رواية زواج شرطه طلاق الفصل التاسع9 العاشر10 بقلم علا عبيد


 رواية زواج شرطه طلاق الفصل التاسع9 العاشر10 بقلم علا عبيد


أعطني حريتى أطلق يديا ..إننى أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك أدمى معصمى لم ابقيه وما ابقى عليا
ما احتفاظى بعهود لم تصنها وإلام الهجر؟والدنيا لديا

كانت جهاد تقف خارج غرفتها تفكر فى مصير مجهول لا تعرف هل حالتها سوف تتحسن يوما 
هل ستحصل على شى تريد وبرغبتها الكامله 
يوما ما 
ها هى تتنقل من زوج لزوج وقد عرفت أن صابر وافق على الزواج منها ولكنها بدلا من أن تكون زوجته ليوم واحد مضطره ان تسافر معه اربعة اشهر وهل سوف تتحمل كل هذا الوقت 
دخلت نعمه إلى غرفه ابنتها ولكنها لم تجدها 
خرجت إلى الغرفه وجدتها تتأمل فى لون السماء عند الغروب 
قد لا تتمكن من أن تكون صافيه هكذا مجددا
نعمه "يلا يا حبيبتى علشان تجهزى صابر هيوصل فى اى لحظه"
ظهرت ضحكت استهزاء على شفتيها وقالت لوالدتها بغضب"انتى مش ملاحظه ان دورك فى المسرحيه الكوميدية دى هو انك مره تيجى تقولى مصطفى على وصول 
ودلوقتي صابر على وصول 
انا مش عارفه هتبيعونى لكام واحد  بعد كده
انتى اكيد عارفه وحافظه السيناريو كويس
علشان كده قولى لو ليكى دور تانى مثلا"
نعمه"انتى عارفه انتى بتكلمى مين دلوقتى"
جهاد"طبعا انا بكلم واحده غريبه عنى انا ما اعرفهاش "
نعمه"بس الغريبه دى عملتلك ايه علشان تجرحيها كده"
جهاد"وانا عملت ايه علشان كل ده ...استاهل العذاب ده كله !'
نعمه"لا طبعا حبيبتى"
جهاد"بلاش كلام كتير خلينا نشوف مصيرى "
خرجت وهى تلبس أحد الفساتين السوداء لقد أصبحت تحب هكذا ألوان مؤخرا 
واعتقدت ان ثياب العرس يجب ان تكون سوداء بدورها لأن الزواج فى نظرها أصبح فرح متجسد فى صوره حزن والاحتمال الثانى هو الأقرب وهو ان يكون هو الحزن نفسه  يحاول ان يحتال عليها فى شكل متجسد فى صورة فرحة تنتظرها كل فتاه
كان صابر يجلس بتوتر لا يجروء على رفع نظره إليها 
فهو متأكد أنه الآن فى نظرها شخص سيئ 
هو لا يعرف إذا كانت تحب مصطفى ام لا لكن الأمر التى مرت به صعب على اى امرأه وليس بتلك السهوله التى يتخيلها مصطفى
جلست مقابله له 
وهى تحاول ان تكبح جماح دموعها التى على وشك ان تثور عليها وتكشف كم هى هشه وضعيفة عكس ما كانت تتدعى أمام والدها 
وهل لديها المقدره  على التظاهر أكثر من ذلك
لم تشعر كيف انتهى كل شى ووجدت نفسها تجلس بجانبه على أحد المقاعد فى انتظار موعد انطلاق الطائره إلى دبى 
مره أخرى كى يستلم صابر ملفات مهمه تخص عمله والتى سيسافر بها فى الصباح الباكر ....
فى ساعات معدودة أصبحت زوجه لشخص جديد وخلال أشهر معدودة أيضا ستعود لزوجها القديم 
يا للعبه سخيفة هى حياتها فكرت جهاد بحزن
ولم تنتبه انها الآن على مقعدها فى الطائره المتجهة إلى دبى 
وأيضا لم تنتبه إلى يد صابر التى بدأت فى ربط حزام الأمان لها 
بينما هو كان يفعل ذلك كان ينظر إلى عيناها التى تلمع مثل النجوم 
هل تكون جميل هكذا عندما تستغرق فى التفكير فكر بجنون 
لكنه رفض ان تحتل تلك الأفكار عقله 
هى أن تكون بالنسبه له سوى زوجه مؤقته 
حبيبه صديقه المقرب يجب ان يكون هناك حدود لافكاره حتى لا يصدم بالواقع البغيض
عندما عادت إلى عالم الواقع بعد تفكير عميق 
وجدته يقرأ أحد المجلات بهدوء 
بينما نظرت حول نفسها باستغراب 
وأدركت بالفعل انها لا تحلم وأنها متوجهه الآن إلى بيت جديد مع زوج جديد ايضا
..............
يا نفس مالك والانين تتألمين  وتؤلمين
عذبت قلبى بالحنين وكتمته ما تقصدين
يا نفس مالك فى اضطراب كفريسه بين الذئاب
هلا رجعت إلى الصواب وبدلت ريبك باليقين
...
كان يزورها أسبوعيا 
فهى الآن خطيبته 
كان دائما يتقرب منها أكثر ويجعل راويه تبنى أحلام وأحلام 
حتى تبلغ عنان السماء 
أدركت بالفعل ان هذا الشعور ليس خيال بالنسبه لها بل حقيقه ملموسة 
هى الآن تجلس إلى جانب شخص يحبها 
وهى أيضا بدأت تشعر بالحب اتجاهه
هما هو فعلا الحب لا تعرف لكن هذا هو الطبيعى فهى تبادل الإحسان بالإحسان
نعم ولكن هل إذا مسك يديها الآن للمره الأولى تصمت وكأن شئ لم يحدث
ولكن هذا بالفعل ما حدث ها هى الآن صامته تماما وتبتسم له بخجل وهو يحبس يدها بين يديه ويخبرها بمدى حبه لها 
.................
دخل وجلس على الأريكة 

بدأ يفك رابطه عنقه 

وقال"انا تعبان  خالص ممكن تحضري العشا" 

زفرت بغضب وانا اصرخ "امتى بقا هننهى المهزلة دي" 

كي أكون صريحه معكم ربما لم أتعلم الصراخ 

 والاعتراض إلا عندما تزوجت من صابر 

لكن الأمر قد تجاوز الحدود أنه يعاملني كالخادمة 

هل تحضرين الطعام هل تأتين لي بملابسي 

وفى النهاية انا لست مضطرة ان افعل إذا نحن سوف 
 نتطلق بمجرد أن يتم الزواج فعلا 
لكن أربع شهور وانا سأظل مضطره أن اتحمل هكذا أوامر منه ولم يمض سوى بضع ساعات
هل تفهموني أنه فقط قانون ديننا أنه تزوج المرأة 
 وتطلق وتريد العودة لزوجها الاسبق 
يجب ان تتزوج من اخر وبشرط ان يدخل بها 
يجب ان تتزوج شخص آخر بشروط معينه 
وهذا ما حدث ...هل بالفعل هذا ما حدث ؟ 
إذا لاحظتم هناك شرط مهم بالأعلى وهو 
وهو إذا أرادت ان 

 تعود لكن انا لا أريد ان أعود وكالعادة هذا ليس 
 خياري 

سمعته يقول بهدوء" انتى  عارفه كويس ان الموضوع 

 صعب انتى حبيبه صاحبي وانا محتاج وقت" 

ضحكت باستهزاء  وقلت"انت صح المفروض انك تحافظ 
 على اللعبة بتاعت صاحبك لحد ما يجي يستلمها وإلا 
 مش هتكون الصديق الوفي اللي انت عايز تثبت مدى 
 صدقه صح" 

فقال "صح ممكن  بقا تجيبي العشا" 

انه اكثر انسان مستفز رأيته بحياتي؛ لم ارى..مثله 
 رغم كل الأشخاص الذين يفرضون رأيهم على غصبا 
 لكن لم أفقد اعصابى هكذا من قبل... 

إتبعت أوامره وانا أحاول التعرف على ا كان المنزل على ما يبدو ذوقه فى اختيار الأثاث يتوافق مع ذوقى فهو يعجبني 
حضرت له بعض الطعام ولم اكل معه
سألته عن مكان غرفه النوم فأشار باصبعه وهو يشرب الماء 
وعندما ذهبت إلى الغرفه ما هى إلا بضع دقائق حتى لحق 
لى استمر فى الاقتراب حتى أصبحت المسافه بيننا بضع سنتيمتر 
انا أشعر أنه على وشك 
ان يقترب منى.. لا لا هو على وشك ..ان ..ان ...لقد أخذ الوساده وخرج هل هذا معقول
لا أعرف لماذا يفعل هذا ولماذا يوافق على مثل هذه الفكره 
لكن ما اعرفه هو إننى أصبحت أكرهه مثله مثل ابى مثل مصطفى ومثل اى رجل على وجه الأر ض

الفصل العاشر
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا ...
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى ..
احبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا..
وابغض  فيمسى الكون سجنا مظلما ..
لا تطلبن محبة من جاهل .....
المرء ليس يحب حتى يفهما.....

راويه كانت جالسه فى انتظار اتصاله كالعادة 
انها الآن أصبحت تشتاق إليه، وإلى سماع صوته يوميا  !
،بل أكثر من مره فى اليوم 
هل هذا طبيعي !
.قررت أن تخرج من هذا الشرود لفتره وتنتبه إلى دروس ها أكثر عليها ان تحصل على درجات عالية هذه السنه 
انها فى الصف الثالث الإعدادي ويجب أن تدخل الثانوية العامة 
لن ترضى بأقل من صديقات لها متفوقات
دخلت عليها سماح فجأة لتحدها جالسه على كرسيها على مكتبها تستذكر دروسها 
فصرخت بدهشه" انتى بتعلمي  ايه هنا وانا فى المطبخ طالع عيني"
راويه "بذاكر يا ماما امتحاني الأسبوع اللي جاي "
سماح"بس السماح "بس فى أهم من الامتحانات"
راويه"اللى هو؟"
سماح "شغل المطبخ يا حبيبتي واحده هتتجوز بعد سنه ونص لازم حاجات كتير تتعلميها "
راويه "بس انا عايزه اجيب مجموع عالي علشان ادخل ثانويه عامه"
سماح "ثانويه عامه. .أنت أتجنني ولا ايه يا راويه نسيت ان خطيبك مش متعلم تقوليلى ثانوي عام ...يا حبيبتي خلصي السنه دي أي كلام كده وركزي بقا فى خطيبك وحياتك المضمونة "
راويه رددت ببلاهة وكأنها لا تفهم "حياتي المضمونة"
سماح "يلا شيلي الكتب دى وتيجى على المطبخ دلوقتى"
هل يعقل أن تكون الحياه الزوجية هي الحياه المضمونة
وما المضمون فى ذلك فكرت راويه ان احتمال ان تكون مخطئة هو احتمال مؤكد فها هي ترى يوميا من يسئم من زوجته ويخلق المشكلات كي يطلقها ولا يمضى سوى بضعة ايام حتى يتزوج غيرها ...فهي لا تضمن أيضا ان يستمر حب عمرو لها 
لكن علمها وشهادتها لن يتركوها ابدا 
ومع ذلك نفذت اوامرها ولحقت بها  لإعداد الطعام لخطيبها الذى يعتقد أنه سيزورهم كعادته منذ أن تمت الخطبة

حصريا بلسان صابر 
....
لم أدرى إلى الآن ماذا أريد من هذا الزواج لم أعرف كيف وافقت على هذا الزواج 
وأنا الآن حائر جدا 
هل انا بالفعل تزوجتها لأجل مصطفى ؟ام لأجلى ؟
وهل لو كان تفكيري وقتها  فى هذا؟ 
أخاف أن اقترب منها او اى شئ فيكون أيى أن أطلقها بسرعه !
انا فى قمه سعادتي الآن لأنها ستكون زوجتي لمده اربعه أشهر بعيد عن كل الأشخاص 
فى بلده اخرى نكون انا وهى فقط 
صحيح ان فتره اربعه أشهر فتره صغيره جدا بالنسبة لأى شخص 
لكنها كافيه جدا بالنسبه عاشق مثلى، لا أريد سوى أن أكون بجانبها ان انظر إلى وجهها يوميا ،وأن أفرح فى هذه الفتره بكونها زوجتى ،وتملك اسمى وانا املكها وحدى.
.......
فى مصر فى أحد المنازل البسيطه 
جلست والده صابر وهى تندب حظها لأنها لم تستطع أن تفرح بابنها الوحيد 
الذى لم يستمع لاعتراضها ابدا لمساعده صديقه 
اغضب والدته ولكنها أصرت على موقفها 
انها لن تتحدث معه ابدا إلا بعد ان يطلقها ويتزوج امرأه عذراء له وحده وليست امرأه كانت متزوجه لم تتمنى هذا ابدا لابنها 
ولم تتوقع أن يفعل هذا بها ابدا وإلا يراعى مشاعرها
أنه مستعد ان يفعل اى شىء لأجل صديقه وهى تعلم ذلك منذ زمن
منذ أن كانوا أطفال وهو يفعل هذا 
دائما يفضل غيره على نفسه حتى ولو لم يكن يريد 
لكن هذه المره التضحية أكبر مما تتوقع 
وها هو الاتصال الذى جاء إلى منزل صابر فى مصر من البنك يخبره عن حسابه 
الذى أنفقه كله على كفاله جهاد 
عندما أخبرها موظف ان حساب ابنها قد تم سحب منه خمسون ألف جنيه مصرى 
تأكدت أن ابنها لفى طريق خاطئ ويجب ان تمنعه بأى طريقه 
وأخذت تفكر  فى سبب يجعله يسحب كل هذا المبلغ...
........
فى الصباح 
كان كل شئ جاهز لسفر جهاد وصابر 
إلى  كندا فى عمل تابع للشركه  التى يعمل بها 
كان كل هذا الوقت مشغول بالتحضير للسفر 
وتجهيز الأوراق المهمه التى سوف يأخذها معه إلى هناك 
ولم ينتبه إلى توتر جهاد وقلقها بشأن السفر إلى مثل هذه الدوله الغربية 
وهى لا تعرف عنها شئ ولا تعرف حتى لغتها
فكيف سيتم للتواصل بينها وبين الآخرين هناك
لقد فكرت انها إذا ظلت فى دبى بمجرد أن تتطلق من صابر سوف تهرب 
على الأقل فى دبى سوف تستطيع الهرب بالتواصل مع الآخرين
لكن الآن باءت كل الخطط بالفشل
وهناك أربعة أشهر من حياتها الممله سوف تمضى إلى جانب هذا صابر الممل أيضا كصديقه
"الطيور على اشكالها تقع "
قالت جهاد بصوت شبه مسموع ...
فسمع صابر همساتها لنفسها وهى تندب حظها البشع لتزوجها  من شخصين يشبهان بعضهما الى حد كبير...
فابتسم يصمت ثم قال"ها بتقولى حاجه"
جهاد وهى تجلس على الاريكه "لا ولا حاجه "
صابر بنفاذ صبر"ايه اده انتى لسه هتقعدى 
يلا ساعدينى علشان ننزل "
نفست عن غضبها بأن قامت مندفعه بقوه 
نحوه لتحمل الحقيبه لكنها تعثرت فى حقيبته الصغيره الموضوعة بجانب الحقيبه الكبيره 
صرخت بفزع وهى تشعر انها ستهوى على الأرض 
أغمضت عيناها بقوه وهى تتوقع ارتطام حاد بين رأسها و طرف المنضدة الحاد 
لكنها بدلا من ذلك 
شعرت لتيار كهربى يسرى بين خلايا جسدها 
بفعل يد هى مصدر.
هى مصدر التيار بالنسبه لها 
لقد التفت يديه بسلاسة على خصرها وأمسك بيدها قبل أن تقع
فتحت عيناها البنيه بذعر 
فرأت الخوف فى عينيه الغامقتين 
كما لو كانت ستقع من الطابق السابع 
لأول مره ترى خوف أحدهم عليها يجتمع فى عيناه 
وهل الترجمه التى ترجمتها بلغه العيون صحيحه 
ولماذا قد يخاف عليها هكذا
سرعان ما تحولت نظرات الخوف إلى أمان وحب فى عينيه 
فهو أسعد رجل الآن فى العالم 
الذى يراى عيونها عن قرب 
ولم يكن يحلم فى يوم من الأيام ان تكون بهذا القرب منه....


تعليقات