رواية ميراث ابي الفصل الاول1بقلم زهرة عمر


رواية ميراث ابي
 الفصل الاول1
بقلم زهرة عمر 



في عام 1967 في قرية الشعال داخل منزل صغير في ليلةٍ باردةٍ تُضاء غرفة جنات بضوء خافتٍ تجلس جنات الحامل في شهرها الاخير على كرسي خشبي أمام نار مشتعلة في المدفأة تراقب قطرات المطر وهيا تسقط بغزارة على زجاج النافذة وفي تلك الليلة تلقت خبر وفاة زوجها عادل تاركًا إياها وحيدةً مع طفلةٍ لم ترَ النور بعد كانت جنات امرأةٌ طيبة القلب ومسكينةٌ وجاهلةٌ في نفس الوقت يتيمةً الأبوين لا أخٌ لها ولا أختٌ لا سندٌ لها ولا معينٌ سوى خالٍ واحدٍ يدعى عامر  كان عامر  في ذلك الوقت عامر رجلًا ثريًا منذ زواجها لم يسأل عنها ولم يزورها، ولا يعلم عنها شيئًا بعد ولادة طفلتها التي أسمتها بنين عاد عامر و أخذها للعيش معه مُبررًا ذلك بقوله لا يمكنني ترك ابنة أختي تعيش وحدها بعيدًا عني لكن زوجته كانت امرأةً مُغرورةً لم تُحب فكرة وجود جنات وطفلتها في منزلهم ورفضت ذلك  فأمر عامر العمال ببناء غرفةٍ صغيرةٍ من الخشب أمام منزله لتعيش فيها جنات وطفلتها جلست جنات في الخارج وسط البرد تحمل طفلتها في يدها تُنتظر إتمام بناء الغرفة كانت جنات جميلةً جدًا تُشبه زهرةً رقيقةً وسط الصحراء  و كانت عيون العمال تُحدّق بها لكنها لم تُعرِهم اهتمامًا




 عندما انتهت الغرفة دخلت جنات وطفلتها بنين كانت الغرفة صغيرةً وقد وُضع فيها سريرٌ وغطاءٌ وقطعةٌ من الحصير فوق التراب وضعت جنات بنين في السرير وغطّتها بالبطانية ونامت بجانبها و في صباح اليوم التالي استيقظت جنات على مشهدٍ مرعب حفرةٌ كبيرةٌ تحت باب الغرفة وأثرُ أقدامٍ وأصابعٍ كثيرةٍ أمامها و داخلها فزعت جنات وركضت إلى منزل خالها تُخبره بما رأته قالت جنات بخوف هناك من حاول الدخول إلينا من خلال حفر حفرةٍ تحت الغرفة لكن خالها وزوجته لم يُصدّقوها قال عامر كنت أُمشي أمام المنزل بعد صلاة الفجر ولم أرَ أحدًا تم قالت زوجت عامر أعتقد أن جنات هي من حفرت الحفرة بنفسها تُريد أن تنتقل للعيش معنا في المنزل و عندما أخبر عامر جنات بذلك بدأت جنات تُقسم وتقول أنا لم أفعل ذلك! أعتقد أنهم العمال لأنهم يعرفون أن هذه الغرفة لي وأعتقد أنهم لم يتمكنوا من إتمام الحفر عندما خرجت أنت للمشي فَهربوا قال عامر حسنًا اهدئي سنقوم بصبّ إسمنتٍ تحت الباب ولن يتمكن أحدٌ من الحفر مجددًا هيا عودي إلى غرفتك كانا لـ بنين أخوين زيد الأخ الأصغر وسيف الأخ الأكبر من زوجة والدها السابقة المتوفية كانا متزوجين و يعيشان في قريةٍ بعيدةٍ وحالتهم المادية ممتازة كان سيف الأخ الأكبر يملك منزلًا كبيرًا  و مزرعة يعيش داخله ومُنزلًا آخر صغيرًا يقوم بإيجاره ويعمل في نفس الوقت في نقل البضائع على شاحنته أما زيد فكان  يعمل في الحدود و يقوم بنقل المسافرين يملك بيتًا كبيرًا وحالته المادية ممتازة


                  الفصل الثاني من هنا


تعليقات