رواية لن اكون بريئه يوما بنظرك الفصل العشرون20 بقلم داليا السيد


 
رواية لن اكون بريئه يوما بنظرك الفصل العشرون20 بقلم داليا السيد

فتحت عيونها وضوضاء من حولها وأنوار عندما رأت جسد وحيد على الأرض يتلوى من الألم ويوسف يعود إلها وهو يهتف
“ملاك، ملاك أجيبي، ملاك، هل أنت بخير؟"
دموع كثيرة لا تتوقف وهي تنظر له ولا تصدق أنه بخير وهي تصرخ "يوسف، يوسف أنت بخير؟ أنت لم تمت؟"
جذبها إليه بقوة وهمس "لا حبيبتي أنا بخير ولم أمت، اهدي ملاك لقد انتهينا، لقد انتهى كل شيء" 
تولت الشرطة كل شيء وعرفت أن وحيد أصيب بكتفه ونقل للمشفى الخاص بالسجن بينما أحاطها هو بذراعه لسيارة الشرطة وعادوا إلى القسم دون أي كلمات
جلست بمكتب المأمور وقد أحيطت ببطانية بسبب ملابسها المبللة ومنحها أحدهم شاي دافئ وعبد القادر يدخل ومن خلفه يوسف الذي تحرك تجاهها وقال "ملاك هل أنت بخير؟" 
نظرت له بعد أن هدأت وقالت "نعم" 
تبعهم المأمور وضابط المباحث الذي خطط للأمر وقال "نأسف لتأخرنا عليكِ مدام بتلك الفيلا ولكن للأسف لم نتوقع أن يقوم بخطفك لذا فقدنا أثرك بتلك الفترة وأخذ منا الأمر وقت حتى وصلنا للفيلا" 
قال المأمور "لقد عثرنا على حقيبتك وبها الهاتف الذي عليه تسجيل الاعتراف، شجاعتك لا يمكن وصفها بالكلمات مدام" 
نظرت له وقالت "هل كنت شجاعة حقا؟ أنا لم أفعل شيء" 
ضحك الجميع وقال عبد القادر "لقد أثبتِ براءة زوجك مدام وبسببك لدى الشرطة اعتراف من القاتل الذي هو بين يدي الشرطة أيضا بفضلك، بل وعرفنا أنه السبب بموت أخيك وأخت سيد يوسف، هل تظنين حقا أنك لم تقدمي شيء للعدالة؟" 
أخفضت عيونها ولكنها شعرت بيوسف يجلس بجوارها وقال "أنا آسف ملاك لأنك تعرضت لكل ذلك بسببي" 
نظرت له بحب وقالت "من أجلك أفعل أي شيء يوسف، لم أكن لأتركك تدخل السجن أو يحكم عليك بالإعدام وأنا متأكدة من براءتك" 
منحها نظرة امتلأت بالكثير من المعاني التي تمنت لو تعرفها بينما قال المأمور "نعم ونحن منذ شككنا بوحيد عندما ذكر رجل الأمن أن الرجل الذي رآه أقصر من سيد يوسف وجسده لا يماثله بالحجم ثم ظهور وحيد ومحاولته زيادة الشكوك تجاه سيد يوسف وبالطبع تحريات الشرطة التي أثبتت أنه كان على علاقة وطيدة بالقتيلة كل ذلك جعلنا نستغل ظهوره بحياتك ومحاولته التقرب منك" 
قال عبد القادر "وقد أجادت المدام دورها حقا" 
التفتت لهم وقالت "ولكنه كاد يفر بي من الفيلا" 
قال ضابط المباحث "سيد يوسف لم ينتظرنا وكان أول من انتبه لسيارة وحيد وانطلق خلفكم" 
قال عبد القادر "كان على حق عندما أصر على الذهاب معكم يا فندم ونحمد الله أن رئيس النيابة سمح له" 
نظر يوسف للمأمور وقال "هل انتهى أمري سيادتك؟ المدام بحاجة للراحة" 
اعتدل المأمور وقال "بالتأكيد سيد يوسف لقد انتهت كل الإجراءات" 
نهض وساعدها على النهوض وتركت البطانية والجميع ينهض والمأمور يتجه لها ويقول "للمرة الثانية شكرا على شجاعتك مدام ومبروك براءة سيد يوسف" 
حاولت أن تبتسم وقد كانت مجهدة والبرد يجتاحها وقالت "شكرا لحضرتك ولكل ما قدمتموه لنا" 
حياهم يوسف ثم أحاطها مرة أخرى وخرج وتبعه عبد القادر وقد كان السائق بانتظار يوسف وأسرع إليه يهتف "الحمد لله على سلامتك يا فندم، ألف مبروك البراءة" 
شكره يوسف وهو يفتح لها الباب لتركب ثم التفت لعبد القادر وتحدث معه ثم ركب بجوارها فنظرت له فرفع ذراعه وأحاطها به لتريح رأسها على صدره وأغمضت عيونها فقبل جبينها وقال 
“شكرا ملاك، أنا مدين لكِ بحياتي"
رفعت وجهها له وقالت "حياتي لم يكن سيكون لها معنى بدونك يوسف هذا ليس دين أنا فعلت ما استعدت به حياتي" 
نظر لها بعيون نابضة بحب تمنت لو كان حقيقي ورفع يده الأخرى لوجهها المتعب وشعرها المبلل والمشعث وقال "هذا كثير ملاك أنا لا أستحق كل ذلك، ما فعلته بكِ" 
رفعت يدها لفمه لتوقف كلماته وقالت "كفى، لا أريد أي كلام عن الماضي يوسف لقد تعبت منه فقط يكفي أننا سويا" 
أمسك يدها وقبلها وقال "نحن سويا بفضلك" 
ابتسمت فعاد وقبل يدها وجبينها وقالت "هل عاد أحمد؟" 
قال وهو يبعد شعرها من على وجهها "نعم، عبد القادر تأكد من ذلك" 
قالت "كانت فكرة جيدة أن ترسله لشقة عمتي" 
قال "تهديده جعلني أفكر بذلك لذا شقة عمتك لم يعرف بمكانها أحد فكانت أفضل مكان لحمايته" 
وصلت بهم السيارة للفيلا وبالطبع رحبت بهم زينب بسعادة وأسرعت ميرفت لهم بأحمد فتناولت طفلها بين أحضانها ثم حمله هو بسعادة بين أحضانه وقد هدأ قلبه بعودته لبيته وزوجته وابنه
نامت بين ذراعيه كالطفلة البريئة لا خوف ولا حزن ولا تفكير بأي أحزان فقط بين ذراعيه حيث الراحة والأمان والسعادة وعندما فتحت عيونها كانت ما تزال بين ذراعيه ولكن عيونه كانت تتأمل ملامحها وابتسامة تعلو شفتيه ورفع يده ليبعد شعرها الناري عن وجهها وقال 
“صباح العيون الجميلة"
لم تبتعد عنه وهي تقول "لم تنم؟" 
داعب وجنتها وقال "بل نمت ولكن استيقظت مبكرا لأتأكد أنكِ معي" 
رفعت يداها لوجهه الذي عادت وسامته بعد أن ارتاح من إجهاد الأيام السابقة وعاد لحياته، قالت بسعادة "أشعر أني ما زلت نائمة وأحلم بكل ما حدث وأنك لم تخرج من السجن وأني سأستيقظ ولا أجدك بجواري" 
قبل راحة يدها وجذبها لأحضانه وقال "لا ملاك، نحن لا نحلم لقد انتهى الكابوس ورحل عنا وعدنا لحياتنا، ما رأيك، سأذهب اليوم للمكتب وأراجع ما تم بوجودك وغدا نرحل لشرم ونقضي عدة أيام هناك وننسى ما كان؟" 
قالت بسعادة "أنت تسأل يوسف؟ أنا معك بأي مكان تريد حتى ولو كان فوق القمر" 
أبعد وجهها وقال "أنتِ ملاكي الحارس مولوكيلا بدونك لضعت" 
ثم قبلها قبلة حب واشتياق أخذتهم لعالمهم الذي اشتاقوا إليه واستعادوا ما كان بينهم 
تركها لتكمل نوم وأخذ حمام وطبع قبلة على وجنتها دون أن يوقظها وهو يهمس "ليتك تدركين كم أحبك ملاك، كم أتمنى أن أملك الشجاعة لأخبرك بمشاعري" 
عاد وقبل وجنتها ثم تركها وذهب وعاد لمكتبه واندمج بالعمل وقد أعد له الموظفين حفل صغير للترحيب بعودته وارتفعت أسهم شركاته بالبورصة وانتشر خبر براءته بكل مكان وصورة زوجته بجواره تحكي عن شجاعتها في الإيقاع بالمتهم الحقيقي
لم يعد بذلك اليوم وأخبرها بانشغاله بالطبع وبالصباح شعرت بشيء يداعب وجنتها ففتحت عيونها لتراه يبتسم ويقول "الكسل ليس من طبعك مولوكيلا إلا لو كنتِ حامل" 
طبع قبلة على وجنتها فابتسمت واعتدلت وهو يبتعد وقالت "لا، لست حامل تعلم تعليمات الطبيب، فقط أحمد ظل مستيقظ لوقت متأخر هل ستنام؟" 
خرج من الحمام وقد نزع قميصه وقال "سأفعل لو تراجعتِ بالسفر"
نهضت من الفراش وقالت "سأتراجع لو كنت متعب ولا تريد الذهاب" 
تحرك تجاهها وأحاطها بذراعيه وقال "أنا متعب بالفعل وأريد أن أرتاح بين ذراعيك ملاك أنا وأنت وأحمد فقط، لقد نفذتِ كل ما طلبته منكِ بالعمل وكل شيء يسير على أفضل وجه وقد أمضيت الوقت بالأمس كي لا أقلق بالأجازة فهل نذهب أم تراجعتِ؟" 
كانت قد أحاطته بذراعيها وقالت "أنا زوجة يوسف السمنودي الذي لا يتراجع عن قراراته وأنا مثله تمام ولن أتنازل عن أجازتي" 
قبلها برقة وقال "إذن هيا، الطائرة بالعاشرة" 
ابتعدت بسعادة وهي تقول "حالا" 
****
الفندق كان رائع حقا وعرفت معنى أن تكون زوجة المالك لكل ما يحيطها وهي تتقدم بجواره ومدير الفندق يتقدمهم بعد أن استقبلهم بالترحيب والاحترام، وكان ظاهر أن الموظفين ينتظرون صاحب المكان وهو يتحرك بكبرياء ونظراته تجوب المكان بعيون رجل أعمال يتفحص كل شيء 
قادهم المدير إلى الجناح الخاص بهم وهو يقول "مكتب حضرتك أخبرنا بتجهيز برنامج خاص للزيارات فمتى تفضل حضرتك أن نبدأ؟" 
تابعت الخادم الذي فتح غرفة أحمد وتوقف هو معها لمتابعة دخول ميرفت بالطفل وقال "بعد الغد، اليوم سنمضيه بالجناح، ربما نتناول العشاء على حمام السباحة وغدا سأقوم بجولة معك بالفندق" 
هز الرجل رأسه وقال "كما تشاء حضرتك" 
تحرك عندما عادت هي له وقد اطمأنت على غرفة أحمد وقال المدير "ستكون هناك سيارة خاصة تحت أمر سيادتك بالسائق ومرشد خاص، هل تفضل شيء آخر سيد يوسف؟" 
فتح الخادم باب آخر فتوقف هو لتتقدم هي للداخل وتحرك خلفها وهو يقول "لا مستر عادل فقط لا أفضل توصيل أي اتصالات للجناح إلا عندما أخبرك" 
انحنى عادل باحترام وقال "كما تأمر حضرتك، الغداء بالثالثة أم تفضل حضرتك وقت آخر؟" 
تحركت هي بالمكان لترى جمال كل ما حولها ومنظر البحر والألعاب المائية من بعيد وحمام السباحة الخاص بجناحهم هم فقط عندما شعرت بيداه تحيطها وهو يهمس بجوار أذنها 
“هل أعجبك؟"
طبع قبلة على عنقها التفتت لتريح يداها على كتفيه وترى عيونه الناعسة تراقب وجهها وتستقر على شفتيها فابتسمت وقالت "إنه رائع يوسف" 
لم يفكر بأي شيء سوى أن ينحني وينال قبلتها بقوة ثم ابتعد ليحملها للفراش لينال راحته وسعادته التي أتى من أجلها.. 
مرت الأيام رائعة بين الماء والهواء والسعادة ولم يعكر صفو سعادتهم سوى رؤية محمود وهدير وهما يتحركان تجاههم على حمام السباحة العام وابتسامة باردة تعلو فم هدير فقالت قبل أن يصلا
“لا، لم أكن أحلم بوجودهم"
قال بهدوء "لم يخبرني أنه على وصول، لا أنكر وجوده معي وقت القضية" 
نهض يوسف لتحية محمود وتعمدت هي ألا تنهض للقاء هدير التي شحب وجهها لبرود ملاك وحيت يوسف ثم ملاك وقالت "مبروك البراءة يوسف" 
جلس الجميع بينما قال يوسف "شكرا هدير، متى وصلتم محمود؟ لماذا لم تخبرني؟" 
ابتسم محمود وقال "لم أكن أعلم أنك موجود، هدير هي من رأتك الآن" 
لم تنظر لها ملاك بينما قالت هدير "هل لكم كثير هنا؟" 
كانت توجه كلماتها لملاك فقالت "لا" 
بدا الغيظ على وجه هدير من برودة ملاك وقالت "تبدين شاحبة ملاك هل كانت مغامرتك متعبة لهذا الحد؟" 
نظرت لها ملاك وقالت "مغامرة؟ لا بل كانت رائعة ومثيرة مع قاتل ومتحرش ونصاب" 
ارتبك محمود بينما ضاقت عيون يوسف أما هدير فلم تتراجع وقالت "أنتِ من ذهب معه" 
تدخل يوسف "بخطة من الشرطة هدير وأنا كنت خلفهم" 
احمر وجه هدير وقالت "تحب أن تمنحها مظهر البطولة يوسف" 
كادت ترد لولا أن قال هو "هي كذلك بالفعل هدير، ما واجهته يجعلها بطلة بلا نقاش" 
لم ترتبك هدير وقالت "وكأنك سعيد بمقتل زينة!؟" 
زمت ملاك شفتيها بينما تدخل محمود قائلا "هدير! يوسف الفندق هنا رائع هل ستجري به أي تعديل؟" 
مالت هدير تجاه ملاك وقالت "بالطبع ارتاح قلبك بموتها" 
نظرت لها وقالت بهدوء "قلبي ارتاح منذ تزوجت يوسف، زينة لم تقلق قلبي بأي يوم" 
نظرت لها هدير بقوة فالتفتت لها ملاك وقالت "اسمعي هدير أنا لا أعرف ما مشكلتك معي أو لماذا تكرهيني ولكن على الأقل نحن زوجتين لصديقين لن نكون سببا في التفرقة بينهم فحاولي أن تتعاملي على هذا الأساس ليس على أيا منا أن تحب الأخرى ولكن ليس هناك سبب لنكره بعضنا البعض وصديقتك المفضلة ماتت وانتهى أمرها وعليكِ تقبل أن أنا زوجة يوسف وأم ابنه ولن تتغير تلك الحقيقة وهو لن ينظر لأي امرأة سواي" 
ثم نهضت وقالت "حبيبي سأذهب لأرى أحمد، اسمح لي أستاذ محمود" 
نظر لها بعيون تلمع وقال بهدوء "لا تتأخري السيارة ستكون هنا بعد ربع ساعة" 
ابتسمت له وقالت "لن أفعل حبيبي، اسمحوا لي" 
ابتعدت وظل يتابعها بنظراته بينما قالت هدير بغيظ "يوسف أنت حقا تثير غضبي" 
عاد لهدير وقال "ماذا؟" 
قالت "كيف تبقيها زوجة لك بعد ما حدث؟ ألا تشك أنها كانت تتفق مع ذلك" 
صوت يوسف الغاضب أوقف الكلمات في حلقها وهو يقول "كفى، كيف تجرؤين؟ لولا محمود لكان الرد بشكل آخر هدير، لن أسمح لك بكلمة أخرى لا مع زوجتي ولا عنها معي هدير" 
ارتبكت وقالت "لا أقصد يوسف ولكن تلك الفتاة" 
قاطعها بنفس القوة وقال "تلك الفتاة زوجتي التي أحبها وأفضلها على كل نساء العالم، أم ابني وأولادي القادمين ولن أسمح بكلمة أخرى عليها هدير، ليس معنى أنك زوجة صديقي أن تمنحي نفسك حق التدخل بحياتي أو إهانة زوجتي لأن إهانتك لها تعني إهانتي شخصيا وهو ما لا أسمح به" 
ثم نهض وقال "محمود إقامتك هنا هدية مني لك، اسمح لي لابد أن أذهب" 
وابتعد والغضب يشتعل داخله من تلك المرأة التي كانت زوجته على حق بالتعامل معها بتلك الطريقة
لم يتحدث مع زوجته عن هدير ولا هي وكأن كلا منهم يتجنب كل ما يمكن أن يثير غضب الآخر، عادوا من الجولة مبكرا وقابلهم المدير بابتسامة هادئة وقال "الفندق يقيم حفل ساهر على شرفك سيد يوسف سيضم نخبة من أفضل الفنانين" 
هز رأسه وهو يضمها له وقال "شكرا مستر عادل سنكون موجودين بالتأكيد" 
ارتدت فستان بسيط للحفل ولكنه قال "تبدين فاتنة بكل أحوالك تماما مثل سندريلا" 
التفتت له ببدلته الأنيقة وقالت "الخادمة الفقيرة التي أسعدها حظها بالأمير الوسيم" 
مرر أصابعه على وجنتها وقال "بل أسعد الأمير حظا بلقائها" 
ثم انحنى وقبل وجنتها وقال "هيا لا يصح أن نتأخر فهي على شرفنا" 
تحركت بجواره وقالت "كما تشاء أميري" 
فتح لها الباب فخرجت وتبعها 
كان الحفل رائع وانضم محمود وهدير لهما ولكن هدير التزمت الصمت بوجه متجهم لم يجذب انتباه ملاك التي استمتعت بالحفل مع زوجها حتى أعلن الاستراحة وعزفت موسيقى هادئة نهض بعض الأجانب للرقص عليها فمال تجاهها وقال 
“هل نرقص سندريلا؟"
ضحكت وقالت "حتى تدق الساعة أيها الأمير" 
ونهضت معه ليحيطها بذراعيه ويخفض رأسه ليواجه عيونها وقال "أرى أنكِ تدركين كيف توقفين هدير" 
ضحكت وقالت "لم أفعل أنا فقط تجاهلت مشاعرها الواضحة" 
لم يبتعد وهو يقول "أي مشاعر سندريلا؟" 
داعبت مؤخرة رأسه بأصابعها وقالت "ألا تدرك أميري؟ تلك المرأة تهيم بحبك وتريد أن تطلق النار علي أو تخفيني من على وجه الأرض لتخلو لها أيها الوسيم وسلاحها الذي تختفي خلفه هو زينة" 
تراجع بدهشة وهو يردد "لا ملاك ليس صحيح" 
ضحكت وقالت "لا يفهم المرأة سوى امرأة مثلها، هدير تكن لك إعجاب تحاول إخفاؤه ولكن كامرأة أنا رأيت ما تخفيه من غيرتها الواضحة ومحاولتها إبعادي عنك" 
عاد لها وهو يقربها منه وقال "لذا تعمدت مناداتي حبيبي أمامها" 
أخفضت وجهها وقالت "هي لا تصدق أني زوجة مخلصة لزوجها" 
صدمها سؤاله التالي "هل تحبيني ملاك؟" 
بدت عيونها أكثر جمالا وهي تتسع من الدهشة والخوف ودقات قلبها تكاد تصل لأذنيه، قابلتها عيونه الدخانية الناعسة منتظرا إجابتها عندما قالت "السؤال هو هل أنا المرأة التي تصلح لأن تحبك يوسف" 
قال بنبرة لم تعرفها من قبل "لا تتلاعبي بالكلمات ملاك لتهربي من الإجابة، تعلمين أنك المرأة الوحيدة التي سكنت حياتي" 
احمر وجهها وزادت أنفاسها لتمنحها هواء يكفي قلبها المجنون بدقاته الهستيرية وقالت "ولكني أردت أن أسكن قلبك" 
ابتسم وقال "قلبي مجنون بك ملاك ألم تدركي ذلك بعد؟ ألم تسمعي نداؤه باسمك حبيبة القلب" 
توقفت عن الرقص وهي لا تصدق كلماته قبل أن تقول "أنت لا تمزح يوسف أليس كذلك" 
وهنا رفع وجهه ونظر لمكان ما فتبدلت الأغاني لأغنية أخرى وعاد لها وقال "هذه الأغنية من قلبي لكِ تتحدث عما عجز عنه لساني حبيبة القلب " 
وسمعت أغنية مصطفى حجاج "نصيبي وقسمتي" 
وجذبها للرقص وهو يقول "كل كلمة بها مني لك سندريلا" 
“نصيبي وقسمتي الحلوة ونور عيني، في بحر عيونك الحلوة تدوب عيني، أنا لو أجيبلك الدنيا على كفي ولا يكفي غرامي وشوقي وحنيني، بحبك آه بحبك مش كلام وخلاص، مفيش أصلا كلام يوصفلك الإحساس، لقيت فيك الي ملاقتهوش في كل الناس، بحبك آه بحبك مش كلام يتقال يا أجمل من رأت عيني أدب وجمال، يا فرحة عمرها ما خطرتلي يوم على بال، نصيبي وقسمتي "
دموع كثيرة تجمعت بعيونها وهي لا تترك عيونه وهو يهمس “أحبك ملاك"
عادت الكلمات "كتير بسرح في حالي قبل ما اقابلك، في ايه ضيعت عمري من قبلك، ده يوم ما هوالكي جاني، لقيت نفسي ومكاني، اتاريني جيت الدنيا عشان احبك، بحبك آه بحبك مش كلام وخلاص.." 
وأكمل هو "مفيش أصلا كلام يصف لكِ الاحساس، أنا بالفعل كنت أنتظرك ملاك، أتيت الدنيا من أجل أن أحبك ولا توجد أي كلمات تعبر عن مشاعري تجاهك سوى كلمة أحبك" 
هتفت من بين ضحكة مختلطة بالدموع التي لا تصدق أنها تسمع ما قال "وهي تكفيني يوسف، تكفيني ولم أحلم بسواها" 
ثم اندفعت لأحضانه فتوقف وضمها له بقوة وضاعت منها الكلمات وتنفست سعادة تلك المشاعر التي انتظرتها كثيرا ولم تهتم بنظرات الناس من  حولها ولا عيون هدير الغاضبة أو ابتسامة محمود لسعادة صديقه، فقط كلمة أحبك هي كل ما أرادت أن تسمعها وتتمتع بها واكتفت بها عن العالم كله
ابتعدت عندما عاد المسؤول ليعلن عن عودة الجزء الثاني من الحفل نظرت له بابتسامة ساحرة وهتفت "أنا أسعد إنسانة بالدنيا يوسف" 
ابتسم وأحاطها بذراعه ليعودا إلى المائدة ومحمود ما زال يبتسم بينما قالت هدير "هل نسيتم أنكم بين أغراب؟ نحن لسنا ببلاد أجنبية" 
أجاب هو "هي زوجتي هدير وأنا لا يهمني أحد لأن كل شخص عليه الاهتمام بأموره الشخصية" 
شحب وجه هدير ونهضت وهي تقول "يبدو أنك تريد أن تخسر الجميع من أجلها يوسف وقد لا تستحق ذلك تلك الفقيرة المعدمة التي تزوجتك من أجل أموالك" 
وتحركت مبتعدة بينما ارتبك محمود وهو ينهض ويقول "أنا آسف يوسف، آسف ملاك يبدو أن هدير ليست على ما يرام" 
لم ترد هي بينما قال يوسف "لا تشغل بالك محمود فقط لا تجبرها مرة أخرى على التواجد معنا فهذا يسبب الإحراج للجميع" 
هز محمود رأسه وابتعد دون أي كلمات بينما نظر هو لها وقد أخفضت عيونها وقد ذكرتها المرأة بالماضي عندما قال هو "هل نذهب ملاك؟" 
رفعت عيونها له وقالت "ظننت أن الفقر لن يكون سببا بوضعك بمثل هذه المواقف، أنا لم أرد أموالك بأي يوم" 
قاطعها "الفقر ليس عار على صاحبه ملاك، لقد انتهينا من هذا الأمر منذ زمن طويل ولا أريد الخوض فيه مرة أخرى، أموالي كانت بين يديك وكان يمكنك الحصول على كل شيء وتركي بالسجن وترحلين ولكنك حافظت على أعمالي وخاطرت بحياتك من أجلي هل ننتهي من ذلك الأمر المزعج لكلانا ودعينا نستمتع بالحفل"
عادت لها الابتسامة من كلماته التي منحتها الهدوء والسكينة وجعلتها تحذف ما كان من تلك الليلة الرائعة
انتهى الحفل ومرت على غرفة أحمد ثم تحركت لجناحهم وبحثت عنه بعيونها لتراه يتحدث بالهاتف وقد خلع الجاكيت فتحركت لغرفتهم واستبدلت ملابسها عندما رأته يدخل وعيونه تتأملها وابتسامتها تعلو وجهها وهو يحيطها بذراعيه ويقول 
“متى تحضرين تلك الملابس سندريلا؟"
داعبت قميصه وقالت "هذا سري الصغير، أريد أن أفعل أي شيء لأجعلك سعيدا يوسف"
انحنى وقبلها برقة ثم ابتعد وقال "إذن امنحيني رد على السؤال الذي لم أنل إجابته"
عيونها تألقت ببريق السعادة وقالت "أي سؤال؟"
قال وهو يقبل وجنتها "هل تحبيني؟"
ابتعد لينظر بعيونها الصادقة وقالت "كيف لم أجيبك وكل دقة من دقات قلبي تجيبك يوسف؟ كان عليك أن تعرف أني تبعتك من أول يوم لأني أحببتك، من أول نظرة يوسف سقط قلبي في حبك وحلمت وتمنيت وأنا أنظر لك بالمرآة أن تنظر لي وتريدني كما أردتك، أحببتك قبل أن أعرفك أو أعرف حتى اسمك، لم أفكر بما يمكن أن يحدث لي مع رجل لا أعرف من هو أو ماذا يريد مني فقط أردت أن أكون معك وعندما عرضت الزواج ظننت أن الدنيا ابتسمت لي ونزعت عني قسوتها"
ابتعدت عندما تذكرت ما حدث بينهم واستدارت ولكنه أوقفها وهو يقول "أنا أيضا أردتك من أول لحظة سقطت فيها عيوني على عيونك، كنت وقتها غاضب وثائر ولا أفكر سوى بالانتقام لكن ما أن رأيتك حتى تملكني شعور غريب، أردتك، أردت أن آخذك بين أحضاني وأنالك بأي شكل لذا عرضت عليك الزواج بعد رفضك لعلاقة عابرة وقد كان ملاك"
التفتت له وواجهت عيونه فقال بجدية "نعم ملاك كان زواج حقيقي وليس كما أخبرتك، تزوجتك حقا على سنة الله ورسوله ولكن عندما أفقت بالصباح وأدركت ما فعلت ثرت وغضبت على نفسي لأني لم أفعل ما كنت أريد وبدلا من أن أنتقم سقطت بين ذراعيك بدون أدنى مقاومة"
ابتعد وأشعل سيجارة ونفخ دخانها بعيدا وقال "وقتها كان الحل الذي يوقف غضبي أن أخبرك ما أخبرتك به من زيف الزواج"
ثم التفت إليها وقد عادت لها الدموع مرة أخرى وهي تتابعه وأكمل "لم أفكر بالطلاق ولم أنساك لحظة، ظلت عيونك وشعرك الناري يطاردوني حتى في أحلامي حتى رأيتك بتلك الليلة وكأن الأقدار تأبى ما فعلته بك لتخبريني بالحمل فتعلقت به كسبب لأقنع نفسي بأن أعيدك لحياتي من أجله ولكن الحقيقة أن قلبي هو من أرادك ورفض أن يتركك مرة أخرى حتى عندما فقدنا الحمل اتخذت الديون سبب لإبقائك"
قالت بقلب يرتجف من المفاجأة "قتلني ما فعلته بي يوسف، عشت أيام كدت أقتل نفسي فيها لأني ارتكبت ذنب كبير وكنت ألوم نفسي لأني لم أستسلم لأي رجل من قبلك أبدا، أنت فقط من ضعف قلبي أمامه وفقد عقلي سيطرته وتخدر جسدي واستسلم لك، صدقني يوسف أنت أول وآخر رجل بحياتي، كنت سعيدة معك وأدركت أني أحببتك ورغم ما فعلته بي إلا أني لم أستطع أن أكرهك والتمست لك كل الأعذار بل وأحببت ما كنت أحمله داخلي فقط لأنه كان جزء منك، ذكرى لأجمل ليلة بحياتي ورغم العذاب النفسي إلا أن ما خفف الأمر تجاه نفسي أني صدقت صحة زواجنا ووثقت بك ولم أفكر بما قلته لي بالصباح"
تحرك تجاهها وجذبها له وضمها بقوة وقال بألم "أنا آسف ملاك حزني على حياة جعلني كالأسد الهائج أعمى لا أرى ما أمامي، تسببت لك بالألم وأنت لا تستحقين ذلك ولكن بعدي عنك بعدها كان يؤلمني أيضا وكلما فكرت بأن الطلاق سيعيد لي السكينة أهرب منه وأقنع نفسي أن الأمر لا يهم"
قالت من بين أحضانه "ولكننا ذهبنا للمأذون"
أبعدها ورفع يداه لوجهها ومسح دموعها وقال "خدعة دبرتها مع المأذون قبل أن أقابلك كنت قد نويت إعادتك لي وكنت أعلم أنك ستطلبين مأذون تعرفيه لذا دبرت الأمر قبل أن أراك لكنك كنت زوجتي وستظلين زوجتي لآخر العمر ملاك"
ثم جذب وجهها له وقبلها قبلة طويلة بادلته إياها وقد ارتاح قلبها وهدأت نفسها وداوت بكلماته جراحها القديمة ولم يعد بينهم إلا الحب، حب بدأ مع أول نظرة وسكن قلب كلا منهما ولم يتنازل أيا منهما عنه 
تعليقات



<>