رواية بين شقي الرحي الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم مورو مصطفي


 رواية بين شقي الرحي الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم مورو مصطفي

وصل ياسين وأولاده الي منزل عنايات ودق الجرس ففتحت له إيلي التي ما أن رأتهم حتى سحبتهم من يدهم وادخلتهم سريعا وهي تنادي يوسف ويارا ويويو وبالفعل دخلوا جميعا وجلسوا وكانت عنايات وآمنه فور ان راءوهم شعروا ان هناك خطب ما فنظرت عنايات الي الاولاد 

- يالا خدوا بعض وادخلوا الاوضه مع نفسكم فنظر يزيد الي ابيه وقبل ان ينطق وجد والده يتحدث
- لا يا أمي بعد اذنك خليهم وبعدين محدش غريب وقام من مكانه وجلس بجوار آمنه التي مسدت على قدمه بحنان
- اتكلم ياحبيبي عملت فيك ايه كريمة 

فقص ياسين كل شئ منذ سنوات واهمالها له وبعده اولاده وسفرها دون اخباره او حتى الشعور بما حدث لأبنتها انتهاءً بسخطها على حياة لتزوجها سليم مرورا بما قالته عليها من كلام فهبطت دمعه من آمنه فأحتضنها ياسين سريعاً وهو يهمس

- متزعليش مني يا أمي أنا بجد فعلا مش قادر تعبت والله فنطرت له آمنه 
- لا ياحبيبي انا مش زعلانة منك أن زعلانة عليها وعلى اخوها وعلى خسارتهم أولادهم يسوا ايه ان ولادهم تبقي مش عايزة تشوفهم تسوا ايه ان أولادهم يكونوا محرومين من ابوهم او امهم

فنظر يوسف الي جدته

- يا آنا الكلام ده تقوليه لشخص زي بابا سليم او عمي ياسين او واحده زي امي ولادهم عندهم بالدنيا عارفه يا آنا ماما لو كانت حست للحظة اننا ممكن نتوجع من جوازها من بابا كانت رفضت بالثلث رغم حبها له هي دي الام اللي بتضحي بكل حاجة علشان أولادها زي ماكانت ح تضحي وترجع له لولا قسيمة الجواز فاكره انا كل ما افتكر يومها وانا ويارا بنضغط عليها علشان ترجع وكلمتها انا علشان خاطركم ارمي نفسي في النار بتوجع عمي ياسين نفس الكلام ماتزعلش منى يا يزيد ولا انتي يا جاسمين بس طنط كريمة دى ماتنفعش تبقى أم زي كرم بيه كده ماينفعش يبقى اب وحضرتك يا آنا مش مفروض تزعلي عليهم الله يسامحه جدو هو اللي عمل فيهم كده حضرتك ربنا عوضك بكل احفادك دي وقبلنا ماما وبابا سليم وعمي ياسين كلنا حواليكي وحضرتك من زمان قوي راميه طوبه طنط كريمة فنظرت له آمنه بحزن
- كلامك يوجع يا يوسف بس كل كلمه فيه صح ثم عادت ونظرت لياسين وهي تربت على قدمه بص يا ياسين يابني انا امك انت مش هي اعمل اللي عايزه وماتهتمش باي حاجة الأولاد معانا وانت عارف احنا متعلقين بيهم ازاي علمها الأدب ارتدعت علي اللي بتعمله وعايز تكمل براحتك مارتدعتش وعايز تنفصل اول واحدة ح اكون جانبك انا انا اصلا زي مايوسف قال من زمان سقطتهم من حساباتي 

نظر لها ياسين واحتضنها بقوه وهو يقبل راسها ويدها وفجاءة شعر بحنين لأمه فوضع رأسه على قدمها وهمس لها

- ارقيني يا أمي 

فأخذت آمنه تقرء آيات القرءان الحكيم عليه حتى اغمض عينه وذهب في النوم فنظرت ليوسف

- يوسف هات حاجة من جوه غطي بيها عمك ويالا ادخلوا انتم جوه رتبوا حاجاتكم مع بعض وشعرت آمنه بارتباك يزيد  فنظرت له في ايه يا زيزو مالك 
- مش عارف يا آنا بابا ح يعمل ايه ح يروح فندق زي ما قال 
فصعقت آمنه وعنايات وتحدثت عنايات فورا
- فندق ايه يا يزيد ده
- يا آنا بابا جاب جزء مش صغير من هدومه وبعدين لما سالته قالي ح ينزل في أوتيل لغاية مايفكر فوقفت عنايات ونظرت ليزيد ويوسف
- يالا انزل انت وهو هاتوا حاجات ياسين من تحت يالا بسرعه قبل مايصحي خليه يلاقي نفسه أدام الأمر الواقع

فضحك الجميع وهبط يزيد ويوسف واحضروا اشياء ياسين وقاموا برصها جميعا في الدولاب واخذوا يضحكون سويا على ماذا سيكون رد فعل ياسين عندما يرى نفسه مجبر على المبيت معهم 
                         ............................... 
قامت كريمة بالتحدث الي مي وقصت عليها ما حدث وكيف ان أولادها تركوها وكذلك ياسين وذهبوا الي حياة وسليم 

- يا مي انا مش عارفه عامله لهم ايه ست حياة دي علشان يتعلقوا بيها بالشكل ده ولا ان يتجوزها واحد زي سليم ده بوسامته واناقته وفلوسه اللي مش باين لها اول من آخر حاجة تغيظ
- اه يا كريمة شفتي كان عامل لها فرح الناس كلها اتكلمت عليه ولا الشبكة اللي جايبها لها وعيونه اللي بتنطق بحبها بيحبها على ايه 
- فين البيه جوزك ياست مي 
- اتخانقنا سوا وقاعد في مكتبه كل ما أقوله عايزة اشتري حاجة يقولي مافيش فلوس أو مش فاضي وحاجة تقرف 
- هو ما قالكيش عمل ايه في الفرح بتاعهم
- ولا نطق يا اختي ح اقفل معاكي ياكوكي شكله طلع من المكتب
- طيب روحي يالا 

واغلقت مي الهاتف مع كريمة وتصنعت الحزن ودخل عليها كرم ونظر لها فوجدها حزينة فاقترب منها وجلس بجوارها وضمها الي أحضانه

- ميوش ماتزعليش مني ياقلبي انتي بس اتعودي لما تلاقيني بشتغل ومشغول بلاش تتكلمي معايا في الوقت ده وبعدين مش انتي عارفه اني بحاول اكبر الشركة علشان أقف أدام زفت سليم ده 
- ياحبيبي طلعه من دماغك وكبر الشركة علشانك وعلشان تبقى من اكبر الشركات 
- خلاص يبقى تساعديني ياميوش مش تضغطي عليا وانا مضغوط لوحدي 
- خلاص ياسيدي سماح النوبه بس ماتشخطش فيا كده تاني
- خلاص ياقلبي من عيوني يالا بقى قومي حضري لنا اكله من ايدك 
- حاضر ياروحي حالاً والاكل يكون جاهز

خرجت مي من الغرفة وتركت كرم الذي اخذ ينظر لكل جزء فيها ويتذكر حركات حياة معه وكيف كانت تطير حوله كفراشة صغيرة ترفرف باجنحتها حتى تحط على كتفه فتنهد وذهب ليفتح دولابه وكان دائما ما يفتحه فيجده معطرا ومرتباً واذا احتاج شيئا استطاع ان يصل له فورا اما الان فوجد الدولاب كل شئ على بعضه فصعق من المنظر واستغفر ربه وهو يزفر ويحدث نفسه كان فيها ايه لو فضلتي على ذمتي ياحياة انا مش قادر أصدق ازاي قدرتي حد تاني غيري يلمسك فرد على نفسه طيب ما انت لمست غيرها فزفر ايوة الراجل ممكن يتجوز اربعه ويعيش مع الاربعه لكن الست لا فنظر لنفسه في المرأة طيب على الأقل انت اتجوزت وهي على ذمتك لكن  هي اتجوزت بعد ما طلقتها ولا نسيت خليك في حياتك ياكرم وانسى حياة ماتحطهاش في دماغك علشان تعرف تعيش فهمس مش ممكن اسيبها في حالها لازم انتقم منها ومن الحيوان اللي اتجوزته ده بس يصبروا عليا بس
                       .................................
استيقظت حياة من النوم فوجدت نفسها لازالت تنام في أحضان سليم وهو يحتويها بين ذراعيه كأنه يحتضن طفلته الصغيرة فقبلت جبينه بخفه ثم انسحبت من بين أحضانه بهدوء وارتدت ثيابها سريعا وفوقها الروب وقامت بتحضير ملابس لها ولسليم وأخذت ملابسها ودخلت الي الحمام سريعا وبعد أن انتهت من الشاور ارتدت ثيابها وخرجت فوجدت سليم لا يزال نائما فذهبت الي المطبخ وقامت بتحضير طعام الإفطار ووضعته على صينية ووضعت حول الصينية بعض من الوردات الصغيرة وذهبت للغرفة مره اخرى ووضعت الصينية بجوار سليم على الكومود وجلست هي بجواره وامسكت ورده صغيرة ناعمة للغاية وأخذت تمررها على وجهه بخفه وهو يجعد وجهه للحظة ثم يعود لابتسامته وفعلت ذلك مرتان وفي ثالث مره استيقظ سليم وهو يمسك يدها ويقبلها

- صباح الشقاوة ياقلبي صابحة تتشاقي فنظرت له بدلال
- صباح الفل والورد على عيونك انا اتشاقيت ده انا غلبانه خالص

فضحك سليم ورفع نفسه للأعلى فظهر أمامها صدره العاري فأحمر وجهها سريعاً فضحك سليم واحتضن رأسها يضعها على صدره ويقبل رأسها وهي تحتضنه من خصره وتقبل صدره برقه 

- ح تبطلي تكسفي امتى ياحياتي 
- مش ح اعرف ابطل اتكسف ياسليم اعمل ايه يعني فرفع رأسها ونظر لعيونها وقبل مابينهم 
- ولا اي حاجة ده حتى احلى حاجة فيكي كسوفك ووشك وهو بيحمر زي الفراولة بيبقى عايز يتاكل اكل واخذ يقبل وجنتيها وهو يعضعضهما وهي تضحك وبعد قليل ابتعدت قليلا ونظرت له
- يالا حبيبي انا حضرت الفطار نفطر وحضرت لك هدومك على ماتاخد شاور اكون حضرت شنطة السفر 
- ماشي ياقلبي انتي سابقتي ياعفريته واخدتي شاور وحدك 
- اه ياروحي قلت نكسب وقت 

واخذ الاثنان يطعمان بعضهما البعض ويقبلان بعضهم بين الفينة والأخرى حتى انتهوا وقامت حياة بحمل الصينية والذهاب للمطبخ ودخل سليم الي الحمام وعادت حياة الي الغرفة وقامت بتنظيم كل شئ ثم وضعت شنطة سفر وأخذت تضع بها ملابسهم وكل احتياجاتهم بتنظيم رائع حتى انتهت وخرج سليم وهو يرتدي ملابسه فوجد كل شئ قد عاد الي مكانه ووجد حياة قامت بترتيب شنطة السفر الخاصة بسفرهم فأقترب منها يحتضنها من الخلف 

- حبيبي المنظم ده
- عيون وقلب حبيبك ياحبيبي 
- خلاص كده حبيبتي كل حاجة جاهزة
- اه خلاص كله تمام 
- طيب يالا بينا نروح نشرب معاهم القهوة زمان ياسين جه

وذهب الاثنان معا الي الشقة الأخرى وضربوا الجرس ففتح لهم يزيد ودخلوا فوجدوا الجميع يجلسون وياسين يرتدي ترنج فنظر له سليم وابتسم

- هو انا ليه حاسس ان فاتنا أحداث فأحتضنته إيلي 
- يوووووووووه ياداد حضرتك قديم قوي فضربها سليم بخفه على رأسها
- يابت اهمدي وبطلي لماضه فضحك ياسين 
- تعالوا اقعدوا وانا ح احكي لكم 

جلس سليم وحياة بجوار ياسين الذي قص عليهم ماحدث دون التحدث عن كلامها على حياة فنظرت له حياة 

- ناوي على ايه يا ياسين
- ناوي ارتاح شوية ياحياة انا تعبت والأولاد تعبوا وهي كل اللي يهمها الخروج والفسح والشوبنج 
- ياسين ماما آمنه 
- ماتخافيش اول واحدة ايدتني فنظر لهم سليم
- ياعيني عليها الله يسامحك ياعمي حضرتك السبب في كل ده خلتهم حاسوا ان اي حاجة عايزنها لازم ياخدوها ومش مهم اي حاجة تانيه او اي حد تاني المهم بقى حضرتك كنت  عايز تنزل في أوتيل وفي شقتين يرمح فيهم الخيل زي مابنقول انت غبي يا ياسين عايز تسيب شقق اخواتك وتنزل في فندق عارف لولا اني مش عايز انكد علينا قبل السفر كنت قمت هبدتك علقه دلوقتي
- خلاص ياعم انت ماصدقت فارد نفسك علينا كده بطولك وعرضك لا ماتنساش انا اكبر منك ياض 
- ياعم اتلهي اكبر بكام يوم انت ح تستهبل فصاحت حياة 
- بس ايه انتم ماصدقتم انا رايحة اشوف الاولاد العبوا مع بعض فاهمين فصاح الاثنان معا
- حاضر يا ابله فنظرت لهم حياة وهزت رأسها وهي تبتسم 

وتركتهم وذهبت الي الاولاد فوجدتهم يجلسون جميعا مع يزيد وجاسمين فدخلت وجلست ونظرت ليزيد وجاسمين وابتسمت وفتحت ذراعيها فجاؤا جري عليها وارتموا في احضانها ونظرت للباقين 

- قوموا زي الشاطرين كده يوسف روح لبابا سليم وشوف ح يقولك ايه على الشغل قبل مانسافر وانتم يابنات روحوا يالا ساعدوا آناتكم واعملوا لنا قهوة يالا جري 

فذهب الجميع كما ابلغتهم ونظرت حياة ليزيد وجاسمين 

- عارفة انكم مضايقين وزعلانين مش ح اقولكم ماتزعلوش لا حقكم تزعلوا لكن لازم تعرفوا ان الزعل ده مش صح ح تتعبوا وتزعلوا اللي حواليكم وممكن زعلكم يضغط على بابا فيعمل حاجة مش عايزها انتهزوا الفرصة وفكروا وشوفوا عايزين ايه وبعدها اتكلموا مع بابا ولغاية ده مايحصل لازم تعرفوا ان انا وعمكم سليم جانبكم وكمان آنا عنايات و آنا آمنه وعمو أدهم وطنط مرام كلنا جانب بعض وكلنا بنسند بعض وزي مابقول ليوسف ويارا مهما عمل كرم هو في الأول والآخر ابوهم ح اقولكم انتم كمان مهما عملت كريمة ومهما قالت برضه في الأول والآخر امكم فصاح يزيد
- ليه هي مش زي حضرتك ياطنط ليه كم الحقد اللي جواها ده... ليه دائما بتدور على نفسها بس عمرها مافكرت فينا ولا في بابا زي ماحضرتك دائما بتفكري في يوسف ويارا ودلوقتي عمو سليم.... ليه دائما متخيلة ان حضرتك بتقومينا عليها فأبتسمت حياة 
- ياحبيبي للأسف جدو باباهم عودهم على أن اي حاجة عايزنها ياخدوها هما الأهم من كل حاجة مش مهم حد تاني اتعودوا على كده حبايبي بس انا بابا وماما عودوني اني دائما ابص للي حواليا زي ما انا عودت يوسف ويارا وعودتكم انتم كمان فنظرت لها جاسمين 
- ياريت كنتي حضرتك ماما 
- ياحبيبتي انا زي ماما ح افضل جانبكم ومعاكم وقت ماتحتاجوني فنظرت لها جاسمين وعيونها تلمع بالدموع
- هو ممكن نقول لحضرتك ماما زي الباقي فضمتهم حياة بقوة ودموعها تهبط على حزنهم ولكنها مسحتها سريعاً
- طبعا ياروحي ياسلام ده حتى ح تبقى احلى ماما من أجمل وارق يزيد وجاسمين فقبلوها

وأخذت هي تداعبهم وتبعثر لهم شعورهم وهم يضحكون وأخذت أصواتهم تعلو فدخل عليهم سليم وياسين ليروا مايحدث فوجدوهم يدغدغون بعضهم وحياة تبعثر لهم شعورهم وهي تمسك مخده صغيرة وتضربهم بها برقه وهم يضحكون بقوة حتى وجدوا من يسحب حياة من وسطهم ويرفعها أمامه وهو يضمها بقوه 

- أيه كل اللعب ده فرهدتوها يامجرمين 
- أيه ياعمو مامتنا واحنا حورين بقى الله فصاح ياسين وسليم في نفس الوقت 
- مامتكم وده من امتى فردت حياة وهي تسحبهم لأحضانها
- من النهاردة كده بقى عندي ست عيال ياحلاوة عليا ارنبه انا علشان اخلف نص دسته فضحك سليم وهو يحتضنها وهمس في اذنها 
- مش يمكن يكونوا ثمانيه مثلا فأرتعشت حياة ونظرت له وهمست باسمه برقه وجرت من أمامه وذهبت الي آمنه وعنايات 
                       ................................ 
ذهب كرم الي الشركة وعلم ان سليم سفره اليوم فقرر الانتظار يوم والذهاب الي شركته حتى يحاول ان يتقصي اي شئ عن علاقاته ومعاملاته حتى يفكر كيف سيضربه في مقتل حتى ينتقم منه ومن حياة واخذ يرتب كل شئ في رأسه وهو سعيد ولا يتذكر ان هناك رب كبير ينصر دائما الحق وبعد قليل أتت له مي كعادتها وجلست أمامه وأخذت تحاول أن تساعده فلم تفهم شئ مما يحدث وبدل ان تقوم بمساعدته قامت بتعطيله اكثر ونظر لها كرم 

- بصي حبيبي انا كده ح اخد وقت اكتر خلينا لما ابقى فاضي ادربك على كل حاجة دلوقتي خليني اخلص علشان أنجز في اللي عايزه وافضالك ياقلبي فمالت عليه تقبله 
- خلاص ياحبيبي اللي تشوفه ح اقعد انا استناك لما تخلص وبعدين نروح نزور مامي ممكن ياروحي
- حاضر ياحبي من عيوني

البارت الرابع والعشرين🌹
تحرك سليم وحياة مع ياسين وقام بتوصيلهم للمطار للسفر الي شرم الشيخ وعاد هو الي المستشفى وقام بجولة بها ثم دخل مكتبه وجلس يراجع بعض الأوراق الخاصة بعمله وفجاءة فتح الباب ودخل منه كرم الذي كانت مي قد قامت بأبلاغه بما قالته لها كريمة ونظر له ياسين وابتسم بسخرية

- خير يا استاذ كرم ايه الزيارة الغريبة دي
- أيه اللي غريب ياجوز اختي جي اشوفك واشوف عمايلك مع كريمة ايه انت فاكر نفسك واخدها من الشارع لا يا 

ولم يدعه ياسين يكمل فضرب على المكتب بيده وهو ينهض وينظر له بغضب وعيونه تطلق شرار
- بقولك ايه ياكرم تقف معوج وتكلم عدل يا اما تاخد بعضك وتروح مطرح ماجيت جي عايز ايه واتكلم بأدب وماتنساش نفسك

فشعر كرم ان ياسين على وشك الأنفجار فقرر مهادنته 

- أيه ياسين في ايه خلاص اهدي ياعم ونتكلم بالراحة 
- تمام عايز ايه ياكرم
- أيه اللي خلاك سبت بيتك ياياسين وروحت عند الست حياة وجوزها فجلس ياسين على مكتبه ونظر له بسخرية
- هو كان حد سألك روحت اتجوزت على حياة ليه ياكرم
- ده مش موضوعنا يا ياسين
- ولا موضوع سيباني البيت موضوعنا يا كرم دي حاجة تخصني انا والهانم اللي متجوزها وعلشان اريحك انا مشيت علشان افكر كويس واخد قرار ح اعرف استمر معاها ولا لا يا كرم ارتحت كده

فنظر كرم لياسين باستغراب فهو لم يشكو يوما من كريمة ودائما ما كان يظهر انهم في سعادة 

- انت بترد الي عملته في حياة في اختي يا ياسين فضحك ياسين بقوه حتى دمعت عيناه 
- انت فاكرني عبيط يا كرم لا يا حبيبي مش ياسين اللي يعمل كده ابدا بس الست اختك عدت كل الخطوط وهبت منها على الآخر ولو هي راحت اشتكت لك من غير ماتقولك عمايلها روح اسألها انا مابفضحش سر بيتي لاني عارف كويس انا ممكن اتصرف ازاي مش محتاج اخد اذن حد

حاول كرم تهدئة ياسين ومعرفه مافعلته كريمة منه ولكنه رفض تماما التحدث في اي شئ يخص حياتهم وأبلغه ان يسألها وإذا لم تجيبه سوف يعلم منه يوم ان يقرر ماذا سيفعل في حياته معها

- طيب اهدي يا ياسين وانا ح اتكلم معاها وان شاء الله كل حاجة تتصلح بس يعني كان ممكن تجيب الاولاد يقعدوا معايا على الاقل انا خالهم مش غريب فأبتسم ياسين 
- وحياة عمتهم يا كرم ولا نسيت وبعدين هما قاعدين مع جداتهم وأخواتهم ولاد حياة وسليم فشعر كرم بالغضب ولكن تمالك اعصابه ونظر لياسين
- تمام يا ياسين تمام بس ابقى خلي الاولاد يسألوا على امهم
- ان شاء الله ياكرم ربنا يسهل 
- طيب سلام يا ياسين وخليني اشوفك لما تهدي
- انا هادي جدا انت بس ح تشوفني اكيد لما اوصل لقرار مع الف سلامه يا كرم
                          .............................
وصل سليم الي الاوتيل الذي قام بالحجز فيه واكتشفت حياة انه قام بحجز الرويال سويت فكان جناح فخم للغاية به غرفة نوم ملكية ذات سرير كبير وامامه شاشه تلفاز كبيره و حمام كبير به جاكوزي وغرفة للشاور وانترية مريح للغاية ويُفتح باب غرفة النوم على مكان محاوط بالاشجار حتى لا يكون مكشوف لاحد وبه مغطس وعلى جانبه شيزلونج كبير الحجم يسع فردين فكان الجناح رائع الجمال الفراش،منثور عليه اوراق الورد الأحمر والأبيض، على شكل قلب كبير وهناك باسكت كبير من الفاكهة موضوع على منضدة بجوار الفراش وحولها كرسيان وثلاجة صغيرة مملؤه بالعصائر والمياه وأنواع كثيرة من الشيكولاته كان سليم يتجول في الجناح وهو يحتضن حياة تحت جناحه وعندما انتهى وقفت أمامه ونظرة عيناها تبوح بكل معاني الغرام له وارتفعت على أطرافها وقبلته قبلة تبث فيها كل ما تشعر به من سعادة وحب فضمها سليم بقوه لصدره وهو يهمس في اذنها

- عجبك المكان ياحياتي فنظرت له ثم أسندت رأسها على صدره وهمست 
- عجبني بس المكان كأنه قطعة من الجنة سليم انا حاسة اني طايرة من السعادة وده مخوفني قوي حبيبي فرفع رأسها وهو ينظر لعيناها 
- طول ما انا جانبك اوعي تخافي يانبض سليم فاهمة فأحتضنته بقوة 
- انت اماني ياحبيبي انت رجلي اللي اغمض عيني وانا معاه وامشي وانا مطمنه ان عمر ما حاجة ح تصبني ربنا يحميك ويحفظك ليا حبيبي ومايحرمنيش منك ابدا 
- أجمل دعوة في الدنيا ولا يحرمني منك يانبض قلبي ونور عيني 

طلب سليم من حياة ارتداء مايوة حتى يذهبوا للسباحة في المغطس الموجود أمام جناحهم فنظرت له حياة باستحياء وهمست 

- انا ماجبتش مايوة يا سليم فأبتسم سليم لخجلها 
- حبيبتي في شنطة صغيرة انا جبتها معايا محطوطة في قلب الشنطة الكبيرة افتحيها ح تلاقي مايوهات ليا وليكي طلعي لنا احنا الاتنين

فأبتسمت وقبلته وجرت لتفتح الشنطة وقامت بإخراج الشنطة وفتحتها لتصدم من ال مايوهات التي احضرها سليم فقد كانت اربع مايوهات ثلاث منهم قطعتين وواحد فقط قطعة واحده ووجدت أربعة اخرين لسليم من نفس شكل مايوهاتها فالتفتت لسليم ووجها احمر من شدة الخجل 

- سليم انت بتهزر صح هو انت متخيل اني ممكن البس المايوهات دي ده حتى القطعة الواحده صعب قوي انا مقدرش البسهم اتكسف فضحك سليم بقوة واقترب منها محتضناً وجهها بيده ونظر لعيناها وهمس بصوت أجش
- ح تكسفي مني ياحياتي يويو انا انتي ياقلب سليم انا غطاكي حبيبتي انتي لما تكسفي تجري تستخبي فيا مش تكسفي مني انا ح اختار لك مايوة وتلبسيه علشان خاطري انا ممكن ياروحي فهزت رأسها له بإستسلام 

اقترب سليم من الشنطة وأخرج مايوة من اللون الأزرق وبه نجوم صغيرة من اللون الذهبي وكان من الأعلى ذو شريط يربط من خلف رقبتها والآخر من على ظهرها ومعهم كاش شيفون من نفس لون المايوة يربط حولها ويطير كأنها فراشة بأجنحة ملونه وأخرج المايو الخاص به وكان من نفس اللون الأزرق ولكن بدل النجوم مشحب باللون الذهبي واعطي سليم حياة المايوة الخاص بها ونظر لها 

- ممكن حبيبي يروح يلبس المايوة فأخذته حياة وذهبت للحمام وارتدت المايوة ووضعت الكاش حولها وخرجت

وكان سليم قد ابدل ثيابه وارتدي أيضا المايوه وكانت تلك اول مره ترى حياة سليم هكذا فأحمر وجهها سريعاً وهي تراه أمامها هكذا فأبتسم سليم واقترب منها يحتضنها 

- يالا حبيبي تعالي معايا
- سليم انا مكسوفة قوي ممكن حد يشوفنا 
- ياقلبي ماتخافيش اولا المكان متحاوط كويس، قوي بالاشجار يعني محدش يقدر يشوفنا ثانيا انا حاجز الجناح ده بعيد عن أي أجنحة مشغوله وهما عارفين اننا في شهر عسل يعني ماتقلقيش 

خرج سليم وحياة معه أمام حمام السباحة وفجاءة نزع عنها الكاش وحملها وهبط بها للمياة وهي تصرخ من المفاجأة وسليم يضحك بقوه وهي تضم نفسها له بقوة وهو يحتضنها بين يديه حتى اخذت على المياة فابتعدت عنه قليلاً وبداءت في السباحة بحرية وكان سليم يستند بظهره على الحمام وهو ينظر لها وعندما لاحظت ذلك اقتربت منه 

- ح تفضل تتفرج عليا ومش ح تعوم فنظر لها سليم وأبتسم
- مين قال يالا نعوم سوا ياروحي 

وظل سليم وحياة يسبحون ويلعبون سوياً في المياة وهو يرفعها للأعلى على كتفه ويرميها مره اخرى في المياة وهي تضحك حتى حملها وضمها لصدره بقوه ودار بها فالتصق ظهرها بحائط المسبح واخذ سليم ينظر لها حتى اقترب بشفتيه منها واقتنص شفتيها في قبله طويلة محمومه ويده تتحسس جسدها وشعر بها تذوب بين يديه وكاد أن بنزع عنها ماترتديه ولكنه تذكر انه مهما ان كان منعزل عن العالم الخارجي الا انه لن يضعها في هذا الموقف فأستجمع نفسه بقوه وحاول الإبتعاد ببطئ ومضى الوقت عليهم حتى شعرت حياة بالتعب فنظرت له باستسلام

- خلاص انا تعبت يا سليم مش قادرة عايزة انام خالص، فأقترب منها سريعاً وحملها وصعد بها وانامها على الشيزلونج ودخل سريعا للداخل واحضر لها البرنس الخاص بها وبه وارتدي كل واحد منهم البرنس الخاص به وجلس سليم بجوارها واحتضنها بيده يضمها لصدره بحب 
- أيه ياحبيبي بردانه فنظرت له حياة بعيون ناعسة ورفعت نفسها وهي تقبل عنقه 
- لا ياحبيبي معقول اكون في حضنك وابقى بردانه بس خلينا ندخل نغير وننام شوية عايزاك تاخدني في حضنك وانام فقبلها من وجنتها 

ذهب الاثنان الي غرفتهم وقاموا بتغيير ملابسهم وذهبوا للفراش وناموا وفور ان وضعت حياة رأسها على الفراش كانت قد ذهبت في النوم ونظر لها سليم وهو يحتضنها بحب وظل يقبلها قبلات خفيفة حتى وضع رأسه على رأسها وذهب الي النوم
                          ................................ 
يجلس يوسف مع حياة في الفراندة يتحدثون سويا في هدوء فقد كانت علاقة يوسف بحياة علاقة هادئة وكانت حياة دائما تحب أن تجلس معه وهو كذلك وكانت دائما ارائهم واحدة 

- جو بكرة ح تروح الشركة مش كده
- ان شاء الله يا يويو ليه عايزة حاجة اجيبها لك معايا 
- لا ياجو بس ممكن اجي معاك عايزة اتفرج على الشركة
- ممكن لو بابا سليم وافق احنا ح نكلمهم كمان شوية نبقى نسأله 
- تمام ميرسي ياجو اعملك حاجة تشربها
- انتي ح تشربي حاجة فهزت رآسها بالموافقة فنظر لها وابتسم خلاص اعملي لي معاكي من اللي ح تشربيه
- اوك جو ح اعمل النسكافيه واجي نكلم بابي ومامي
- اوك 

وخرجت يويو حتى تصنع النسكافيه وظل يوسف في الفراندة وكلما اغمض عينه رائ أمامه يويو بأبتسامتها ورقتها بحنانها واهتمامها ومراعاتها للجميع فأبتسم وهو يشعر بدقات قلبه تعلو وتعلو 
                            ............................ 
تجلس عنايات مع آمنه وهم يتحدثون سويا ويضحكون مع البنات ومعهم يزيد وفجاءة مرت من أمامهم يويو وهي تحمل كوبان من النسكافية ومتجهه الي الفراندة فنظرت عنايات لها وهي تبتسم 

- رايحه فين بايويو
- ابدا يا عونا عملت نسكافيه ليا انا و جو وح نشربه في الفراندة تحبوا اعملكم حاجة فأبتسمت عنايات 
- لا ياروحي اتفضلي انتي روحي لجو وإيلي، ويارا يعملو لنا فشار 
- خلوا بالكم ساعة كده وعمو ياسين يكون جه ونكلم بابي ومامي 
- ماشي حبيبتي 

ودخلت يويو الي جو واعطته النسكافية وفي الخارج نظرت عنايات الي آمنه وابتسمت بحب ومالت عليها

- يظهر يا مانو ح نناسب بعض تاني شايفة جو ويويو عاملين ازاي فضحكت آمنه
- يااااااااه يا عنايات ده يوم المنى هو يوسف ح يلاقي، فين احسن من بنت سليم بس يارب يكون احساسنا صح
- انا حاسة انه صح بالقوى وكمان حاسة ان يزيد عينه رايحه على إيلي البت بهتت عليه يا آمنه يا اختي البت دي صحيح عامله زي الوباء سريعة الانتشار واخذوا يضحكون الاثنان وبعد قليل اتي ياسين وتناولوا العشاء سويا ثم قامت إيلي ويارا ويويو وجاسمين بعمل القهوة والشاي والنسكافيه للجميع وكان يوسف قد قام بضبط كاميرا اللاب حتى يجلسوا جميعا ويقومون بالاتصال بسليم وحياة وبالفعل فور ان جلسوا جميعا قام بالاتصال بسليم الذي كان يسير هو وحياة على الممشى وهو يحتضنها تحت جناحه وفجاءة وجد هاتفه يرن برقم يوسف ومكالمة فيديو ففتح الخط فورا وظلوا يتحدثون سويا مدة طويلة وهم يضحكون حتى نهاية المكالمة وعند النهاية أبلغ ياسين سليم انه سيسافر الي لندن في مؤتمر طبي يستمر اسبوعان وسوف يسافر بعد  وصول سليم وحياة بأربع ايام

- طيب بص يا ياسين اولا كده جاسمين و يزيد ح يفضلوا معانا لغاية ماترجع ثانيا ح ابعتك لماما البنات معلش تاخد منها باقي حاجة البنات اللي هناك وكمان تبقى معاك منين ماتحب تروح سارة جايد ممتاز يعني ح تفرجك على أماكن عمرك ماتعرف تروحها واهي منها تشوف مصريين جدعين
- طيب بالنسبة لثانيا اوك موافق طبعا عنيه لحبيبات قلبي اكيد لكن بالنسبة لأولاً
- لا مافيش بالنسبة ده امر يافندي الاولاد قاعدين مع الاولاد ومعاهم جداتهم واحنا يالا اتكل على الله اخدت من وقتي كتير وأغلق معهم المكالمة بعد أن طلب من يوسف الذهاب إلى الشركة في الصباح ومعه أدهم وابلغه يوسف برغبة يويو في الذهاب معه فوافق سليم وحياة على ذلك
                        ............................
بعد أن تناول سليم وحياة العشاء في مطعم الاوتيل وبعدها ساروا قليلا على الممشى وتحدثوا مع الجميع في مصر وكانوا يضحكون على حركات البنات وهم يصرخون ويقفزون عندما راءوهم عادوا الي جناحهم وهم يضحكون وفور ان أغلق سليم الباب سحب حياة الي احضانه بقوة وهو يهمس لها بصوت ممتلئ بالحب والشغف

- وحشتيني قوي ياحياتي 

فمسحت حياة رأسها في صدر سليم وهي تهمس ايضا

- انت كمان وحشتني قوي رغم اننا كنا مع بعض طول الوقت بس وحشني حضنك وحشني لمسه ايدك ضمتك ليا لصدرك احساسي وانا حاطة راسي على صدرك وبسمع دقات قلبك اللي بتعزف في وداني احلى واجمل معزوفه حب في الدنيا وهنا لم يستطع سليم السيطرة على مشاعره فرفع رأسها واقتنص شفتيها في قبلات متتالية جعلت الاثنان يتأوهان من قوة مشاعرهم وفجاءة وجدت حياة نفسها محمولة بين يديه وهو يضعها على الفراش ويعتليها وهو لا زال يقبلها قبلات متناثرة على سائر جسدها وفجاءة مال للأمام مغلقاً الإضاءة فقط ينير غرفتهم شعاع من ضوء القمر فجعل الجو اكثر رومانسية وكان سليم يهمس لها بمشاعره التي يشعر بها اتجاهها منذ ٢٣ عاماً وكيف كان يحلم يوميا بما يحدث بينهم ورغم ذلك لا زال يشعر انه في حلم حتى وجد حياة ترتفع قليلاً للأعلى وهي تنزع يدها من حول رقبته لتنزل للأسفل فتنزع قميصة الذي كان يرتديه وتضع راسها على صدره وهي تهمس أمام قلبه 

- مش حلم ياسليم مش حلم حبيبي ده واقع وواقع جميل مافيش  فيه غيري وغيرك وزي ماكنت انا حلم عمرك انت كمان بقيت حاضري ومستقبلي والماضي اللي ماكنتش فهماه كانت تهمس بكلماتها أمام صدره وهي تقبل موضع قلبه حتى فقد سليم قدرته على السيطره فذهب بها إلى عالمهم الخاص الملئ بعنفوانه وقوته ورقته مره تلو المره تلو المره حتى شعر بانهاكها فابتعد قليلاً عنها وهو يضمها لصدره المبتل عرقاً بفعل ماكانوا فيه وكان يشعر بضربات قلبها تحت يده فأخذ يمسد على شعرها الملتصق بظهرها وهو يهمس بصوت أجش 

- ح تعملي فيا ايه تاني يا حياتي انا مش قادر ابعد عنك فهمست حياة 
- ضمني قوي يا سليم عايزة انام 
- تعبتك حبيبتي انا اسف فقبلت حياة صدره بحب وهزت راسها رفضاً لكلامه ثم شعر بانتظام أنفاسها فعلم انها نامت فسحب الغطاء عليهم وضمها لصدره بقوه وهو يحاوطها بيده وساقه تلتف على قدمها وذهب في النوم هو ايضا
تعليقات



<>