رواية لن اكون بريئه يوما بنظرك الفصل التاسع عشر19بقلم داليا السيد
الحقيقة
تحركت السيارة بهم بنفس الطريق الزراعي الذي خلا إلا من سيارات مسرعة حتى وصلا إلى فيلا بمكان مهجور وسط الظلام المحيط وتوقفت السيارة بعد أن دخلت من البوابة الحديدية
ما أن جذبها خارج السيارة حتى تقدم بها للباب ودفعها بقوة داخل الفيلا الكبيرة المنعزلة وأغلق الباب خلفه بقوة وبدا أنها بلا بشر سواهم، تقدم تجاهها وهي تتراجع بخوف أمامه ولكنه تحرك تجاهها وقال "لم أخطط لذلك صدقيني ظننت أنك ستتفهمين الأمر، سأزيح هذا اللاصق ولو أردت الصراخ فافعلي لأننا بمكان بعيد عن العمران مثل الذي اخترته أنت للقاء ولن يسمعك أو ينقذك أحد هذا غير الرجال التي بالخارج"
نزع اللاصق فتألمت ثم صرخت به "أيها الجبان ماذا تظن نفسك فاعلا؟"
ظل واقفا أمامها وهو يبتسم ويقول "أتأكد من تنفيذ حلمي الوحيد"
تراجعت ولم تسمح للخوف أن يتملكها وقالت "أنت تصر على دفع يوسف لقتلك فعندما يخرج لن يتركك"
صرخ بها بقوة "لن يخرج، أخبرتك أنه لن يخرج"
سقطت على مقعد اصطدمت به فقالت "أخبرتك أني لا أصدقك، أنت لا تمنحني شيء وتريدني أن أمنحك كل شيء وأثق بك، كيف وأنت لا تثق بي؟ من يحب يمنح حبيبه كل شيء الثقة والأمان وأنت تمنحني لا شيء"
تراجع قليلا من أمامها ثم تحرك لمكان بدا أنه مجهز للمشروبات الروحية ثم تناول كأسا أفرغ به مشروب من زجاجة وقذف بالسائل داخل فمه بقوة وتبعه بكأس آخر حتى أغمض عيونه لحظة ثم فتحها وقال
“تريدين إثبات أني أحبك وأثق بك، حسنا ملاك ما سأقوله الآن سيكون دليل على أني أثق بك بالفعل"
تحرك تجاهها وما زال الكأس بيده ممتلئ وجلس على مقعد قريب منها وهي تحاول ألا تبدو خائفة أمامه وإنما مثله لا يهمها سوى المصلحة، قال بنظرات غامضة
"يوسف أكثر شخص كرهته بحياتي، منذ أن ظهر بحياتك كزوج وأصبح عدوي الأول والأخير ولكن بالطبع لم أكن لأقف أمامه وهو بتلك المكانة وليس لديه نقطة ضعف واحدة، حاولت أن أفقده ثقته بك بأن ادعيت أنك على علاقة بي وطالبتِ باستغلاله ولكنه لم يصدقني وتراجعت أمام ثقته بك ولكن وقتها عرفت بموضوع زينة والعداوة التي ثارت بينكم ولعبت عليها، تعرفت على زينة وبدأت اللعبة بمحاولة التفريق بينكم ولكن أيضا فشلنا ولكن وقتها توطدت علاقتي بها وهي لم تكن امرأة متمنعة كما تعرفين أمضيت معها وقت رائع ولكن وهي تعرف أنها مجرد علاقة مصلحة وستنتهي بيوم ما"
تناول ما بالكأس دفعة واحدة ثم نهض مرة أخرى لتناول كأس آخر وهو يقول "حتى سقط أنا بالفخ بلحظة فقدت فيها الوعي بسبب تلك المشروبات اللعينة التي لا أستطيع التوقف عنها وعرفت هي سري"
تأملته وهو يتناول مشروب آخر وقالت لتدق الحديد وهو ساخن "سر؟ أي سر؟"
نظراته تبدلت للغضب وهو يقول "كانت كالشوكة بحلقي ولم أستطع نزعها"
قالت بقوة دون تردد "كانت تبتزك إذن فقتلتها وتخلصت منها ومن يوسف بضربة واحدة"
رفع الكأس كأنه يبدي نخب وقال "أخبرتك أنك ذكية"
قالت وهي تدفعه للهاوية "لماذا يوسف؟"
ابتسم وقد بدا أن المشروب تلاعب بعقله وقال "ليخرج من طريقي إليك ولأن تلك اللعينة كانت تهددني به فتخلصت منهما مرة واحدة"
بصعوبة نهضت من يداها المقيدة خلف ظهرها وقالت "وما علاقة سرك بيوسف وزينة؟"
تناول المشروب بجنون واضح وقال "اللعينة كانت تطلب أموال بشكل غير طبيعي ولو لم أفعل تبدأ تلك الاسطوانة من إخبار يوسف بأني"
وصمت وهو يحدق بها فتقدمت منه وقالت "أنك ماذا؟ بالتأكيد الأمر يستحق"
هز رأسه بالإيجاب وقال "نعم ولكن لا يمكنني إخبارك به"
تحرك وقد بدأ يترنح من تأثير المشروب فتراجعت وهي تقول "بل ستفعل لأنك تحبني وتريد ثقتي التي لابد أن أمنحها لك بعد أن تثبت ذلك"
وقف أمامها وقال "نعم ملاك سأفعل ولكن على وعد أنك ستغفرين لي"
ضاقت عيونها وقالت "أغفر لك؟ أغفر لك ماذا؟"
اقترب فتراجعت من رائحة المشروب بينما قال "ما فعلت"
قالت "هل تتحدث وحيد!؟ ما الذي كانت تعرفه زينة وتهددك به؟"
قال بتردد "حمزة كان مدين لي بأموال كثيرة وكنت أتحمل بسببك لم أشأ الإضرار به ولكنه قبل الحادث نصب علي بصفقة كبرى وأهانني أمام كبار رجال الأعمال بإحدى الحفلات عندما تحدثت معه عنك ورغبتي بالزواج منك وقتها قررت أن، أن أقتله"
شهقت كعادتها بفزع من كلماته فابتعد من أمامها وهو يترنح حتى سقط على الأريكة وقال "دبرت أمر الحادث لقتله لكن أقسم أني لم أكن أعلم أنك وتلك الفتاة أخت يوسف ستكونان معه، الأغبياء لم يبلغوني ونفذوا الأمر ليظهر كحادث ولكنك نجيت وابتعدت كي لا تثور الشبهات حولي ولكنك اختفيت بعدها، وأخيرا عرفت زينة مني بالأمر وأصبحت امرأة لا تطاق فكان لابد أن أزيحها من طريقي هي الأخرى"
سالت دموع على وجنتها وهتفت بحزن "أنت من قتلهم، لماذا؟"
نهض بصعوبة وتحرك تجاهها وقال "وكدت أقتل زوجك ولكن يوم أخبرتني زينة بتهديده لها حضرتني الفكرة ودبرت كل شيء ونفذت"
قالت من بين الدموع "أنت!؟"
نظر لها بابتسامة تتناسب مع الثمالة وقال "نعم أجسامنا متشابهة وارتديت مثله وقتلتها كما أردت وبالطبع لا يعرف أحد الأمر وها هو يوسف المتهم الأول ولن يخرج، والآن حبيبتي أنا منحتك ثقتي فهل لي بمكافأة؟"
تراجعت وهي تدرك أنها وصلت لنهاية المسرحية ولابد من تكملة النهاية بدورها هي الذي ينتظره وهو يتقدم تجاهها وعيونه كلها رغبة ولكنها قالت بخوف "مكافأة وأنا مقيدة اليدين؟"
ضحك بهستيرية وقال "أنتِ على حق لن نستمتع جيدا، تعالي"
التفتت ليفك قيودها وابتعدت بمجرد أن انتهى والتفتت لتواجه وهو يقول "هل نصعد لغرفة لم أعد أريد الانتظار أكثر أيتها الوردة الجميلة"
بحثت حولها عن أي شيء تحمي به نفسها ولكنها لم تجد الوقت وهو يهجم عليها ويحيطها بذراعيه قابضا عليها بقوة وهتف "لا تريدين الصعود؟ إذن هنا أفضل"
ودفع وجهه لوجهها فتراجعت لتبعد وجهها وهي تحاول دفعه بعيدا وصرخت به "ابتعد عني، ابتعد عني"
ولكنه لم يكن يسمع وظل يحاول تقبيلها وهي ترتد للخلف حتى سقطت على مقعد فابتسم وألقى بثقله عليها وهي حبيسة داخل المقعد وهو فوقها بجسده القوي وأدركت أنها مهما قاومت فلن يمكنها دفع ذلك العملاق عنها وحاولت أن تصرخ بقوة وهي تشعر بشفتيه تتسرب لوجهها ويداها تحاول دفعه بعيدا دون فائدة وحاولت أن تحرك قدماها بطريقة عشوائية حتى اصطدمت به بقوة بين قدميه فتألم وابتعد عنها فدفعت يداها بصدره لتبعده عنها ويسقط على الأرض متألما ونهضت هي وأسرعت تجاه الباب ولكن للأسف كان الباب مغلق فصرخت لتطلب النجدة وهي تدق على الباب بقوة وسمعته يقول
“أخبرتك أن لا أحد سينقذك مني أيتها الذكية"
التفتت لتراه وقد نهض وبدأ يتحرك وهو يترنح تجاهها، جالت عيونها بالمكان تبحث عن أي مفر ورأت بابا على الجانب الأيمن فأسرعت إليه ولأنه كان يترنح من الثمالة فلم يستطع أن يمسك بها وهي تدفع الباب وتدخل فرأت غرفة فارغة مظلمة ولكنها أغلقت الباب خلفها والتصقت بالباب لتوقفه ولكنه دفع الباب بقوة فاندفعت هي بالظلام المحيط حولها وهي تبحث عن أي منفد لها وهو يدخل للغرفة ويقول
“حبيبتي لا داعي لكل هذا، أنتِ ترهقين نفسك وبالنهاية لن ينقذك أحد مني ثم أنتِ طلبت ثقتي مقابلك وأنا فعلت فلماذا تتراجعين الآن؟ "
كانت تتراجع لأي مكان عندما أضاء هو النور لترى غرفة خالية من أي شيء لا يملؤها إلا التراب، قالت من بين الفزع والدموع "أخبرتك أن علاقتنا لابد وأن تكون بالنور أي بعد أن أتحرر من يوسف"
عاد الغضب لوجهه وهو يترنح تجاهها وهتف "أنا لا أهتم بما صدر منك، أنا لن أتراجع عما أريد وأنتِ من أريد"
اصطدمت بشيء بارد فالتفتت لتجده زجاج نافذة فحاولت فتحه بصعوبة وهو يضحك ويقول "لا فائدة مما تفعلين"
ولكن الزجاج فتح فوجدت نفسها بالظلام الخارجي وقد بدا أنها حديقة تحت الإنشاء مثل الفيلا، لفحها الهواء البارد وهي تجري بدون هدى بينما صرخ هو "صادق، أنت يا كلب إنها تهرب، أين الرجال؟"
كان الظلام يساعدها وهي تختفي ناحية الأشجار غير المنمقة وسمعت صوت الرجال تهرع إلى وحيد بينما ظلت هي تتسلل بعيدا عن الأصوات حتى وصلت لسور مرتفع بالطبع لم تكن لتتسلق هذا الارتفاع فعادت الدموع تعلن عن اليأس واختفت خلف شجرة كبيرة ربما تجد حل وهي تسمع صوت الرجال هنا وهناك
وأخيرا تحركت ببطء وحذر بمحاذاة السور وهي ترى الفيلا وقد أضيئت كل أنوارها وبدا أنهما من رجلان لثلاثة الموجودين وقد اختفت أصواتهم ووجدت نفسها بنهاية السور والبوابة الحديدية أمامها فأسرعت إليها ولكنها كانت مغلقة حاولت كثيرا حتى نجحت بفتحها وما أن انفتح الباب حتى شعرت بيد تقبض على شعرها وتجذبها بقوة جعلتها تصرخ من الألم وصوت وحيد الغاضب يقول
“إلى أين أيتها اللعينة؟ هل ظننتِ أن بإمكانك الفرار مني؟"
حاولت أن تبعد يده وهي تصرخ به "ابتعد عني، اتركني أيها المجرم القاتل"
ولكنه جذبها لجسده بقوة ووصل رجلين إليه وهو يصرخ بها وقد بدا أنه استعاد وعيه وقال "نعم أنا مجرم وقاتل، أنا قتلت أخيكِ وتلك الفتاة أخت زوجك وقتلت زينة وسأقتل أي أحد يقف بطريقي بل سأقتلك أنت شخصيا لو فكرتِ أن تخبري أحد بالسر"
وقبل أن يتحرك بها كانت أصوات صافرة الشرطة تنطلق وسيارات الشرطة تضيء أنوارها بوجوههم وصوت ضابط يهتف "استسلم يا وحيد الفيلا كلها محاصرة"
وبدلا من أن يستسلم جذبها له بقوة وصوب مسدس تجاهها وصرخ "حركة واحدة وسأقتلها، لن أتركها"
وجذبها لداخل الفيلا بينما أخرج رجاله سلاحهم وتراجعوا وهو يقول "تقدموا واحموني أيها الكلاب"
وجذبها من شعرها وهي تصرخ وعاد لداخل الفيلا فقالت "اتركني أيها المجنون، لن يمكنك الهرب من الشرطة"
لم يتركها وهو يدفعها لممر جانبي وقال بغضب "أنتِ من فعل ذلك أليس كذلك؟ اتفقتِ مع الشرطة ضدي ليعرفوا الحقيقة، حسنا ولكني لن أتركك لن تعودي لابنك ولا لزوجك الملياردير، ستكونين لي أنا وإما أن نعيش سويا أو نموت سويا، تحركي"
كان الممر طويل وبارد وقديم وسمعت صوت طلقات النيران ولكن الصوت بدأ يختفي وهو يتقدم على ضوء كشاف هاتفه حتى وصل لنهاية الممر وفتح باب بالكاد رأته ورأت أنهم خرجوا من مكان بعيد عن الفيلا وقد هطل المطر فجأة وبللهم وهو يدفعها بقوة دون أن تستطع تخليص نفسها من يده التي تقبض على شعرها والمسدس الذي عاد ليده بعد أن اختفى هاتفه ثم رأت سيارة فتحها ودفعها بقوة للداخل من باب السائق واندفع بجوارها ثم أغلق الباب، حاولت أن تفتح بابها بعد أن أطلق شعرها ولكنه هتف
“لن يفتح، أخبرتك أني لن أتركك"
أدار السيارة واندفع بقوة خارج المكان المجهول والمهجور كطريق زراعي ولكنها لم ترى معالمه من الظلام والمطر المنهمر بشدة من حولها، أسرع بسرعة جعلتها ترتد بالذاكرة لجنون حمزة بالقيادة وليلة الحادثة فأمسكت بذراع الباب وتملكها الفزع وهو يندفع وسط الأمطار والماسحات تقطع المياه وتنثرها بعيدا وهتف "اللعنة عليك امرأة كيف خدعتيني؟ جعلتني أبدو غبيا ولكن لا، ستندمين لآخر يوم بحياتك"
لم ترد وقد كانت تقاوم مخاوفها من الطريق ولا تدري لماذا ربطت حزام الأمان ربما من ذكريات الحادث الأليم أو لتقاوم خوفها، فجأة ظهرت سيارة من خلفهم تعادل سرعة وحيد وليست سيارة شرطة، هتف وحيد "ومن هذا؟ ليسوا رجالي"
لحقت السيارة بهم من جوار وحيد لتتفاجأ هي ووحيد من رؤية السائق والذي لم يكن سوى يوسف..
صرخت بكل الفزع الذي داخلها "يوسف، يوسف احذر"
كان وحيد قد بدأ يسب ويشتم عندما أخرج المسدس وهو يصرخ "أنت؟ إذن موتك سيكون على يدي"
كاد يطلق الرصاص على يوسف الذي كان يقود بمحاذاة سيارتهم عندما أمسكت هي بيد وحيد ورفعتها لأعلى لتنطلق الرصاصة بسقف السيارة فهتف بها بقوة "أيتها المجنونة"
دفعها بقوة ليبعد يدها بينما مال يوسف بسيارته على سيارة وحيد فاصطدم به بقوة وكاد وحيد يفقد السيطرة على سيارته وينحرف على جانب الطريق ولكنه تحكم بالمقود وتجاوز سيارة يوسف والأمطار لا تتوقف ووحيد يسب وهي تتابع سيارة زوجها وتحاول فتح الباب دون فائدة
مرة أخرى وصل يوسف بالسيارة بجوار وحيد الذي اندفع بسيارته ليصطدم بسيارة يوسف بقوة كادت تجعل سيارة يوسف ترتطم بالحاجز الحجري الذي يتوسط الطريق لولا أن اندفعت هي وأمسكت بالمقود لتلفه بالاتجاه الآخر بقوة جعلت وحيد يفقد التحكم به ومع انزلاق الأرض بسبب المياه اندفعت السيارة لجانب الطريق الذي كان مائلا فمالت معه السيارة لتنقلب على جانبيها مرة والأخرى حتى عادت لوضعها وقد توقفت
شعرت بدوار يلفها وظلام يحيط بها للحظة وألم بساقها اليمنى وقد اصطدمت بالباب وقت الانقلاب، استعادت وعيها بصعوبة ولكنها انتفضت بفزع عندما ارتطم شيء بزجاج نافذة بابها وصرخت من المفاجأة
كان يوسف يحاول فتح بابها وأشار للزجاج لتفتح والتفتت لترى جسد وحيد متهاوي على عجلة القيادة ودماء تلطخ ملابسه وعاد يوسف يدق على الزجاج فالتفتت لتفتح الزجاج وسمعته يقول
“هيا ملاك اخرجي"
دفعت نفسها خارج النافذة وهو يساعدها حتى خرجت فاحتضنها بقوة وهو يسألها "هل أنت بخير؟"
هتفت "نعم"
تحرك بها ليعودا للطريق وما أن وصلا حتى سمعا صوت وحيد يصرخ بهما "لن تذهبي لأي مكان ملاك"
التفت الاثنان وأبعدها يوسف خلفه وهو يواجه وحيد الذي خرج من السيارة والدماء تلطخ وجهه وملابسه والطريق الخالي من أي سيارات ويوسف يقول "كفى وحيد لا تزد جرائمك بجريمة جديدة"
هتف وحيد بغضب "لم يعد يهم، المهم أنها لن تكون لك"
ظل يوسف ثابتا وهو يقول "هي زوجتي وحيد وأنت تعلم ذلك"
همس يوسف لها "تراجعي لسيارتي ملاك ببطء"
فعلت ووحيد يقول "أنت من استولى عليها وهي كانت لي منذ البداية، أنا أحببتها وانتظرتها منذ كانت طفلة وأتيت أنت وخطفتها مني"
تقدم وحيد منهما وهما يتراجعان فأكمل يوسف "لم أكن أعلم أن هناك أحد بحياتها وهي لم تكن لتقبل بقاتل زوجا لها"
ضحك وحيد بجنون وقال "نعم أنا من قتل أخيها وأختك وسأقتلك كي لا يكون بيني وبينها حاجز بعد اليوم"
تراجع يوسف لوهلة ثم صرخ به "أيها الجبان أنت"
كاد يوسف يندفع ليهجم على وحيد ولكن هي أمسكت بذراعه بقوة وهتفت بخوف "لا يوسف لا تضيع حياتك من أجله"
أضاءت أنوار سيارات من بعيد فضحك وحيد بجنون وهتف "حياته ستضيع بكل الأحوال ولن يمكنك إنقاذه والآن تعالي هنا قبل أن أقتله"
ولكن يوسف الذي تملكه الغضب حاول أن ينفد من يدها وهو يقول "هي لن تذهب لأي مكان، الأمر بيني وبينك أيها الجبان فلتترك هذا المسدس وواجهني كرجل"
لم يتحرك وحيد وهو يقول "لست بحاجة لمواجهتك فقد انتهى كل شيء، تعالي هنا ملاك وإلا سأقتله"
كادت تتحرك ولكن يوسف أوقفها بحزم وقال "لتفعل أيها الجبان زوجتي لن تذهب لأي مكان ولتقتلني إن استطعت لأني سأقتلك قبلها"
ونفد يوسف من يدها وهو يندفع تجاه وحيد بغضب بينما ضحك وحيد بجنون وقال "حسنا أنت من اختار، الموت هو مصيرك إذن"
وما أن جذب صمام الأمان للمسدس حتى انطلقت رصاصة بالفعل وأغمضت هي عيونها وصرخت بفزع باسم يوسف وهي تسمع صوت يسقط على الأرض