رواية شهد حياتي الفصل الخامس والعشرون25والسادس والعشرون26 بقلم سوما العربي
يقف فى مكتبه بالمقر الرئيسى لمجموعة شركاته وهو يكاد ينفجر من الغضب
بعد أن صب غضبه على معظم اثاث المكتب.
دلف له عبدالله وصدم من هيئته المزريه هذه.
عبد الله :مالك... ايه اللي حصل.
يونس باعين حمراء وغضب :انا عايز اعرف مين *****الى ورا الى حصل.
عبدالله بجهل :فى ايه.. فهمنى عشان اقدر اساعدك.
القى له يونس الهاتف وقال:اتفضل.. شوف ولاد ال****ناشرين ايه وكاتبين ايه.
صدم عبدالله حقا وعلم ان هيئة صديقه هذه ليست من فراغ.
يونس بحده:شوفت... المشكلة انى مش عارف مين عمل كده.. بس هعرفه ودينى لادفع كل واحد وواحدة كتبوا كومنت لا حفلوا عليا وعلى مراتى... بس مين.. مييين.
. صمت عبدالله قليلا يحاول التركيز والتفكير بهدوء
وبعد مدة من الصمت كان يونس يذرع الغرفه ذهاباً وايابا بعضب الى ان هتف عبدالله :يونس.. فى صوره من غير نقاب.... يعنى الى مصورها صورها من جوا بيتك.
نظر له وكأنه تذكر للتو فاكمل عبدالله :يعني الى عمل كده حد من أهل بيتك او الخدم.
يونس بجنون:شهد مش بتطلع قدام حد من غير نقاب غير ابويا وامى ومروه وهنيه الخدامه وريهام.. اى حد من الحرس او الجناينيه ممنوع يدخل او يخرج وهى برا اوضتها.
ضيق عبد الله عينيه بشك ولكن قال:بص خلينا نتاكد اكتر.
يونس بغضب:ازااااى.
عبدالله :ثوانى.
رفع هاتفه الى أن جاءه الرد :الو... فتحى.. ازيك ياض... ايه الأخبار.. طب كنا عايزينك فى حوار كده... لااا ما ينفعش ده دلوقتي... اه حد يخصنى... حبيبي مانحرمش.. العنوان زى ماهو... هههههه طول عمرك واطى... خلاص جايلك... سلام.. سلام.. سلام.
نظر ليونس فبادله النظرات باستفهام وقال:ايه.
عبدالله :فتحى خرايط.
يونس بجهل وغضب :ايه.. انت هتقول فوازير... مش طالبة على المسا.
عبدالله :يابنى اشترى منى... ده هو ده اللي هيجبلنا قرار الموضوع عشان ما نأذيش حد على الفاضى.
يونس:وده هيحلها ازاى.
عبدالله :عايش في مصر وماتسمعش عن فتحى خرايط... ده سيته مسمع فى الدول المجاورة.
يونس بغضب:تفتكر ده وقت هزار.
حمحم عبد الله وقال خوفاً على عمره بالطبع :يابنى والله مابهزر فتحى خرايط ده احسن واحد بتاع نت كومبيوتر وشغل هكر وحاجه فل.. بتاع كله... يجبلك عنوان وقرار اى واحد وانت قاعد مكانك كده فى مينت(دقيقة) امال سموه خرايط ليه.
زفر يونس بغضب وتحرك خارج الغرفه وهو يقول:اما نشوف
فى احد البنايات السكنيه خرجا من المصعد وتوقفا امام باب احد الشقق. طرق الجرس وفتح لهم شخص.. اين هو... نزلوا باعينهم ارضا فوجدوا قزم يفتح لهم الباب.
الرجل بعظمه غريبه على هيئة جسده:اتفضلوا.
عبد الله بإحترام :شكرا.
ثم تمتم بخفوت ليونس:ايه الهيبه دى.
نظر له يونس نطره اخرسته فحمحم قائلاً :احمم.. تمام.
دلفوا للداخل وجدوا مكان عباره عن اجهزه كومبيوتر ولابتوبات واسلاك نت متعدده ومتشعبه وكأنهم بمقر سرى للموساد.
وجدوا امامهم شاب في اواخر العشرين يبتسم لهم ببلاهه وخصوصاً يونس تقدم منهم وقال :أهلا أهلا اهلا... نورتونى والله... المكان كله منور يا يونس بيه.
يونس باستغراب :انت تعرفني.
الشاب ببلاهه ستودى بحياته اكيد:ههههه ومين مايعرفش حضرتك... ده انت بقيت الترند رقم واحد في مصر... حلوه الصورة الى كنت حاطت ايدك عل....
وضع عبدالله يده كمم فم هذا الابله ليتوقف عن نطق الاكثر والذى سيودى بحياته فلو ود الانتحار ماكان ليفعل ذلك.
احمرت اعين يونس غضبا وكور قبضه يده. وهذا المختل مازال يصرخ ويقاوم تحت كف عبدالله يريد التعبير وإكمال حديثه.
هز عبدالله رأسه بقوه وهو يشدد على فمه اكثر وقال :الراجل اللى قدامك ده على اخره ولسه مكسر مكتبين خشب مره واحده. خاف على دماغك القرعه دى عشان لسه محتاجينها.
جحظت اعين الشاب بخوف وهز رأسه بهيستريا فتركه عبدالله واجلسه بحدة على كرسى امام احد الأجهزة.
مال عليه يونس بغضب والأخير يبتلع ريقه بخوف وصعوبة فقال يونس بفحيح:اول حاجة تشيلى كل الصور من على كل المواقع وبعدين تجيبلى قرار الموضوع ومين اللي عمل كده... فاهم.
حاول الحديث بصعوبه وقال:ماهو.. ماهو.. احممم.. انا لازم اصيب الصور والبوستات عشان اوصل للى عمل كده.
يونس بغضب:قولت شيل.
الشاب بخوف وتلعثم :والله كان بودى هو انا مستغنى عن عمرى.. بس لما اشيل الصور هدور على ايه وعلى مين.
يونس بغضب وصراخ:مش مشكلتى اتصرف.
عبدالله متدخلا:اتصرف احسنلك يا فتحى انا ماسكه عنك بالعافيه.. مش ضامن هو ممكن يعمل ايه.
فتحى بخوف:حاضر.. حاضر.. حاضر.
يونس :اخللللص.
فتحى:اهو والله.
مرت نصف ساعة وفتحى المسكين مازال يبحث فى قرارا الموضوع.
ضربه يونس المقعد الذى يجلس عليه وقال :كل ده.
فتحى بنبره مقتربه من البكاء :والله ماينفع كده... انا مش عارف اعمل حاجة منك.
عبد الله :يالا يافتحى انت مطول كده ليه.
فتحى :هو انتو فاكرينه سحر مثلا.
يونس :انت لسه هتلوك.
وقف امامه عبدالله كمانع وقال:خلاص اهدى اهدى وخليه يكمل.
بعد مده اخرى
اغلق فتحى عينيه من التعب وقال: اهو.
يونس :ايه ده.
عبدالله :ده رقم تليفون.
فتحى باعين مغمضه من التعب والارهاق:اه.. ده رقم تليفون صاحب اول اكونت نشر الصور.. لو عرفته هو مين يبقى كده وصلته.
يونس بحده وقله صبر:طب ماتشوفه مين.
فتحى وهو يشيح بيده كعويل النساء وقد اوشك على البكاء :ياعم أنا بتاع نت وكومبيوتر يعني اهكر جهاز اتنصنت على حد لكن مش شركة فودافون انا.
تدخل عبدالله وقال :خلاص يا يونس ثواني وهنعرف كل حاجه.. اهدى انت متعصب فامش عارف تتصرف لو كنت اهدى من كده كان زمانك خلصت الحوار ده بدرى عن كده.
فكر يونس قليلا ثم قام بالاتصال على احد الأرقام وقام باملاء عليه رقم الهاتف الذى معه.
انتظر لدقائق حتى وصلته رسالة فتحها فجحظت عيناه وقال بغضب كبير:مروووووه.
خرج بخطى سريعة جدا من البنايه باكملها. حاول عبدالله اللحاق به ولكن لم يستطع فقام سريعا باستوقاف سيارة اجرة وذهب خلفه فهيئته غير مبشره إطلاقا.
فى فيلا العامرى تحديدا بجناح مروه... كانت مستلقيه على شزلونج هزاز من الجلد وهى مغمضة العين بمنتهى البرود والاريحيه تدندن على نغمات إحدى الأغانى الاجنبيه الرائجة. فلقد تخلصت من اكبر عقبه بحياتها.. بعدما القنتها درس عمرها فى جزاء من يقترب من شئ خاص بمروه هانم.والان تلك الشهد الغبيه جمعت كل اشياءها واخذت ابنتها وذهبت بلا رجعه واخيرررااا.
دلف داخل البيت كالثور الهائج وهو يصيح باسمها مناديا فى كل مكان.
بالطبع لم تلبى الندا فهى لم تستمع لما يحدث بسبب صوت الاغانى.
وقف كامل وعزيزه وهم يستغربون الوضع كثيرا منذ قليل خرجت شهد تحمل كل حقائبها هى وابنتها وكانت بحالة انهيار تامه ودموعها لا تتوقف عن الهطول كالمطر. ولم يسطتيع احد اثناءها عن قرارها ابدا وهم لا يعلمون بماذا سيخبرون يونس عندما يأتى فهم باتوا يعلمون جنونه وتعلقه بها الواضح للاعمى.
تحدث كامل باستغراب شديد لكل أحداث هذا اليوم الغريب :فى ايه يا بنى.
لم يجيب يونس إنما ظل يصرخ باسم تلك العقربه:مروووةةه.. مروووه.
لم تجيب او تأتى.. فى ثلاث خطوات كان يلتهم درج السلم وبلمح البصر كان يقتحم جناحها وخلفه كامل وعزيزه.
لثوانى اهتزت فى موضعها.. هل كشف أمرها... لا لقد اتخذت كل الاحطياطات... ولكن عزيزتى انتى تعبثين مع يونس العامرى.
هوى بكف يده على وجنتها بقوه فصرخت شاهقة وصرخ معها مالك بقوه:باااااابا.
استدار له بغضب فقال مالك بغضب وحزن:هو كل يومين هتضربها ولا ايه...عمرك مامديت ايدك على امى.. مابقتش تعمل كده الا اما اتجوزت الست شهد.
احتدت اعين يونس فابنه الذى انجبه ورباه يقف امامه متحديا فقال بغضب وعصبيه :أخرس انت هتعلى صوتك عليا يا ولد.
مالك بغضب :حضرتك الى ضربت امى.. وبعدين ايه هتمد ايدك عليا انا كمان.
كانت مروه رغم وجه وجنتها إلا انها تبتسم بنصر وهى ترى مالك يدافع عنها ويتحدى والده ويسيئ لشهد.
يونس بنفس حالته:مابقاش غيرك انت كمان.. فوق انا ابوك وانت عيل لسه...ومش فاهم حاجة.
مالك بتحدى هو الآخر :انا مابقتش عيل.. انا بقيت طولك يعني راجل.
نظر له يونس باعين كالصقر وغضبه يتفاقم وقال:تمااااام... طب تعالى بقا يا راجل وشوف ولا مافكش عنين... شوف ياسيد الرجاله الناس وهى بتتكلم عن عرض ابوك... شوف الرجاله والعيال المراهقين الى من سنك الى بيقولو على مرات ابوك اللى هى عرضه بطل واسد.. مراته المنقبه يتشيرلها صور من غير نقابها والى يسوى والى مايسواش يقعد يتكلم ويوصف فيها.. طب بلاش هى... ابوك.. يا راجل.. ابوك اتشهر بيه وصوره بقت على كل الصفحات ابوك مكتوب فوق صورته شاهد قبل الحذف يونس العامرى وزوجته الأسد.. ابوك بيتشتم ويتهان وبيتقال عليه واطى وحيوان... تحب اكملك... ايه ماشوفتش كل ده.
كان مالك يستمع له بزهول وقال:لا والله انا رجعت من المدرسه نمت ولسه صاحى.
ولكن تحدث مجددا وقال:بس كل ده مايقولش ان امى هى الى عملت كده.
يونس بغضب:وهو انت تعرف عن ابوك انه هيتهم الناس من غير دليل.
تحدثت مروه بخوف وقالت:انا مالى... انا ماعملتش حاجة.
قبض على شعرها بقبضة يده فتأوهت بقوه وصراخ ومالك أيضا يصرخ بابيه فقال ب
يونس لابنه وللجميع :انا روحت لواحد بيفهم فى المواضيع دى كويس اوى... الهانم امك شاريه خطوط وعامله بيها اكونتات فيك وفاكره انها لما تجيب رقم جديد انا مش هعرف أوصل لصاحبه.
ثم وجه حديثه لمروه وقال بغضب:
حتى لو عملتى المستحيل عشان مايتسحلش باسمك بس بغباؤك روحتى اشتريته من الفرع الرئيسي الى قريب من هنا وانا حبيبي كتير هناك.
ينظر الجميع لها بصدمه وزهول فتحدث مالك بتفاجئ:ماما... انتى فعلاً عملتى كده... شهرتى با ابويا.. وخليتى الناس عماله تهزق فيه وتتكلم عنه.. ده مكتوب كلام دمى بيغلى كل ما بشوفه.... طب مافكرتيش فيا... شكلى ايه وسط صحابى وهما شايفين صور ابويا الى بفتخر بيه عليهم كلهم وهو كده.. مافكرتيش فى ابنك اللى كبر خلاص.
تحدث كامل بزهول هو الآخر :دى عمله تعمليها يا بنتى.. وانا الى ماكنتش راضى عن اليمين الى رماه عليكى رغم أنك كنتى عامله كارثه قبلها... بهدلتى البنت وشغلتيها خدامه عندك وهنتيها وهزئتيها قدام العماره القديمه كلها وكمان اتبليتى على ابنى وقولتى ان دى أوامره وللأسف ماحدش فينا اتكلم.. غلطه عمرى الى كل ماحط راسى على المخدة (الوساده) عشان انام افتكرها واحاسب نفسى 100مره ومره... ومع ذلك ماهونيش علينا عشان العشره وعشان ابنك... قولت اكيد اتعلمت من غلطها... اكيد مش هتأذى حد تاني... لكن يوصل بيكى الأمر أنك تعملى ابنى مسخه بين الناس.. إزاى دماغك جابتك على كده.
كانت تستمع لهم باعين تشع حقد وكره فصرخت أخيراً بغل وقالت:اااه عملت كده... وعارفين ايه كمان.. مش كفاية.. لسه حاسه انه مش كفايه.. انا مروه الشناوى واحدة زى دى تاخد حاجة كانت بتاعتى... حتى لو مش عجبانى.. حتى لو انا مش مدياها قيمتها بس فى الاخر بتاعتى.. انا الى اسيبه مش هو اللى يسيبنى... بقا انا تيجى حتة الفلاحه دى وتاخد جوزى منى.. فيها ايه زيادة عنى هااا... جت هى وخلتكوا كلكوا اتجننتوا بيها.. واحدة زى دى انا مستوايا مايسمحليش انى اشغلها حتى خدامه تمسحلى الجزم.. تيجى انت وتتجوزها وتحبها... ده انت بتكون زى المجنون قدامها... ممنوع ممنوع ممنوع.. كأن حد هيخطف ست الحسن والجمال منك... متحوزاك من اكتر من 14سنه وعمرك مل عملت كده معايا.. مش ندمانه ابدا.. ابدا يا يونس.
صمت لدقيقه او اكثر. ثم اقترب منها ووقف بمواجهتها وقال :14 سنة... 14سنه وانا مستحمل طريقتك وعجرفتك وغرورك.. وكل ده ليه.. عشان خاطر مالك.. تعرفى انى كنت جاى ناوى اطلقك فى نفس الوقت واليوم الى قولتيلى فيه إنك حامل.. رضيت بقسمتى ونصيبى معاكى وحاولت اعلمك واغيرك لكن ماحصلش.. لا ده انتى كنتى بتزيدى سوء. ومن اسوء لاسوء وانا ساكت وراضى.. قله اهتمام بيا وباى حاجة تخصني وراضى.. مشاكل كل يوم مع الناس الغلابه الى بتتنططى عليهم بفلوس جوزك ومنصبه واحلها وراضى... معاملتك الى زى الزفت لاهلى وراضى... خروج ودخول وصرف وسفر وسهر وراضى... حتى ابنك الى جايه تعرفيه دلوقتي لما كبر عشان يدافع عنك عمرك ماكنتى حنينه معاه زى باقى الامهات وانا يوميا اتحصر على حالى وحال ابنى وراضى.. كنت بحاول اعترض واغير فيكى لاكن مافيش جديد.. كام سنه بحاول لحد ما يئست ومع ذلك كنت صاينك عمرى ما فكرت اتجوز عليكى مع انى كنت اقدر ومعايا عذرى لاكن ماعملتش كده.. حتى جوازى من شهد ماكنش جواز عشان عايز اتجوز ولا هى اتجوزتنى عشان عايزه تتجوز.. الظروف هى الى حكمت علينا بكده... وهى كانت بتتجنبك وتتجنبنى.. ومن اول جوازى بيها وهى فاهمة انك الأحق وماعترضتش.. لكن انتى ذلتيها وهنتيها وبهدلتيها وحتى ماكنش ليها رد فعل واستحملت وبعدها برضه فضلت معتبراكى الزوجه الاهم والاحق.. لكن انا.. انا الى لاقيت فيها كل الى كنت بحلم الاقيه فى زوجتي.. الى حاولت ازرعه جواكى وفشلت.. وجايه تقولى فيها ايه زيادة.. طالما ماحستيش بقلبك قبل عينك هى فيها ايه زيادة يبقى عمر وصفى انا او غيرى ماهيخليكى تشوفى.. وقبل كل حاجه وبعد كل حاجه احب اشكرك إنك قدرتى وساعدتينى انى اخد القرار الى كان صعب او بمعنى أصح كنت مستحرم انى اخده.
انتى طالق يا مروه.. طالق بالتلاته.
اقل من نص ساعه ومالقيش ليكى اى اثر فى البيت ده.. وماتخافيش اى حاجة ليكى او اى متعلقات مادية او حقوق هتاخديها ومش عشانك ده اكراما لابنى الوحيد لأنك للأسف أمه.
قبل ان يخرج نهائياً هتفت به:طب وابنى.
استدار له وهو ينظر لها بغضب وسخريه:ابنك... وده من امتى... من ساعة بس ماكبر وصوته تخن وحسيتى انه فعلاً بقا راجل افتكرتيه وعايزه تاخديه... بصى يا مدام نفقه ومرخر وشبكة واى حقوق هتاخديها.. هدايا مجوهرات او عربيه ولبس برضه هتاخديه لكن ابنى لأ ومش عشان هو ابنى الوحيد والله لو كانوا عشره برضه ماكنتش هسيب واحد فيهم لواحدة زيك تربيه كفاية انه ممكن يكوم واخد جينات منك.
ثم رفع سبابته وأردف محذرا:نص ساعة وتكونى اختفيتى من بيتى ومن حياتى وحياة ابنى فاهمه.
هتفت بقوه وقالت:لا يا يونس مش هسيب ابنى.
يونس بمكر وبراءه مصطنعه:خلاص ماتسبيهوش خديه... بس تسيبى العربيه والكريدت كارد واى هديه او الماظ اشتريتهولك وهسيبلك حقوقك الشرعية (الشبكه والمرخر والحاجات دى) تمام.
استدار بمكر فهتفت بخوف وقالت:لأ.
جحظت أعين مالك والجميع بتفاجئ الا هو الذى كان يبتسم بسخرية ممزوجه بالاحتقار فهو ابدا لم يكن ليفرط فى ابنه ولكنه يعلم انها سترفض وستبيع ابنها بالمال. وارد أيضا أن يثبت لابنه وللجميع مدى حقارتها حتى لا يلومه احد منهم فيما بعد. فابنه كبر ووعى وكل شئ حدث امامه.
ذهب سريعا الى جناح حبيبته كى يهدئها فهو يعلم أنها اكيد متكوره على فراشها منهاره الآن. دلف للداخل يهتف بها ولكن لا رد. قبض قلبه بشده وهو يرى خزانتها فارغه. هرول للخارج وهو يصرخ باسم امه مناديا:امى...امى.
عزيزه:نعم يابنى.
يونس :فين شهد.
عزيزه ببساطة :مشيت.
احمرت عيناه غضبا وقال:مشيت.. مشيت ازاى وراحت فين وازاى محدش يحوشها.
عزيزه :لاقيناها واخده وهدومها واخده بنتها ومصره تمشى... مشيت لوحدها يبقى ترجع لوحدها.. هو حد كان داس لها على طرف ولا حد قالها امشى... انا مابحبش ياخويا دلع البنات ده.
صرخ بها كامل بقوه ونفاذ صبر منها هى الاخرى:يعني كل ده ولسه بتقولى ماحصلش حاجة.. الصبر من عندك يارب.
عزيزه :ايوه ماشى ماحنا ماكناش نعرف انا لأعرف فى البتاع إلى اسمه النت ده ولا افهم فيه.
كامل ليونس:يابنى والله انا حاولت معاها بس شكلها كان يخوف ومش قابله اى نقاش ولأول مرة من يوم مادخلت بتنا اشوفها كده... بس انا وصيت السواق يوصلها لحد بيت ابوها هى وبنتها وهما لسه واصلين من شوية واطمنت عليهم ماتقلقش.
احتقن وجهه بعضب وقد تثاقلت المتاعب فوق كاهله منذ الصباح حقاً قد تعب وهى الأخرى تعاقبه ببعدها عنه. ماذا يفعل الان.
خرج من البيت كله فوجد عبدالله يقف فى حديقة المنزل الخارجية. توقف باستغراب وقال:عبد الله.. انت هنا من امتى... ومادخلتش ليه.
عبدالله بحرج:انا هنا من ساعه مانت وصلت جيت ادخل بس سمعت صوت خناق عالى بينك وبين مروه فامحبتش ادخل فى خصوصياتكوا
ابتسم له يونس واغمض عينيه بتعب فقال هو:ايه اللي حصل.. عملت ايه.
جلس يونس على احد المقاعد بتعب اهلكه وقال:طلقتها... لكن شهد مشيت وسابت البيت.
عبدالله بتفهم:ده كان متوقع يا يونس... بعد الى انت حكيتهولى.. هى استحملت كتير اوى.
زفر يونس بتعب ولم يتحدث إنما استقام واقفاً فقال عبدالله :ايه رايح فين.
يونس :رايح لها.
عبدالله :يابنى اقعد الوقت اتأخر وهى كمان سيبها النهاردة تهدا وبكرة تروحلها.. اطلع انت نام دلوقتي.
تنهد بأسى وقال:مابقتش اعرف.
وغادر سريعا ومن بعده عاد عبدالله لبيته.
وصل إلى قريتها قرب شروق الشمس. دخل للمنزل الذى لم يطأه منذ ان قدم لخطبتها لأخيه. ولكنه اليوم يدخله بصفته زوجها وعاشقها. ابتسم بسخريه على القدر وما يخبئه لنا. لكنه عشق هذا القدر الذي جمعه بها.
لم يتغير البيت كثيرا تكعيبه من العنب تتقدم البيت تنتهى بدرجات سلم قليله وتجد ساحة استقبال متوسطه بها مقاعد خشبيه وحوض من الزهور ثم باب من الحديد والزجاج الملون قام بالدق عليه ولكن لم تأتيه اجابه.
لا يعلم لما قادته قدماه وذهبت به لخلف المنزل حيث ذلك المنظر البديع. أرض واسعه خضراء ورائحه الصباح اللمزوجه برائحه الندى على فروع الشجر والذرع تبعث الهدوء للنفس. وجد فاتنته ومعذبة قلبه تجلس والحزن يكسو عينيها. رغم جمال المنظر ولكن دموعها مزقت روحه..لا لا ثوانى.. عن اى تمزيق يتحدث ها... سيقتلها.. مؤكد سيقتلها والان.. تجلس من دون نقاب... رحمها الله إذا.
تقدم منها بسرعه وقبض على ذراعها بقوه وغضب وهو ينوى كسر رأسها.
تفاجئت به وفزعت ولكنها احتضنته بشوق كبير.
تفاجأ من فعلتها كليا.. احمم.. حسنا. اا.. لن يقتلها.. لقد انسته تماما.
_وحشتنى اوى يا يونس.
نطقت بها شهد بحب وشوق كبير جعله يتأوه بتعب وصوت مرهق جدا.
اشتم رائحتها وهو يكسر ضلوعها داخل احضانه ثم قال:كده تسيبي.. تسيبى البيت وتمشى من غير ماتقولى.. هونت عليكى.
خرجت من احضانه وهى تشهق باكيه:غصب عني يا يونس والله ماستحملتش...اللى حصل معايا كان كتير.
يونس بحزن:ماهو حصل معايا انا كمان.. انا ذنبى ايه.. يعنى فوق ده كله كمان بتعاقبينى بيكى.. تمشي وتسبينى.. هو انا ذنبى ايه.
شهد ببكاء:والله ماكان قصدى كده.. بس من ساعة ما اتحوزنا وانا بتعرض كل شويه لحاجه اصعب واصعب وكل مره استحمل واعدى.. بس المره دى كانت صعبه اوى.. انا اتفضحت يا يونس.. مش هقدر ارفع عينى فى عين حد بعد كده.
قالتها وهى منكسه رأسها بدموع وحزن فوضع يده اسفل ذقنها ورفع رأسها عاليا وقال :ماعاش ولا كان الى يعمل فيكى كده وانا عايش.. ترفعى راسك وسط الكل.. وانتى ست الكل.. انا رديتلك اعتبارك وسط الناس كلها.. كل المنشورات الى اتنشرت اتحذفت والجروبات والصفحات دى اتقفلت والى كان السبب في كده اتعاقب.
مسحت عينيها وانفها بطفوله وقالت:ازاى.
رفع رأسه وقال:انتى متجوزه يونس العامرى مش اى حد.. اما بالنسبة للتفاصيل مش هقولك لانى زعلان.. وزعلان اوى كمان.
شهد :يا يونس والله...
قاطعها بقوه وقال:انا ذنبى إيه... تعبت اد ايه على ما وصلتلك وتعبت اد ايه على ماقولتيلى بحبك.. كل حاجه يطلع عين اهلى انا ليه.. ليه تسيبنى وتمشى.. هو انا مثلا الى نشرت الصور دى ولا انا اللي قولت للناس تعلق تقول كده ولا انا اصلاً ليا يد من قريب او من بعيد فى الموضوع ده.. انتى غلطتى وغلطتى جامد ياشهد.
استدار ينوى الذهاب للداخل وهى خلفه تبكى بحزن ولكنه التفت لها واضاف:اه وزيادة عليهم واقفه برا البيت من غير نقاب ياهانم يا محترمه.
توقفت عن البكاء تلقائيا واتسعت عينيها بزهول منه الا ينسى ابدا او يمرر الامر نظراً لما هم به.
ومالبست أن ابتسمت بحب. انه يونس المهوس بها.
لكنه غاضب منها وبشدة وهى أخطأت نوعاً ما ولابد من مراضاته.
فماذا تفعل هى.
***********
رواية شهد حياتي
الجزء السادس والعشرين
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
على طاولة متوسطه للافطار كان يجلس يونس وبجانبه شهد والى امامهم كريم شقيقها وزوجته ندى وابنائهم.
تحدث كريم ببشاشه مرحبا :البيت والبلد كلها نورت والله يا يونس بيه.
يونس مبتسماً :البلد منوره بأهلها... وبعدين ايه يونس بيه دى ده انا جوز اختك وكمان سننا قريب من بعض.
كريم:ههههههه.. عندك حق... انا فرحت اوى لما عرفت انك جيت... لازم اغلبك بقى عشرتين طاوله ولا مالكش فيها.
يونس:لا للأسف ماليش.. انت عارف مابيبقاش فى وقت فاضى فى اليوم خالص.
كريم :خلاص يبقى اعلمك.
ندى متدخله بمرح:وتعلمه انت ليه يا كريم وهو متحوز الاستاذه بذات نفسها... اندهش يونس جدا ونظر لشهد التى كانت تلعن ندى في سرها وهى تهز رأسها بنفى شديد... فى نفس الوقت فتحت ملك الباب بالمفتاح الخاص بها ودلفت مرحبه تشاركهم الحديث.
ندى لملك:شوفتى يا ملك يونس بيه طلع مالوش في الطاوله.
ملك باندهاش:معقول... ده انت مراتك حريفه.
يونس مبتسما:انا اول مره اسمع الكلام ده... اتفاحئت بصراحه.
ملك:ههههههه.. دى مراتك دى كلها مواهب.. فاكره يا ندى.. طب دى بترقص رقص فشر نجوى فؤاد.
اتسعت عينيه بزهول وهو ينظر لها بمكر وخبث. وهى تهز رأسها بجنون تنفى مايقولون. ودت لو قطعت السنتهم جميعاً.
ندى :بصى يا ملك بتهز دماغها ازاى. ههههههه.. طب انت عارف يا يونس بيه الأطفال وهما صغيرين لما تسألهم نفسك لما تكبر تشتغل ايه اى طفل طبيعى بيقولك دكتور مهندس ظابط مدرسه.. هههههههه لاكن شهد كنت تسألها نفسك يا شوشو لما تكبرى تشتغلى ايه تقولك وهى بتهز وسطا وكتافها رقاااااااصه هههههههه.
انفجر الجميع ضاحكا وهو معهم بشده واعين متسعه لايصدق ابدا بينما هى لا تفعل شيئاً سوى النفى :وربنا ماحصل.
ملك:ياكدااابه... هههههه طب فاكر يا كريم هههههه لما كانت فى ثانوى وكنا نقولها يابنتى ذاكرى عشان تدخلى كلية كويسه هههههههه كانت تقولنا بكل ثقه.. بس انا عرفت انا هشتغل ايه.. نقولها بجد ايه.. تقول هشتغل رقاصه وبعد ما اخلص نمرتى هههههه هنزل افتح للزباين هههههههه.
ارتفعت اصواتهم اكثر واكثر وهو ضحك حتى بكت عيناه لا يصدق أبدا صغيرته وافعالها.
شهد:بس بقى. ثم نطرت ليونس وقالت:والله بيكدبوا.
كريم :والله انتى الى بتكدبى.ثم وجه حديثه ليونس وقال:طب دى كانت شقيه شقاوة.. فاكره ياملك لما كانت قاعده على المطبخ وكنا لسه شاريين كرتونه بيض... اخدت البيض كله وفضلت تحدف فيه فى الحيطه والارض بقت كلها بيض.
ملك بقرق:يعععع ماتفكرنيش ده انا فضلت امسح فى المطبخ 3ايام ورا بعض.
شهد ليونس:ماتصدقهمش بيتبلوا عليا والله.. انا اصلا مش اختهم هما متبنينى فابيحقدوا عليا.... اة زى مابقولك كده.. انا اتبدلت منهم فى المستشفى يوم ما اتولدت.
يونس :لا أرسى على كدبه واحدة متبينك ولا اتبدلتى فى المستشفى ههههههه.
كريم:ههههههه طب نقى كدبه تليق بيكى ده انتى الوحيدة فينا الى مولوده فى البيت هنا.. انا وملك مولدين فى المستشفى الا انتى... يالا يا كدابه...وعشان افتراكى ده احنا كنا ناويين نستر عليكى بس خلاص هنقول على كل بلاويكى.
ملك:ههههههه فاكر يا كريم لما المدرسة بتاعت الحضانة اتصلت على التليفون الارضى ورحنا جرى لاقناها بتقولنا ان شهد واخده في شنطتها كل الشوك والمعالق الى فى البيت... هههه اموت واعرف كنتى وخداهم ليه.
شهد:اصلهم كانوا بيعملوا صوت حلو.
ارتفع صوتهم مجددا ويونس يضحك بجنون متفاجئ من أفعال صغيرته وكم احب ان يعرف عنها ويتشارك جميه أوقات طفولتها وشقاوتها فيبدو ان زوجته كانت طفله مكاره وشقيه بل ومازالت. منذ ان تقرب منها وعشقها وهو يتمنى لو رباها على يده وكانت معه منذ طفولتها وها هو الآن يستمع بذهول وتفاحئ لافعالها ومواهبها التى تفاجئ بها حقاً.
فى فناء المنزل كانت ملك تقف بتذمر غير راضيه ابدا على الذهاب مع شهد.
شهد :اوووف ايه يا ملك بقا اخلصى ووافقى.
ملك:انا مش شايفه داعى لسفرى معاكى ومش كل يوم والتانى هنطلهم هناك المفروض اخلى عندى دم.. هو كان بيت ابويا.
شهد:عشان خاطرى يا ملك.. يونس زعلان مني وعماله اصالح فية مش بيتصالح... بيكلمنى قدام الناس بس عشان شكلى مايبقاش وحش لاكن بينى وبينه مش بيكلمنى وزعلان.
ملك:وتفتكرى انا هعمل ايه يعني.. ده جوزك انتى وانتى الى تعرفى تصالحيه.
شهد :على الاقل هقعد احكى معاكى وافك عن نفسى ونوصل لحل ده غير انى لسه مش عارفة أواجه الناس هناك بعد اللى حصل فا محتجاكى جنبى.
ملك :ما رنا صاحبتك معاكى هناك.
شهد:يوووه يا ملك مانتى عارفه رنا قربت تتجوز ومش بعرف اتلم عليها من السحله الى هى فيها دى بترجع البيت مقتوله حتى خطيبها مش بتعرف تكلمه... هو انا هشحتك.. شكرا جدا الاهتمام مابيطلبش على فكرة.
قالت الاخيره وهى تستدير وتبتسم بمكر وخبث.
ملك:هنتقمص بقا زى العيال الصغيره.. يابنتى مانتى عارفه مش عايزه اجى عشان ماهى وجوزها وكفاية اوى الى حصل.
شهد :ايوه يعنى ايه يعني... هتقطعى علاقتك بيا.. ذنبى ايه انا مش فاهمه.. ماشى.. ماشى...اه يانى يامى يانى يامى.. اه يا غلبانه ياشهد ومالكيش حد.. اه يا.... قاطعتها ملك :بس بس خلاااص.. ايه مسوره وانفجرت في وشى.
ابتسمت شهد براءه:يعني هتيجى معايا.
ملك :خلاص هاجى... بس وحياة امك تخلصى وتحلى معاه بسرعه مش عايزه أطول هناك.
قبلتها شهد على وجنتها بحب وشقاوه:تسلمى يا احلى واجمل اخت فى الدنيا.... انا كنت عارفة انى مش ههون ابدا.. يالا بقا نلبس جورى وانتى صحى كريم يالا.
طوال طريق العوده للقاهره وهى تحاول التقرب منه ومحاولة ملامسة يديه او ماشابه ولكنه مازال على غضبه منها وملك بالخلف تكتم ضحكاتها على محاولات اختها الفاشله ومع كل مره يحبط محاولاتها تنفخ وجنتيها بطفوله. وهو يرتسم العبوس والجمود على وجهه كطفل فى التاسعة.
وكريم يلاعب جورى منشغل بها في الخلف. اخ لو يعلم مالك ماتفعلينه يا صغيره.
وصلول إلى فيلا العامرى وذهبت ملك وكريم ليستريحوا فى غرفة خاصة بالضيوف.
أخذت شهد طفلتها وذهبت بها لغرفتها بعد أن ابدلت لها ثيابها واوصتها ان تنام قليلاً لتستريح من تعب السفر.
وبعدها ذهبت شهد لمراضات وحشها الغاضب.
اما تلك الصغيره فتسحبت على أطراف اصابعها تتمسك بطرف فستانها الازرق الذى يعكس وهج زرقه عينيها. وتعلقت بمقبض الباب المقابل لغرفتها وفتحته بصعوبه لكنها فتحته بالاخير.
وجدت مالك جالس على فراشه نص جلسه ينظر للسقف بحزن وشرود ولم يشعر بدخولها.
وقفت على الأرض تنظر له باستغراب. صحيح هى طفله قاربت على الرابعه من العمر ولكن نعلم كيف ان الاطفال اذكياء ولماحين الى اقصى درجة فهو دائما خلفها دائما يفرض قيرده وتحكماته عليها.. ماذا حدث إذا.
شعر هو انه لم يعد بمفرده. نظر بجانبه وجد طفلته الجميله تنظر له ببراءه وحاجبيها معقودان باستغراب زادها لطافة. ابتسم من وسط حزنه وقام بحملها من تحت كتفيها ورفعها لجانبه على الفراش.
اجلسها لجواره وقال:كنتى فين... كده تسبينى انتى كمان.
جورى:ماما مشيت واخدتنى معاها.
نظرت لدمعه يتيمه كانت قد فرت من عينيه وقالت وهى تمسحها له بكفها الصغير:انت بتعيط يا لوكا.
مالك مبستما بحزن:لأ مش بعيط.
جذبته بطفوله ووضعت راسه على كتفها الصغير وقالت:ماتزعلش.
ضحك رغما عنه وقال:بتعملى ايه بس... هحط دماغى دى كلها على كتفك المعضم الصغير ده ازاى .
جورى ببراءه :مانا لما بعيط بنام على كتف ماما كده... وانت مامتك مش هنا... الحق عليا يعني.
تذكر والدته ومافعلته فوجود صغيرته قد انساه بعض الشئ ولكنه وبعفويه بالغه ذكرته من جديد.
مالك بحزن :ماما سابتنى ومشيط يا جورى فضلت العربيه والفلوس عليا.
جورى ببراءه لا تعى ماتقوله وماسيترتب عليه مستقبلاً :خلاص ماتزعلش انا هفضل معاك لحد ما انسيك ومش هسيبك ابدا...
نظر لها بجنون وتملك فهذه الصغيره تزيده يوميا تعلق بها وقال باصرار :حتى لو انتى سبتينى انا مش هسيبك ابدا حتى لو حصل ايه... ولا هسمح لحاجه تاخدك منى.
لم تعى ما قاله ولا ما سينتج عنه وابتسمت بطفوله وجذبت راسه ثانيه لكتفها. ضحك من قلبه بقوه وقال:ههههههه ياحبيتى انا لو نمت على كتفك مش هرتاح بالعكس هيجيلى صداع من العضم الى غارس فى دماغى... تعالى.. تعالى احكيلى عملتى ايه عند ولاد خالك.. لعبتى مع مين.. وكنتى بتنامى فين وكله كله.
اخذت بطفوله تحكى وتعبر بيديها وهو يستمع لها باهتمام فهى الوحيده التى ينسى العالم معها.
خرجت ماهى مسرعة بغضب وخوف تحمل ابنتها الصغيره فى نفس الوقت الذى كانت تجلس به ملك بالحديقه الخارجية للفيلا. فقلقت من طريقتها وسرعتها بالسير وذهبت لتطمئن الى ما يحدث معها فبعد معرفتها بشخصية ماهى الحقيقة احبتها وتعاطفت معها كثيراً وتود لو اصبحوا صديقتين.
كانت ماهى على وشك المغادره بسيارتها لولا وقوف ملك امامها متسائله بقلك:خير يا ماهى فى ايه شكلك فى مصيبة.
ماهى بغضب :الدكتور الحمار اللي عمل لحنين الجبس.. جبسها غلط والبنت كل يوم بتصرخ من الوجع.
ملك :يابنتى مايمكن عادى.
ماهى:لا يابنتى المفروض الوجع مع الوقت يهدا لكن لا ده بيزيد وانا اصلا ابن خالتى دكتور عظام كبير في دبى واما وصفتله الحاله وبعتله الصوره زعقلى جامد وقالى ازاى اسيبها كده.. كلملى دكتور صاحبه شاطر وحجزلى عنده وهرحله حالا.
ملك بشهامه:طب استنى انا جايه معاكى.
ماهى:لا ياحبيبتى شكرآ.. ده كفاية سؤالك وذوقك.
فتحت ملك باب السيارة وجلست واخذت حنين على قدميها وقالت:على أساس انى باخد رائيك انا بعرفك بس.. يالا بسرعه بقا.
ابتسمت ماهى وقالت:شكرا ليكى.. مش عارفه اقولك ايه.
ملك :اقولك انا تخلصى عشان بقالنا ساعه بنرغى والبنت اكيد موجوعه.
وبالفعل قادت ماهى سيارتها وذهبت باتجاه الطبيب.
بغرفة شهد كانت تتجهز للذهاب للجامعة بحزن وضيق فهى ومن الامس تحاول مرضاة يونس لكنه مازال على موقفه.
وقفت امام المرأة وقررت اغضابه وإظهار غيرته الهمجيه التى باتت على دراية كاملة بها.
وضعت كحل اسمر يبرز جمال عينيها وزادته ب(ايلاينر) فاصبحت عينها جميله وخاطفه.
كان يمر من المرحاض ذاهب لغرفة الملابس. مرر نظره عليها سريعا وقال وهو لاينظر لها بأمر قاطع:الى على عينك يتمسح.
وذهب ولم يعيرها انتباه او كلمه أخرى وهو يسير بشموخ حقا يليق به.
اتسعت عينيها وقالت بصوت شبه مسموع وهى تدبدب بقدميها بالأرض :ايه ده هو مش هييجى يتجنن ويتعصب ويطلع غيرته المجنونه عليا ويصرخ فى وشى وكده... ياخيبتك يا شهد ياخيبتك مش عارفة تصالحيه خالص.
فى غرفة الملابس كان يقف يستند على الحائط وهو يعض يديه بين اسنانه يحاول عمدم إخراج صوت أثناء ضحكه الهيستيرى عليها وقد رائها وسمع ماتقوله بوضوح. قلبه يحبها وكل كيانه يطالب بها. سامحها بالتأكيد ولكنه يتعمد ان يقسو قليلا كى لا تفكر فى فعلها مجددا. فكرة انها لا تشاركه هواء وسحاب نفس المكان بل المدينة تخنقه فعلاً.. ابتعادها عنه يعنى الموت لا محالة.
فلتعلم صغيرته أن ابتعادها أكبر جرم يمكن ان ترتكبه فى حقه... يعلم بمحاولاتها منذ الامس والرجل الشرقى الذى بداخله يرقص فرحا بذلك ولكن لتتعلم الدرس جيدا.
وصلت ماهى وملك لعياده ذلك الطبيب وادخلتها مساعدته فورا.
دلفا لداخل الغرفه وجدوا رجلا بمعطف ابيض. بشعر كستنائي وعيون خضراء وبشره برونزية يبدو أنه من نفس عمرهم.
نطروا له ببلاهه وكأنهم لاول مره يرون رجل.
ابتسم هو كذلك باعجاب فامامه امرئتين كل منهما اشد جمالا من الأخرى.
همست ملك ببلاهه لماهى:يعني ادخل لو رجلى بتوجعنى اخرج قلبى مخطوف... ينفع كده.
ماهى ببلاهه هى الأخرى :صراحه لأ.
ملك :لا ما تبصيش انتى متجوزه لكن انا لا.
ماهى :خديه وسيبيلى المز ده.
همت ملك للحديث متناسيه انهم مازالوا على حالتهم فقاطعهم صوت الطبيب :اهلا وسهلا.. اتفضلوا.
ابتسموا له ببلاهه وجلسوا فقال:انا دكتور طارق.
مدت ملك يدها للسلام سريعا ببلاهه وقالت :وانا ملك. صافحها هو قائلا
باعجاب:تشرفنا يامدام ملك
ملك :ده الشرف ليا والله.
نظر مجددا لماهى وقال:ةحضرتك مدام ماهى والدة حنين صح.
ماهى باعجاب هى الأخرى :اه.
طارق :هو ايه اللي حصل.
قصت ماهى عليه ماحدث ثم قام بتجديد الجبيره للطفله وهو يناظر الاثنتين باعجاب شديد.
وصل عز المنزل وبحث عن ماهى او ابنته ولكن الخادمه اخبرته بما حدث وبمكان الطبيب.
تأكل قلبه قلقاً على ابنته فذهب بسيارته سريعاً الى الطبيب.
دلف للداخل فكانت ملك وماهى قد انتهوا من الكشف وكذلك انهى طارق عمله وخرج خلفهم فتجمعوا فى ريسبشن العياده.
ولم تلاحظ احداهم قدوم عز.
ماهى وهى تحمل حنين :شكرا جدا يا دكتور.
طارق باعين لامعه:ده انا الى الشرف ليا يا مدام.
ملك :ماعلش تعبناك معانا.
طارق :ولا يهمك المهم سلامتها.. هو انتو اخوات صح.
ماهى:ههههههه لا خالص بس هى زى اختى اكيد.
طارق:هو بابا حنين فين.. انتو منفصلين يارب.. ااقصد صح؟
_لأ ياعين امك مش منفصلين.
كان هذا صوت عز الغاضب بشده وكل مايراه امامه ان هناك رجل يلاطف زوجته خاصته ولم يغب أذنه التى التقطت خطئه بالتمنى ان تكون منفصلة.. حتى انه لم يلاحظ او يهتم لوجود ملك التى كام يلاحقها مسبقا.
التفت له طارق بغضب وقال :انت مين وازاى تكلمني بالطريقه دى.
تقدم منهم وقبض على كتف ماهى بتملك وضمها له:انت اللي ازاى واقف تتكلم معاها كده.
طارق:والله انا راجل دوغرى... شكلك قريبهم او اخوهم.. وياريت نبقى نسايب.
اتسعت اعين ماهى وملك أيضاً هل يوجد من يعرض الزواج هكذا من اول لقاء.. ولم يحدد من تاتى فخير وبركه.. ما هذا. ولكن ملك أمرها يهون فما بال تلك التى تخطب من زوجها.
عز بغضب تراه ماهى لاول مره تقدم منه وقبض على فكه بشراسه وقال:بس ياض يافرفور انت... هعتبر نفسى ماسمعتش حاجه وانت تلم نفسك وخاف على عمرك ها.. مش عايز اطلعلك عز الشبح من جوايا... اصحى يالا ده انا من الوراااق.
طارق :ماقولتلك انا دوغرى ومافيش ولا واحدة فيهم لابسة دبلة تبقى اكيد منفصلة... ايه العيب في كده مش فاهم.
نظر عز ليد ماهى بغضب وجدها فعلاً فارغة احمرت عينيه وقبض على يدها بعدما حمل ابنته وذهب يجرها خلفه جرا ولم يحاول أو يتذكر حتى امر ملك وكيف ستعود كل ما اخذ باله منه هو أن هناك رجل يريد خطب زوجته. يلاطفها ويغازلها.
ظلت ملك لأكثر من دقيقه مزهوله مما حدث ولكن مالبست ان ابتسمت بحب ورضا فعز لم يحبها اطلاقا من الممكن أن يسمى إعجاب او اقل أيضاً. فهو حين غار... غار على زوجته وحبيبته لم ينتبه لوجودها من الاثاث.
اقترب طارق منها وقال :ممكن اوصلك فى طريقى.
نطرت له ملك بحرج وقالت :لا مالوش داعى شكراً.
طارق:انا عارف إنك اكيد اخدتى عنى صوره غلط بس بصراحة انتو الاتنين فيكوا حاجة مشتركة وكنت مش عارف مين فيكوا المرتبطة ومين لأ وانا نادرا مابيعجبنى حد وارتاحله فامحبتش اضيع الفرصه خالص حتى لو طريقتى هتبان زباله جدا... ممكن اعزمك على الغدا واحكيلك.
ملك بخجل:لا خالص مش هينفع... كمان سايبه ابنى لوحده.
طارق:هو انتى كمان مرتبطه.
ملك :لا انا منفصلة عن جوزى بس معايا ولد ماشاء الله14سنه.
ابتسم طارق يعلم أنها تقول هذا كى ترى رد فعله وتعلمه أن لديها فتى ويعيش معها وليس مع والده كى يكن على نور.
تحدث قائلا :ممكن رقم تليفونك.
لم تجيب وكساها الحرج فقال :يبقى اتفضلى معايا عشان عارف انك مش هتديهولى بسهوله.. بس لما تعرفينى هتعرفى انا اتصرفت كده ليه.
قفت لا تعلم اتذهب ام لا وماذا تفعل.
عاد يونس من عمله وصعد لغرفته هو وشهده وجدها تجلس على حافة الفراش يبدوا انها تنتظره.
حاول تجاهلها وهم للذهاب كى يبدل ثيابه. لكنها توقفت امامه وبدون مقدمات احتضنته بشدة وقالت :خلاص كفايه عقاب بقا والله ماهبعد تانى ولا هسيبك تانى... صالحنى والنبى.
اغمض عينيه يبتسم بحب على طريقتها البسيطه ولكنها تذيبه بها.
ضمها له بشوق فهو كان يبذل جهدا كبيرا ليظل على موقفه من عقابه لها ولكن كل عضله بجسده تأن شوقا لها.
ابتسمت بحب حتى ادمعت عيناها وقالت :مش هعمل كده تانى والله بس ماتبعدش عنى.
يونس :غصب عني بس فكرة إنك تبعدى عنى قتلتنى... انتى عارفه انى ماعرفش اعيش من غيرك تقومى تسبينى.. انا ماعرفتش انام بعيد عن حضنك.. مش حابب انك كل يوم والتانى تستغلى عشقى وجنونى واحتياجى ليكى ده الى زعلنى.
شهد:ماعاش ولا كان والله ده ماكنش تفكيرى أبدا بس انا كنت اتعرضت لحاجات كتيره اوى وانت عارف اد ايه كانت صعبه كنت بستحمل وأكمل بس المره دى كانت اصعب وانت عارف ومتاكد إنها كانت اصعب.
يونس:عارف وهو ده الى شفعلك عندى.. بس خلاص انا بقين ليكى لوحدك... عايز اعيش ليكى ومعاكى ومع ولادنا مالك وجورى..انا قررت اجوزهم لبعض اصلا.
جحظت اعينها وقالت:ايه لا طبعا هى لما تكبر تقرر مايمكن تحب حد تانى.
ابتسم يونس وقال:جورى بنتى والى هى عايزاه هعمله بس مالك بيحبها اوى.
شهد بقوه:ايوه بس المهم هى عايزه ايه.
يونس :اممم.. ماشى مش هنتكلك فى الموضوع ده دلوقتي... انتى وحشتينى جدا.
ابتسمت بخجل وقالت :وانت اوى اوى اوى.
مال عليها والتهم شفتيها بنعومه وتلذذ وهى تبادله بحب. ولكن سرعان ماتحولت قبلته من النعومه للعنف الشديد وهو لايطيق صبرا على إدماج جسده بها وكعادته قطع ثيابها من عليها بعنف باتت تستمع به كثيراً.
بعد مده كان يحتضنها وهى تلهس بصعوبه فقال:ههههههه اهدى اهدى.. انتى ضعيفه خالص.
شهد بوهن:مش ضغيفه انا عاديه انت الى مش عادى.
يونس :انتى هتحسدينى ولا ايه.
شهد :لا بس براحه عليا وراعى فرق الحجم.
يونس بحب :كل مره بقول كده بس اول مابتكونى بين ايديا بتجننينى اكتر واكتر.
سحبها واجلسها على قدميه وضم شرشف السرير على جسديهم العارى وقال :بحبك يا شهدى.. يونس الى معاكى مش هو يونس الى مع باقى الناس.
ابتسمت له بعشق كبير وقبلت شفتيه قبلة سطحيه جميله فابتسم بمشاكسه قائلاً :بس ده طلعتى طفله شقيه اووى.. حد ياخد الشوك والسكاكين معاه الحضانه... كنتى وخداهم ليه.
ضحكت بقوه واخذت تقص عليه ما حدث يومها ولما فعلت ذلك.
دلف عز لغرفة نومه واوصد الباب بالمفتاح بعدما اعطى ابنته النائمه للداده.
اتسعت اعين ماهى بخوف فابتلعت ريقها وقالت بتوجس:انت بتقفل الباب ليه.
شمر عز عن ساعديه وهو يقول :هنرقص دانص ياختى.
ماهى :عز فى ايه.. مالك كده.
عز :بقا انتى بقى بتتخطبى.
ماهى بشجاعة مصطنعه:ا.. ااا. اه وفيها ايه.. مش انت مش بتحبنى وقلبك مش عشانى... يبقى حق ربنا ننفصل وتسيبنى احب تانى.
مد يده وجذبها من ذراعها فاصبحت في مواجهته تماما لا يفصل بينهم سوى انش واحد:ننفصل ها... ده فى أحلامك... هتفضلى طول حياتك مراتى يا ماهى.. ماتخلنيش اخرجلك عز العشوائي الى جوايا.
ماهى :مش انت نويت تتجوز.. اكيد انا كمان محتاجه راجل يجرى ورايا ويعرض عليا الجواز ويسمعنى كلام حلو زى اللى كنت بتقولو لملك.
عز بندم:ماقولتش كلام حلو والله... مستحيل اسيبك لغيرى يا ماهى مستحيل.
قبض على فكها وقال :ماشوفتش حد غيرك قدامى والراجل الملزق ده بيتكلم عنك... عرفت ساعتها انى مش هاممنى غيرك ومش بحب غيرك... مين قال انى مش بحبك ياماهى.. انا بس كنت دايماً حاسس بنقص جنبك وان مهما عملت فلوس هفضل عز ابن البلد وانتى ماهى بنت الزوات عشان كده كنت بهرب منك ومش بخرج معاكى... كنت بخاف ييجى موقف بينك وبين صحابك وتتكسفى منى او من اصلى او تصرفاتى.. غصب عني بيقيت كل يوم ببعد اكتر بس البعد ده كان بيتعبنى انا اكتر.
ماهى بحزن :ومين قالك اني كنت بفكر كده بالعكس ده انا وافقت عليك دونا عن أى واحد اتقدملى عشان انت ابن بلد وشهم وجدع بنيت نفسك بنفسك مش من فلوس ابوك.. بتحاول تتعلم عشان تسعدنى وتعمل الى يفرحنى... اختارتك عشان كنت فخوره بالحاجات الى انت فاكرنى هكون محروجه منها... لو كنت جيت وصارحتنى بالى حاسه والى جواك كنا وفرنا على نفسنا سنين كتير عشناها بعيد عن بعض.
اقترب عز والتهم شفتيها بعد أن قال:بحبك يا ماهى.
فصل قبلته وقال:بتحبينى؟
ماهى:اوى يا عز.
عز:ليه قالعه دبلتك.
ماهى بحزن:وسعت عليا من قلة الاكل بس طبعا انت مش واخد بالك.
قبل جبهتها وقال:حقك عليا.... كل حياتنا لازم تتغير ونبدأ من جديد... هتدينى فرصه؟
ابتسمت ماهى بخجل واماءت موافقة.
ابستم بخبث ومكر وحملها قائلا :يبقى لازم ارفع المقاسات الجديده ونشوف اتغيرت ولا زى ماهى.
ضحكت ماهى بغنج واستمتاع فهاهو عز حبيبها يعود كما كان بمرحه يخصها به لا غيرها.
وبعد ثوانى كان يغوص بها في بحر العسل الخاص بهم وحدهم بعدما تأكد انه لم يعشق غيرها هى فقط.