
رواية قصة وحيد الفصل السابع والعشرون27 والثامن والعشرون28 بقلم يارا محمد
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
كان جميع افراد الاسره من النساء قاعدين في الفيلا الخاصه بوحيد و معاهم كل إلي جايين لتقديم واجب العزاء، و وحيد و حازم الي فضل جمبه و كأنه ابنه من صلبه و كل القادمين لتقديم واجب العزاء في الفيلا الخاصه بحازم.
كانت مرام قاعده ثابته لا بتاكل و لا بتشرب و لا بتتحرك من ساعه مسمعت الخبر و شافت جثه بنتها في كفنها، كان قاعد حوليها بناتها كلهم مايان و لوسيندا و ريم و كلهم حالتهم متقلش عنها كل واحد في عالم خاص بيه من الذكريات الي كانت بتجمعه مع ماريا.
في الجانب اخر كان قاعد وحيد و هو مش قادر يقف علي رجله و لما حد ييجي يعزي كان حازم الي بيعزي كان وحيد إليه و متلخبط و فقد ارتباطه بالواقع بيردد بصوت خافت : اننا لله و انا اليه راجعون، انا لله و انا اليه راجعون.
------------------------------------------------------------------------------------
عدي ٣ ايام العزي و فضي المكان من الزوار، ساد علي المكان الحزن و الكآبه، كانت ماريا شعله النور الي بتضيء البيت و لكن ساد الظلام علي حياتهم برحيلها، كانوا كلهم متجمعين، اتكلمت مرام بعد سكوتها ل ٣ ايام متواصله. قالت مرام بصوت مسموع للجميع: ماريا كلمتني قبل متستشهد و وصتني وصيه.
انتبه ليها الجميع.
حاولت مرام تتحكم في دموعها و قالت و هي بتبص لحازم: قالتلي قولي لحازم مينساش وصيتي ليه قبل ميتجوز مايان.
و سكتت و هي حاسه بغصه في قلبها و كملت: و قالت إنها سايبه حاجه في درج مكتبك الاخير ووصتني انها متتفتحش غير بعد ٣ ايام.
قام حازم من مكانه.
وحيد باستغراب: رايح في نديا حازم.
حازم: اكيد دي وصيه ماريا يا والدي، خلاص عدي ال ٣ ايام هروح اجيبها و نفتحها هنا.
مرام: اقعد يا حازم انا لسه مخلصتش كلام.
رجع تاني حازم قعد مكانه.
بصت مرام للوسيندا و مسحت دمعه نزلت غصب عنها: ماريا قالتلي انها بتحبك اوي و انها حاولت تحميكي و مفيش حد في الدنيا كلها هيقدر يئذيكي مهما كان مين، قالتلي اوصل سلامها ليكم كلكم و تحديدا الياس.
و. بصت لابنها الي عنده ٥ سنين و قاعد مش فاهم ايه الي بيحصل و كل شويه ينادي علي ماريا لأنها وعدته لنا ترجع من المهمه دي هتفضل معاه اسبوع كامل.
قالت مرام بصوت مكسور: كانت باعتبار الياس ابنها مش اخوها الصغير لولاها بعد ربنا مكنش هيبقي وسطنا دلوقتي.
وسابتهم مرام و راحت علي اوضتها فضلت تبكي علي فقدان اكتر حد عزيز علي قلبها اكتر واحده قريبه ليها من بناتها يمكن اقرب ليها من لوسيندا، فصلت تبكي بحرقه و كأنها استوعبت كل إلي حصل.
راح حازم المكتب و استغرب كل الموجودين حضوره و لكن راح علشان يشوف الي ماريا قالت عليه لقي فعلا ظرف ابيض اخدخ و رجع البيت.
وحيد: لقيت حاجه يبني، ماريا بتهزر معانا صح هي بس بتشوف غلاوتها.
بص ليه حازم بكسره و شاور علي الظرف الي في ايده و قال: لقيت ده.
وحيد بثبات: لو سيندا روحي نادي علي مرام لازم كلنا نكون موجودين.
نزلت مرام و لوسيندا مسنداها كانت عينيها وارمه من كتر العياط.
فتح حازم الظرف و كان فيه مجموعه من الورق مترقمين، مسك الورقه الي مكتوب فيها واحد و بدأ يقرأ: ازيكوا يا اهل الخير. و كل الخير، و حشتوني اوي بقالي ٣ ايام مشفتكوش و لا سمعت صوتكم، طبعا ده في حاله أن مرمر سمعت الكلام و أنا متاكده من ده، بما انكم بتقرؤا الكلام ده دلوقتي فأنا مش وسطكم و لا هيبقي بعد كده..... انا... انا...
كان حازم بيقرا بصوت مرتعش بس وصل النقطه دي و مقدرش يكمل و خط الورق علي الترابيزه و انفجر في العياط.
مسكت مايان الورق و كملت: انا مش عايزاكم تزعلوا اكيد انا في مكان احسن و مرتاحه اكتر علي الاقل خلصت من عذاب ٦ سنين متواصلين للاسف حاولت كتير ابعد نفسي عن التفكير في زين بس للاسف مقدرتش مش زعلانه لانه كان اجمل شيء في حياتي، فاكره يوم مكلم بابا و اتقدملي و بابا دخل يقولي و أنا كنت طائره من الفرحه بس مكنتش عايزه أبين بس بابا كان قافشنب زي العاده...اااااه بابا.... يا اغلي حاجه في حياتي، تعرف يا غالي انت اكتر واحد هتوحشني كان نفسي افضل معاك اكتر من كده كان نفسي اتجوز الواد زين و اخلف منه ولد اسميه علي اسمك كان نفسي اشبع منك كنت دائما بنسب همي جمبك متزعلش و لا تبكي اكيد هنتقابل تاني ووقتها مش هنسيب بعض ابدا.
خلصت الورقه الأولي، كان وحيد بيسمع و هو بيبكي شلالات من الدموع بتنزل باستمرار.
سحبت مايان الورقه التانيه و بدأت تقرا: ماما مرام الوحيده الي تستاهل لقب ماما اكتر حد كنت برتاح اني اتكلم معاه و يسمعني منغير ميزهق أو يضايق اكتر مامي كيوت في الدنيا الي لو بجد في أيدي ادي جائزه الام المثاليه مفيش حد هيستاهلها غيرك، بحبك من كل قلبي يا قمري مش هوصيكي علي ديدو علشان عارفه انك احن عليه مني و من الدنيا كلها بس هوصيكي علي نفسك كلي و اشربي و افرحي متبكيش و لا تلبسي الاسود، الاسود مش هيرجع الي راح تلبسي الابيض يا غزال بنت عروسه في الجنه ان شاء الله.
لفت مايان الورقه و بصت في ظهرها قرأت: مايان اختي الكبيره و امي الأولي ضهري و سندي و حمايتي الي ربتني و علمتني و صرفت عليا كتير و استحملت اكتر علشاني مش هقولك انك هتوحشيني و لا انك غاليه عليا لانك عارفه مكانتك جوا قلبي مش هقولك غير حاجه واحده بس فوقي قبل فوات الاوان و متتبتريش علي النعمه لتزول و متاخديش حد بذنب حد و متضيعيش الغالي الي في ايدك، الورقه الجايه ميقراهاش غير حازم!!!!
بص الجيمع لحازم الي جسمه كان بيتنفض من البكاء، طبطب عليه وحيد و قال بحنان: معلش يا حبيبي اهدي.
مسح حازم وشه و اخد الورقه التالته و بدأ يقرأ: الي حبيبي حزوم الغالي ابن الغاليه القائد الي مفيش زيه اخويا الكبير و إلي احن عليا من الدنيا بالي فيها بئر اسرار و إلي بيداري عليا في كل مصايبي الورقه دي خاصه بيك انت مفيش حد من حقه يعرف محتواها مس عيزاك تقرأها قدام حد بس ما إلي قوله بلاش بكي متاكده ان عينيك ورمت يمكن بتبين انك قاسي بس انت بقلب طفل برئ بلاش تدي الحزن اكبر من حجمه ، و اه صحيح الورقه الجايه محدش يقراها و اديها للوحش بس كده يا غالي الباقي ليك انت.
سحبت مايان الورقه الخامسه: لوسيندا يا لوسي يا لوسي عيزاكي بقي كده تخرجي من قوقعتك اسمعيني كويس يا قلبي عارفه انك مريتي بظروف مش احسن حاجه بس مش كل حد هيزعل من حاجه هينعزل عن العالم عيزاكي تفوقي و ترجعي تاني لوسي البنت الجميله المشاغبه الي روحها حلوه و صحيح معتش في حاجه هتضايقك تاني باباكي خلاص بحد ساب مصر كلها و سافر، ارجعي عيشي و افرحي و علي فكره هتخققي حلمك و هتبقي بيزنس وومن كبيره و قد الدنيا كلها بس خليكي واثقه في نفسك، الورقتين الباقيين ورقه لريم وورقه لالياس سيبوهم يهم لما يكبروا يقرؤوهم هما بس كلب صغير خالص احكوا لولادي عني اه اولادي ريم و الياس دول حته مني احكوا ليهم عني كل خير حببوهم فيا، و قبل مسيبكم حابه اقولكم خلوني في حياتكم دائما ادعولي و زوروني و اتكلموا عندي دائما بالخير، هتوحشوني بس اكيد لنا لقاء في الجنه يا حبيبي، سلام.
جت مرام تقوم و لكنها حست بدوخه شديده ووقعت علي الارض.
البنات فصويت: مامااااااا.....
الفصل الثامن و العشرين
كان حازم يتحرك بين طرقات الجهاز بيفتح تحركات ماريا و شقاوتها معاه و جديتها مع أي حد يفكر يتعدى حدوده معاها كان جميع الموجودين باين علي وشوشهم الحزن و كان جو الحزن سائد المكان، كانت ملامح الدهشه ظاهره على وشوش البعض بسبب وجود حازم لانهم عارفين مكانه ماريا عنده و لانه دايما كان بيقول عنها أنها بنته، بس هو نفسه ميعرفش ايه الي جابه.
كان الوحش قاعد مع صديق ليه اسمه احمد و كان الحوار بينهم:
الوحش: حازم لو عرف حاجه زي دي هيخلص علينا واحد واحد.
احمد: لسه التحريات شغاله بس الشخص الي عمل كده كان مقنع و مفيش حتى حاجه واحده نقدر تمسكها عليه المشكله كمان ان مفيش ليه أثر في الكاميرات في المنطقه المحيطه.
الوحش: انا هتجنن ازاي ده حصل، انا كنت حاطط ليها حراسه.
احمد: لقيت الممرضه مضروبه في اوضه اللبس فاستجوبتها كل الي قالته انها شافت حاجه سوده طويله عريضه و بعدها عينك متشوف الا النور.
الوحش: طب ازاي بدل الجثه دي نفس الطول و الحجم و كل حاجه لدرجه ان محدش لاحظ......
قطع كلامهم دخول حازم الي سمع كلامهم كله و ملامح الصدمه كانت واضحه على وشه.
الوحش بفزع هو و احمد: حازم!!!!
حازم بتوهان: تقصدوا ايه؟
الوحش: ايه؟؟
حازم: يعني الي اتدفنت مش ماريا!!!
فضل احمد و الوحش ساكتين.
حتزن بغضب بعد مبدأ يستوعب قال بصوت عالي رج المكان: متنطقوا...
انتبه كل الي في الطريقه على صوت حازم العالي، حاول الوحش يحتوي الموقف؛ راح قفل الباب، و قال أحمد في نفس الوقت: اهدي بس يا باشا و نتكلم بالعقل.
حس حازم ان الدنيا بتلف بيه مسك راسه بوجع لاحظ الوحش حالته و راح ناحيته و سنده.
الوحش بحنان: اقعد بس يا حازم و انا هفهمك كل حاجه بس بالله عليك متضغطش على أعصابك انت فيك الي مكفيك.
لاحظ الوحش حاله الضعف الي صاحبه فيها اشفق عليه، الكوارث بتتحدف عليه من كل اتجاه لكن محبش ان صاحبه يكون بالضعف ده قدام حد غريب فاخر احمد بالخروج.
الوحش: حازم انت كويس؟
حازم بابتسامه سخريه: اه زي الفل انت مش شايف و لا ايه ده شويه و هقوم اتحزم و ارقص.
الوحش: حازم مفيش حاجه مستاهله و الحي ابقي من الميت.
حازم بانفعال: مين الي مش مستاهله؟؟؟ ماريا؟؟؟ امال لو َزعلتش على ماريا هزعل على مني؟ و مين الي بيتكلم؟؟ انت يا حازم؟؟ انت يا وحش؟؟ امال لو مش بتعشقها كنت هتقول ايه!!! فعلا شكلك زي ماقالت مجرد انبهار بصنف جديد و خلاص.... حي مين ابقي من الميت؟؟ ماريا بنتي يا حازم اكتر مهي بنت وحيد... لو وحيد زعلان على موت بنته فانا زعلان اكتر منه أضعاف لانها كانت بالنسبه ليا بنتي و اختي و امي و كل حاجه ليا.
الوحش: يا حازم ده مش قصدي...
قاطعه حازم: مش قاصدك ايه؟؟ ها.. قولي... مين الي وقف جمبي يوم موت امي؟ مين وقف جمبي يوم ماختي جالها الكانسر؟ مين الي شال اختي و رعاها طول مرضها لحد مراحت للخلقها؟ قولي يا حازم مين؟ ماريا عملت الي مراتي و الي المفروض حبيبتي معملتهوش... انا ماريا خلتني افهم لما سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان بيقول على بنته السيده فاطمه -رضي الله عنها- ام ابيها... ماريا كنت بعتبرها بنتي لكن في الحقيقه هي كانت أمي.... كانت شايله عني كتيييير أويييي يا حازم و َفهمتش كده غير لما مشت، انا حاسس اني هموت وارها يا حازم اقسم بالله... انا من يوم مراحت و انا مش قادر ادخل البيت و هي مش فيه حاسس ان روحي تنزف.
كان الوحش بيسمع و هو ساكت، ازاي صاحبه حاسس بكل ده، يا ترى فعلا ماريا زي مكان بيسمع عنها دايما؟ هل فعلا ليها عند كل حد جميله و في كل قلب بمعزه لا تنسي؟ طب ليه هو مش حاسس انه زعلان عليها بالشكل ده؟ هل اعتاد الفقد و لا هو محبهاش و كان مجرد تعلق و انبهار؟ فضل عند النقطه دي يفكر كتير، بص لصاحبه لقاه ماسك دماغه و بيضغط عليها بكل قوه.
الوحش بخضه: حازم انت كويس؟
مفيش رد.
الوحش: طب اجيبلك مسكن؟
هز حازم راسه بالموافقه.
اخد حازم المسكن و حس بتحسن نسبيا.
الوحش: هي طنط مرام حصلها ايه؟
حازم: جلطه في القلب.
الوحش: لا حول و لا قوه الا بالله، ليه ايه الي حصل مكانت كويسه في العزاء.
حازم: الدكتور قال من الزعل، قلبها مستحملش.
الوحش: هتخرج امتى من المستشفى؟
حازم: ادعيلها تخرج، حالتها صعبه اوي و الدكتور قال هتفضل في العنايه المركزه لحد حالتها تستقر.
الوحش: هتخرج منها على خير ان شاء الله متقلقش و خليك صامد يا حازم افتكر كم الناس الي متعلق في رقبك دلوقتي.
ساد الصمت اللحظات قطعه الوحش.
الوحش: صحيح انت ايه الي جابك؟
حازم بشرود: معرفش لقيت رجلي جيباني على هنا.
الوحش: طب روح ارتاح و هدي أعصابك شويه...
حازم بمقاطعه: صحيح، ماريا كانت سيبااك الجواب ده ابقي اقرؤه لو يهمك.
اخد الوحش الورقه و قال: اكيد تهمني.
مشي حازم فضل يلف بالعربيه كتير لحد موقف عند الكرنيش نزل و فضل باصص للبحر فضل ساكت كتير و بعدين فضل يتكلم كان بيشكي للبحر همه كان بيحكي ليه و كانه شخص قدامه بيسمعه كان كل الي بيعدي جمبه بيبص عليه و كانه مجنون، فضل يشكي كتير لحد متعب قعد و طلع الورقه الي كانت ماريا سيبتها ليه و بدا يقراها و هو بيحاول يمسك دموعه، كان مكتوب: ايه يا ابويا مالي شايفه دموعك من عندي كفايه يا عم الحج مصر تستخدم دموعك في استصلاح الأراضي الصحراويه، بعيدا عن الهزار بص يا حزومي كلمتين ابرك من عشره عارفه الحياه بينك و بين مايان بقت شبه مستحيله و مش هلومك على اي قرار هتاخده لانه حقك انت استحملت كتير و من حقك ترتاح هقولهالك تاني اتجوز يا حازم و عيش حياتك و جيب أطفال يشيلوا اسمك، انت ابويا و اخويا الكبير و مش هبقي راضيه انك تعيش تعيس بس برضو مايان اختي و مش هقبل بأنها تنكسر في يوم، لو فعلا اقنعت بانك تتجوزتاني يبقى تطلق مايان قبلها عارفه انه صعب بس انا واثقه فيك يا حازم، سيبك بقي من مايان و حواراتكم الي خلاص زهقت منها علشان في موضوع اهم، بص يا ابو الحززيم، طبعا فاكر فلوباتير الي كان جوز امي هو مات من حوالي ٦ شهور و انا كنت الورثه الشرعيه الوحيده ليه بسبب ان فيرونيكا كانت مسجلانس على اسمه بالهويه الروسيه المهم ميراثي منه ٢مليون دولار، متتخضش من الرقم هو كبير اه بس مينسيناش انها فلوس حرام في الأساس الفلوس كلها على حسابي البنكي عيزاك تسحبه و تصرفهم كلهم على أعمال خيريه تكون صدقه جارية علي أرواح كل المسلمين، سيبك بقي من الحوار ده علشان في حوار أكبر من فتره كنت فتحت ملجأ للبنات الايتام و كنت بديره بنفسي خوفا ان حد يعاملهم وحش عيزاك يا حازم تهتم بيهم و تلبي ليهم كل طلباتهم هو الملجأ متكامل و فيه كل الخدمات و في مدرسه جمب الدار انا اشتريتها بردو و خليتها خاصه بالدار دول امانه في رقبتك هسالك عنهم يوم القيامه، و في برضو كام اسره كده دي عناوينهم....معلش برضو عيزاك تشوف هما محتاجين ايه و تعمله ليهم، عارفه اني حملتك مسئوليات كتير بس انا واثقه فيك يا حازم اكتر من ابويا شخصيا واثقه انك قد الامانه الي امنتها ليك، سلام يا صاحبي.
كان حازم بيقرا و هو متفاجئ و قال في سره: يعني بجد كل ده يطلع من ماريا سبحان الله يعطي من يشاء، سبحان الله بنا زرع في قلبها رحمه تكفى الكون كله.
بص للسما و قال: اوعدك يا ماريا عمري مهقصر و لا هخون الامانه و ربنا يقدرني على كده، انت فعلا طلعتي ليكي على كل شخص جميله ربنا يرحمك و يسكنك فسيح جناته.
------------------------------------------------------------------------------------
عند الوحش كان بيقرا الورقه بتاعت ماريا في نفس الوقت.
كان مضمونها: ازيك يا قائد، او اسمحلي اشيل الالقاب و اقول ازيك يا حازم، عارفه احساسك دلوقتي احساس تخبط و تشتت مش عارف انت صح و لا انت ندل بس خليني احسم ليك الموضوع و اقولك انك احسن حد في الكون، سامحني على الي قولته ليك اخر مره كنت زعلانه عليك عارفه احساسك و فهماك لما تتعلق بشئ مش ليك، اه الي انت كنت فيه كان مجرد تعلق مش حب ركز حواليك و انت تعرف مين حبك الحقيقي بلاش تجري ورا اوهام الي باقي في العمر مش قد الي راح، انت مش وحش يا حازم انت أطيب و احسن انسان قابلته بس تعلقك كان بيدفعك لحاجات انت نفسك مش حاببها، اعرف الطريق الصح يا قائد و امشي فيه، سلام يا قائد.
------------------------------------------------------------------------------------
رجع وحيد الشقه مع مايان بعد ماقنعه الدكتور بصعوبه انه لازم يرتاح و اقنعته لوسيندا انها هتفضل جمب امها لحد ميرجع.
دخل وحيد اوضته الي في الدور السفلي (الاوضه الي فيها صور فيرونيكا و صور بناته و هما صغيرين)، طلع وحيد صوره فيرونيكا و فضل باصص ليها و قال و هو بيعاتبها: انت لعنه يا فيرونيكا، ولعنتك صابت بناتك، فرحانه؟ مرضيه؟ حرمتين من بناتي ١١ سنه؟ عدي اكتر منهم و لسه بسأل نفسي نفس السؤال ليه؟ قصرت معاكي في ايه؟ غلطت في ايه علشان تحرميني من بناتي كل المده دي؟ اديني اتحركت من بنتي لباقي عمري، مبسوطه؟ اديها راحت ليكي و انا لسه مشبعتش منها، تعرفي كانت شبهك اوي في الملامح حبيت مايان مره و حبيت ماريا مرتين مره علشان بنتي و مره علشان شبهك، بس اتحركت منها انا دفنت حته من روحي تحت التراب بدل مهي الي تاخد عزايا انا الي اخدت عزاها ، انا بكرهك يا فيرونيكا بكرهك من كل قلبي و اقسملك اني مكرهتش في حياتي حد قدك، بكرهك و بكره اي حاجه من ريحتك.
و فضل يقطع في صورها و حرقها، كانت دموعه بتنزل في صمت.
------------------------------------------------------------------------------------
دخل حازم اوضته كانت ماريا قاعده على السرير رفعت راسها ناحيته و بصت في اتجاه تاني.
حازم بصوت باين عليه الارهاق: مايان ممكن لو سمحت تحضري ليا هدومي.
بصت ليه مايان شويه و بعدها اتحركت ناحيته، كان حازم مستغرب تصرفاتها و لكن مكنش عنده طاقه للنقاش فراخ ناحيته الدولاب و بدأ يطلع هدومه.
مايان بهدوء مخيف: ماريا كانت كاتبه ايه ليك و مش عايزه حد غيرك يشوفه؟
بص ليها حازم استفهام.
عادت مايان كلامها مره تانيه.
حازم ببرود: كانت كاتبه كلام.
مايان: سبحان الله، بلاش استهبال يا حازم.
حازم بانفعال: هتفرق معاكي في ايه؟
و اتحرك ناحيه الحمام، و لكن وقف مصدوم لما سمع سؤالها...
مايان بغضب: كان في ايه بينك و بين مايان؟
قعد حازم يستوعب الي تقصده لكن الكلام ملهوش غير معنى واحد
رد حازم بغضب: ايه الجحود الي عندك ده؟ دي اختك!!! انت مجنونه؟؟؟
مايان بانفعال: بلاش الجو ده و رد على قد السؤال.
حازم: لا ده انت اتجننت على الآخر، انا سيباهلك محضره.
و راح اوضه تانيه.
------------------------------------------------------------------------------------
في المستشفي:
في غرفه العنايه المركزه ورا لوح زجاجي بيفضل بين مرام و اتنين مقنعين.
احد المقنعين: هي كويسه؟
التاني: تقريبا.
الأول: يعني هتقم منها؟
التاني: مفيش في ادينا غير الدعاء.
------------------------------------------------------------------------------------
بعد مرور اسبوع:
رجت مرام البيت بعد محالتها اتحسنت نسبيا.
و رجع حازم شغله، كان واضح عليه التعب و الإرهاق، كان حازم دايما حاسس بالصداع الشديد الي مش بيروح حتي مع المسكنات.
دخل حازم مكتبه و لقى.....