
رواية بين شقي الرحي الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم مورو مصطفي
استيقظ سليم أولاً ووجد ان حياة لا تزال نائمة في احضانه وهو يغلق يديه عليها فابتسم وحاول الاعتدال قليلاً دون أن تشعر حتى استند على يده وهو ينظر لها والابتسامة على وجهه تنيره واخذ يحرك شعرها الذي يلامس وجهها ويضعه خلف اذنها وهو يبتسم لمنظرها وهي تنام كطفلة صغيرة في أحضان ابيها وظل ينظر لها حتى شعر بمشاعره تتحرك فتنفس بصوت عالي ونهض بهدوء من مكانه وهو يدثرها بالغطاء جيدا و ارتدي بنطاله سريعا واضعا عليه الروب واتجه الي صينيه الطعام ونظر لها سريعا وقام باخذ بغض الأشياء من عليها وذهب الي المطبخ وقام بتحضير صينية صغيرة ووضع عليها كأسان من العصير وفازه صغيرة بها وردة ووضع الطعام عليها وحملها وعاد بها إلى غرفتهم ووضعها بجوار الفراش ونظر لحياة فوجدها لازالت نائمة وهي تضع يدها تحت وجهها وابتسامة صغيرة على وجهها وشفتيها تبتعدان عن بعضهم قليلاً فأقترب منها بهدوء مقبلاً اياهم قبلات متفرقه صغيرة حتى شعر بها تتحرك قليلاً فأقتنصهم في قبلة رقيقة وشعر بها تضع يديها خلف رقبته وهي تهمس بين شفتيه برقه بإسمه فضمها بقوه لصدره يتنفس عبير شعرها ويهمس باسمها ففتحت حياة عيناها ونظرت له
- سليم صباح الخير حبيبي
- صباح النور ياقلب سليم طمنيني عليكي كويسة ولا تعبانة
فخجلت حياة من سؤاله واحمر وجهها فضحك سليم عندما راءها هكذا
- أيه ياسليم بطل تكسفني كده
- حبيب قلبي الخجول ده يالا ياروحي اتعدلي علشان ناكل احنا امبارح سيبنا الصينية زي ماهي وبعدين يقولوا ايه مجوعك يعني
فضحكت حياة بقوة على كلماته ونظرت له بدلع
- اه ح اقولهم منع عن الأكل ومرداش ياكلني اي حاجة خالص
فنظر لها سليم بخبث وهو يغمض عين ويفتح الاخري
- ح تروحي النار يايويو من امتى بتكدبي بقى انا منعت عنك الاكل ومردتش اكلك حاجة خالص طيب ده حتى انتي اللي اكلتي مش انا يامجرمة
فوضعت حياة يدها على فمها شاهقة لما يقوله سليم وهو يضحك بقوة على منظرها وبعد أن هدء قليلاً قبل رأسها وساعدها على الاعتدال قليلاً ثم قام بوضع طعام الإفطار على قدمها وبدء في اطعامها وبين كل مره ومره يقبلها مره على وجهها ومره على شفتيها حتى انتهوا من الطعام
- سليم كفاية حبيبي انا شبعت قوي خليني اقوم بقى
فنظر لها سليم باستغراب وهو يرفع المنضده من على قدمها
- تقومي تروحي فين
- ح اقوم اخد شاور ونلبس علشان نروح نشوف الاولاد وحشوني قوي ياسليم
فقلب سليم وجهه كطفل غاضب
- يعني هما الاولاد وحشوكي وانا ايه مش وحشك ولا ايه فضحكت حياة
- انت واحشني وح تفضل واحشني حتى وانت جانبي ياسليم انا ماحستش بالأمان غير وانت جنبي
- ربنا مايحرمني منك ياحياتي المهم قولي لي تحبي تسافري فين
- مش مشكلة السفر ياسليم خلينا هنا ولما الاولاد ياخدوا الاجازه نسافر كلنا سوا
- حبيبي احنا ح نسافر في الاجازه كلنا لكن دلوقتي السفر انا وانتي وبس كام يوم وحدنا
- طيب والشغل حبيبي
- يوسف ح يسد ومعاه المجموعه اللي مختارنها
- خلاص حبيبي اللي تشوفه
جلس سليم بجوارها واخذها في احضانه وهو يضمها بقوة وكأنه يرغب ان يدخلها بين طيات صدره ويخبئها عن العالم
- عارفة ياحياة انا دلوقتي مابقتش عايز حاجة من الدنيا خلاص امبارح اخدت كل حاجة اتمنتها امبارح حسيت برضا ربنا عليا من وسع
- ربنا رحمته واسعه يمكن اتحرمنا من بعض عمر طويل علشان لما يجي نصيبنا يكون ارتبطنا ابدي
وقبلته حياة في تجويف عنقه وهو يحتضنها وشعر سليم بقوة مشاعره فنظر لها وعيونه تنطق شوقاً وشعرت به حياة فاقتربت منه أكثر وكأنها تعطية اشاره الموافقه على اقترابه فاعتدل وهو لايزال ياخذها في احضانه وهو يقبلها قبلات متناثرة على ثائر وجهها حتى شعر بها ذابت بين يديه فأخذها الي عالمهم الخاص الملئ بمشاعر كان الاثنان يختبرونها لأول مره في حياتهم
.........................
استيقظ كرم وهو يشعر بآلام رهيبه في رقبته ليكتشف انه نام في غرفة مكتبه وهو جالس يفكر في حياة وسليم وتذكر كيف كانت ترعاه حياه وانه حين كان يغفل على المكتب من العمل كانت تدخل وهي تداعبه حتى يستيقظ ويذهب للنوم في غرفتهم فتنهد بقوه وهو يتذكر ماذا كانت تفعل معه ولكن تحرك شيطانه وهو يصور له انها تركته وانها لم تكن تحبه وانها تزوجت من شخص آخر وان هذا ليس من حقها وشعر بالغضب يتملكه فخرج من المكتب واتجه الي الخارج ولم يجد مي موجوده فصرخ منادياً اياها فخرجت من غرفتهم وهي نائمه
مي: في ايه على الصبح ايه الصريخ ده فأقترب منها بغضب وامسكها من يدها بقوه
كرم: طبعا نايمة ولا همك البني آدم اللي ماجاش نام في الاوضه اروح اشوفه راح فين ولا ايه حصله فتصنعت الحزن
مي: انت بتوجعني ياكرم وبعدين مش انت امبارح اللي قلت لي اخفي من وشي كنت عايزني اعمل ايه وانا شايفاك راجع من بره شايط ومش شايف وجودي حتى للدرجة دي زعلان عليها يا كرم فنظر لها
كرم: ولا زعلان عليها ولا زفت انا اللي منرفذني وحارق دمى اني شايفها مبسوطة وفرحانة لا والأولاد فرحانين انا يوسف ابني يوقف ادامي ويقولي مالكش لازمه في حياتنا غير اسمك اللي في البطاقه
فأقتربت منه مي بدلع ومياعه وأخذت تتحسس وجهه بيديها ونظرت له وهمست
مي: خلاص سيبك منهم خلينا في شغلنا لازم نكبر ونكبر ونكبر لازم توقف ادامه وتاخد منه كل حاجة علشان يعرف هو مين كرم الشهاوي وانا جانبك حبيبي
فأبتسم لها واحتضنها بقوه وسحبها خلفه الي غرفة نومهم وهو يهمس
-انتي وحشاني قوي ايه الحلاوة والدلع ده بصي انا عايزك النهاردة تدلعيني اخر دلع فضحكت بميوعه
- ياسلام احلى دلع لاحلى راجل في الدنيا بس سيبني خمس دقائق بس علشان ادلعك بقى فضحك
- ماشي معاكي خمس دقائق بس اكتر من كده انا مش مسئول
ضحكت مي وتركته وذهبت وارتدت بدله للرقص وخرجت له بعد أن قامت بتشغيل اغنية من الأغاني الهابط وأخذت تتراقص أمامه بدلع وغنج حتى اثارته بقوه فسحبها من يدها واقترب منها مقبلاً اياها بقوه وعندها شعر ان التي أمامه هي حياه فحاول الانتقام منها فأخذها عنوه وبقوه وهي تتألم واستمر لفترة من الوقت ولم يشعر الا بعد انتهاءه منها فوجدها في حالة من الاعياء الشديد ففزع ونظر لها
- مي قومي حبيبتي انا اسف حقك عليا وحاول ان يداري عما حدث فأبتسم لها اصلك بصراحة انتي يعني خلتيني مش على بعضي اعمل ايه يالا ياروحي ح اقوم احضر لك الحمام علشان تفوقي شوية
وذهب كرم وحضر لها الحمام وعاد حاملا اياها وادخلها اليه وتركها مقبلاً رأسها
- ح اروح اخد شاور بره وبعدين اجي لك ياروحي تكوني ارتحت شوية
- ماشي ياحبيبي بس بليز حضر لنا الفطار بقى احسن مش قادرة خالص فنظر لها وتذكر حينما كان يجور هكذا على حياة كانت لا تتحدث وكان يشعر بدموعها ولا يهتم ان كانت تتألم ام لا وكانت بعدها تنهض و تعمل كل شئ كعادتها والابتسامة لا تفارق وجهها فهز رأسه وترك مي وخرج
............................
قام سليم من جوار حياة ودخل الي الحمام وقام بتحضيره لحبيبة عمره فملئ البانيو بالمياه الدافئة المليئة بالزيوت المعطره ووضع هاتفه على موسيقى هادئه وأشعل بعض الشموع العطره ووضع لها بورنسها بجوار البانيو وخرج فوجد حياة تتدثر بالغطاء حتى رقبتها وهي مغمضة العين والابتسامة على وجهها تجعله كالملائكة فأقترب منها مقتنصا شفتيها في قبلة رقيقة وهو يحملها بين يديه فصرخت حياة وهي تتعلق برقبته
- سليم يامجنون هدومي اخص عليك
وكانت تضع وجهها في تجويف عنقه خجلاً من انه يحملها هكذا دون ملابسها فأبتسم سليم لخجلها هذا وقبل راسها وقام بانزالها في البانيو وهو يقبلها
- حبيبتي ح اطلع اخد شاور بره خليكي براحتك خالص ماشي وبعدين ح اعمل لنا اتنين قهوة علشان نفوق للناس اللي ح تاكل دماغنا دي فضحكت حياة وهي تنظر له وترسل قبلة في الهواء تصنع سليم أخذها ووضعها على شفتيه وهو يرسم وجهه كالعاشق فضحكت حياة بقوة
- يالا حبيبي روح بقى وماتعملش القهوة انا اللي ح اعملها لك حبيبي
فابتسم سليم وتركها وخرج وقام باخذ شاور في الحمام الخارجي وعاد الى غرفتهم وفور ان دخل ولاحظ الفراش وملابسهم المنثوره في كل مكان ابتسم لما حدث بينهم واقترب وهو يحمل الملابس من كل مكان وهو يبتسم حينما تذكر كيف كان يلقيها بلا هدف وقام بتنظيم الفراش وهو يتذكر معركتهم الرقيقة عليه وكيف انتهت باختفاء حياه في احضانه حتى الصباح وهنا خرجت حياة وهي ترتدي البرنس وتضع منشفه صغيرة على شعرها واقتربت من سليم وهي تقف على أطرافها وتقبل مفترق شعره
- حبيبي ممكن نلبس ونصلي ركعتين لله فنظر لها وابتسم ورفع يدها مقبلا اياها
- طبعا ياقلبي اكيد
- ح اروح اطلع لنا لبس
وذهبت حياة الي الدولاب فوجدت ما صنعه أطفالهم فأبتسمت لحبهم الطاغي لهم بهذا الشكل واخرجت طاقمين لها ولسليم متناسقين ونفس الألوان وعادت له وارتدوا ملابسهم وقاموا بتأدية ركعتين شكر لله وذهبت بعدها حياة الي المطبخ وقامت بعمل القهوة وعادت الي سليم
- حبيبي انا عملت لنا قهوة احنا وعونا ومانو يالا نروح لهم
- طيب استنى اعمل نسكافيه للأولاد معانا فأبتسمت له
- عملت لهم طبعا حبيبي فأقترب منها مقبلاً اياها
- يالا ياروحي
وذهب الاثنان سويا حياة تحمل صينية القهوة وسليم يحمل مجات النسكافيه وذهبوا لهم واخذ سليم يدق الباب بنغمات سعيده حتى فتحت له عنايات وفور ان رأتهم أطلقت وابل من الزغاريط ولحقتها أيضا آمنه فجري الاولاد جميعا للخارج وكان سليم وحياة قاموا بوضع الصواني فارتمي الاولاد في احضانهم يقبلونهم ويباركون لهم حتى جلسوا جميعا سويا واقترب يوسف يجلس على يد الأريكه التي تجلس عليها حياة بجوار سليم
- مبسوطة يا امي شكل وشك منور حبيبتي فوضعت حياة رأسها على صدر ولدها
- مبسوطة قوي يا يوسف ماتصورتش اني ممكن اعيش السعادة دي ثم رفعت راسها ونظرت له واشارت له وللباقيين ان يأتوا لها فأتى البنات ويزيد وجلسوا أمامهم فنظرت لهم وابتسمت عملتم كل الحاجات دي امتى وازاي يامجرميين فضحكوا جميعا وقفز يزيد وهو ينظر لهم
- ده احنا عملنا قرود ونسانيس وقلبنا جنينة حيوانات وربنا ده احنا اتسحلنا سحلة ايه عنب بس ايه رايكم شغل على مياه بيضاء فنظرت له حياة بذهول فيزيد لا يتحدث هكذا ابدا فهو شخص يتسم بالخجل الي حد ما
- واد يا يزيد انت اتبدلت انت مين عملتم ايه فيه فوقفت ايلي وهي تتصنع انها تمسك رقبة القميص وتتحدث لهم
- بلا فخر تربية ايدي فضحك الجميع ونظر لها سليم وهو يضرب كف بكف
- تعالي يا آخره صبري انا مش عارف طالعه لمين قال وعايشة بره ومدارس اجنبية وعيشه ايه الافرانكه زي مابنقول وفي الاخر حاسس ان اخرك جاية من حواري كوالالمبور يخربيت كده بتعرفي الكلام ده منين فارتمت في احضانه
- من الأفلام يا بابي خليك فطن فصعق ونظر لها
- فطن خليك فطن ثم دفعها برقه عن قدمه فوقعت أرضا ونظر لحياة البت دي مين انا معرفهاش لا لا دي بدلوها اكيد فضحكت حياة وفتحت ذراعها لإيلي التي قامت واحتضنتها
- اخص عليك ياسليم دي إيلي حبيبة مامي اوع تتريق عليها هي بس تقمصت الدور ودلوقتي ترجع لقواعدها مش كده يا إيلي فهمست يويو وهي تضحك
- يامامي إيلي بقت عامله زي الوباء انتشرت بسرعة الصاروخ الأول يزيد وبعدين جاسمين حتى امبارح رقصت آنا مانو اه وربنا فوقف سليم وسحب يد حياة ونظر لها
- تعالي نجري قبل مانتعدي فارتمي عليهم السداسي المرح فأوقعوهم أرضا وظلوا يلعبون ويضحكون سويا حتى مر الوقت وشعر سليم ان حياة اجهدت فامسك يدها ونهضوا يجلسون على الأريكه مره اخرى ونظر لابنتيه
- يالا ياحلوين اعملولنا كوبايتين عصير فرهدتونا فنهض الاربع بنات وذهبوا لعمل العصير واستأذن يوسف ويزيد للذهاب إلى غرفتهم وظل سليم وحياة مع عنايات وآمنه فنظرت آمنه لحياة
- وشك منور زي البدر في تمامه ياقلب امك فخجلت حياة ووضعت رأسها في صدر سليم الذي ضمها بقوه مقبلا اياها
- اخيرا يا امي اخيرا بقت حياة ليا شوفي مش هي جانبي وفي حضني بس لسه خايف اكون بحلم فضحكت آمنه
- ربنا يسعدكم ويفرح ايامكم ياحبيب قلبي ونظرت لعنايات وابتسمت مش قلت لك يا عونا ح يجي يقول خايف اكون بحلم فضحكت عنايات
- اه يا آمنه ياعين امه فاكر نفسه بيحلم تعالي نخبطه شومه يمكن يعرف انه صاحي فنظرت لهم حياة
- يالهوي ياماما يعني تعوريه علشان يحس انه مش بيحلم لا خلاص مش مهم حلم حلم احنا بنحلم سوا فضحك الاثنان على رد فعل حياة واحتضنها سليم الي صدره
.............................
دخل ياسين الي بيته ووجد كريمة تجلس وهي تتحدث في الهاتف فنظر لها وتركها ودخل غرفة ولده وأغلق الباب وابدل ثيابه وبعد قليل وجدها تفتح الباب وتنظر لها
- وبعدين يا ياسين ح تفضل كده لا بتكلمني ولا حتى عايز تقعد معايا وكمان الاولاد سيبهم عند ست حياة اللي حضرتك روحت حضرت فرحها ولا همك انها وجعت اخويا فنظر لها ياسين بغيظ
- اه فعلا تصدقي أصل هي اللي راحت رمته واتجوزت واحد عليه في السر وبعدين راحت قالت له ح اجيبك تشتغل خدام عنده انتي واعيه بتقولي ايه ولا بتخرفي وخلاص
- لا مش بخرف ايه المشكلة انه اتجوز عليها ما هيا اللي انسانه باردة ومعرفتش تسعده فوقف ياسين بعد أن كان جالسا على الفراش واتجه لها وعلى وجهه علامات الغضب فارتدت خطوة للخلف وامسك يدها بقوه
- اه فعلا هي اللي بارده عاش معاها عشرين سنة ليه وهي كده ماتردي ولا انتي حقدك وغلك منها لاغي دماغك فصرخت كريمة
- حقدي وغلي منها ليه أن شاء الله
فزفر ياسين وفتح باب الغرفة ودفعها للخارج مغلقاَ الباب خلفها وهو يصرخ
- مش عايز رجلك تخطي الأوضة دي فاهمة وخلي بالك يا كريمة هانم غلطاتك عدت كل المراحل فاهمة وانا خلاص صبري نفذ منك
الفصل الثاني والعشرين 🌹🌹🌹
بعد أن ذهب كرم الي الشركة والتي من غباءه قد نسي انها ملك لحياة هو فقط يديرها وجلس على مكتبه يدبر ماذا يصنع لسليم وحاول ان يتوصل لأي شئ عنه فعرف انه ذو سمعه ناصعة البياض فليس عليه أي شئ حتى بالخارج ويكفي انه يتعامل مع كيان ذو أهمية شديدة في البلد فسار غضبه منه اشد واخذ يفكر ماذا يفعل معه فقرر محاربته في مجال العمل وجند في الشركة اثنان يتابعان كل الأعمال التي يشارك فيها سليم وعلم انه قد أخذ اجازة اسبوعان من الشركة فعرف انه سوف يسافر لقضاء شهر العسل مع حياة فقرر ان ينتظر يومان او ثلاثة ثم يذهب بنفسه الي الشركة لعله يستطيع أن يعرف أي شئ فهو لم يعلم أن سليم قد ترك كل شئ في يد يوسف وتحت عيون أدهم
.................................
في المساء جلس سليم وحياة ومعهم الاولاد السته والجدتان وجاء لهم ياسين وأدهم وزوجته مرام واولادهم احمد ومصطفى وامضوا الأمسية معاً وصممت حياة على بقاء الجميع للعشاء سوياً وتعرف الاولاد على بعضهم البعض وجلسوا سوياً أرضاً يلعبون ويضحكون معاً والكبار حولهم يتسامرون سوياً حتى نظر لهم سليم وهو يحتضن حياة
- بصوا بقى احنا ح نسافر اسبوع بالكتير قوي ح نروح شرم الشيخ أدهم عايزك ماتسبهومش وخصوصا يوسف وهو في الشغل وانت يايوسف الضغط عليك ح يبقى جامد بس خلي بالك سارة ح تساعدك بكل طاقتها خلي خط مفتوح بينك وبينها لازم ترجع لها دائما اسمع منها كويس و اعقل الكلام واتصرف وانا واثق في تصرفك وجانبك هنا اسدين أدهم وياسين
- ماتقلقش يابابا وراك رجاله
فنظر له سليم وابتسم
- عارف حبيبي ان ورايا رجاله وأنهم رجاله ياكلوا الزلط المهم ماتأثرش في دراستك ممكن الفترة دي تعتذر من التدريبات انت واخواتك ولما نرجع ترجعوا تاني تواظبوا عليهم
ونظرت عنايات لولدها وابتسمت
- طيب ياحبيبي ليه تروح شرم الشيخ ماتسافروا بره تغيروا جو وتفسح حياة فسحة حلوة
فمالت حياة براسها على كتف سليم
- لا ياماما احنا اتفقنا نسافر بره ان شاء الله لما الاولاد يخلصوا دراسه ونسافر كلنا معاكم نتفسح كلنا سوا إنما دلوقتي خلينا قريبين احسن مع ان والله قلت لسليم خلينا هنا معاكم بس هو مرديش
فضحك الجميع ورد أدهم بقوه
- ده لو عليه يخطفك من وسطنا حالاَ ده ماصدق ياحياة حرام عليكي الواد كان خلاص قرب يكاكي
فضربه سليم بعلبه مناديل كانت بجواره وضحك الجميع عليهم ونظر له أدهم وهو يرفع حاجب
- بذمتك مش كلامي صح فضحك سليم بقوه
- بصراحة اه انا كنت خلاص يعني جبت آخرة اخرى وربنا صحيح يا عونا مش سارة كلمتنا امبارح
فنظرت له مرام بذعر
- يالهوي سارة دي ام البنات كلمتكم كلمتكم ازاي يالهوي
فضحك الجميع على رد فعلها وردت عليها حياة
- عارفه يامرام دي شخصية زي العسل اه والله ماتتصوريش امبارح اول ما سليم فتح الخط عليها قعدت تعتذر علشان اتصلت متأخر وبعدها بقى أطلقت قذيفة زغاريط مش عايزة اقولك وكانت فرحانة بشكل مش ممكن
فهزت مرام رأسها وكانها تنظر لناس من كوكب اخر
- ده اللي هو ازاي يعني مش فاهم لا مؤاخذه فضحك سليم
- افهمك يامرام سارة من قبل جوازنا وهي عارفه عشقي لحياة وصممت نتجوز على أمل تغيرني بس للاسف مقدرتش وطلبت الانفصال ورغم انها عايشة مع البنات ومعايا في نفس الفيلا الا ان لها جناحها بالكامل هي لوحدها خالص بس طول الوقت تتدعي نتقابل انا وحياة وتدعي انها في يوم تلاقي حد يحبها زي حبي لحياة ونظر لحياة وقبل رأسها بس طبعا عمرها ما ح تلاقي ابدا لان حبي لحياة حب نادر الوجود
ثم عاد سليم ينظر لهم فوجد مرام والاربع بنات ينظرون له ثم تنهدت مرام والبنات ونظرت مرام لأدهم
- أدهومي انا عايزة من ده فضربها أدهم بخفة على رأسها
- عايزة من ايه ياختي وادهومي كمان ده انتي وقعتك بكل الألوان النهاردة فمالت قليلاً ناحيته وهمست وهي تحرك عينيها برقة
- ماهو انا عايزاه منك برضة يا روح قلبي هو معقول ح ابص لحد غير اللي ملك قلبي وكياني وروحي فاطلق ياسين صافرة قوية
- لا بقولكم ايه خفوا كده انتم الجوز دي وقعةايه الوقعة دي
ظلوا يتحدثون ويلعبون سويا وقامت حياة ومعها مرام والبنات بتحضير العشاء وجلسوا يتعشون سوياً وبعدها بقليل انصرف أدهم ومرام ومعهم احمد ومصطفى ابناءهم وبعد قليل وقف ياسين ونظر لأولاده
- أيه ياولاد ح تفضلوا قاعدين هنا ولا ايه فنظرت له آمنه
- ياحبيبي خليهم قاعدين ايه المشكله اهم يشجعوا بعض على المذاكره
- ايوة يا امي بس كتبهم ولبسهم فنظر يزيد لوالده
- بابا انا ممكن اجي مع حضرتك النهاردة انا وجاسمين وناخد حاجتنا ونرجع هنا تاني بليز بابا
- طيب وانا ياولاد خلاص ح تستغنوا عني
فجري يزيد وجاسمين عليه
- لا يابابا ازاي حضرتك تقول كده بس وأكملت جاسمين
- حضرتك يابابا ممكن تيجي هنا كل يوم وتروح على النوم او حتى تنام مع يوسف ويزيد فأبتسم لهم وقبل رأسهم
- خلاص اللي تشوفوه حاضر اتشحطط انا علشان عيونكم
فنظر له سليم ووضع يده على كتفه
- فرصة يا ياسين الاسبوع ده هات حاجتك وخليك معاهم وبعدين تزنقوا نفسكم ليه كده الشقتين موجودين قسموا نفسكم فيها وبعدين لازم تعرفوا ان انا اتفقت مع عمو أدهم من فترة يدور على فيلا حلوة كده وكبيرة علشان تساع الحبايب كلهم وان شاء الله ننقل فيها اول ماتخلص فصرخ الاولاد سويا واقتربت ايلي من ابيها وهي تحتضنه
- دادي فيها بيسين
- فيها إيلي بس نتفق يوم ماينزل البنات الاولاد قاعدين في الجنينة وراء يوم ماننزل كلنا بس مسموح للبنات معانا متفقين فوقفت يويو واقتربت من أبيها أيضا
-دادي ممكن نبقى ننزل مع ماما حياة نشتري مايوهات حضرتك عارف في الفيلا بره حضرتك كنت عامل بيسين مغطي وكنا بنلبس بيكيني هنا مش ح ينفع فاقتربت منها حياة واحتضنتها
- اول حاجة ح نعملها بعد ما نرجع من السفر ان شاء الله ننزل نشتري كل اللي تحتاجوه متفقين فضمها الاثنان وصرخوا متفقين طبعا ونظر ياسين لاولاده
- يالا حبايبي نروح والصبح نرجع على هنا مسافر امتى يا سولي
- بكره علي الساعة ١٢ كده علشان ح نسافر بالطيارة
- تمام يبقى ح اشوفكم قبل السفر يالا ياولاد تصبحوا على خير فرد الجميع عليه
وانصرف ياسين وابناءهم وجلس سليم وحياة وبجوارهم يارا ويوسف وإيلي ويويو وامامهم عنايات وآمنه وتحدث يوسف
-بابا طنط سارة عارفة اني ممكن اكلمها
- ح اكلمها النهاردة حبيبي وح اقولها تفتح معاك الخط اي وقت وزي ماقلت لك اسمع واعقل الكلام و نفذ اللي ترتاح له وأنا في ضهرك حبيبي
- ماشي يابابا
وقف سليم ونظر لهم وابتسم
- طيب ح نسيبكم احنا بقى لسه ح نوضب شنطتنا وننام شوية ونشوفكم الصبح تصبحوا على خير فرد الجميع عليهم وانصرف سليم عائدا لشقته مع حياة
.....................................
يجلس كرم في غرفة مكتبه بالمنزل وامامه تجلس مي وهي تشاهد بعض المشتريات على الفيس ونظرت الي كرم الذي كان في ملكوت اخر يتذكر حياة وهي تجلس أمامه وتساعده في العمل سواء تنسيق أوراقه او مراجعة حساباته وأخذت مي تتحدث وكرم لا يستمع لها ولم ينتبه لها إلا عندما صاحت بصوت عالي
- كرم انت سرحان في ايه كل ده بقى خمس دقائق بكلمك وانت ولا انت هنا فنظر لها كرم
- ايوه حبيبتي عايزة حاجة معلش كنت بفكر في حاجات في الشغل
- طيب حبيبي انا كنت عايزة افرجك على حاجات عجبتني قوي وعايزة ابعت اشتريها فنظر لها كرم
- يا مي انا بقولك عندي مشاكل ودربكة كتير في الشغل تقولي لي عايزة تشتري حاجات مش وقته خالص الكلام ده يا مي انا لا فاضي ولا ينفع اصلاً فغضبت مي ونظرت له
- مش معقولة يا كرم كل ما اقولك تقولي مش فاضي مشغول معنديش فلوس دي مش حياة دي فنظر لها فور ان نطقت بأسم حياة
- حياة..... دلوقتي بتقولي مابقتش حياة لكن لما جريتي ورايا واخدتيني من حياتي كانت حياة حلوة اطلعي يا مي من هنا دلوقتي علشان مانندمش على اي حاجة ممكن تحصل
- انت بتقولي انا الكلام ده يا كرم ماشي تمام دلوقتي انا جريت وراك اوك يا كرم عن اذنك
وخرجت مي وتركت كرم ينظر أمامه ويتذكر حياته السابقة مع حياة وأولاده ووالدته واغمض عينه قليلاً ثم عاد يضرب المكتب بيده وهو يحدث نفسه ان حياة هي السبب في كل شئ انها لم تتقبل فكرة انه تزوج غيرها وهو ليس بأول رجل يتزوج زوجة اخرى غير زوجته الأولى فلماذا لم تقبل وتتعايش معه فهي كانت تحبه كثيرا ماذا حدث لها هل تحول الحب الي شخص آخر هل كرهته لهذه الدرجة حتى تتزوج غيره وكيف شعر في عيناها بسعادة وحب كان يراهم معها في أول زواجهم ولكنها فقدتهم على مدار سنوات الزواج لوهلة شعر بالندم على ما اقترفه بها ولكن عاد شيطانة وتمكن منه وسيطر عليه أن كل هذا بسبب ذلك المدعو سليم فـ لولا وجوده لكانت عادت حياة إلى البيت مرة أخرى اخذ يحدث نفسه هكذا لفترة ثم تذكر زوجته وشعر انه يخسر من جميع الجهات وان مي هي حبيبته وزوجته ويجب عليه أن يصالحها
..............................
ذهب ياسين وأولاده الي المنزل ودخل فوجد كريمة تجلس وكعادتها تتحدث في الهاتف وعندما راءت ياسين والأولاد اغلقت الهاتف ونظرت لهم
- تو ما افتكرتم ان لكم ام يابيه انت والهانم ولا خلاص الست حياة بقت امكم
فنظر لها ياسين بسخرية
- هو انتي فاكرة ان لكي عيال اصلا علشان هما يفتكروا ان لهم ام ادخل يايزيد انت وجاسمين حضروا حاجتكم
فنظر يزيد لأبيه
- حاضر يابابا يالا ياجاسمين فصرخت كريمة
- رايحين فين انت وهي ده انتم حتى مافكرتوش تسلموا عليا ايه للدرجة دي حياة لحست دماغكم
فجز يزيد على أسنانه ونظر لها بقوة
- ماما من فضلك ماتكلميش عن عمتو حياة كده عمتو حياة مابتجبش سيرة حضرتك خالص فصرخت كريمة
- ولا تقدر تجيب سيرتي اصلا كنت قطعت لسانها فأقترب منها ياسين وامسك يدها بقوة
- عارفة مين اللي ح يتقطع لسانه انتي يا كريمة انا قلت لك امبارح غلطاتك عدت الحدود يا هانم ح اقولها لك لأخر مره تجنبي غضبي ياكريمة والزمي حدودك علشان مايجيش على دماغك ياهانم ادخلوا ياولاد خلصونا بدل مانروح بكره ح نروح دلوقتي
- تروحوا فين ان شاء الله
- ولو انه مايخصكيش لكن ح نروح نقعد عند ماما آمنه اسبوع عايزة حاجة
- يعني ايه ح تسيبوا البيت اسبوع وانا
- ابقى روحي اقعدي عند المحروس اخوكي والست هانم بنت عمتك مراته المصونة عن اذنك وصاح يالا ياولاد خلصونا
ودخل ياسين غرفته وأخرج مجموعة من البدل ثم اخرج شنطة ووضع بها بعض من غياراته وملابسه البيتيه وباقي ملابس خروجه وبرفاناته ووضع في شنطة اخرى احذيته وخرج من الغرفة وهو ينادي يزيد وخرج له يزيد سريعا
- خلصت يا يزيد
- ايوة يابابا
- تمام خد مفتاح العربية اهو وانزل حط حاجتك وخد حاجة معاك من حاجتي اللي جوه دي وانا ح انزل بالباقي
فدخل يزيد سريعاً لغرفة والده ونظر فوجد ان والده اخذ اكثر من نصف ملابسه فنظر له وابتلع ريقه واقترب من ابيه فعلم ياسين برغبة ابنه في سؤاله فنظر له فقط وهمس
- بعدين يايزيد بعدين ح اقولك يالا دلوقتي
فهز يزيد رأسه وحمل بعض من بدل والده وشنطة ونزل سريعاً ووضع كل مامعه في سيارة والده ثم عاد للأعلى مره اخرى ودخل غرفة والده وخرج بباقي الأغراض وكانت كريمة تنظر له وهي مصعوقه واقتربت من ياسين تنظر له
- ياسين ده مش لبس اسبوع انت بتعمل ايه ممكن تفهمني
- ح تفهمي ياكريمة اكيد ح تفهمي بس مش دلوقتي علشان مانخسرش اكتر من كده عن اذنك اه في فلوس عندك في الكومود بتاعي عن اذنك ودخل غرفة ولده وحمل حقيبته ووجد ابنته تخرج فأخذ حقيبتها هي الأخرى وتحرك وجاسمين أمامه وخرج من البيت وكان يزيد يصعد السلم فوجد والده يحمل الحقيبتين فجري ممسكهم منه وهبطوا جميعا مره اخرى عائدين الي آمنه وعنايات
.............................
في منزل حياة يجلس سليم في الليفنج ينتظر حياة وهي تصنع لهم النسكافيه بعد أن ذهبت إلى غرفتهم وابدلت ملابسها وارتدت لانجيري رقيق عليه روب ثقيل وبعد أن صنعت النسكافيه ذهبت لسليم الذي وقف ما أن راءها وحمل منها الصينية واضعاً اياها على المنضدة أمامه واحتضن حياة واجلسها في أحضانه وهو يحتويها بقوة يد تحاوطها واليد الأخرى تمسك يدها ويشبك اصابعهم سوياً وهي تضع رأسها على كتفه ويد تحاوطه من خصره والأخرى بين يديه وهو يسند رأسه على رأسها وهم يجلسون يشاهدون السي دي الخاص بفرحهم وكيف السعادة تظهر عليهم بوضوح وفجاءة رفعت حياة رأسها مقبلة عنق سليم برقه جعلته يرتعش وتنهد بعمق وهو يهمس لها
- ح تعملي فيا ايه اكتر من كده ياحياتي حبيبك خلاص والله ماقادر يتحمل فوضعت رأسها في تجويف عنقه وهي تتنفس به وهمست
- انا عملت حاجة ما انا بريئة وساكته اهو فأنتفض واقفا وهي بين يديه وامسك الريموت وأغلق التلفاز وفجاءة انحني حاملا اياها وهي تصرخ وتضحك
- النسكافيه ياسليم فنظر لها وعيونه تنطق عشقاً
- مش عايز نسكافية مش عايز حاجة غيرك ياحياتي فضمت نفسها في احضانه وهي تقبل وجنته
- وانا مش عايزه غيرك يا حبيبي
ودخل سليم غرفتهم مغلقاً الباب خلفه واوقفها أمامه واقترب منها وهو يهمس لها بكل كلمات الحب العاشقه وبين كل كلمة وكلمة قبلة حتى جعلها تذوب بين احضانه طالبة المزيد والمزيد من تلك المشاعر الفياضة فنزع عنها الروب التي ترتديه وادخلها الفراش وأسرع بتهدئة الإضاءة فهو يشعر بخجل حياة الشديد ودخل بجوارها ساحباً الغطاء عليهم ومحتضنها بقوة وهو يقبل كل جزء في وجهها حتى ذهبوا الي عالمهم الخاص بهم فقط وبعد مدة طويلة كانت حياة تنام وهي تضع يدها على صدر سليم العاري وهو يداعب خصلات شعرها التي تلتصق بكتفها ويقبل رأسها وهو يهمس
- انا بقيت حاسس كأني لسه شاب عنده ٢٥ سنة اول مره يلمس واحده ومش اي واحده ده هي دي حب العمر كله حياة انا بعشقك لا انا عديت مرحلة الحب والعشق
- انا كمان ياسليم بحبك قوي انت في وقت صغير خلتني احس أحاسيس عمري ماحسيتها ولا عرفتها عارف كل ما افتكر علاقتنا زمان كل ما اتأكد اني كنت بحبك بس مش عارفة
- عشقي الأول والأخير حبيبتي وروح قلبي انا عيوني وقلبي وروحي عشقوكي وانتي لسه طفلة بضفاير والحمدلله اخيرا بقيتي بتاعتي بقيتي ملكي بقيتي ليا لوحدي زي ما انا ملكك لوحدك وعمري ما كنت ملك غيرك ابدا يا حياتي فأخذت حياة تقبل صدره قبلات متفرقه هادئة حتى تحركت مشاعرهم مره اخرى واخذها في جولة اخرى من جولات عشقهم التي من الواضح انها لن تنتهي ابدا