أخر الاخبار

رواية بين شقي الرحي الفصل السابع7والثامن8 بقلم مورو مصطفي


 رواية بين شقي الرحي الفصل السابع7والثامن8 بقلم مورو مصطفي

دق هاتف كرم  فنظر فوجدها مي ففتح الخط وهو غاضب
كرم: ايوة يا مي انا مش قلت لك ماتتصليش بيا وانا في البيت بتكلمي ليه دلوقتي ممكن افهم فبهتت مي من رده وتكلمت بهمس وكأنها تبكي
- في ايه ياكرم عملت ايه علشان تكلمني كده يا أخي كأني بكلم ابن خالي جريمة عموماً انا اسفة شكرا على تهزيقك مع السلامة فزفر كرم
- خلاص يا مي معلش انا مضايق شوية بس
- في ايه ياحبيبي قولي
- حياة سابت البيت ومشيت وطالبه الطلاق ففرحت مي بقوة ولكنها لم تظهر ذلك له وظهرت عكس مابداخلها
- يانهار ابيض ليه ايه اللي حصل
- سمعتني يوم ما كنت بكلم ماما وسمعتك وانتي بتندهي عليا جيت لقيتها سايبه دبلتها وكل حاجتها وراحت بيت ابوها وطالبه الطلاق
- وانت عملت ايه ياكرم
- ح اعمل ايه يعني روحت لها وحاولت ارجعها ولما صممت على كلامها كنت ح اسحبها من شعرها لولا تدخل جار لها هناك كنت جرجرتها على البيت فتلمزت مي عليها 
- جار لها وده كان عندها بيعمل ايه في الوقت ده ياكرم فصرخ بها كرم
- مي لمى نفسك انتي عارفه كويس اخلاق حياة مش هي اللي تعمل غلط امه اصلا كانت عندها وانا ماشفتهاش ظهرت  لما تطاولت على حياة وهو كان طالع مع بناته ولما سمع زعيق مامته دخل علينا لو كان اتأخر شوية بس كنت عرفت ارجعها البيت تاني مش انا اللي تسبني وتعمل كده 
- طيب وبعدين ح تعمل ايه
- رجعت واتكلمت مع يوسف ويارا واقنعتهم يروحوا لها بكره ويفهموها ان مافيش حاجة وان كل اللي سمعته كدب فصرخت مي به
- أيه انت اتجننت ياكرم بتنكر جوازنا ازاي يعني
- افهمي يا مي حياة لازم ترجع فاهمة مش انا اللي تعمل فيا كده انا اللي ارميها مش هي وبعدين احنا كده كده متفقين نأجل اعلان جوازنا دلوقتي

فأغتاظت مي وادمرت في نفسها شيئاً

- خلاص براحتك ياكرم ابقى طمني عملت ايه تصبح على خير
- وانتي من اهله يا مي

                            .......................... 

استمعت عبير للحوار الدائر بين ابنتها وكرم وبعد أن اغلقت الهاتف نظرت لها وسألتها عما حدث فقصت عليها مي كل شئ فنظرت عبير لها

- وح تعملي ايه دلوقتي ياست مي
- ح اعمل اللي لازم اعمله يامامي الفرصة جت لحد عندي وكرم لازم يبقى ليا لوحدي
- ودي ح تعمليها ازاي يافالحه
- ح تشوفي انتي مش لسه عندك الرقم اللي كنا بنلعب بيه على الزفت اللي كنت متجوزاه
- ايوة عندي ليه
- هاتيه بس وح تعرفي
- طيب لما نشوف اخرتها معاكي ايه وذهبت عبير واحضرت الرقم واعطته لـ مي

فأخذته ووضعته بهاتف اخر معها ونظرت لأمها وابتسمت بشر

- البيه انكر جوازنا لأولاده وانا بقى ح اثبته لهم
- ح تعملي ايه
- بكره ح يبعت ولاده الصبح للهانم علشان يفهموها ان المحروس ابوهم ياحرام مايقدرش يستغنى عنها انا بقى ح ابعت لها قسيمة الجواز
- طيب ماتبعتيها من دلوقتي
- لا بكره علشان يكونوا ولادها عندها يمكن يفضلوا عندها وابقى خلصت منهم وميبقاش فاضل غير الست آمنه ودي مش ح تاخد في أيدي غلوه وح اخليها تحصلهم وضحكوا الاثنان معاً
- برافو عليكي دماغك سم
- تربيتك يا مامي واستمروا في ضحكهم وهم يتكلمون فيما سوف يحدث

                          ............................ 

ذهبت حياة مع عنايات الي شقتها بعد أن اخذت دش وارتدت ترنج خروج فوجدوا سليم يجلس وهو أيضا يرتدي ترنج وتجلس حوله ابنتاه يشاهدون التليفزيون ولكنه هو في مكان آخر وانتبه على صوت بناته وهم يصرخون ويجرون باتجاه جدتهم وحياة واقتربت حياة الصغيرة من حياة الكبيرة وامسكت يدها وسحبتها معها حتى اجلستها على كرسي وجلست بجوارها ثم ابتسمت لها

- بصي بقى يا انطي كده ح يحصل لخبطه فنظرت لها حياة باستغراب ووضعت يدها على شعرها واقتربت منها
- لخبطة ايه ياحبيبتي
- انا حياة وحضرتك حياة يبقى لازم ح يحصل لخبطة ولازم نحلها وانا ح اقول لحضرتك نحلها ازاي فابتسمت لها حياة
- ح نحلها ازاي بقى
- حضرتك انطي حياة وانا يويو زي ما دادي بيحب دايما يناديني

فرفعت حياة عيناها لسليم ووجدته ينظر لهم وعلى وجهه ابتسامة عاشق فارتعش جسدها قليلاً خاصة انها تذكرت ان سليم دائما ماكان ينادي عليها يويو فتنهدت بخفة وابتسمت لحياة وضمت وجهها بيدها مقبلة جبينها

- وانا موافقة يايويو فقبلتها يويو
- حضرتك حلوة قوي يا انطي فقبلت حياة رأسها
- انتي اللي عيونك حلوة ياست يويو علشان كده شايفني حلوة فاقتربت إيلي منهم وهي تتقافز للأعلى
- انتم عمالين تكلموا وتبوسوا بعض وناسيني كده على فكره يعني انا فتكلمت الحياتين معا
انتي الكبيرة وضمتها حياة مقبله اياها وضحك الكل وكان سليم ينظر لحياة ويشعر ان قلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه وهو يرى ابنتيه في أحضان حبيبته
- يالا يابنات روحوا ساعدوا نانا في توضيب السفرة فقفزت البنتين معاً وهم يضحكون

حالاً دادي وذهبوا جري لجدتهم فوقفت حياة

- ح اروح اساعد ماما والبنات فنظر لها سليم 
- اقعدي ياحياة عايز اتكلم معاكي
- ماشي ياسليم بعد الأكل ح نتكلم بس ماينفعش اسيب ماما تحضر الاكل وانا أفضل قاعده كده اتكلم معاك عن اذنك

وذهبت حياة سريعاً الي عنايات التي كانت تحتضن احفادها بحب فنظرت لهم حياة ودمعت عيناها لتذكرها أولادها وحب آمنه لهم فشعرت بها عنايات فأبتعدت قليلاً عن احفادها وفتحت لحياة ذراعيها فأرتمت في احضانها تبكي فاقترب البنتين منها وضموها أيضا ثم رفعت إيلي رأسها لها

- أنطي حياة بتعيطي ليه فمسحت حياة دموعها وابتسمت لهم بحزن
- ابداً حبيبتي ولادي وحشوني فأبتسمت لها إيلي وتحدثت يويو
- حضرتك عندك اولاد قدنا كده احنا عندنا ١٦ سنة فأبتسمت لهم حياة وهي تقبل رأسهم
- لا ياقلبي انا عندي يوسف ١٩ سنة ويارا ١٦ سنه
- طيب هما فين إنطي
- في البيت مع باباهم يا ايلي
- طيب ليه هما مش مع حضرتك هنا أو حضرتك معاهم انا دادي ومامي منفصلين بس احنا مع بعض على طول

وشعرت عنايات بصعوبة سؤال يويو فهمست

- يالا يا بنوتات بلاش كلام كتير دلوقتي بسرعه حضروا السفرة يالا انتم عارفين مكان كل حاجة مش كده
- طبعا نانا حالاً يالا يا إيلي بينا
- معلش ياقلبي سليم وساره مفهمنهم كل حاجة بوضوح سليم عودهم على الصراحة دايماً
- احسن حاجة ياماما ماشاء الله عليهم بنات تشرح القلب حلوين قوي وحنينين قوي فنظرت لها عنايات بخبث
- أيه حبتيهم ولا ايه
- دخلوا قلبي اول ماشفتهم فتنهدت عنايات
- ربنا يسعد قلبكم ياولادي يارب
- يالا ياماما اتفضلي حضرتك روحي اقعدي مع سليم وانا ح اعمل السلطة واعملكم شوية شوربه في الساقعة دي وح اجي على طول
- طيب حبيبتي والبنات معاكي يساعدوكي
- لا ياماما خليهم مرتاحين دول جاين من سفر
- ماتخافيش عليهم دول قرود ح اروح انا وابعتهم لك
- ماشي ياماما 

وخرجت عنايات لأبنها وأرسلت البنتين لحياة وجلست بجوار إبنها فأسند رأسه على قدمها كما يحب أن يفعل وظلت تحرك يدها على شعره وهي تقرء له آيات من الذكر الحكيم

- جيت ليه دلوقتي ياسليم وفجاءه من غير ماتقول ولا تتصل
- حسيت بيها يا امي حسيت قلبي موجوع قوي ماكنتش قادر اتحمل الألم كان لازم أجي وأعرف في ايه مالها واللي حسيته لقيته فهميني حصل ايه مالها فأبتسمت عنايات
عنايات: خليها تحكي لك هي حبيبي بس الخلاصة انها خلاص قررت الطلاق نهائي فانتفض سليم وهو يبتسم  
- بجد ياماما فنظرت له بحب
- بجد حبيبي بس بلاش تحط امل كبير حياة موجوعه قوي وكمان ابنها ماشاء الله شاب كبير 
- ماتخافيش ياأمي 

وهنا كانوا يستمعون لضحكات البنتين مع حياة وبعد مرور نصف ساعه وجد البنتين يجرون للخارج وهم يضحكون وحياة تجري خلفهم بضحك وفجاءة وجدت نفسها أمام سليم وهو يبتسم لها فخجلت واحمر وجهها كشابة صغيرة خجلت من وجودها أمام رجل فجاءه

- لسه بتحمري زي زمان وهمس بصوت خفيض تسمعه هي فقط بإسمها المدلل يا يويو فنظرت له وهمست بإسمه 
- سليم انت لسه فاكر فأبتسم وهو ينظر لها
- عمري مانسيت يا حياة وشعر سليم أنه ينساق خلف مشاعره بقوه فتحمحم وتكلم قولولي بقى خارجين تجروا وراء بعض ليه فقفزت إيلي عليه فأمسكها بين احضانه ورفعها ودار بها قليلاً
- كنا بنلعب مع أنطي حياة وعملنا كيكة معاها انا حبيت أنطي قوي دادي فأحمرت حياة خجلاً
- انا كمان حبيبتي حبيتكم قوي يالا بقى ندخل نغسل ايدنا ماما سليم اسبقوا على السفرة خلاص الاكل اتحط واحنا ح نحصلكم فأمسكت كل فتاه يد منها وجروا وهي معهم للحمام

                         ............................. 

عاد ياسين من العياده فوجد كريمة تشاهد فيلم 

- مساء الخير ياكريمة
- أهلاً مساء النور يا ياسين
- الاولاد ناموا
- اه من بدري طبعاً
- طيب حضري لي الأكل انا ميت من الجوع

فنظرت له كريمة باستخفاف

- مش شايفني بتفرج على الفيلم ياياسين الاكل عندك في التلاجه طلع وحطه في الميكرويف وسخن وكل ايه دقيقتين مش قصه

فنظر لها ياسين بإستغراب وغضب وتكلم بصوت عالي

- انتي مش ممكن تكوني ست ابدا لا انتي زوجه ولا ام ولا اي حاجة انتي للدرجة دي معندكيش دم بقولك راجع تعبان قاعدة تتفرجي على فيلم طيب ادي التليفزيون ياكريمة

وقام ياسين بمسك طفاية سجائر من الكريستال وضرب بها التلفاز فكسر الشاشة وكانت كريمة تنظر له وجاءت لتتكلم فنظر لها

- كلمة واحده ياكريمة وح تشوفي وش عمرك ماشفتيه امشي من وشي حضري لي الاكل على ما اخد دش فتحركت كريمة سريعاً من أمامه وهي تعبث بكلام غير مفهوم عن جنانه الذي حدث ودخلت واحضرت له الطعام بعد أن قامت بتسخينه فجلس ياسين يأكل في صمت وكان يشعر انه مثل البركان الثائر ولكن يحاول اخماده وانتهى من الطعام فقام وغسل يده ودخل الفراش مغلقاً الاضاءه ورفع الغطاء عليه ونام
                          ............................... 

نامت إيلي ويويو بعد تناولهم الطعام وذلك من إجهاد السفر

- تعالي ياحياة اقعدي عايز اتكلم معاكي فجلست حياة بعد أن أحضرت القهوة التي صنعتها لسليم ولها واحضرت الشاي لعنايات
- اتفضلوا
- اقعدي ياحياة واحكي انا سمعك 

ف احرجت حياة ونظرت الي سليم

- سليم خلينا بكره انت تعبان ومجهد من السفر
-  انا مش تعبان ولا مجهد ياحياة انا عايز افهم ايه الهمجي اللي كان بيتهجم عليكي وعلى ماما فهميني من فضلك

فنظرت حياة لسليم وأخذت تقص عليه قصتها منذ تزوجته وحتى سماعها محادثته مع أمه ثم مكالمته لها والتي سمعت فيها صوت مي تنادي عليه انتهاءً بقرارها في طلب الطلاق وكان سليم يستمع لها وضربات قلبه تضرب بقوه داخل صدره ونظر لها 

- خلاص ياحياة ماتقلقيش من حاجه انا جانبك بس ده اخر كلام عندك مش ح تتراجعي عنه
- لا خلاص يا سليم الموضوع منتهي كرم انتهى من حياتي تماماً 
- طيب والأولاد أولادك ياحياة ماهو ممكن يلعب عليهم
- الاولاد مش صغيرين ياسليم يوسف عنده ١٩ سنه ويارا عندها ١٦ سنه يعني لو قرروا يقعدوا معايا مايقدرش يعمل حاجة وانا ناوية اخدهم فعلاً بس لما أقف على رجلي الأول انا اه معايا فلوس في البنك بس ماقدرش افضل اسحب منها كده لازم اشتغل علشان اقدر اخدهم معايا ومايبقوش محتاجين لحد ابداً
- لو على الشغل ماتشغليش نفسك يومين ويكون شغلك تحت امرك

فنظرت له حياة وهي تبتسم بقوه

- بجد ياسليم بجد
- اه طبعا بجد ياحياة المهم دلوقتي خليني دايماً معاكي فاهمة
- البركة في ماما عونا انت كلها كام يوم وتسافر تاني

وهنا شعر سليم ان قلبه يكاد ينفصل عن صدره عندما ذكرت ابتعاده

- ماتخافيش ياحياة في حاجات كتير ح تتغير اكيد يالا اتفضلي دلوقتي ادخلي نامي والصباح رباح

فنظرت له عنايات بغضب مصطنع

- أيه ياواد قله الادب دي انت بتطردها فانتفض سليم واقفاً
- أيه اطردها ايه ياحاجة ازاي يعني هو انتي وهي فاهمين انها ح تروح هناك لا يا أمي هي ح تبات هنا ماينفعش تبات لوحدها فوجد حياة تنظر له وقبل ان تتكلم اكمل انا اللي ح اروح ابات هناك ياحياة انتي خليكي هنا مع ماما والبنات مانضمنش المتخلف ده ممكن يعمل ايه فأمنت عنايات على كلامه 
- ايوة ياحياة كلام سليم صح خليكي معايا يابنتي وسليم يبات هناك 
- ح ابات في اوضة يوسف الله يرحمه ح اسيبكم ومعايا الفون اي حاجة رنولي انا نومي خفيف تصبحوا على خير 

فنظرت حياة لسليم وعيونها تنطق بالعرفان بالجميل 

- سليم انا مش عارفه اقولك ايه فابتسم لها بعشق تكاد كل خليه من جسده تنطق بحبه لها
- ماتقوليش ولا كلمه خليكي مطمنه وبس انا ح اخد معايا بس هدوم علشان ح البس وانزل بدري ومش عايز اقلقكم
- انا بصحي بدري قوي
- لا خليكي مرتاحة النهاردة يوم صعب ارتاحي ممكن ونامي كويس وماتشليش هم اي حاجة ح ادخل اخد هدومي واطلع
- انا مضايقة قوي ياماما يعني هو جي يرتاح يلاقي مشاكلي في وشه

فنظرت لها عنايات وضحكت بقوه

- النبي تتلهي وهمست في نفسها ده على قلبه زي العسل 
- كده ياماما ماشي 

وخرج في هذا الوقت سليم فوجدها واجمه بغضب طفولي فنظر لها مبتسماً

- في ايه ياحياة فقصت عليه ماقالته عنايات

فضحك حتى دمعت عينه طيب اقولك حاجة 

- قول وانت عمال تضحك كده كأني قلت نكته
- احلى نكته والله يايويو فخجلت حياة من ذكر دلعها الذي كان هو فقط من يقوله لها
- طيب كنت ح تقول ايه
- زي عونا بالضبط والنبي تتلهي فنظرت له حياة بذهول 
- ماشي ياسليم اوك ح اتلهي وابقى ادبس انت مع الزفت كرم فنظر لها بعشق
- احلى تدبيسه مالكيش فيه يالا تصبحوا على خير وتحرك لينصرف فنادت عليه حياة
- سليم مفتاح الشقة اتفضل فأبتسم لها
- تعالي افتحي لي وخليه معاكي
- لا خده معاك لو سمحت

فأخذ المفتاح من يدها فتلامست يداهم وشعر كلاً منهم وكأن ماس كهربائي سار بجسده و تلاقت عيناهم وتسمر كلا منهم مكانه قليلاً حتى شعر سليم ان مشاعره تكاد تفضحه بقوه فتحمحم 

- يالا سلام اشوفكم لما ارجع

وخرج سريعاً مغلقاً الباب خلفه ووقف مسنداً جسده على الباب وهو يتنفس سريعاً ويحدث نفسه

- وربنا حرام كده ح تعملي فيا ايه ياحياة اكتر من كده انا حاسس كأني لسه مراهق ونفض رأسه بقوة وابتسم ح تجيبي اجلي يايويو بس يارب تكون من نصيبي في يوم واموت وهي مراتي وتنهد وانصرف الي الشقة الأخرى

الفصل الثامن 
كانت حياة تقف مكانها وعنايات تنظر لهم مبتسمة وهي تدعو داخلها ان يكون هناك يوماً لهم نصيب سوياً وعندما شعرت ان حياة تنبهت لوقفها هكذا تصنعت النوم حتى لا تحرجها وانتبهت حياة لنفسها فوضعت يدها على قلبها وهي تحدث نفسها ايه اللي جرالك ياحياة ليه قلبك ح يطلع من مكانه كده ايه الاحساس ده ياربي والتفتت لتنظر لعنايات وعندما وجدتها نائمه تنهدت بهدوء واتجهت لها

- ماما عونا يا عونتي اصحى ففتحت عنايات عيونها
- ايوة ياقلبي سليم راح هناك خلاص 
- ايوة ياماما
- طيب يالا احنا كمان ننام اليوم النهاردة كان متعب للاعصاب البنات نايمين في الأوضة دي وانا ح ادخل اوضتي وانتي نامي في اوضة سليم انتي عارفة مش بعرف اغير مكاني يالا حبيبتي احسن مش قادره افتح عيني 

وذهب كلاً منهم الي الغرفة ودخلت حياة غرفة سليم وابتسمت بشده وظلت تضع يدها على كل شئ حولها وتتذكر كيف كانت تجري وتختبئ دائماً في غرفته وهي فتاة صغيرة وكيف كان دائما يدافع عنها أمام اي شخص وهمست ياريتك كنت موجود كنت عرفت تقنع بابا بعدم جوازي ياسليم وتنهدت واستلقت على الفراش في حين كان سليم يتحرك في شقتها وهو يقاوم دخول غرفتها ولكنه في النهاية لم يستطع دخلها واخذ يتلمس اشياءها ووجد الفستان التي كانت ترتديه عندما راءها اول ما وصل فأحتضنه بين يديه ونام على الفراش وذهب في النوم فورا

                       .................................... 

استيقظ سليم من نومه فوجد نفسه في غرفة حياة يحتضن فستانها بين يديه فأخذ يضحك على نفسه ويحرك رأسه يمين ويسار وهو يحدث نفسه

- خلاص رجعت مراهق من الاول ياسليم ياهواري ح تعملي ايه فيا ياحياة يابنت مصطفى

وقام سليم وذهب الي الحمام وقام بأخذ شاور وعاد للغرفة وقام بترتيبها وارتدي ثيابه وخرج مغلقاً خلفه الباب وذهب للمطبخ حتى يصنع له فنجان من القهوة وفي هذا الوقت كانت حياة قد استيقظت مثل عادتها عند الفجر ولم تنم مره اخرى فدخلت المطبخ وقامت بصنع بعض من الحوادق وخبزتها وكانت الساعه قد أصبحت الثامنة فصنعت بعض القهوة وخرجت وذهبت الي شقتها وقامت بدق الجرس ففتح لها سليم الباب فوجدها تحمل صينية بها بعض المخبوزات رائحتها ذهبت بعقله وفنجان من القهوة فنظر لها

- صباح الخير ياسليم
- صباح الخير ياحياة صاحية بدري ليه كده فأبتسمت له
- انا قمت صليت الفجر ومانمتش فعملت شوية الحاجات دي وبعدين انت قلت انك نازل بدري فقلت الحق اجيب لك حاجة تأكلها قبل ماتشرب قهوتك اتفضل فأمسك منها الصينية
- طيب تعالي عندنا مش ح ينفع ندخل هنا واحنا لوحدنا

وذهبوا الاثنان الي شقة سليم بعد أن أغلق شقة حياة واعطاها المفتاح في يدها ودخلوا الي شقة والدته فوجد امه قد استيقظت وعندما نظرت لهم ابتسمت

- صباح الفل على عيونكم
- صباح الفل ياماما
- احلى صباح على عيونك ياست الكل
- انا شامه روايح كده تفتح النفس

فخجلت تلك التي تقف بينهم

- معرفتش انام بعد الفجر ياماما فقمت خبزت شوية فطاير علشان البنات وقلت اودي لسليم يفطر ثواني اجيب لحضرتك شوية والشاي باللبن ونظر سليم حوله فوجد فنجان قهوة فعلم انه لحياة فأبتسم ووضع الصينية وجلس بجوار امه وأتت حياة معها الشاي وبعض المخبوزات لعنايات ونظر لها سليم

- يالا خدي لك حاجة انتي كمان كليها قبل القهوة

وجلسوا سوياً وتناولوا مشروباتهم واستئذن سليم ان يدخل ويقبل بناته قبل الذهاب ودخل فعلا عليهم فاستمعت حياة لضحكات البنات وسليم وبعد قليل وجدته يخرج وكل واحده منهم تتعلق بيد وتركهم مودعاً اياهم

- نانا عونا في ريحه حلوة قوي فضحكت عنايات
- همك على بطنك يا إيلي ياستي انطي حياة خبزت مخبوزات يالا روحوا اغسلوا وشكم وغيروا هدومكم على ما اعملكم الشاي باللبن وكلمتم ماما فردت يويو
- ايوة يانانا كلمناها بالليل وبتسلم على حضرتك كتير قوي
- الله يسلمها حبيبتي يالا روحوا وتعالوا
- ماما ح اروح شقتي بقى انا واثقه ان الاولاد ح يجوا لي النهاردة
- استني حبيبتي ح نروح سوا انا ماضمنش
- ياماما ماتخافيش حبيبتي
- لا ياستي ونادت بصوت عالي يابنات احنا في شقة انطي حياة خلصوا وتعالوا على هناك فصرخت إيلي
- حاضر نانا ح نحصلكم على طول

وذهبت حياة الي شقتها ومعها عنايات ودخلت الي المطبخ وقامت بصنع الشاي باللبن ووضعت المخبوزات في صينية واخرجت كل شئ للخارج

- ماما ح ادخل اغير هدومي واجي
- روحي حبيبتي 

ودخلت حياة غرفتها فوجدت ملابس سليم موضوعه على فراشها فصعقت انه نام بفراشها ووجدت انه رتب كل شئ وكأن لا أحد استخدم الغرفه فأبتسمت على ترتيبه وابدلت ثيابها ولاحظت فستانها الذي كانت قد وضعته على الفراش مطبق بطريقة جميلة فاقتربت وامسكت حتى تضعه في الدولاب ولا تعرف لماذا اقتربت به من انفها ف لاحظت ان برفان سليم عليه فتنشقت رائحته وهي تهمس

- ايه اللي خلاك تنام هنا ياسليم ليه نمت في اوضتي وريحة برفانك في فستاني بتعمل ايه وتنهدت وامسكت الفستان كما هو ووضعته بالدولاب وابدلت الترنج الذي كانت ترتديه وارتدت بنطلون وسويت شيرت ورفعت شعرها من الجانبين وخرجت من الغرفة فوجدت عنايات والفتاتان يجلسان سوياً
- ازيكم ياحلوين ياعسولات ايه القمرات دول فجرت حياة الصغيرة عليها 
- ازيك انطي عامله ايه وحشتيني كتير
- وانتي كمان حبيبتي
- ازيك انطي عامله ايه على فكره يعني حضرتك أموره قوي 

فأبتسمت حياة لها

- انتم اللي قمرات الله اكبر قولولي بقى بتكلموا عربي كويس ازاي كده فردت إيلي
- دادي كان متفق مع مامي في البيت الكلام بالعربي بس واحنا بنعشق الأفلام العربي القديمة ده احنا ممكن نسمعها دادي عامل لنا مكتبه كبيرة فيها كل الأفلام العربي
- ممممممم جميل جميل يالا بقى اقعدوا اشربوا الشاي اللبن ومعاه المخبوزات دي وقولولي رايكم فردت يويو
- الريحه بتاعتها تحفه انطي اكيد طعمها ح يطلع حلو
- ماما ح اسيبكم شوية وادخل المطبخ
- ح تعملي ايه ياحبيبتي
- ح اعمل الأكل ياماما
- ياحبيبتي ما الأكل موجود هناك
- معلش يا ماما خليني اعزمكم النهاردة على الغداء ممكن وكمان حاسه ان الاولاد ح يجوا
- خلاص ياقلبي اللي تشوفيه

وذهبت حياة للمطبخ وقامت بإخراج بعض الأشياء وبدأت في عمل الطعام وكانت تستمع لضحكات البنات مع جدتهم فتتذكر أولادها وهم يجلسون مع آمنه فدمعت عيناها وفجاءه وجدت البنتين يدخلون عليها وهم يتقافزون

- احنا جاين نساعدك يا أنطي ومافيش اعتراض واخذوا يضحكون معها وهم يساعدونها

                              .......................... 

استيقظ كرم من النوم وخرج من غرفته فوجد امه تجلس في مكانها المفضل
- صباح الخير يا أمي فنظرت له بسخرية
- اهو صباح والسلام
- في ايه يا أمي بس وبعدين دلوقتي زعلانه مني ما انتي وافقتيها تمشي بس بكره ترجع حياة ماتقدرش تعيش من غيري انا والأولاد وحضرتك هما الاولاد راحوا لها
- انت خليك كده الثقه الزايده والغرور ح يموتوك بس عارف تستاهل اي حاجة ح تحصلك ابنك عنده امتحان في الجامعه ح يخلصه ويجي ياخد اخته ويروح لمامته
- طيب انا نازل كام ساعه وراجع يكونوا رجعوا بيها

فضحكت آمنه

- انت فاكر ان حياة ح ترجع
- ح ترجع ياماما حياة روحها في ولادها ح ترجع 
- غبي يابن بطني وبكره تندم وحضرتك نازل رايح للهانم الا صحيح كانت مسافره معاك ليه ياكرم بيه بتفسحها
- ماما انتي فاهمة غلط
- أخرس واوعي فاهم اوعي تكدبني
- يوووووووه يا امي انا داخل البس ونازل عندي شغل

فنظرت له آمنه باستهزاء

- شغل ماشي شغل شغل

وانصرف كرم بعد أن ارتدي ثيابه للقاء مي في بيت عمته واستقبلته مي وهي ترتدي لانجيري احمر يكشف اكثر مايستر فابتلع ريقه بصعوبه ونظر حوله
- اتجننتي يا مي قعده أدام مامتك كده فارتمت في احضانه تتعلق برقبته وتقبله باغراء
- لا ياحبيبي ماما مش هنا وعلشان كده لبست كده اصلك وحشتني قوي ياكرومتي وكانت تقبله قبلات متفرقه على وجهه 
- روح قلب كرومتك يا مي انتي كمان وحشتيني قوي ياقلبي
- تعال ادخل ارتاح جوه وح اعملك احلى فطار فأبتسم لها بخبث
- انتي احلى فطار يا مي واقترب منها وحملها وذهب الي غرفتها وهم يضحكون

وذهب معها الي عالمهم ناسياً زوجته التي أعطته كل شئ وكانت له الصديقة والأخت والزوجة 

                         ................................. 

عاد يوسف من الامتحان فوجد يارا تجلس باحضان جدتهم

- سلام عليكم ياحلوين فردوا عليه السلام هما الاثنان
- حمدلله على السلامه ياغالي عملت ايه طمني 
- تمام يانانا كويس الحمدلله يالا يا يارا قومي حضري حالك علشان نروح لماما
- حالا ياجو ماما وحشتني قوي
- وانا كمان حبيبتي وان شاء الله ترجع معانا

فنظرت آمنه ليوسف وابتسمت بحزن

- يوسف حبيبي انا عارفه انك عاقل اسمع لمامتك الأول وشوف هي عايزه تعمل ايه ياحبيبي ماتغصبش عليها بحاجة هي مش عايزاها
- نانا انا عمري ما اغصب امي ابدا حضرتك عارفه انا بحبها ازاي دي هي حياتي كلها نانا هو حضرتك مش عايزه ماما ترجع تاني فحزنت آمنه
- اخص عليك يايوسف ده انت عارف انا بحب مامتك اكتر من أولادي انا مش عايزاها تتغصب على حاجة علشانكم انتم كبار بمافيه الكفاية وح تفهموا اكيد وح تقدروا وضعها وهنا خرجت يارا من غرفتها 
- يالا ياجو انا جاهزه فنظر يوسف لجدته وقبل رأسها ويدها
- ماتخافيش نانا انا محتاج اسمع ماما عن اذنك دلوقتي يالا يا يارا 

وهبط يوسف ويارا وركب سيارته واتجه الي شقه امه وكانت حياة قد انتهت من صنع بعض الأطعمة المفضلة لأولادها وخرجت من المطبخ مع حياة وإيلي بعد أن صنعت عصير للبنتين وصنعت لها ولعنايات فنجانين من الشاي وجلسوا سوياً وإيلي تحكي عن مغامراتها في المدرسة وكيف تتعامل مع من يتنمر عليها وفجاءه استمعوا لجرس الباب فجرت إيلي لتفتح الباب فوجدت أمامها يوسف ويارا فأبتسمت وهي تمسك يد يارا وتصرخ

- أنطي حياة يوسف ويارا أنطي 

وظلت تدفع بهم حتى وصلوا لأمهم التي وقفت مكانها والدموع تهبط من عيناها وهم أمامها وحل الصمت على الجميع فقط صوت بكاء حياة ويارا وفتحت حياة يدها فأرتمي يوسف ويارا في احضانها وهم يقبلون رأسها ويدها وهي تقبل وجههم من كل جهه وكانت عنايات ويويو وإيلي دموعهم تهبط على سخونة هذا اللقاء وانتبهت إيلي وحاولت إضفاء جو آخر 

- أنطي بعد اذنك ح اروح اصب عصير ليوسف ويارا فهزت حياة رأسها لها فضحكت إيلي وهي تنظر لهم وتضع يدها على ياقة قميصها كأنها ترفعها لأعلى بتفاخر علي فكرة انا اللي عامله العصير ده ماشي اوع حد فيكم يتريق وذهبت جري من أمامهم 
- كده ياماما اول مره تضحكي علينا ليه يا أمي تكذبي علينا وتفهمينا انك مسافرة
- كنت محتاجة وقت يا يوسف علشان افكر ح اعمل ايه 

وهنا نظرت عنايات لحياة وأولادها 

- حياة ح نسيبك مع يوسف ويارا مع اني زعلانه دخلوا وماسلموش عليا فجرت يارا عليها
- اسفه نانا بس ماما كانت وحشاني قوي ازي حضرتك وقبلت يدها فقبلتها عنايات
- انا كويسه ياقلب نانا بقى لي كتير ماسمعتش صوتكم انتي وسي يوسف فاقترب يوسف منها بخجل وقبل راسها
- معلش يانانا المذاكره حضرتك عارفه حقك علي راسي حبيبتي 
- انا عارفه حبيبي آمنه دايماً بتطمني عليكم وجاءت إيلي بالعصير وخلفها يويو تحمل صينية عليها بعض المخبوزات الحلوه وهي تقدمها لهم وتبتسم
- اتفضلوا وماتخافوش أنطي حياة هي اللي عامله كل حاجة فابتسموا لها
- يالا يابنات نروح هناك احنا 
- لا ياماما اقعدي حبيبتي حضرتك مش غريبة وأمن يوسف علي كلام أمه
- فعلا يا نانا انا عارف من نانا آمنه ان حضرتك تعرفي كل حاجه خليكي معانا احضرينا
- اتكلم يايوسف عايز تقول ايه حبيبي بس الاول اعرفك حياة وإيلي بنات عمو سليم ابن نانا عنايات
- مش عمو سليم ده اللي اتهجم على بابا وضربه وطرده

فوقفت حياة وهي تنظر لابنها ومايقوله 

- لا يايوسف عمو سليم ده اللي حاش ابوك يضربني ويجرجرني من شعري علشان يرجعني البيت غصب عني اخدمه واخدم مراته فوضع يوسف يده على راسه ووضعت يارا يدها على فمها
- ماما حبيبتي حضرتك فاهمه غلط بابا احنا سألناه وهو انكر كل ده وقال انه عمره ماح يتجوز عليكي ابدا

فضحكت حياة ودموعها تهبط بغزاره

- انتم كبار كفاية انا ح احكي لكم كل حاجه وأخذت تقص حياة كل ماحدث منذ، سمعت كلامه مع آمنه وحتى تهجمه عليها هنا وطرد سليم له
- ماما علشان خاطرنا احنا مانقدرش نعيش من غيرك وبابا حتى لو كان فكر يعمل كده ف دلوقتي أتراجع خلاص ومش ح يعمل كده ده نفسه ترجعي لنا حتي امبارح كان مضايق قوي ان حضرتك مش موجوده 
- يوسف انت كبير كفاية ترضى لي اتزل واتهان

فوقف يوسف مكانه بغضب 

- ما عاش ولا كان اللي يفكر يذلك يا أمي وانا على وش الدنيا 
- هو ده اللي ابوك عايز يعمله حبيبي علشان انا اتجرءت وسبت العش طرت منه فعايز يكسر اللعبه اللي بيلعب بيها وقت مايحب
- ياماما علشان خاطرنا ارجعي ولو حصل منه حاجة اوعدك انا اللي ح اخدك انتي ويارا ونمشي

فظلت حياة تبكي ولا تعرف ماذا تفعل أمام إلحاح يوسف ويارا عليها فاقتربت منها يويو وجلست أمامها أرضا وامسكت يدها

- بصي يا أنطي انا حبيتك قوي ومش عايزاكي تمشي من هنا لكن يوسف ويارا محتاجينك فجربي ح تخسري ايه 

فنظرت لها يارا وقبلتها

- ميرسي يايويو بليز مامي 
- انا مش قادرة افكر بجد انتم بتضغطوا عليا قوي ادوني فرصة افكر ياولاد
- فكري وانتي في بيتنا ياماما ارجوكي احنا ونانا مانقدرش نعيش من غيرك 

وفي هذا الوقت كانت مي قد علمت من كرم وهو يكلم والدته ان أولاده قد ذهبوا الي أمهم ف استأذنت منه أن تذهب لعمل عصير لهم وأخذت الهاتف الأخر وكانت قد أرسلت اليه صوره قسيمة زواجها من كرم ووضعت به رقم هاتف حياة وكان يوسف ويارا مازالوا يحدثون امهم حتى وقفت وابتسمت من بين دموعها 

- علشان خاطركم مستعده ارمي نفسي في البحر 

فأرتمي يوسف ويارا في أحضانها وكانت إيلي ويويو يقفزون حولهم من سعادتهم بهم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close