخيره وهو ينظر لها ويبتسم بصدق وهى تبتسم له أيضا ببراءة.
ريهام :طب انا طيب يا مالك.
مالك:عمتو انتى حبيبتى وبحبك... بس بعيد عن جورى.
نظروا له وهم يتنهدوا بيأس فهم يحاولون معه من فتره ولكنه مازال على موقفه المتملك.
دخل يونس مع مروه وشهد فركضت جورى بسعادة لشهد التى فتحت لها ذراعيها بحنان وسعادة. نظر يونس لأول مرة لجورى بغيره شديدة. ولكن لا بأس فهو سيمرمغ نفسه داخل هذا الحضن بعد قليل. ولكن مالك صاح بغضب :جوووورى... ثانيه واحده وتبقى جنبى حالا.
هزت شهد رأسها بيأس ثم اقتربت منه ومعها جورى وهى تتحدث له بحنان ونعومه:ايه يا مالك حتى انا.
نظر لها بهدوء فهو يعلم كم هى حنونه معه حتى اكثر من والدته فقال :كفايه بسيبها تنام معاكى بالليل.
ضحكت بمرح شرح صدر يونس قائله :امال هتنام فين... انا الى امها على فكره.
مالك:شهد.. ماتعصبنيش.
يونس بحده :ولد... احترم الى اكبر منك.. ايه شهد دى.
مالك:أكبر منى... ده هما 9سنين ياوالدى.
نظر له بصدمه وتفاجئ وكأنه كان بحاجه لمن يذكره طفله...حقا طفله وهى قريبه جداً بالعمر من ابنه وعند هذه النقطه نظر بغيره ليدها الموضوعة بحنان على كتف ابنه.. ولكنه حاول دفن هذا الشعور بقوه متظاهرا بالقوة والتماسك.
شهد:طيب بعد اذنك يا لوكا هاخد بقا جورى عشان ننام.
ابتسم لها مالك قائلا :لأ.
شهد بصدمه :نعم.. ليه.
مالك:لسه بدرى... وكمان انا مش مستحمل انها تنام بعيد عنى.
كان يستمع لهم وهو في عالم اخر أخرجه منه والده وهو يناديه قائلاً :يونس... يونس.
انتبه له قائلاً :نعم.. نعم سيادة اللوا.
كامل بحرج وهو يتبادل النظرات مع عزيزه قائلاً :عايزك جوا ثواني.
نظرت لهم مروه بابتسامه خبيثه وهى تعلم بماذا سيخبره والده.
اما شهد فبمجرد دخوله غرفه المكتب مع والده اخذت جورى وذهبت لاعلى سريعاً.
بالداخل انتفض من مقعده بحده وغضب :ايه... ايه اللي بتقولو ده يا بابا.
كامل بقلة حيله:زى ما سمعت يابنى.
يونس بدون حياء لاول مره أمام والده :لكن ازاى.. ده حقى..... ولازم اخده.
نظر كامل بتفاجئ فمنذ متى وهو يتحدث هكذا.. ويعلن عن رغبته بها علنا وامام والده وهو دائما كان الابن الوقور ورجل الأعمال ذو الهيبه والشموخ.
خرج من غرفة والده وهو يزفر بعضب وينوى الحديث معها أو حتى اخذها غصبا.. ولكن لا يا يونس فأنت لن تفرض نفسك عليها أبدا.
نظر حولها ولم يجدها سأل عنها فاجابته مروه بخبث:طلعت واخدت بنتها وقالت هيناموا فى حضن بعض.
نظرت له وهى ترى احتقان عينيه بغضب وهو يحقد على ابنة اخيه والتى ستنعم بحضن والدتها الذى كان يمنى نفسه به منذ قليل قبل أن تهدم كل أحلامه عندما علم بشرطها اللعين هذا.
وبكل غباء تحركت مروه بغرور ولم تكلف نفسها محاولة تدليل زوجها فهو سيأتى خلفها بلا مجهود يذكر فلا مأوى لديه الان غيرها.
مرت الأيام وشهد ترتدى النقاب دائما في وجود يونس غير معترفه به زوجا لها مما اغضب يونس كثيراً ولكن صمت... ولا يعلم لما صمت.
لكنه عيناها... واااااااااااه من عيناها التى جعلت النوم يجافيه.. كلما اغمض عينيه تذكرها.. كلما تقابلوا تتعلق عينه بعينيها ولما لا فهى الشئ الوحيد الظاهر له منها.
كان يدقق فى كل تفاصيلها.. حنانها ومعاملتها الجميله لامه وأبيه.. صداقتها هى واخته.. حنانها الذى تغرق به ابنه وكم غار من ابنه ومن دلالها له ومزاحهم معا.
لكنه للان لم يراها.. رغم أنها زوجته.
فى مساء يوم الخميس كانت ملك اختها قد جاءت لزيارتها وجلست معهم ريهام يتسامرون ويمزحون وقامت شهد لجلب بعض المسليات.
اشارت لها ملك بعينيها بغمزه قائله:لسه ما شافهاش.
ريهام :لسه.
ملك :ومروه طبعا مش عاتقاها.
ريهام بحزن:لأ.
ملك:يبقى نخليه يشوفها.
ريهام بخبث:قول يا معلمى قووول خلى ابليس يتعلم... انا معاك فى اى حاجة.
ملك بدهاء:مش بكره الجمعه وبتتجمعوا كلكوا.
ريهام :اه.
ملك :طب اسمعى بقى.....
فى صباح يوم الجمعة وكالعادة قامت شهد بطهو الطعام مع ريهام وعزيزه فقط اما مروه فلم تأتي بعد وبالطبع ستأتي وهى تتأبط زراع زوجها بكل غرور وتجلس تنتظر شهد وريهام يضعون الطعام كالخدم وهى تضع قدم فوق قدم.
وضعوا الطعام فى الفرن ووقفوا فى انتظار نضجه.
ريهام :خلاص يا شوشو... احنا كده خلصنا... اطلعى انتى خدى دش وتعالى يالا.
شهد :طب اجهز معاكى السفره.
ريهام :يابت خلصنا خلاص هعملها انا.... مانتى عملتى معايا الاكل كله اهو... هى السفره شغلانه.. يالا.... ريحتك كلها اكل الصراحه.
شهد:هههههههه ومين سمعك ده انا مش طايقه ريحتى... هطلع اخد دش وانتى خلى بالك من جورى.
ريهام بمرح:اخلى بالى من اى حاجة إلا جورى.... انا مش اد مالك.
ضحكت شهد بصخب واتجهت لشقتها كى تنعم بحمام منعش.
بالاسفل حضر يونس ومروه تتعلق به كالعلقه. ظل يجوب بعينه يمينا ويسارا يبحث عنها. ذات العيون القاتله ولكن اين هى.
لاحظ الجميع نظرات عينه التى تبحث عنها فظلت مروه تهز قدميها بعصبيه وغيره.
وضعت ريهام وعزيزه الطعام ومروه مازالت جالسه تضع قدم فوق الاخره بغيره وهى ترى زوجها مازال يبحث عنها الى ان نطق اخيرا بحرج:اححمم.. امى... هى شهد فين.
ابتسمع الجميع بتسليه فأجابت ريهام بمكر:طلعت تاخد شور يا ابيه... اصلها تعبت اووى فى عمايل الاكل النهاردة وهى بتحب دايماً تبقى ريحتها حلوه... فلللللله.
قالت الاخيره بغمزه عين وتأكيد لهذا الذى اشتعل جسده بها من جديد.. مجرد حديث اخته عن عبيرها الاخاذ أشعل جسده بها.. ولكن اين هى.. مهلا.. لقد تعبت اليوم كثيراً.. فل تأتى فقط وساريحها بين ذراعى جيداً ولكن......
توقف عقله عن التفكير والتخيل عندما فتح باب المصعد وخرجت منه بزيها الاسود مما اغضبه كثيراً وشبت نار الغيره بصدره فهى مازالت ترتدى ملابس الحداد على سعد.
التقت عيناهم فنظر لها بغيره وغضب ولكن بالنسبة لها نظراته غير مفهومة ولا تعلم لما ينظر لها هكذا.
انتهى الطعام بين حنان شهد على طفلتها ومالك ايضا ومعاملاتها الرقيقة مع الجميع وتحاشيها النظر او التعامل مع يونس مما زاد غضبه وغيرته عليها فلم يخفى عليه حنانها ورقتها وشخصيتها الجميله جدا مع الجميع ماعداه هو فقط.
جلس في الشرفة يحتسى القهوة مع والديه ومروه التى جلست تضع قدم على قدم وتحتسى القهوه وكأنها سيدة القصر.
انتهت شهد من غسل يديها ووقفت تنظر بابتسامة لمالك الذى رفض ان تغسل هى يدى جورى ووقف هو بكل حب وحنان واهتمام يغسل هو لها يديها.
تقدمت ريهام منها بمكر قائله:شوشو... تعالى اوريكى الحاجات اللي اشتريتها.
ذهبت معها بحماس طفولى ودخلت غرفتها.
ريهام :بصى ده.
شهد :واااااو..... جامد.
ريهام :وبصى الفستانين دول.
شهد :حلوين اووى... مبروك عليكى.
ريهام :لأ حاسه انه مش حلو.
شهد :لا والله حلو خالص.
ريهام :مش عارفة يمكن لو شفته على حد قدامى اقدر احكم اكتر. انتى عارفه الحاجة لما بنشوفها ملبوسه قدامنا بنعرف نحكم اكتر.
شهد :لا ده بتاعك انتى... ماينفعش.
ريهام :يالا بقا... مانا صاحبته وانا الى بقولك يالا كمان عشان ماما تشوفه وتحكم اخده ولا ارجعه.
شهد:اوكى.
ريهام :يالا قيسيه وانا هشوف لو يونس مش برا هندهلك عشان كمان بابا يشوفوا.
فى الشرفه دخلت ريهام وطلبت من والدتها القدوم لرؤيه الفستان وخرجوا يطريقه تلفت النظر.
ذهبت سريعا وطلبت من شهد الخروج. فخرجت وهى مطمئنه ان يونس قد غادر والا لما نادتها.
كان مازال يحتسى قهوته بتلذذ إلى أن سقط منه لا إراديا وهو يرى امامه هيئه من الجنه.
فتاة أقل مايقال عنها بديعه... ترتدى فستان كت من اللون العنابى مما اضفى على بشرتها سحر ولمعان خاص بفتحة صدر كبيره يظهر منه صدرها المنتفخ ناصع البياض بطريقه تسبب الشلل. جسد اسطورى اشعله حقا.
رفع نظره الى وجهها... واااااااااااه من وجهها الجميل شفتيها التى تدعوك بإلحاح لالتهامها. ووجنتيها ذات اللون الوردي الجميل وانفها الصغير وعيونها اااه من عيونها.. ولكن مهلا... يشعر انه يعرف هذه العيون.. نزل بعينه مره اخرى الى جسدها الرهيب وساقيها الملفوفه ناصعه البياض.. من هذه.. من هذه.. من هذه... نطق بصوت مزهول :مين دى.
كامل بضحك:ههههههه... بتسأل ليه.
يونس بزهول وجسد مشتعل :هتجوزها.... والله اكتب عليها حالا.
كانت مروه تستمع لهم بوجه محتقن من الحقد والغيره وهى تدعى عليها ان تتشوه.
كامل :ههههههه يا خساره... بس هى متجوزه.
يونس ببلاهه وجنون وإصرار :مش مهم... اطلقها منه واتجوزها انا... انا يونس العامرى مافيش حاجة تستعصى عليا.
كامل بهتسريها الضحك:هههههههههه... طب خلاص.. ههههههه.. طلقها بقا.. هههههههه.. عشان تتجوزها تانى.
نظر له بعدم استيعاب إلى أن قال والده :ههههههههه... هو انت كل ده ماكنتش شوفت شهد.
صعقه وصدمه.. نظر مجدداً إلى عيناها.. هى.. هى.. هى. نعم هى نفس العينان التى سرقت من جفونه النوم.. ولكنه ابدا لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال أبدا.. اساسا لم يتوقع ان يوجد على الأرض ومن بين الخلق جمال كهذا ابدا.
لكنه قد تملك منه الغضب بشده.
كل هذا الجمال له ومن حقه وهى تخفيه عنه.. مهلاً مهلاً.. تظهر امامهم بهذه الهيئه وهو لا.. كيف يراها أحد بهذه الهيئه اصلاً هل جنت تلك الساحرة الصغيره..
خرج من الشرفه بغضب واتجه اليها حيث تقف وهى تدور حول نفسها وتريهم الفستان عليها من جميع الجوانب وكلما اقترب زاد جمالها وازاد اشتعاله أكثر.. شهقت بفزع وخجل وهى تراه موجود وقد رأها بهذه الهيئة تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها.
قبض على معصمها وسحبه خلفه بغيره وتملك جحيمى.
اما ريهام فالتقطت هاتقها وقامت بمراسلة ملك عبر الوتساب قائله:حصل يا بوص.
*************************
رواية شهد حياتي
الفصل الخامس
كان يقبض على يدها ويسير بغضب عاصف تتقافذ إلى عقله الأفكار... رآها والده وهى بهيئتها هذه وأيضا والدته وريهام.. كل هذا الجمال له وهى تحرمه منه وحتى من رؤياه.. مهلاً مهلا.. هذا المدحت يعرف بهذا الجمال كله.. هذا المدحت يعرف بهيئة زوجته الفاتنة وهو لا.. كل هذا الجمال ملك له.. ومحرم عليه.. ترتدى امامه هو النقاب مخفيه عليه كل شئ وتظهر أمامهم هكذا.
اما هى كانت تسير خلفه بتعثر وهو يسحبها خلفه بغضب يقبض على يدها بكفه الضخمة وهى تنصهر خجلاً من ملامسته لها هكذا ولكن خجلها الاكبر من هيئتها فهى كانت تحرص دائما على حدودها مع شقيق زوجها كما تفعل دائماً
ماذا سيقول عنها الان.. ماذا سيعتقد.. وزوجته... يالخجلها منها... كيف لها ان تظهر هكذا امام زوجها من المؤكد ان مروه الان تسبها بافظع الشتائم ولها كل الحق في ذلك.
كان يخطو سريعا السلم باتجاه شقته فهو لا يملك مفتاح شقتها. دخل وهو يسحبها معه وأغلق الباب بقوه.
لا يدرى ايفرغ فيها غضبه منها اما يقبلها بمنتهى الجنون والشغف. لكنها وقفت امامه قائله بتبرير:والله والله ماكنت اقصد. نظر لها باستغراب لتكمل هى باقل من لحظه :انا والله ماكنت اعرف إنك برا... اا. ا. ريهام قالتى انك خرجت.. والله انا.. انا اسفه.
كانت تتحدث وهى تبحث حولها بعينها عن شئ تستر بها مفاتنها الظاهره امامه بسخاء يسبب الموت المفاجئ. إلى أن وجدت أثناء حديثها وشاح حريرى اصفر فوضعته سريعا على كتفها فى محاولة لتغطية عنقها وصدرها .
اماهو كان يستمع لها بغضب وكلما تتحدث يزداد غضبه.. اهى تعتذر لانه وأخيراً رأها.. وماهذا تضع شيئا يحول بينه وبين رؤيه جسدها الجميل.
تقدم منها بغضب عاصف جعلها ترتعد وتنكمش على حالها. قبض على الوشاح والقاه أرضا وهو يقول بغيظ :شيلى ده
اتسعت عينيها بتفاجئ. بينما هو يمرر عينيه على صدرها وذراعيها. ازاد ذعرها وهى تراه يقترب منها ابتلعت لعابها بخوف قائله:دكتور... ماينفعش كده.
حاصرها بين ذراعيه والحائط وهو يلهث من شدة رغبته بها:اسمى يونس.. قولى يونس.
شهد بخوف:دكتور... ماينفعش كده... ماتنساش انى مرات اخوك.
رفعه رأسه بحدة قائلاً :انتى مراتى انا.
شهد بتفاجئ منه فى تعرف بمقدار حبه لسعد:حضرتك عارف ظروف جوازنا ووو. ابتلع باقى كلماتها وهو يلتهم شفتيها بقسوه وجنون. بينما هى اتسعت عينيها حتى استدارت من شدة المفاجئة. ظلت تضرب بذارعيه وظهره بقبضة يدها الصغيره ولكنه كان مغيب فى قبلتها القاتله. يقبلها وهو يشعر انه يقطف من شهد الجنه. دوامه عاصفة التفت به وقع اثيرا لها اكثر واكثر فى تلك اللحظة وياليليته لم يقبلها اكان ينقصها شئ كى يصبح مهووس بها اكثر مما هى عليه.. قلبته هذه والتى اعتقد انها ستطفئ ناره اشعلته اكثر واكثر وبات جسده مشتعل بل يحترق بها ويريدها حالا. فصل قبلته لتأخذ أنفاسها بعد قبلته التى طالت لدقائق. اخذت انفاسها وهى تتحدث بصعوبه:دددكتور يييونس. ااانا مررا.. رراات اخو.. ووك... مرا.. ات. سس.. عد.
هز رأسه بقوة وتملك رافضا :انتى مراتى انا.. بتاعى انا.. انتى فاهمه.
وانقض عليها يقبلها من جديد يريد الصاق صكوك ملكيته عليها. وهى تحاول التملص من بين ذراعيه. أما هو مازال مستمتعا بمذاق اول قبله بينهم قبلته الوحشية العنيفه. كان يقبلها وهو يعتصر خصرها بين ذراعيه.
قطع عليه نعيمه دخول مروه بغيظ فهى لم تتحمل اختفائهم معا لأكثر من ذلك وهبت من مجلسها تبحث عنهم فى كل مكان حتى أنها صعدت حيث شقة شهد وأخذت تضرب الجرس بجنون ولما يأست نزلت سريعاً الى شقتهم كى ترى أن كانوا بها.
اتسعت عينيها بغيره وحقد وهى تراه يحتجزها بينه وبين الحائط ويميل عليها يقبلها وكأن قبلتها هى التى ستحييه من الموت.
شهقت بقوه قائله :يوووووونس.
ابتعد عنها على مضض ونظر خلفه وجدها تقف والشر يتطاير من عينيها. لعن فى خفوت لانها قطعت عليه نعيمه وايضا لم يرد ان يؤذى مشاعرها وتراه فى هذا الموقف مع ضرتها فهى بالاخر انسانه.
اما تلك الصغيره فهى تكاد تفقد وعيها بعد ان ظبطت فى هذا الوضع المخل مع شقيق زوجها ومن هى التى امسكت بهم. انها زوجته هو.. تكاد تذوب قدميها اسفلها.. اصبحت كتله حمراء من شدة الخزى.
نطقت مروه بفظاظه وهى تقترب منها. قبضت عليها من ملابسها باشمئزاز قائله :بتعملى ايه يا سافله هنا.. واقفاله يبوسك... خلاص مش عارفة تمسكى نفسك... اه ياو******.
احتدت اعين يونس قائلاً بغضب:مرووووووه... سبيها.
نفض يدها عنها فنظرت له بسخط وهى ترى علامات الرغبه باديه على جسده بوضوح. بينما فرت شهد هربا من هذا الموقف المخزى جدا بالنسبة لها وصعدت الى شقتها واوصدت الباب خلفها وسقت هى تبكى بقوه وقهر.
اما عند يونس كانت تقف بشراسه قائله:ايه الى انا شوفته ده... ايه اللي كنت بتعملوا ده..... البت دى لازم تمشى من هنا انت سامع.
لم يجيب عليها بالحديث إنما هو على وجنتها بصفعه دوى صوتها فى ارجاء المكان.
رفعت عيناها له بصدمه قائله ببطئ:بتضربنى... بتضربنى انا. احتدت عيناها وقالت بغضب:بتضربنى انا عشان البت دى.
يونس:الى بتتكلمى عنها دى تبقى مراتى.. انتى فاهمة.. مراتى.. وانا مش هسكتلك لو عملتلها اى حاجة تضايقها.
تركها تغوص فى نار غضبها وغادر هو المكان بسخط عليها فهى قد قطعت عليه الذ لحظات حياته.
تجنب النزول على الدرج كى لا يقابل والداه.
جلس في سيارته وهو مغمض العين يتذكر قبلته معها ويقشعر جسده من مجرد التذكر. يالله اهكذا تكون القبل.. ام ان لشفتيها معنى خاص.
لكنه فتح عينيه بغضب وهو يتذكر حديثها وهى تذكره بأنها زوجة اخيه... زوجة سعد... سعد.. سعد... انه.. انه.. أخاه.. لا بل ابنه الكبير. هكذا كان يعتبره دائماً.. ولكنه... ولكنه وقع صريعا لهواها.. من قبل ان يراها.. عيناها التى ارقت مضجعه.. هدوئها.. مرحها حنانها... اهتمامها بالجميع.. خجلها وحيائها... كل هذا جعله يقع لها حتى قبل أن يراها او يرى جسدها..... ااااااه واااه من جسدها المغوى هذا.. الذى يشعل اعتى الزهاد.
ولكن اخاه... سعد... لا هو يعشقها... لكنها كانت زوجة اخيه... كانت... يعنى ذهب مع الريح.
اصبحت تأخذه الأفكار وتتطيح به فى جميع الانحاء. وكلما تذكر قبلته يشتعل جسده رغبة من جديد.
فى غرفة ريهام كانت تمسك الهاتف وهى تحاكى زوجها الذى عقد قرانهم فقط وتم تأجيل الزواج الرسمى بعد فترة الحداد على سعد.
ريهام :ايوه يا ابراهيم... زى مابقولك كده.. وقام سحبها والشر بينط من عنيه ولسه مانعرفش حصل ايه.
إبراهيم بضحكات عاليه:ههههههه.. ده انتى طلعتى داهيه.. ايه متجوز ريا وسكينه.
ريهام:لا انا ريا بس... ملك هى سكينه بتاعتى.. تونزى.
إبراهيم بنبرة تسليه وفضول:طب ومروه.
ريهام:ههههههه. الفضول قاتلك صح... ماشاءالله.. نفس جيناتى.
ابراهيم بنفاذ صبر:هاااا. يابت قولى بقا.. مابحبش جو الإثارة والتشويق ده.. هاتى الفيلم من اخره.
ريهام بحنق:يابنى لا إثارة ولا نيله انا فعلاً ماعرفش ايه اللي حصل بعد كده.. انا وفقت راسين في الحلال وخلاص.
إبراهيم بحنق:طب كان اولى توفقى راسى انا وانتى... بدل مانا هخلل جنبكوا كده.
ريهام :فى ايه ياض مالك ماتنشف كده.
إبراهيم :ياض.... فى أنثى تقول لخطيبها ياض... انا شكلى اتخميت فيكى ولا ايه.
ريهام :اه مانت الى سايب كده على نفسك.... اسد يا ابراهيم فى ايه.
إبراهيم :اه.. اهى قلبت على( على ربيع) اهى... سلام يا ريهام سلام.
ريهام :استنى بس.
إبراهيم :لا استكفيت.
ريهام :هههه. خد هقولك.
إبراهيم :سلام ياريهام سلام... ده أنا لو بكلم عم عبده بتاع الكشك الى تحتنا هيتدلع معايا عن كده... سلام.
واغلق الهاتف فى وجهها فنظرت له بزهول قائله:هو قفل فى وشى ولا انا بيتهئلى. تفحصته مجددا إلى أن رددت قائله :لا قفل فعلا... ماشى ياواد ياجوزى يالى اسمك هيما.
ثم نظرت للهاتف تعبث به فهم هكذا دائما فى مناوشات وشجارات ومزاح وهى تعلم انه خمس دقائق وسيهاتفها او هى تهاتفه ويتحدثوا وكأن لم يحدث شئ فهم نفس العقليه ونفس الطباع وأيضا نفس الجنون وهم يعشقون جنان بعض.
اما على الجانب الآخر كانت مروه تتحدث في الهاتف مع اختها غاده بحنق:زى مابقولك كده.... طلعت لاقيت البيه نازل فيها بوس كأنه شاب فى العشرينات ومعاه صاحبته فى الكليه.. انتى متخيله... انا شوفته بهيئة عمرى ماشفته فيها وهو معايا انتى فاهمانى.
غاده :يانهار اسود لو الى فهمته صح.
مروه :ايوه هو اللى فهمتيه ده.
غاده :من بوسه بقى كده.
مروه:ماهو ده اللى هيشلنى... ده بيبقى معايا مده على مايوصل لكده.... هطق... هطق... والله مانا سيباها.
غاده بشر:البت دى لازم نخلص منها من اولها كده.. ده مابقالهوش اسبوعين متجوزها وبقى كده امال شهر شهرين هيوصل لأية.. يطلقك عشانها.. وتسيبلها هى الجمل بما حمل.
مروه بجنون وطمع:لاااااا. فلوس يونس كلها ليا انا.... وهى هتفضل مرات سعد تاخد اخر الشهر كام قرش يادوب يكفوها.
غاده:يبقى نخلص منها.
مروه بغباء :هقتلها واخلص منها.
غادة بشر ودهاء :طول عمرك غبيه... عايزه تموتيها عشان يتهموكى فيها.. ايه هتسميها ولا هترميها من البلكونه.
مروه :خلاص حادثة عربيه فى الشارع وتبان قضاء وقدر.
غادة :وافرضى كانت قطه بسبع ارواح ونجت منها.
مروه :طب اعمل ايه.
غاده بدهاء ثعالب:تكرهيها فيه وهى الى هتبعد وتهرب منه.
مروه :يعني اعمل ايه.
غاده :هقولك.. بصى ياستى.......
اما فى شقة تلك المسكينه كانت تقف تحت المياه وهى تمزق شفتيها بيديها تزيل أثر شفاه يونس وعيونها تذرف دمعا... خرجت من المرحاض ووقفت امام صورة زوجها وهى تبكى قائله:اسفه... اسفه ياسعد... والله ماكان بمزاجى... هو. هو كان اقوى منى.. حاولت امنعه ماعرفتش.ثم اخذت تبكى وتبكى من جديد.. دقائق وذهبت لغرفة ابنتها.. ثمرة زواجها من سعد اخذتها باحضانها وغفت للصباح.
فى صباح اليوم التالى
استيقظ يونس من نومه ودخل الى المرحاض سريعاً فهو قد اتى ليلا متأخراً وقد تعمد ذلك حتى يتجنب وقت استيقاظها كى يمنع نفسه عنوه عن الذهاب اليها واخذها بالقوه فهو قد بات ليله مشتعلا بها بقسوه.. كذلك كى يتجنب الشجار مع مروه والتى يعلم أنها لن تمرر ماحدث بسهولة ولكنه لا يهتم.. تضايق من رؤيتها له معها فقط حفاظاً على مشاعرها كزوجه وأنثى.. ولكن ليس لشئ آخر فهو يونس العامرى.. رجل الأعمال المعروف.. له قوه وشموخ تكفى عشرة رجال.. لا يخاف من وزجته وإنما لا يريد إزاء مشاعرها.
كانت تجلس على طرف الفراش تحاول اخفاء غيظها وحقدها.. فى محاولة منها لتنفيذ تعليمات وخطته اختها غاده.
خرج من المرحاض وهو يلف خصره بمنشفه كبيره ويجفف شعره الذى بدأ يغزوه الشيب بأخرى. تقدمت منه متصنعه الدلال وتحسست صدره قائله :هتفطر يا روحى.
رفع حاجبه باستنكار فمنذ متى هذا الاهتمام :لأ... متأخر على الميتنج.
مروه :اوكى... براحتك.
ثم خرجت من الغرفه وهى تبتسم بخبث فهاهو سيخرج وتبدأ هى معها.
ارتدى حالته الرمادية مع قميصه الأبيض الذى أظهر عضلات جسده وفوقها سترته التى ستتمزق من ضخامة عضلاته. وضع عطره المصنوع خصيصاً له. وخرج من غرفته بحث بعينه عن مروه لم يجدها فابتسم بسخريه فاهتمامها المزعوم لم يطول حتى لدقائق.
اغلق باب شقته خلفه وهو ينظر لأعلى يود لو ذهب اليها واخطتف قبلة الصباح.. ود لو يذهب فتودعه هى بحضن دافئ كما كان يراها أحياناً تودع به سعد.. وعند تذكره لسعد.. هاجت مشاعره من جديد.. مزيج من الغيره والحقد عليه.. وبعض من تأنيب الضمير فهو ابنه وشقيقه. خرج من دوامة مشاعره على صوت ابنه الغاضب.
مالك :اللى حصل ده مايتكررش تانى.
جورى :لوكا... دى ماما.
مالك:مانا عارف انها ماما... شكرا على المعلومة.
بونس وهو يقترب منهم :بس بس.. فى ايه بتزعقلها ليه.
مالك :بس يا بابا انت مش هتفهمى.
نظر له باستغراب قائلاً :قول بس فى ايه.
مالك بغضب وغيره وتملك :الهانم.. اتاخرت على باص المدرسه.. طلعت وفتحت بالنسخه الى معايا عشان اصحيها لاقيتها نايمه فى حضن شهد.
يونس بغيره :ماتقولش شهد.
مالك :بابا قولتلك الى بنا 9سنين عمى فعادى... وبعدين انت الى سألتني ايه اللي حصل... شوفت اهو انت مش فاهمنى اهو.
نظر له بغضب وتملك هو الآخر.. من قال انه لا يفهمه او لا يشعر بما يشعر به.. فهو الآخر ينظر بغيره وحقد لجورى التى كان يدللها كثيرا ويلقبها بزهره البيت... نامت باحضانها.. نامت باحضانها.. وهو الذى ظل يتقلب في فراشه وكأنه يفترش الجمر وهذه الطفله تنام باحضانها التى يمنى نفسه ولو بثلاث ثوانى داخلها... مهلاً مهلا.
يونس بغيره واعين مشتعله:وانت معاك مفتاح شقتهم.
مالك بزهو:اماال.. انا مسيطر يا والدى... معايا من يوم ماقررت ان جورى بقت بتاعتى. عشان اعرف اطمن عليها براحتى... وكمان عمو سعد كان بيخليني اطلع اطمن عليهم لما كان بيات فى الجيش.
يونس بحده:هات المفتاح ده.
مالك :لا طبعاً.
يونس :مااالك... هات المفتاح.
اعطى لوالده المفتاح على مضض فهو يواجه اى شخص ماعدا والده.
كان يونس يتطلع لهم الاثنان بغيره قاتله فهى نامت باحضانها وهو رأها وهى نائمه.. غادر سريعاً قبل ان يسأل ابنه بلهفه كمراهق عن ماذا كانت ترتدى وما هى هيئتها وهى غارقه في النوم... بالتأكيد ملاك.
كان مالك يتطلع لاثر ذهاب والده بغضب بسبب أخذه المفتاح منه. نظر الى تلك التى تنظر له بعيون القطط كى يسامحها. تنهد بعمق قائلاً :عقاب النهاردة عشان اسامحك ماحدش هيسرحلك شعرك... وهتستحملى تسريحى انا ليه.
حورى بحنق طفولى وخدود منتفخه بغيظ لذيذ:بث انت بتنعكشو خالث.
مالك مقلدا اياها بحب:خالث... اهو هو ده اللي عندى.. ومافيش حضانه النهاردة هتقضى اليوم كله معايا.. يالا قدامى عشان اسرحلك شعرك.
جورى :لأ خلاث... ده شكلو كده.. احثن بكتير... انت بتبهدلو مث بتثرحوا.
مالك وهو يمسك بوجنتيها:بس يالمضه..بس يالمضه... ويالا قدامى.
جورى وهى تضرب الارض يقدميها:اووف.... ارحمني يارب.
مالك وهو يسير خلفها:مش هيرحمك... انا قدرك ياجورى.
صعدت مروه الدرج بزهو وقامت بطرق الباب مره واثنان وأكثر إلى أن فتحت شهد لها الباب. نظرت لها مروه بغيره وحقد وهى لا تستطيع ازاحة عينها عنها من جمالها الفاتن رغم أنها على مايبدو قد استفاقت من نومها للتو.. تتسأل ماذا لو رأها يونس هكذا بدلاً منها.
مروه باحتقار:ايه بقيتى تفتحى بابك من غير نقابك عادى كده.
شهد بخفوت وحرج على ما حدث بالأمس :لا بس اصل دكتور يونس مشى فاعادى.
مروه :ده على اساس انك ماكنتيش قدامه عريانه إمبارح.
نظرت لها بحرج وتلعثم وهمت للتبرير فقالت مروه باشمئزاز وتكبر:خلاص خلاص... يونس بيه.. جوزى انا... جه امبارح واعتذرلى طول الليل.. وباس ايدى ورجلى... وقالى ان انتى الى غوتيه. وانتى الى طلبتى بوسه.. وانك نفسك تحسى انك ست ومتجوزه... وقالى كمان ولا بلااااش.
نظرت لها شهد بدموع ولم تستطيع الحديث. نطرت لها مروه بتشفى قائله:ام خميس إلى بتنضفلى مش هتيجى النهاردة والبيت لازم يتنضف... فايونس بيه.. جوزى إلى بيموت فيا... اقترح عليا أنك انتى الى تيجى تتضفيه ليا.
نظرت لها بدموع قائله:دكتور يونس هو الى قالك كده.
مروه بشراسه :اسمه بالنسبه لك يونس بيه... سامعه.. اوعى تنسى نفسك.. يونس بيه.. اتفضلى قدامى يالا.... وبلاش تخلينى اكلمه يسمعم بنفسه انتى مش ناقصه.
لم تعى مايحدث هل سيجعلها خدامه له ولزوجته.. هل هذه هى الزيجه التى اقبلت عليها على مضض لتجنب صعوبات المجتمع فألقت بنفسها في بحر الذل والهوان.
لم تسطيع الرفض ولا قوه لديها لمواجهتهم فهى ضغيفه هشة رغم ذكائها الحاد لكنها مسالمه جداً. ذهبت معها وهى تمنى نفسها انها ستفعل معاها هذا اليوم على سبيل المساعده وكاعتذار منها ولمشاعرها على ما شاهدته بالأمس.
ولكنها تفاجئت بمروه تعاملها وكأنها حقا خادمه بل اسوء.
انهت تنضيف الشقه وهى تلهث من تحكمات مروه بها وصعدت الى شقتها بعدما تأكدت مروه انها قد دعست على كرامتها كبريائها.. جلست خلف باب شقتها وهى تبكى قهراً وظلما فقد علم جميع من بالمنزل ان مروه اخذت شهد كى تنظف لها شقتها كالخادمه ولم يستطيع أحد الاعتراض عندما صرحت مروه وبقوه ان هذه هى أوامر يونس. فبرغم سخط أبويه على ماحدث لكن لا أحد يستطيع مناقشة يونس فى قراراته وهذا ما دفع مروه ان تكذب بهذه الكذبه دون خوف.
مرت الايام ويونس يعود من عمله فى ساعة متأخرة جدا من الليل كى يتجنب الجميع ويتجنب رؤياها فهو فى دوامه مت المشاعر والافكار بين عشقه وغيرته وتملكه وبين أخيه الذى أصبح يخاف كتيرا من بدايه الشعور بالحقد والغيره تجاهه كونه امتلكها قبله وكانت له وكونها مازلت تعشقه حتى الان.
اما شهد فلم ترحمها مروه طيلة الايام السابقه وزاد سخط الجميع على يونس ولكن ولا شخص منهم بادر بالحديث.
وفى يوم هبطت شهد الباب بوهن فقد جاءت للتنضيف بدلاً من ان تصعد لها مروه وتوبخها. ابتسمت مروه بخبث وتشفى قائله :لا... انتى النهارده هتعملى حاجة تانية.
نظرت لها باستغراب فاردفت مروه بتشفى:حسنين البواب اجازه النهاردة... وسلم العماره لازم يتمسح.
نظرت له بوجه شاحب من الصدمه فابتسمت مروه بتشفى وغرور قائله:انتى اللى هتمسحيه.
شهد بوجع وكبرياء مشروخ:بس... ازاى... دى شغله البواب ومراته... همسح كمان سلم العماره.
مروة باحتقار:والله دى أوامر يونس بيه... يالا.. يالا.. ابدئى.
شهد بوجع:طب وهو يونس بيه مش عارف انى منقبه... همسح ازاى سلم العماره دى كلها بنقابى والسكان طالعين نازلين.
مروه:والله حبيبتي قولتله.... قال.. مش مشكلته.. تلقعه.. المهم العمارة سلمها يتمسح السكان وبدأوا يشتكوا.... يالا اتفضلى على شغلك... اووف.
اغلقت الباب بوجهها. فنزلت دموعها بقهر.
ذهبت بكل خنوع وتنازلت عن نقابها بقهر لان سعد قد رفض رفضاً قاطعا ان تخلعه ولكن هذا اليونس لم يراعى ذلك.
قامت بتنضيف السلم وسط شهقات كامل وعزيزه وزيادة غضبهم من يونس.. ودموع جورى هى وشهد وهى ترى السكان النساء يرمقونها باشمئزاز... والرجال يقفوا مصدومين من كتلة الجمال والفتنة التى تقوم بتنضبف سلم العماره.
انتهت من عملها وصعدت سريعا وخلفها جورى ومالك الذى غضب من والده بشده لما يفعله مع شهد الحنونه والاكثر لأنه السبب فى نزول دموع حبيبته جورى.
سقطتت شهد على الارضيه البارده وهى تحتضن نقابها الذة تخلت عنه بقهر وتصرخ بدموع وصوت يقطع نياط القلب. فحجم المذله والمهانه التى تعرضت لها كافيه بوقف قلبها عن الحياه.
صرخت باسم سعد تستنجد به كى ينشلها هى وابنتها من بحر الذل والمهانه التى غرقوا به من بعده.
نظرت لابنتها التى تبقى بقهر ومالك يمسد على ذراعيها. ثم لنقابها وتطلعت على هيئتها بالمرأة امامها.
كفمفت دموعها بقوه شراسه وهى تقول بخوت:ماشى يا مروه... ماشى يا يونس بيه....انا هوريكوا مين هى شهد... مش قلعتونى النقاب وذلتونى... قابلوا اللي جاى بقا.........