رواية لن اتخلي ابدا الفصل الاول1 بقلم فاطمة ابراهيم


 رواية لن اتخلي ابدا الفصل الاول1 بقلم فاطمة ابراهيم 


لم تتوقع أبداً أن يصبح الكابوس الذى يراودها كل ليلة أن يصبح حقيقة تجلس في الحديقة لتطلب منها الخادمة أن تذهب لرؤية جدها في المكتب ليزداد شعورها بالقلق لكنها لا تستطيع رفض الذهاب إليه ابتسمت للخادمة بهدوء و اتجهت لرؤيته في غرفة المكتب طرقت الباب ليسمح لها بالدخول و أشار لها كي تجلس جواره لتزداد ضربات قلبها فهي تخشى أن يتحدث معها في أمر ما

كان يتابعها بهدوء شديد ليتحدث و هو ينظر إليها :

ـ آسيا إنتي عارفة إنك غالية عندي و أكتر أحفادي اللي بحبهم 

أومأت بموافقة ليكمل رأفت :

ـ أنا عاوز يكون عند أنس ابن علشان الثروة متضعش أخوكي و أسما معاهم زين ده مش كفاية مش معنى كلامى تقليل لأخوكي و بنت عمك أنتم كلكم أحفادي لكن كده تعب سنين فاتت و سنين جايه ممكن يضيع 

كانت تتابع حديثه بهدوء لتهتف بتوتر شديد :

ـ إيه المطلوب مني يا جدي بعدين الدكتورة قالت إني معنديش أي مشكلة و هي مسألة وقت و ده نفس كلام الدكاتره في أوروبا مش بايدي تأخير الحمل بعدين فيه ناس كتير الحمل بيتأخر عندهم ده مش بإرادتهم 

تنهد بهدوء لأنه يعلم أن حديثه هذا سيجعلها تغضب منه :

ـ أنس لازم يتجوز في أقرب وقت 

نظرت له بصدمة لتقف أمامه و تشعر أن الأرض تدور بها :

ـ يتجوز !!

تفوهت بهذه الكلمة لتسقط مغشياً عليها قام رأفت بالنداء على الخادمة لتأتى إليه سريعاً دلفت للغرفة لتنصدم بعد رؤيتها ل آسيا 

أردف بحدة و غضب :

ـ نادي أسما و ساعدوا آسيا تروح أوضتها و اطلبي دكتور بسرعة

ركضت للخارج لتخبر أسما التى كانت تجلس مع طفلها و تطعمه لتتركه مع المربية و ساعدتها كي تقومان معاً بحمل آسيا متجهتين بها إلى غرفتها و قامت بالاتصال بالطبيب لتخبره كي يأتي ليقوم بفحص آسيا .. كان رأفت في غرفته و يفكر فيما حدث لكنه ليس مخطئًا هذا تفكيره كل ما يريده هو أن يرى ابن حفيده كي يطمئن على مستقبل هذه الأسرة شاهد من نافذة غرفته سيارة الطبيب و رفض الخروج كي لا يتراجع عن مخططه .. بدأ الطبيب بفحص آسيا و كانت أسما معها في غرفتها ليغلق حقيبته الطبية و ينظر لها بهدوء 

قرر أن يتحدث مع أسما في الخارج لتخرج معه أمام الغرفة :

ـ للأسف آسيا اتعرضت ل انهيار عصبي كل المطلوب منكم تهتموا بيها الفترة الجايه و ياريت بلاش تسمع أي خبر يزعجها و تلتزم بالعلاج 

هتفت بتنهيدة و هي تنظر له :

ـ هي هتبقى كويسه يا دكتور أرجوك طمني 

ـ زى ما قولتلك تبعدوها عن أي ضغط أو توتر و هتكون أفضل أطمنى 

طلبت من الخادمة أن تقوم بإيصال الطبيب للأسفل و جلست تفكر في السبب الذى جعلها تصل لهذه الحالة 

اتجهت بعد ذلك لغرفة آسيا و قررت أن تخبر أنس عبر الهاتف لكنها وجدت هاتفه مغلق لتتذكر أن زوجها أخبرها أن لديهما اجتماعًا هامًا هذا اليوم لترسل رسالة لزوجها على هاتفه و أخبرته أن يقوم بالاتصال بها بعد رؤيته للرسالة وجدت المربية تدلف إليها و هي تحمل يزن أخذته منها و طلبت منها المغادرة لكن ما زاد تعجبها هو عدم تواجد جدها أثناء حضور الطبيب لتقرر أن تذهب إليه في غرفته ... كان يجلس في غرفته لتستأذن أسما منه كي يسمح لها بالدخول ليبتسم بعد رؤيته للصغير أخذه منها ليقبل جبينه و حمله بين يديه 

ـ عارف سبب وجودك هنا دلوقتي و ممكن تشوفوني قاسي لكن بعمل كل ده علشان أحافظ عليكم 

نظرت له بعدم فهم و أردفت بقلق :

ـ إيه الحكاية يا جدي بعدين أول مرة آسيا تتعب و متحضرش و الدكتور موجود 

تنهد بتعب لأنه يعلم أنها لم تتعامل مع آسيا كزوجة أخاها أو أخت زوجها بل كأخت فهما منذ طفولتهما و هما معاً :

ـ طلبت منها توافق على جواز أنس 

وضعت يدها على فمها و نظرت له بصدمة لأنها تعلم أن شقيقها لن يقبل بهذا الأمر و قد يحدث خلافًا بينه و بين جدهم :

ـ حضرتك بتقول إيه يا جدي بعدين الدكتور قال 

ضرب عصاه في الأرض لتصمت و تحدث بغضب :

ـ فات على جوازهم خمس سنين يبقى فين المشكلة قوليلي 

ـ و ليه تكون المشكلة عندها مش ممكن أن هو اللي يكون مش بيخلف أرجوك يا جدي موضوع زي ده هيأثر على الكل مش آسيا و أنس بس أنا كمان علاقتي هتتأثر مع أمير 

قاطعها رأفت بغضب شديد و تهكم :

ـ مفيش حد هنا من حقه يعترض على قراري أظن مش هستنى لما العيلة تضيع مني 

نظرت له بيأس و توتر فهي تعلم أنه لن يتراجع عن قراره و قد يحدث صدامًا شديدًا في العائلة غادرت بعد ذلك متجهه إلى غرفتها و كانت تفكر في حديث جدها و العواقب التي ستترتب عليه 

❈-❈-❈

في الشركة يترأس الاجتماع الخاص بأحد مشاريع المدن الجديدة و لم ينتبه للفتاة التي كانت تراقبه بابتسامة هادئة و تتعمد أن تتحدث معه دونًا عن بقية المتواجدين لكنه انتبه لها أمير الذي شعر بالغضب بسبب ما يحدث فهو يعلم نوايا هذه الفتاة لكنه لن يسمح لأحد أن ينتزع سعادة شقيقته منها انتهى الاجتماع و غادر الجميع ليظل أمير مع أنس الذي قام بفتح هاتفه 

ـ هو المشروع هيتسلم امتى 

تعجب أنس من سؤال أمير فهو في العادة يكون حزينًا عند إنهائهم لأي مشروع و نادراً ما يحدث العكس 

ـ أول مرة تسأل على تسليم مشروع إيه الحكاية 

تنهد أمير بضيق شديد و أجابه بجدية :

ـ أنس أنا بصراحة مش مرتاح لوجود هنا في الاجتماعات كمان محاولاتها إنها تقرب منك و لا مش منتبه لأسلوبها معاك 

يعلم أنس أن حديث أمير صحيح لكنه لم و لن يحب سوى زوجته و لن يسمح لأحد بأن يؤثر على حياتهما 

ـ أنا فاهم كلامك كويس يا أمير و هقولك كلمتين أنا مفيش في حياتي غير أختك و بس يعني متقلقش بعدين خليك واثق في صاحبك شويه 

أجابه أمير بهدوء شديد :

ـ أنا فعلاً واثق فيك لكن في النهاية آسيا أختي 

ـ أطمن على أختك متخافش عليها و هي معايا 

نظر أنس لهاتفه ليجد عدة اتصالات من شقيقته لينظر ل أمير بتعجب فهي لا تحاول الاتصال به إلا إذا كان هناك شيئًا سيئًا قد حدث انتبه أمير له ليقوم أنس بالاتصال على أسما التي أجابته بعد رؤيتها لهاتفها يضيء 

ـ أنس ياريت لو خلصت اجتماع في الشركة ترجع إنت و أمير 

أجابها باستفهام و قلق :

ـ إيه الحكاية يا أسما بعدين ليه الاتصالات دى كلها 

انتبه أمير له لتتحدث أسما بحزن :

ـ آسيا تعبت شوية و الدكتور كان في الفيلا و 

وقف أنس ليأخذ مفاتيح سيارته و يغادر سريعاً ليهتف بقلق :

ـ أنا جاي حالاً مش هتأخر 

أغلق الهاتف ليرحل سريعاً بسيارته متجهاً للفيلا لمعرفة ما حدث مع زوجته بعد مغادرة أنس قام أمير بالاتصال بزوجته لتخبره بإيجاز ما حدث ليقرر اللحاق ب أنس هو الآخر 

وصل أنس للفيلا و صعد مباشرة لغرفته ليجد زوجته نائمة نظر إليها بهدوء ليقترب منها و يقبل جبينها بعد رؤيتها له انهمرت الدموع على وجهها ليتعجب من حالتها هذه 

ـ ليه الدموع دي يا آسيا مين السبب في نزول دموعك

انتظر أن تجيبه لكنها ظلت صامتة دلفت أسما إليهما بعد أن طرقت الباب و سمح لها أنس بالدخول 

ـ ليه مش بترد عليا يا أسما اتكلمي إنتي 

نظرت له بتوتر شديد و خوف :

ـ مش عارفه يا أنس هي كانت عند جدي في أوضة المكتب بعدين نادية نادت عليا دخلت هناك لاقيتها مغمى عليها اتصلنا على الدكتور قال عندها انهيار عصبي و محتاجة تبعد عن أي حاجة تضايقها .. ترك الغرفة متجهاً لغرفة جده لمعرفة ما حدث بينهما وما  الذي جعل زوجته تصل لهذه الحالة لتخبره الخادمة أنه في الحديقة ذهب إليه ليقف أمامه نظر له رأفت بهدوء شديد مما جعل غضب أنس يزداد 

ـ قولت إيه ل آسيا يا جدي 

كان يتحدث بغموض و ترقب و ينتظر أن يسمع إجابته وقفت آسيا لتذهب إليهما كي تمنع أنس أن  يصتدم مع جدهم كانت تسير بتعب شديد اقتربت أسما منها كي تمنعها لكنها فشلت لتساعدها في الهبوط للأسفل 

نظر له رأفت و أردف بهدوء شديد :

ـ قولتلها اللي هيتم خلال شهرين

في هذا الوقت وصل أمير ليقترب منهما و نظر لهما بقلق لأن أسما أخبرته كل شيء انتبه لزوجته التى تقترب منه هي و شقيقته تجاهل رأفت حديثه و لم يجبه 

تحدث أنس بجدية و هو ينظر لجده :

ـ إيه اللي هيتم خلال شهرين يا جدي 

تنهد بهدوء ليجيبه و هو يقف كي يغادر :

ـ فرحك إنت و هنا العمري كمان شهرين 

يتبع 

                    الفصل الثاني من هنا


تعليقات