رواية صعود امراة الفصل العشرون20 بقلم ايه طه
ساحة المدرسة مليانة بالبنات اللى بيدخلوا يمين وشمال للامتحانات. نجاة ووعد ماشين جنب بعض، ووعد بتحاول تهدي نجاة اللى شكلها متوتر وعينيها متلفتة يمين وشمال. الكل بيبص عليهم، وبعض البنات واقفين في مجموعات وهمساتهم مش بتهدى. الأجواء مشحونة ونجاة حاسة إنها تحت المجهر.)
وعد: (بصوت واطي وهي بتحاول تبعد عن نجاة التوتر) هدي نفسك يا نجاة، ما تعمليش حساب لحد.. انتى عارفه إن الناس هنا مالهاش غير الكلام.
نجاة: (بتتوتر أكتر) عارفه يا وعد، بس بصي عليهم.. شايفه نظراتهم؟ مش هسكت لو حد قرب مني.
(في بنات من بعيد بيضحكوا بهمس، واحدة منهم تلتفت للباقي وهي بتقول بنبرة مليانة سخرية)
البنت 1: يا بت.. شايفين نجاة؟ جاية تمتحن بعد اللى عملته.. جايه بعنجهية.. كأنها ما عملتش حاجة!
البنت 2: (بغضب) مالها دي؟ تحسب نفسها أحسن مننا؟ خلينا نشوف هتعمل إيه المرة دي.
(نجاة تسمع الهمسات، وتكاد تنفجر غيظًا، لكن وعد تقرب منها وتهديها بنبرة جادة)
وعد: يا بنتي بلاش تعملي مشاكل.. خليكي هادية، ده امتحانك مش امتحانهم.. إحنا أكبر من كده.
نجاة: (بتحاول تتحكم في أعصابها) أيوه.. أنا فاهمة، بس بصراحة صعب إن الواحد يتجاهل كل ده. مش عارفة أركز.
(البنات يستمروا في التريقة بصوت أعلى شوية علشان نجاة تسمعهم، وواحدة تقرب وتقول)
البنت 3: (بتسخر) عايزين نسألها إزاي تعدت على القانون.. يمكن تفيدنا في الامتحان!
(نجاة تقف فجأة وتبصلها بحدة)
نجاة: (بصوت عالي) اسكتي.. ما ليش في كلامك دا.. انتى مش قد المواجهة.
(وعد تحاول تشدها بعيد)
وعد: (بتوسل) تعالي بلاش وجع الدماغ ده.. دول مابيهمهمش غير الشوشرة.
(فيصل فجأة يظهر من بعيد وهو لابس بدلة أنيقة وكأنه جاي من النيابة، يقرب منهم بسرعة.)
فيصل: (بنبرة صارمة) إيه اللي بيحصل هنا؟
(كل البنات اللي كانوا بيضايقوا نجاة يسكتوا فجأة، ووشهم بيقلب خوفًا من حضور فيصل. نجاة ووعد يرموا نفسهم ورا فيصل كأنه حاميهم.)
البنت 1: (بتحاول تداري خوفها) ما كنش في حاجة.. إحنا كنا بنهزر بس.
فيصل: (بنبرة حازمة) اللى عنده كلام يقوله، يقوله فى وشي.. مش من ورا الناس.
(البنات يسكتوا ويبعدوا بسرعة، فيصل يبصلهم نظرة تحذير ويكمل كلامه)
فيصل: (موجه كلامه لنجاة) إنتِ ليكي حق ترفعي راسك.. ولا تخلين حد يهز ثقتك فى نفسك. البنات دول مالهمش غير الثرثرة الفاضية.
نجاة: (بتنفس بعمق) مش قادره أستحملهم.. بجد نفسى ألاقي مكان أكون فيه مرتاحة.
فيصل: (بنبرة مشجعة) مش هيقدروا عليكِ.. أنتِ أقوى منهم بكتير.. بس لو احتاجتي حاجة، أنا موجود.
وعد: (بتبتسم) أهو دا الكلام اللي يريح القلب.. المهم نركز دلوقتي في الامتحان. نسيب الناس في كلامهم الفاضي.
(نجاة تبتسم أخيرًا وهي تاخد نفس عميق، وبيكملوا طريقهم ناحية قاعة الامتحانات. البنات اللي كانوا واقفين يراقبوهم من بعيد يختفوا في الزحمة، لكن لسه في همسات بتخرج من هنا وهناك. وعد تحاول تخفف الجو بنكتة بسيطة.)
وعد: (بنبرة ضاحكة) تعرفي يا نجاة؟ لو جمعتي كل كلام البنات دول، كان ممكن نطلع بمسرحية!
نجاة: (بتضحك بخفة) يا بت.. بدل ما نقلبها دراما نعملها كوميديا.
فيصل: (بابتسامة خفيفة) المهم إنكم تركزوا في اللي جي.. ما تخلوش حد يشغلكم عن هدفكم.
(فيصل بيسلمهم على باب قاعة الامتحان ويمشي، والبنات يدخلوا القاعة. المدرسات بيراقبوا الكل بعين حازمة، ونجاة بتحاول تركز في ورقة الامتحان. همسات البنات كانت لسه في الخلفية، لكن وعد بتهمس لنجاة.)
وعد: (بهمس) خليهم في حالهم.. أنتِ جايه هنا علشان نفسك مش علشانهم.
(الوقت بيمر ونجاة بتلاقي نفسها بتسترجع تركيزها شوية بشوية، ولكن مع كل همسة خارجية بتتلفت. وفى لحظة تشعر إن في حد بيراقبها عن قرب، لكنها مش قادرة تحدد مين.)
(الامتحان بينتهي والكل بيبدأ يتحرك برا القاعة. نجاة ووعد بيخرجوا وهما بيتكلموا وبيضحكوا على بعض المواقف اللي حصلت في الامتحان.)
وعد: (بمزاح) والله.. أنا حاسة إني كتبت كتاب مش إجابات.. بس شديت حالي في الآخر.
نجاة: (بضحكة خفيفة) أهو دا المهم.. أما أنا فقدامي حلقتين زيادة.. بس الحمد لله عدت.
(في الطريق للخروج من المدرسة، البنات اللي كانوا بيسخروا من نجاة بيظهروا تاني، لكن المرة دي نجاة مش بترد عليهم، وبتسيبهم وراها وهي ماشية بخطوات ثابتة. وعد بتحاول تخفف الجو بمزحة.)
وعد: (بنبرة فكاهية) والله أنا كنت شايلة معايا شوية طماطم علشان أرمى بيهم اللى يدايقك.. بس شفتك قوية قلت أحفظهم لوقت تاني.
نجاة: (بضحكة) خليهم لوحده تانية تستاهل.. احنا محتاجين نضحك مش نحارب.
(وهم خارجين من المدرسة، وعد فجأة تقف وتبصلها بنظرة جدية.)
وعد: (بنبرة مازحة بس جدية شوية) بس عارفه يا نجاة؟ لو جات منهم حاجة تاني غير الكلام.. يعني حد حاول يقرب منك تاني، متسكتيش.. فاهمة؟ إنتي مش لوحدك.
نجاة: (بصوت منخفض بس مبتسم) عارفه.. وأنا مش هسكت. كنت بس متضايقة من الكلام اللي بيتقال عليا.. حسيت إني متهمة من غير سبب.
وعد: (بتشجعها) الناس دي دايمًا كده.. اللي ميعرفش الحقايق يتكلم بالعافية. أهم حاجة إنتي تعرفي نفسك كويس، والباقي كلام فاضي.
(يقطع كلامهم صوت هاتف وعد، تخرج هاتفها وترد.)
وعد: (وهي بترد) ألو؟... أيوه يا ماما... آه خلصنا الامتحان... لا لا، الدنيا كانت تمام الحمد لله... حاضر، جايين في السكة.
(تقفل وعد المكالمة وتلتفت لنجاة بابتسامة.)
وعد: أمي بتسأل علينا.. تعالي نروح البيت بسرعة قبل ما أخويا يبدأ يقلق.
نجاة: (بابتسامة مرهقة) والله أحسن.. نفسي أروح وأريح دماغي شوية. الجو هنا كان متعب.
(وهم ماشين في طريقهم، وفجأة بيقفوا عند عربية وقفة على جنب الطريق، وبيطلع منها فيصل بوجه جدي.)
فيصل: (بنبرة هادية بس صارمة) هيا النتيجة إيه؟ الدنيا عدت على خير؟
وعد: (مبتسمة) آه الحمد لله، نجحنا في البقاء على قيد الحياة! والأوضاع كانت تحت السيطرة.
فيصل: (بمزاح بسيط) إن شاء الله تخرجوا من الامتحانات سالمين غانمين.. وبعد كده بقى نرتاح شوية من الهم ده.
(نجاة تشعر براحة وجود فيصل معاهم، خصوصًا بعد ما شافت إزاي قدر يوقف البنات اللي كانوا بيضايقوها. بتبدأ تفتح نفسها للضحك من جديد، وتحاول تنسى الجو الكئيب اللي كان حواليها طول اليوم.)
نجاة: (بنبرة أكثر تفاؤل) ماشي.. بس عارف يا فيصل؟ أنا بديت أحس إن الحياة مش هتبقى كده طول الوقت. بعد الامتحانات، لازم نخطط لحاجة حلوة.
فيصل: (مبتسم) دي فكرة حلوة.. إنتو تستاهلوا تاخدوا وقت راحة بعد كل اللي مريتوا بيه.
وعد: (بحماسة) طيب بما إننا بنخطط.. إيه رأيكم نعمل رحلة صغيرة؟ نروح مكان مختلف شوية، نغير جو.
نجاة: (بابتسامة) يا ريت.. نفسي أروح مكان ما فيهوش كلام ناس ولا نظرات مزعجة.
فيصل: (بضحكة خفيفة) يبقى اتفقنا.. لكن خلونا نركز دلوقتي في اللي باقيلكم من الامتحانات، وبعدها نفكر في الراحة والترفيه.
(يبدأوا يتحركوا نحو السيارة، ووعد تفتح الباب الخلفي لنجاة.)
وعد: (بمزاح) تفضلي يا ستي.. خدمة خمس نجوم.
نجاة: (بتضحك) والله أنا مش عارفة إزاي كنت هتعامل مع اليوم ده لو ما كنتيش جنبي.
وعد: (بابتسامة) دي شراكة يا نجاة.. نكون مع بعض في كل المواقف، سواء كانت حلوة أو مرة.
(يستعدوا للرجوع للبيت، ونجاة تشعر بالراحة رغم كل التوتر اللي كان موجود في المدرسة. الحوار البسيط والدعم من وعد وفيصل خفف من حملها، وبدأت تشوف المستقبل بنظرة أكثر إيجابية.)
(السيارة تتحرك على الطريق الهادئ، والشمس بتبدأ تغرب في الأفق، والدنيا تهدأ حوالين الثلاثة وهم بيخططوا للحياة بعد الامتحانات، وكل واحد فيهم عنده طموح جديد بيدور في باله. اليوم كان مليان تحديات، لكنهم بيخرجوا منه بإحساس أقوى بالعزيمة والإصرار.)
(وهم في العربية، فيصل يوجه نظره للطريق، لكن فضوله ما بيخلوش من إنه يسألهم.)
فيصل: (بنبرة فضولية) طيب، حد قالكم حاجة النهاردة غير اللي حصل الصبح؟ يعني، حصل أي مضايقات تانية؟
وعد: (بابتسامة خفيفة) لا، الحمد لله كان يوم هادي بعد اللي حصل الصبح. يعني البنات اكتفوا بالكلام من بعيد، ولا واحدة منهم قربت.
نجاة: (بنبرة ممتنة) والله ما عارفه إزاي اليوم مشي كده.. كان ممكن يبقى أسوأ.
فيصل: (بنبرة صارمة) أي مضايقة تانية بتحصل، تبلغوني على طول.. مش هاسكت على أي قلة أدب تاني. وبالنسبة للناس دي، خلينا نواجههم بالقانون لو اضطرينا.
نجاة: (بصوت هادي) مش عايزة الأمور توصل لكده، يا فيصل. كل اللي نفسي فيه إننا نعدي من المرحلة دي بسلام.
وعد: (مقاطعة بضحكة) شوف، أنا معاك في المواجهة لو اضطرينا.. بس في نفس الوقت، لو نحنا التزمنا بالصمت، الناس هتزهق وتبطل تتكلم.
فيصل: (بنبرة مهددة شوي) أنا مش ساكت على حاجة من دي تاني.. مش هخلي حد يقلل منكم أو يضايقكم، فاهمين؟ اللي حصل النهاردة كان آخر مرة.
(نجاة تتنهد بارتياح، حاسة إن فيصل حاميها من أي تهديد ممكن يواجهها، وده بيخليها تثق في نفسها أكثر.)
نجاة: (بابتسامة خفيفة) بشكرك يا فيصل.. وجودك معانا بيساعدنا كتير.
فيصل: (مبتسم) ده واجبي يا نجاة.. وأنا مش هسمح لأي حد يتعرض لكم، طول ما أنا موجود.
وعد: (بمزاح) طيب، طيب.. كفاية جدية بقى. إحنا خلصنا اليوم ده، وحان الوقت نرتاح شوية ونفكر في بكرة.
فيصل: (بضحكة) موافق.. بس فاكرين، عندنا كمان شوية مراجعة. مش هنسيبكم تاخدوا إجازة طويلة.
(نجاة ووعد يضحكون، والعربية تكمل طريقها نحو البيت، الجو مريح والضحكات بدأت ترجع من جديد بعد اليوم الطويل