
رواية لن اتخلي ابدا الفصل السادس6الاخير بقلم فاطمة ابراهيم
نظر لها بهدوء رغم توترها من هذه المواجهة لكنها لن تستطيع أن تكون قاسية القلب فهي حتى الآن لا تعلم أنه لم يتزوج هنا منذ قدومها و هي رفضت أن تعلم أي معلومة عنه كي لا تضعف و تذهب إليه
تنهدت بهدوء و تحدثت بجدية :
ـ أنا فكرت في كلام حضرتك كتير و قررت أواجه علشان أولادي عارفه إنه أكيد هنا حامل دلوقتي و أكيد نسى كل اللي كان بينا
أردف عزيز و هو ينظر لها :
ـ أنس متجوزش يا آسيا أنا حاولت كتير أقولك لكن إنتي كنتي رافضه تعرفي أي معلومة عنه
أخبرها بكل شيء رغم صدمتها في البداية لكن ما أزعجها أن الجميع علم حقيقتها هبطت دموعها على وجهها ليهتف عزيز بهدوء
ـ رد فعل هنا متوقع يا آسيا كمان اللي عرفته منك عن أنس أكد ليا إنه مستحيل يرتبط بواحده غيرك هنا سافرت مع أخوها باريس بعد ما أنس خرج من المشروع اللي كان بينهم و اضطر رامي إنه يشوف شريك جديد و فعلا أتعرف على رجل أعمال خليجي ساعده لكن أنس الفترة اللي فاتت عاش على أمل إنه يعرف مكانك و سأل عنك كتير
كانت آسيا تستمع لحديث عزيز و دموعها تهبط على وجهها لتتحدث بوجع :
ـ أنا عاوزه أسافر مصر يا بابا
أومأ بموافقة و أردف بجدية :
ـ جهزي نفسك النهارده و بكره هنسافر
سارت عدة خطوات لتتراجع للخلف مرة أخرى :
ـ أنا محتاجة وجودكم معايا هناك مش هقدر أبعد عنكم
تنهد عزيز بهدوء ليجيبها بابتسامة :
ـ نسافر الأول و بعدين نشوف
ـ بابا
تحدثت بحزن و هى تنظر له ليتحدث بهدوء :
ـ آسيا أنا عشت سنين كتير هنا مش هنكر إني من يوم وجودك هنا و أنا قولت إنك بنتي كمان أولادك أحفادي خلينا نسافر الأول و بعدين نشوف
اتجهت لغرفتها و نظرت لأطفالها الذين لم يتجاوزوا ثلاثة أشهر و نظرت لها حنين بهدوء تعلم أنها تشعر بالتيه الآن ظلت آسيا تفكر هل سيسامحها أنس ؟!
لكنها تأكدت أنه لولا مغادرتها للمنزل لأصبحت هنا زوجة له لكن كل ما يعنيها الآن أنها أصبحت أمًا مرت الليلة عليها طويلة تريد أن يأتي الصباح سريعاً كي تذهب إليه و تخبره أنها لم تحب غيره طوال حياتها حتى إن رفض أن يغفر لها أطفالهم سيجعلوه يسامحها مع الوقت
طرقت حنين على الباب و دلفت إليها لتتحدث بحزن :
ـ بابا منتظرك علشان نمشى
حملت الصغير و حملت آسيا الفتاة ليتجهوا للخارج معاً قرر عزيز أن يفاجأهم الآن قبل رحيلهم
ـ عاوز أتكلم معاكم قبل السفر فكرت كتير قبل الخطوه دى
نظروا له بعدم فهم ليكمل بهدوء :
ـ أنا قررت نستقر في مصر يا آسيا
ابتسمت له بسعادة لتصرخ حنين بفرح أخبرهم أنه سيترك المطعم لأحد أصدقائه يديره حتى يجد له مشتري بسعر مناسب لكنه سيترك المنزل كي يأتوا إليه من وقت لأخر ليغادروا متجهين لمصر بعد ذلك
❈-❈-❈
طلب رأفت أن يتحدث مع أنس و أمير في أمر ما يعلم أنهم لن يعارضوه لكن عليه إخبارهما بما قرر فعله كانوا يجلسون معاً في غرفة المكتب و تجلس أسما في الحديقة مع ابنها الذي أصبح عمره ثلاث أعوام الآن لقد تغيرت كثيراً خاصة بعد حملها للمرة الثانية
في غرفة المكتب جلس أمير و أنس مقابل رأفت لينظر لهما بهدوء شديد :
ـ أنا كلمت المحامي و طلبت منه يقسم كل شيء عليكم
هتف أنس بغضب شديد :
ـ تاني أنا مش عاوز حاجة يا جدى أكتب كل شيء ل أمير هو الأحق بالمجموعة و الفيلا كفاية بقى خسرت آسيا
أردف رأفت بحزن فهو من أخطأ من البداية :
ـ أنا قسمت كل شيء عليكم أنتم الأربعة و آسيا معاكم يا أنس
هتف أنس بسخرية و استنكار :
ـ آسيا اللي اختفت بعد ما عرفت الحقيقة إنت وعدتني إن الحكاية دي مفيش أي شخص هيعرفها دلوقتي الناس كلهم عرفوا إنها مش حفيدتك الحقيقية إنت ضيعتنا كلنا أنا متنازل عن نصيبي ل أمير و أسما بعد إذنكم
وصلت السيارة أمام الفيلا لتشعر آسيا بتوتر شديد نظرت لها حنين بهدوء لتخبرها أنهم معها نظر الحارس بصدمة بعد رؤيته ل آسيا تجلس في السيارة و فتح الباب سريعاً ليقوم بالاتصال ب الفيلا أجابته الخادمة ليخبرها بعودة آسيا للفيلا .. نظرت أسما للسيارة القادمة لتقف كي تعلم من هؤلاء وقفت السيارة لتتردد آسيا من الخروج منها في الداخل ذهبت الخادمة و أخبرت أنس الذى صُدم بعد علمه بعودتها ليتجه للخارج سريعاً و لحق أمير به خوفاً أن يرفض أنس عودتها رغم علمه بحبه لها لكن ما تعرض له على مدار عام لم يكن سهلاً .. خرج عزيز من السيارة أولاً و فتح الباب كي يأخذ الصغيرة من آسيا لتخرج حنين من الباب الأخر وسط نظرات تعجب من الجميع كانت تشعر أن جسدها أصبح جامداً و كأنها فقدت الحركة تنهدت بتوتر لتخرج و تقف جوار السيارة
اتجه لها بخطوات بطيئة رغم اشتياقه لها لكن غضبه منها تفوق عليه :
ـ نعم ياترى إيه سبب وجودك هنا هاه ليه رجعتي مش خايفه أكون نسيتك و فيه واحده تانية في حياتي لكن كويس إنك رجعتي علشان نطلق .. من حقي أكون أب أنا وقفت قصاد الكل علشانك اتمنيت ترجعي لكن قررتي تنهى العلاقة أنا دلوقتي هنهيها بشكل رسمي
تحدث أمير بتعجب شديد :
ـ أنس إنت بتقول إيه كفاية جنان لو سمحت
ـ أنا فعلاً مجنون و هتشوف الجنان بجد دلوقتي يا أمير بعد ليه بتدافع عنها هاه تبقى مين دي
كان الجميع يشاهد ما يحدث بصدمة الجميع يعلمون أنه غاضب منها ليهتف رأفت بغضب و هو يقف أمام أنس :
ـ كفاية بقى آسيا حفيدتي و مش هقبل إنك تغلط معاها أكتر من كده يا أنس
أجابه بتهكم و استنكار :
ـ مش كانت رغبتك يكون عندك أحفاد خلاص هتجوز علشان يكون عندي أولاد
تحدث عزيز بهدوء شديد :
ـ واضح إن طلبي ليها بالرجوع كان غلط بعتذر من الكل إحنا هنمشى و مش هتشوفوها مرة تانية
انتبه أنس لبكاء الصغار و كأنهما يعارضان حديث والدهما و يعلنان له رفضهم للكلمات اللاذعة التى يوجهها لوالدتهما أخذت آسيا زين من حنين و جلست في السيارة كي تطعمه كان يتابع ما يحدث بعدم تركيز من هؤلاء الأطفال ؟!
وضعته جوارها في السيارة بعد أن قامت بإطعامه و أخذت مليكه من حنين كي تطعمها أيضاً خرجت بعد ذلك من السيارة و وقفت أمامه
ـ بتلومني إني مشيت أنا كنت بموت كل فترة كان ميعاد فرحك بيقرب إزاي كنت هعيش مع هنا في بيت واحد هاه أنا لو كنت استنيت يوم تاني كنت مت يا أنس .. إنت تعرف إيه عني لحظات كتير فكرت أرجع أول ما عرفت إني حامل بس خفت على أولادي خفت أخسرهم برجوعي عشت سنين أتمنى أشيل طفل واحد بين ايديا مين فيكم كان هيقدر يحميني منها هاه و هي كانت تقدر تتخلص مني أنا و هما في لحظه من غير تردد بعدت علشان أحمى ولادي بس دي لو جريمة أنا معترفة بيها خلاص مبقاش ليا غيرهم .. عاوز تتجوز أتجوز براحتك بس قبلها طلقني و مش عاوزه منك أي شيء أنا هوفر ليهم كل حاجة
نظرت ل عزيز و هتفت بدموع :
ـ خلينا نمشى من هنا يا بابا
جذبها من يديها بغضب ليتعجب الجميع مما يحدث
ـ عاوزه تهربي تاني مش كفايه بقى متعبتيش من البعد ده
رفع وجهها ليمسح دموعها و نظر لها بهدوء ليضمها بقوة ابتسم الجميع لما حدث و اتجهوا معاً للداخل ليخبرهم عزيز بكل شيء منذ لقائه الأول ب آسيا و حتى الآن طلب منهم رأفت أن يظلوا معهم رغم تردده في البداية لكن نظرات آسيا له جعلته يوافق لتنظر له بامتنان صعدت لغرفتها التى تركتها منذ عام لتجدها كما هي لتنظر له بهدوء
ـ مش عاوز كلام عن الماضي يا آسيا كفايه وجع لينا إحنا الاتنين حياتنا الجاية هتكون أفضل بوجود ولادنا معانا
ابتسمت له بحب لتسمع بكاء زين نظر له أنس بغيظ
ـ أنا بقول نجهز أوضة تانية ليهم
ـ لأ طبعاً مش هيبعدوا عني دلوقتي ممكن تشوف إنت أوضه تانية تنام فيها
ـ أكيد الكلام ده مش بجد صح
ـ للأسف صحيح
نظر لها بغيظ و ترك الغرفة ليعود بعد فترة وجيزة أحضر سرير أطفال و ابتسم لها
ـ بكره هيكون فيه واحد تاني اختاري مين منهم ينام فيه أقول أنا هاخد مليكه واضح إنها هاديه و هتنام بسرعة
استمع لصوت بكائها بعد أن وضعها على الفراش
لتضحك آسيا عليه بقوة و نظر لها بغيظ لكن تنهد بهدوء فعودتها له جعلته يبتسم مرة أخرى لتصبح حياتهم سعيدة بعد ذلك ارتبطت حنين بابن خالة أمير بعد عودته من أمريكا و قرروا أن يستقروا هناك بعد إتمام زفافهم و رزقت أسما بفتاة جميلة لينعم الجميع بعد ذلك بالسعادة و الاستقرار
تمت بحمد الله