أخر الاخبار

رواية شهد حياتي الفصل الثاني عشر12والثالث عشر13بقلم سوما العربي


 رواية شهد حياتي الفصل الثاني عشر12والثالث عشر13بقلم سوما العربي


يجلس الجميع مقابل بعضهم ينتظرون انتهاء الخدم من وضع الطعام كى يشرعوا بتناوله. يجلس هو وعينه على باب حجرة الطعام ينتظرها بغضب شديد وبجواره ابنه الذى لا يقل غضباً عنه ينتظرون المعذبه الكبيرة وابنتها.

بمنتهى المكر ينظر كامل وعزيزه وريهام لبعض ويبتسمون بخبث.
كامل بجديه مصطنعه:ماتاكل يا يونس... هو فى حاجة.
انتبه له يونس وقال:ها.... اه اه.. هاكل اهو.
بدأ فى تناول طعامه بغضب او تظاهر بذلك لشدة حرجة منهم ومن هيئته فهيبته التى دائماً يحاول الحفاظ عليها تمنعه من ان يظهر بوضوح أنه ينتظرها.

اما مالك فلا يبالى بشئ ولا بأحد فظل ينظرها وغضبه يتفاقم منها ومن شهد أيضاً.

تهبط هى الدرج  بقوه نابعه من الظلم والذل والمهانة ممسكه بيد ابنتها وهى تحدث نفسها :انتو اللى جنيتوا على نفسكوا وطلعتوا مكر حوا من جوايا... هتشوفوا مين شهد وكان ممكن تعمل ايه من زمان بس هى كانت بتتقى الله فيكوا.

سلبت أنفاسه وارتفعت حرارة جسده وهو يراها بهيئتها الخاطفه للانفاس هذه. ولكن مهلا مهلا.... ستموتين اليوم شهد ماهذا الذى ترتديه امام الجميع.

اشتعلت عيونه بغضب وصاح بعنف افزع الجميع وصدى في البيت كله :انتى ازاى تلبسى كده.... وفين نقابك.

لن تنكر انها شعرت بالخوف من هيئته الغاضبه. نزولها لاسفل بدون نقاب كان يخلو من اى مكر فهى قد خلعته قبل مقابلة مروه من الاساس فجميع العاملين داخل المنزل بالطبع وحسب تحذيرات يونس من النساء. وهو قد سبق ورأها رغم أنها لم ترفعه اقتناعا بأنه زوجها ولكنه رفعه ورائها عنوه. والباقين هم والد زوجها وامه واخته إذا لما تقيد نفسها داخل جدران البيت حتى.

تحدث كامل بقوه قائلاً :يونس فى ايه... مافيش حد غريب.
يونس بغيره وغضب مندفعا:مفيش ازاى... وانت ومالك و...
سكت ولم يريد ان يقول ان حتى نظرة النساء لها تغضبه.
اما كامل والجميع كانوا يرمشون بعيونهم بصدمه كبيرة.... يغار عليه منه ومن طفله.
عزيزه بزهول :يونس.... ده ابوك يعني زى ابوها.
يونس وهو لا يدرك حقا ما يقول حالياً من الغضب:زى ابوها يعني مش ابوها ومين قال أصلا إنه لو ابوها كان... 

قاطعه كامل بقوه :يوووونس... اقعد وسيب البنات تاكل... دول طول اليوم برا. وجايين تعبانين. 

نظر يونس لشهد التى تقف بغضب منه ومن افعاله وتحكماته حتى بملالسها. تقف على باب الغرفه هى وابنتها لا يستطيعون الاقتراب من الطعام رغم شدة جوعهم بسبب تحكمات سيد يونس. 

جاءت مروه خلفها بعد فتره ودلفت للداخل وجلست وهى ترمقها باحتقار لا تعلم تلك الغبيه ان نظيرتها تقف هكذا بسبب غيرة زوجها عليها النابعه من هوسه ومرضه بها. 
كبح يونس غضبه وتمالك اعصابه بصعوبه وهو يرى نظرات عينيها القويه والتى تجاهد الا تبكى. طوال اليوم وطوال لقائاتهم تكون هذه هى نظرتها التى يتمنى ولو تتغير مره. 
تحدثت عزيزه بعدما طال صمت يونس :تعالى ياشهد ياحبيبتى انتى وجورى عشان تاكلوا... تلاقيكوا جعانين اووى. 

نظرت لهم جميعا وهى تهتز داخليا مما تشعر به وكل ماعاهدت حالها عليه من قوه قد تداعت.

كانت ستفر هرباً لغرفتها ومعها ابنتها فعندما يصل التحكم لهنا أيضا يصبح الأمر صعباً... حسناً لقد فقدت شهيتها للطعام بعد ما حدث رغم انها لم تتناول شيئا منذ اول اليوم ولكن صغيرتها لم تأكل شيئا... ستجلس فقط من أجلها. ومن أجل..... لمعت عيونها وهى ترى مروه تنظر لها باستحقار. حسناً مروه اول صفعه لكى فلتاخذيها بصدر رحب عزيزتى. 
بكل خبث اتجهت لأحد المقاعد واجلست صغيرتها بجانبها. 
مالك بغضب واستنكار :نعم؟
نظر الجميع له ثم لجورى التى جلست لاول مرة بعيد عنه بجانب شهد فقالت شهد كسؤال ايضا :نعم؟
مالك :نعم الله عليك... جورى قعدت بعيد عنى ليه. 
شهد :الطبيعي بقا يالوكا... تقعد جنبى عش... قطعها يونس باعين محمره:يا ايه؟ سمعينى تانى كده؟ 
شهد:يا لو..... 
قاطعها بغضب :ممنوع تدلعى حد فاهمة. 
شهد وقد فاض بها:ومسموح اتنفس ولا لأ بردو. 
يونس:مش بهزر على فكره.
شهد :ولا انا بهزر... هو فى ايه كده كتير. 
تدخل كامل بقوه:فى ايه.... هتتخانقوا قصادى ولا ايه. 
نظرت له شهد شزرا وكأنها تقول هل الان سمع لك صوت. 
اما يونس فعيونه الغاضبه لم تحيد عنها ومروه يتاكلها الغضب من غيرته وهوسه بتلك الفلاحه. بينما مالك لا يبالى بكل ذلك وعيونه على تلك التى بدأت بالتمرد عليه. 
اكمل كامل حديثه بقوه:يونس كده كتير اووى... سيب البنت فى حالها. 
يونس:اسيبها فى حالها ازاى مش فاهم دى مراتى. 
كامل :يونس مش وقته احنا على الاكل والبنت طول اليوم فى الجامعة وبنت اخوك كمان خايفه من صوتك العالى.

نظرت ناحية ابنتها الخائفه فهى لم تعتد ابدا على هذه الأجواء فحياتهم مع والدها سعد كانت هادئه يشملها الهدوء والسكينة والحنان. كرهت يونس فوق كرهها كرهاً فعند ابنتها وينتهى كل شئ. فهى السبب الرئيسي لهذه الزيجه التى لم تأتي الا بعكس ما أرادت ورغبت. 

عزيزه بضيق من تصرفات يونس :اقعدى يابنتى واكلى بنتك تلاقيكوا تعبانين وجعانين. 

مالك الذى وكأن مايحدث في مكان وهو  حبيبته فى مكان آخر :لا ماتتعبيش نفسك. 
وقف من مكانه وذهب وجلس بجوار جورى وسط حنق شهد وحقد مروه يونس الذى تمنى لو استطاع التخلى عن هيبته وذهب وجلس جوار شهد كما فعل ابنه. 
نظرت له شهد بضيق فهو لاينفك فرد سيطرته على ابنتها مهما فعلت لإبعاد ابنتها يلتصق أكثر واكثر. هى لا تكره مالك لا بل على العكس تماما ولكن لا تعجبها طريقة حبه لابنتها... لا تعلم ان طريقته التى لا تعجبها هذه ماهى الا صوره طبق الأصل من الطريقه التي يعشقها والده بها. 

بكل هدوء كان مالك يضع الطعام في فم جورى التى اسقبلته منه ببراءه وقال موجهاً الحديث لشهد:لينا كلام بعد الأكل يا شهد.
يونس بحده:مااااالك. 
نطر له نظره يعلمها جيداً ثم حاول اكمال طعامه ولكن توقف وهو يراها تعبث بطعامها ولا تأكل ولم ينتبه لها أحد. 
يونس بحده ناتجه من الاهتمام الواضح جدا :مش بتاكلى ليه... مش كفايه مافطرتيش. 
نظرت له مروه بغيط التقطته شهد بجانب عينها فقالت بخبث :اصلى عايزه ورق عنب وهو بعيد عليا. 

وقف بنفسه بلهفه حب واضحه ابتسم الجميع بتفاجئ لها إلا مروه التى اتسعت عينيها غيظا ثم تلقائياً تجاه شهد التى كانت تنظر لها وغمرت لها بعينيها بخبث ومكر. غمزه اشعلت رأس مروه من الغضب حقا رسالتها واضحه جدا وهاهى قد بدأت الحرب... حرب تعلم مروه جيدا انها لن تكون سهلة او ربما ستكون الخاسره بالتأكيد. 

وضع لها الكثير جدا فى صحنها باهتمام بالغ لدرجة لو رأيته ستشفق على حاله الميؤس منها حقا. 
ابتسمت برقه متعمدة وقالت بوداعه :شكرا يا يونس. 

هوى قلبه من ماحدث. جلس على مقعده بصدمه شخص استمع لقصيده من الغزل الصريح من محبوبته مجرد جمله بسيطه مع ابتسامة صغيره جعلته غير مستقر بجلسته يبتسم ببلاهه غير مصدق وكأن ماحدث معجزه. شكراً يا يونس.. اااااه جمله تعنى وتعنى وتعنى الكثير بالنسبة لرجل عاشق عشق ميؤس منه. 

كانوا ينظرون له بعدم استيعاب كامل لحالته. حسناً قد سبق وعلموا انه اصبح لشهد مكانه خاصه عنده. لكن لما كل هذه السعادة لمجرد كلمة شكر مع ابتسامة. لا يعلمون... لا يعلمون حقاً لقد روت ظماءه. 

لم يمس طعامه مره اخرى. لقد شبع. نعم شبع لسنة مقدما. لاتعلم هى ماذا فعلت به. 
تضع الشوكة التي فى فمها بعد ان تغرسها فى الطعام وتغلق فمها وهى تتلذذ وتنظر تجاه مروه بتشفى والأخرى تشتعل بنار تكفى لحرق الاخضر واليابس. 

نظرت له وجدته ينظر لها ببلاهه دون أن يرمش له جفن. الجميع يراقبه وهم يتناولون طعامهم مستغربين من حاله. 
نطرت له قائله:يونس مش بتاكل ليه. 
انصعق هو بشده... هل تهتم... هل من الأساس لاحظت انه لم يأكل.. هل اليوم يوم سعده وحظه.. بالتأكيد نعم. 

نظر حوله للجميع ثم نظر لها وهو يحاول جاهداً الرجوع إلى هيبته التى اصبح التحلى بها الان امر صعب جدا ولكنه يجاهد لكن فرحته العارمه حقاً افسدت كل مجهوده فقال بسعادة واضحة جداً للجميع :لا لا هاكل.. بس كملى انتى اكل. 
كانت عزيزه تتابع مايحدث بسعادة فاخيرا ستقترب شهد من ابنها وتمتعه معها.. فهو ابنها وهذا كل مايشغل تفكيرها. ابنها فقط. 
ريهام وكامل سعداء بعض الشئ ولكن لما يشعرون ان هناك خطب ما لايعلمونه ولكن هناك شئ غريب على شهد وعلى يونس أيضا. 

بالطبع مروه شعورها تعرفونه جيدا. نااااار.. نااار اشتعلت وبقوه ولن تنطفئ ابدا. تشعر بالندم حقاً. ماكان عليها أبدا التعادى معها. هى لا تضاهيها ولن تقدر على منافستها. طنت انها بكثرة الضغط على شهد الرقيقه الهشة ستخشاها وتتراجع ياستحياء. لا تعلم أن للقطت الوديعة مخالب للدفاع عن نفسها ممن يعاديهم ويهجم عليهم. 

ولكن مهلا فهناك على الطرف الآخر عصفورى الكناريا كما تلقبهم ريهام.. مالك وكأنه ليس من هذه العائلة. كأنه يجلس معها على طاوله وحدهم او فى مكان آخر.. هى تفتح فمها له بوداعه كى يطعمها فهى لا تفهم شيئا مما يحدث وهو سعيد بها ولكن لم ينسى شهد امها وما تحاول فعله. 

انتهى الجميع من تناول الطعام ويونس يشعر انه يحلق فوق السماء اليوم. نظره لا يحيد عنها. يجيب بصعوبه على اسئلة والده او والدته. يرد باقتضاب قاسى أحياناً على مروه وتعقبها نطره مع غمزه عابثه من شهد لها. 

جلسوا جميعاً فقالت عزيزه للخادمه ان تجلب لهم القهوه والعصير فى حديقة الفيلا امام حمام السباحة كنوع من التغيير وخلق الجو. 

وقف هو يطالع المكان حوله بعدما أصدر امرا على الهاتف بإخلاء المكان من جميع أفراد الامن او اى شخص تحت نظرات الجميع وهم يتاكدون شيئا فشيئا من مايحدث مع يونس. استغربوا بشده وصار يراودهم الشك.. منذ متى وهو هكذا.. هل فى ظل وجود سعد ولم يلاحظ احد. فليس من المعقول ابدا ان يتعلق بها بهذه الطريقة المرضيه منذ فتره زواجهم القصيره. مروه تنظر له ولها بغيظ شديد هى زوجته لما يقارب ال14عاما لم يغار عليها يوماً ولو ربع هذه الغيره.. كانت سعيدة من قبل وفرحه بحريتها وأنه لا يتحكم بها ولكن رغبت آلان ات تشعر به فقط لان شهد تشعر به. 

جلسوا يحتسى كل منهم مشروبهم يتابعون جورى ومالك يلهون هنا وهناك 

قال يونس كى يخبرهم فقط وليس لاخذ رأيهم كما فعل معها :انا نويت ان شاء الله هرشح نفسى للانتخابات الجايه.

تهلل وجه مروه وهى تبتسم بتعالى وكأنها الوحيدة زوجة هذا الرجل مصره ان تنسى أن شهد أيضاً زوجته.
كامل بفرحه وترقب معا :بجد يا يونس... دى حاجة كويسه اووى.
سكت قليلاً ثم قال:بس يابنى لا تخسر وتبقى ضيعت وقت وفلوس وضغط اعصاب وتوتر على الفاضى.
ضحك يونس على طيبة ابيه قائلاً :يا سيادة اللوا كله دلوقتي ماشى بالفلوس وانا تاجر عمرى ما احط فلوسي ووقتى فى حاجة مش مضمونه..ماتقلقش هاخدها... واحتمال اخدها بالتزكية كمان..
اكمل وهو ينظر ناحية شهد وتحدث :انا حاسس ان الدنيا بدأت تضحكلى خلاص... وهاخد كل حاجه كان نفسى فيها.

عزيزه بخبث وهى تنظر ناحية شهد :يارب يابنى... ده انت طيب وحنين والله.

ضحكت شهد  داخل نفسهاساخرة :كل واحد هامه اللى منه بس.. عايزه شهد تبسط ابنها كل واحد عايز ينهش منى حته يريح بيها هدفه....ماحدش همه انا ولا بنتى... بس ماشى..

نظرت له تتابع مايحدث فقالت مروه بفرحه :بجد ياريت... وابقى حرم سيادة النائب يونس العامرى.

نظروا لها باحتقار وهى لا تتوقف على التفكير بمنتهى الغرور والسطحيه.

لم يجيب عليها يونس وإنما نظره كله ناحية هذه الصغيره منتطر رد فعلها فقالت هى قاصده كل حرف نطقت به:بجد يا يونس ماكنتش اعرف ان رائى فرق معاك كده لما جيت تاخد رائى... ربنا يوفقك يارب.

اغمض عينيه بوله وهو يستمع لاسمه منها لثانى مره اليوم وحسده يقشعر بلذه فقال هو بضربات قلب كالطبول:يارب.

نظرت لهما مروه بغيظ قائله:نعم؟!تاخد رأيها؟!ده من امتى ده؟ من امتى وانت بتاخذ رأى حد يا يونس بيه؟ 

اهملها تماماً ولم يجيب فينا نظرت لها شهد نظرة جانبية بخبث واستعلاء تعلمته منها. 

تحدث كامل قائلاً :هو انتى كنتى عارفة يا شهد ولا ايه. 
شهد ينعومه:احمم.. ايوه يا بابا يونس كان قالى. 

ثالث مره... ثالث مره... اثبت يونس اثبت لا تنقض عليها هنا والان. حافظ على هيبته ولو قليلا... وانتى الأخرى كفى عن نطق اسمه هكذا وبهذه النعومه فكل هذا بيوم واحد على هذا المسكين كثير والله كثير. 

وقفت من مقعدها قائله :عنئذنكوا... هروح اذاكر شويه. 

تنفست مروه براحه فاخيرا ستختفى من امام انظار زوجها. لاحظت شهد هذا فعزمت على الا ترحمها من عذابها فقالت بنعومه بعدما استدارت ثانيه لهم:يونس. 

نظر لها بلهفه وهو يعد بسره(اربعه) وقال:نعم. 
شهد برقه:ممكن ثوانى عايزاك في موضوع مهم. 

قال هو بسره:ثوانى ليه ثوانى ماتخليها ساعات.. شهور ولا احسن سنين... عايزااااك.... الله هو فى احلى من كده... نفسى تبقى عايزانى بقا. 

برقت عين مروه وهى حقا الان تغلى على صفيح ساخن.. تود لو تقطع لسانها هذا الذى نطق وتحدى تلك الفاتنه. 

اما كامل وعزيزه فرحون بشدة لبداية تجاوب شهد مع يونس. فهم اصبحوا يعلمون ان التجاوب موجود وبوضوح من ناحية ابنهم وهذا ظاهر للاعمى بوضوح.

دخل للمكتب واغلق الباب الزجاجى خلفه. ذهب سريعاً وهم بالانقضاض عليها ولكن تمالك حاله بصعوبة بالغة كى لا يفتك بها ويخيفها.. سيحاول ومعه الله. 

وقفت هى معطيه له ظهرها تفكر فيما ستتحدث معه فهى اخترعت ماحدث فقط لكى لا تريح تلك الحقيره ماذا ستقول الان.. اه وجدتها. علمت بماذا سأتحجج. 

استدارت له فوجدته يطالعها بنطرات هى تعلمها ولكن استبعدت الامر بشدة.. يونس يعشقها كما سعد.. هذه كانت نظرة سعد مع اختلاف قوى فسعد نطرته مغلفه بالحنان اما هو يوجد مجون.. يوجد هوس غريب.. لا لا اى عشق وهو يكرهها ولا يتوانى عن اذلالها. 

حمحمت قائلة :احمم.. يونس بيه انا... 
قاطعها وهو يقتري بلهفه ووضع كفيه فوق كل ساعد من ذراعيها قائلاً :ليه مش انتى لسه قايله اسمى من شويه.. يونس.. يونس بس...قولى يا شهد. 

نظرت له بتمعن تحاول ان تتوصل لما وراء هذه اللهفه مع لمعة عينيه مستبعدة العشق تماما بسبب رصيده الملئ بالأشياء السيئه فقط. 
شهد :احمم.. حاضر... انا كنت عايزة اتكلم معاك بخصوص مدرسه جورى.

يونس باستغراب :مالها. 
شهد :احمم... انا كنت عايزة اروح بكره او بعده ادفع المصاريف... انا والله كنت هدفع اول قسط يون ما روحت بس هما قالولي أن.... قاطعها قائلاً :مصاريف ايه اللي عايزه تدفعيها. 
شهد :مصاريف مدرسة جورى.
يونس بحده :نعم... انتى بتقولى ايه... لا طبعا مافيش الكلام ده. 
شهد باعتراض:لا طبعا انا بنتى مش عاله على حد ولازم ادفعلها مصاريفها. 
يونس بقوه :انتى وبنتك مسؤلين منى. وبعدين استنى استنى كده.. 
ضيق عينيه وقال :هتدفعيها من معايا عشان ترجعلى تانى مثلا ما هى هى... ولاااا كنتى ناويه تدفعيها من فلوس حد تانى. 
شهد بعفوية وقد وصلت لما أراد معرفته :لأ طبعا الحساب الى انت فتحتهولى مش بستخدمه خالص ولا حتى باخد المريدت كارد معايا انا كنت هدفع من معاش س..... قاطعها وهو يجذبها له فأصبح وجهها قريبا جدا من وجهه وقال بقسوة وغيره:كمليها كده عشان اطربق الدنيا فوق دماغ الكل.... لو نطقتى اسمه تانى على لسانك ده هولع الدنيا ومش عارف غضبى ممكن يقف لحد فين. 
شهد بخوف واندهاش:ليه... بتعمل كده ليه. 
يونس يجنون:ليه... مش عارفه ليه... انتى اللى مش عايزه تعرفى تقريباً... الكل عرف الا انتى. نظر الى شفتيها بجوع وجنون وقال :ليه مصره تعملى كده.... عايز اقرب ماتبعدنيش... عايزك. 

كانت ترى من زجاج النافذه المطله على الحديقة مروه وهى تقف بغضب وعلمت سريعاً انها قادمه إليهم فتركته يقترب بشوق قائلا:عايزك ليا... انتى بتاعى يا شهد...
ابتعدت عنه بخبث وذهبت ناحية الباب المصنوع من الزجاج يصنع خيالا للمواقف بالخارج عما يحدث بالداخل. وكان لها ما أرادت فذهب خلفها بجوع وجنون وحبسها خلف الباب واخذ شفتيها بقبله ناعمه مستلذه بنهم وهي تحاول التملص منه ولكنه يتحكم بجسدها من فرط ضخامته ويهمهم بتلذذ. بدأ يتحسس جسدها بجرءه ورغبه اشتعلت به وهو مائل عليها وهى تستند على احد جوانب الباب الزجاجى وهو يقبل عنقها وصدرها صعودا مره اخرى لشفتيها ناطقا من بين قبلاته:عايزك يا شهد.... عايزك ليا.... عايزك. 
فتحت مروه الباب بقوه وغيظ ولكنه مازال يقبلها غير مدرك دخول مروه اصلاً. 
مروه بصراخ عليهم :فى المكتب يا يونس بيه.
فصل القبله بصعوبه وهو ينظر لها بغيط وشفقه أيضاً فمها كان بالآخر هى انسانه وهو زوجها والأخرى ضرتها. ولكن غيطه كان اكبر لأنها قطعت عليه نعيمه ورغبته 

اما شهد فكانت صدمتها كبيره غير متوقعه ماذا..  كانت مستلذه ومستمتعه معه لاول مره لم تريد ابتعاده ولم تريد فصل تلاحمهم وانجرفت معه ومع لمساته. ايعقل......... 
********

رواية شهد حياتي
الجزء الثالث عشر

ثلاثة اشهر مرت وهى تتبع نفس النهج نفس الطريقه ولكن لم تدع له فرصه الاقتراب الخطيرة هذه منذ واقعة المكتب تتذكر جيدا كيف صدمت لا بل صعقت وهى تنتبه لحالها كيف لم تشمئز ولأول مرة من لمساته وقبلاته الجريئة. لا بل والأكثر انها لم تريد ابتعاده. ظلت مغلقه على نفسها ذلك اليوم ولم تجيب على طرقاته البربريه على باب غرفتها وهو لايستطيع كبح جماح رغبته بها بعدما انصرفت مروه بتوعد وندم على تحديها لهذه الخصمه الفتاكه.

طوال الثلاثة أشهر المنسرمه حدث العديد والعديد من التغيرات.

اقترابها منه بهدف الثأر لنفسها ولروحها التى نسوها هم وكل شخص فيهم يسعى لما يريده فقط دون النظر لها ولما تريد. وايضا ثأرا من هذه المروه الحقيره التى اقسمت على اذلالها كما فعلت.

ولكن كان اقتراب أمام زوجته الحقيره فقط اقتراب بالدلال والغنج الذى يلائمها حقاً.
اذهبت عقله... ان كان فيما قبل مريض بها قراط فهو الآن مريض24.
تقترب وفى نفس الوقت بعيده كنجوم السماء. أجسادهم لا تتقارب ابدا. تتدلل عليه وهى بعيده. تهتف باسمة بنعومه تذهب عقله وهى أيضا بعيده.
جسده يشتغل لا لقد احترق وقضى الأمر. أصبح اسيرها.. صريع هواها. تخطى مرحلة المرض والجنون . وكم يجاهد نفسه على الا يفتك بها على فراشه وبين ذراعيه ويأخذها عنوه ولكنه ابدا ورغم هوسه المفزع بها الا انه ليس ذلك الرجل الذى سيفرض نفسه على امرأه. خصوصا وانه حاول مسبقاً ولم يجدى نفعاً. لكن فى نفس الوقت سيظل ويظل يفرض سيطرته وتملكه المهووس بها. غيره غريبه ورهيبها تجتاحه. غيره لم تخطر على بال احد ولا يستطيع تصورها.. اصبح يمقت سعد. يحقد على ابنته.. يحاول حقاً الا يكون ذلك الرجل السئ. وإن كان يحقد على أخيه فربما من وجهة نظره المريضه طبعا لديه الحق فهو قد لمسها... امتلكها... رأها... شاركها نفس الفراش... نفس الهواء. ولكن تلك الصغيره اليتيمه ما ذنبها... ولما الحقد عليها. إنها انجبتها من ذلك السعد وليس منه هو.. كيف حملت بها ها؟ هل حدث و.... تباً تبا لايريد التخيل.. يرفض الفكرة... ولكن مهلاً عندما يراها امامه يلين الحديد... طفله بريئه وجميله من دمه. ومن دم حبببته.. إنها أيضاً معشوقة ابنه الوحيد.
عند هذه الفكرة واعتصر الما... لايريد لفلذة كبده ان يعيش ما يحياه هو... عذاب الحب صعب ولتلك الام وابنتها سحر خاص يحرق بلهيبه من يقع لهم. يجب عليه ان يخمد شعور ابنه ناحيتها لا يريد يونس وشهد آخرين. ولكن ترى هل سيستطيع ام ماذا.

كل تلك الفترة ورغم انشغاله فى خوض معركة الانتخابات البرلمانية الا انه لم يستطيع الانشغال عنها... ترى الاهتمام فى عينيه. نعم أصبحت تراه وترى لهفته التى اتضحت رؤيتها ما ان اقتربت قليلاً منه لاحراق زوجته. ولكن يظل مافعله بها وعشقها لسعد سدا منيعا امام اى شئ. 
تتذكر جيدا يوم فوزه فى الانتخابات كيف ترك الجميع يهتف به وباسمه حاملين الشعارات على اكتافهم.. كيف تجاهل نداء الجميع حتى امه وابيه الفرحين جدا وتخطى الجميع ووقف امامها هى يريد أن يتلقى من حديثها وعيونها الفرحه والفخر به وانها زوجة هذا البرلمانى الثرى. فى هذه اللحظه فقط صعقت هل هى مهمه لديه حيث يتخطى حتى ابواه ويأتى لها ناظرا الى عينيها بشغق. 

بدأت بعدها بمراجعة نفسها عنه وعن نظرتها له. ولكن لم تشأ الاقتراب او التوضيح له كى لا يعتقد أنها بدأت فعل ذلك بعدما أصبح عضواً في مجلس الشعب لا تريد لاى شخص اى ان كان من هو ان يأخذ عنها هذه الفكرة السيئة جدا. هى لم تكن يوما تلك المرأة المسلطه ولم تتباهى يوماً برتبة زوجها على احد كما تفعل الأخريات من هم مثلها. 

فى مساء احد الليالى الشتوية جدا تجلس هى بغرفتها مع اختها الكبرى ملك والتى جاءت بعد فتره للمبيت معهم هى وابنها كريم (على اسم خاله) بعد مده من الإبتعاد بسبب مدرسه ابنها. 
جلست معها وهى تلقى بكل ما حدث معها خلال هذه الفترة فلا احد لها غيرها وغير صديقتها رنا والتى اقتربا من بعضهم جدا هذه الفتره واصبحت كل منهما محل ثقة للاخرى. 

استمعت لها ملك بانصات واهتمام لكل ما حدث حتى قالت بحاجب مرفوع بانبهار:يعني انتى ماشيه بمبدأ شوق ولا تدوق. 
اخرجت شهد تنهيده حاره قائله:حاجة زى كده... غصب عنى بس اللى اتعمل فيا ماكنش شويه ومنهم كلهم.. الكل وقف يتفرج عليا.. ماحدش فيهم صعبان عليا كلهم يستحقوا... انا كنت بعتبرهم امى وابويا وريهام اختى.
ملك:على أساس انى مش عرفاكى.. صبرك بس حد فيهم يتعب او يجراله حاجة هتروحى تجرى عليه وتنسى كل اللى حصل. 

انكرت شهد بقوه تعاند نفسها :لا طبعا. 
ملك بسخرية :والله لا تنسى وتسامحى مانا عارفاكى هو انا تايهه عنك. 
عبثت شهد بطفوله فابتسمت ملك قائله:ماتتقمصيش كده بس هو انتى اتخلقتى كده عشان تبقى حلوه من جوا قبل برا... مش هيهون عليكى تشوفى حد فيهم تعبان ولا فى مشكله وتقفى تتفرجى وتشمتى فيه... مش هتعرفى تبقى وحشه ياشهد لا ببساطة انتى مش كده. 
شهد بحزن:بس الظلم وحش ياملك وانا اتظلمت واتذليت.. ماحدش فيهم نطق ماحدش فيهم افتكرلى حاجة حلوه... حسنين البواب هو اللى يتكلم ياملك وهما لا انتى متخيله... ممكن احن وقلبى مايعرفش يشمت فيهم بس عمرى ماهرجع تانى زى ماكنت... بكلمهم واتعامل معاهم بس مش زى الاول ابدا... مش بنفس الإخلاص والاجتهاد في انى اكون جنبهم واساعدهم... ماحدش وقف جنبى فى عز زنقتى... ودى كانت زنقة العمر بالنسبه لي. ساعات بقول كويس ات ده حصل عشان أعرف مين حبيبى ومين عامل حبيبي. 

رمقتها ملك بتفحص ونظره ماكره عابثه جدا وقالت بتلاعب:ومين بقى طلع حبيبك؟

نطرت لها شهد باستفهام لتلك النظرة اللعوب من اختها التى تعلمها جيدا وقالت:ق. قصدك ايه. 
ملك بمكر:ماقصدش.... بس عايزه اعرف مين طلعوا حبايبك.. بستفسر بس. 
شهد بتحذير:ملللللك.. تقصدى ايه من الاخر. 
اقتربت منها ملك حد الالتصاق بحماس قائله :اقصد واحد طول بعرض بيمشى يهد الارض.. دكتور وبيزنس مان كبير.. ملياردير... هو كبير شويه بس مش مهم ده حتى المثل بيقولك خدى الكبير يدلعك ولا تاخديش الصغير يلوعك. 

صاحت شهد بانفعال به بعض التلعثم قائله:ايه اللي بتقوليه ده يا ملك انتى اتهبلتى. 

ملك بحده مصطنعة كى تجلسها من جديد بعدما هبت واقفه:بت.. لمى لسانك انا اكبر منك.. اقعدى. 

جلست شهد بعناد من جديد فتمهلت ملك فى التفكير ثم قالت :طب بذمتك لما قربتى شويه لاقتيه بنى آدم وحش. 

شهد :بصراحه لأ. 
ابتسمت ملك وأكملت للهدف الثاني :حنين ولا لأ. 
شهد :يعني.. شويه. 
ثم اكملت بقوة وغضب :مع الكل الا انا 
قطبت ملك حاجبيها قائله:ازاى يعنى.. هو انتى كنتى عملتيله ايه. 
شهد:انا عارفه...ماهو ده اللى هيجننى يا ملك... النفس محسوب عليا... كل حاجه ممنوع ممنوع ممنوع... ساعات بيبقى عايز يبعد كمان بنتى عنى انتى متخيله... ده اول مانقلنا هنا كان عايزها تنام فى اوضه لوحدها وهى لسه صغيره وفى مكان جديد عليها. 
ملك:هو بغض النظر عن موضوع جورى وان هى بدأت تكبر ولازم تتعود من السن ده تنام لوحدها... بس ايه حكاية ممنوع كل حاجه دى... مش غريبه... اصلى مش اول مره اشوفوا أو اتعامل معاه واللى شوفته وعرفته عنه ان تقريباً ده مش طبعه. 
شهد:اوووف مش عارفة مش عارفة... تقريبا جنانه طالع عليا انا لوحدي.
ملك :جنان ايه بس ده انتى اللى شكلك غبيه. 
شهد :بلاش طوله لسان انا اللى فيا مكفينى.
ملك:استنى بس وواحدة واحدة عليا كده واحكيلى بيعمل ايه بالظبط. 

أخذت شهيقا بقوه وزفرته على مهل ثم بدأت تقص عليها كل افعاله الجنونيه وأيضا كلماته اللاذعة في حق سعد.. كيف تراه وهو اصبح يحقد عليه بوضوح.. كيف منع وضع اى صوره له بالفيلا ولا تعلم كيف مر الأمر هكذا. ولكن من الواضح أنه تحجج بأنه لا يريد تنبيش اوجاعهم عليه. 
كيف أنه منعها من ارتداء اى شئ قد ابتاعه سعد او اشترته لنفسها او لابنتها من اموال زوجها المتوفى. 
منعها من الاختلاط او التعرف على أشخاص جديده... كيف تركها تصادق رنا بصعوبة بالغة. تنقلب الدنيا ولا تهدأ لو ظهرت امام والده بدون نقاب وأحيانا أيضاً من والدته وشقيقته والخدم حتى ابنه الذى حاول جاهداً كى بجعله يناديها بأى لقب(طنط او ابله) ولكن لا جدوى فكل مره يخبره ان فرق العمر بينهم ليس بهذه الدرجه. 
وغيرها وغيرها الكثير من التفاصيل خلال تلك الفترة. 

كانت أعين ملك متسعه بزهول رهيب... ايعقل هل يوجد مثل ذلك. 

صمتت شهد بعدما تحدثت بكل شئ وانتبهت على اختها المصدومه :مللللك... انتى معايا. 
ملك ببهوت وزهول:معقول.... هو فى كده... فى غيره كده.... ده مش طبيعي والله ما طبيعي... ثم نظرت إليها قائله بقوه:وانتى يا متخلفه يا غبيه... ازاى كل ده مش فاهمة انه بيحبك لا بيحبك ايه ده بيعشقك ولا حتى عشق ده مرض اه اه هو مرض اه. 
شهد باستنكار:لا طبعا مش معقول ده... فاطعتها مللك بقوه:لا انتى غبيه فعلآ بجد... حطى كده الكلام جنب بعضه هتفهمى... ركبى تصرفاته كلها فوق بعض هتوضح الصوره يا غبيه... بيغير عليكى... ملهوف عليكى.. طب بذمتك مش وسط تمثليتك دى التلات شهور اللى فاتت شوفتى لهفته واهتمامه... باكلك.. ونومك..اكلتى ولا لأ مرتاحه ولا لأ... عايزه حاجه ولا لأ... مرواحك للجامعة هو اللى بيوديكى وهو اللي بيجيبك مع انه راجل مسؤل وبقا عضو مجلس شعب وملياردير يعني اكيد مش فاضى يبص وراه ومع ذلك مصر هو اللى يوصلك..ده..ده بيغير عليكى من ابوه انتى متخيله... لا ومن امه اللى هى ست زيك وابنه الى يعتبر طفل لسه.... كل ده مش عارفة تشوفيه ازاى.... ده أنا صعب عليا مع ان انتى اللى اختى مش هو. 

كانت تسمع لها مزهوله وهى تستعيد كل افعاله وكل كلماته وعصبيته وغيرته الظاهرة... كيف لم تنتبه... كيف ولكن ربما ما بدر منه قد اعماها. 
شهد :يا ملك اللي عمله معايا كان مضايقنى جدا.. يعنى يعرف ان مراته ذلتنى وشغلتنى خدامه ليها وللعماره كلها يقوم ياخدنى انا يحبسنى فى فندق بالأيام وكمان ممنوع بنتى تبقى معايا وكأن انا الغلطانه وماسمحليش حتى ارجع بيتى اقفله انا لا وكمان اجى هنا الاقيه مرجع الهانم لعصمته تانى ولا كأنها عملت حاجة... تفتكرى هشوف اللي هو بيعمله ده ازاى... اكيد هشوفوا ذل وتحكم خصوصا انه عمرى ماشوفته بيعمل كده مع مروه 

ملك:ماهو ده الفرق هو بيحبك انتى بيغير عليكى انتى هى مش فارقه معاه فهمتى... شهد.... عيشى سنك وايامك.. سعد خلاص الله يرحمه هو دلوقتي اكيد في حته احسن واكيد زعلان منك عشان حارمه نفسك من متع الدنيا... ويونس مش وحش ويمكن بيعمل كل ده والطريقة المرعبه دى عشان انتى بعيده وهو حاسك بعيده يمكن لو قربتى وطمنتيه يهدا شوية عن كده. لكن هو طول الوقت حاسس إنك بعيده فابيفرض عليكى سيطرته وقيوده عشان يقيدك ويضمنك جنبه يمكن لو اطمن إنك معاه وليه يتعدل شويه معاكى ومع بنتك ومع الكل. 

كانت شهد تستمع لها بتشوش طاره ترى أن معها كل الحق وطاره أخرى ترى أن هذا غير صحيح وغير منطقى ابدا

تحدثت بعد فتره :لأ لا يا ملك... مافيش حاجة اسمها كده... انا مرات اخوه هيحب مرات اخوه معقول.. لأ لأ طبعا. 

ملك باستنكار وحده طفيفة :يابنتى كنتى... كنتى مرات اخوه الله يرحمه... لكن انتى دلوقتي مراته هو وحلاله... على فكرة انتى مش بتعملى حاجة غلط. ومش اول مره واحد يتجوز مرات اخوه اللى مات ويحبها انا شوفت وسمعت عن حاجات كتير زي كده... لو فاكره ان بقربك من يونس خيانه فلا... اللى بتعمليه هو اللى خيانه وهو مستحمل. اخلاصك وزعلك على سعد مش هنقدر نلومك عليه ولا نزعل منك. لكن إنك تكونى وافقتى وبرضاكى على جوازك من يونس وتفضلى بعد الجواز معتبره إنك مش مراته وان جوزك حد تانى غيره حتى لو كان اخوه. دى حاجة مافيش اى راجل يستحملها على نفسه... لو يونس بدأ يتكلم عن اخوه بطريقة وحشه فده انتى السبب فيه من اللى انتى عملاه. 

تحدثت شهد بعد فتره قائله:ايوه بس انتى عارفه وشاهده انا وافقت على الجوازه دى ليه... وكمان ماتنسيش انى حطيت شرط وهما وافقول عيله يبقى انا خلصت ضميرى. 

ملك :ايوه عارفة بس الواضح كده ان ماحدش قالوا على شرطك غير بعد الجواز والا ماكنتش دى هتبقى تصرفاته... وحتى لو.... برضه احنا بنى ادمين نفسنا وقلوبنا هى اللى بتتحكم فينا.

صمتت شهد نهائيا عن الحديث فقالت ملك من جديد :ياريت تفكرى فى كلامى وتعيدى حساباتك من جديد خصوصاً أنه فعلا راجل كويس... واهو ياستى كمان تاخدى حقك من الزفته مروه دى.. مافيش حاجة هتكسرها اكتر من كده. 

زفرت شهد بقوه ونظرت للإمام بشرود تعيد ترتيب افكارها. 

يدخل بكل شموخ وبخطوات فاخمه تليق به جداً ولكن يستمع لصوت صياح ابنه العالى. 

اغمض عينيه وهز رأسه بيأس يعلم تمام العلم من هى السبب فى هذا الصياح والواضح انه نابع عن غيره جحيميه. 

دلف للداخل وجد مروه تقف باستياء وغضب تؤنب ابنها قائله:واحنا مالنا ترقص ولا ماترقصش مالكش فيه. 

مالك وهو قابض على يد جورى بغضب:ازاى انا مالى... دى جورى... ماما ماتعصبنيش. 

تقدم يونس وهو مازل لا يعلم لما يصرخ هكذا فقال باستفهام:ايه فى ايه... بتزعق كده... ومالك ماسك البنت كده.

مالك بغضب :اسأل الهانم. 
يونس:عملتى ايه ياجورى. 
جورى بخوف وبراءه:والله ياعمو يونث ماعملتث حاكه. 
نظر لها بغضب وقال:يانهار اسود.. يانهار اسود... انتى عايزانى اتجنن صح. 
يونس بهدوء:وطى صوتك وانت واقف قدامى... قول عملت ايه. 

مالك بغضب ولكن بصوت حاول التحكم به:الهانم لاقيتها فوق وعماله ترقص قدام ابن خالتها ده. 

كما توقع.. الغيره ونيرانها هى السبب. 
حاول تهدات ابنه بالحديث ولكن تحدثت مروه من جديد وقالت:ماتسيبها ترقص واحنا مالنا اووف دى بقت حاجة تخنق. 

تجاهل الحديث ومن تحدثت وكأنها هواء وقال لتهدئة ابنه :يامالك وفيها ايه... حاول تتحكم في نفسك وفى اعصابك شويه... البنت كانت بترقص شويه مافيهاش حاجة. 

رفع مالك حاجبه وقال:مافيهاش حاجة... والله... ترقص قدام الواد ده واما اكلمها تقول انا وماما كنا بنرقص عشان نتدفى  مع خالت..... قاطعه بغضب وصراخ وقال موجها حديثه لجورى:انتى ومين؟
جورى ببراءه:انا وماما وخالتو. 

هب من مكانه وذهب بغضب وكأنه عاصفه وهو يصرخ باسمها. 

خرجت سريعاً مع اختها على صوت الصراخ القادم من اسفل وذهبت لترى اى مصيبه حدثت تجعله يصرخ هكذا 
تحدثت ملك بفزع :ايه فى ايه... أكيد حد مات ولا زلزال او حريقه. 

نعم زلزال فهو سيزلزل الارض من تحت قدميهم.. صدقتى حريقه فهو يحترق الآن غضبا وسيحرقكم معه. 

هبطت الدرج سريعا وقالت :فى ايه ايه اللي حصل. 

اشعلت غضبه اكثر واكثر لما ترتديه وهو يراها ترتدى ترنج(منامه) شتوى من اللون الأبيض ملتصق بانحناءات جسدها يبزها ببراعه مهللكه للاعصاب. وهى بكل غباء تسير بسرعة هكذا ويهتز جسدها الغض الطرى معها... الا يكفى. 

تقدم منها وقبض على رسغها قائلاً :ايه اللي انتى لابساااه ده.. انتى اتجننتى اكيد... مش كفاية المصيبه اللى انتى عملاها. 
ملك بخوف على شقيقتها:مصيبه ايه بس كفا الله الشر. 

تجمع جميع من بالمنزل واستيقظ والداه على صوت صراخه فقال كامل :فى ايه.. فى ايه يا يونس. 

نظر يونس بغضب أكبر وهو يرى والده ايضا قد رآها هكذا فتحرك بها لأعلى كى يخبئها منهم ثم بعد ذلك يعاقبها لكن ليخبئها عن جميع الأعين اولا. فسحبها حوله ولكنها اعترضت ووقفت بكل قوتها قائله بغضب :سيب أيدى انت ساحبنى وراك زى البقره كدا ليه..

التفت لها بغضب :قدامي على فوق قبل ما اعمل جنايه هنا. 
ردت بقوه اكبر عليه :مش هطلع قبل ما اعرف فى ايه بتزعقلى كده ليه انا ماعملتش حاجة وابنك بيزعق لبنتى ليه هو كل شويه يا انت يا ابنك تزعقولنا... احنا بنى ادمين برضه وبنحس... ايه ده. 

ناظرها بغضب فيما نطق مالك وقال :يعنى مش عارفة... ازاى تسيبى جورى ترقص قدام الواد ده. 

جاء كريم على صوت الصراخ وقال:ايه واد دى.... اسمى كريم.. اتكلم عنى كويس ياض انت... سيب ايدها انت ماسكها كده ليه. 

غاضب بشده ولكن حديث الطفل جذبه فنظر نحوه وجد صبى يافع بجسد عريض وشعر مرفوع بعناية يبدو فى نفس عمره ابنه بعيون زرقاء مثل خالته وابنتها رغم وسامة مالك إلا أنه يتفوق عليه.. اشفق على ابنه من هذه المقارنه وشعر بالغضب من هذا الطفل الذى جعل طفله يشعر بالغيره التى يعلم كيف تكون نيرانها تماما.. اغمض عينيه محاولة التحكم في اعصابه فهم ضيوف حبيبته ومعشوقته يجب الا يفقد اعصابه معهم. 

تحدث مالك بغصب فأخرجه من دوامة أفكاره :ده انا امسكها وامسكها وامسكها... دى جورى مالك.. فاهم يعني ايه. 
كريم :لا مش فاهم واسمها جورى سعد. 
مالك بغضب:انت اتهبل.... قاطعه يونس:بسسس. 

صمت قليلا ثم قال:كل واحد يتفضل على اوضته... اتفضلى يا مدام مللك.

تدخلت شهد بغضب قائله:تتفضل فين... ملك هتنام معايا. 

_على جثتى
قالها يونس ومالك بغضب معا. 

نظر له الجميع وأولهم شهد وملك تللك الضيفه فقال هو محاولة اصلاح خطئه:لا طبعا مدام مللك لازم تنام فى اوضه لوحدها براحتها دى ضيفتك وضيفوك لازم يتعملوا معامله اسبيشيال وبعدين اوضتك بسرير واحد وانتى اللى اصريتى على كدة ولا ايه يا مدام ملك. 

مللك بابتسامة عابثه ماكره وقد علمت ما يدور بخلده:عندك حق يا يونس بيه... ممكن بس حد ييجى يورينى اوضتى انا وكريم. 

قالت شهد :تعالى انا هاجى اوصلك. 
قبض على يدها بلهفه التقطتها اعين الجميع وخصوصاً مللك والصقها به مما سبب القشعريره لها وقال:لأ انتى هتيجى معايا.. ثم نادى على إحدى الخادمات وطلب منها توصيل مللك وابنها لاحسن غرفه من غرف الضيوف. 

ثم سحب يدها وصعد بها تاركاً الجميع ينظر له بذهول. 

نظرت مللك التى مازالت واقفه ناحية مروه قائله بخبث:بييييمووت فيها... بيغير عليها منى مش معقول. 
ثم نظرت بمكر ناحية مروه وقالت وهى تلوح يدها في الهواء كأنها تبعد رائحة ما عن انفها قائله:ايه الريحه دى... شامه ريحة شياط. 

فلتت ضحكه من ريهام وكذلك الخدم فنظرت لهم بحقد شديد ثم صعدت لأعلى. تقدمت ريهام بحرج ناحية ملك ولكن ملك نظرت لها بعتاب وذهبت مع الخادمة هى وكريم تاركه ريهام تلعن نفسها وخوفها من مواجهة اخيها ذلك اليوم. 

فى الأعلى تقدم للداخل واغلق الباب بغضب 

تقدم منها قائلاً بغضب:ايه اللي هببتيه ده ها... ازاى ترقصى قدام حد ازااى.
شهد بعضب:دى اختى وابنها فيها ايه.

يونس بغيره :ولا حتى اختك... ولا ابنها.. ولا بنتك ولا الهوا... انا.. انا بس الى ترقصيلوا... ترقصى قدامى انا بس.

شهقت هى بخجل وتفاجئ من حديثه فقال بغضب:ايه... متافجئه... مش الواحدة بترقص لجوزها برضه... لكن ازاى وانتى اصلا مش معتبرانى جوزك... مع ان انا جوزك والكل عارف كده إلا انتى.. وبعدين مالك مانتى عملتيها قبل كده.... مش كنتى بترقصيلوا... كنتى معاه وبتعملى كده وانتى مبسوطه... هو ياخد كل حاجه بهدوء وبراحه وبرضا... وانا.... انا اتذل ويطلع عين اهلى...مش نافع معاكى اى حاجة بعملها عشانك... مش عايزه تاخدى بالك من اهتمامى اللى مش طبيعي مع ان الكل حتى الخدم والجنيانيه اخدوا بالهم.

تحدثت ببهوت مما يقول فقالت :انت... انت بتقول ايه... وبتعمل معايا كده ليه.
صرخ بها بقوه وغضب وقد نفذت قوته وصبره :عشان بحبببببك.......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-