رواية قيود بلون الدماء الفصل الاول1والثاني2 بقلم رحمه سيد


 رواية قيود بلون الدماء الفصل الاول1والثاني2 بقلم رحمه سيد 

ليلاً.. تحديدًا في الثانية عشر في منتصف الليل... هدوء مخيـم.. وسكـون يشـع ظلامًا من ثنايـا الليل !! 

رفعـت هي رأسها عن الجثـة المُلقـاة أرضًا تضخ الدمـاء منها بكثـرة، لتمسك "السكين" لتمسح عنها الدمـاء بهـدوء تام.. 

هـدوء يخفي أدراجـه حلكـة قتل نامية !!! 

بصقت على الجثة وأخيرًا خرج صوتها شرسًا متمهلاً في الكره :

-حيوان.. دي أخرتك يا كلب ! 

ثم أستـدارت لتغطـي رأسها بالچاكيت الأسود، مخرجة هاتفها من جيبها لتتصل بالشرطة مرددة بعد ثواني :

-الووو بوليس النجدة.. لو سمحت كنت عايزة أبلغ عن جريمة قتل في "......" 

ثم أغلقت الخط لتخرج -شريحة الهاتف- وتُكسرها لقطع صغيرة ثم تركب دراجتها "موتوسيكل" لتنطلق متجهة نحو مكان ما....... !! 


                           *******


في مكان مختلف تمامًا... 

كان "عز" يضع الهاتف على أذنيه يُحادث صديقه المقرب وهو يخبره عن الجريمة الجديدة.. فانفلتت أعصابه وهو يصرخ به :

-جريمة تاااااني يا كريم !! هو القاتل دا مابيزهقش، دا أنا زهقت من جرايمه المتتالية !!! 

-هنعمل أية بقا يا عز، حظك إنك لبست في القضية المعقدة دي ! 

-اووووف بجد تعبت.. مش كفاية البلوة اللي عندي دي 

ظهرت "تمارا" أمامه فجأة.. وبجـرأة تُغلف حروفها قالت بنبرة مستفزة ولكنها صلبة تمامًا :

-ياريت تحترمني أكتر من كدة عشان أنا اللي زهقت من معاملتك، ومتنساش ان أنت في بيت جوزي.. اللي هو بيتي دلوقتي !! 

لتجده فجأة أمسك ذراعيها بقـوة مختزنة تُهدد بالأنفجار داخله، يصرخ فيها مزمجرًا :

-إتجوزتيه لية هه ؟! نفسي تجاوبيني إجابة مقنعة!! 

كانت نظراتها ثاقبـة.. هادئة ولكنها مخترقـة كسهم سلس ونحيف حد الخطورة... ! 

حاولت إبعاده قبل أن تخبره ببرود مستفز :

-وأنت مالك !! أنا حبيته.. 

إزداد إنفعاله وحنقه وهو يكمل بجنون :

-بتحبيه.. بتحبي واحد قد أبوكِ مرتين يا منافقـة، أنا عارف الشغل دا.. واحد غني ومتريش.. ومافاضلوش في الدنيا كتير، وإنتِ واحدة مريضة نفسيـة نفسها تأمن نفسها عشان ماتتحطش في مستشفي المجانين... 

وكدوي الإنفجـار تمامًا دفعتـه بكل قوتها لتهب فيه مشتعلة كجمرة حرقت نفسها إشتعالاً قبل أن تحرقك حيًا !!! 

-أيوة أنا كدة.. أنت ملكش دعوة بيا، أنت مش الواصي عليا، أنت مجرد حفيد جوزي فخليك بعيد عني احسنلك 

أنهت كلمتها بنظرة ذات مغزى.. نظرة أشعرته أنه يُحادث "مجرمة" لوهلة ! 

ولكن لم يبالي وهو يضع إصبعه على شفتاها ليُسكتها.. ثم بدأ يقول وحروفه تفوح تهديدًا واضحًا :

-قصدك أرملته.. متنسيش إن جدي مابقاش ليه وجود دلوقتي!! 

أخرج وصية جده من جيب بنطاله، ليرفعها أمام ناظريها مرددًا بخبث متوعد :

-أنا يا تمارا.. أنا بس اللي هتدخل في حياتك من هنا ورايح ! 

أمسك فكها يضغط عليه بقوة مكملاً :

-ولولا إن أسمي ظابط وبدور على المجرم مش بسبب اجرام.. كان زماني قتلتك ومحدش عرف لك طريق جره ! 

أغمضت عيناها قهرًا.. رغم كل ما قدمه لها المرحوم "حسن" تظل سيئته الوحيدة أنه سيجبرها على قبول الزواج بذلك الوغد "عز" بعد وفاته !!! 

وفجأة وضعت يدها على أذنيها وأصبحت تصرخ بهيسترية.. ليبتعد هو محملقًا فيها، أستغلت هي الفرصة بدهاء لتركض ممسكة بتلك السكين لتقربها منه وهي تهمس بصوت أشبه لفحيح الافعى :

-أنا مريضة زي ماقولت.. يعني لو دبحتك دلوقتي محدش هيقدر يكلمني، مهو مفيش على المريض حرج ولا القانون بيحاسبه يا حضرت الظابط ! 

وفي اللحظة التالية أستخدم مهاراته ليرمي السكين من يدها، فدفعها نحو الحائط بقوة حتى إلتصقت به وكبل يداها الاثنان بيد واحدة.. ثم قرب وجهه من وجهها كثيرًا وهو يردف :

-مشكلتك إنك ضعيفة يا تمارا.. أيوة ضغيفة جدا كمان، مجرد قطة مسكينة بتحاول تظهر الشراسة بضوافرها مش اكتر 

أصبح يتحسس وجنتاها بأصابعه فبدا النفور جليًا على ملامحها البيضاء، ليهمس بعدها :

-وأنا هكون سعيد أووي وأنا بقصقص لها ضوافرها دول !!!! 

أنهى كلمته بقبلة مفاجئة لشفتاها الصغيرة يقتنص منها بعنف ما كان لغيره مسبقًا... ! 

ليبتعد بعد دقيقتان لاهثًا ليوليها ظهره ويغادر دون كلمة اخرى..  

بينما مسحت هي أثار قبلته بتقزز زحف متلبسًا همسها وهي تستطرد متوعدة بغل :

-غبي ووقح.. وغباءك دا هيكلفك كتير أوي يا حضرت الظابط... مش بعيد يكلفك دمك !!!!! 


                             ******


في دار أيتـام متوسطة الحال... 


دلفت مديرة الـدار إلي الصف الذي تقف فيه الفتيات اللاتي تجاوزن عامهن الثامن عشر.. يقفن خائفات مرتجفات من شبح المستقـبل الحالك !!! 

من جحيمٍ مستعـر مُشتاق لأجساد تلاطمها الزمن فيتآكلها هو... ! 

نظـرت لــ "رودين" التي كانت تقف بحال لا يختلف كثيرًا عن الموتى.. متبلدة الجسد في إنتظار عناق سوط العذاب لها... 

لتشير لها المديرة مرددة في حدة :

-افردي وشك يا رودين!! أحنا مش ناقصين كلمة كدة ولا كدة، ولا عايزة يوسف بيه يطفش من غير ما يختار ولا واحدة منكم زي المرة اللي فاتت ! 

تقوس فاهها بشبح ابتسامة ساخرة قبل أن تخبرها بجدية مزيفة :

-لا طبعاً، اديني هبتسم واقول نُكت كمان.. دا أنا هزغرط وارقع بالصوت وانا بقول " يا نااااااس أحنا هنشتغل فتايات ليل !! من بنات ايتام بريئة لــ.... 

قاطعتها صفعة مدوية من مديرة الدار سقطت على وجنتها الخمرية ليشهق الباقي بخوف حقيقي.. 

فيما قالت هي بصوت عالي تضمن أن يخترق اذان جميعهن :

-أخرسي، الدار اللي مش عاجبك دا هو اللي آواكي سنين من وأنتِ لسة متفهميش الدنيا لحد دلوقتي.. وبعد كدة تسمعي اللي هيتقالك وتنفذيه بالحرف الواحد يا رودين والا إنتِ عارفه اللي هيحصلك سامعة ولا لا ؟! 

وهل تنسى من الأسـاس !!!! 

هل تنسى لوحة العذاب بلون الدماء التي رُسمت على جسدها ببشاعة عندما تعترض او تحاول الهرب.. ! 

قاطع شجارهن صوت العاملة وهي تخبرهن بلهفة تحذيرية :

-يوسف بيه وصل يا ست إنتصار 

اومأت المدعوة "إنتصار" بسرعة ليقفوا جميعهم بهدوء منتظرين ذلك الشاب في اوائل الثلاثينات الذي دلف بشموخ ينقل ناظريه بين هذه وتلك.. 

حتى سقطت عيناه عليها.. على التحدى المُرصع بلهيب إحمرار عينيها، وكما حدثها شعورها... لم ينطق سوى بــ :

-هاخد دي ! 

سقط قلبها بين يديه كما يقولون.. سقط صارخًا بجنون ملتهب 

" لم أنا !! لمَ أنا تحديدًا.. لمَ تنوي قتل من كان يُتيم بك عشقًا في الظلام !!!!! " 


وبالفعل تم كل شيئ سريعاً.. 

جمعوا جميع أغراضها لتغادر مع "يوسف" 

يوسف الشاب الذي يعمل معهم، ولكن اذا اعجبته فتاةً ما يدفع لهم مالاً ويأخذها ليلة او ربما عدة ليالٍ ... 

وصل "يوسف" بها إلى منزله الخاص.. كان صامت تمامًا كعادته ككتاب مُغلق ! 

أمسك بحقيبتها ليسحبها خلفه هامسًا بصوت آمر :

-إنزلي.. أنتِ هتفضلي متجمدة مكانك كدة كتير !!! 

إنتبهت لنفسها فسارت ببطئ تود لو استطاعت الهرب... ولكنه كان ممسكًا بيدها بقوة وكأنه على علم بما يدور برأسها.. ! 

وما إن شعرت به يغلق باب الشقة خلفهم صارت تعود للخلف وهي تهز رأسها نافية بصوت مبحوح :

-أنتوا بتعملوا فينا كدة لية؟! أحنا أية ذنبنا إننا لاقينا نفسنا في دار ايتام ابن ستين كلب!! عشان نتباع بالرخيص كدة؟؟ 

لم يرد عليها وإنما كانت عيناه تدور على جميع أنحاء جسدها حتى وصل لعيناها التي تشـع حقدًا لامعًا بشراسة.. 

فاقترب منها ببطئ حتى أصبح على بُعد خطوة واحدة منها ليهمس لها :

-وأنا مش ذنبي كل دا، أنا دفعت فلوس فيكِ عشان أروق مزاجي مش عشان أعكننه.. وبعدين هاوديكِ لشغلك الجديد وابقي قوليلهم البوقين دول ! 

ولكي تُلهيه عما ينويه قليلاً وجدت نفسها تسأله وصوتها بالكاد يسمع :

-لو أنت مكنتش أختارت واحدة فينا كان هيحصل فينا أية ؟ 

تأفف عدة مرات بنفاذ صبر.. وحتى ينهي ذلك الحوار الذي إنحدر متدليًا نحو السكون أجابها :

-مش شغلك.. أنتِ هنا لحاجة معينة وبس... !!  

صارت تصرخ فيه بهيسترية عالية :

-ليييية كل دا ليييية.. ملعون أبو الشهوة اللي تشتري وتبيع في البشر!! 

وفجأة شعرت بصفعته على وجهها جعلتها تبتلع باقي حروفها.. دنى منها قليلاً فبدا لها أنه شخصًا اخر غير ذاك الذي عشقته بصمت!!!! 

ليقول بنبرة تشبه فحيح الافعى :

-الظاهر اني سبتك تتجاوزي حدودك.. أنتِ تخرسي وتعملي اللي اقولك عليه بس 

أصبحت تهز رأسها نافية بضعف حاولت إخفاؤوه وهي تسأله ببرود مستفز :

-ولو مخرستش هتعمل أية يا أستاذ يوسف؟! 

-هعمل كدة 

قالها وبحركة مباغتة أزاح "طرحتها" عن رأسها لتظهر خصلات شعرها البنية مسترسلة تعلن التمرد كصاحبتها... 

وقبل أن تبدي أي رد فعل كانت يده الأسرع لتبدأ في تمزيق سترتها العلوية ومن ثم باقي ملابسها بعشوائية.. 

حاولت الدفاع عن نفسها.. عن كنزها الذي كانت تخبئه له !!!! 

ولكن في الحــلال... تحت ظلال الحب الذي حُرمت منه كثمرة مفقودة.. !! 

سقطت على الأرض وهي تشهق بعنف بينما هو فوقها يكبل يداها بقوة، فلم تشعر بنفسها سوى وهي ترجوه بضعف :

-لا يا يوسف.. ارجوك لا.. بلاش بالطريقة دي بالله عليك !! 

تجمد مكانه للحظة من نطقها لأسمه دون ألقاب هكذا ولأول مرة !! 

ومن تلك النبرة الغريبة التي تتحدث بها.. نبرة حملت رنينًا خفيًا عن عالمه الطبيعي الأسود... 

ولكنه لم يأبه كثيراً وهو يقترب من أذنيها مردفًا بخبث قاسي :

-عارفة أنا اختارتك أنتِ بالذات لية ؟! شوفت في عنيكي نظرة التمرد والشراسة اللي أنا بقالي كتير مشوفتهاش في أي بنت.. 

وكُتمت حروفها كما كُتم أنين روحها عند هبط بشفتاه لرقبتها يُقبلها بشراسة وعنف وقد بدأ يتحسس انحاء جسدها في محاولة للسيطرة عليها.. !!!!! 

واسفًا.. بدأت قواها تخور من كثرة المقاومة..... 


                         *******


كانت تجلس على الأريكـة في منزلهـا الجديـد.. تتنهد كل دقيقة وهي تنظر في ساعة الحائط... 

الوقت يمـر.. والدقائق تفوت.. ولكن عقرب حياتها لا يتقدم !! 

ساكن هو كجسد وسط الاتربة، ولكنها اليوم ستتخذ خطوة ايجابية مؤكدة حين يأتي ذلك المدعو زوجها " فهد " 

ورغمًا عنها شردت في الماضي.... 


فلاش باك###


في ملهى ليلي.... 

كانت تتمايل بجسدهـا يمينًا ويسارًا على الأرضية الزجاجيـة.. يعلو صوت الغناء الإنكليزي بجنون !! 

وهي تدندن بصوت عالي وكأنها تُناجي الكبت الذي يُكبل إشتعالها.. 

ومن حولها شباب وفتيات لا يختلف حالهم عنها كثيرًا.. بل أسوء منها ! 

وبين ذلك وذاك، يجلس هو يراقبها بصمت.. ولكن صمت مٌلأت أجنحته بمرارة السكوت المخزي !!!! 

يشعر بالتقزز عندما يراها بهذا المنظر.. 

لم يشعر بنفسه سوى وهو ينهض بخطى شبه راكضة ليجذبها من ذراعها فجأة بقوة حتى أنها كادت تقع أكثر من مرة ولكنه لم يأبه لصراخها.. 

حتى خرجوا فتركها وهو يتساءل مستنكرًا :

-مش كفاية كدة النهاردة يا كلارا ؟! 

رفعـت حاجبها الأيسـر مندهشة من جملته التي تتعدى خط الخصوصية بين طيات حياتها المخزيـة !! 

لتهتف بصوت ساخر :

-أنت مين اصلاً عشان تقولي كفاية ولا مش كفاية.. فهد أنت مجرد السواق بتاعي مش الBoy friend على فكرة !! 

اومأ موافقًا بأنفعال وقد بدأت درجات صوته تتخطى المعتاد :

-ايوة وعشان كدة انا ماقبلش علي نفسي ان حد يقول اني بشتغل مع واحدة كل حياتها حرام فـي حرام.. 

تأففت بصوت عالٍ، تسرب لها الملل علنًا من طرب الكلمات الذي لا يسد أذنيها عن لهوها وسط هؤلاء الاوغاد... !! 

نظرت له بجدية لترد بهدوء حاد بعض الشيئ : 

-فهد دي حياتي انا، ولو مش راضي عنها للدرجة ممكن تسيب الشغل خالص وانا هشوف سواق تاني 

كان ينظر لها بجـمود.. وبداخله لعنة تصدح الاف المرات لذلك الفقر !! 

ذلك الوحش الكاسر الذي قضى على جذور كرامته امام تلك... 

صدح صوت هاتفها فأخرجته ببطئ من جيب سترتها، لتجيب بصوت هادئ :

-الووو Hi مين ! 

-أنا عمك خليل يا كلارا 

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تردف :

-ايوة معاك يا أنكل اتفضل ؟ 


بينما كان فهد في عالم اخـر... عالم هو فيه نقطة تمحيها حروف وتدونها حروفًا اخرى !!! 

مرت دقائق لم ينتبه فيهم لحديث "كلارا" ولكنه إنتبه جيدًا وهي تناديه بخفوت :

-فهد.. استني لو سمحت 

نظر لها متساءلاً :

-خير اللهم اجعله خير ؟ 

عضت على شفتاها السفلية بتردد ثم قالت بنبرة مفاجئة :

-فهد تتجوزني ؟؟؟!!!!! 


بـاك###

افاقت من شرودها وقد تسللت أبتسامة ساخرة لثغرها الوردي.. لم تكن تتخيل يومًا أن تصبح زوجة فهد !! 

في البداية كان الأمـر بالنسبة لها -اضطراري- ولكنه الان أصبح شغف في التجربة لحياة طبيعية معه... !! 

نظرت لذلك القميص الذي ترتديه لتغلق عيناها بتردد.. ثم ما لبث أن سمعت صوت جرس الباب يعلن وصوله فنهضت مسرعة تفتح الباب... 

وما إن رآها حتى أدار وجهه للجهة الاخرى دون رد فعل ليدلف متجهًا للغرفة المخصصة له.. ركضت هي خلفه تهمس برقة :

-فهد.. استني

إلتفت لها بهدوء ما قبل العاصفة يسألها :

-اممم ؟ 

وبحركة تلقائية إرتمت بين أحضانه بنعومة تستطرد بصوت ذو بحة خاصة :

-أنا مستعدة أكمل حياتي معاك يا فهد، أنا عايزة أكون مراتك بجد 

صُدمت من رده الجامد :

-لا يا كلارا، متنسيش إنه جوازنا على ورق لحد ما التلات شهور يخلصوا !

تجمـدت الحروف صريعة على شفتاها.. وثبتت النظرة على عيناه التي كانت تدور يمينًا ويسارًا بعيدًا عنها وهو يكمل :

-أنا مش هقدر أكمل حياتي مع واحدة اعلي مني، عشان ماتجيش في يوم تعايرني او تحصل مشاكل ! 

قاطعته بحدة :

-بس أنت عارف اني... 

صرخ فيها فجأة وهو يدفعها بعيدًا عنه :

-لا لا لا.. متحطيش أي مبررات، أنا استحالة اربط نفسي بيكِ يا كلارا استحااااالة.. أنتِ اخر واحدة ممكن اقضي معاها باقي حياتي 

ألقى نظرة أخيرة على القميص الذي ترتديه ليخبرها بصوت غُرز بين مسام الانثى داخلها حاملاً سموم الدنيا :

-وياريت متحاوليش تعملي حاجة أنتِ عارفة إنها عمرها ما هتحصل.. ماترخصيش نفسك أكتر من كدة يا كلارا !!! 

سقطت على الأرضية تكبح تلك الدموع التي تود الهطول بغزارة.. تلك الروح التي تنزف بلا توقف...!!! 


                          ******


كان "عـز" يتمـرن في الغرفة المخصصة لذلك.. يتصبب عرقًا وعيناه مشتعلة كلهيب لم يرى الانطفاء يومًا... !! 

كلما تذكر ذلك الذي يراقبها وهو يخبره 

" راحت الكبارية يا عز باشا، وبعدين خرجت بس بهدومها العادية" ! 

كـز على أسنانه بغيظ.. وما إن رأها تعبر من أمامه حتى ناداها بصوت عالي وأجش :

-تمااااارا !!!! 

إبتلعت ريقها بتوتر ثم أستدارت نحوه ببطئ وبصوت مبحوح ردت :

-أيوة يا عز ؟ 

وقف امامها يلهث بعنف وصدره يجيش بالكثير.. وبنبرة تناغمت بالتوتر.. مشحونة بالحدة سألها :

-أنتِ روحتي الكبارية أمبارح ! 

عقدت ذراعيها ببرود لترد بجدية :

-أيوة رحت.. انت عارف اني مش هبطل ارقص و...... 

قاطعها بصفعة مدويـة إنفجر اوساطها بركانه المتناثـر بين جنبات روحه.. لتشهق هي بعنف وسرعان ما صرخت :

-أنت مجنون !!!!! أنت بتمد أيدك عليا بصفتك مين يا حيوان.. وبعدين اه انا برقص وبروح الكبارية، ملكش دعوة بيا 

أمسك فكها بكفه يضغط عليه بقوة مردفًا :

-الجو اللي كنتي بتعمليه على جدي دا مش هيخيل عليا !! أنا عز مش حسن.. أنا مش هصدق التمثيلية دي 

حاولت دفعه عنها بقوة، لتجده يقترب منها يود إزاحة ملابسها عنه بعنف وهو يهذي :

-مش أنتِ بترقصي ادام الناس من غير كسوف.. يلا وريني انا كمان !! 

واخيرًا استطاعت دفعه عنها بقوة.. لتضع يدها على أذنيها بقوة واصبحت تصرخ بهيسترية :

-لاااا لاااا كفاية سبني.. اااه... لا أنا... سيبهااااااااا ! 

كان مدهوشًا وهو يراقبها بصمت.. وفجأة جذبها لأحضانـه بقوة فاصطدمت بصدره العريض لتشهق بالبكـاء... 

وجملة جده الراحل ترن بأذنيه 

" تمارا كانت طفلة لما والدتها اتقتلت ادام عنيها يا عز " !!!! 

مرت الثواني عليهم هكذا.. حتى أبتعدت عنه فجأة تحدق به والصورة غير متزنة، ثم كادت تنطق :

-أنت إنسان مـ...... 

قاطعها هذه المرة بسلاحه المضاد.. قبلة عميقة يسترقها منها بشوق دون أن يعطيها فرصة الابتعاد !!!!


قيود بلون الدماء

الفصل الثانـي :


عـاد عـز من عمله للتـو.. خلـع الچاكيت الخاص به ليرميه على الفراش ثم بدأ يفك ازرار قميصه العلويـة ليظهر صدره العريض.. !

جلس امام الشاشة ليفتح التسجيل الذي سجله جده له وأوصاه ألا يفتحه إلا قبل زواجه بــ تمارا.. تنهـد بقوة قبل أن يبدأ صوت جده الراحل في العلو :

-عـز.. هتوحشني أوي.. أنا عارف إنك أكيد دلوقتي زعلان عشان ماقولتلكش بمرضي الا قبل موتي، بالرغم اني مش جدك بجد لكن كنت بعتبرك اكتر من حفيدي اللي ماشوفتوش، أنا واثق فيك يا عز.. عشان كدة عايزك تصون الامانة، تمارا أمانة عندك ياعز.. انا عارف إن في خلافات بينكم لكن مسيرها تزول مع الوقت، تمارا مش وحشة يا عز.. ودا اللي هتثبته ليك الايام.. انا مش هقدر احكيلك سرها لاني حلفت يمين ليها، بس هي أكيد هتحكيلك في يوم.. بس أنت اوعدني انك تحافظ عليها وتكون جمبها لانها ملهاش حد من بعدي!!! "

أغلق الجهـاز وهو يعود برأسـه للخلف.. هل شعرت يومًا أنك غريبًا بين مستقنع حياتك ؟!

أنك أصم عن إشاردات فطرية يصنعها فجر الروح... !!

تنهيدة عميقة خرجت منه يليها نهوضه المفاجئ ليجد أمامه تلك الخادمة الشابة تقول بتوتر :

-عز بيه.. الـ آآ الأكل جاهز تحت !

تفحصتها عيناه بشك لوح لها بخوف، ليرد بهدوء تام :

-روحي وأنا جاي، وبعد كدة ماتدخليش اوضتي من غير ما اسمحلك

اومأت مسرعة لتركض من امامه بخوف.. بينما هبط هو بالفعل ليسأل -مشرفة الخدم- :

-هي تمارا لسة ماجتش ؟!

هـزت رأسها نافيـة وبتمهل أجابته :

-لا لسة يا عز بيه

وفجأة دلفت تمارا وهي تردف ببرود بات يشعر أن خلفية حياتها السوداء :

-أنا اهو.. بتسأل عليا لية يا عز ؟

نهض مقتربًا منها، لتعود هي للخلف بتلقائيـة.. فحاول هو عـزل جمـرة غضب عيناه عنها وهو يسألها بهدوء ما قبل العاصفة :

-ممكن أعرف كنتي فين لحد دلوقتي والساعة 11بليل !!!؟

قلبت عيناها ببطئ تجادله :

-ممكن أعرف أنت حاطتني في دماغك لية؟ ما تفكك مني بقا !

وبحركـة مباغتة جذبها من يدها لتصطدم بنصف صدره العاري.. ثم أصبح يزمجر فيها وعيناه تبوح ما يُكدسه داخله :

-أنتِ هتبقي مراتي، وأنا مش اي حد.. يعني ماقبلش إن سمعتي تبقي في الارض بسبب واحدة مش محترمة زيك !! أخر مرة تروحي الكبارية يا تمارا.. إنسي البيئة ال*** اللي كنتي عايشة فيها

دفعته بقوة وهي تصرخ في المقابل :

-قولتلك مليون مرة انا حره، أنت ملكش حكم عليا لحد ما نتنيل وامرنا لله !!!!!

كان يحـاول حزم أعصابـه.. يحاول لملمة شتات غله تجاههـا، ولكن كلماتها كانت كأسمدة مميتة على عملية فاشلة من الاساس...

فأمسكها من ذراعها بقوة يسحبها خلفه وهو يردد بحدة :

-أنا هاوريكِ ليا حكم عليكِ ولا لا!!

وصل بها أمام غرفتهـا ليفتح الباب ويُلقيها بالداخـل.. فصارت تهتف بعصبية كادت تطق عروقها منها :

-أنت إنسان متخلف.. عايز يفرض سيطرته ويعمل نفسه راجل وخلاص

رفـع يده ينوي صفعهـا.. ولكن لا يدري من أين أخترقـت جفونه صورة جده وهو يوصيه بها!!!

فأولاها ظهره بصمت ليغلق الباب بالمفتاح الذي يحمله دومًا.. ثم هبط ليصرخ في الخدم بصوت آمـر :

-محدش يفتح لها الباب الا للأكل بس، والا أنتوا عارفين أنا ممكن أعمل أية..

ثم نظر لباب الغرفة وبنبرة عالية يضمن بها أن تخترق أذنيها تــابع :

-وأعملي حسابك يا تمارا خلال 3 أيام بالظبط وهنتجوز !!!!

ثم رحـل كالأعصـار الذي أسقط زهورًا وأشجـار..

بعضها ماتت.. وبعضها حادة تُميت قدماك أنت التي تضغط عليها !!!


*******


نهض يوسف عن "روديـن" التي شبه كُتمت أنفاسها كالموتى..

تعي الدنيـا كعقل مُبرمج، ولكن القلب بحاجة لإنعـاش مفقـود تمامًا !!

أمـال رأسها يمينًا ويسار وهو يُحادثها بتوتر :

-أنتِ.. يا... آآ رودين، رودين قومي !!

لم يجد إستجابـة كلاميـة.. ولكنها تململت ببطئ ورغمًا عنها أصدرت صوتًا متأوهًا، فمد يده يمسك كتفها وهو يسألها :

-أنتِ....

ولكنها قاطعته صارخة فيه بجنون :

-أبعد عني، إياك تقرب مني !!

نظر لها بازدراء ليخبرها :

-أنا بشوفك عشان مش عايز بلاوي، وبعدين كفياكِ تمثيل قومي اعملي أكل عقبال ما اخد شاور

لم ترد عليه إطلاقًا.. فيما نهض هو بالفعل ليسحب بعض الملابس من دولابه متجهًا للمرحاض...

بينما هـي.. هي كانت تمامًا كالزهرة الضغيفة في عرض البحـر الغريق التي تلاطمتها الامواج مليون مرة !!!!

وفجأة نهضت بالفعل تمتثل لأوامـره، اتجهت نحو المطبخ بعدما ارتدت الروب الذي وجدته مُعلق على الباب...

لتفتح الثلاجة وتبدأ بتحضير ما وجدت..

بعد قليل إنتهت لتفتح الثلاجة مرة اخرى وتمسك بشريط دواء أبيض..

نظرت خلفها بتوتر لتفتحه وتضع الاقراص كلها، ثم تبدأ بتفتيها جميعها مع -البطاطس- التي اعدتها له ...

عفوًا بل السم الذي أعدته له !!!!!

نظرت للطبق وهي تحرك يداها فيه، لتهمش بصوت لا يمت لواقعنا بصلة :

-أنا كنت بحبك.. قبل ما تعمل اللي عملته.. أنا مكنش عندي أغلي من اللي أنت خدته.. وعمري ما هنسى اللي حصل، بس مش هاسيبك تتهنى بعد ما دمرتني !

مرت ثواني لتجده خلفها يبعدها عن الأطباق بالقوة وهو يقول بقسوة :

-اوعي اشوف نيلتي اية بالظبط

كانت تتابعه بخوف فلم تكن أنهت إخفاء الأقراص البيضاء على أكمل وجه..

بينما ظل هو يتفحص الاطباق ببطئ، إلى أن وقعت عيناه على الشريط الفارغ الذي كانت تحاول مداراته عنه

ليلتقطه متفحصًا اياه.. وقد ادرك تلك المصيدة التي هُدمت قبل أن تقبض روحًا !!!!!

لم تعد تشعر بشيئ بعدها.. تلقت الصفعات القاسية منه بلا توقف

وهو يسحبها نحو الغرفة صارخًا بغضب أعمى :

-عايزة تموتيني يا بنت ال***** أنا هاوريكِ النجوم في عز الضهر

ولكنها لم تكن تصرخ هذه المرة.. فما مرت به كان الأصعب.. كانت دموعها تهبط بصمت تام.. وتأوهات مذبوحة تخرج كأنين ضعيف منها !!!

رماها على الفراش بعدما سحب منها ذلك الروب الخفيف،

مـدت يدها التي ترتعـش بعدم إتـزان نحو الملاءة تجذبها لتغطي جسدها المُعرى.. ولكن فجأة وجدته يمسك يدها بقـوة ألمتها، لتتأوه بصوت عالي هامسـة وعنوة وصل صوتها له :

-سيب إيدي!!

ولكـن وكأن صدى الكلمات أصبح ينعكس باغتراب داخل روحه، فضغط على يدها بقوة أكبر، ليصدح صوته مرددًا في خبث قاسي :

-لا، أنا عايزك كدة.. زي ما أنتِ دلوقتي، عشان كل ما اعوزك اوفر وقت !!

أغمضت عيناهـا بقوة وكأنها تحلم بإزالة تلك الصورة من أمام عينيها... ثم ظلت تهمس له بهيسترية :

-أنت بتعمل معايا كدة لية !!! أنا أذيتك في أية ؟!

ولم تجد الرد سوى صفعة، وشبحًا متلبسه وهو يصرخ بوجهها :

-أنتِ كنتي هتقتليني يا بنت ال****

مالت بجسدها قليلاً أثر صفعته ولكن حاولت الإعتدال سريعًا لتداري ما ظهر من جسدها، ولكنه كان الاسرع ليسحب تلك الملاءة ويرميها ارضًا.. ثم هجم عليها يكبل يداها كما يفعل عندما يرغبها !!!!

حتى باتت تشعر أن رغبته بها لا ولن تنتهي...

ظلت تصرخ وتنوح بصوت مكتوم سكنته الآهات المتألمة :

-ارجووك كفاية، أنا هموت مش قادرة

ولكنه لم يكن مبالي وهو يكتسح روحها الممزقة كما يفعل.. يقبلها بشراسة وعنف ويداه تستبيح حرمة جسدها بحرية !!!!

لتعلو شهقاتها وهي تحاول إبعاده عنها، ولكنه وضع يده على فاهها يهتف بحدة قاسية :

-هششش.. يستحسن تسكتي وتوفري مجهودك لبكرة هتحتاجيه اوي، دول 6 طالبينك بالاسم يا شرسة.. !!!!!!


*******


كانت "كلارا" في المطبـخ تعد العشـاء لها ولـ "فهد" الذي تعتقده لم يأتي من عند والدته وشقيقته الي الان !

ابتسمت بسخرية عندما تذكـرت.. فهي إلى الان لم تقابل والدته يومًا او شقيقته !!!!

ولمَ لا ؟!

فوالدته ترفض زواجه بتلك الطريقة من الاساس.. دون زفاف.. دون فرحة او حتى بهذه السرعة التي مرت !!!!

كلعبة مرت لم يخسر فيها سواها...

إنتبهت لصوته خلفها يقول بجدية :

-أية دا أنتِ أية اللي مصحيكِ.. فكرتك نمتي !!

هـزت رأسها نافية بهدوء :

-لا، كنت مستنياك عشان احضرلك العشا

اومأ موافقًا بهدوء..

لم يدري لمَ وافقها وهو قد تناول عشاءه من الاساس ؟!!!!

اتجه الي الصالون يجلس أمام التلفاز، بينما هي بدأت ترص الاطباق بهدوء على -السفـرة- الي ان انتهت فقالت له بخفوت :

-خلاص يا فهد تعالى كُل

وكأنه إنتبه لتوه من ملابسها التي لا تغطي الا القليل منها !!!!

شورت قصير جدًا.. وتيشرت يظهر ذراعيها بالاضافة لشعرها الاصفر المسترسل المفرود على ظهرها...

ابتلع ريقه بتوتر قبل أن يزجرها بحدة :

-احنا مش قولنا شيلي اللي أنتِ عايزاه دا من راسك.. وانسي انه يحصل

نظرت له بعدم فهم لتسأله :

-انت قصدك أية ؟! أنا فعلاً نسيته خلاص

نهض صارخًا فيها :

-امال أية اللي أنتِ لابساه دا ؟ مفكراني كدة هاضعف...

ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها.. متجاهلة نغزة قوية حُفرت بين ثنايا قلبها وهي تخبره :

-أنا مش قصدي كدة، بس دي طبيعة لبسي ونسيت اني مفروض ألبس إسدال ادامك

تأفف هو بصوت عالي قبل أن يستطرد :

-كلارا.. أنتِ اتفقتي معايا انك 3 شهور وهنطلق وانا هاخد الفلوس وانتِ تكوني اخدتي ورثك من صاحب ابوكِ دا، ياريت نلتزم بأتفاقنا

ولم تشعر بنفسها وهي تزمجر فيه غاضبة :

-أنت محسسني لية اني برمي نفسي عليك ؟! على فكرة لولا ان انكل خليل قالي ان وصية بابا اني ماخدش ورثي قبل ما اكمل سن الرشد او اتجوز ويطمن عليا مع واحد كويس بشهادة انكل خليل مكنتش هتجوزك ابدا يا فهد !!

تجاهلها تمامًا وهو ينهض ليبدأ تناول طعامه ببطئ.. التقط -توست- وشرع يأكله..

كادت هي الاخرى تشاركه طعامه ولكنه صرخ فيه مسرعًا بحدة غير مبررة :

-أنتِ بتعملي أية !!!! قومي من هنا

حدقت فيه بتعجب مرددة :

-بعمل أية يعني ؟ هاكل

ولكنها ضرب المنضدة بيده وهو يستطرد بقسوة :

-مش عايزك تاكلي معايا.. قومي كلي في المطبخ او حتى في اوضتك

كانت ترمقه بنظرات متجمدة لتجده يكمل بنفس النبرة :

- ومن هنا ورايح كل واحد في حاله.. ملكيش دعوة بأي حاجة تخصني

ثم عاود صراخه بوجهها متابعًا :

-أنتِ مراتي بالاسم بس يا كلارا فمتحاوليش تعملي دور الزوجة !

لم تستطع منع تلك الدموع التي جرت بعينيها تقابل تمزق روحها، لتنهض مسرعة وهي تردف امامه بصوت خفيض :

-أنا بكرهك يا فهد.. بكررررررهك !!

ثم ركضت الي غرفتها لتصفع الباب خلفها، فيما ظل هو يمسح جبينه متنهدًا بألم عميق يجتاحه..... !!


******


وفي منزل المرحوم حسن سابقًا...

كانت الخادمة تسير ذهابًا وإيابًا في المطبخ بسرعة وهي تعض على شفتاها بخوف.. ثم رفعت الهاتف الذي رن تضعه على اذنها :

-الووو ايوة يا باشا

-................

-بس انا خايفة لا عز باشا يعرف ساعتها هروح في ستين داهية

-..................

-حاضر يا باشا حاضر هدي نفسك بس

-...................

-تحت امرك يا بيه !!

-....................

-مع الف سلامة


وضعت الهاتف في جيبها مرة اخرى وهي تهمس متوترة :

-الله يخربيت الفقر اللي يحوج البني ادم !!!!

نظرت يمينًا ويسارًا ثم عادت لعملها مرة اخرى قبل أن تلحظها مشرفة الخدم....


............................


بعد قليل عاد "عز" من عمله ولكنه لم يكن بطبيعته ابدًا.. كان يشعر بشيئ غريب !!!

او انه غير متزن على الاطلاق...

رفع عيناه بترنج نحو تمارا التي خرجت من غرفتها للتو تتنفس الصعداء.. ليصرخ بصوت عالي :

-تمااااارا !!

إلتفتت له بقلق وهي تلعن ذلك الحظ الذي جعله يأتي الان.. وقبل أن تقرر شيئ كان يصعد لها ولكن خطواته لم تكن ثابتة بعض الشيئ...

دفعها بقوة نحو الغرفة ليغلق الباب خلفه، فيما ابتلعت هي ريقها بازدراد وهي تسأله :

-أنت قفلت الباب لية !!؟ افتح الباب يا عز

ولكنه لم يعير كلماتها الواهنة اهتمام بل ظل يتقدم منها حتى إلتصقت بالحائط خلفها..

تعلقت عيناه بلسانها الذي يبلل شفتاها بتوتر رهيب تفجر بين اوردتها مماثل للدم !!!

ظل يقترب اكثر حتى بات ملتصقًا بها، فحاولت هي دفعه مرددة بصوت متقطع :

-أنت بتعمل أية.. اطلع بره أنت شكلك سكران و....

ولكنه وضع إصبعه على شفتاها يهتف لها بقوة واهنة بعض الشيئ :

-هششش.. اسكتي خالص

بدأ يتحسس شفتاها بأصبعه.. ليقترب من شفتاها وفجأةً قبلها بقوة عنيفة كادت تدمي شفتاها قاتلاً لأي محاولة لها في الابتعاد... !!

حاولت دفعه ولكنه احكم يداه من حولها، ثم مد احد يداه عند رقبتها يتحسسها ببطئ شديد حتى قشعر بدنها من لمساته التي لم تلون قاموسها هكذا يومًا....

فصرخت فيه بفزع من لمساته التي تزيد جراءة :

-ابعد عني يا عز

فصرخ هو في المقابل وبدأت عيناه تنذر بالشر :

-لااااااا.. أنتِ بتدي كل واحد اللي هو عايزه، أشمعنا انا لا !!!! أنا عايزك دلوقتي يا تمارا... !!!

ثم عاود الاقتراب منها مرة اخرى وهو يفتح أزرار قميصه ببطئ افقدها شعورها بالحياة......... !!!

يتبع 

                     الفصل الثالث من هنا 

تعليقات