رواية بستان حياتي الفصل العاشر10بقلم سلوي عوض


رواية بستان حياتي الفصل العاشر10بقلم سلوي عوض




الجد : أنا كده ريحت نفسي، بس فاضل أقولكم وصيتي اسمعوني ومحدش يجاطعني .
الجد: انا هوزع املاكي كلها عليكم وانت ياسليم لو عايز تكمل مع بت عمك وتدير املاكم انت وعيال عمك الامر متروك لله وليك ياولدي

سليم: ياجدي انا اتشرف ببستان تبقى مراتي وانا وعدتك قبل كده ومش هخلف وعدي وانا فعلا عايز اكمل حياتي معاها عايزين نفرح ياجدي

فريد: جدي ربنا يديك الصحه وطولت العمر احنا مش عايزين حاجه احنا عايزينك تكون بخير وتفضل لاممنا تحت حواليك كده على طول

فؤاد : والله عال الكبار ساكتين والصغيرين بيتكلمو طب اسمعو دكر الحديت وكلمه ابرق من جرنال 
مفيش لا وصايه هتتكتب ولا املاك هتتفرق عشان خلاص كل حاجه بجيت بأسمي حتى السرايا دي يعني كده كلكم ضيوف عندي بما فيكم ابويا

الجد : انت بتتكلم كده ازاي يافؤاد 

فؤاد: بتكلم زي الناس انا خدت ختمك ونقلت كل حاجه باسمي حتى الفلوس الي في البنوك .. طول عمري وانا شايل كل حاجه على راسي وانت بتفرق بين عيالي وعيال مصطفى حتى جمال الي همل البلد من زمان ومشي وفي الاخر جي ياخد الخير كله على الجاهز وعيال مصطفى الي شرعا ملهمش ورث 

جمال: ياااه يافؤاد كل ده غ  ل جواك على العموم انا مش عايز حاجه انا عندي الي يكفيني وزياده 

صافي تضحك : مش قولتلك اهلك دول مبيجيش وراهم غير الم ص ا يب 

فؤاد : اسمعي ياوليه ياتلزمي اد.. بك ياترجعي بيتك من غير مطرود 

الاب: والله عال يافؤاد بتتحكم في اخواتك واملاكي وانا عايش .. الكلام ده من عقلك ياولدي 

فؤاد: اه من عقلي وكل الي قولته حقيقي عيش يابوي اليومين الي فاضلينلك واكل شارب معزز مكرم 

جمال: انت اتجننت يافؤاد 

الاب: سيبه ياولد الحمد لله اني كتبت فيلا المعادي باسم بستان 

سليم الحفيد يريد ان يتحدث فينظر له الجد بالا يتحدث

الاب: موجهه كلامه لفؤاد كتر خيرك ياولدي احنا هنمشي ونهملولك كل حاجه بس عالله تشبع
 
فؤاد بضحك : ليه متخليكم قاعدين 

جمال: صحيح الي تحسبه موسى يطلع فرعون يلا بينا يابوي هننزل مصر البيت عندنا كبير يساع الحبايب كلهم وانت يافؤاد اطمن بس ع عملية ابوك وافضالك 

فؤاد: يعني هتعمل ايه يعني كله قانوني 

سليم الحفيد: يضحك لا براحتك ياعمي عيش حياتك
 بس اياك تسد 

فريد: هنمشي ازاي ياجدي ونسيب بلدنا وبيتنا الي
 اتربينا فيه وعيشنا فيه طول عمرنا 

امنيه: خلاص مبقاش بيتكم ثم توجه الكلام لفؤاد خلاص يابوي خليهم قاعدين اقله يخدمونا .. بس انا هاخد اوضة بستان قصدي الي كانت اوضتها 

الجد: يلا ياولاد كله يلم خلجاته هننزل مصر نقعد في فيلة المعادي 

جمال: لا يابوي انتو هتيجو عندنا في بيتنا 

صافي  : لا خليهم يروحو فيلا المعادي انا مبرتحش مع حد غريب 
جمال: هو مين الي غريب ابويا ولا ولاد المرحوم اخويا ده بيتهم قبلنا 

الجد: جت عليكي انتي يعني يامرت ولدي ثم ينظر
 لفؤاد اذا كان ولدي الي من صلبي عمل كده

نجوى : انا هاجي معاك ياعمي مش ههملك ابدا 

فؤاد: لو مشيتي معاهم هتكوني طالق 

الجد: لا هخليكي يانجوى متخربيش بيتك 

عمر: انا ساكت من بدري ياعميي ومش عايز اتكلم 

الجد: خلصنا ياعمر اطلب نقلك لمصر وانا هكلم حبايبي عشان ينقلوك بسرعه 

نظرات متبادلة بينهم، الكل مندهش من موقف الجد وصمته على اللي عمله فؤاد. وسليم واقف بيتابع الموقف من غير رد فعل قوي. الكل بدأ يجهز نفسه للسفر للقاهرة).
--------------------------

في صباح اليوم التالي، بعد ما وصل الجميع إلى فيلا المعادي واستراحوا من عناء السفر، استيقظوا لبدء حياتهم الجديدة في القاهرة. كان الجو مشحوناً بالتوتر والمشاعر المختلطة بين الغضب والحزن، لكن كان هناك أيضاً إحساس بالراحة بين أفراد الأسرة بوجودهم معاً.

صباح، التي كانت تشعر بقلق وفضول حول موقف الجد سليم ، اقتربت منه بعدما تأكدت من أن الجميع منشغلون.

صباح: "أنا مش فاهمة حاجة يا عمي.. إنت ليه سكت لفؤاد؟"

الجد سليم (بهدوء وطمأنينة): "بعدين يا صباح، تتعدل يا بنتي.. يحلها ربنا. أهم حاجة دلوقتي انتي ترتاحي والعيال يرتاحوا."

صباح : "عمي، ورثي من المرحوم أبوي كله فلوسي وصيغتي تحت أمرك، "

الجد (ممتنًا): "تسلمي يا أصيلة.. عمك لسه موجود ما ضاعش الحمد لله."

صباح: "كل دا خير ربنا وخيرك يا عمي."

الجد: "ارتاحوا كلكم النهاردة، وبكرة ربنا هيحلها الحلال.. تبات ن .. ار، تصبح رم... اد."

بعد ذلك بلحظات، دخل سليم الحفيد، وقد أحضر معه أغراض عديدة يحملها الحراس ..

الجد (مندهشًا): "إيه كل ده يا ولدي؟"

سليم (مبتسمًا وهو يبحث بعينيه عن بستان): "صباح الخير يا جدي.. ازيك يا مرت عمي؟ ولا أقولك ازيك يا حماتي."

صباح (بفرحة ممزوجة بالحنان): "بخير يا ولدي، الله يسلمك يا غالي."

سليم (موجهًا كلامه إلى جده): "جدي، إن شاء الله العملية هتتعمل أول الأسبوع."

الجد: "أنا عايزك يا سليم تاخد بستان وتتفرجها على البلد."

سليم : "كنت عايز أقول كده يا جدي، بس كنت مكسوف من اللي حصل.. إنت كويس يا جدي؟"

الجد (مبتسمًا بحنان): "والله زين ورايق وزي الفل."

بعدها، طلب الجد  من سميحة ابنه عتمان أن تنادي على بستان.

ذهبت سميحة بسرعة إلى بستان، وطرقت على بابها بلطف.

سميحة: "ست بستان! ست بستان! الحج بيقولك إن أستاذ سليم تحت."

شعرت بستان بفرحة غامرة في قلبها، وارتسمت ابتسامة خجولة على وجهها.

بستان: "حاضر.. أنا نازلة."

نزلت بستان بعد لحظات، وكانت جميلة كالعادة، رغم أن هناك بعض الكدمات على وجهها، لكنها لم تؤثر على إشراقها وجاذبيتها.

الجد : "أهلاً بحبيبة قلبي.. ولا عندك مانع يا سليم؟"

سليم: "لا حضرتك، تقول اللي إنت عاوزه يا جدي."

الجد: "اعملي حسابك يا بستان بعد الفطور هتروحي مع سليم يفرجك على البلد."

بستان (بفرحة): "بجد يا جدي؟ هخرج؟"

الجد: "بجد يا روح جدك.. بس يا بنتي لازم تعرفي فريد، عشان ما ياخدش على خاطره."

بستان: "حاضر يا جدي، والله كنت هعمل كده."

في اللحظة دي، دخل فريد ومعه عمر.

عمر (مداعبًا): "صباح الخير على أهل الخير.. إنت جيت لوحدك يا ابن عمي؟ قصدي، كنت فاكر إن عمي معاك."

بستان (بنوع من التردد): "صباح النور، أبية فريد.. بعد إذنك، سليم عايز ياخدني أخرج شويه."

فريد (بابتسامه): "روحي يا حبيبة أخوكي، بس أهم حاجة جدي يكون موافق."

ثم نظر الجد لسليم وابتسم وغمز له .
----------------------------
 في الصعيد
، كانت نجوى تخت بئ في غرفة الجد سليم لتتحدث في الهاتف، تتأكد جيدًا من عدم وجود أي شخص حولها ..

نجوى: الو ايوا ياخوي اتوحشتك ياود ابوي 
حسين: وانا كمان اتوحشتك ياخيتي بس والله كنت مشغول قوي اليومين الي فاتو انتي عارفه موسم القصب 
نجوى: الله يعينك ياخوي كنت ريداك في حاجه ضروري
بعد العصر تتحدت مع فؤاد وتقوله انك عايزيني ضروري ضروري عشان مرتك تعبانه شويه 
حسين : ليه في ايه يانجوى
نجوى: معلش ياخيي وقوله متخلهاش تجيب حد من العيال عشان واخده دور ويمكن العيال تتعدي 
حسين: قلقتيني ياختي 
نجوى : لما اجي هفهمك 

أنهت نجوى المكالمة بسرعة، ثم مسحت الرقم من هاتفها بحرص شديد وكأنها لم تتحدث مع أحد. خرجت من الغرفة على الفور وعادت إلى المطبخ حيث كانت أمنية تتحدث بصوت مرتفع.

أمنية : " فين الغدا الدلع الي انتو كنتو فيه زمان هيتغير من هنا ورايح كلمتي هي الي هتمشي 

نجوى (بهدوء): "في ايه يابتي مش شايفاني قدامك ولا إيه؟"

أمنيه : لا مؤاخذه مشوفتكيش."

في هذه الأثناء، كان فؤاد يتحدث بصوت مرتفع

فؤاد: "الغداء فين شهلوا ؟"

نجوى (بحزم): "اطلعي سكتي ابوكي واحنا هنحضر الغدا 

بعد دقائق قليلة أثناء الغداء، وجهت نجوى حديثها لـ فؤاد،  

نجوى: "عجبك يا فؤاد اللي عملته بتك ده ؟ تدخل تزعج للناس في المطبخ وأنا واقفة، وكأنها مش شيفاني؟"

فؤاد (يضحك): "عافية عليكِ، يا امنيه . بقولك إيه، من النهاردة أمنية تعمل اللي يعجبها، وهي ست البيت دلوقتي."

أمنية (تضحك وتزغرط): "حبيبي يا بوي ، ربنا يخليك لي."

------------------------

في فيلا المعادي بالقاهرة، كان الجو هادئًا وسط العائلة التي استقرت هناك بعد فترة طويلة من التوتر. كان الجميع يتناقشون في تفاصيل اليوم التالي ويتجهزون للخروج معًا.

سليم (بصوت هادئ): "بستان، هتضايقي لو خدنا نور وليلى معانا؟"

بستان (مبتسمة): "لا بالعكس، أنا حبيتهم قوي، كأنهم إخواتي."

في تلك اللحظة، عمر يغمز لبستان بحركة خفيفة.

عمر (بمزاح): "هو ياخد إخواته، وإنتِ تاخدي إخواتك، ولا إيه رأيك يا فريد؟"

فريد (مبتسمًا): "ها، أنا ما عنديش مانع، ياريت. قصدي، فرصة نغير جو مع بعض."

الجد (بابتسامة): "روحوا يا ولاد، غيروا جو كلكم. إنتو محتاجين ده."

ثم قال عمر وهو يستعد للذهاب إلى غرفته:

عمر: "طب عن إذنكم بقى، أنا هطلع ألبس الحتة اللي على الحبل."

فريد (بابتسامة): "خدنا معاك، عن إذنكم." وذهبوا هم وبستان لتغيير ثيابهم.

بينما كانوا يذهبون، وجه الجد حديثه إلى صباح:

الجد: "فين القهوة يا صباح؟"

صباح (وهي تبتسم): "حالا يا عمي." ثم ذهبت لتعد القهوة.

الجد (ينظر إلى سليم ): "خلي بالك من عيال عمك، يا سليم. بستان وفريد غلابه يا ولدي."

سليم (ضاحكًا): "طب وعمر يا جدي؟"

الجد (بابتسامة): "لا، ده عمر يخلي باله مننا كلنا."

سليم يضحك : "ربنا يهديه يا جدي."

ثم ابتسم الجد وقال:

الجد: "بقولك إيه يا ولدي، أنا عايز عمر وفريد يقربوا من إخواتك البنات. عيال عمهم، هما اللي هيحافظوا عليهم،  لو مجبتهمش الحنية، هيجيبهم الع .. ار ياولدي."

سليم (ضاحكًا): "والله يا جدي، دماغك دي... على العموم أنا واثق في تربيتك."

ثم صمت قليلاً قبل أن يسأل:

سليم: "طب بالنسبة للي بينا، مش هتقولهم عليه؟"

الجد (بتفكير): "مش دلوقتي خالص، يا سليم. يا عمري، يا صغير. ويغمز له بعينه، المهم تكون خلصت كل اللي قولتلك عليه."

سليم (بحب): "حصل يا سليم، يا عمري، يا كبير." ثم يقبل يده ويحضنه.

الجد (بابتسامة واسعة): "الله يبارك فيك يا ولدي، صبرك عليا يافؤاد ." ثم ينظر إلى سليم وهو يضحك، في إشارة إلى ما بينهما

..........
بارت 10

نزلت بستان من غرفتها بعدما انتهت من تجهيز نفسها ووقفت أمام جدها بابتسامة خفيفة.

بستان: أنا جاهزة.

الجد: ربنا يفرحكم دايمًا يا رب.

عمر وفريد: يلا بينا يا سليم.

سليم: حاضر، بس هنعدي نجيب البنات من البيت.

عمر: بس كده العربية مش هتكفينا.

سليم: متقلقش، هناخد العربية الكبيرة.

انطلقوا جميعًا مع سليم متجهين إلى فيلا جمال العمري لأخذ إخواته بعدما استأذن من والده، وطلب منه عدم إخبار صافي حتى لا تحدث مشكلة.

-----------------------
في السيارة، بعد أن مر سليم على البيت وأخذ إخواته، دار الحديث بينهم.

سليم: تحبوا نروح فين؟

ليلى: إيه رأيك يا سليم نروح فيلا المنصورية؟

عمر: يا سلام، من بيت لبيت!

سليم: بس ده مش بيت.

عمر: غلطت، فيلا  يا سيدي.

سليم: برضه لا.

فريد: يعني هتكون إيه يا سليم؟

سليم: اصبروا وهتشوفوا.

----------------------

بعد لحظات وصلوا إلى فيلا المنصورية، دخلوا جميعًا وانبهروا من المكان، حيث وجدوا أن الفيلا تحتوي على مدينة ملاهي وحديقة حيوانات، بالإضافة إلى ركن خاص يُسمى "ركن سليم العمري" الذي أنشأه سليم ليكون ملاذًا له حين يشعر بالضيق.

عمر (بإعجاب): أنت مين يا بني؟

سليم: ابن عمك وجوز أختك.

فريد: مكان زي ده أكيد اتكلف كتير، ما شاء الله يعني. بس إزاي؟ وإحنا عارفين عمك عمر عمره ما كان بياخد فلوس من جدك، وحالته المادية ما كانتش قد كده.

سليم (بهدوء): هحكيلكم كل حاجة… لما خلصت الثانوية العامة وجبت النتيجة، كنت رايح لأبويا أفرحه، هو كان عنده شركة صغيرة زي ما أنتم عارفين، وسمعته بيتكلم في التليفون مع صاحبه وبيقوله "يا صاحبي، المناقصة دي هتتكلف ملايين، وإنت عارف حالتي على قدي. المناقصة دي اللي هترفعنا وتخلينا ناكل السوق. نفسي ربنا يكرمني وأحقق أحلامي وأحلام ولادي وأعيّشهم في مستوى عالي زي ولاد عمامهم، بس مفيش في إيدي حاجة أعملها."

سليم (بتركيز): طبعًا زعلت جدًا، لأن بابا كان حلمه كبير وأنا حاسس بعجزه. أخدت تليفون جدي سليم وحكيتله كل حاجة، وقلتله "يا جدي، أنا مش عايز حد يعرف أي حاجة. لو ربنا أراد وكسبنا المناقصة، هارجعلك الفلوس."

جدي قالي: "هتقول لأبوك إيه؟"

رديت عليه بحماس: يعني أنت موافق يا جدي؟

 جدي قالي:  "يا ولدي، دي فلوس أولادي وأحفادي، ولكم حق فيها. وأبوك رافض ياخد مني أي فلوس."

قلتله: "معلش يا جدي، أنا هفهم أبويا إن اللي سلفنا المبلغ واحد ابو صاحبي غني وبفائدة بسيطه "

سليم: وفعلاً، جدي وافق واداني الفلوس، وربنا كرمنا وكسبنا المناقصة. ولما جيت أرجعله الفلوس واتحايلت عليه كتير، رفض وقال لي: "ده جزء من حقكم عندي." شلت أصل المبلغ على جنب واشتغلت بالمكسب اللي جه، وكنت الوسيط. بعدها بدأت أشتغل مع شركات تانية هنا وبره، ودخلنا مناقصات تانية كتير وكسبناها، لحد ما عملت شركاتي الخاصة، وربنا كرمني وعملت المكان ده عشان يكون استراحة ليا لما أحب أفضي دماغي من كل حاجة.

كان كل اللي بيسمعوا سليم متأثرين بإصراره وطموحه، ونظرات الإعجاب واضحة عليهم، خاصة بستان وإخواته.

فريد: أنا فخور بيك جدًا يا سليم، ربنا يزيدك يا حبيبي.

سليم: بس لحد دلوقتي، أبويا ميعرفش إني أخدت الفلوس من جدي، وجدي مش عايز يعرفه.

كلهم (بصوت واحد): فهمنا، ومش هنقول حاجة أكيد.

سليم (مبتسم): تعالي يا بستان، أفرّجك على مجموعة نادرة من الزهور.

أخذ سليم بستان في جولة لرؤية الزهور، بينما ذهب عمر وليلى للعب في مدينة الملاهي.

----------------

فريد (لنور): مروحتيش معاهم ليه يا نور؟

نور: أنا مش بحب الألعاب.

فريد: مخك أكبر من سنك.

نور: لا أبدًا، بس أنا بحب القراءة أكتر، وكمان الحيوانات والطيور، عشان كده سليم عامل حديقة حيوانات صغيرة هنا. تيجي نتفرج عليهم؟

فريد: ماشي يلا.

نور (بتردد): ممكن أسألك سؤال؟ ولو مش عايز تجاوب بلاش.

فريد: اسألي.

نور: ليه عملت كده مع بستان؟ مع إن شكلك مش قاسي؟

فريد : صدقيني، عمري ما كنت كده. بس كنت في مره في زيارة  لواحد صاحبي وشفت أخته وعجبتني، فقولت أدخل البيت من بابه. خطبتها، وكانت واخدة ثانوية عامة. قعدوها في البيت، وطلبت مني أقنع أبوها وأخوها إنها تكمل تعليمها، وفعلاً أقنعتهم، وقدمت لها في الجامعة. لكن للأسف، هي مكنتش عايزة تكمل تعليمها. كانت بتحب واحد جارهم وتقدم لها، لكنهم رفضوه بسبب ظروفه. وبعد شهر، جالي جواب منها بتشكرني إني كنت السبب إنها تكمل تعليمها، وهربت مع جارها ده يعني خدعتني يانور
ومن وقتها وانا كاره البنات وكاره الي بيتعملو .. انا عارف ان بستان اختي محترمه ومتربيه كويس بس شيطاني عما  ني 

نور: آسفة إني فكرتك بحبيبتك.

فريد: لا، ما كنتش بحبها زي ما أنتي فاهمة. كنت معجب بيها، بس مش حب. كان صعب عليّ إني اتعامل بطيبة وهي استغلت ده. الحمد لله، اتعلمت من ده، وأحس إني اتعافيت. تعرفي يا نور، إني مرتاح معاكي وأنا بتكلم؟

نور (بابتسامة): نحن في الخدمة دايمًا. هروح أشوف عمر وليلى.

مشيت نور، وظل فريد ينظر إليها بتفكير عميق، وقال لنفسه: "شكلي اتشعلقت بيكي يا بنت عمي."
----------------------------

بعدما انتهى سليم من جولته مع بستان بين الزهور، قررا أن يجلسا لبعض الوقت في ركن هادئ داخل حديقة الفيلا، كانت الشمس على وشك المغيب، والألوان الدافئة للسماء تضفي لمسة رومانسية على الأجواء.

بستان (وهي تنظر للسماء): المكان هنا بيفكرني بحاجات كتير حلوة كنت بحلم بيها زمان.

سليم (مبتسم): زي إيه يا بستان؟

بستان (بخجل): زي إني ألاقي مكان أقدر فيه أكون على طبيعتي، بعيد عن ضغوط الدنيا. كنت بحلم كمان إني أكون مع حد بيفهمني من غير ما أتكلم.

سليم (وهو ينظر لها بتركيز): وأنا كنت بحلم ألاقي حد يقدر يفهمني أنا كمان، ويكون سندي في كل حاجة. يمكن يكون ده اللي خلاني أصمم أعمل المكان ده،

بستان (بنبرة هادئة): تحس إنك أخيرًا لقيت اللي كان ناقصك، يا سليم؟

سليم (نظرة ثابتة): يمكن يكون لسه، ويمكن تكون اللحظة دي بتقربني من اللي أنا بدور عليه.

صمتت بستان، وشعرت بقلبها يدق بشدة وهي تتجنب النظر لعينيه، وكأنها خائفة من أن تقرأ مشاعره بوضوح. كانت تحاول تماسك نفسها، لكن حواجزها بدأت تنكسر.

بستان (بصوت منخفض): عارف يا سليم، ساعات الواحد بيكون عارف اللي بيدور عليه بس بيخاف يلاقيه، لأن ممكن يكون فيه جرح جواه مش عايز حد يعرفه.

سليم (بثقة وهو يمسك يدها بلطف): يمكن تكوني خايفة، لكن اللي بيوجه قلبك عارف إزاي يلاقي الحاجات اللي بتطمّن قلبك.

بصت بستان ليده الممسكة بيدها، وحست بطمأنينة غريبة أول مرة تحسها، كأنها لقت المكان اللي كانت بتدور عليه في قلب سليم، بدون أي كلام تاني، اكتفوا بنظرة طويلة صافية، مليانة مشاعر بدون كلام.

وفي اللحظة دي، كان سليم وبستان متأكدين إن الرحلة اللي كانت لسه بتبدأ بين قلوبهم، رحلة طويلة، مستنية تكشف عن حاجات كتير كانوا دايمًا بيدوروا عليها في أحلامهم.
تعليقات



<>