رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل الرابع عشر14والخامس عشر15بقلم صابرين شعبان
توقع سيف ما سيحدث معها عندما تكتشف حقيقة زوجها المخادع و عامر خشى أن تتركه و تصدق ما يتفوه به الحقير أخاها من هراء أسرعا إليها ليحملها عامر قائلاً بحده ..« أتصل بالطبيب ليأتي سريعًا و لي حديث أخر معك أيها الحقير الكاذب »
صرخ به سيف بغضب ..« أصمت أيها الوغد بل أنت الكاذب و لدي أثبات على حديثي »
« قلت أصمت و أتصل بالطبيب » قالها عامر بحده و سيف يقوم بطلب الطبيب أدخلها غرفتهم يضعها على الفراش و هو ينظر لوجهها الشاحب بقلق ..« يا إلهي ماذا فعلنا بك حبيبتي »
مر وقت و عامر و سيف ينتظران و ينظران لبعضهما بعداء و كل منهما يتهم الآخر بالتسبب بما حدث أتى الطبيب و بعد معاينتها خط بعض الأدوية و عامر يسأله بلهفة و قلق ..« خير سيدي ماذا بها زوجتي أرجوك طمئنني »
أبتسم الطبيب قائلاً بهدوء ..« ظننتها زوجة الآخر من قلقه الشديد عليها »
أجابه عامر بنفاذ صبر ..« أنه أخيها أرجوك سيدي أخبرني ما بها زوجتي»
قال الطبيب ..« أصيبت بصدمة و ستتجاوزها مع العلاج و الإعتناء بها أرجو أن تهتموا بها جيداً و إذا أحتجت شئ أتصل بي»
أقفل سيف الباب خلفه و عاد للغرفة ليجد عامر يجلس بجوارها يمسد خصلاتها فقال بندم ..« أنا أسف لما حدث لم أعرف أنها تستمع لحديثي الغبي »
شعر عامر بالندم هو أيضاً فوالده دوماً حذره من غيرته الشديدة عليها خاصة من أخيها ..« أعلم ذلك و لكنها حماقتي أنا من أوصلنا لهذا بحديثي البذئ ذلك أتمنى فقط أن تكون بخير »
طمئنه سيف و هو يحاول أن يطمئن نفسه هو الآخر من قبله قائلاً ..
« ستكون بخير لا تخف أختى قوية و ستتخطى الأمر »
نهض عامر من جوارها قائلاً بحزم ..« أعتقد أنه هناك حديث بيننا لم ينتهى سيف و هذا وقته ..» ..
★
ثلاثة أيام و هى رافضة رؤية أحدهم أو السماح لهم بشرح ما حدث لها و ما تفوها به لم تسمح لأحد برؤيتها سوى شهاب فقط و لكنها لم تسمح له بالحديث عنهم عندما أخبرها أنه وبخ كلاهما عما فعلاه كان عامر يقف أمام غرفتها يحاول إقناعها بسماع حديثه و لكنها كانت ترفض صارخه أن يبتعد حتى عندما يخبرها أن سيف بالخارج و يريد رؤيتها كانت ترفض بغضب أنها لا تريد رؤيته وجه أي منهم .. كان يضع الطعام أمام الباب و يخبرها بوجوده و لكنها أبت أن تفتح كانت تمتنع عن الطعام و الحديث معهم فقط شهاب من يراها لدقائق و يخرج غاضبا يصب جام غضبة على كليهما قائلا ً أنها ترفض السماح له بذكرهم فكيف بأخبارها ما حدث مر يومين آخرين و خرجت من الغرفة و لكنها تجاهلت عامر و تجاهلته تماماً و سيف عندما كان يأتي ليطمئن عليها ليشرح لها ما حدث أبت أن تستمع له فهى أعتبرت أن كلاهما قد خاناها عامر بمعرفته امرأة أخرى و سيف لعدم أخبارها بما يعلم عنه و تركها تتزوجه .. ظن عامر أنها ستكون بخير و لكنها كانت ترفض تناول الطعام أو الجلوس معه ظنها تأكل وحدها و لكن شحوب وجهها أثبت عكس ذلك خرج في اليوم التالي ذاهبا للشركة لأمر هام و عند عودته لم يجدها بالمنزل شعر بالقلق و أسرع لغرفتهم يتفقد ملابسها وجدها كما هى أنتظر قليلاً بعد أن بحث عنها في المنزل ثم ذهب لوالده ظنا منه أنها ذهبت إليه و لكنه اخبره أنها لم تأت و لم تحادثة اليوم خفق قلبه قلقاً و هو يسرع يقود سيارته ذاهبا لسيف لعلها ذهبت إليه طرق الباب بشئ من العنف منتظرا بنفاذ صبر أن يفتح سيف الباب وقف أمامه يتثأب سأله بلهفة ..« هل أتت هدية هنا اليوم سيف هل هى بالداخل »
أفاق سيف و أنتبه عقله عند سؤاله عن أخته فأجاب بقلق..« لا لم تأت هنا تعلم أنها ترفض الحديث معي و حتى مقابلتي »
قال عامر بخوف ..« عند عودتي من الشركة لم أجدها في المنزل ظننت أنها ذهبت لأبي و لكنها لم تفعل أنا قلق أن تكون تعرضت لشئ سئ »
قال سيف ليطمئن نفسه قبل طمئنة عامر فهو أيضاً يتسأل أين ذهبت أخته فهم ليس لديهم أقارب أو معارف تذهب إليهم..« لا تقلق عامر ستعود إلى أين ستذهب ستعود بالتأكيد ستعود »
نهره عامر ..« أستمع لنفسك سيف أنا أخبرك أن زوجتي مفقودة منذ الصباح و أنت تخبرني أنها ستعود و الآن الساعة التاسعة ليلا بربك تعود من أين »
رفع سيف يده ليهدئه ..« كفى عامر أهدء لنستطيع التفكير إلى أين يمكن أن تكون ذهبت تعال لنتحدث قليلاً لنتوصل معا الى الأماكن المحتمل ذهابها إليها »
أجاب عامر بحده ..« أنا لا أستطيع الجلوس و الحديث و زوجتي مفقودة سأذهب الي المنزل لارى أن عادت و أن لم تكن سأذهب للبحث عنها و أبلاغ الشرطة إذ لزم الأمر أنا راحل »
« أنتظر يا رجل سأتي معك أنا أيضاً لن أجلس هنا قلقاً ..» قالها سيف لظهر عامر الراكض على الدرج نزولا فأجابه ..« أسرع و إلا رحلت دونك»
دخل سيف ليبدل ملابسه و يسرع ليرحل مع عامر و يبدأ رحلت بحثهم و كل منهم ينتابه نوع مختلف من القلق عليها على صغيرتهم هدية ..
★
بعد ثلاثة أيام
ألقى بجسده المنهك بجوار والده على الأريكة و هو يغمض عينيه بتعب ..فنظر إليه أبيه بأشفاق على ما وصل إليه كانت ملابسه غير مهندمة و ذقنه غير حليق و شعره مشعث و عينيه حمراء من كثرة السهر سأله شهاب بقلق ..« ألم تجدها عامر »
هز رأسه بنفي و هو يشعر بحريق في قلبه و قلق يجتاحه يكاد يزهق روحه و هو لا يعلم أين أختفت زوجته ثلاثة أيام يبحثان عنها هو سيف في كل مكان في المدينة ذهبا إلى أقسام الشرطة و المستشفيات حتى العيادات الخاصة بحثوا فيها كانا يقودان السيارة في الطرقات حتى الازقة لم تسلم من بحثهم يستمران في البحث من الصباح حتى منتصف الليل خشيا أن تكون أخططفت و لكنهم أطمئنا قليلاً عندما لم يخبرهم أحد بطلب فدية كانا يعودان و قد اذدادا يأسا و قلقا قام عامر بالإعلان عن مكافأة لمن يجدها أو يدلي بمعلومات عنها و لكنه لم يستقبل أحدا حتى لو كان كذبا و كأن الأرض أنشقت و أبتلعتها .. شعر شهاب بالغضب قليلاً من هدية لعدم سماحها له بالحديث أو الإنصات لزوجها و أخيها قبل أن تتهور هكذا و تختفي لا يريد أن يدخل لقلبه القلق و الخوف عليها حتى لا يغرق في المأساة و اليأس كأخيها و زوجها و الذان أصبحا يتصرفان و كأن أصابهم مس منذ أختفت يريد أن يتماسك لا يجب أن ينهار هو الآخر حتى يكون هناك أحدهم صافي العقل و يفكر بترو لقد سأل سيف عن أي أقارب لهم يمكن أن تكون ذهبت إليهم و لكنه أخبره أن ما تبقى من أقاربهم لا يعيشون في مدينتهم و هدية لا تعرف منهم أحدا فهم لم يكونوا يتزاورون في حياة والده عاد و سأله عن صديقاتها و هنا رد عامر أنها ليس لديها صديقة مقربة لتذهب إليها فهى قد أخبرته أن علاقتها بالفتيات في المعهد كانت سطحية ..نظر إليه سيف بتعجب و إستفهام فهو دوماً كان يظن أنه مقرب من أخته حتى أنه يعلم كم عدد أنفاسها و لكن من الواضح أنه لم يعد أقرب شخص إليها أبتسم في حزن فهو كل ما يهمه هو سعادة هدية و إذا كانت مع عامر فليكن فقط تعود و يتحدثا و كأن عامر شعر و قراء ما يدور في خلده فقال بنفاذ صبر .« ليس الآن سيف لنتناقش في شئ كهذا أرجوك » فهو ليس حمل جدال على من الأقرب لهدية أخيها أم زوجها .. أجابه سيف بضيق ..« أعلم عامر و لم أكن لأتحدث فقط أريد أختي أن تعود لتعرف و ينجلي كل شئ فقط تعود سالمة »
عاد شهاب من أفكاره و هو يسأل عامر ..« ماذا ستفعل بني هل لديك شئ في رأسك بالنسبة للأمر »
زفر عامر بضيق و هو يقول بيأس ..« لا أعلم أبي لم يعد في رأسي شئ أشعر و كأن عقلي أصبح فارغ لا أستطيع التفكير بشكل سوى حتى.. أنا سأجن أن لم أجدها ..»
هدئه شهاب ..« أهدء عامر و تريث قليلاً ليصفو عقلك حاول تذكر اي شئ يمكن أن يدلنا على مكان ذهابها »
رد عامر بحرقه ..« لقد عصرت عقلي مرارا وتكرارا لتذكر شئ و لكن لا شئ أبي لا شئ »
نهض قائلاً ..« أنا سأذهب لأبحث عنها قليلاً لعلى أجدها »
أمسك أبيه يده بحزم ..« لا عامر لن تذهب لمكان أنظر لحالك ثلاثة أيام لا طعام لا نوم لا راحه هكذا ستسقط و لن تستفيد شئ فلتغفو ساعتين على الأقل كل يوم يذهب سيف لبيته ليستريح و تعود أنت للبحث هذا جنون بني صدقني لن يساعد بشئ أن لم ترتح قليلاً »
صرخ عامر بيأس ..« كيف أرتاح أبي و زوجتي لا أعرف طريقها لا أعرف هل هى بخير ام لا هل هى حيه أم ميته كيف أرتاح و هى قبل أختفائها كانت مريضة و حديثنا أصابها بصدمة فوق ذلك لقد كانت ممتنعة عن الطعام كلما أتذكر ذلك الوقت و أني لم أجبرها على سماعي و أني تركتها بدون طعام لأيام دون أحرك ساكنا أريد قتل نفسي عقابا على ذلك أنا لا أستحقها أبي لا أستحقها »
كان يصرخ و هو ينتفض من الغضب و التعب و الحزن فدنا منه والده يأخذه بين ذراعيه مهدئا يضمه بحنان قائلاً. ..« كفى بني صدقني ستعود و تكون بخير »
قال عامر بصوت ملتاع ..« اه أبي زوجتي حبيبتي قلبي يحترق سأموت أبي سأموت إن لم أجدها »
ذاد شهاب من ضمه و هو يهدئ روعه ..« ستجدها بني ستجدها و لكن أرجوك بني أرتح قليلاً فأنت على وشك الإنهيار »
شعر شهاب بجسده يتراخى بين ذراعيه فعلم أنه أستسلم و أستنفد كل طاقته و مشاعره أجلسه على الأريكة لتسقط رأسه جانباً مدده شهاب و هو يضع تحت رأسه أحدا وسادات الأريكة و يلقي الباقي على الأرض فهتف بنادرة ..« أم حمزة أسرعى و أجلبي غطاء لعامر من غرفته »
أسرعت و جلبت غطاء فدثره شهاب و هو ينظر إليه بشفقه و حزن عادت نادرة للداخل و هى تغمغم ..« سامحك الله يا بنتي لما فعلتي به ذلك » فهى كانت تسمع صراخه من الداخل.. بتعب جلس شهاب على المقعد المقابل له يراقب تنفسه الهادئ لم يستطع تركه و الذهاب لغرفته فظل جالسا معه حتى غرق في النوم هو الآخر ...
★
سأل حازم بقلق ..« ألم تتناول الطعام بعد »
هزت شيماء رأسها بضيق ..« لا لم تفعل و منذ يومين و هى تتقيئ على معدة خاوية لا أعلم حازم أنا قلقه عليها يجب أن نجلب لها طبيباً فوضعها يسوء كل يوم فهى فقط تستلقي على الفراش و لا تنهض إلا لتذهب للمرحاض لقد شحبت كثيرا و نقص وزنها أخشي أن تصاب بفقر دم و هذا شئ خطير في حالتها تلك »
سأل حازم بريبه مستفهما ..« ماذا تقصدين بحالتها تلك شيماء ما بها هدية »
أبتسمت شيماء بقلق ..« لا تخشى شيئاً حازم هى فقط تمر بما مررت به من أشهر »
أتسعت عينيه بخوف فالوضع قد تأزم هكذا فهذا أمر لا يستطيع أن يخفيه و يجب أن يعلم زوجها مكانها حتى لا تتأزم الأمور أكثر سأل بذهول ..« هل تقصدين أنها أن ..»
أومأت برأسها ..« أجل حازم هدية حامل »
زفر حازم بضيق قائلاً ..« يا إلهي يا إلهي سيقتلني السيد إذا علم أنها كانت هنا و أخفينا عنه الأمر هذه كارثة شيماء .. أنت لم ترى وضعه الأيام الماضية كيف كان ..ماذا سيفعل أن علم أنها هنا و حامل أيضاً و نحن لا نهتم بها أو نطعمها أو نأتي لها بطبيب »
حذرته زوجته ..« حازم إياك أن تنكث وعدك لها »
هز رأسه متذمرا ..« لا تقلقي شيماء لن أفعل حتى لو كلفني وظيفتي و هذا ما سيحدث و لكن هى حامل شيماء يجب أن يعلم زوجها بذلك لعل الأمور تصطلح بينهم »
أجابته مطمئنه ..« لا تقلق هى فقط مجروحة من زوجها و أخيها و أنا أعتقد أنها فقط تعاقبهم على ما فعلاه معها و إخفائهم شئ خطير كهذا »
رد حازم ..« و لكني أخبرتها أن هذا كذب و سيد عامر لم يفعل ذلك »
هزت كتفيها ..« و لكنها لم تصدقك فلننتظر حتى تهدء و نتحدث لنقنعها أن تتحدث مع زوجها على الأقل و تخبره عن مكان وجودها »
تنهد حازم ..« حسنا يفعل الله ما يريد هيا أذهبي إليها الآن و لتجبريها على الطعام هذه المرة حسنا ..»
أومات برأسها و هى تتجه لغرفة هدية لترى كيف أصبحت الآن ...
★
دلفت إلى الغرفة و هى تضع ما بيدها على الطاولة الصغيرة بجوار السرير تنظر لجسدها المكور على السرير تمسك بقدميها تقربها لصدرها كالذي يشعر بالبرد و يبحث عن بعض الدفئ داخله ..قالت شيماء بضيق « هدية أنهضي يا صغيرة هذا يكفي أنا لن أصمت بعد الآن أنهضي و كفاكي تصرفا طفوليا هيا أنهضي »
رفعت هدية عينيها تنظر إليها و هي مازالت على وضعها قائلة بوهن ..
« أبتعدي عني شيماء و إلا أقسم أن التهم وجهك كما فعلت بزوجك من قبل »
ضحكت شيماء و أتسعت عينيها بفهم و قالت بدهشة ..« يا إلهي هل أنت من فعل ذلك بزوجي يا فتاة هل أنت من شوه وجهه الجميل أسبوعا كاملا و صنع بوجنته ساعة بدون عقارب »
أعتدلت هدية تستند بظهرها على السرير قائلة ..« أجل فعلت و أن لم تبتعدي فعلت لك مثله »
سألتها شيماء بمرح ..« ماذا فعل لك حتى زينتي وجهه يا فتاة فزوجي ملاك و لا يؤذي أحدا أبدا »
ردت هدية ساخرة ..« أجل ملاك حقا ذلك الضخم صفعني على رأسي أول يوم رأيته فيه هذا الملاك الذي تدعين »
تذمرت شيماء بغضب مصطنع ..« هذا الوحش كيف يفعل ذلك بفتاة رقيقة مثلك فلينتظر عقابي له سترين »
قالت هدية ساخرة ..« حسنا أريد أن أرى ماذا ستفعلين يا أم البنين »
أبتسمت و وضعت يديها على بطنها المنتفخة نعم بنين لقد ظننت أنهم سيكونون بنين وبنات و لكنه القدر حبيبتي سأكون وحدي وسط ثلاث وحوش و لكن البنين ينتظرون البنات ليلعبا معا عندما يأتون جميعاً بخير و سلامه أليس كذلك و لذلك يجب أن أهتم بصحتي و طعامي ليأتي أولادي سالمين أليس كذلك هدية »
نظرت إليها مرتبكة لا تفهم مقصدها ..« ماذا تقصدين شيماء أنا لم أفهم»
نظرت شيماء إليها بدهشة قائلة ..« يا إلهي هدية الا تعلمين ما تمرين به »
بحيره و تساؤل ..« ما هو الذي أمر به شيماء أنا بخير و ليس بي شئ»
نظرت إليها بحنان فهذه الصغيرة لا تعلم ما بها حتى سألتها بجدية..
« هدية لما تتقيئن كل يوم صباحاً برأيك و أنت حتى لا تتناولين الطعام»
بصمت و حيره نظرت إليها فقالت شيماء بحنان ..« حبيبتي أنا أعتقد أنك حامل هل تعلمين ذلك ..و لذلك يجب أن نذهب معا للطبيب حتى نتأكد حتى تهتمين بصحتك و صحة طفلك أليس كذلك »
بذهول زاغت عيناها و هى تشعر بأنفاسها تتوقف عن الخروج من صدرها فكانت تشهق بصوت عال كالذي يختنق دنت منها شيماء تأخذها بين ذراعيها تقول برقة ..« حبيبتي أهدئي تنفسي بهدوء خذي نفس عميق و أخرجيه ببطء »فعلت هدية كما طلبت منها فأبتسمت شيماء ..« أجل هكذا أحسنتي و الآن أهدئي و لنتناول بعض الطعام حسنا »
أمسكت بطبق من الحساء و أخذت تطعمها بالملعقة و هدية متوقفة العقل تتصرف بأليه و بعد أن أطعمتها شيماء من كل شئ جلبته معها وضعت ما تبقى بجوارها و هى تساعد هدية على الإستلقاء قائلة بهدوء
« حبيبتي متى ستطمئنين زوجك و أخيك عنك »
لم تجب فحاولت معها مرة أخرى ..« هدية أن زوجك يكاد يجن حازم يقول إنه يتصرف كأنه أصابه مس لا يأكل لا يعمل و لا ينام يظل يهيم على وجهه في الطرقات بحثاً عنك الن يكفي هذا العقاب الذي أحدثته»
قالت و دموعها تغرق وجهها ..« أنه خائن و كاذب كيف أسامحه لقد كان على علاقة بإمرأة أخرى و كان سينجب منها طفلاً كيف لي أن أتقبل مثل هذا الوضع الشائن و أمرره هكذا ببساطة »
ردت شيماء بهدوء ..« أولاً أنا لا أصدق أنه فعل ذلك فأنا أثق في زوجي .. ثانياً حتى لو كان فهو شئ من الماضي و لا حق لك لتحاسبيه عليه فهذا حدث قبل معرفتك به بسنوات ..لما لم تستمعي له يشرح لك الأمر و يدافع عن نفسه ..لما نصبتي نفسك القاضي و الجلاد في نفس الوقت بدون سماع دفاعه ..ثم الملام الأكبر هو أخيك كان يجب أن يخبرك بشئ كهذا قبل زواجه منك حتى يكون لك حق في القبول أو الرفض و لكنه أخفى الأمر و لم يتحدث معك »
قالت هدية ببكاء دفاعا عن سيف فهى رغم غضبها منه إلا أنها تجاهلت كل الإشارات التي كان يرسلها لتنهي إرتباطها به و لكنها لم تفعل ..« أنا أنا كنت ..كنت أحب عامر كثيرا رغم ما فعله معي من قبل و لكني أحبه و كنت أريد البقاء معه و سيف سيف كان دوماً يلقي في وجهى رفضه له و لكني تعاميت عن الأمر و تجاهلته أجل تجاهلته لأني أحببته منذ رأيته أحبه هل فهمتي لم أستطع الإبتعاد عنه رغم أنه كاد أن كاد أن » لم تستطع أن تكمل سألتها شيماء بجدية ..« كاد ماذا هدية أن يعتدي عليك »
نظرت إليها بدهشة و هى مازالت تبكي ..« كيف علمت ذلك »
رفعت شيماء يدها تضربها بخفه على رأسها ..« أجعلي هذا يعمل يا فتاة برأيك من أين علمت غير من الوحش القابع في الخارج لقد أخبرني بما حدث و كنت أريد إلقاء زوجك خارج منزلي لولا مرضه وقتها »
رفعت حاجبيها بفهم ..« اه صحيح »
سألتها شيماء ..« الن تشفقي عليه و تخبريه عن مكانك فهو يكاد ينهار صدقيني »
قالت بتردد ..« ليس الآن شيماء أتركيني بعض الوقت حتى أتقبل ما فعله»
تنهدت بإستسلام ..« حسنا هدية و لكن اليوم سنذهب للطبيب حتي نعلم إذ كنت حامل أم لا حتي نطمئن على صحتك فأنت لم تتناولي الطعام منذ أيام طويلة و لا أعرف كيف صمدتي كل هذا الوقت بدون أن تنهاري » أكملت بمرح ..« أنت قوية يا فتاة و طفلك سيكون صلب مثلك و مثل والده »
غرقت عيناها بالدموع عند ذكرها أن هناك حياة جديدة ستربطها أكثر بعامر مسحت وجهها بيديها قائلة ..« كفى حبيبتي فلتستريحي قليلاً لحين موعد الطبيب حسنا »
عادت لتستلقي على الفراش مفكرة في كل ما مر بها خلال الأيام الماضية..
★
«كفي سيف أتركني أقسم أن أقتله» قالها عامر بغضب و سيف يمسك بجسده ليجمح جماحه عامر ليهدئه قال سيف حانقا ..« كفى عامر توقف الآن يكفي ما فعلته به »
كان خالد ملقى على الأرض و هو ينزف من أنفه و فمه يحاول النهوض مبتسما بشماته قائلاً ..« و ها قد أنتقمت منك كما أردت عامر بعد هذه السنوات فهنئني عامر على نجاحي »
هجم عليه عامر مرة أخرى مخلصا نفسه من يد سيف المتشبث به قائلاً ..« أقسم أن أقتلك خالد أيها الحقير لقد أفسدت حياتي و تركتني زوجتي بسببك ..»
ضحك خالد بغيظ ..« أتمنى أن لا تجدها أيها الحقير أو تموت كما ماتت رؤى سيكون قصاص عادل بالنسبة لي »
هجم عليه سيف هذه المرة يكيل له اللكمات ..« أصمت أيها الحقير أنت هو الملام فيما حدث لها منذ سنوات أيها الوغد أتمنى أن تتعفن أنت في الجحيم بذنبك يا حقير أقسم أن حدث شئ لأختي أنا من سأقتلك و ليس عامر هيا أرحل أيها الوغد و كن ممتنا أنك ستذهب على قدميك »
خرج خالد مترنحا و هو يضحك بسخرية شامته و هو يهتف ..« أتمنى ألا تجدها عامر لتحترق حيا »
صفق سيف الباب خلفه بغضب و هو يسبه و يلعنه التفت لعامر المحمر الوجه من الغضب و سأله ..« ماذا سنفعل الآن عامر فالوضع بات خطيرا هل تظن أنه له يد في أختفائها عامر فالوضع بات مقلقا حقاً فلا دليل أو أثر على وجودها في أي فندق و نقودها التي أودعتها لها لم تمس »
شد عامر شعره يخرج صرخة يأس من فمه و أجاب ..« لا أعلم سيف لا أعلم فأنا أكاد أجن عشرة أيام عشرة أيام و لا أثر لها أو خبر عنها كأنها تلاشت لقد بحثت عنها تحت الصخر و لم أجدها ..»
ثم صرخ بصوت عال قائلاً ..« أخ أخ منك هدية أين أنت »
الفصل الخامس عشر
« لا هذا لن يستمر أنا سأبلغه »
قالها حازم بقلق لزوجته التي تشعر بالقلق هى الأخرى مكملا بخوف ..« فحالتها تذداد سوءاً منذ أخبرها الطبيب بحملها و أن تعتني بصحتها لأن وضعها حرج هذه الفترة و هى أصبحت قلقه لا تنام و لا تتناول الطعام جيداً و ما تأكله تتقيئه لقد أصبحت كالشبح ..أقسم أن يقتلني السيد أن علم بما يحدث و نحن لم نخبره عن مكان وجودها »
قالت شيماء تجيبه ..« نعم حازم فالوضع لم يعد محتمل فعلا لقد ظننت أنها ستتحسن عندما بدأت تتناول الطعام و لكنه لا يبقى في معدتها ثوان أصبحت شاردة أحادثها و لا تجيب لقد حذرني الطبيب أن حالتها النفسية تأثر على حالتها الصحية و يجب الإهتمام بها و إبعادها
عن ما يضايقها ولذلك حازم أخبره أخبره ليأتي لعلها تتحسن عندما يحادثها » كانت تستمع لحديثهم من غرفتها فنزعت من يدها الأنبوب الذي يوصل إليها المغذي بعد أن قال لها الطبيب أنه الحل لأعطائها الغذاء لجسدها و طفلها نهضت من الفراش تشعر بالدوار و هى تفتح الباب تتصدره بجسدها تقول بضعف رافعة أصبعها محذره ..« أقسم أن أخبرتماه عن مكان وجودي فسوف فسوف ..» ترنحت و هى تتحدث فأسرع حازم ليتلقفها بين يديه و شيماء تصرخ بذعر و هى ترى خط من الدماء على بنطال منامتها فقالت بخوف هستيري ..« أطلب الطبيب حازم أسرع »
★
« سيدي تعال لمنزلي أرجوك الأمر يخص السيدة زوجتك »
قالها حازم لعامر على الهاتف فصرخ الأخير برعب ..« ماذا بها ماذا بها زوجتي هل وجدتها أخبرني حازم »
قاطعه حازن ..« سيدي أرجوك تعال الآن لمنزلي لنتحدث »
أقفل حازم الخط مع عامر الذي أسرع يقول لسيف المتحفز منذ سماعه حديث عامر ..« تعال معي سيف أعتقد أن هناك أخبار عن هدية »
قال سيف بلهفة ..« حقاً عامر أين هى »
أجاب و هو يحسه على الخروج ..« هيا الآن سيف أسرع لنعرف »
ذهبا معا لمنزل حازم الذي هرع ليفتح الباب عند سماعه الطرق العنيف عليه متأكدا من الواقف. خلفه كان عامر و سيف عندما أندفع الأول للحديث سائلا بلهفة ..« أين هى زوجتي حازم »
كان وجه حازم مكفهرا فقال يجيبه بقلق لا يعرف كيف يخبره ..« تفضل سيدي هى في الداخل في الغرفة التي مكثت بها من قبل »
أندفع عامر و سيف و كلاهما يشعر بالرعب مما سيجداه خلف هذا الباب المغلق و حازم يقول ..« أنتظر قليلاً سيدي »
و لكن ندائه جاء متأخرا فقد أندفع عامر و سيف للغرفة ليجدا ما جعل خافقهم يكاد يخرج من صدرهم و هما يشاهدان هدية الممده على الفراش و ملابسها ملطخة بالدماء و طبيبة تقف أمامها لتحقنها بمثل ما و زوجة حازم تبكي بجانبها على الفراش شعر عامر بالغثيان و عقله يصور له أبشع الأمور مما يمكن أن يكون حدث لها فصرخ بلوعه ..« يا إلهي هدية ماذا بها زوجتي أجيبيني أرجوكي ماذا حدث لها »
كان يصرخ في الطبيبة التي نظرت إليهم بضيق لمقاطعتها و قالت بعد أن عادت و حقنتها بما في يدها ..« أرجو منكما الإنتظار خارجا لحين أعاين المريضة رجاءا أخرجا »
هم عامر أن يتقدم و هو يصرخ بها أعتراضا ..« لا لن أخرج قبل أن تجيبيني » أمسك سيف بيده في حزم و هو يمسح عينيه لرؤيته حال أخته الصغيرة فقال بصوت مخنوق ..« عامر تعال أنتظر قليلاً حتى تعتني بها أرجوك » خرج كلاهما تاركين شيماء مع الطبيبة في الغرفة نظر عامر لحازم و قال بحزم أمرا ..« أريد أن أعرف كيف وصلت زوجتي إلى هنا و بهذه الحالة أنت تعرف حازم أليس كذلك »
صمت حازم قليلاً ثم قال ..« أجل سيدي أعرف و سيدتي كانت هنا منذ البداية منذ وقت إختفائها»
نظر عامر و سيف بذهول و حازم يعود و يسرد لهم ما حدث منذ أن وجدا هدية تطرق بابهم لطلبها عدم معرفة أحد بوجودها و إلا سترحل و لن يعرف أحد مكانها و أنه لم يرغب أن تهرب و تختفي كتم عامر غيظه و غضبه و هو يعلم أن زوجته كانت قريبة منه طوال الوقت و هو لم يفكر حتى في وجود هكذا إحتمال سأله « لما زوجتي مريضة حازم و ما كل هذه الدماء هل أصيبت في حادث »
كان يحاول التماسك ليفهم ما يحدث حتى لا ينقض على حازم و قتله قبل أن يخبره ..فقال حازم بتردد ..« سيدي هى .. هى كانت حامل »
خفق قلبه و أصدر صوت مستنكرا قلقاً و أتسعت عينى سيف بصدمة و عامر يسأله ..« ماذا تقصد بكانت حازم »
رد حازم فالموقف صعب على نفسه إبلاغه بكل هذه المصائب دفعه واحدة .« لقد..لقد أجهضت هذا ما أبلغتنا به الطبيبة فور رؤيتها »
ترنح عامر و كاد أن يسقط لولا أسرع سيف يسنده و قال الأخير يسأله ..« كيف وصلت لتلك الحالة حازم كيف »
لم يجد حازم حلا غير إبلاغهم بكل ما حدث و ما مرت. به و عدم تناولها الطعام و ذاد على ذلك حالتها النفسية السيئة ..تمالك عامر نفسه و تخلص من يد سيف التي كان يستند عليها و هجم على حازم يكيل له اللكمات قائلاً بغضب ..« أيها الوغد تركت زوجتى هكذا لتمرض أخفيت عني وجودها و تركتها هكذا لتمرض »
كان يضربه بغضب و حازم يتركه يفعل فهذا ما توقعه منه عند معرفته و لأنه كان سيفعل نفس الشئ إذا كانت زوجته هى المختفية خرجت شيماء صارخة به ..« كفى أيها الوغد أترك زوجي أنه أنت السبب في كل ما وصلت إليه زوجتك أنت و أخيها الغبي هذا لولا مساعدة زوجي لما رأيتموها مرة أخرى كف يدك عن زوجي و إلا أقسم أن ألقي بك خارجا أنت و هذا و لن تروها مرة أخرى »
نظر إليها عامر بذهول و سيف بضيق و هذا الأخير يقول ..« ماذا تعنين لن تروها أنها أختي الصغيرة سيدتي و سنذهب بها من هنا فور أن تستفيق و أعلمي أنه كرمه لها فقط أن أبلغ عنك الشرطة بتهمة خطفها أنت و زوجك الضخم هذا »
ضحكت شيماء ساخرة قائلة ..« لقد أخفتني حقا فلتصمت أيها الغبي و إلا ألقيت بك خارج منزلي و أبلغت الشرطة عن تهجمك و صهرك الوغد هذا على بيتي و سنرى مع من ستشهد هدية فلتصمتا كلاكما و لتبحثا كيف ستصلحان الأمور معها بعد ما فعلتموه بها بغبائكما »
صمت كلاهما كاتمان غيظهما و غضبهما و الخوف و القلق داخلهم يعظم على الراقدة في الداخل ..بعد قليل خرجت الطبيبة لتطمئنهم و هما تسأل ..« أين زوجها » أندفع عامر مجيبا بقلق ..« أنا زوجها سيدتي »
نظرت إليه الطبيبة بغضب ..« هل أنت غبي أم ماذا كيف تتركها هكذا حتى تسوء حالتها و تصل للإنهيار الجسدي و فقد جنينها من سوء التغذية و حالتها النفسية الغير مستقرة »
كتم عامر غضبة ينظر لحازم بغيظ متغاضيا عن سبها له فأهم شئ الآن هو زوجته و مساعدتها ..« أرجو أن تخبريني كيف أصبحت زوجتي و أرجو أن تخبريني كيف أساعدها لتتخطى محنتها هذه رجاء »
صمتت الطبيبة ثوان ثم أكملت حديثها فواضح أنه حقا يحب زوجته و يريد مساعدتها أصغى بصمت و إنتباه و بعد أن أنصرفت واعده إياه بالمرور مرة أخرى لتراها ظل الجميع صامتين فقاطع عامر الصمت قائلاً بصوت مختنق ..« أريد أن أرى زوجتي قليلاً وحدي إذا سمحتما لي » لم يجب أحد و سيف يجلس على الأريكة بتعب و قلبه يؤلمه على حال صغيرته شاعرا بالذنب أنه لم يحافظ على أمانة والده و زوجته له دخل عامر الغرفة وجدها كما هى على الفراش الكبير غارقة فيه بجسدها الضئيل شاحبه فقدت الكثير من وزنها كانت قد أبدت لها زوجة حازم ملابسها الملوثة بأخرى نظيفة و دثرتها بمفرش أزرق ثقيل حتى تشعر بالدفء جلس على ركبتيه جوار الفراش يمسك بيدها يضمها بحنان و عيناه تغرق بالدموع حزنا على حبيبته لائما نفسه ..«ماذا فعلت بالفتاة عامر لقد حطمتها بدخولك حياتها أنظر إليها أنظر عامر لقد أصبحت كالجثة بسببك و بسبب غبائك و رعونتك و غيرتك الغبية المريضة» ضم يدها يقربها من فمه يقبلها بجوار الحقنه المغذية بيدها و أنفاسه تخرج حارة قائلاً بحرقة ..« حبيبتي حبيبتي عودي إلي أرجوكي سامحيني هديتي سامحيني يا روح عامر و أنفاسه فقط عودي إلي »
★
طالت غيبته فقلق سيف خشي أن يكون حدث لها شئ و عامر يخشي إبلاغه نهض متوجا لغرفتها تحت نظرات حازم و شيماء القلقه فتح باب الغرفة و دلف إليها ليجد عامر و قد صعد للفراش بجوار زوجته يحتضنها بحنان غارقا في النوم و هى بجوار قلبه أبتسم بحزن و هو يمسح وجهه ثم خرج مرة أخرى و أغلق الباب خلفه بهدوء ..هب حازم و شيماء حين خرج و لكنه لم يلقي لهم بالا و هو يخرج هاتفه و يطلب رقم ما أنتظر قليلاً ثم أجاب ..« عمي لقد وجدناها أجل لدى حازم أجل» صمت قليلاً ثم قال بصوت مخنوق ..« عمي هى تحتاج إلى وجودك بجوارها الآن أنت فقط من سيوضح لها الأمور فهى لن لن تستمع لأي منا» أستمع قائلاً ً ..« حسنا عمي سننتظر »
أغلق الهاتف و عاد للصمت و أغلق عيناه بتعب..
نظر حازم لزوجته بتساؤل فهزت كتفيها بلامبالاة و نهضت لتدخل غرفتها و خرجت بعد قليل ومعها شرشف خفيف أعطته لزوجها الذي أبتسم بحنان و أخذه ليدير به سيف النائم أمامهم في وضع الجلوس على الأريكة مدده حازم و وضع عليه الغطاء و أمسك بيد زوجته و أتجه لغرفتهم و أغلق الباب خلفه بهدوء التفت إليها فقالت بتأثر ..« أنا لم أكن أعلم أنهم متعلقان بها لهذا الحد » أبتسم حازم ..« نعم شيماء أنا أعلم فأنت لم ترى حال سيد عامر في الفترة الماضية و لولا وعدي لهدية لأخبرته عن مكان وجودها و لكني خشيت أن تذهب لمكان آخر و لا نستطيع وقتها أن نجدها إذا أرادت الاختفاء أو يحدث لها شئ و هى بعيدة عنا أعتقدت أن وجودها بيننا هو أكثر شئ آمن بالنسبة لها و لكن الآن بعد ما حدث أفكر و أتسأل هل فعلت الصواب شيماء » مسدت وجنته بحنان تجيبه ..« حبيبي لا تلم نفسك أنت فعلت الشئ الصواب صدقني أنا مثلك ظننت أن عدم علم زوجها أفضل حتى تهدأ و لكن الوضع تأزم كثيرا أتسأل كثيرا لما هى متأثرة لهذا الحد بما حدث لم لا تنسي فقط و تمضي بحياتها قدما رغم تأكيدنا لها أن زوجها برئ حتى لو لم تصدقنا لما لا تترك الأمر و قد حدث منذ سنوات قبل أن تعرفة لم لا تعتبرها خطأ حدث و لن يتكرر.. كلنا نخطئ أحيانا ..الا نستحق الغفران على بعض الأخطاء »
قال حازم يجيبها بجدية ..« أنا أعتقد أنها شعرت بالخيانة من كلاهما أولاً سيف و علمها أنه من كان ينشر تلك الشائعات عن زوجها و معرفته بأن زوجها كان على علاقة بإمرأة أخرى في الماضي و لم يخبرها ..و السيد عامر لإجباره لها على الزواج به و محاولته الاعتداء عليها و تهديدها بأخيها و أخيراً تكتشف أن الرجل الذي فعل كل هذا بها و مع ذلك سامحته و أحبته كان بهذا السوء و يعرف امرأة أخرى خدعها و تركها لتموت هى وطفلها لا أقل أنه فعل ذلك و لكن هذا ما تظنه هى بزوجها معتدي مبتز و خائن و نذل ما شعورها برأيك و هى تعلم كل هذا عن أكثر إثنان تحبهما في حياتها مؤكد ستصدم صدمة كبيرة و لم تستطع مواجهة الأمر غير بأذية نفسها و معاقبتها »
تنهد شيماء ..« يا إلهي حازم ما كل هذه التعقيدات في حياة الصغيرة أتمنى أن تكون بخير أتمنى أن تكون بخير»
★
كان يحتضنها بحنان و هو نائم حتى يشعر بقربها جواره و يطمئن نفسه أنها هنا حقاً عندما سمع صوت بكائها الخافت المتألم ففتح عينيه فزعا و هو يهتف بلهفة ..« حبيبتي هل أنت بخير هل تتألمين » نظر لوجهها الشاحب بقلق منتظرا إجابتها و لكنها لم تجب فقط ظلت تبكي بحرقة ضمها ليصدره بقوة حانيه و هو يهتف بحرقة ..« اه حبيبتي سامحيني لو عاد الزمن مرة أخرى لقتلت نفسي قبل أن أؤذيك »
كانت شهقاتها خفتت و هو يهدهدها لتغرق في النوم مرة أخرى ..تنهد بحزن و هو يعيدها للفراش و ينهض من جوارها تاركا الغرفة بصمت وجد سيف وحده في الخارج نائما و ملامحه مسترخية براحة و كأنه أخيراً أطمئن أن صغيرته بأمان وكزه برفق ..« سيف أنهض »
هب سيف فزعا و هو يسأل ..« هدية هل هى بخير »
طمئنه عامر ..« أجل بخير لقد أفاقت و لكنها عادت للنوم مرة أخرى »
سأله بصوت قلق ..« و كيف هى »
قال عامر بصوت مختنق و قد فهم مقصده من السؤال هذه المرة .. «مجروحه حزينه »
جلس سيف ينظر للشرشف بحيره و سأل عامر ..« ماذا سنفعل عامر كيف ستخبرها بما علمناه »
أجاب عامر بيأس و هو يمرر يده في شعره بتوتر ..« لا أعلم سيف أنا لا أعتقد أنها ستعطي أحدا منا فرصة للحديث أو توضيح ما حدث »
زفر سيف بضيق ..« لا أعلم لما هى عنيدة هكذا لم تصعب الأمور لما »
صمت قليلاً ثم أكمل ..« أنا أعتقد أن هناك من ستستمع له عامر »
نظر إليه بتساؤل ..« عمى شهاب عامر عمي شهاب لقد أخبرته عن وجودها هنا و هو في الطريق »
★
دلف إلى الغرفة بهدوء و هو ينظر لبقايا هذه الفتاة الصغيرة التي كانت يوما مفعمه بالحيوية و حب الحياة أصبحت الآن شاحبة هزيلة ذابلة كزهرة قطعت من ساقها قال بهدوء و لهفة شوق عندما لم تنتبه لدخوله و هى شاردة تنظر تجاه النافذة التي تضئ الغرفة قليلاً من خلف الستار الشفافه المذهبه ..« حبيبتي »
التفتت إليه هدية و عيناها تغرق بالدمع فتقدم مبتسما بحنان و هو يجلس على الفراش ليأخذها بين ذراعيه بحنان و فقد مفتقدا ابنته ابنة قلبه الصغيرة التي أرسلها الله لتؤنس وحدته و لكن ولده الأرعن بغبائه و تهوره كاد أن يفقدها و يفقد معها عقله ..قال بحنان ..« أفتقدتك كثيرا يا أبنتي شعرت و كأن روحي غادرتني بمغادرتك »
كانت تبكي بصمت على صدره الذي أفتقدته هى الأخرى صدر الأب الحان الذي عروضها و ساعدها في تخطي كثير من الأحزان قالت هدية بحزن و ألم ..« اه يا أبي لو تعلم ما فعلاه بي كلاهما لقد حطماني حطماني يا أبي »
ربت شهاب على شعرها بحنان ..« كفي حبيبتي و أهدئي و أستمعي إلي أقسم يا أبنتي أن كلاهما لم يفعلوا شيئا »
هزت رأسها بعنف و بحزن و قالت « لقد سمعتهما سمعتهما يا أبي و هما يتشاجران و يتهمان بعضهما البعض »
أبتسم شهاب متخيلا ما حدث فهو رأى شئ مشابه لما تتحدث عنه هذان الأحمقان الغبيان يريد أن يصدم رأسهما ببعضهما عقابا قال شهاب بجدية فالوضع كله سوء فهم أدى لتلك الكارثة ..« حبيبتي هل تثقين بي »
هزت رأسها موافقة فقال بهدوء ..« إذن أستمعي إلي »
★
عامر لسيف ..« أعتقد أن هناك حديث بيننا لم ينتهى و حان وقته الآن »
جلس سيف و قال ..« نعم أعتقد ذلك » سأله الأخير بادئا ..« أولاً أخبرني ماذا تقصد بهذا الهراء الذي تقوله عن أني أنا من ينشر عنك تلك الشائعات في الصحف من أخبرك بهذا الهراء »
قال عامر بغضب ..« هذا ليس هراء سيد سيف هذا حقيقة أعلمها من تلك الجريدة التي ترسل لها الأخبار عن طريق الرسائل التي ترسلها فلي هناك مصادر تبلغني بما يحدث »
سخر سيف قائلاً ..« هل تقول إنك تعلم أني المتسبب في الشائعات التي تردد حولك من أشهر و لم تحرك ساكنا لماذا »
رد عامر بحنق ..« لا لم أعرف منذ أشهر بل شهر واحد و بضعة أيام »
سأله سيف بجدية و ترو هو يكتف يديه أمام صدره ..« هل لك أن تخبرني كيف علمت أني وراء ما ينشر حتى أفهم رجاء من أين لك التأكد من ذلك »
تنهد عامر بغيظ و أخبره عن مصدرهم في الجريدة الذي أبلغ حازم عن الأمر و أراه الرساله الحاملة لعنوان سيف كان هذا الأخير يستمع بذهول و هو يقول بغضب صارخا في وجهه ..« هل أنت أحمق أم غبي هل عنوان على رسالة غبية دليل على أني الباعث لها أيها الوغد هل هذا ما تظنه بي كل هذا الوقت أني حقير مبتذل أدعي على أحدهم بالباطل فقط لأجل المال »
أجابة عامر بحده ..« لا ليس لأجل المال بل رؤى تلك التي تتهمني بها من أخبرك أني على علاقة بها أيها الكاذب أنا لم أرها سوى ثلاث مرات و كانت تطلب مساعدتي في شئ ليس أكثر »
سأله سيف ..« و ما هو هذا الشئ الذي يجعلك تقابلها في غرفتك في الفندق أيها الوغد » رد عامر بغضب و هو يريد كسر رأسه ..« شئ لا يخصك و لا علاقة لك به فلما أخبرك »
سخر منه سيف ..« لا تنس أنا أعلم عن طفلها لم لم تحتاج مساعدتك إذا لم تكن أنت والده أيها الخائن »
هجم عليه عامر يريد لكمه في وجهه و هو يقول ..« أنظر ماذا فعلت بغبائك هذا لقد أقحمت زوجتي في الأمر و أنا لن أسامحك على ذلك ماذا ستظن بي بعد سماعها هرائك هذا »
رد سيف ساخرا ..« ستظن أنك خائن و لا يأمن جانبك و أتمنى أن تتركك أيها الحقير لقد حذرتها كثيرا على إرتباطها بك و لكنها كانت مدلهة بحبك كالحمقاء و الآن بعد كشف حقيقتك لا أظنها ستبقى معك أختي نعم تحبك و لكنها ليست غبية لتستمر مع خائن مثلك »
صرخ عامر به ..« قلت لست أنا أيها الوغد الكاذب لا علاقة لي بها هى فقط طلبت مساعدتي في أمر ما و أنا فقط كنت سأقوم بذلك حتى أني لم أفعل فقد أضطررت للعودة فوالدي كان في ذلك الوقت مريضا لقد نسيت أمرها عند عودتي و لم أعلم أنها قتلت إلا بعد عدة أشهر و لم أكن أعلم أنها تحمل طفلا حتى و كيف لي أن أعلم و ليس لي بها علاقة لا أعلم ما هذا الجنون الذي تتفوه به صدقني »
صمت كلاهما و هما حائران يفكران فيما علما إذا لم يكن عامر هو والد طفل رؤى فمن والده و إذا كان سيف لا علاقة له بما ينشر فمن هو هل هناك عدو خفي لا يعلم عنه شئ عدوا مازال مجهولا لكليهما..، قال عامر بضيق ..« ماذا سأفعل الآن و هدية تظن أني خائن و على علاقة بإمرأة أخرى » فكر سيف قليلاً ثم سأله بجدية ..« عامر كيف أقنعت هدية بالزواج بك في هذا الوقت القصير »
نظر إليه عامر بغضب و هو يحذره من أن يتدخل في ذلك ..« هذا شئ لا يخصك و كفاك حشر أنفك في أموري و زوجتي كفاك ما حدث منك و أوصلتنا له بغبائك »
صمت سيف قليلاً ثم أتسعت عينيه و صرخ غاضبا يقول بذهول..« لقد أبتززت أختي أبتززت صغيرتي »
هجم عليه سيف يكيل له اللكمات و هو يردد ..« لقد أبتززت صغيرتي أيها الوغد لقد هددتها بي أليس كذلك » كان يتعاركان كديكين عندما دلف شهاب للشقة على صراخهم ينظر إليهم بذهول لما يفعلانه فهو كانت هدية قد أعتطته مفتاحا لشقتهم حتى يأتي وقت ما يشاء و لكنه لم يستخدمه و كان ينتظرها لتفتح له و لكنه الآن و هو يسمع صراخهم من الخارج لم يستطع الإنتظار حتى يفتح له أحدهم أندفع بينهم بغضب يفرقهما ..« كفي أيها الأحمقان ماذا تفعلان و أين أبنتي »
صمت كلاهما و هما يلهثان من التعب و عامر يشير لغرفتها ..
أتجه شهاب لغرفتها يفتح الباب بهدوء نظر لهدية الراقدة ثوان ثم عاد و أغلق الباب مرة أخرى عاد إليهم كانا يتواجهان و كأنهم على أستعداد لدخول حرب قال بغضب شديد ..« أجلسا أيها الغبيان و أخبراني بكل ما يحدث الآن ...
★
قالت هدية بتعجب و قلبها يخفق راحة و بعض الأمل ..« إذا لم يكن أخي فمن عمي هل علم عامر من هو.. و هل حقاً ليس على علاقة بتلك المرأة »؟؟
أبتسم شهاب ..« أجل حبيبتي لم يكن على علاقة بها أو بغيرها صدقيني أما بالنسبة لأخيك فنعم نحن علمنا من وراء ذلك و لكن هل تريدين مني أخبارك أم أدع عامر يخبرك بالباقي أنا أعتقد أن ما تبقى يخص عامر أكثر مما يخص سيف ..و لذلك أرجو منك يا أبنتي أن تتركيه يوضح لك ما حدث بكل تفاصيلة حتى يزول سوء الفهم بينكم »
بكت هدية بحزن و حرقة ..« نعم سيزول سوء الفهم عمي و لكن سيبقى ندبه و جرح في صدر عامر من ناحيتي فأنا لم أعطه أو أعط نفسي الفرصة لسماعه و توضيح الأمر لي و أنظر ما فعلت لقد تركته ورائي و لم التفت و لم أكن سألتفت هل تصدق أنا كنت سأتركه و أرحل هو لن لن يسامحني عمي بعد ما فعلت خاصةً بعد أن فقدت طفلي طفلنا »
أبتسم شهاب بحزن فهو رغم حزنه على فقد حفيد تمناه و لكنها إرادة الله و لا يجب أن نعترض عليها فقط نرضى و نصبر و لعل الله يعوضنا خيرا ..قال شهاب بحنان ..« حبيبتي هذه مشيئة الله فقط أرضى يا أبنتي و أصبري و لا تنسي أن عامر يحبك و لن يتركك مهما حدث منك أو أخطأت كلنا نخطئ و لكن ما يهم هو أن نتعلم من هذا الخطأ و نمضي قدماً و نجعله سببا لتقويتنا في مواجهة الصعاب في حياتنا سامحيه يا أبنتي و سامحي نفسك و أزيلي من نفسك كل هم وحزن و دعيه يعلم أنك نادمة على ما حدث و هذا كفيل بتهدئة الأمور عودي حبيبتي عودي كما كنت من قبل هدية القوية المرحة المتفهمة و ستتخطين الأزمة أنت و زوجك ..و الآن أنا سأدعك تستريحين قليلاً و على عامر أن ينتظر أتفقنا »
أبتسمت بإرهاق ..« حسنا عمي أنا أحبك عمي ..أحبك كثيرا أبي »
رد شهاب بمرح ..« أعلم يا صغيرتي و لكن لا تخبري عامر حتى لا يغار منا » ضحكت هدية ..« حسنا أبي لن أخبره »
دثرها جيداً بالغطاء و طبع قبلة على رأسها و خرج تاركا لها تغمض عينيها و على شفتيها إبتسامة راحة ...