
رواية زاي اطفش عروسة بابا الفصل والتاسع عشر19والعشرون20بقلم ايليا
غفـران شدت بصوابعها الصغـيره على هدوم مامتها خايفـه تغفل عنها تمشي ، بمنتهـى البراءة ضحكت _ " بس ديه ماما رجعت هي رجعت عثاني .. "
يونـس كشر ، زقها في محاولة منه يبعدها غـيرته كطفل متحكمة فيه _ " غلطانة ، ديه ماما جمانة بابا جبهـالي مينفعش تبقـا مامتنا احنا الإثنين .. "
غفـران بلهفـة شبطت فيهـا _ " ديه ماما الإسم نفـسه قوليله انك ماما ، أنا وحشتك و اجيتي تشـوفيني نت رجعـتيلي لبنتك غفـران صح ؟.. "
جمـانة كشرت ، بنبرة مليانة قساوة و كره _ " بس أنا معرفكيش عمري ما شفتك ولا قابلتك هبقـى أمك زاي امشـي دوري على أمك في حتة ثانية .. "
غفـران عقلها صغـير بيدور على عذر لقساوة مامتها _ " أنا فهمت نت تعـبانة عشان كده مش فكراني بابا هيجـي يوريكي صورنـا مع بعض ، هنستناه .. "
يونـس برجفة _ " هو بجد نت أمـها ، طب و أنا ؟.. "
جمـانة بحنية _ " لا يا حبيبـي أنا مامتك نت لوحدك مفـيش حد قبلك ولا بعـدك ، يلا امشي استناني في العـربية هلحقك بعد شوية متخفش .. "
غفـران بدموع _ " نت ماما أنا .. "
جمـانة بمجرد ما يونـس مشي ، شدت على ذراعـها _ " اسمعـيني يا وش النحس أنا ما صدقت خلصت من قرفك نت جايه تبوظيلي حياتـي من تاني .. "
غفـران متحملة الوجع ملهوفة تحضنـها، بس مسمحتلهاش _ " لا بتحبيني عشان خاطري متمشيش و تسيبيني .. "
جمـانة زعقت _ " ملكيش عـندي خاطر مبتفهـميش سبتك نت و أبوكي ، سبتك برضايا عمـري ما حبيتك ولا هحبك اعـتبريني ميته يلا غورى .. "
زقتها وقعـتها بكل برودة قلب ملفـتش تطمن عليها بالغلط ولو لمرة مشيت و سابتها مس ساعتها مبقـتش حاسة باللي بيحصل حوليها لدرجة أبـوها مخدتش بالـها من وجوده جنبها ، بقـاله خمس دقايق بيكلمها ..
عمـر من لما لقاها واقعـه على الأرض و هـو هيتجنن وشها مثبت في نقطة وحدة مهما عمل ، مفـزوع _ " بابا بصيلي غفـران مالك يا بنتي .. "
غفـران سمعت صوته البعيد ، الضعيف بالنسبة لـيها بصتله بوهن و شبه همست _ " بابا .. "
يا دوب اطمن باستجابتها ليه لقـاها بتوقع بين ايديه غميانـة لثاني مرة بيواجه نفـس الموقف و من خوفه معـرفش يتصرف استمرت محاولاته الفاشلة يفـوقها ، بصعوبة لقدر يتحكم في مشاعره شالها جري بيها ..
عمر بيدور العربية ، مش شايف من دموعه _ " استحملي يا روح بابا أنا مليش غـيرك يا رب احميلي بنتي يا رب .. "
رجفة خوفه و هو مستني خبر عنـها قدام الاوضة ، مبتتقارنش مع حالته دلوقتي بعد ما سمـع تشخيص الدكتور ..
ضامم كفوفها في ايده و بصوابع ايده الثانية ، بيمسح دموعه اللي مبطلتش تنـزل غصب عنه ..
- غفـران ، سمعتي عمـو الدكتور قال ايه ، مبقـتش هتسمع صوت بنتك الحلو مفـيش حد هيندهلك بابا ..
( كشر قلد نبرتها الطفـولية ) - الدكتور ده مبيفهمش بنتي الشقية مبترتحش غير و هي بتندهلي في الريحه و الجيه بتفـضل تتنطط فوق دماغي ..
- بفضل أسكت فيها خلاص يا غفران بس بقا مكنتش عارف اني متعلق بحلاوة ازعاجك ده غـير دلوقتي ..
( بيعاتبـها ) - طب لـو فضلتي ساكته كده مين هيعـبرلي عن حبه مين هيصبح عليا ؟ مـين هيقلي البدلة طالعـة حلوه عليك و يونس وحدتي ..
- ااه يا بنتي يا ريتنـي متأخرتش عليكي زي ما وصتينـي مكنش حصل كل ده ..
للحظة من هداوتـها ممكن تفكرها نايمة بس هي صاحيه الادق انها شبه صاحية نظرتها متشتته مبتتفـاعلش مع اللي بيحصل حوليها و لو بحركة صغـيره ، مبتنطقش ..
......................
سمـية بتبطم وشها _ " يعني ايه البنت مبقتش تسمـع ولا بتتكلم البنت ضاعت خلاص .. "
ليلى انفعلت من قهـرها _ " ماما مش وقته الكـلام ده خالص لسا راجعين من المشفى مش شايفـه حالة عمـر عامله زاي خلينـا نأجل الحوار لبعدين .. "
سمـية زعقت _ " قلتلك مش هتعرف تاخد بالك من البنت اتزوج بنت ناس تاخد بالـها منك و من بنتك بس مسمعتش مني .. "
عمـر بعصبية _ " اتزوج ، اتزوج كل حاجة حصلت بسببك من لما عبيتي فكرة الزواج براسي جبتي نسرين غصبتيني أسكنـها ببيتي و علاقتي ببنـي بتخرب .. "
سمـية ضربته كف _ " غلطتي عشـان بدورلك على مصلحة بنتك عايزه اخفف حمل تربيتـها عليك .. "
بصلها مكسور القلب و الخاطر قبل ما يتمادى في تصرفه طلع على فوق ، قعـد جنب بنته النايمة بيلعب في شعـرها ..
عمـر حشرها بين ضلوعه ، بيوجه لـها حكي بنبرة مليانة بالهوس كان أشبـه في الحظة ديه لواحد مجنون _ " بنـوتي هنمشي لمحل بعيد ..
الفصل العشرون
ساعات من الصمت الساعات بقت أيام ، الأيام تحولت لأسابيع بس بابا الملهوف يسمعها متنطقتش رغـم كل حصص العلاج النفسي لي تعملت بس على الأقل بقـت تدي ردود فعل ..
جابـر بحنيه _ " غفـران أخبارك ايه ؟ الـيوم جبتلك سلـيم و علي تلعبي معاهم ، هما وحشوكي ؟.. "
عمر انبسط بهزة دماغها اللطيفـه بالنسباله تقدم ملحوظ تستحق تنمدح عليه _ " بنتي الشطوره العبي بس بلاش تمـشي بعيد خايف تضيعي .. "
سليم بنبره مبتلقش بمظهـره الطفولي _ " متخفش يا عمو هاخد بالي منها ، هنلعب معـاها براحه خالص مش هنتعبها خالص خالص وعد .. "
عمـر باس راس بنـوته الهاديه ، اتنهد بثقـل بمجرد ما خطت بعيد عنه بكم خطوه _ " معروفك عمـري ما هنساه وقفتك معايا بتسوى كثير .. "
جابـر بهـداوه _ " معـروف ايه هنزعل من بعض غفـران ديه بنتي لو ممكن أساعد بعـلاجها من هتأخر عليها ، ان شـاء الله جيه الولاد تفيدها .. "
عمـر مبيشلش عينه من عليها _ " الدكتـوره نصحتني تتفاعل مع أطفال من سنها ، بعمل جهدي لتنـور الضحكه وشها حاسس بالعجز و ضايع .. "
جابـر طبطب على كتفه _ " فاهمك اللي بتمـر بيه مش سهل بس نت متقعدش تلوم نفسك .. "
عمـر بتريقه _ " طب مين هينلام غيري ، شايف نفسي أب فاشل معرفش يحمي بنته حتى السبب في اللي حصلها مقـدرتش أوصله بسبب الكاميرات العطلانه .. "
بيفضفض ليرتاح على عكس غفـران فضلت تكتم كل حاجه جواتها سرحانه حتى و هي بتتمرجح سليم بيزقـها من ورا بالراحه بيفتح معاها مواضيع كالعاده مبتردش ..
عـلي نفخ خدوده _ " هي مبتكلمناش زعلانه مننـا ؟.. "
سليم لعب بشعره _ " مش زعلانه مننـا ، همم ممكن نقـول زورها واجعها مش قادره تتكلم .. "
عـلي رجع بعد ما سابهـم للحظه جايب في ايده دفتر التلوين مع أقلامه مدهولها ، بطفـوليه_ " مش قـادره تتكلم ، بس ممكن تكتب صح ؟.. "
سليم بحماس _ " ايوه صح اكتبيلنـا حابه تلعبي ايه هنلعب على ذوقك .. "
غفـران مسكت القلم حطته على الـورقه ، فضلت صافنه لفـتره و هما مراقبينها، بس قررت تكتب _ " نلعب بالتراب .. "
سليم اعترض _ " التراب ، بس هدومنـا هتتوسخ .. "
عـلي اتننطط مبسوط ، شدها من ايدها قعـدها على الأرض جاب ميه كبها على التراب _ " هنحول التراب لطينـه و هنلعب بيه بلاش تفسد متعتنـا يا سليم مهـووس النظافه .. "
سليم بلع ريقـه_ " أنا هتفـرج من بعيد مليش دعـوه بلي هتعملوه مبحبش هدومي تتبهدل .. "
عـلي هز كتفه _ " سيبك من اخويا ده مبيعرفش يستمتع بحياته بيحب يبين نفسه كبير و عاقل بس بابا بيقول اننـا عيال مسمحلنا نعمل اللي نعوزه .. "
سليم _ " بس أنا حر مش عايز اتوسخ .. "
أخوه الصغـير حبكت معـاه يغيظه ، شال شويه طينه أصر يوسخه بيها بس سليم مرضيش فضلو يتشعـبطو في بعض و بصعوبه لقدر يتحكم بعلي ماسكه كويس لسا هيتريق مقـدرش يوسخه لقا طين بيتحط على وشه ..
عـلي طلع لسانه ضحك _ " تحيى غفران تحيى ، وسختك وشك رياكشنه بيضحك .. "
و هو مشغول بالتريقه على أخوه حطت طينه على وشه هو الثاني خلتهم هما الاثنين مصدومين ، الصدمه بقت صدمتين لما ضحكت بصوتها كله ..
سليم و علي جريو بيتسابقو مين هيزف لأبوه الخبر الأول ، خدو نفس نطقو مره وحده_ " بابا بابا غفـران ضحكت .. "
علي على أساس بيقلدها _ " مش ابتسمت بس طلعت صوت زي هاهاها .. "
سليم اعترض _ " لا ، ده صوت ضحتك اللي بيجيب آخر الشارع ضحكتها كانت هيهيهي .. "
عـلي دب رجله في الأرض _ " ده صوت سحاب شنـطه ..