رواية دكتور نسا الفصل التاسع عشر19والعشرون20بقلم فريدة الحلواني


 رواية دكتور نسا الفصل التاسع عشر19والعشرون20بقلم فريدة الحلواني


ما اجمل ان يكون عشقك لاحدهم عباره عن موقف تثبته فيه...يكون وقتها ابلغ من اي حديث عنه 
ما اجمل ان تجد من يضحي لاجلك دون ان ينتظر مقابل 

ما اروع هذا الشعور الذي يجعلك تنام قرير العين و انت علي يقين تام ...انه يوجد من يحميك و يحرسك ..بل يخبأك داخل ضلوعه 

اتي الصباح علي تلك القريه التي لم يغفل فيها احد و لم يذوقو طعما للنوم 

الكل في حاله قلق و ترقب ...و لكن كان اكثرهم وجعا و قهرا 

هو ...عبدالحكيم العبايدي...الذي اثبت ما حدث انه بالفعل رجلا حكيم 

استطاع ان يلجم جموح بنو عائلته ...منعهم بحكمه الصارم الذي لا يستطع احد ان يعارضه من الهجوم علي المشفي 

فقد اخذتهم العزه و رفضو منعهم من دخولها....رغم المه الداخلي من ذلك الموقف المخذي بالنسبه له 

الا ان مصلحه ابنته و صحتها كانت اهم...خاصه بعدما ايقن عشق الطبيب له 

اما الطبيب ...هو الوحيد الذي نام قرير العين حتي و ان كان مجرد ساعه واحده غفيها جانب رغده و هو يضمها داهل ضلوعه بعدما اطمأن انها بخير 

امرت عفت بتجهيز بعض الثياب لرغد و ولدها الذي هي علي يقين تام انه لن يبرح المشفي دونها 

جهزت ايضا بعض الاطعمه ...توجهت نحو عبدالعظيم و قالت : مين فيكم هيوصلني المستشفي 

وقف قبالتها و قال بمهادنه : يا حاجه اسمعي بس ....الدنيا مجلوبه هناك 

رجاله العيلتين واجفين من عشيه جبال بعضهم ...و الحكومه فالنص 

ولد الجادر مانع اي حدي يخطي جوه الباب...و دي عامله واعره جوي و انتي خابره زين اكده 

عفت : خابره لكن بردك هروح للبت الي دمها اتصفي جدامنا مههملهاش لحالها 

عبدالعظيم بحكمه : البنيه جوزها وياها مفتهاش دجيجه وحدها 

احنا حاطين ايدينا علي جلوبنا ...النار ممكن تشعلل في اي وجت 

و الحج يتجال ...عبدالحكيم ماسك ناسه بيد من حديد ...يبجي احنا بجي منزودوهاش 

ميبجاش هما واجفين فالشارع مجدرينش يطمنو علي بتهم...و احنا رايحين بحريمنا يذوروها...اعجلي الحديت يا حاجه 

اقتنعت بما سمعت ..فهو لديه كل الحق و لكنها حقا قلقه للغايه عليها و لن ترتاح الا برؤيتها سالمه امامها 

زفرت بهم و قالت : طيب يا حاج ...اديني جاعده اها....بس بالله عليك لما توصل طمني ...البيه جافل تلافونه من عشيه و معرفاش اوصله 

و البيه يشاكس صغيرته بل يتواقح معها أثناء فحصه لجرحها و تغيير ضمادته 

القي بعرض الحائط كل ما يحدث بالخارج...كل ما يشغله فقط حبيته و تحسين حالتها النفسيه 
بل الاصح كان يطمأن قلبه انها ما زالت معه ..لم تفارقه 

هو يري ابتسامتها حتي لو كانت باهته...يشعر بحزنها مهما حاولت ان تداريه 

يعطيها جرعات محسوبه من المسكن كي لا تتالم بقدر المستطاع 

بينما كان يضع ضماده جديده ...سرحت يده تجاه صدرها قليلا 
لمساته الماجنه جعلتها تجحظ بعيناها و تقول بخجل و استنكار : وااااه...ايه الي هتعمله ديه 

نظر لها ببرود عكس ناره المنقاده و قال : بغير عالجرح ...في حاجه وجعاكي يا رغدي 

نظرت له بغيظ و قالت : هو الجرح فكتفي و لا اااا....صمتا و لم تقوي علي التكمله 

نظر لها بخبث و هو يقرب وجهه منها و يقول : من ايه ...كملي 

عضت شفتها السفلي و اغمضت عيناها حينما لم تقوي علي مجابهه جرأته 

ضحك برجوله ثم قبلها بسطحيه و قال : جلبي الي لساته هيخجل مني 
طب ده اسمه كلام...عيبه في حجي و الله 

نظرت له برجاء و قالت ؛ عثمان....زفر بحنق لعلمه ماذا ستقول 

لم تهتم و اكملت بعدما امسكت كفه : لجل خاطري ... 
رد عليها بغضب نجحت في اخراجه : لجل خاطرك ...هطربج الدنيا علي نفوخهم 

لجل خاطر دمك الي سال و جلبي الي كان هيوجف من الرعب عليكي ...هولع فيهم كلياتهم ...هامحي اسم العبايده من الدنيا 

بكت ...كل ما فعلته هو البكاء بهدوء حزين ...لا تقوي علي ردعه ...كما تعتقد 

لا تعلم ان تلك الدموع المنكسره هبطت علي قلبه مثل شظايا النار الملتهيه 

كوب وجهها كي يمسح دموعها و هو يقول بحنو بعد ان ضعف من مظهرها : عم تبكي ليه ....لساتك باجيه عليهم بعد كل الي عيملوه فيكي 

ردت عليه بحكمه من بين دموعها : خليك حجاني يا دكتور ...اهلي حجهم يعملو اكده بعد ما عرفو الي حوصلي 

لو كت انت مطرحهم كان زمانك امولع فيهم ...و ابوي اني متاكده انه كان هيحلها بالعجل ...لولا الكلب ديه هو الي جاد النار 

لم تخطيء في حرفا واحد مما سمعه ...و لكن يبقي ايضا ما حدث لها...هذا كفيل ان يقتلهم جميعا 

رد بعناد : صوح ..انتي صوح...لكن حرمه بيتي الي اتعدو عليها...ملهاش  عجاب 

و الاهم من كلت ديه الي حوصلك ...كيف اعديه بالساهل ...نظر لها بعشق و اكمل : اني حسيت اني روحي طلعت مني اول ما غمضتي عنيكي ....نسيت اني دكتور ... 

كأني لاول مره اشوف دم ...مكنتش داري بالدنيا حواليا ...جسما بالله اني مخابرش مين الي فوجني 

كأني كت في غيبوبه و فجاه لجيتي بجري بيكي ...ايه حوصل جبليها و بعد ما وجعتي بين يدي...لحدت دلوك مخابرش 

مدت زراعها السليم ثم وضعت كفها فوق وجنته و قالت بحنو : حاسه بيك يا جلبي...الي هتوصفه هو نفسه الي حسيته وجت ما شوفت السلاح متوصب ناحيتك 

بس الحمد لله ...ربنا نجاك و نجاني ليك...يبجي نحكم العجل يا حبيبي ...بكفايه لحدت اكده 

كاد ان يعترض مره اخري فاكملت سريعا : متضيعش كل الي عيملته و اتحملته 

انت خابر الي حوصل فيا كد ايه...بلاش ترميه فالارض و تدوس عليه برجليك 

تطلع لها بعتاب و قال : اااني يا رغد....اني اعمل اكده 

ردت عليه بحسم : لو العداوه جامت تاني بين العيلتين يبجي حديتي صوح....اكملت بمكر تلعب علي اوتار عشقه لها : يبجي اكده بتثبتلي اني مسواش حاجه عنديك 

وحتي لو كت عاشجني كيف ما بتجول ...اهو كلام ولد عم حديت ...لكن ايه الي يثبته ديه لو مبتجدرنيش 

وقع في فخها ...تلك الصغيره الماكره التي علمت نقطه ضعفه و استغلتها جيدا 

نظر لها بعشقاخالص و قال مدافعا عن حاله : اااني يا رغد...انتي شيفاني اكده صوح....داني محسيتش اني عيندي جلب غير بعد ما حطيتك فيه و جفلت عليكي جواته 

لو اطول احطك فوج راسي جدام الكل لجل ما افنخر انك مرتي الجويه الجدعه الي اتحملت كتير لجل ما تحافظ علي ارواح ناس ....كت عيملتها 

ملست علي ذقنه الناميه بحنو و قالت : لجل خاطري يا طبيب جلبي ...اجفل عالجرح لحدت اكده.....بكفيانا وجع و دم و مرار طافح 

اني رايده اعيش وياك الي مجدرتش اعيشه من كتر الخوف و الهم الي كت شيلاه 

لجل خاطر رغد الدنيا و الاخره كيف ما هتجولي ...اجفلها علي اكده 

ضم راسها بتمهل ليضعها فوق خافقه و يقول بغيظ و غضب مغلفان بعشقا حاني : طبيب جلبك هيجفل عالجرح ....لكن مهسامحكيش واصل ...بتمسكيني من جلبي الي عشجك يا رغد 

ابتسمت بهدوء حينما ايقنت وموافقته علي حديثها حتي ان كان ضد رغبته 

قبلت صدره بعشق و قالت : انت جلب رغد و هنا دنيتها ...ربنا يريح بالك كيف  ما ريحت جلبي ....يا طبيب جلبي  و نبضه 

و اخيرا استطاع ابيها الدلوف داخل المشفي ...هو فقط...كما امر ذلك المغلوب علي قلبه 

وقف امامه و قال قبل ان يسمح له بالدخول اليها : لجل عويناتها ....هي بس 

فهم الرجل الحكيم معني الجمله جيدا مما جعله يبتسم و يرد هو الاخر بمغزي : و لجل عويناتها ...و راجلها الي ربنا عوضها بيه ....يا دكتور 

و فقط ...افسح له المجال ليمر بعدما فهم كلا منهما ما يقصده و ينتويه الاخر 

وضعت راسها علي صدر ابيها تبكي بحزن ...ضمها بحنو و قلبا متالم علي حال مدللته و اغلي ابناءه لديه 

و العاشق يغلي من الغيره ...بل يضرب نفسه و يسبها علي موافقته بحضور ابيها 

عبدالحكيم : بكفياكي بكي يا بتي ....كل حاجه هتتحل بامر الله 

ابتعدت عنه و قالت : صوح يا بوي ...و رحمه الغاليه ما هتضحكش علي 

قبل ان يرد عليها كان ذلك المجنون يقول بغيظ و هو يتجه اليها : ماهو جالك خلاااص 

ابعدها عن ابيها برفق شديد كي يمددها فوق الفراش وهو يكمل : ريحي حالك بجي ...الجاعده غلط عليكي ...جرحك هيشد عليكي اكده 

نظرت له بغيظ لتقابل نظراته المشتعله و لم تقوي علي الاعتراض 

اما ذلك العجوز الذي يمتلك من الخبره ما جعله يعلم ما يدور امامه 

ضحك برزانه ثم قال : اسمعي حديت الدكتور يا بتي....نظر له بخبث و اكمل : اني بردك كت بعمل اكده مع امك الله يرحمها 

عثمان بغيظ : كت بتعمل ايه بجي ...كت دكتور بردك 

رد عليه بمغزي : كل واحد طبيب حاله يا ولدي ...و اني كت بريح حالي من وجع الجلب و مبعدها عن الناس كلياتها 

ابتسم عثمان باتساع و لمعت عينه بهوس ثم قال : صدج بالله اني توي حبيتك يا حاج...طلعت فهمان اكتر مالي معاه شهادات و الله 

لم تفهم ما يعنيه ذلك الحديث و لكن يكفي انهما تقبلا بعضهما البعض 

بعد مرور ثلاثه ايام ...قرر اخراجها من المشفي و اكمال علاجها داخل بيته تحت رعايته هو 

و قد انفض التجمهر في نفس اليوم الذي سمح فيه لابيها برؤيتها 

دلف بها الي السرايا و هو حاملا اياها بين يديه دون ذره خجل او اهتمام بمن حوله 

الكل فرح بعودتها سالمه و تجمعو داخل غرفتها بعدما وضعها فوق الفراش برفق 

عفت بفرحه و دموع : بركه انك نورتي بيتك تاني يا بتي...ملجياش حاجه اجولها بعد الي عملتيه 

عائشه بصدق و دموع : كلياتنا اتجهرنا عليكي ياخيتي...سوي لما اصابتي و لا من الي عرفناه 

كيف اتحملتي ديه كلاته ....يعلم ربي جهرتي عليكي كد ايه 

نظرت لهم بدموع فرحه و قالت : الحمد لله جدر و لطف ..اني بجيت زينه دلوك 

نرجس : تنك طيبه و بخير يا رب...هعملك فرخه شامورت و حبه شوربه يرمو عضمك و ارجعلك طوالي 

عثمان : طيب متعوجيش عشان معاد العلاج كمان ساعه....علي ما تغير خلجاتها و تتسبح تكوني خلصتي 

فهم ثلاثتهم ما يعنيه ...وهو طلب مبطن بتركهم قليلا حتي ينهي اهتمامه بها 

اول من تحركت معها كانت عائشه و عي تقول : تعالي اساعدك لجل ما نخلص بسرعه 

اما عفت انتظرت خروجهم ثم قالت : تحب اساعدها يا ولدي ...اني كيف امها 

عثمان : تسلميلي يا حاجه ...ريحي حالك اني وياها متجلجيش ...عسان كماني اغير عالجرح بالمره 

خرجت الام و بمجرد ان لف جسده ليتحرك تجاهها وجدها تنظر له بغيظ 

قطب بين حاجبيه و قال باستغراب ؛ هتطلعي علي اكده ليه ...عيملتلك حاجه اني 

رغد : انت مش لساتك مغير عالجرح جبل ما ناجي ...ليه بتجول للحاجه اكده 

رد عليها بغيره حارقه : كنك اجنيتي يا واكله ناسك انتي ....رايده الخلج تطلع علي جسمك ...يا مخبوله 

ردت بغضب و جنون : اااني الي مخبله...خلج مين يا دكتور ...دي امك و كيف امي تمام 

جلس قبالتها مكوبا وجهها بقوه ...نظر لها بعيون تغلي من نار الغيره ثم قال بحسم : ااااني ...هغير عليكي من خلجاتك....سواعي يبجي هاين علي اجطعهم لجل مافي حاجه تلمسك غيري 

يبجي تحمدي ربك اني مهملهم عليكي ..و تلمي حالك و تجفلي خاشمك ...سااامعه يا بجره انتي 

بعد ان امتصت صدمتها بما سمعت ...لم تقوي علي كتم ضحكاتها الفرحه و المزهوله في ان واحد 

تطلع لها بغيظ و غضب و لم يجد طريقه يفرغ فيها كل هذا غير ثغرها الضاحك بحلاوه 

التهمه بجوع و غيظ فالبدايه ...ثم تحولت الي اشتياق و عشق و اطمأنان ...انها ما زالت معه...فصلها بعد مده و قال : حمد الله بسلامتك يا رغد دنيتي 

جاء الليل سريعا و الكل خلد الي النوم....الا طبيبنا ...فبعد ان اطعمها بيده و اعطاه جرعه الدواء 

مددها فوق الفراش ثم فرد الغطاء عليها...قبل راسها و قال : البرشام هينيمك ياجي تمن ساعات 

هروح لعيشه ...و كل شوي هطمن عليكيو جبل ما النور يطلع هكون عندك...اكمل بخجل طفيف : بجالي ياجي اكتر من اسبوع مدخلتش عنديها ... 

ردت عليه بتعقل : متخافيش علي اني بجيت زينه ...روحلها يا عثمان كتر خيرها و الله ...و اني هنعس خلاص 

كادت ان تتجه نحو فراشها ..و لكنها وقفت باستغراب حينما وجدته يدخل الغرفه و يغلق الباب خلفه 

نظرت له بقلق ثم قالت باهتمام : خير يا واد عمي ...البت فيها حاجه ..محتاج حاجه 

اقترب منها بتمهل و عيون بها لمعه لاول مره تراها ...وقف قبالتها و قال بهدوء : البت زينه ...انا جايلك انتي يا بت عمي 

سالته باهتمام : محتاج حاجه يعني ...مفهماشي اني 

ضحك بهدوء ثم لف زراعه حول خصرها و قال : واااه ..كنك اتعودتي علي غيبتي يا عيشه...مريدانيش ابات عنديكي و لا ايه 

نظرت له بفرحه و لكنها قالت بحكمه : يعلم ربي اليوم الي عم تغيب عن فرشتي بيبجي حالي ما يعلم بيه غير ربنا 

لكن البنيه متصابه مهبنفعش تهملها لحالها 

قبلها برفق و امتنان ثم قال بصدق : كل يوم عن يوم بتكبري في نظري اكتر ...اني كيف كت غفلان عن جلبك الطيب ديه ...جوليلي اوفيكي حجك كيف بس 

ربت علي صدره و قالت : جايتك لحدت عندي دلوك تسوي الدنيا و ما فيها يا واد عمي ... 

يعلم ربي جلبي هيفط من الفرحه دلوك ..ربنا يراضيك و يرضي عنك ...روح يا عثمان خليك جارها ...لحدت ما تطيب و بعدها ابجي تعالي براحتك 

رغم رغبته في العوده الي قلبه الذي تركه هناك الا ان ضميره لن يسمح له بالانصياع لتلك الرغبه 

سيظل معها ...يربت علي قلبها الابيض ...بعوضها غيابه ...هي تستحق ذلك 

ضمها بحنان ثم قال : اتوحشتك جوي يا عيشه هجعد وياكي اشوي ...و بعدها ابحجي اعاود تاني 

اما بالجهه الاخري ...سالت دموعها بهدوء معاكس للنار التي تحرق قلبها....هي عاشقه ..و تموت الما من الغيره 

و لكن ....صاحبه اطهر قلب قابلته يوما تستحق منها ان تتحمل تلك النار...عائشه فعلت معها الكثير ...و قدمت لها ما لم تتوقعه...بل كانت صاحبه الخطوه الاولي حينما اهتمت بها في مرضها 

لن تسمح لحالها ان تصبح انانيه و جاحده ...يجب ان تتذكر دائما انها هي من شاركتها زوجها ...تنهدت بهم ثم قالت قبل ان تذهب في نوما عميق اثر مفعول الدواء 

بكفياني ان جلبه معاي ...متبجيش طماعه يا بت العبايده 


الفصل العشرون
فاليوم التالي لاحظ الجميع عدم ظهور الحاجه عفت في الارجاء...حتي وقت الافطار لم تكن حاضره معهم 
و حينما سالتها نرجس قالت ...مش جادره هنعس اشوي و أبجي افطر لما اصحي 

عثمان باهتمام : يعني امك تعبانه و لا ايه...مش بعاده تنعس لدلوك 

نرجس : لاه مش تعبانه ياخوي...شكلها زعلان مالي حوصل من يوميتها و هي مسهمه و مريداش تتحدت ويا حدي واصل 

زفر عثمان بهم و قال : حجها ...الي عريفته مش هين...روحي اجعدي مع رغد و اني هطلع اطل عليها 

بينما كان في طريقه الي جناح امه قبل تحيه 

وقفت امامه تناظره بغيظ فقال : خير يا مرت عمي ...فيكي حاجه 

تحيه : الي فيا كتير يا ولدي ...بس اني مش هكتم خاشمي اكتر من اكده 

نظر لها بشك و قال : خير ...جولي الي عنديكي 

تحيه برعونه : اني ماعاجبنيش الحال الي بتي فيه... 

بدات تظهر عليه ملامح الغضب وهو يقول بحسم : مرت عمي....الي بيني و بين بتك شي يخصنا....هي اشتكتلك 

تحيه : لاااه ...مش لازمن تشتكي...انا ناضره بعيني كل شي...من وجت ما اتجوزت  عليها و انت مهملها...حتي بعد الي حوصل و انت لازج لبت العبايده 

نظرت له بخبث و اكملت : كان المفروض اول ما تيعرف عمايل بت عمها الشينه كت تطلجها....ايش دراك انها متكونيش زييها 

هنا و لم يتحمل ان يسمع كلمه اخري...فهي لا تتهمه بالتقصير مع ابنتها فقط  ....بل تشكك في رغده ..اطهر خلق الله ..كما يقول بداخله 

عثمان بغضب : لحدت اهنيه و معايزش اسمع كلمه منيكي....انتي خابره معنات حديتك ديه 

تحيه بتبجح : ايوه خابره ا.... 

قاطعها بصياح : بااااس...و لا كلمه...لو بتك اشتكتلك....ديه شي تاني....انما ابداااا مهجبلش تجولي كلمه علي مرتي الطاهره 

لو وحده مكانها كانت ولعت الدنيا حريجه و مكناتش اتحملت كلت ديه 

بدال ما نحطوها فوج روسنا ...هنطلع عليها كلام شين 

اسمعي ...فكري بس تجيبي سيرتها مع اي مخلوج....هكون دافنك في ارضك ...ساااامعه 

حضرت نرجس و عائشه علي اثر صياحه. 

سالت الاخيره بوجل : في ايه خير يا رب 

نظر لها بلوم ثم قال : مخبرش انتي شاكيه لامك مني ...و لا معجباكيش العيشه وياي 

نظرت له بصدمه و قالت مدافعه عن حالها : وااااه مين جال اكده...نظرت لامها و قالت بغضب مكتوم : اني اشتكيت منيه ياما...اني جيبت سيره جوزي...ليه اكده 

تحيه : مش لازمن تشتكي ...اني امك و ادري بحالك 

عائشه : لااااه...مدرياش ياما...نظرت له و اكملت بدفاع : و الله يا واد عمي ما نطجت شي واصل ...و يعلم ربي اني حامده ربي و شكراه 

انت عمرك ما جصرت وياي في حاجه...و بجيت تعاملني احسن مالاول كماني 

و رغد اني اعتبرتها خيتي ...و مافيش جواتي ليها شي واصل غير المحبه 

تركهم عثمان دون ان يتفوه بحرف 
نظرت نرجس بغضب الي تحيه و قالت : متخربيش علي بتك حرام عليكي 

انتي مالك ...بتدخلي ليه...كلياتنا ناضرين الي بيعمله خوي يبجي ليه النكد يا مرت عمي 

تحيه : بتي و رايده مصلحتها و اخوكي عشج بت العبايده...اءا كان ضميره مخليه يعامل بتي زين دلوك...بكره تلحس عجله و تخليه يطلجها 

صرخت عائشه من بين دموعها التي انهمرت حزنا : حرام عليكي ياما....همليني فحالي 

راجلي زين و مراعي ربنا فيا ...و مجصرش وياي....و لاهو اول و لا اخر واحد يتجوز علي مرته...و اني الي ليا عنديه العدل 

الي هتجولي عليه هيطلجني ...كان بايت في فرشتي ياما....همل البت الي فديته بروحها و جالي لحل ما يراضيني 

هعوز ايه اكتر من اكده ...و البت الغلبانه ...المفروض نشيلها فوج روسنا كلياتنا 

لولاها كان زمان الدم مالي النجع ....و لولاها بردك كان زماني مترمله بعيد الشر 

داخل سرايا العبايده ...كان الحزن و الغضب مسيطران علي الاجواء 

و كما يوجد من يحاول تهدأت الاوضاع...يوجد ايضا من يحاول اشعال النار فيها 

انصاف بحقد : اني مجدراش اصدج...بجي رغد كانت تعريف مكان الفاجره دي و دارت علينا...كنها مش ساهله زي ما جولت 

شاديه بغضب : و الله مافي حد ما ساهل غيرك...بدال ما تزعلي علي خيتك و الي اتحملته تجولي اكده 

انصاف بخبث : مانتي شريكه وياها....اكيد خبرتك كلت ديه و انتي داريتي علينا 

لبستينا العمه كلياتنا ....شايفه الكل عم يدور عليها و انتي جاعده كنك مش ويانا 

يونس بغضب : حديت خيتك صوح...لو كتي جولتيلنا مكانش حوصل كلت ديه 

قبل ان ترد مدافعه عن حالها كان ابيها يسبقها و يقول بحكمه : لو جالت كان زمان واحد و لا تنين منيكم مدفون في جبره يا ولدي 

الي عيملته خيتك هو الصوح 
يونس : طب ادينا اتفضحنا هنعملو ايه دلوك 

وهدان : مفيش حدي يعرف سبب الي حوصل ياخوي...الكل مفكر انها مشكله بين رغد و جوزها و احنا اتحمجنا عليها 

منه لله سمير الكلب هو الي شعللها نار 

انصاف بمكر : واهو ديه كماني كسر رجبه للعبايده....كيف تهملو السوهاجيه تاخد ولد عمنا و معارفينش موطرحه لحدت دلوك 

و لا الفاجره التانيه بردك مهملينها عنديهم من غير ما تغسلو عاركم 

ابيها بغضب : بكفياكي نفخ في النار يا واكله ناسك....محدش له صالح بكلت ديه...اني هحله بالعجل 

اخيه بحزن : هنعمل ايه في سحر ياخوي 

عبدالحكيم : المفروض تنجتل ...ديه حلها الوحيد ...لكن بكفيانا دم ... 

وهدان : ناوي علي ايه يابوي 
عبدالحكيم : الي فيه الخير يجدمه ربنا يا ولدي 

شاديه بحزن : اني رايده اروح لخيتي يابوي ...جولت نهملهم يومين ...و اهم عدو...جلبي واكلني عليها 

رد عليها ابيها بارتياح : جوزها حاطتتها جوه حباب اعنيه يا بتي....اني جولت نصبر اشوي و ادينا بنطمن عليها بالتلافون 

انصاف بغل : معناتو ايه الحديت ديه يا بوي...يعني مش هتخليه يطلجها 

بعد ان قبل جبينها جلس جوارها و قال بحنو منافي لغضبه الداخلي : مالك يام الدكتور ....ليه حابسه حالك 

تطلعت له بحزن ثم بكت رغما عنها و قالت : مجهوره يا ولدي...حاسه حالي انكسرت 

رد عليها بلهفه : لااااه ...اوعاكي تجولي اكده ياما...دانتي وتد ...ما عاش و لا كان الي يكسرك 

عفت ببكاء : خيك جهرني و كسرني يا ولدي ...الله يرحمه و يسامحه 

اني هتجن ...كيف جدر يضحك علينا كلياتنا....كيف هان عليه البنيه الغلبانه ...مفكرش في اهله ...مفكرش في ولده 

رحيم يا جلبي ...هيضل مكتوب باسم غير امه...طب لما يكبر هيعمل ايه 

عثمان : اطمني ياما اني هحل كلت ديه...مالاساس كت هحله من غير ما حدي يحس...لولا ابن الكلب الي فضح الدنيا و شعللها نار 

عفت : هتعمل ايه وياه يا ولدي...ادبه و خد حجك منيه...بس بلاش اتوسخ يدك بدمه ...بكفيانا يا ولدي 

عثمان بتعقل : اطمني يا حاجه ...كل حاجه هتتحل ان شاء الله من غير نجطه دم وحده....انتي صوح ياما ...بكفيانا 

بعد ان اطمان علي امه و طمانها اتجه الي رغد دنياه و اخرته كما يقول ....اشتاقها حد اللعنه 

منذ الصباح الباكر وهو مشغول عنها....يرتب ما ينوي فعله كي يكمل حياته في هدوء ...و ايضا تابع بعض الاعمال المتراكمه عليه 

يكفي هذا ....يحتاج الي جرعه من عشقها كي يعيد شحن طاقته من جديد 

دلف الي الغرفه وجدها تجلس فوق الفراش كما تركها و تصاحبها نرجس كما وصاها 

ابتسم بحنو ثم قال : كيفك دلوك ...الجرح شادد عليكي ...في حاجه وجعاكي 

نظرت له بعتاب خفي و قالت : لاااه...زينه الحمد لله 

نظر لاخته و قال بوقاحه : روحي شوفي حالك يا نرجس...نظرت له بصدمه فاكمل ببرود : هغير عالجرح 

اتجهت نحو الباب و هي تقول بغيظ : يا مرك يا نرجس ...طول اليوم اجعدي يا نرجس ...اطلعي بره يا نرجس....يا مرارك الطافح يا نرجس ...مع اخر كلمه كانت تغلق الباب بغيظ 

لم يهتم له كثيرا بل اتجه اليها بلهفه....كوب وجهها و نظر لها بعيون تلمع عشقا ثم قال : المخبله متعريفش ان اخوها عاشج....و مفيش عالعاشج حرج 

تطلعت له بلوم ثم قالت : و العاشج هيهمل حبيبته طول اليوم ...كيف ديه 

التقم شفتيها في قبله اودع فيها اشتياقه لها ثم فصلها و قال : غصبن عني و انتي خابره زين 

وحشتيني يا رغدي ...رايدك يا بت العبايده...سبحان من يصبرني لحدت ما تطيبي 

نظرت له بعشق و قالت : و اني كماني اتوحشتك جوي يا عثمان... 

هل يترك حبيبته تشتاقه....لا و الله...فليبثها بعضا من شوقه لها...و يروي عطش اشتياقها له...حتي ان كان عن طريق بعض القبل الجامحه 

بل الكثير منها و التي لم تطفيء نارهم...بل اشعلتها اكثر و اكثر 

ابتعد عنها بشق الانفس ثم وضع جبهته علي خاصتها و قال بعشقا خالص : عشجك هو الي روي ارضي البور ...خلاها تطرح ورد و خضار مالو اول من اخر 

مبجيتش اجدر علي بعادك....رايد اضل وياكي ليل ويا نهار....لو اجدر كت خدتك بعيد عن كل الدنيا ...اضل اني و انتي لحالنا 

بس بصبر جلبي و اجول ...حضنها هيعوضك ...جلبها هيساعك....الطله جوات اعنيها هتنسيك هم الدنيا 

ملست علي ذقنه الخشنه و قالت : اني مهرعفش اجول حديت كيف ما بتجول....امسكت يده ثم وضعتها فوق خافقها و اكملت : لكن خابره زين انك حاسس بالي جواتي ... 

و انك نور عيني الي بشوف بيها...ربنا يديمك نعمه في حياتي و يرزجني منيك بالخلف الصالح 

ابتسم بحلاوه بعد تلك الدعوه التي جعلته يشعر بفرحه عارمه...بل تخيل اطفاله منها 

ملس علي شعرها و قال : نفسي في بت شبهك....تاخد سواد ليلك ...و نور بدرك الي نور عتمتي 

هسميها جمر ....جمر ليلي الي نور حياتي 

ضحكت بدلال ثم قالت : واااه رايد بت و كماني اخترت اسمها 

قبلها بسطحيه ثم قال بتملك : انتي بالذات مريدش منيكي ولد....هغار عليكي منيهم 

يبجي نجصر الشر و تعملي حسابك خلفتك تبجي كلياتها بنيته و بس 

نظرت له بزهول ثم انطلقت منها ضحكات مرحه و هي تقول من بينها : حاضر هتصل بالي هيبيعها و انجيهم كلياتهم بنيته حلو اكده 

نظر لها بغيظ ثم قال : هتتمجلتي علي يا بت العبايده...في لحظه....و علي غفله منها... 

كان يقضم شفتيها باسنانه عقابا لها علي عدم تقديرها لغيرته المجنونه عليها 

و ياللعجب...لم تصرخ او تتالم...بل بادلته بجموح الهب حواسه جعله يريد المذيد 

و لكن مهما كان ما يشعر به...و مهما كانت رغبته بها التي لا يعلم كيف سيتحكم بها 

تظل راحتها هي الاهم بالنسبه له...فصل قبلته سريعا ثم انتفض من مجلسه 

هرول تجاه المرحاض وهو يقول بغل و غيظ : مهينفعش يا بجره انتي ....اعقب قوله بفتح صنبور المياه و قام بوضع راسه اسفله عله يهدأ قليلا 

ضحكت بحب علي عدم تحكمه في نفسه معها ....و طار قلبها فرحا بعدما وجدته يحرم نفسه مما يتمني لاجلها....فقط 

تركها ترتاح قليلا بعد ان اعطاها جرعه الدواء الذي يجعلها تنام بعمق 

جلس داخل مكتبه يدخن سيجاره وهو يفكر بعمق...يجب انهاء كل ما حدث دون خسائر 

لن يفتح باب الدم مره اخري....لن يجعل تضحياتها تذهب هبائا ....هي غاليته ...رغد دنياه و اخرته....لن يكسر لها كلمه 

ظل يفكر بحكمه...و يضع كل الاحتمالات و الحلول نصب عينه...يحسب حساب كل كبيره و صغيره 

و في الاخير ...امسك هاتفه و قام بالاتصال علي من يجابهه في حكمته و رجاحه عقله 

رد عبدالحكيم سريعا حينما وجد اسم الدكتور ينير شاشه هاتفه 
قال برزانه : كت عارف انك مش هتعوج علي يا ولد الاصول 

ابتسم بهدوء ثم قال دون خجل او مواربه : ماني جولتلك يا حاج...لجل عويناتها 

رغم تيقنه بعشقه لابنته...الا انه اراد ان يسمعها صريحه كي يرتاح الي الابد 

ساله بهدوء : عشجتها يا دكتور 

رد دون ذره تفكير او مكابره : بموت فالتراب الي عم تخطي عليه....معريفتش ان ليا جلب جواتي هيدج غير لما بجت بتك جواه 

لم تسعه الارض من فرحته ...لم يتخيل هذا الرد الصريح الذي اكدته نبره صوته التي تقطر عشقا 

عبدالحكيم : ربنا يديمكم في حيات بعض يا ولدي و ميدخلش بيناتكم شيطان ...و يرزجك بالذريه الصالحه سليمه معافاه 

عثمان بابتهال : اللهم امين يا رب العالمين 
المهم 
رايد اجطع الدفاتر الجديمه يا حاج...بكفايه لحدت اكده 

عبدالحكيم : و اني وياك با ولدي 
عثمان : تمام....شرفني انت و ام محمد ...هي تطمن علي رغد ...و اني اجعد وياك ....اجولك عالي فكرت فيه...و شوف اذا كان ينفع و لا لاااه 

اكمل بقوه : كان ممكن اتصرف لحالي ....بس اني جدرتك مكان بوي الله يرحمه....خابر كيف كانت معزتك عنديه...اكنل بعشق : و كماني انت ابو الغاليه 

مرايدش ازعلها و لا اكسر بخاطرها حتي لو علي حساب نفسي 

عبدالحكيم : تعيش يا ولدي ...ساعه زمن و نكون عنديك ... 

بمجرد ان وصل هو و ابنته بعد رفضه القاطع اصطحاب احدا معهما....رغم اعتراض اولاده و اخيه الذي اراد ان يحضر تلك الجلسه 

و التي من خلالها سيعرف مصير ابنته ...فمهما فعلت ستظل ابنته و احب ابنائه اليه و لكن افسدها دلاله لها 

صعدت شاديه بلهفه كي تري ابنه قلبها و تطمأن عليها 

اما ابيها دلف مع عثمان و الذي رفض ايضا حضور احدا معه 

اغلق باب غرفه المكتب عليهما 

جلس معا فوق الاريكه 
تطلع كلا منهما للاخر ثم بدا عثمان الحديث قائلا بحسم : ....... 


تعليقات



<>