
رواية لن اتخلي ابدا الفصل الرابع4 بقلم فاطمة ابراهيم
نظر البعض لها بصدمة بينما نظرت هنا لها بابتسامة انتصار كادت أن تغادر ليمنعها جذبها من يدها ليتجها معاً نحو الخارج ذهب أمير خلفهما كي لا يحدث أي توتر بينهما ليقف بعيداً عنهما
ـ يعني إيه موافقة على جوازي من هنا إنتي اتجننتي
هتف بهذا الحديث بعد أن ترك يدها لتقف صامتة و هي لا تعلم هل تخبره بالحقيقة التى أخبرها بها جدها أم تصمت لقد انهارت جميع أحلامها بعد أن تحدث معها رأفت لكنه سيعلم كل شيء و حينها سيتركها أيضاً لتغمض عينيها لتهبط دموعها بغزارة
بعد دخولها لغرفة رأفت اقتربت منه و جلست جواره نظر لها بتعب شديد
ـ أنا أسفه يا جدي بس مش هقدر أشوف أنس مع واحده غيري
أردف رأفت بتعب و إرهاق :
ـ عاوز أشوف ابن ل أنس قبل ما أموت يا آسيا نفذي ليا آخر رغبة في حياتي
وقفت كي ترحل فهي لا تتحمل الاستماع لأي حديث خاص بهذا الأمر لم يجد أمامه حلًا سوى أن يخبرها بالحقيقة
ـ آسيا إنتي مش حفيدتي عامر مخلفش غير ولد واحد و بعدها مراته تعبت و الدكتور اضطر يستأصل الرحم في الفترة دي نفسيتها بعد فترة طلبت إنها تتبنى طفل رغم رفضي للموضوع و طلبي ل ابني إنه يتجوز واحده تانية لكنه رفض و سافروا الإسكندرية ٣ شهور بعدها رجعوا و كنتي معاهم من وقتها و أنا دايماً بشوفك حفيدتي و لما أنس طلب مني إنه يتجوزك وافقت من غير تردد بترجاكي بلاش تمنعيني أشوف ولاده قبل ما أموت
نظرت له بصدمة و ضياع ثم غادرت الغرفة بعد ذلك
أردف أنس بغضب شديد بسبب صمتها الذي جعله يشعر بأن هناك شيئًا قد أخبرها به جده جعلها تصل لهذه الحالة
ـ اتكلمي إنتي موافقه أكون مع واحده تانية غيرك
نظرت للأرض و تحدثت بحزن :
ـ أيوه موافقة لأني مش بنت عمك
وقف صامتًا عدة دقائق لقد وعده رأفت في السابق أن هذا الأمر سيظل بينهم و لن يخبر به آسيا قبض على يده بغيظ لتنظر له بدموع
ـ إنت كنت عارف الحقيقة صح إنت خدعتني زيهم
اقترب أمير منهما و تحدث بجدية :
ـ آسيا إنتي أختي دي الحقيقة اللي لازم تكوني متأكده منها
نظرت ل أمير أيضا بانكـ.ـسار :
ـ كلكم كنتم عارفين صح أكيد أسما كمان عارفه
اقترب أنس منها و هتف بهدوء شديد :
ـ إنتي مراتي دي الحقيقة اللي لازم تتأكدي منها أي شيء تاني انسيه خلينا نمشي من هنا أنا مش عاوز أي شيء من الثروة دى
أمسك يدها كي يتركان هذا المكان تحرك عدة خطوات ليستمع لصوت جعله يقف و يلتفت للخلف
بعد مغادرة آسيا و أنس ذهبت هنا خلفهم كي تعلم ماذا يحدث بينهما لتهتف بجدية
ـ ياترى رد فعل الصحافة على الخبر ده هتكون إيه يا أنس
توقفت آسيا و نظرت ل أنس بخوف ليقترب من هنا و يتحدث بتحذير :
ـ إنتي مش قد الوقوف قصادي صدقيني هتخسري يا هنا أنا مستحيل أتجوز واحده تانية سواء كنتي إنتي أو غيرك
ـ تمام الليلة في الطبعة الأولى أول صفحة في الجرايد حتى مواقع التواصل كلها هتتكلم عن زوجة رجل الأعمال التي تبين أنها ابنه بالتبنى لهذه العائلة العريقة
هتفت آسيا بدموع لأنها تعلم أن هنا قد تفعل ما أخبرتهم به :
ـ أنا موافقة يا أنس على جوازكم
أصبح المكان مشحونًا بالتوتر لتهتف هنا بغرور :
ـ كنت واثقه إنك هتوافقي و متقلقيش هكون كريمة معاكي هنرتب الأيام سوا بس بما إني عروسة جديده هيكون ليا الأفضلية في الأول
غادرت المكان و تركتهم صامتين لتردف آسيا بتعب :
ـ عاوزه أمشى من هنا
ذهبت مع أنس متجهين للشقه التي كانا يقيمان فيها ظلت صامتة و لم تتحدث بأي كلمة ليشعر أنس بالقلق عليها دلف الغرفة ليجدها تجلس على الأرض جوار فراشهما اقترب منها ليضمها بقوة تبكي بصوت مرتفع ظلت هكذا حتى نامت وضعها على الفراش و قام بالاتصال ب أمير كي يطمئن على جده و أخبره أنه أنتقل لغرفة عادية ليغلق معه و جلس يفكر في طريقة حتى ينهي هذا الأمر
❈-❈-❈
مرت عدة أيام و مازالت حالة آسيا كما هي لا تتحدث رغم محاولات أنس معها ليشعر بالعجز الشديد ... غادر رأفت المستشفى أيضاً و بدأ بالإعداد لحفل الزفاف لكن أنس رفض أن يقيم حفلًا كبيرًا فقط عقد القران و ينتهى كل شيء و في أحد الأيام ذهب أنس للفيلا برفقة آسيا فهي أرادت رؤية يزن و رفضت أن تدلف للداخل ظلت في الخارج مع أسما و معهم يزن بينما في داخل غرفة المكتب كان رأفت يجلس و دلف إليه أمير و أنس عليهم إنهاء هذه اللعبة و إلا لن يكون هناك أي هدوء في المنزل
تحدث أنس بغضب شديد :
ـ ليه عرفت آسيا الحقيقة ده وعدك ليا يا جدي
ـ علشان العيلة تفضل موجودة هعمل أي شيء يا أنس
قرر أمير أن يخرج عن صمته و يتحدث :
ـ آسيا أختى يا جدي دي الحقيقة اللي عارفها أي كلام تاني أنا مش معترف بيه
أجابه رأفت بهدوء شديد :
ـ و أنا لغاية دلوقتي بتعامل معاها إنها أختك لكن لو واحد منكم عارض قراري هيكون عدو ليا قبلها
تنهد أنس بضيق و تحدث بجدية :
ـ أنا موافق أتجوز هنا لكن عندي شرط
نظر رأفت له بهدوء ليعلم ماذا يريد ؟!
ـ ده آخر مشروع هيكون بينا و بين رامي العمري و مش هقبل من أي شخص إنه يهين آسيا أو يوجه ليها أي كلمة
أردف رأفت بجدية :
ـ أظن إني مش هقبل إن أي شخص يوجه ليها أي كلمة آسيا حفيدتي يا أنس
ابتسم بسخرية و أجابه بتهكم :
ـ حفيدتك !!
لم يجبه رأفت ليغادر متوجهاً للخارج ليجد أسيا تلعب مع يزن جلس معهم و غادرا بعد ذلك
بدأت الأيام تتوالى و لا يوجد أحداثًا سوى أن هنا كانت تتجه للفيلا من وقت لآخر في الأسبوع الأخير قبل الزفاف عادت آسيا للفيلا برفقة زوجها و كانت دائماً تجلس في غرفتها و لا تتركها مطلقاً و في أحد الأيام كانت تقف في شرفتها لتجد أنس قادمًا بسيارته اتجهت للداخل تنتظره و كانت هنا في الفيلا منذ علمها بعودة آسيا و هي تشعر بالغيظ و قررت أن تبدأ بالتحرك فهي لن تقبل أن يكون لها شريكةً في زوجها
وقفت تنتظره أمام الغرفة كان يسير تجاه غرفته قامت بالنداء عليه فكر في تجاهلها لتنادى مرة أخرى بصوت مرتفع اقترب منها
ـ قولتلك إن كلها يومين و هكون مراتك و هيكون ليا حقوق زي آسيا يعني يفضل تكون متقبل الحقيقة
تحدث بحدة و غضب :
ـ ياترى لو رفضت هيكون إيه رد فعلك
أجابته بابتسامة عريضة :
ـ بسيطة الجرايد كلها هتتكلم عنك و
أشار لها كي تصمت سيتعامل معها لاحقاً لكن عليه الحذر كي لا تفتعل له أي ضرر يؤثر على حياته الخاصة اقتربت منه لتضع يدها على وجهه لتخرج آسيا من غرفتها و تشاهدهما و هما يقفان معاً ليزداد الألم بداخلها بعد رؤيتها ل هنا و هي تضع يدها على وجه أنس عادت لغرفتها و أغلقت الباب بالمفتاح من الداخل لن تظل في هذا المنزل أكثر من ذلك عليها المغادرة سريعاً ستختفى بعيداً عن أعين الجميع يكفي ما تشعر به .. غادرت هنا بعد ذلك و حاول أنس أن يفتح الغرفة لكنه فشل ظل أمام الغرفة ليجدها تقوم بفتحها و تتجه للفراش دون أن تتحدث معه أو تعاتبه تنهد بضيق و اقترب منها حاول التحدث لكن أجابته دموعها ليتأكد أن تواجد هنا في هذا المنزل سيكون سببًا في إنهاء علاقته ب آسيا عليه إيجاد حلًا سريعاً فلا يوجد أمامه متسعًا من الوقت نام جوارها ليضمها بقوة من الخلف التفتت له و ظلت تنظر له كثيراً كأنها تودعه انتظرت حتى تأكدت أنه ذهب في النوم و أحضرت حقيبة سفر صغيرة و قامت بوضع عدة ملابس لها لتضعها بعد ذلك في سيارتها و عادت لغرفتها من جديد ظلت تنظر لها كثيراً انقضت الليلة عليها .. في الصباح أخبرت أسما أنها ستذهب للنادى رغم تعجبها من الأمر لأنها تعلم أن الجميع سينظر لها بشفقة و قررت أن تخبر أنس بالأمر وصلت للنادي لتصف السيارة و أغلقتها بعد أن تركت فيها هاتفها و رسالة مكتوبة طلبت من مسؤول الأمن أن يعطى المفتاح لزوجها إن أتى للبحث عنها ثم أخذت حقيبتها و توجهت لمحطة السيارات ...
وصل أنس للنادي ليخبره المسؤول بما حدث أخذ المفتاح ليجدها تركت هاتفها و الفيزا الخاصة بها و رسالة ليتأكد في هذا الوقت أنها اختارت الفرار لم يستطع قراءة الرسالة ليمز.قها لقطع صغيرة و بدأ بالبحث عنها
وصلت لمدينة مرسى مطروح لقد اختارت مكان لا يستطيع أحدًا منهم العثور عليها بسهولة ستترك لهم كل شيء ... كانت تسير و المطر يتساقط عليها لتفقد الوعي أمام أحد المنازل و كان صاحب هذا المنزل عائد من الخارج برفقة ابنته ليجد فتاة مغشياً عليها أمام منزله