
رواية نيران عشقك السرمدي الفصل الثالث3والرابع4 بقلم خلود بكري
أهيمُ بك عشقا قد تخطى الحدود…
فأصبحتُ أتنفسك حدَ الجنون...
تحاوطُنى روحك فى سماءٍ عالية من العشقِ العتيق...
فالتف حولها فى عشقًا سرمديًا يهفو بجنون ...
بقلمي خلود بكري
سطعت الشمس بضوئها اللامع لتتسلل من نافذة غرفتها داعب الهواء بشرتها فى رقة لتستيقظ مسرعة، فاليوم ستودعه إلى حين اللقاء..
ارتدت فستانها الفضفاض بلون امواج البحر الخاطفة وأحكمت وشحها بإتقان لتلقى نظرة رضا على ملابسها وذهبت الى خيمة أبيها ليكونا فى انتظاره قبل الرحيل...
•••••••••
كان قد استيقظ منذ طلوع الشمس ادى فرضه سائل الله التوفيق والصبر لحين ان تكن له فى الحلال جلس على المقعد شارد الذهن احتلت معالم الحزن وجهه وخفقت ضربات قلبه بألم، أغمض عينيه فى أسي حتى لاحظ أنس حالته ليقترب منه بهدوء وقلق:
عابد لماذا أنت حزين هكذا هل حدث شيء؟!
تلألأ الدمعُ فى عينيه مما جعل أنس يصدم من حالته ليجلس جواره بقلق على حالة رفيق دربه التي تنذر بما يعانيه....
ساد الصمت بينهم عدة دقائق ليقطعه عابد قائلًا بألم مزق قلبه:-
هذه المرة الأولى التي أشعر انني وحيدٌ هكذا الأن علمت معنى أن يفقد الإنسان والديه ويحرم من حنانهم مدى العمر صبرت سنوات لحين ان التقي بشخص أشعر تجاه بالألفة والحب، الذى حرمت منه وحين وجدتها تاهت فرحتى وسط أحزانى كيف لي أن أخبرك الآن اننى فى أشد لحظات ضعفى ويأسى كنت أتمنى أن أذهب إلى أمي أخبرها بكل سرور اننى قد لقيت نصفي الضائع، وسيعُم بيتك بالفرح يا أمى حلمك ان تجدين فلذة كبدك عريس يزفُ عروسته اليكى قد تحقق وأملأ لكى البيت بالأحفاد والفرح لكن أخبرني الآن يا أنس لمن سأحكى لهم عن كل هذا وانا لا يوجد لدى ما يشاركني به؟
شعر بألم ينغز صدره على حال رفيقه فهو يعلم مدى معاناة الدائمة ليربط على كتفيه بحب صادق:
وما دورى أنا!
انا بجوارك لن اتركك أبدًا انا فى ظهرك مثل ظلك يا رفيقى واسترسل حديثه بعتاب:
أنت تعلم إنني أخًا لك قبل أن أكون شريك عمل؟!
ابتسم فى محبة وتبدلت ملامحه فى هدوء:
انا لم اعرف أحدًا سواك، ولا أريد أن أعرف أنت عائلتى التى فقدتُها وأنت الصاحب والأخ يا أنس ادعوا الله دائمًا ان لا يفرقنا شيء .
ابتلع غصة مؤلمة فى حلقة يضمه إلى صدره:
لن يفرقنا شيء سوى الموت يا رفيقي.
•••••••••
فتحت باب غرفتها بغضب لتصيح بعلو صوتها على ابنتها فزعت عنان بخوف واستقامة بوقفتها لتدخل الأم فجأة وتطرق على وجهها بصفعة ألجمت لسانها عن النطق لتسقط على الأرض من شدة الألم لتتحدث بألام:
ماذا فعلت يا أمى لتفعلى بى هكذا ؟
حتى انتى يا أمى تقسي عليا ! مثل باقى البشر إن لم أجد في حضنكِ الأمان ف أين سأجده يا أمى؟!
صرخت مجددًا بها فى عنف:-
لماذا تحدثتى مع زوجى بوقاحة هل جننتي ومتى ستكفى عن تلك الأسطوانة البائخة التى دائمًا تهزينٰ بها لقد نفذ صبري عليكي.
بكت بألم اعتصر قلبها من قسوة والدتها معها لتقول بحسرة وحزن:
إنه يتاوقح معي و ينظر لي نظرات سيئة ألم يكفيكِ إنكٓ زوجتني من رجل لا يعرف من الدين شيء خرب حياتى وتركنى وكل ذلك من أجل المال أي أم تفعل بأولادها هكذا؟!
جذبتها من شعرها بعنف لتصرخ بها:
كيف لكى ان تتهمى زوجى بهذه التهمة يكون فى علمك ستعودين الى زوجك فى الغد تعملين له خادمة وترحميني من مشاكلك التي سئمتُ منها...
أجابتها بوجع لو كان الأمر هكذا فالموت ارحم لى من حياتكم....
خرجت من الغرفة واحكمت غلقها جيدًا فقد قررت أن تحبسها عقابًا لها عن ما تظنه هي أن ابنتها المخطئة.....
جلست تبكى وتزداد شهقاتها بآلم يئن بهِ قلبها المكسور من قسوة؛ من والدتها من رحِمها لتُناجي ربها من وسط شهقاتها:
يارب حنن قلب أمى علي إن كانت الدنيا تقسو فالأم أيضًا تقسو اين اذهب واين أجد الأمان لقلبي ؟!
تذكرت صديقتها التى تهون عليها لتسرع الى الهاتف تدق عليها بلهفة لتجيب حتى سمعت صوت ذكوري يتحدث!
مريم هل هذا هاتف مريم ؟
أجابها بهدوء:
نعم لكنها ليست موجودة الان من أنتى؟
حاولت التحكم فى شهقات بكائها لتجيب بصوت مضطرب حزين؟
حلفتك بالله عندما تأتي أخبرها أن عنان اتصلت عليها وأريدها؟
خفق قلبه أثر سماع بكائها ليقول بحيرة؟
بامر الله ساخبرها لا تقلقى هون عليكِ الله واغلق الهاتف لينبض قلبه بألم لم يفهم ما سببه فجلس ينتظر شقيقته لتخبره من هى تلك الفتاة؟!
•••••••••••
حمل بضائعه على متن السفينة وأتم عمله ليقترب من الشيخ صفوان قائًلا بمحبة:
سأشتاق اليك ايها الرجل الطيب.
ضمه فى ود:
ونحن سنشتاق إليك يا بنى لا تطيل فى عودتك..
ابتسم قائلًا:
سأترك جزءًا منى هنا وأذهب كيف لي أن لا أعود مسرعًا إليه ستجدنى قريبًا أمامك لن تشعر بغيابي لاني حتمًا لن اسطتيع..
جذبت طرف وشحها في توتر أثر كلمته التي زادت من نبضات قلبها لتراهُ يقترب منها بحذر وهو يقول بجدية صادقة:
هل تحتاجين شيء؟
تكلمت بصوت صغير هادئ:
الشكر لك رافقتك السلامة عابد.
شعر بخفقة مجنونة احتلت قلبه أثر سماع أسمه يترنم من بين بسمتها ليقول بمشاكسة:
اليوم أحببت أسمى ي رحيقي،
ليتركها في غمرةٍ من الخجل الذي جعلها تركض مسرعة من أمامه لتُهدء تلك النبضات التى أعلنت الحرب عليها...
ودعهم الشيخ بالدعاء أن يصلوا إلى ديارهم آمنين لتقلع السفينة لتسير فى عرض البحر وتبعد عن أنظارهم.....
يقولونا إن عوض الله إذا أتى ينسيك مر ما قد عنيت ما الشيء الذي سيعوض كسر قلبها لتنعم بحياتها التي فقدتها بالظلم والقهر؟
الفصل الرابع
بعد مرور عدة أيام وصلت السفينة الى مكانها لتحمل البضائع الى مصانع عابد الرشيد لتصنيع الخشب من اكبر مصانع الشرق الأوسط تمم على البضائع بدقة عالية ليقترب أنس منه بغضب مصطنع:
لقد هرمنا يا رشيد تسمح لي بالذهاب للبيت لأنعم ببعض الراحة...
قهقه عابد بشدة:
أجل أجل وأنا أيضًا أريد ان أرتاح قليلًا من عناء السفر هيا أذهب وطمنى عليك بعد وصولك...
ابتسم فى مشاكسة:
لا تقلق على لن يخطفنى أحد الى اللقاء يا رفيقى...
••••••••
هربت بصعوبة بالغة من تلك الشياطين البشرية التى تريد أن تلتهمُها دون رحمة تلتفت حولها باحثة عن مهرب منهم حتى رأت ممر جانبى فركضت مسرعة فى خوف من أن يلحقوا بها وفجأة وجدت نفسها على طريق لتلمح ضوء سيارة خافت يأتى من بعيد فأسرعت في خطواتها تركض مسرعة إليه تشير بيديها لتقف السيارة فجأة محدثه صوت حاد لتقترب من زجاج السيارة تطرق عليه بشدة قائلة:
أرجوك ساعدنى!
فتح لها السيارة بخوف من منظرها لتسرع قائلة:-
هيا بالله عليك أسرع من هنا.
دهش من الأمر ولم يعقب فحرك سيارته فى سرعة بالغة لينطلق بها في مكان آمن تحت بكائها الخافت خلف ستارها الذى يغطى وجهها ليتحدث بحذر:-
هل يحق لى ان تخبريني من أنتِ ولماذا أنتِ خائفة هكذا؟
كفت عن البكاء بألم لتجيب بعد صمت:-
أنزلني في مكان آمن سأذهب للبيت وشكرًا لمساعدتك سأدعو لك طيلة العمر...
هز رأسه بالنفي ثم تحدث بتعجب :-
لن أدعكِ تذهبي قبل ان تخبريني ولن أترككِ إلا أمام بيتك هيا أخبريني؟!
صمتت قليلًا لتشير له طريق بيتها فما زال قلبها يرتجف من الخوف قائلة بعد مدة:-
لقد كنت فى زيارة أحد المرضى وحين عودتي التف حولى بعض الشبان الذي لا يوجد بداخلهم رحمة ولا دين يريدون خلع نقابى موجهين لي بعض التهم البشعة ليرتجف صوتها بالبكاء مجددًا لتقول بكسرة:
ماذا سنقول لرسول الله؟ كيف سانخبره ان بعض أمته بكل هذا السوء !وإنهم لم يستوصوا بالقوارير خير!؟
رق قلبه لحديثها وصوت بكائها ومعاناتها ليتحدث بهدوء:
لا تحزنى سيچازى كل من أذاكِ فى الدنيا والأخرة والله إن الفتايات التى من نوعك انقرضت منذُ زمن بارك الله فى من رباكى.
شكرته بلطف على مساعدته لها لتشير له على قرب موقع بيتها حتى توقف أمام منزلها لتهبط بثقل شديد لتذهب من أمامه تاركه قلبًا تألم من أجلها ليشرد قليلًا حيث أختفاء أثرها ويذهب شارد الذهن بها ليردد فى سره:
لقد لقيتُ قدرى!
ما هذه الصدفة الغريبة ولماذا قلبى يؤلمنى من أجلها هكذا يا الله ما هذا الشعور!
••••••••••••
هرع من حالتها وطريقة كلامها، و شهقات، بكائها،وارتجاف جسدها، ليتحدث بقلق ارعب قلبه على حال اخته:
ماذا هناك؟ ما الأمر؟
ارتمت فى أحضانه تبكى بخوف فضمها إليه بحنان يمسد على جسدها لتهدء قليلًا شعر بثقل جسدها ليحركها ببطء فوجدها قد غفت فحملها بخوف ووضعها على الفراش قارئًا بعض آيات الله
اعتلى قسمات وجهه بالخوف من أن قد يكون أصابها مكروه...
فتحسس نبضها برفق ليجدها نائمة في سكون، فهو يعلم أن في حزنها تختار النوم هربًا ممن تعانيه
•••••••••••
جلست بجوار النافذة تطلع لها باهتمام وشوق فهى منذ رحيله وهى تجلس هكذا تنتظر قدومه بفارغ صبرها لتقترب شقيقتها منها تشاكسها بمحبة:
هل ستظل جالسة هكذا لحين عودته.
التفت اليها لتجيب بشوقٍ:
لقد اشتقت اليه لكن على أن اصبر لكى لا أغضب الله
احتل الحزن معالم وجهها البرئ لتردد بخفوت:
إننى فرحة لكى كثيرًا؛
لكن قلبي يؤلمني لأنكِ ستتركني وحيدة...
ضمتها لصدرها بعتاب:
ومن قال هذا انا لن استطيع تركك انتى وأبي ابدًا ستأتون معى أو سيأتى عابد للعيش معنا هنا لكن حتمًا لن تفرقنا مسافات يا "عيناء"
تقولين الصدق يا رحيق؟
أجابته بزعل:
وهل حدث وان كذبت عليكي يومًا ؟
عيناء بأسف:
لا والله؛ لكني يعز علي فراقك انتي تعلمين أنه لن يوجد أحدًا لنا أنا وأنتِ ووالدنا..
ضمتها بحنان قائلة:
لا تقلقي يا صغيرتي لن أحل عنكما أبدًا
••••••••••
وسن قليلا أمام التلفاز ليستيقظ على رنين هاتفه ليجد عدة إتصالات من رفيقه ليتحدث بنوم:
سأتى في الحال لما الإزعاج إذًا لقد افزعتني هل قامت الحروب!
عابد بغضب:
أريدك أمامى فى غضون خمسة عشر دقائق وإلا أنت تعلم عقابك...
فرق عينيه قليلًا ليُجيب ببرود:
لن أتى افعل ما بوسعك سأذهب الى النوم ولا أريد الأزعاج وقفل الهاتف بوجهه وأكمل نومه فى ثبات...
استشاط عابد من الغضب ليردد بوعيد:
سأندمك على فعلتك أصبر قليًلا ليسرع إلى سيارته وبداخله اصرار على تلقينه درسًا على فعلته نظرًا لإهماله فى عمله.
♡♡♡♡♡
عندما يتعلق الأمر بمعاناة المرأة من مجتمعها الجاهل ببعض القواعد، التى تحكم عليها تنفيذها من ما أمرها به ربها ورسوله، عندم يجهل بعض البشر أن ساتر المرأة يقلل من ظهور جمالها وانوثتها وانه يقلل من شأنها لكن لا يعلمون أنها تطبق دينها التي وجدت من أجله لقد ملء الأذى قلوبهم ليحلو أذيتهم لــ براءتها وعفتها طهورها، لكن كان هناك يقين ان الله مع كل من اتبع دينه ورضاه فسكن قلبها الراحة بوجود الله بقربها دائمًا فسجدت تشكوه وتضرع له أن يرفع الغمة عن قلوب القساة ويهديهم لطريقه...
جلس مقابلها يسألها بلهفة وخوف:
ماذا حدث لكِ؟
لقد ارعبتني هل اصابك مكروه؟
ربطت على كفيه بود لتقول بحزن شديد خوفًا من أن يفعل أخيها شيئًا يؤذيه لأجلها:
لقد رأيت موقفًا أثر على قلبى فلم استطع ان اتمالك ذاتى فصرتُ أبكى هذا كل الأمر لا تخف ولا تقلق، أنا بخير.
هدأ من روعه قليلًا ليتحدث بهدوء:
حسناً لكن لا تقلقينى عليكى هكذا لقد شعرت أن قلبي سيتوقف من الخوف عليكى الم تعلمى انكِ ابنتي!؟
ابتسمت ملء شفتيها:
اعتذر كثيرًا يا فراس حقًا انى اسفة.
شاكس انفها بكفيه وطرق على رأسها بقهقة خافته:
لا عليكى فى المرة القادمة سأقوم بمعاقبتكِ لكى تتعاملي مع الحياة بجدية بطيبتك هذه سوف تؤذيكِ.
ملئت الأبتسامة وجهها الصافى أثر كلماته لتجيب بحب:
لن أرى فى حياتى شخصًا يحبني كل هذا الحب غيرك فراس أنت كل شيء وأسأل الله لك كل يوم ان يرزقك ما تعوضك عن عنائك وتعبك مدى حياتك.
اجابها بمشاكسة:
هيا اجلبي لي عروس مثلك سأوافق فى الحال..
ضحكت بشدة حتى ظهرت غمازاته الرقيقة:
لن تجد مثلى لكن أعدك ان ابحث..
احتضنها فى حب قائلًا:
هيا اذهبي للنوم سيأتى ضيف غدًا لزيارتنا
تعجبت قليلًا لتسأله فى حيرة:
من هذا؟
بهدوء قال:
انه رفيقى تصبحين على خير صغيرتي